Skip to main content

Full text of "الانوار الساطعة"

See other formats

























ZS 3 a E Sa GS 
ORES COD OR 





١ 1 | BEE 1 


ا 
7 












































A EECA) 
OOO 


ج سسسب ججح 








REA EFE TTR 





O 


الأنوار الساطعة 


شرح الزيارة الجامعة 


۲ 


الأنوار الساطعة 
في 
شرح الزيارة الجامعة 


تأليف 


الشيخ جواد بن عباس الكربلائي 
مراجعة 
محسن الأسدي 


الجز. الثالث 


الطبعة الأولى ' 
جميع الحقوق محفوظة 


١‏ ھ_ ۲۰۰۷م 





. مؤسسة الأعلمي للمطبوعات 





أبيروت - شيرع المطار - قرب كلية الهندسة Published by Alaalami Library‏ 
سنتر زعرور- ص ب ۱۱/۷۱۲۰۰ 7120 Beirut- Lebanon po. Box‏ 


1 Fax: 45047 ‘toy فاکس:‎ 4٠۰4۲١ هاتف:‎ 
E-mail: alaalami(:yahoo.com. . 


سد ووب 2 
ا 0 
لوخت کر 
e‏ م a‏ 


الحمد لله رب العالمين وصلى اله على محمد وآله آل الله ولعنة الله على أعدائهم 


أعداء الله. 
وبعد. هذا هو الجزء الثالث من الأجزاء الخمسة المسمّى ب «الأنوار الشاطعة 
في شرح الزيارة الجامعة». 


كتبته وأبرزته في عالم المطبوعات کي ينتفع به كل من يروم أن ينوّر بنور 
الولاية العظمى» ويشرح صدره لعلوم محمد والهه. 
ونشرع من جملة: السّلام على الأئمة الدعاة. 


قوله!ة: السلام على الأئمة الدعاة. 

الأئمة جمع إمام نحو اكيسة جمع كساء. 

قال في الجمع: أصل أعة أءئمة فالقيت حركة اميم الأولى على الهمزة وادغمت 
المهم في المي وخففت الهمزة الثانية؛ لئلا تجتمع همزتان في حرف واحد مثل أدم 
وآخر. فمن القراء من ببق الهمزة خففة على الأصل. ومنهم من يسهلها والقياس بين 
بين. وبعضهم يعده لحنا ويقول: لا وجه في القياس. 

أقول: ومعنى تسهيلها هو قراءتها (أي ا همزة) بنحو يكون في التلفظ ما بين 
الهمزة والياء» وبعضهم يقلبها ياء» وبعضهم يقرأ الهمزة الثانية محركة. 

أقول: ولعل هذه القراآت فيها من ألسن العرب غير الفصاح؛ ولذا قال بعضهم: 
إن هذا لحن ولا وجه للقياس. 

والدعاة: جمع الداعي كقضاة جمع قاضي. 

وكيف كان فعنى الجملة هو أن الإمام في كتاب الله إمامان. 


RE ۸‏ ةم نمث الانوان الساطفة 


فف تفسير نور الثقلين عن أصول الكافي'". باسناده عن طلحة بن زيد عن أبي 
عبداللّه ا قال: 

إن الأئمة في كتاب اللّه عزوجل إمامان. 

قال الله تبارك وتعالى: إوجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا» لا بأمر الناس. 
يقدمون أمر الله قبل أمرهم. وحكم الله قبل حكيهم, قال: إوجعلناهم أئمة 
يدعون إلى النار» يقدمون أمرهم قبل أمر اللّه. وحكنهم قبل حكم اللّه. ويأخذون 
بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله عزوجل. 

وفيه”” عن عيون أخبار الر ضائية حديث طويل في وصف الإمامة والإمام, 
وذكر فضل الامام يقول فيه اىة: 

ثم أكرمه الله عزوجل (أي إبراهي #) بأن جعلها في ذريته وأهل الصفوة 
والطهارة فقال عزوجل: (ووهبنا له اسحق ويعقوب نافلة وكلاً جعلنا صالحين 
وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات واقام الصلوة وإيتاء 
الزكوة وكانوا لنا عابذين) فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرناً قرناً حتى 
ورثها الني کل 

فقال الله جل جلاله: 

طإأن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبى والذين آمنوا واللّه ولى 
ازن فكانت خا نل ماع علا ةيامر الله عزو مل مل رست ا 
فرض اللّه تعالى. فصارت في ذريته الأصفياء الذين أتاهم الله العلم والإيمان 
بقوله تعالى: «قال الذين اوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم فى كتاب الله إلى يوم 
البعث) فهي في ولد علي بن أبي طالب خاصة إلى يوم القيامة إذ لا نبي بعد 


اجا ص ,33١‏ 
۲ اصول الكافي: ج ٣ص‏ ا 





في شرح الزيارة الجامعة عن تسا ESER SAS‏ هه EES‏ بال SNES‏ عورا SRE E‏ 


وفي أصول الكافي مثله سواء. 

وفيه عن كتاب المناقب لابن شه راشوب عن الني ب حديث طويل في فضل 
على وفاطمة نيك وفيه قالظَي: وارزقها ذرية طاهرة طيبة مباركة. واجعل في 
رم البركة. واجعلهم أعْة بهدون بأمرك إلى طاعتك. ويأمرون بما يرضيك. 
الحديث. 

وفي بصائر الدرجات بإسناده عن ابن ك يعفور قال: قال لي أبو عبداللّه!ة: 
ا ر ا حرس بابر انه ا انا 
ففردهم لذلك الأمر. فنحن هم يا بن أبي يعفور» فنحن حجج الله في عباده. 
وشهداؤه في خلقه. وأمناؤه وخرّانه على علمه» والداعون إلى سبيله. والقاتئمون 
بذلك. فن أطاعنا فقد أطاع اللّه. 

فالمستفاد من هذه الأحاديث المتضمنة لتلك الآيات أن الأئة على قسمين: 

0 إمام بدي بأمر اللّه. 

د إمام يدعو إلى النار. 

وان الأمة الذين يدون بار الله هم ذرية رسول الله ل فهذهالمجملة في 
الزيارة كساير الجمل التي تكون قريبة المضمون مع هذه تدل على أن الأمُة 8 هم 
الدعاة إليه تعالى؛ وأنهم المشار إليهم في قوله تعالى: إوجعلناهم أئمة يهدون 
بامرنا). 

ثم إن الجمل الواردة في هذه الزيارة الشريفة المتضمنة هذا المعنى على أقسام» 
كل منها يشير إلى جهة من جهات الدعوة إليه تعالى فنقول: 

قوله لا هنا: السلام على الأمة الدعاة, فهذه الدعوة عبارة عا أودعه الله 


0 ا شان شق د انك .4ن د الامؤا رالضاطعة 


تعالى في حقيقتهم نبي من أسرار التوحيد. التي بها يتصفون بصفة الداعوية 
الذاتية. والشأنية الواصلة إلى المرحلة الفعلية, فهى بهذه المرتبة الفعلية يعبر عنها 
بكونهم الدعاة إلى اللّه, كما تقدم في السابق من قوله لهة: السلام على الدعاة إلى 
اللّه. 

وبالجملة, هذه الجملة للإشارة إلى القابلية الذاتية للداعوية إليه تعالى مما 
جعل اللّه فيم من أسرار التوحيد. والجملة السابقة للإشارة إلى المرحلة الفعلية 
الظاهرة في الخلق قولاً وفعلاً وصفة كا لا يخق. 

فقو له هنا: الدعاة إلى اللّه. يشير إلى منصب الداعوية, كا أن قوله لذ 
السلام على أئة الهدى. يشير إلى منصب الامامة الذاتية. 

وأمَا قولهكة: الدعوة الحسنى. فالمراد منها معناها الأسمى أي حقيقة الدعوة 
الإلهية. التي هى اثر من تلك القابلية الذاتية التي تقدم ذكرهاء فاذا أظهروها 
- بالقول فما يكون قولياً أو بالفعل فيا يكون فعلياً ‏ فيتصفون بالداعوية الفعلية إلى 
اللّه تعالى. 

والحاصل: أن ما تحصل به الدعوة من بيان المعارف والأحكام. والأمر 
بالمعروف والنهي عن المنكر تكون الدعوة الحسنى. وملخص القول: أنهم ا 
بلحاظ القابلية الذاتية المستجمعة للأسرار الإطية فهم الأئمة الدعاة ذاتاًء وبلحاظ 
الاظهار والفاعلية لتلك الدعوة, فهم الدعاة إلى الله قولاً وعملاً. وبلحاظ بيان ما 
به الدعوة الإلهية من ذكر المعارف والأحكام والأمر والنبي فهم لي الدعوة 
الحسق: 

وكيف كان فهم ليه دلوا العباد على سبيل الرشاد. واوضحوا أمر الله تعالى 
ونهيه. وأقاموا في جميع العوالم ماکان معوجاً في جميع الأمور, وفي جميع أصناف 


فى شرح الزيارة الجامعة ......... ... اس ss‏ يكنا 


ا لخلق فهم ني دعوا جميع الموجودات إليه تعالى كل بلسانه من الجمادات 
والنباتات والحيوانات والناس با فم الأنبياء السابقون بل والملانكة أيضاً. وهذا 
مر واضح لا يخ على المتتبع لآثارهم ليلا 

وأمّا بيان كيفية دعوة كل موجود إليه تعالى فهو ختص ميا فإنهم 
العارفون بحقائق الموجودات بتعريف اللّه تعالى هم فلا حالة يدعون كلا منها با 
يخصه في الفهم والدعوة کا لا يخق. 

وهذه الجملة التى أشير إليها للإشارة إلى انبم ليك متصفون ذه الدعوة منه 
تعالى لاغيرهم فلهم هذه المناصب؛ ولقد قامواءة بهذه الدعوةء وأجهدوا أنفسهم 
الشريفة. وأتعبوها بكلّ المشاق حتى ظهر أمر الله تعالى في عام الوجود. 
بحيث لولاهم لما عرف الله ولولاهم لما عبد اللّه كما تقدم والحمد لله رب 
العالمين. 


قوله الا: والقادة الهداة. 

أقول: في المجمع: والقود أن يكون الرجل أمام الدابة آخذاً بقيادهاء القود 
(بالفتح فالسكون) الخيل» والقياد (ككتاب) حبل تقاد به الدابة والمقود الحبل يش 
به الزمام أو اللجام تقاد به الدابة والجمع مقاود. 

وفيه: والقائد واحد القواد والقادة. وفي حديث علي 92: قريش قادة ذادة. اي 
يقودون الجيوش, جمع قائد. انتهى ملخصاً. 

أقول: والمعنى انهم ك يقودون شيعتهم إلى طريق النجاة وأعلا الدرجات.كا 
عد عنهم هذا كثيراً والهداة جمع الطادي, ولما كانت القادة حسب معناه اللغوي 
عاماً يشمل من يقود غيره إلى الهدى أو إلى الضلال كما لايخق. فاتصفت في العبارة 
بالهداة إشارة إلى ا مصاديق قوله تعال: «وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا» وقد 


.............الأثوار الساطعة 


نقدم الحديث في بيان هذه الآآية. فهم ني القادة الهداة إلى كلّ خير. 

أقول: وفيه أيضأ إشارة إلى أنهم نل مصاديق قوله تعالى: إإنّما أنت منذر 
ولكل قوم هاد چ , 

ففي نفسير نور الثقلين'". عن أمالي الصدو ق بإسناده إلى عباد بن عبداللّه 
قال: قال علي : 

«ما نزلت من القرآن آبة إلا وقد علمت أين نزلت وفيمن نزلت. وفي أيّ شىء 
كبرو شيل رلك ار و جيل تولك قل E E‏ اكت 
سألقوني ما أخبرتكم؛ نزلت في هذه الآية: 9إنّما أنت منذر ولكل قوم هادي 
فر سول الله ةة المنذر وأنا اهادي إلى ما جاء به. ٠‏ 

وفيه عن جمع البيان. عن ابن عباس: لما نزلت هذه الآيةء قال رسول الله كَل 
«انا المنذر وعلي الطادي من بعدي. يا علي بك مهتدي المهتدون». 

وفيه عن كشف الحجة ابن طاووس ي عن أميرالمؤمنين !32 حديث طويل 
وفيه: قال اللّه تعالى لنبيه: إإِنّما أنت منذر ولكل قوم هاد» فاهادي بعد الني هاد 
لأمّته على ما كان من رسول اللَه ية فن عسى أن يكون اهادي إلا الذي دعاكم 
إلى الحق وقادكم إلى الهدى. 

وفيه عن أصول الكافي بإسناده عن الفضيل. قال: سألت أبا عبداللّه ل عن 
قول اللّه عزوجل: إولكلٌ قوم هاد» فقال: كلّ إمام هاد للقرن ألذي هو فيهم. 

وفيه بإسناده عن أي جعفر ل في قول الله عزوجل: لإِنّما أنت منذر ولكل 
قوم هاد» فقال رسول اللَّهيية: أنا المنذر. ولكلّ زمان منا هاد ديهم إلى ما جاء به 
نبي الله َة ثم الهداة من بعده علي ثم الأوصياء واحدا بعد واحد. 

وفيه عن تفسير العياشي. عن مسعدة بن صدقة» عن جعفر بن محمد عن أبيه 


١‏ -الرعد : لا. 


.185 ج ۲ ص‎ ٣ 


فى شرح الزيارة الجامعة ...... ا 


عن جده قال: قال أميرالمؤ منين42: فينا نزلت هذه الآية: 9إِنّما أنت منذر ولكل 
قوم هاد» فقال رسول اللَهيي: أنا المنذر وأنت الهادي يا علي فهنا اهادي والنجاة 
والسعادة إلى يوم القيامة. 

أقول: فهناء أي عند علي والأئة للك. 

وفيه عن عبدالرحيم القصير قال: كنت يوماً من الأيام عند أبي جعفر ا فقال 
يا عبدالرحيم. قلت: لبيك. قال: قول اللّه:«إنّما أنت منذر ولكل قوم هاد» إذ قال 
رسول اللي أنا المنذر وعلي الهادي, ومن اهادي اليوم؟ قال: فكثت طويلاً. ثم 
رفعت رأسي فقلت: جعلت فداك هی فيكم توارثوها رجل فرجل حت انتهيت إليك 
فأنت جعلت فداك الهادي, قال صدقت يا عبدالرحيم. إن القرآن حيّ لا يوت 
والآآبة حية لا تموت. 

وفيه عن تفسير علي بن إبراهيم: حد ثني أبي عن حماد عن أبي بصير. عن أبي 
عبدالله نة قال: المنذر رسول الله عي واهادي أميرالمؤمنين وبعده الأئة نيل وهو 
قوله: (ولکل قوم هاد» في كل زمان هاد مبين. وهو رد على من ینکر أن في كل 
أوان وزمان إماماً. وان لا تخلو الأرض من حجة كا قال أميرالمؤمنين ة: لا خلو 
الأرض من قائم بحجة الله إما ظاهر مشهور وإما خائف مغمور؛ لثلا تبطل حجج 
الله وبيناته. 

فهم ميك يقودون المؤمنين في جميع عوالم الوجود إلى ما فيه رضا الربّ تعالى. 
وإلى كل خير في كلّ عالم, وإلى السعادات في الدنيا والبرزخ والآخرة بالقول 
والصفات المحسنةء والأعال الصالحة تشريعاً وتكويناً. أما الأول: فظاهر وأما 
الثاني: فلأن المؤمنين بنورهم بهتدون إلى الحق كما تقدم من قوله لكة: واللّه إن الأئمة 
هم الذين ينورون قلوب المؤمنين. ومن أن علياًة يمير العلم للمؤمنين. 

وتقدم أنهم ني الحفظة. فهم يحفظون بأمر الله وإذنه من استجاب لهم في 
دعواتهم ني له فيحفظونهم من الأخطار في كل حال فينقلونهم بسبب حبّهم 


ا ا وا ات الأنوان الساطعة 


والقسك بولايتهم إلى منازل الجنان في البرزخ والآخرة, حتى يردوهم منازهم في 
حظيرة القدس وفي جوار رب العالمين كلا على حسب استجابته وقبوله الولاية, 
والقسك بهم والعمل يما أمروا بالمعرفة هم كما تقدم. 

والحاصل: انهم كك يقودون شيعتهم بما ملكهم اللّه من أزمة القيادة والأمور 
الإهية إلى رفيع الدرجات وجميع الخيرات ومنازل الجنان خالدين فيا بشتهون. 
بحيث لا خوف عليهم ولايحزنون. 

تذييل: إعلم أنهم جا كا أنهم يقودون شيعتهم إلى تلك الدرجات. كذلك 
يسوقون أعداءهم إلى أضداد تلك الأأحوال. من الدركات السافلة إلى أن يحلوا 
أعداةهم دار البوار والنكال وعظيم الأهوال.كما يشير إليه ما في زيارة صاحب 
الأمر (عج): السلام على نعمة الله السابغة ونقمته الدامغة. 

وقد تقدم مراراً قول علي 49: «أنا قسم ال جنة والنار» فلا ريب في أن معناه 
أنهم يقودون من أحبهم إلى ا جنة. ومن عاداهم يسوقونه إلى النارء كيف لا وقد قال 
رسول الله ديا علي حبك إيهان وبغضك كفر» ومعلوم أن منشأ الجبنة هو 
الإان. ومنشاً النار هو الكفر, فإن كان حبه إياناً فحبه منش ا الجنة, وإن كان بغضه 
كفراً فبغضه منشأ الناركا لا يخق؟! 

وإلى هذا يشير ما عن الرضالة للمأمون (عليه اللعنة والعذاب) في بيان وجه 
كون على ل قسيم الجنة والنارء فراجع عيون أخبار الرضالئة. 

وكيف كان قال اللّه تعالى: إفاهدوهم إلى صراط الجحيم» وقال تعالى: 
«ألقيا فى جهنم كل كفار عنيد» 7" وليس سوقهم كه للظالمين إلى الجحيم 
والشقاوة إضلالاً هم بل لما لم يقبل الأعداء منهم ليه الهداية والإيمان فحقّ عليهم 
العذاب لذلك. فكان جزاؤهم حينئذ أن يساقوا إلى العذاب والجحم. قال الله 


.11:قةروس-١‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة مسد ERE A A‏ 


تعالى: (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون * من دون الله 
فاهدوهم إلى صراط الجحيم * وقفوهم انهم مسئولون * ما لكم لا تناصرون # بل 
هم اليوم مستسلمون * وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون © قالوا إنكم كنتم 
تأتوننا عن اليمين * قالوا بل لم تكونوا مؤمنين * وما کان لنا عليكم من سلطان بل 
كنتم قوماً طاغين : فحقّ علينا قول ربنا إنا لذائقون * فأغويناكم انا كنا غاوين # 
فإنهم يومئذ فى العذاب مشتركون»”" الآيات. 

فف هذه الآيات الشريفة جهات من الكلام. 

منها: الذي يدل على ما قلنا وحاصله: أنه تعالى أمر بقوله: (فاهدوهم إلى 
صراط الجحيم) أن يساقوا إليها. فاهداية كناية عن السوق إلى النار بدلاً عن 
الهداية إلى الجنة, أي فكان الأولى أن هدوا إلى الجنة, ولكنهم لسوء فعلهم هدوا إلى 
الصراط الجحيم وليس هذا اضلال هم» بل لما لم يكونوا مؤمنين فحق عليهم قول 
رهم من الوعيد طم إذ لم يؤمنوا بالعذاب. فسوقهم إلى الجحيم جزاء لفعلهم لا 
اضلالاً هم ىا لايخق. 

وكيف كان, فباتصافهم يك مهذين الوصفين من اهداية للمهتدين. وبسوقهم 
للظالمين إلى النار بذلك الملاك المذكور يقال هم: القادة المداة, بلحاظ الصفة الأولى. 
والذادة الحماة كما سيأتي قريباً بلحاظ الثانية. 

وفي حديث أبي الطفيل قال: قلت: يا أميرالمؤمنين اخبرني عن حوض 
النبى ب في الدنيا أم في الآخرة. قال: بل في الدنياء قلت: فن الذائد عليه؟ قال: أنا 
بيدي لأوردنّه أوليائي ولأصرفن عنه أعدائيء الحديث. 

أقول: قيل: المورد هو القائد. والصارف هو الذائد. وهذا الحديث شرح يطول 
بيانه ولعلّه يججيء في طي الشرح إن شاء الله تعالى. 


79-5١ :تافاصلا-١‎ 


1 ا eR‏ .2:42:03 الأنوار المتناطعة 


قوله إلا: والسادة الولاة 

أقول: في الجمع: السيد: الرئيس الكبير في قومه. المطاع في عشيرته وإن لم يكن 
هاشميا ولا علوياء والسيد: الذي يفوق في الخير. والسيد: المالك. ويطلق على الربٌ 
والفاضل والكريم والحليم والمتحمّل أذى قو مه والزوج والمقدّم. قوله تعالى: 
إوألفيا سيدها لدا الباب» أي زوجها.. إلى أن قال: وف الحديث: «العلماء سادة» 
ساد يسود سيادة, والاسم السودد, وهو الجد والشرفء فهو سيد والأنثق سيدة. ثم 
أطلق على الموالي لشرفهم» وإن م يكن في قومهم شرف. والجمع سادة وسادات 
انتهى. 

وقال بعضهم: إن حقيقة السيادة هو الجد والشرف. وساير المعاني من لوازمهاء 
والمجد عبارة عن العلو الذي لايدرك كنهه, والفرق بينه وبين الشرف أنه بحسب 
الذات والشرف بحسب ال لكات والصفات. والولاة جمع الوالي وهو الأولى 
بالتصرف فيمن يول عليه. 

أقول: أمَا كونهم م الولاة والأولى بالتصرف, فقد تقدم مفصلاً في بيان معنى 
الولاية ما يدل عليه من الآيات والأحاديث من قوله تعالى: «النبئ أولى 
بالمؤمنين من أنفسهم» وقوله تعالى: إلّما وليكم الله ورسوله» وقولهيَلِيُ: «من 
كنت مولاه فعلي مولاه». 

وقال بعض الأعاظم: وقد ورد عن الباقر ا في قوله تعالى: «النبي أولى 
بالمؤمنين من أنفسهم»: أنها نزلت في الإمرة (يعني الإمارة) أي هو أحق بهم من 
أنفسهم حتى لو احتاج إلى ملوك لأحد هو حتاج إليه جاز أخذه منه. 

وورد في آية الولاية من قوله: إلّما وليكم اله أي هو أحق بهم من أنفسهم 
حتى لو احتاج إلى ملوك لأحد هو حتاج إليه جاز أخذه منه. 

وورد في آية الولاية من قوله: «إنما وليكم الله . عن الصادق لية: : أن ن الخاتم 


فى شرح الزيارة الجامعة NN SSE Oe‏ 


الذي تصدق به كان وزن حلقته أربعة مثاقيل فضة. ووزن فصه خمسة مثاقيل. 
وهي ياقوتة حمراء قيمته خراج العام وخراج الشام ستائة ئة مل فضة وأربعة 
أحمال من الذهب. انتهى مختصيراً وتمام الكلام فيا تقدم فراجعه. 

وأماكونهم ل السادة فقد علمت: أن حقيقة السيادة هو الجد والشرف. وباق 
المعاني من لوازمها. وسيجيء في شرح قولهلظة في الزيارة: «فبلغ اله بكم أشرف 
محل المكرّمين, وأعلى منازل المقربين» وأرفع درجات المرسلين. حيث لا يلحقه 
لاحق. ولا يفوقه فائق, ولا يطمع في إداركه طامع, وفيها: طاطا كل شريف 
لشرفكم: ويخع كل متكير لفضلكم» فهم 2 في حل من اللو والشرف حيث لا 
يدرك حقيقته فكيف بالوصول إليه او الطمع فيه. وتقدم قولههة: إن امرنا لا يحد, 
أي لا حاط به علا فكيف الوصول إليه. 

والحاصل: أن ذواتهم المقدسة في مقام القرب منه تعالى. والتلق منه تعالى حقّ 
التجليات الإهية بحيث لا يكون لأحد غيرهم كما قال لا في الزيارة: «اتاكم الله ما 
ل يوت اعدا من الاين وسيجى ع شرحه. 

وعليه: ف ال اسیا بلكل واحد منهم سيد السادات بعده 
تعالى. ومن لوازمها ساير المعاني التي ذكرناهاء فهم جل السادة بمعنى الرئيس 
والكبير. ولا ريب في أنهم لفت لمكان ولايتهم الكلية فلهم الرياسة والعظمة على 
الكلّ كما ظهرت آثارهما منهم يه في المخلق من القكن في القلوب قلوب الأولياء 
بل والأعداء. ومن ن المعجزات التي صدرت عنهم 24 حيث دلت على كونهم بمقام 

من الرياسة والعظمة بحيث تصدر منهم هذه الأمور الحنارقة n‏ 
وس لق عو زوق قوت و الاق ا تكوينيّة او 

أما الثاني فظاهر. إذ لا ريب. أن كل متشرع فافا هو يطيعهم في شرعه. 
وسيجيء قريب أن الملك العظير هو الطاعة هم. 


۱۸ 01021 0 ااال 


وأمًا الأول: فهم مطاعون في الخلق مطلقاً. فإذا دعوا غك ال خلق ولو غير البشر 
اجابتهم بحقائقهم ورقائقهم وبشؤونهم وبافئدتهم وقلوبهم وأرواحهم ونفوسهم 
وطبايعهم» بل وبالألفاظ والأحوال والأعمال والأقوال والحركات وا مخواطر 
والضمائر والسرائر. فكل شيء هم كيف لا وقد قال اللّه تعالى فيا تقدم أنه ما خلق 
الخلق إلا لهم, وقد اشتهر قول علي له4: «نحن صنايع الله والخلق بعد صنايع لنا» 
فكل شيء طم ولا حالة يطيعهم. 

وقد تقدمت إجابة الحمى للحسين##: حين دعاها بقوله: «يا كباسة» بحيث 
ع الصوت (صوت لبيك) دون المصوّت. 

ومن راجع معجزاتهم علم يقينا أن كل شيء يطيعهم إذا شاؤوا دعوهم با لجد. 
وبتصرف الولاية التكوينية الثابتة هم لاء وتقدم أن الملك المعطى هم هو الطاعة 
وستجىء الإشارة إليه. 

وبمعنى الذي يفوق في الخير. فإنهم ا فاقوا في كل خير كل الخلائق, كيف لا 
مع أن كل خير لأي موجود فإغا هو منهم كما سيأقي من شرح قولهلظة في الزيارة: 
«إن ذكر الخير فأنتم أصله ومعدنه ومأواه ومنتهاه..». فكل خير في الوجود فإنما هو 
فرع منهم وهم أصله. وكيف لم يفوقواكل خير وقد قال ا فيا سيأتي: «فبلغ اللّه 
بكم أشرف حل المكرّمين». 

فالله تعالى أحلّهم حلاً لا يطمع طامع من الخلق سواهم في إداركه. ولا يفوقه 
ولا يلحقه أحد منهم أبداً. 

وبمعنى المالك سواء فسر بالمالكية المالية أو الحكئية, فقد تقدم كونهم مالكين 
للخلق. بحيث يكون الخلق ملكأهم يتصرفون فيهم بما يشاؤون كا تقدم في شرح 
قوله لا: «وساسة العباد» وتقدم آنفاً عن الباقر ا في معق الأولوية من قوله: 
«حتى لو احتاج إلى ملوك لأحد هو حتاج إليه جاز أخذه منه» وهذه هي الأولوية 
بالمالكية في التصرف من صاحب المالء إلا أمَمِِقِةِ قد علمت قد جعلوا شيعتهم 


فى شرح الزيارة الجامعة AN EAS‏ 


ن 

وأا المالكية الحكدية فأيضاً قد تقدم أن ا ملك العظير هو الحكم الذي أعطاهم 
الّه. كما تقدم في تفسير قوله تعالى: «وآتيناهم ملكا عظيماً» عن الرضا# من قوله 
يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين. فالملك همهنا الطاعة طم لچ الحديث. 

أو فسر بعنى المدبر والمربي والمتمم والمنعم والصاحب, فإنهم 24# مالكون 
للخلق بجميع هذه ا معاني أيضاًء فإنه بعدما ثبت هم الولاية التكوينية من التصرف 
في الموجودات والخلق؛ وأن إرادة الربٌ تصدر من بيوتهم إلى الخلق بعدما تبط 
اله ك هال وها يت أب عله التق خسوا العلة الفائيةبدل 
وغيرها كما تقدمت الإشارة إليه. فلا حالة هم التدبير والتربية. وقي كلّ ناقص. 
واعطاء النعم الإهية للخلق, فان هذه من شؤون ولايتهم التكوينية. 

ومنها يعلم أنهم مصاحبون للخلق في جميع الأحوال كيف لا وهم سبب 
الإفاضة منه تعالى هم؟ فلا يفارقون الخلق, فكيف يبق خلق في مفارقتهم» مع أن 
بقاء كلّ موجود بهم بالعلة الفاعلية فهم مصاحبون للخلق بهذا المعنى. ومعنى 
كونهم العلة الفاعلية, أن الايجاد الحقيق, وإن كان منه تعالىء إلا أنه لماكان الايجاد 
ملك مج زهو طزيق الأ سالرت افلا اله شم كتالملة 
الفاعلية للخلق باللّه تعالى. وقد تقدم تحقيقه سابقاً. 

وما ذكر يعلم كونهم سادة بمعنى الربٌ والشريف والفاضل والكريم, أما الربّ 
فلا يراد منه إلا معنى التربية. وقد علمت أن طم تربية الخلق وإن أريد منه معنى 
رورجم إنا إل ماي امالك هاو إل سان مقانى السيادة المقدمة شرو 
يراد منه ما يراد منه في إطلاقه عليه تعالى. 

وأما الشريف: فقد علمت أن أصل هذه الأأمور هو الشرف وامجد الذاتي 
الثابت: ا شرفهم اللّه.تعالى. ومنه يعلم معنى السيادة إذا فسر بالفاضل كا لا يخق. 

وأمًا الكريم: فقد تقدم أنهم أحسن مصداق لقوله تعالى: «ولقد كرّمنا بني آدم» 


ARE ۲۰‏ وادال جا لاما البستاطفة 


وقوله تعالى: إعباد مكرمون) فهم حل الكرم منه تعالى فلا حالة هم الكرماء 
بجميع معنى الكريم كا لا بخن وبمعنى الحلم والتحمل لأذى قومه فلا ريب فيه لمن 
تتبع الأخبار وجد حلمهم» وتحملهم الأذى من جهال القوم, وعدم انتقامهم مع 
أنهم يقدرون على نحو لا يكن أن يقع من غيرهم. كيف لا وقد جعل اللّه الملائكة 
المدبرين للأمور بأصنافهم من الموكلين على الماء والأرض أو الجبال وأمثاها 
مأمورين بالإطاعة هم في أمرء كما يظهر من الأحاديث المروية في نزول الملائكة 
على الحسين ا يوم عاشوراء. وأنهم مأمورون بالاطاعة لها فما يأمرهم به 
ومع ذلك لم يأمرهم بشيء بل جعل أمر الانتقام بيده تعالى. 

وأمّا كونهم سادة بمعنى الزوج فانه لا يستقيم بظاهره. 

نعم لما كان اطلاق السيد على الزوج بلحاظ أن الزوج له رئاسة على الزوجة, 
أو له المالكية الحكمية عليهاء أو له الشرف عليهاء أو أنه المطاع ها في ا جملة إذ لاد 
من اطاعتها له كما يستفاد من قوله تعالى: «الرجال قوامون على النساء»”" إذ 
المنيقن أنه يراد من الرجال الأزواج ومن النساء الزوجات, لاكل رجل قوام على 
كل مرأة كما لا يخق. 

وكيف كان فبهذه الجهات أطلق على الزوج السيد. وحيث إنهم نيك وكا قد 
غلمت أن هم الرياسة والمالكيةء وهكذا غيرها على الخلق فهم زوج هم بهذه 
المعاني فهو من باب سبك محاز من محاز إذا أطلق عليهم السيد بمعنى الزوج. لا أنه 
يطلق عليهم الزوج بمعنى الفاعلية الزوجية؛ كما تكون هذه للزوج بالنسبة إلى 
زوجته» وان تكلف بعضهم بتصحيح إطلاق الزوج عليهم 2# بالنسبة إلهم بمعق 
الفاعلية الزوجية؛ بضرب من التاويل الراجع إلى التاثير والتاثر المعنوي. وهو 
تكلّف بلا ملزم كا لا يخق. 


.۳٤ : النساء‎ ١ 


فى شرح الزيارة الجامعة ا و ا SEES‏ 


قوله إ: والذادة الحماة 

الذود فى اللغة معنى الطرد يقال: لا تذودوه عناء أي لا تطردوه. ويقال: رجل 
ذائد. أي حامى الحقيقة دفاعاً والذادة جمع الذائد. والحماة جمع الحامي يقال: حميت 
المكان من 57 رمى حمياً وحمية (بالكسر) منعته عنهم. وحميته حماية إذا دفعت 
عه ومنعت: و میت القوم الماء أي منعتهم إيّاه. 

وال حمى -كإلى_المكان والكلاء والماء يحمى أي يمنع. ومنه جمى السلطان وهو 
كالمرعى الذي حماه فنع منه. : 

وفي الحديث: «ألا وإنّ لكل ملك حميئ, ألا وإنّ جى الله حارمه» فن رتع حول 
اليمى أوشك أن يقع فيه» أي قرب أن يدخله. ويقال: حامي الحمى: أي دافع ما 
لا ينبغى عن الحمى. كا أنه يقال: حامى الحقيقة, أي من تذود عنها ما ينافيها. 

إذا علمت هذا فنقول: الذود متعد إلى مفعول واحد بنفسه. وإلى المفعول الثاني 
بعن. فالمفعول الثاني هو المطرود عنهء كا أن المفعول الأول هو المطرود منه» فحينئذ 
إن كان المفعول الثاني الحوض الكوثر مثلاً فالمطرود هم الأعداء طردوا عن 
الحوض. وإن كان المكاره والنار والأذى مثلاً فالمطرود هم الأحباء والأولياء 
والشيعة مثلاً. 

فاذا قيل: إنهم يك الذادة لأوليائهم, أي أنهم لكل يذودون ويطردون عنهم ما 
لا يحب اللّه تعالى من العقايد الباطلة, وا مخطرات الفاسدة, والأعمال القبيحة. 
والأقوال الردية. والأحوال المستنكرة بل؛ والمأكل والملابس امحرمة بل والأكل 
والشرب المضرّين بالبدن أو العقل أو الداعين إلى الشهوات المحرمة وإلى القسوة, 
والحاصل يذودونهم عن كل ما يكرهه الله تعالى. 

وإذا قيل: إنهم يذودون أعداءهم أي ا يذودون ويطردون الأعداء عن كل 
ما يحب الله تعالى. وعن كلّ خير الذي أحد مصاديقه الحوض الكوثر. وعن 
الاعتقادات الحقة والأعمال الصالحة. 


وكيف كان فهم ني الذادة لاوليائهم عن كل شر في الدنيا والآخرة, كا أنهم 
يذودون أعداءهم عن کل خير فيهما. 

وأما كيفية ذودهم الأولياء والشيعة عا لايحب اللّه تعالى» فهو إما بالدعاء هم 
أو بالطلب منه تعالى لقبول دعائهم كما في الحديث: إنهم لل قالوا لشيعتهم: إا من 
ورائكم بالدعاء» الذي لا يحجب عن بارئ السماء. وإِمّا بالتعليم واللإرشاد والمداية 
بل والأخذ باليد. وإِمّا بيذل فاضل حسناتهم 24# لمم كما ورد أن المعصومين 
الخمسة ني جعلوا ثواب نصف أعماهم في ديوان شيعة أميرالمؤمنين ل فيا رواه في 
معالم الزلق7". عن كتاب تحفة الاخوان وغيره بحذف الإسناد قال: دخل رسول 
التي على أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب فرحاً مسر وراً مستيشراً فسلّم 
عليه فردايّة. فقال علي ا: يا رسول اللّه ما رأيتك أقبلت مثل هذا 5 فقال: 
حبيبي وقرة عيني أتيتك ابشّرك, إعلم أن في هذه الساعة نزل علي جبرئيل الأمين 
وقال: الحق جلّ جلاله يقرئك السلام ويقول لك: بشَر علياً أن شيعته الطابع منهم 
والعاصي من أهل الجنة, فلا مع مقالته خر لله ساجداً. فل رفع رأسه رفع يديه 
إلى السماء. ثم قال: اشهدوا علي أني قد وهبت لشيعتي نصف حسناتي. 

فقالت فاطمة الزهراء#ة: يا رب اشهد عل فإني وهبت لشيعة علي بن أي 


طالب ا نصف حسناتي. 
فقال الحسن490: يا رب اشهد عل أي قد وهبت لشيعة علي بن أي طالب 380 
فقال الحسين#ة: يا رب اشد علي أني قد وهبت لشيعة علي بن أبي طالب 


فقال التي عل : ما أنتم بأكرم مي اشهد عل يا رب أفي قد وهبت لشيعة علي 


١‏ ص‌۲۹۲. 


فى شرح الزيارة الجامعة Seats‏ 


ابن أبي طالب نصف حسناتي. 

فهبط الأمين جبرائيل + وقال: يا حمد إن الله تعالى يقول: ما أنتم بأكرم مني 
إني قد غفرت لشيعة علي بن أبي طالب ل وحبيه ذنوبهم جميعاً. ولو كانت مثل زد 
البحر ورمل البر وورق الشجر. 

وإما بتحمل الذنوب ثم المغفرة منه تعالى كما ورد في قوله تعالى: «ليغفر لك اللّه 
ما تقدم من ذنبك وما تأخر». 

في تفسير نور الثقلين بإسناده عن عمر بن يزيد بياع السابري قال: قلت لأبي 
عبداللّه4: قول اللّه في كتابه: «ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر» قال: ما 
كان له ذنب ولا هم بذنب» ولكن اللّه مله ذنوب شيعته ثم غفرها له. الحديث. 

وفيه في حديث آخر عن المجمع. عن الصادق لا قال: سأله رجل عن هذه 
الآية. فقال: والله ماكان له ذنب» ولكنّ الله سبحانه ضمن أن يغفر ذنوب شيعة 
علي ما تقدم من ذنبهم وما تأخر. 

وفي الكافي عن موسى بن جعفريكة ما حاصله: أن الله تعالى غضب على 
الشيعة فتحمل ل تلك المصائب؛ ليدفع اللّه تعالى غضبه عنهم» فراجعء الحديث. 

وإِمّا باستيهاءهم ل ذنوب شيعتهم منه تعالى إما في الدنيا وإما في الآخرة كا لا 
يخن على من راجع أحاديث الشفاعة فإنها أكثر من أن تحصى. 

وإما بتسبيب الأسباب الموصلة إلى السعادة الأبدية هم. كا يظهر ذلك من 
معاملاتهم يك مع شيعتهم. 

وما بتحبيب الإيمان في قلوبهم ببیان آثار ألطافه تعالى للمؤمنين. کا هو ظاهر 
كثير من احاديثهم. 

وإمًا.. يكون طينتهم من فاضل طينتهم .كما تقدم في كثير من الأحاديث. 
فإن هذا أحسن وجه؛ لأن يذودوا عن شيعتهم المفاسد. 1 

فإن المستفاد من هذه الأحاديث أن الشيعة متصلة مم ليا روحاءكما| هو 


AARNE RAS ete 4‏ الساطفة 


صريم بعضها من قولہ ل4: شيعتنا جزء مناء وفي بعضها: أنه لا فرق بيننا وبينهم بعد 
تزکیتهم» راجع تلك الأحاديث فهم ا يحنون إلى شيعتهم كما أن شيعتهم يحسنون 
إليهم, فا ظنّك حينئذ بهم ف بالنسبة إلى شيعتهم؟ 

وما بتنويرهم قلوب شيعتهم كا في الكافي بإسناده عن أي خالد الكابلي قال: 
سألت أبا جعفر ا عن قول الله تعالى: فامنوا باللّه ورسوله والنور الذى أنزلنا» 
فقال: يا أبا خالد النور واللّه الأمة بل يا أبا خالد لنور الإمام في قلوب المؤمنين 
أنور م الى اة الان وعم الذين ورون قلوب المؤسين ويب الله 
نورهم عمّن يشاء فيظلم قلوبهم ويغشاهم, الحديث. 

فعلم أنهم الذادة عن شيعتهم كل ما يكرهه اللّه. كل ذلك ما منحهم تعالى 
تفضلا هم ولشيعتهم كما يومئ إليه أيضاً قوله تعالى: «وما كان اللّه معذبهم وأنت 
فيهم» فوجوده سبب لرفع العذاب عن أمته بء بل ربا يسري هذا الأمر إلى 
شيعتهم فيدفع الله تعالى بواسطة أحد من الشيعة العذاب عن غيره من سائر 
الشيعة بل وعن غيرهم من أهل البلد. 

ففي الكافي بإسناده عن أي جعف ريه قال: إن الله ليدفع با مؤمن الواحد عن 
القرية الفناء. 

وفيه بإسناده عن يونس بن ظبيان, عن أي عبداللّه#ة قال: إن الله تعالى 
يدفع بمن يصلي من شيعتنا عمّن لا يصلي من شيعتناء فلو اجتمعوا على ترك الصلوة 
هلكواء وإن الله ليدفع بمن يحج من شيعتنا عمّن لا يحج, ولو اجتمعوا على ترك 
الحج هلكواء وإن الله ليدفع من يزكى من شيعتنا عمّن لا يزكى. ولو اجتمعوا على 
ترك الزكوة لهلكوا. وهو قول اللّه تعالى: إولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض 
لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين6”" فواللّه ما نزلت إلا فيكم 


30١ :ةرقبلا-١‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة Tea E aT‏ ا 


ولا عنی بها غيركم, الحديث. 

فإذاكان الله تعال يدهم مض القيعة عن الأخر متهم باعل الضالحية, أن 
ظنك بهم ني وما لهم من العبادات والأعمال المقبولة كلّها. فاللّه تعالى بهم 
وبأعماهم الصالحة يدفع المكاره عن الناس خصوصاً عن الشيعة في الدنيا 
والآخرة. 

هذا كله بالنسبة إلى شيعتهم, وأمّا كيفية ذودهم الأعداء عما يحبه الله تعالى 
فذلك لعلة وبأمور: 

ما العلة: فهي أن المنافق والكافر إذا مال بطبع ماهيته وسوء اختياره إلى 
العقيدة الباطلة والعمل الباطل» فلا حالة تصادم هذه الطبيعة الثانية ميل وجوده 
الأولي الذاتي الذي فطر على التوحيد إلى العمل الصا فكان حينئذ يحبٌ الشر 
للفطرة المغيّرة لسوء اختياره عن أصلهاء وهو حسب الفطرة الثانية المغيرة يميل إلى 
الشر. وإن كان بحسب الفطرة الايجادية, التى هى فطرة اللّه قبل أن يغير ييل إلى 
الخير. ولكن لا يمكنه العمل به انع أوجده في نفسه وهو الفطرة الثانية المغيّرة. 

وإلى هذه الحالة أشير في قوله تعالى: كلما أرادوا ان يخرجوا منها أعيدوا 
فيها» أي (واللّه العالم) كلما أرادوا أن يخرجوا بفطرتهم الايجادية التوحيدية منها 
أعيدوا فيها لوجود الفطرة الثانية ا مغيرة» وهذه هى المانعة عنهم لأن يمخرجوا منها. 

وكيف كان فالعلة لذودهم 2# الأعداء عن كل الخير» هو تركهم الإيان وقبول 
الولاية فلسوء اختيارهم يذادون عن كل خير. 

فی الكافي", باسناده عن أب عبد الله ا في حديث: كان رسول الله َة قد 
دعا قريشاً إل ولايتنا فنفروا وأنكروا: إلى أن قال: قلت: قوله تعالى: «.. من كان 
فى الضلالة فليمدد له الرّحمن مدا قال: كلهم كانوا في الضلالة لا يؤمنون 
١‏ -الكافي .\Yo:0‏ 
مریم : 6ل 


0 م ا ا 6 لان :اموا الستاقفة 


بولاية أمير المؤمنين ب ولا بولايتنا فكانوا ضالين مضلين فيمدً هم في ضلالتهم 
وظفيانهم حب يموتوا فيصيّرهم الله شر مكاناً وأضعف جنداً. الحديث. 

فعلم منه أن إمداده تعالى هم :في ضلالتهم إا هو لإنكارهم ولاية الأمّة 

وأمَا الأمور الى بها يذودون أعداةهم عن الخير: فهى إِمّا بالخذلان, فإنّه نا 
مال المنافق يمحيته إلى الع خذلوه عن الورع واغداية جزاء لسوء اختهاره فخل 
وطبعه. فحسن الشرّ لديه وزان بنظره بسبب الخذلان العارض له. فحبّه للشرٌ 
وترجيحه على الخير لأمرين: 

ك سوء اختياره وتركه للولاية والايمان. 

ها خذلانهم عك إِيَاهم. فهم في ظرف الخذلان يميلون إلى الشرّ بميلهم الذاتي 
لسوء اختيارهم النفساني» وفي هذا الظرف يتأ كد عزمهم على الشرور. 

فباعتبار سوء اختيارهم يصح استناد الشرّ والكفر إليهم -أي إلى الأعداء - 
وباعتبار خذلان الله تعالى والأئمة 2غ هم يصح أن يقال: إن الله تعالى أضلّهم أي 
خذهم. وأمدّ لهم في طغيانهم لسوء اختيارهم. 

وكيف كان فبهذا الخذلان ذادوهم عن الخير, الذي هو الحوض والجنّة 
والسعادات الدنيوية والأخروية, أعاذنا الله تبارك وتعالى من الخذلان بمحمّد 
وآله الطيّبين الطاهرين 62. 

وأمَا قولهلئة: الحماة. قيل: إن كالذادة معنى/؛ لأنّه كا يكون الذود أي الطرد عن 
الشرٌ بداعي الرعاية. فكذلك الحماية تكون بهذا الداعيء فكلاهما عن إلا أن 
الذادة تستعمل غالبا في دفع المكاره عن الحبوب بخلاف الحماة. فنا تستعمل في 
دفع الأعداء عن الخير غالباً وإن كان كل واحدةٍ منهم| قد تستعمل في معنى الآخره 
هكذا قيل. 

أقول: إذا استعمل كل من الذادة والحباة على حدة فهو كما قيل؛ وأما إذا اجتمعا 


فى شرح الزيارة الجامعة اعد وقو يد مسومو لمم عو ارم الو عل الكو مح بلسو يكاج ملك وتو خاو وا ترا i E‏ 


كما في المقام فيعطي كل منهما للآخر عنواناً. 

فقوله ثة: الذادة الحماةء يشار به إلى انبم هة لا يكون مقصدهم الأولى إلا 
حفظ الحقيقة, وهي التوحيد وهو تعظيم الباري تعالى بإجراء حدوده. وبيان 
معارفه والتحقق بالحقائق الإلهية, فهم يث في كونهم ذادة لحفظ الحقيقة سواء كان 
ذودهم الأولياء عن الشرّ, أو الأعداء عن الخير انما هو بلحاظ حفظ حقيقة الشرع. 
وتغزيل التوحيد في مظاهر الوجود؛ ولذا هم الحماة أيضاً أي هم حامون للحقيقة, 
ودافعون عنها المكاره. فهم ذائدون بداعى الحماية عن الحقيقة. وحامون بالذود 
عن الأرياء القن رالغاي ` 

وقد يقال: يكون الحماة تفسيراً للذادة وهوكما ترى كا أنه قد يقال: بأن الذادة 
يعم الذود للأولياءعن الشر.وللأعداءعن الخيركما علمت, وإذا عقب بالحماة يختص 
بالذود عن الأولياء, فإن هذا الذود يكون حماية دون ماكان للأعداء عن الخير كبا 
لا يخق فهذه محتملات العبارة. واللّه تعالى ورسوله ل وابن رسوله لا أعلم. 


قوله .لة: وأهل الذكر 

أقول: قد علمت سابقاً في شرح قوله#ة: أهل بيت النبوة» معنى الأهل لغة 
والفرق بينه وبين الآلء وعلمت ان الآل يطلق ويراد منه أشراف الأهل. فهو حينئذ 
أخص من أهل, وقد يستعمله أهل الشرع على العكس. فيراد من الأهل شرعاً 
أخصٌ من ينسب إلى الرجل, فيراد منه غالباً في كلماتهم الأئمة 4ه. 

فف معاني الأخبار بإسناده عن محمد بن سلوان الديلمي عن أبيه قال: قلت 
لأبي عبداللّهة: جعلت فداك من الآل؟ قال: ذرية حمدييية. قال: فقلت: ومن 
الأهل؟ قال: الأغة اء فقلت: قوله عزوجل: «أدخلوا آل فرعون أشدٌ العذاب» 
قال: واللّه ما عنى | إلا ابنته. 

هذا إذا أضيف إلى الانسان, وأما إذا أضيف إلى غيره مسن القرية والعلم» أو 


حرفة خاصة فيراد منه المخصوصون بذلك الأمر بحيث يختصون به دون غيرهم. 

فقوله #8ة: وأهل الذكر. أي هم القوم المخصوصون بالذكر با يراد منه من ا معنى. 

فف البحار عن المناقب في قوله تعالى: «إفاسئلوا أهل الذكر» قال الباقراهة: 
نحن أهل الذكر. 

فهذا الحديث يبين المراد من الأهل وأنه الأئمة بيه كما تقدم. 

وأمّا الذكر: فقد أطلق في القرآن الجيد على أمور: 

مده القرآن. 0 0 0 

فف بصائر الدرجات باسناده عن اي عبد الله لا ف قول الله تعالى: «وإنه 
لذكر لك ولقومك وسوف تُسئلون74" قال: الذكر القرآن ونحن قومه ونحن 
المسؤولون. : 0 

وفيه”" بإسناده عن أبي عبداللّه ل في قول الله تعالى: «إفاسئلوا أهل الذكر إن 
كنتم لا تعلمون) قال: كتاب اللّه الذكر وأهله آل محمد الذين أمر الله بسؤاهم ولم 
يؤمروا بسؤال الجهال. وسمّى اللّه القرآن ذكراً فقال: «وأنزلنا إليك الذكر لتبين 
للناس ما نزّل اليهم ولعلهم بتفكرون)". 

أقول: فحينئذٍ المراد من أهل الذكر أهل القران في قوله تعالى: «واسئلوا 


أهل الذكر» . 
ففيه عن أبي عبداللّه يف في معنى الآية إلى أن قال: رسول الله عله وأهل بيته 
المسؤولون وهم أولو الذكر. 


فعلم منه أنهم أهل القرآن. وأنهم المسؤولون, وأنهم قوم رسول الله ويهذا 
المضمون احاديث كثيرة كا لايخق. 
١-الزخرف:‏ 4غ. 


؟- بصائر الدرجات ص ١4ح‏ ۱۹. 


۳-النحل : 4غ. 


في شرح الزيارة الجامعة 1100 1000111171 


ومنها: محمد رسول اللَه الا 

في البحار عن تفسير العياشي, عن خالد بن نجيح» عن جعفر بن محمد ا في 
قوله تعالى: ألا بذكر الله تطمئنٌ القلوب»”" قال: بمحمد يلي تطمئن القلوب. وهو 
ذكر الله وحجابه. 

فحينئذ أهل الذكر يراد منه أهل رسول الله ءال أي من يختصون به. 

ومنها: أميرالمؤمنين خاصة أو هو والأمة كك. 

فق البعار عن قير عل ين اراهن «الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر 
اللّه) قال: الذين آمنوا الشيعة وذكر الله أميرالمؤمنين والأئة عل ثم قال: «ألا بذكر 
الله تطمئنّ القلوب». 

وفي تفسير نور الثقلين عن تفسير علي بن ابراهيم وقوله: «وإن يكاد الذين 
كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر» قال: لما أخبر رسول الله بفضل 
أمير المؤمنين 92 ويقولون إنه يجنون, فقال: سبحانه, وما هو يعني أميرا مؤ منين ل 
إلا ذكر للعالمين. 1 

وفي تفسير نور الثقلين. عن كتاب المناقب لابن * شهرآشوب بعد أن ذ کر قوله 
تعالى: (فاسئلوا أهل الذكر) ثم قوله تعالى: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون». 
تفسير يوسف القطان ووكيع بن الجراح وإسماعيل السرى وسفيان الثوري أنه قال 
الحارث: سألت أميرالمؤمنين 38 عن هذه. قال: واللّه إا لنحن أهل الذكر نحن أهل 
العلم نحن معدن التأويل والتغزيل. 

أقول: فيعلم أنهم نل حافظون للذكر با هو في صدورهم. 

وفي البحار وقال سليان الصهرشتي الذكر القرآنء إنا نحن نزلنا الذكرء وهم 
حافظون والعارفون بمعانيه. 

وفي تفسير البرهان, محمد بن يعقوب بإسناده عن أبي جعفر 4# عن 





18 :دعرلا-١‎ 


Ne ۳‏ السناطفة 


أميرالمؤمنين ا في خطبة الوسيلة قال أميرالمؤ منين ة: إلى أن قاللهة: ... 

أقول: بعد ذكر الآية المناسبة وهى قوله تعالى: «ياليتنى لم أتخذ فلاناً خليلاً 
لقد أضلّنى عن الذكر بعد أن جاءنى وكان الشيطان للإنسان خذولاً» فأنا الذكر 
الذى عنه ضلّ, والسبيل الذي عنه مال والإيمان الذي به كفرء والقسرآن الذي إياه 
هجر. والدين الذي به كدّب, والصراط الذي عنه نكب. الحديث. قولهية: 
والسبيل الذي عنه مال إشارة إلى أنه السبيل الذي يقوله الكافر: ياليتني اتخذت 
ع رفول سيلا 1 

فف تفسير البرهان عن محمد بن العباس بإسناده عن ابي عبدالله ل قال: قوله 
عزوجل: (ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً» يعني علي بن أبي طالباظة. 

وعن أبي جعفر ا في قول الله عزوجل: «ياليتنى اتخذت مع الرسول سبيلاً» 
يعني علي بن أبي طالب . ْ 

وف مقدمة تفسير البرهان, عن الاختصاص» عن جابر الجعني عن أي 
جعفرلية في حديث إلى أن قال: «فاسعوا إلى ذكر الله وذكر الله أميرالمؤمنين, 
الحديث. 

وفيه. وفي الكافي عن سعد الخفاف أنه سأل الباقر ا فقال: هل يتكلم القرآن؟ 
إلى أن قال ة: قال الله عزوجل: إن الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر 
الله أكبر» فالنهي كلام والفحشاء والمنكر رجال» ونحن ذكر الله ونحن أكبر. 

وفيه وفي رواية طارق بن شهاب عن علي ليه قال: إن الأئمة من آل محمد الذكر 
الحكيم. 

وفي زيارات علي لظة: مها الذكر الحكيم. 

وكيف كان فقد أطلق الذكر في كثير من الأخبار على على لا وعلى الأئمة 24ء 
ووجه إطلاق الذكر أو الذكر الحكيم عليهم ل فقد ذكر في مقدمة تفسير البرهان: 
قال شيخنا العلامة#: فسّر الأمة 86 بالذكر؛ لأنهم يذكرون الناس ما فيه 


في شرح الزيارة الجامعة امح ال 


صلاحهم من علوم التوحيد. والمعاد. وسائر المعارف والأحكام التي أعظمها 
الولاية ومعرفة الأَمّة85. 

أقول: بل الوجه انه قد قرّر في حلّه أن للقرآن كتابة وهو ما بين الدفتين ينء ولفظاً 
وهو ما تلفظ بتلك الكتابة, ولاريب في أنهما ليس هم إل جهة الحكاية عن المعنى, 
ويعبر عنهما بالوجود الكتبي واللفظى للقرآنء وله وجود ذهني وهو المعاني القرانية, 
التي تبادر من ألفاظه في الذهن أو المعاني التي فسرها الأنمة 864 فا عاني القاممة 
بالنفس من تعقل مداليل تلك الألفاظ والقراآت المتلقّاة من الأمة 2 هو الوجود 
الذهني للقران. 

وله وجود حقيقي خارجى موجود في نفس الأمر. وهو ما اا إليه في قوله 
تعالى: (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم» وقد تقدم أن المراد منه 
صدور الأَمة لي وأنها حقائق أرواحهم المطهّرة. وفي قوله تعالى: وکل شىء 
أحصيناه في إمام مبين) المفسر بأميرالمؤمنين ا كما تتقدم. وتقدم أن لا مراد 
بالكتاب الذي لاريب فيه وبالكتاب المبين, الذي لا رطب ولا يابس إلا وهو فيه 
هو أميرالمؤ منين + وتقدم أيضاً أنهم ل الأسماء الحسنى للّه تعالى. 

فحينئذ فالوجود الخارجي للقرآن هو أميرالمؤمنين والأنمة ك ولا ريب في أن 
القرآن الذي أطلق عليه الذكر. فإغا هو ذكر بلحاظ حقائقه التي هي نفس 
أميرالىؤمنين والأئمة 2 فحينئذ أحسن مصاديق الذكر هو الأنمةبوة 
وأميرالمؤمنين 32 فبهذا اللحاظ أطلق الذكر عليهم بل لمكان أنهم نك متصفون 
بأكمل حقائق القرآن وأحسنهاء فهم إا الذكر الأكبر. 

ونما ذكر علم وجه اطلاق الذكر على القرآن وعلى رسول الله ىا لا يخق, 
وكيف كان لا يراد من الذكر في قوله اء وأهل الذكر أميرالمؤمنين والأئمة به إلا 
على تقدير كون الإضافة بيانية كبا لاايخى, أي أن المراد من الأهل المضاف هو الذكر 
ثم إنه نما اطلق الذكر عليه: لأجل أن الذكر لماكان ما به ظهور المذكور بحسب الذكر 


فنا A‏ الأتوار المناطعة 


كبا وكيفاً. وقد تقدم قول السجادلية: «نحن مظاهره فيكم» فهم إا مظاهر الرب 
الذي بهم يذكر, فلا محالة هم ل أحسن مصداق لذكره تعالى. 

فف غاية المرام'", مسنداً إلى عبدالرحمن بن كثير قال: قلت لأبي عبداللّهة: 
«فاسئلوا أهل الذكر إن كتتم لا تعلمون» قال: الذكر محمد يلك ونحن المسؤولون. 
قال: قلت: قوله: «وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون). قال: أيانا عنى ونحن 
أهل الذكر ونحن المسؤولون. ٍ 

ثم إن الذكر له مراتب من اللفظ والكتابة وما في الذهن. إلا أن المصداق 
الخارجى الذي هو حقيقتهم ك يكون هو الذكر الحقيق والذكر الأكبر كما تقدم 
قول الباقراظة: ونحن ذكر اللّه الأكبر, فإنه لا يراد من قوله: نحن إلا حقيقتهم 
الربانية التق هى مظهر له تعالى» وبه تحصل الذكر الأكبر له تعالى بحيث لا يحصل 
من اللفظ والكتابة وما في الذهن كما لا يخق. 

ضرورة أن توصيف الذكر بالأكبر لا يحسن إلا إذاكان الموصوف هو الذكر 
الحقيق, لا الكتابة أو اللفظ أو التصور الذهني كا لا يخق. 

ومنها: الولاية, في المقدمة عن الصادق ا في قوله تعالى: ومن أعرض عن 
ذكرى» قال: يعني عن ولاية علي لية. 

وفي تفسير القمي عنه ا في قوله تعالى: «الذين كانت أعينهم في غطاء عن 
ذكري). قال: يعني بالذكر ولاية علي لة. 

وفي تفسير نور الثقلين”". بإسناده عن ابي بصير عن ابي عبدالله ا حديث 
طويل وفيه: قلت: قوله عزوجل: «الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري» قال: 
يعني بالذكر ولاية اميرالمؤ منين به الحديث. 

وفيه: في رواية أبي بصير في قوله: «وما هي إلا ذكرى للبشر» قال: نعم ولاية 


.7غ٠ -غاية المرام ص‎ ١ 
.5١١ص‎ ۲ تفسير نور الثقلين ج‎ - ۲ 


فى شرح الزيارة الجامعة ب 0 ee E‏ 


علي ا وقد أمروابها. 

وعليه ففعنى أهل الذكر أي أهل الولاية كا لا يخق. وكيف كان فهم ع أهل 
الذكر لتأهَلهم يه له وإنهم المستحفظون له والمتحملون لحقائقه ومعانيه. 
والمظهرون له بالبيان الشافي الكافي. والمبينون لحال الذكر الالهى. والمستدلون عليه 
با مجادلة الحسنة والبراهين القاطعة, والداعون إليه الخنلائق ولكونهم ل أهل 
الذكر بتلك ا معاني فقد شيدوا أركانه, وأحكموا بنيانه وأيدوه فها احتاج إلى التأييد. 

كيف لا وكل واحد من العترة والذكر مبتن على الآخر. فالعترة كتاب ناطق 
والذكر كتاب صامت والاآل يا مترجمون له والمستخلفون له. والقائمون با كلفوا به 
فيه وما دعاهم إليه. كيف لا وهم المخاطبون بالخطابات الإهية فن أبياتهم نزل 
الكتاب وهم أهله ومعدنه والعالمون به. فظهر أنهم :© أهل الذكر بجميع معافي 
الذكر لا غيرهم؟! 

ويمكن ان يراد بالذكر ذكر الله كما تقدم, فهو حينئذ جامع لجميع معاني الذكر 
المتقدمة, كيف لا وهم ذكر الله الأكبر كما علمت؟ 

م انه لا باش بتذييل الكلام بأ يتم الكلام به» وهو هو أنه يستفاد E‏ 
كثيرة نذكر بعضها أنه لابد لنا من سؤاهم والرد إليهم فيا اختلفنا فيه وليس عليهم 
الجواب بل هم الاختيار في الجواب وعدمه. 

ففي بصائر الدرجات”". بإسناده عن زرارة قال: قلت لأبي جعفرك49: قول الله 
تبارك وتعالى: إفاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) من المعني بذلك؟ قال: 
قلت: : فأنتم المسؤولون؟ قال: نعم. قال: قلت: ونحن السائلون؟ قال: نعم» قال: 
قلت: فعلينا أن نسألكم, قال: نعم, ة قلت: وعليكم أن تجيبونا؟ قال: ذاك إلينا إن شئنا 
فعلنا وإن شئنا لم نفعل, ثم قال: هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب. 
وفي البحار عن تفسير العياش» عن حمزة بن محمد الطيار قال: عرضت على 





١-بصائر‏ الدرجات ص۲ .٤‏ 


Re rt‏ تاو 040 الانوان المتاطعة 


أبي عبداللّه 4 بعض خطب أبيه حتى انتهى إلى موضع فقال: کف فاسکت. ثم قال 
لي: اكتب واملى على أنه لا يسعكم فيا نزل بكم ما لا تعلمون إلا الكفٌ عته. 
والتنبّت فيه ورده إلى عة ا هدى حتى يحملوكم فيه على القصد ويجلوا عنكم فيه 
العمى قال: طإفاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون». 

وفيه عن كنز جامع الفوائد بإسناده عن أبي الحسن موسى 9ه في قول الله 
عزوجل: «لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون» قال: الطاعة للإمام بعد 

وفيه بعدما نقل عن بصائر الدرجات بإسناده عن عمر بن يزيد قال: قال أبو 

جعفراك3: «وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون» قال: رسول اللَه تلل وأهل 
بيته أهل الذكر وهم المسؤولونء الحديث. 

قال #: بيان: فسّر المفسّرون الذكر بالشرف والسؤال بأنهم يسألون يوم 
القيمة عن أداء شكر القرآن والقيام بحقه وعلى هذه الأخبار (المعنى) أنكم تسألون 
عن علوم القرآن وأحكامه في الدنيا والآخرة. 

أقول: حاصله: أنه لما كان المراد بالذكر في قوله تعالى: ونه لذكر لك» القرآن 
با هو شرف للمؤمنين, فهو حينئذ نعمة منه تعالى هم فلابدٌ من أداء شكرها فلا 
حالة يسألون عن أداء هذا الشكر الذي هو القيام بحقه. 

وكيف كان علم أنه لاب لنا من السؤال وإن أجابوا لاد لنا من الطاعة وليس 
علبهم الجواب, بل هم الاختيار فى ذلك لما أعطاهم الله تعالى ذلك الاختيار بقوله 
تعالى: هذا عطاؤنا» الآية. 1 

والسّرٌ فيه هو أنه لما أشهدهم 24# خلق الكل من السموات والأرضين 
والملائكة والناس أجمعين كا تقدم بيانه مفصلاً. ولما أنهى علمه الهم وحملهم علمه. 
وأيضاً فوض إليهم أمر دينه كما سيأتي الكلام فيه مفصلاً إن شاء اللّه تعالى. فلا 
محالة هم العا مون بالأمور وحقائق الأشياء وأرواح ا خلائق. ويعلمون ما يصلحهم 


في شرح الزيارة الجامعة ا FO e‏ 
عا يفسدهم, فلا يقدمون على أمر إلا وفيه المصلحة, فلا حالة إذا سهم سائل 
نظروا فها تقتضيه حقيقته لذاته. فيعرفون ما يصلح له فلا حالة أن صلح الجواب 
أجابوه فيا له. وإلّا أمسكوا عا ليس له بحسب المصلحة. 

فهذا هو السب في إعطائهم اللّه تعالى مقام الاختيار لما منحهم ذلك المقام المنيع. 
الذي هو المعرفة بمصالح العباد فأعطاهم الله الاختيار في ذلك بقوله تغالى: هذا 
عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب) كيف لا وهم ل4 سلكوا سبيل الربّ جل 
وعلا هدي اللّه تعالی بهم حال كونهم عباداً مكر مين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره 
يعملون, بل ولا مشية هم في شيء إلا مشية الله لما علمت أنه في حقّهم نزل ولا 
يشاؤون إلا أن يشاء الله والحمد لله رب العالمين. 


قوله اة: وأولي الأمر 

أقول: في المجمع: أولو جع لا واحد له من اا ذوءاولات لاناث 
واحدها ذات فقوله: جاءني أولو الألباب وأولات الأحمالء قيل: هو بمعنى صاحب» 
إلا أن الأولى يستعمل في مقام التكريم والمدح غالباً. وصاحب على العكس قال 
تعالى في مقام الثناء: «وذا النون إذ ذهب مغاضباً» وفي مقام العتب «فاصبر لحكم 
ربّك ولا تكن كصاحب الحوت) فذكر بصاحب وبالحوت لا بالنون. 

وأمّا الأمر قال فيه: قوله تعالى: «إيتنزل الأمرٌ بينهن74" أي يجري أمر اللّه 
وحكنه بينهن. 

أقول: فالأمر حينئذ بعنى الحكم. وجيء ۽ بمعنى النفع وبمعنى القيمة في فى قوله 
تعالى: «أتى أمر الله أي القيمة. 

أقول: الظاهر أن كلمة الأمر موضوع لكل ما يساوق معنى الشيء. إلا أن أغلب 





.٠۲: قراطلا-١‎ 


RA ۳‏ الانوانالساطفة 


موارد استعماله فيا يكون فيه أهمية بأن يكون مورد نظر المتكلم مثلاً. وحينئذ فله 
مصاديق كثيرة, والظاهر المتبادر إليه في الذهن أنه يراد منه هناك ما قاله تعالي في 
قوله: (اطیعوا اللّه وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) أي هم م المراد من قوله:ٍ 
«وأولي الأمر منكم» كا دلت عليه أحاديث كثيرة ة نذكر بعضها. وإليه يشير أيضاً 
قوله تعالى: ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه) 
فإن فيه إياء إلى أنهم يجب عليهم إطاعة 3 الأمر كا ذكر في الآية السابقة, 
فوجوب الإطاعة لأمور: 

منها: أنهم يستنبطونه ما اختلف لديهم هم وقد يراد بالأمر ما ذكر في قوله 
تعالى: «تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربّهم من كل أمر», وقوله : «فيها يفرق 
کل أمر حكيم» كما ورد به النص. ٌ 

فف تفسير نور الثقلين'". عن كتاب كمال الدين وتام النعمة بإسناده عن أبي 
جعفر ل في قول اللّه عزوجل: يا أيّها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول 
وأولي الأمر منكم» قال: الأئمة ولد على وفاطمة لكل إلى أن تقوم الساعة. 

أقول: والأحاديث في أن المراد من أولي الأمر هم الأممة ا كثيرة جدّاكما لا 
تخ 02 مااع 

وفيه(" باسناده عن أبي جعفر الثاني 2ة: أن امبرالمۇمنين ًا قال لابن عباس: 
إن ليلة القدر في كلّ سنة. وإنه يغزل في تلك الليلة أمر السنة, ولذلك الأمر ولاة بعد 
رسول اللَييِةُ فقال ابن عباس: مَن هم؟ قال: أنا وأحد عشر من صلبي. 

وفيه" عن احتجاج الطبرسي يه له عن أميرالمؤمنين. وفيه بعد أن ذكرلية 
الحججء قال السائل: مَن هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول الب وفرض على 


.٤۱٤ص تفسير نور الثقلين ج۱‎ ١ 
15 :ج وص‎ SA ۲ 
.1۲١ ص‎ ٤ تفسير نور الثقلين: ج‎ -1 


فى شرح الزيارة الجامعة يم مس ا و EV EE‏ 


العباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم ميثاقاً لنفسه. وهم ولاة الأمر الذين قال 
الله فيهم: «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم4. وقال فيه: ولو ردوه 
إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. 

قال السائل: ما ذاك الأمر؟ 

قالللية: الذي تغزل به الملائكة في الليلة التي يفرق كلّ أمر حكيم مسن رزق 
وأجل وعمل وحيوة وموت» وعلم غيب السموات والأرض. والمعجزات التي لا 
تبي إلا لله وأصفيائه. والسفرة بينه وبين خلقهم وهم وجه الله الذي قال: «فأينما 
تولوا فثم وجه الله الحديث. 

ويمكن أن يراد بالأمر أمر الولاية لقوله#ة: «إن أمرنا صعب مستصعب» وان 
يراد به ما في قوله تعالى: ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره) فهم للا أولو 
هذا الأمر. 

وقد يقال: إن المراد من الأمر في مقابل النهي وإغا حذف للسجع, وفيه ما لا 
يخق. 1 

وكيف كان لما كان للأمر معنى عام يشمل جميع الأمور فلا حالة يراد منه سر 
ولا يتم الذي هو مقنع بالت رکا تقدم وتكون جميع الور راجعة إليهكما ورد في 
تفسير قوله تعالى: «ألا إلى الله تصير الأمور» أي إلى ولاية أميرالمؤمنين 48 
فولايتهم ليك هي حقيقة الأمر الذي منه جميع الأأموركا لا يخق. 


قوله اإلا: وبقية الله 


في امجمع: وبق الثيء يبق من باب تعب دام وثبت ويتعدى بالألف فيقال: 
أبقيته, والاسم البقوى (بالفتح مع الواو) البقايا (بالضم مع الياء) وفيه: قوله تعالى: 


4 ال الما فقوتن" الأوارالشاطعة 


أولوا بقية4”" أي أُولو تمييز وطاعة يقال: في فلان بقيّة. أي فضل مما يدح به 
والبقية الرحمة. ومنه حديث وصفهم92: «أنتم بقية الله في عباده» أي رحمة اللّه 
التي من اللّه بها على عباده. 

وفي البحار””, عن كتاب المناقب, أبو عبداللّه ا في خبر: «ونحن كعبة الله 
ونحن قبلة اللّه». 

قوله تعالى: «بقية اللّه خير لكم) نزلت فيهم, بيان: فسّر أكثر المفسرين بقية 
الله بجا أبقاه الله هم من الحلال بعد التغزه عما حرّم عليهم من تطفيف المكيال 
والميزان, أو إبقاء الله نعمته عليهم, أو ثواب الآخرة الباقية. 

وأمّا الخبر: فالمراد به من أبقاه في الأرض من الأنبياء والأوصياء بل لهداية 
الخلق, أو الأوصياء والأئمة إا الذين هم بقايا الأنبياء في أنمهم, انتهى موضع 
الحاجة. 

وقال بعضهم: لتخلّقهم بأخلاق اللّه كأنهم بقية الله ونحن نذكر في الجملة 
أخبار الباب ثم نعقبه با يقتضيه المقام من الكلام. 

ففى تفسير نور الثقلين عن أصول الكافي بإسناده عن أبي عبداللّهية قال: 
سأله رجل عن القائم (عج) يسلّم عليه بأمرة المؤمنين؟ قال: لاء ذاك اسم سمّى الله 
به أميرالمؤمنين2ة لم يسم به أحد قبله ولا يتسمى به بعده إلاكافر. قلت: جعلت 
فداك كيف يسلم؟ قال: يقولون: السلام عليك يا بقية الل ثم قرء : «بقية الله خير 
لكم إن كنتم مؤمنین). 1 

وفيه. عنه. عن أبي عبداللّه ل في حديث طويلء إلى أن قال: فاغلق باب 
المدينة دونهم» فشكا أصحابه الجوع والعطش قال: فصعد جبلاً يشرف عليهم 
فقال بأعلى صوته: يا أهل المدينة الظالم أهلها أنا بقية الله قول اللّه: «بقية الله خير 





١-هود:1١1.‏ 
" -البحار ج ۲٤‏ ص .5١١‏ 


فى شرح الزيارة الجامعة يو ا او اسمس ب 


لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ ). الحديث. 

وفيه. عن عيون أخبار الرضالظة في حديث ولادة الرضائية إلى ان قال: 
وقال (أي الكاظم ه) لم الرضائية (نجمة عة): خذيه فإنه بقية اللّه عزوجل في 
ارطة. 

وفيه. عن كتاب إكمال الدين وتام النعمة في حديث قال: خرج أبو محمد 
الحسن بن على ا عليناء وعلى عاتقه غلام كان وجهه القمر ليلة النور من أبناء 
ثلاث سنين فقال: يا أحمد بن إسحق. لولا كرامتك على الله عزوجل وعلى حججه 
ما عرضت عليك ابنى هذاء إِنّه سمّى رسول اللّه تل إلى أن قال: فنطق الغلام كذ 
بلسان عربي فصيح فقال: أنا بقية اللّه في أرضه, والمنتقم من أعدائه. ولا تطلب أثراً 
بعد عين, الحديث. 

وفي حديث آخر في خروجه لا بعدما أسند ظهره إلى الكعبة يقول: أنا بقية اللّه 
وحجته وخليفته عليكم» فلا يسلم إليه مسلم إلاً قال: السلام عليك يا بقية الله في 
أرضه. 

وفي تفسير نور الثقلين". حديث طويل في شرح قوله تعالى: «إن آية ملكه أن 
ياتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك ال موسى وال هرون تحمله 
الملائكة) قال ة: البقية ذرية الأنبياء, الحديث. 

وفيه في حديث آخر عن الصادق 4# فقال: ذرية الأنبياء. 

وفيه عن عدة كتب: 

منها: المناقب. عن أبي هريرة قال: سألتٌ رسول اللّه َة عن قوله: (وجعلها 
كلمة باقية في عقبه» قال: جعل الإمامة في عقب الحسين ل يخرج من صلبه تسعة 
من الأمة ني منهم مهدي هذه الأمة. 





.؟١‎ 9 ١ -نور الثقلين ج‎ ١ 


الأنوار الساطعة 


ونحو هذه الأحاديث كثيرة جد فحينئذ نقول: المستفاد من هذه الأحاديث 
أمور: 5 5 ء 5 

الأول: أن الوجه في اطلاق بقية الله عليهم إِمّا ما تقدم من انهم ية تخلقوا 
بأخلاق الله منتهاها حتى كأنهم بقية الله تعالى» وإما باعتبار أنهم نظ من أبقاهم 
الله تعالى بفضله وكرمه هداية الخلق فهم بقيته تعالى بإبقائه. وإمّا انهم رحمة الله 
التي منّ بها على عباده لما علمت من أن البقية قد يأقي بمعنى الرحمة, وما أنه تعالى 
بهم ابق على العباد رحمته أو بهم إيقاؤهم كما هو مفاده قوله ة: «لولا الحجة 
لساخت الأرض بأهلها» فهم شالغاد أو سبب بقاء الرحمة. فالحمل حينئذ 
للمبالغة كا لايخق. 

وما لأنهم لل عندهم أعباء الرسالة وحمولة الرب كا تقدم وعندهم الحكة 
والعلم. وما به الفخر والمدح فبقايا العلم عندهم أي ورثوها من الأنبياء 2ك فيهذا 
اللحاظ أطلق عليهم بقية الله وإليه يشير قوله تعالى: «اولوا بقية) أي اصحاب 
اليذه وتار أغرى: هم الر أجدوق لها الل وما يه المدح ولا فشر ت راردا 
بقية» ب (أولو) قييز وطاعة أي فضل مما يمد به. إمااكونهم لها أولي تمييز فلأ القيز 
هو أثر العلم فهم أهل الذكر والقرآن الجامع لجميع العلوم كا تقدم. ولذا عندهم 
يكون فصل الطاب عند تابه الم مع غور ةق العلوع والموضوعات كالايحق: 

وإما كونهم ني أولي طاعة فإما بمعنى أنهم أهل طاعة الله فهذا أظهر من 
الشمس. بل ليس في الوجود أطوع منهم لله تعالىء كما دلت عليه الآيات 
والأحاديث. وإما معنى المطاعية فهذا أيضاً ثابت بالآيات والأحاديث لقوله تعالى: 
«أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) المفسّر بهم لي كما تقدم آنفاء 
وعلمت سابقا أن ن الملك العظيم هو الطاعة م في قوله تعالى: «وآنيناهم ملكاً 
عظيماً» بحيث يطيعهم الكل حتى الجبادات فضلاً عن الملائكة أو البشر. 

وإما لكونهم من ذرية الأنبياء ومن بقيتهم من حيث الأولاد. فهم بقية الأنبياء 


فى شرح الزيارة الجامعة .. . متو اخ دم اج ا ا و ا مو 


كا فشر قوله تعالى: «وبقية مما ترك آل موسى» وحينئذ اطلاق بقيّة الله غليهم 
بلحاظ أن الأنبياء لما كانوا مذكرين للّه تعالى» فهم بهذا اللحاظ للّه تعالى فأولادهم 
حينكذ أيضاً بقية اللّه كا لا يخق. 

وهنا وجه آخر في اطلاق بقية الله علمهم بط وحاصله: أن شعيباً8ة قال 
لقومه: بقية اللّه خير لكم. أي ما أبق الله لكم من الحلال إذا تغزهتم عم حرّم عليكم 
خير لكم إن كنتم مؤمنين. 

ومن العلوم أن للقرآن تأويلا وبطنا كبا صرحت به الأحاديث. فيمكن حينئذ 
أن يكون تأويلها: بأن ما أبق اللّه لكم من آل محمد َة «الذين علمهم طعام حلالء 
إذا تجنبتم أعداءهم الذين علمهم طعام حرام وقد نهيتم عن تناوله. لأنه جهل حض 
ليس من الحق في شيء» خير لكم» اي ان ما ابق الله لكم من علم ال محمد 
الذي طعام حلال لروحكم خير من علم أعدائكم الذي صورة علم في الظاهر, 
وجهل حض في الواقع بل وف الظاهر أيضاً. 

ويؤيد هذا المعنى بل يدل عليه ما رواه في البحار''' عن كتاب غيبة اللعماني. 
وعهذًا الإنسناد عن محمد بن منضور قال سألك غيداً متا لاك عن قول الله 
عزوجل: «إنما حرّم ربّى الفواحش ما ظهر منها وما بطن4 قال: فقال ا : إن القران 
له ظاهر وباطن؛ فجميع ما حرّم اللّه في القرآن فهو حرام على ظاهره. كما هو في 
الظاهر والباطن من ذلك أئة اجور. وجميع ما أحلّ اله في الكتاب فهو حلال. وهو 
الظاهر والباطن من ذلك أمّة الهدى. 

وفيه'" عن كنز الفوائد روى الشيخ أبو جعفر الطوسي يه بإسناده إلى الفضل 
ابن شاذان عن داود بن كثير قال: قلت لأبي عبداللّه !كة: أل الصلوة في كتاب اللّه 
عزوجل. وأنتم الزكوة وأنتر الحج. فقال: يا داود نحن الصلوة في كتاب الله 





١-البحار‏ ج ۲٤‏ ص .15١‏ 
"- البحار: ج ۲٢‏ ص 5١8‏ 


Ee ۲‏ ...0-0000 الأثوار الساطعة 


عزوجل. ونحن الزكوة ونحن الصيام ونحن المحج» ونحن الشهر الحرام» ونحن البلد 
الحرام ونحن كعبة الله ونحن قبلة اللّه ونحن وجه اللّه قال الله تعالى: «فأينما تولوا 
فثم وجه الله ونحن الآيات والبينات. 
وعدوّنا في كتاب الله عزوجل الفحشاء والمنكر والبغى. والمخمر والميسر 
والانصاب. والأزلام والأصنام والأوثان. والجبت والطاغوت. والميتة والدم ولحم 
ار 
يا داود إن الله خلقنا فأكرم غلا ون رجهلا اا وحفظته وخرّانه 
على ما في السموات وما في الأرض. وجعل لنا أضدادا وأعداء فسمانا في كتابه. 
وى عق أسائتا بأحيسن الأناء.واحتا إليه. وسمّى أضدادنا وأعداءنا في كتابه. 
وكقٌ عن أسمائهم. وضرب همم الأمثال في كتابه في أبغض الأسماء إليه وإلى عسباده 
فصدريج هذين الحديثين وأمثاهم| يدل على ما ذكرنا من أن القرآن له تأويل 
وظاهر. فالظاهر هو ما يتبادر منه. والباطن هو ما فشر وهی كا في هذين 
الحديثين. وبمعونة الأحاديث السابقة يعلم أن باطن قوله تعالى: (إبقية الله خير 
لكم» هو الأنْة بيا وتأويلها هم ا كا في ساير الآيات. بل الظاهر من الأحاديث 
أنه كما لابدّ من الإبيان بظاهر الآيات, لابد أيضاً من الإيمان بباطنها المفسّر من 
عند هم نيلا . 
ففي البحار”". عن بصائر الدرجات بإسناده عن الميثم القيمي قال: قال 
أبوعبداللّهكة: يا هيثم القيمي إن قوماً آمنوا بالظاهر. وكفروا بالباطن فلم ينفعهم 
شيء. وجاء قوم من بعدهم فآمنوا بالباطن, وكفروا بالظاهر فلم ينفعهم ذلك شيئ 
ولا إعان بظاهر إلا بباطن ولا بباطن إل بظاهر. 


٣۰۲ص‎ ۲٤ ج‎ راحبلا-١‎ 


في شرح الزيارة الجامعة شْ 5 


فهذا الحديث دلّ على أنه لاب من الإيمان بجميع ما بينوه نيا تأويلاً وباطناً 
للآیات. كما ورد عنهم في كثير من الآيات القرانية في موارد شتی من شؤون 
ولايتهم نكل د التي منها ما في المقام. ويدل على وجوب الإيان بالظاهر وا لمشي عليه 
أيضاً رد على الباطنية الذين اعتقدوا بأنه من عرف الأئة نه بالباطن من انهم 
حقائق تلك الأمور. فلا يحتاج بعد إلى اتيان العبادات في الظاهر. وقد تقدم مفصلاً 
بیان في ردهم في بيان معنى الولاية. فراجع. 

ثم إن الوجه في كونهم نيا الصلوة والصوم والحج والكعبة والقبلة ونحوها نا 
ذكرهدئه ا في الحديث السابق وفيا هو يمثله ما حاصله :أنه إنما خلق اللّه الخلق -وكا 
علمت - ليعبدون قال تعالى: إوما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون» وعلمت 
أيضاً من قول الحسين نة في السابق: «أن اللّه ما خلق الخلق إلا ليعرفوه فإذا 
عرفوه عبدوه». الحديث 

فروح العبادة المعروفة فهي حينئذ الغاية للخلق, ومن المعلوم أنهم نين محال 
معرفة اللّه كما تقدم مفصلاً. وأنه لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم, وأنه بهم عُرف 
الله وبهم عُبد الله كما تقدم مراراً فإذا كانواهة: حقيقة المعرفة للّه تعالى بحيث قال 
الحسين ي: «إن معرفة اللّه معرفة أهل كلّ زمان إمامهم الذي تجب عليهم طاعته» 
فلا حالة هم نيا أصل العبادة وروحها الساري في فروعها وأقسامها من الصلوة 
والحج وغيرهماء وأيضاً لاريب في أن للصلوة ظاهراً وهو الافعال والأقوال. 
والأذكار والهينات المخصوصة التي افتتاحها التكبير واختتامها التسليم. فهي نهذا 
المعنى هي الموضوع للأحكام الثابتة ها في الشريعة المقدسة, التي بيّنها العلماء 
والفقهاء في رسائلهم العملية. 1 

فالصلوة ؛ بهذا المعنى هو الظاهر من الصلوة :التي علمت أنه لابدّ من الإيهان bei‏ 
والمثي علبها. ولا ريب أيضاً في أن ن ها باطناً المشار إليه بقوله تعالى: «أقم الصلوة 
لذكرى» وقولهلية: «الصلوة معراج المؤمن» وقولهعِيّا: «الصلوة قربان کل تقي» 


ARR ef da A Ry‏ الشتاطعة 


ونحوهاء إذ من المعلوم أن هذه التعاريف للصلوة لا تنظر إلا إلى جهة الباطن هاء فان 
باطنها معراج المؤمن وقربان كل تق ويتحقق ذلك با قال النبي ييه فيا رواه في 
الحقائق عنه طلة: إغا الصلوة قسكن وتواضع وتضرع. وتان (وتبأس خ ل( 
وتندم وقلع تمد يديك وتقول: «اللّهم فن م يفعل فهي خداج» ولا ريب في أن هذه 
العبارات في تعريف الصلوة إا هي لبيان معناها الباطن الذي به تكون معراجاً 
للمؤمن كما لايخق. 

. ولا ينظر في الحديث إلى الجهة الظاهرية من الركوع والسجود ونحوهماء كا لا 
و دة المعاني يتحقق ذكر الله تعالى في الصلوةء فقوله تعالى: «أقم الصلوة 
لذكرى» الدال على انه لابدٌ من إقامة الصلوة للذكر وهو باطن الصلوة. 

ومن المعلوم أن الذكر لا يتحقق إلا ما ذكر يليه من تلك الحالات. ولذا قال ل 
بعد ذلك: قد يديك وتقول: اللّهم. أي بعد تحقق هذه الحلات» تشرع وتأقي بالصلوة 
الظاهرة التي عنوانها اللّهم. وإلا فن لم يفعل تلك الحالات قلبا فصلاته خداج أي 
ناقصة. 

إذا علمت هذا (أي علمت أن حقيقة الصلوة هى الذكر. وهو عبارة عن تلك 
الحالات المشار إليها) فحينئذ نقول: لاريب في أن تلك الحالات تكون في الأنمة, 
وفي أرواحهم بالنحو الأتم اللأكمل فهم نل حقيقة الصلوة لمكان تحقق حقائق تلك 
الحالات. التق هى باطن الصلوة فبهم لجا كيف لا وقد ورد أن الذاكر للّه في الصلوة 
بلحاظ ان روح الصلوة هو الذكر. فإذاكان أحد ذاكراً فلا حالة هو في الصلوة ما دام 
في الذكر فإذا كان أحد من الناس يتمكن من الاتصاف بالصلوة أوان م يأت . 
بالأفعال الظاهرية ها فا ظنك بهم نلا وهم دائماً في الذكر كما سيأق في شرح 
قوله:ية: وادمتم (ادمنتم خ ل) ذكرهم؟! 

هذا وقد تقدم عن المفضل. عن الصادقلية: انهم لينل دائما في مقام الحضور 
والقرب عند الله تعالى المشار إليه في قوله: إومن عنده لايستكبرون عن عبادته ولا 


فى شرح الزيارة الجاهعة ا ده ممص ممع ا 


يستحسرون) فإذا علمت أن حقيقة الصلوة التي هي الذكر إفا هي حقيقتهم 
وأرواحهم المطهرة بالبيان المذكور. فاعلم أيضاً أنهم ليلا حقيقة ساير العبادات. إذ 
جميعها بحسب الباطن يرجع إما إلى المعرفة وإما إلى تلك الحالات العبودية له تعالى 
نحو إرجاع الفرع إلى أصله فهم :6 أيضا حقيقة تلك العبادات. 

وكيف كان فبعدما كانت الصلوة خير موضوع في الشرع. بحيث لم يشرع مثلها 
في المكانة والأهمية؛ لجامعيتها لعناوين العبادات كما حقق في حله. وكون حقيقتها 
ا المقدسة. فكانوا حقائق ساير العبادات بطريق أولى كا لا يخق وجهه. 

ويُشير بل يدلّ على ما ذكرنا ما في البحار". وروی الشيخ أيضاً بإسناده عن 
الفضيل. عن أي عبداللّه ل أنه قال: «نحن أصل كل خير ومن فروعنا كل بر ومن 
الب التوحيد والصلوة والصيام. وكظم الغيظ والعفو عن المسبيء. ورحمة الفقير 
وتعاهد الجار. والإقرار بالفضل لأهله. وعدونا أصل كلّ شرّء ومن فروعهم كل 
قبيح وفاحشة, نهم الكذب والفيمة, والبخل والقطيعة. وأكل الربا وأكل مال البتهم 
بغير حقه» وتعدي الحدود التي أمر الله عزوجل» وركوب الفواحش ما ظهر منها 
وما بطن من الزنا والسرقة. وكل ما وافق ذلك من القبيح. وكذب من قال أنه معنا 
وهو متعلق بفرع غيرنا». 

فهذا الحديث الشريف دلّ على أنهم أصل كلّ العبادات حتى التوحيد» ومعنى 
الأصل يعني حقيقته, وجميع ساير الفروع منشعبة منه. وأيضاً أن عدوهم أصل كل 
شر وجميع المعاصي منشعبة منهم. والأحاديث الدالة على هذا المعنى كثيرة جداء 
وفها ذكرنا كفاية. ومن أراد التفصيل فليراجع المفصّلات. 

ثم إنه قد فسّرت بقية الله بالباقيات الصالحات. يعنى احد مصاديق الباقيات 
الصالحات هو بقية الله (أي الأنمة جعة)كم| تقدم أو هي ولايتهم كبا ورد في التفسير. 


١-البحار‏ ج ۲٢‏ ص۳۰۳ 


1 0 .000 الأثوار الساطعة 


ففي نفسير نور الثقلين عن مجمع البيان: وروى أنس بن مالك عن النبي ت أنه 
قال لجلسائه: خذوا جنتكم, قالوا: حضر عدونا؟ قال: خذوا جنتكم من النارء 
قولوا: سبحان الله والحمد للّه ولا إله إلا الله واللّه أك فإنّمْنَ المقدمات. وهن 
المنجيات, وهن المعقبات, وهن الباقيات الصالحات. 

وفيه: وقيل: هي الغبلوات الخمس. 

وروي عنه له أيضاً: أن من الباقيات الصالحات القيام بالليل لصلوة الليل. 

وفي البحار”". عن كنز الفوائد بإسناده عن محمد بن إسماعيل بن عبدالرجمن 
الجعني. قال: دخلت أنا وعمّى الحصين بن عبدالرحمن على أبي عبداللّه ا فسلم 
عليه فردكة وأدناه وقال: ابن مَّن هذا معك؟ قال: ابن أخي اسماعيل. قال: رمه 
وتجاوز عن سيّئ عمله. كيف مخلفوه؟ قال: قال: نحن جميعاً بخير ما أبق الله لنا 
مودتكم, قال: يا حصين لا تستصغر مودّتنا فإنها من الباقيات الصالحات. فقال: 
يابن رسول اللَّه ما استصغرهاء ولكن أحمد الله عليها. 

أقول: ينبغى أن يحمد الله واجد الولاية على أول النعم. 

فق البجار هن الفلل رمان الأخبار وأمال الوق اساد عن أي 
جفر الباقر# قال: من أصبح جد برد خينا على قلبه: فليخمد اللَّد على باذي 
النعم» قيل: وما بادي النعم؟ قال: طيب المولد. 

وفيه. عنهاء عن أميرالمؤمنين/2ة قال: قال رسول الله تلة: يا علي من أحبّني 
وأحبّك وأحب الأئمة من ولدك. فليحمد الله على طيب مولده. فإنه لاايحبنا إلا من 
طابت ولادته, ولا يبغضنا إلا من خبث ولادته. / 

وفيه”". عن العلل في حديث طويل عن رسول اللَهية: .. وفي أخرى ثم رفع 
١-البحار‏ ج ۲٤‏ ص 5١014‏ 


؟-البحار ج۲۷ ص .١117‏ 
البحار ج۲۷ ص 16١‏ 


فى شرح الزيارة الجافعة ........ ا الات ا 3 


رأسه يي فقال: معاشر الأنصار أعرضوا أولادكم على ماغل هال حابر بين 
عبداللّه: : فكنا نعرض حب على لا على أولادناء فن أحبٌ عليّاً علمنا أنه من 
أولادناء ومن أبغض عليَاًك انتفينا منه. الحديث. 

هذا وقد يقال: إن المراد ببقية الله هو آثار وجوده تعالى في الخلق. 

بيانه: أنه لا ريب في أنه تعالى يدير الأمر في عالم الخلق بأسمائه الحمسنى كما 
يومئ إليه قولهلية في الدعاء: وبأسمائك التي ملأت أركان كل شيء. وقوله.ظ: في 
زيارة الحجح ل يوم الجمعة: يسبح الله بأسمائه جميع خلقه. 

فالمراد بجميع المخلق هو جميع أنواع الموجودات من الأنبياء والأئمة والملائكة 
والبشر. واي انات والنباتات والجمادات, وساير ما یری منها وما لا يرى. وما 
علم منها وما م بعلم فجميعها يسبحونه تعالى بأسمائه. 

ومن المعلوم أنه ليس المراد منه التسبيح اللفظي؛ لعدم صدوره ظاهراً من غير 
البشر والملك, بل المراد التسبيح المعنوي كلّ بالاسم الذي به قوام وجوده. بنحو 
يكون من جهته قائماً به تعالی. وهو تعالى قيّومه. وتسبيحه عبارة عن تغزيهه تعالى 
عا لا يليق يجنابه المقدس. ما يكون هذا الموجود محدوداً به ومبتلى به ومقيدا به. 
وحروماً به عن مطلق الفبوضات تسبيحاً حالياً يفسّره بالقول من اطلع عليه من 
الأنبياء والأئمة ية ولذا ورد في الأحاديث عنهم أذكار الحيوانات وتسبيحهاكا في 
البحار. فراجع. ش 

وكيت کان لا ويه ق اسان ناز الأحووء وررق" لأتلى بتاع ارج 
حيث إنه الربٌ المطلق بأسمائه الخسنى. ولا ريب في أن الأسماء الحسنى التي هى 
صفة له تعالی تكون في عالم صقع وجودها غير حدود بحدّ ومنعوت بنعت لقوله 2:: 
وليس لصفته حدّ محدود بحدّ .لقوله غلل : وليس لصفته حدّ محدود 
ولا نعت موجود» فالأسماء في عام الإطلاق مطلقة. وفي عالم الخلق تتحدد بتحدد 
محاريه. أي الموجودات يستفيد منها كل على حسب حده. لا أنها تو جب تقييداً ها 


4 بصخ لشف د ا راو اق ا يا و الكو للج ا ابرق الامو ار البساطفة 


فالتحدد بها بلحاظ الأثر للمحدود. لا ها بأنفسهاكا لا يخق. 

هذا وقد علمت مراراً أنهم بها قالوا: «والله نحن الأسماء الحسنى» وقد تقدم 
شرحه في الجملة. فحينئذ نقول: المستفاد با ذكر أمور: 

الأول: أن الأسماء الحسنى له تعالى بجميع شؤونها من حيث وجودها النفس 
الامري. الذي ليس ها حد محدود ولا نعت موجود. ومن حيث ظهورها في الخلق 
واستفادة الخلق منها؛ لفاقته إليها كلها من حيث الأصل. ومن حيث الظهور هي 
تف الذوات المقوسة مدا ج شلك لرن الطهرة. بلاط “فيا ا 
تعالی. وقيامها به تعالی با هي هي صفات له تعالی با ها من المعنى الواقعي, والصفة 
عرفت أنها معرف للموصوف والموصوف ظاهر فيها. 

فهم علا في تلك المقام والحال لا فرق بينهم وبين خالقهم إلا انهم عباده وخلقه 
فتقها ورتقها بيده. بدوٌها وعودها إليه كا تقدم شرحه. وإلى هذا المقام يشير ما 
ورد عنهييٌ: «أن لنا مع الله حالات» الحديث, فف تلك الحالات, وذلك المقام 
ليس إلا ظهوره تعالی في فنائهم عن أنفسهم وعن غيره تعالى. وبلحاظ تغرّل تلك 
الصفات في عالم التعيّن الخلق بالمعنى المتقدم؛ وفي مقام استفادة كل خلوق منها ومن 
تلك الأسماء كما علمت, فهم نكل في هذا العالم الخلق ظاهرون بتلك الحقائق في 
المظاهر ال لحدودة, فبهذا اللحاظ يقال هم بقية الله فان البقية هى المرتبة النازلة أو 
الحدودة من ذوي البقية أي الأصل. ا 

والحاصل: أن ما تغزل من عام الإطلاق إلى عام الخلق والحدود من الأسماء 
الحسنى الاطية هو ذواتهم المقدسة, وهم بهذا اللحاظ بقية الله تعالى. وحينئذ نقول: 
ما كانت جميع أفعال العباد ا جوارحي والجوانحي والقلي إنما هي بالأسماء الحسنى 
الإهية. وهي أرواحهم وحقيقتهم نيا فلا حالة تكون عبادة الخلق له تعالى 
مم مني من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل. فكلها تصدر منهم إلا أا 
بهم دبلا وأیضا تكون معرفتهم له تعالى. وقصدهم إباه تعالى. وذكرهم له تعالى 


فى شرح الزيارة الجاهعة ............... 


مهم لبيكلا أيضاً. وسيجيء في شرح قو له اثذ: «ومن فصده توجه بكم» ما يوضح لك 
ذلك. 

بل قد يقال: خلق الله ا خلق هم وبهم ومنهم رزق الخلق والورى كبا يرمق 
إليه الحديث الآتي إن شاء اللّه. وأيضاً بهم وهم وعليهم حفظ الخلق كا علمت في 
5-7 فول رر اة ور وداه بل عت وسيم وشم امات الله اليلق وا خاي 
ومنهم وهم إحياء الخلق كلها بإذن اللّه. وبالتصرف الولايتي التكويني كما مرّت 
الإشارة إليه. 

وإلى هذه الأمور كلّها يشير ما رواه في التوحيد بإسناد صحيح عن محمد بن 
مسلم قال: معت أبا عبداللّه:ة يقول: إن لله عزوجل خلقاً من رحمته. خلقهم من 
نوره ورحمته من رحمته لرحمته, فهم عين اللّه الناظرة, وإذنه السامعة. ولسانه 
الناطق فى تخلقه بإذنة وأمناوه على ما انزل من عدر أو نذأو ححَة فم ياجو 
السيئات, وبهم يدقع الضيم؛ ومهم ينزل الرحمة, وبهم يحبي ميتاً. وبهم يميت 0 
وبهم ببتلي خلقه. وهم يقضى في خلقه قضيّته. قلت: جعلت فداك مَن هؤلاء؟ قال: 
الأوصياء. 

فقوله ٍا: وبهم يدفع الضيمء وبهم يتزل ال رحمة.. الج خنفروصاً قوله: وهم 
يقضي في خلقه قضيته. يدل على ما ذكر ناكا لا يخف. فحيث همي بقية الله بهذا 
المعنى. فلا حالة هم تلك الشؤون والتصرفات الأولوية في الخلق. 

وقد يقال: إن المراد من بقية الله آياته تعاللى. التى أراها الله الخلق في الآفاق وفي 
الأنفس قال تعالی: «إسنريهم آياتنا في الآفاق وفی شه عق ينين ليت أنه 
الحق) الآآية. 

روى محمد بن قولويه في کامل الزيارات”" بسنده عن عبداللّه بن بكر قال: 





١-كامل‏ الزيارات ص .۳۲٣‏ 


6 لا ماه ع لعو RRR‏ الأنواالساطعة 


صحبت أبا عبداللّه نإ في طريق مكة من المدينة. فنزلنا مغزلاً يقال له: عسفان, ثم 
مررنا بجبل أسود عن يسار الطريق موحش فقلت له: يابن رسول الله ما أوحش 
هذا الجبل! ما رأيت في الطريق مثل هذاء فقال لي: يابن بكر أتدري أي جبل هذا؟ 
قلت: لاء قال: هذا جبل يقال له الكند. وهو على واد من أودية جهنم. وفيه قتلة أبي 
الحسين ل فذكر ل ما كان سمعه من القتلة ومن الأول والثاني (لعنهم اللّه) وما 
يجيبهم بطوله إلى أن قال: 

قلت له: جعلت فداك فأنت تسمع ذاكلّه ولا تفزع؟! قال لكة: يابن بكر إن 
قلوبنا غير قلوب الناس إنا مطيعون مصفون مصطفون. نرى ما لا يرى الناس» 
ونسمع ما لا يسمع الناس» وإن الملائكة تغزل علينا في رحالنا.. إلى أن قال لإا: وما 
من ليلة تأت علينا إلا وأخبار كل أرض عندنا وما يحدث فبهاء وأخبار أهل الهوى 
من الملائكة, وما من ملك يموت في الأرض ويقوم غيره إلا أتانا خبره وكيف 
سيرته .في الذين, قبله» وما من أرض من ستة أرضين إلى السابعة إلا ونحن نؤق 
بخبرهم.. إلى أن قاللىة: وإنا لنحمل ما لا يقدر العباد على الحكومة فيه فنحكم 
فيه» فن لم يقبل حكومتنا جبرته الملائكة على قولنا وأمرت الذين يحفظون ناحيته 
ان يفسروه على قولناء وإن كان من الجن من أهل الخلاف والكفر أوثقته وعذبته 
حتى يصير إلى حكمنا به. قلت: جعلت فداك فهل يرى الإمام ما بين المشرق 
والمغرب؟ فقال: يابن بكر فكيف يكون حجة الله على ما بين قطريهاء وهو لا 
يراهم ولا يحكم فيهم؟ وكيف يكون حجّة على قوم غيب لا يقدر عليهم ولا 
يقدرون عليه؟ وكيف يكون مؤدياً عن الله وشاهداً على الخلق وهو لا يراهم؟ 
وكيف يكون حجة علبهم وهو حجوب عنهم. وقد حيل (جعل خ ل) بينهم وبينه 
أن يقوم بأمر ربّه فيهم واللّه يقول: «ما أرسلناك إلا كافة للناس» يعني به من على 
الأرض. والحجة من بعد الني ال يقوم مقام النبي من بعده. وهو الدليل على ما 
تشاجرت فيه الأّمة, والأخذ بحقوق الناس والقيام بأمر الله والمنصف لبعضهم من 


فى شرح الزيارة الجامعة ON 11111 ee!‏ 


بعض؟ 

فإذا لم يكن معهم من ينفذ قوله وهو يقول : (سنريهم آياتنا فى الآفاق وفي 
أنفسهم) فأ يَّ آية في الآفاق غيرنا أراها الله أهل الآفاق. وقال: دما نريهم من آية 
إلا هي أكبر من اختها» فاي آية أكبر مناء والله ان بني هاشم وقريشاً لتعرف ما 
أعطانا اللّه. ولكن الحسد أهلكهم كما أهلك إبليس. الحديث. 

وإنا ذكرناه بأكثره لما فيه من الفوائد. وما هيسن !| ليل على السابق لبقية اللّه 
کا لا خنى» ولا فيه بيان أنهم ب اتم مصداق لقوله تعالى: (سنريهم آياتنا فى 
الآفاق) وكيف كان فآيات الله تعالى بقيته في الأرض بالبيان المتقدم في كون 
الأسماء مصداق بقية الله في الخلق. وهم ك أحسن مصداق ها كا لا يخق. 

ومن المعلوم أن الآية هى علامة ذوي الآية. ومرآة لذي الآية معرّف له. بل 
ظهور ذي الآية اء فالمعرفة بهم 980 با أنهم آيات الله معرفة باللّه تعالى كما تقدم 
مراراً. فحينئذ معنى قوله تعالى: «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم» (واللّه 
العالم) هو أن اللّه تعالى ي .ينا في أنفسنا ايّاهم بأن يرينا أنا من شعاع أنوارهم 
وظهورهم, > فيظهر أن ن الخلق منهم ومهم وهم وإليهم فهم بالحقيقة قوام الخلق حتى 
بالنسبة إلى أعدائهم بنحو يناسيهم إذ لا حول ولا قوة إلا باللّه وهم حوله وقوته كما 
لايخق. 

وهذا الكلام مزيد بحث ربا يأتي في حله والحمد لله رب العالمين. 


قوله ا وخيرته 

في الجمع: والخيرة (بالكسر فالسكون) من الاختيار. والخيرة ابفتح لاي 
بمعنى الخيارء والخيار هو الاختيار, والخيار هو اسم من تخيرت الشىء مثل الطيرة 
اسم من تطبر وقيل: هما لغتان بمعنى واحد. قاله في المصباح. والاختيار ؟. ب“صطفاء 
وحمد يفي خيرتك من خلقك (بكسر الخاء وبالياء والراء المقتوحتين) أي اضتار 
المنتخب. وجاء بتسكين الياء. 


o۲‏ : ا hn‏ ..........الأنوار الساطعة 


أقول: المراد منه هنا ا جنس ليعمهم نيا ومعناه أنهم من اختارهم واصطفاهم 
واجتباهم من بين الخلائق وهذا الاختيار منه تعالى هم يتحقق في مقامين: 

الأول: في مقام عالم الأرواح والأنوار. 

التائ :في مقام عالم الخلق والتكوين والتناسل والتوالد فنقول أما الثاني : «فيدل عليه ما 

عن تفسير نور الثقلين عن اعتقادات الصدوق له وقال النبي بإ : أنا أفضل من جبرئيل 
ومكيائيل وإسرافيل» ومن جميع الملائكة المقربين» وأنا خير البريّة وسيد ولد آدم». 
e‏ 00 لك كم نيا 1 

A‏ حديث إلى 
أن قال لة: وقال الله له (أي للنى يَُِ): أنت الختار المنتجب, وعندك ثابت نوري 
وأنت كنوز هدايق 

وتقدم أيضاً عن معاني الأخبار» عن عايشة قالت: قال رسول اللَهيي: أنا سيد 
و وعلي سيد العرب. قلت: وما السيد؟ قال: من افترضت طاعته كما 

وفي البحار. عن غيبة النعانيء الكليني بإسناده عن أبي عبداللّه ا في خطبة له 
يذكر فيا حال الأئة لك وصفاتهم فقال: إن الله تبارك وتعالى أوضح بأعة الهدى 
مر“ ن آهل بيت بيه عن دينه, وأبلج بهم عن سبيل منهاجه. وفتح هم عن باطن 
ينابيع علمه» فمن عرف من أمّة محمد ل واجت حو as r‏ 
إهانه. وعلم فضل طلاوة إسلامه. إن اللّه نصب الإمام علماً لخلقه. وجعله حجة 
على أهل طاعته. ألبسه اللّه تاج الوقار, وغشَّاه من نور الجبار, يمد يسبب من السماء 


فى شرح الزيارة الجامعة ا 200 or...‏ 


لا ينقطع عنه مواده. ولا ينال ما عند اللّه إلا بجهة أسبابه؛ ولا يقبل اللّه الأعمال 
للعباد إلا معرفته. فهو عالم با يرد عليه من مشكلات الوحي. ومعميات السنن. 
ومشتيهات الدين. لم يزل الله يختارهم لخلقه من ولد الحسين(صلوات الله عليهم) 
من عقب كل إمام, فيصطفيهم لذلك. ويجتبيهم؛ ورضي بهم لخلقه. وير تضيهمٍ 
لنفسه كلما مضى منهم إمام, نصب عزوجل لخلقه من عقبه إماماً ارا بيناء وهادياً 
منيراً. واا قباء وحجة عالماً. َة من اللّه يهدون بالحقّ وبه يعدلون. حجج الله 
ورعاته على خلقه. يدين بهداهم العباد. وتستهل بنورهم البلاد. وتنمى ببركتهم 
التلاد. وجعلهم اللّه حياة الأنام» ومصابيح الظلام, ودعام الإسلام. جرت بذلك 
فيهم مقادير الله على حتومها. 

فالإمام هو المنتجب المرتضى. والهادي الجتى, والقائم المترجى. اصطفاه اللّه 
لذلك. واصطفيه على عينه في الذّر حين ذرأه. وفي البرية حين برأ ظلا قبل خلقه 
نسمةاعن غين عرشه: حيرأ با حكلة ى علم اليب عند أختارة يعلمة, واتتتجية 
بتطهيره بقية من آدم. وخيرة من ذرية نوح ومصطف من آل ابراهيم. وسلالة من 
إسماعيل. وصفوة من عترة محمدتة م يزل مرعياً بعين اللّه. يمحفظه بملائكته. 
يفوع عند وقوب الغواسق وتفوث كل فاسق, مصر وفاً عنه قوارف السوء. مرا 
من العاهات. حجوباً عن الآفات, مصوناً من الفواحش كلّها. معروفاً با حلم والبر 
قتقاعه: فوا إل العقاف والعلم والفضل عند انهائة مشهدا إلبنه اسر رالد 
صامتاً عن المنطق في حياته, فإذا انقضت مدة والده انتهت به مقادير اللّه إلى مشيّته 
وجاءت الإرادة من عند الله فيه إلى حبتهء وبلغ مين نذة والده قى وار افر 
الله إليه من بعده وقلده الله دينه. وجعله الحجة على عباده. وقيّمه في بلاده. وأيده 
بروحه. وأعطاه علمه. واستودعه سره وانتدبه لعظيم أمره» وأتاه فضل بيان علمه 
ونصبه علا لخلقه. وجعله حجة على أهل عالمه. وضياء لأهل دينه. والقي, على 
عباده. رضي الله به إماماً هم, استحفظه علمه, واستحباه حکمته. واسترعاه لدينه. 


RM a ot‏ الانواالساطعة 


وحباه مناهج سبله وفرائضه وحدوده. فقام بالعدل عند تحير أهل الجهل. وتحبير 
أهل الجدل بالنور الساطع والشفاء النافع بالحق الأبلج؛ والبيان من كل خرج على 
طريق المنهجء الذي مضى عليه الصادقون من آبائه. فليس يجهل حق هذا العام إلا 
شق, ولا يجحده إلا غوي. ولا يصدّ عنه إلا جرىّ على الله جل وعلا الحديث. 
فالمستفاد من هذه الأحاديث وأمثاها: أن اللّه تعالى اختارهم من بين أمثاهم 
من المنلائق من جميع أنو اع البشر. فضلاً عن الجن والحيوانات والنباتات والمعادن 
والجماد. فاللّه تعالى اختارهم من بينهم كلهم على الكل» وانتقاهم واجتباهم لأمره 
كما مرت الإشارة إليهء وادعى انعقاد الإجماع من الفرقة الحقة على تفضيلهم ا 
على الخلق» بل وعلى الأنبياء والرسل والملائكة المقربين. كما ظهر ذلك من 
الأحاديث المتقدمة أيضاً. ولا يخالف الفرقة الحقة إلا من لا يعبأ بقوله من الخالفين. 
وأا المقام الأول (أعني كونهم ل خيرة في عالم الأرواح والأنوار) فيدل عليه 
كثير من الأخبار, وقد تقدم شطر منها في المباحث المتقدمة. وأحسن كلام دلّ على 
هذا الاختيار في ذلك العالم ما تقدم من خطبة أميرالمؤمنين ا في يوم الغدير 
وا جمعة وعن مصباح الشيخ الطوسي . 
ومنها: وأشهد أن تحمداً عبده ورسوله استخلصه في القدم على سائر الأمم على 
علم منه. انفرد عن التشاكل والقائل من أبناء الجنسء انتجبه آمراً وناهياً عنه. 
اقامه في ساير عالمه في الاداء. 
إلى أن قال لا: واختصه من تكرمته با لم يلحقه أحد من بريّته. فهو أهل ذلك 
بخاصته وخلته. إذ لا ختص من يشوبه التغيير» ولا يختار من يلحقه التظنين إلى أن 
قال #: وإن الله تعالى اختص لنفسه بعد نبيه من بريّته خاصة, علاهم بتعليته, 
وسما مهم إلى رتبته. إلى أن قال لة: أنشأهم في القدم قبل مذرؤ ومبرؤ أنواراً أنطقها. 
!ل أن قال ائة: وأشهدهم وولاهم ماشاء من أمره. وجعلهم تراجمة مشيته وألسن 
إرادته. الخطبة. 


فى شرح الزيارة الجامعة اين 


فقوله8: استخلصه في القدم على ساء EE‏ كرا مسي شن 
تكرمته با لم يلحقه أحد من بريتد. قوله لا : في شان ن الأنمة بة: انشاهم فى القدم 
قبل مدرو ومر ف العا رو اننال الي + والأئمة لذا على سائر الخاق في عالم 
الأنوار والأرواح كما لا بخق. [ 

ثم إن هنا كلاماً وحاصله: أن الاختيار لشيء لبد له من الختار منه من بين 
أمثاله. فإن الاختيار لشيء يساوي الانتخاب له. والانتقاء من بين أشياء. فلابد 
هناك من أشياء ليختار منها هذا الشيء. هذا وقد دلّ الدليل القطعي كا تقدم مراراً 
على أنهم ا خلقوا قبل الخلق بألف دھر كا في حديث. وبتعديد آخر کا في ساثر 
الأحاديث» فحينئذ كيف يصح الاختيار منه تعالى لهم قبل الخلق. ولا تظن 
أنهم يي ما كانوا خيرة من خلقه إلا بعد أن خلق الخلق. وإلا يلزمك أنهم ما بلغوا 
تلك المراتب العالية التى رتيهم الله فيها المشار إليها بكونهم خيرته. إلا بعد أن خلق 

خلتسام اکا الها غلاب ا واا وول ا اا 
أول خلقهم نك قبل ساير الموجودات كا تقدم. 

والجواب عن هذا بما حاصله: أن الخلق كلهم بلا استثناء في علمه تعالى في 
جامع واحد. فهو تعالى عام بكيفية الخلق كل في مرتبته وحاله وصفته. فعلمه 
تعالى بالخلق قبل الخلق وبعد الخلق يكون سواء.كما نطقت به الأخبار في توحيد 
الصدوق من قولهكة: علمه بالأشياء قبل خلقها كعلمه مها بعد خلقها. كما يشير 
قوله تعالى إلى هذا بالنسبة إليه ئيئةة: [ولقد اخترناهم على علم على العالمين» 
فاستحقوا الاختيار من اللّه تعالى قبل العا مين. وما ذكرنا في الآية تأوليها كما لا 
بخق. 

والحاصل: أنه تعالى اختارهم في مقام علمه الأزلي کاو د يرج وور 
حامق ا ثم بعدما البسوا حلّة الوجودالخارجى كانواءه خير: لخلق 
أيضاً لاهم خير ته تعالى في عالم علمه. والس في أنه تعالى اختار رهم في علمه على 


RA CO‏ مع 00000000000000 الأثوار الساطعة 


العا مين هو أنه تعالى خلقهم خيراً حضاً لا شر فيهم ذاتاً وصفة وفعلا لانتفاء 
مقتضى الشّر فمهم. وهو الشك كما تشير إليه آية التطهير النازلة في حقهم المفسّر فيها 
الرجس المنفي بالشك كا تقدم. 

وكيف كان. فإذا كانوا موجودين في أول الوجود في عالم الأنوار والأرواح 
خيرا محضا بنحو يجمع جميع الخنيرات. فلا حالة يقتضي ذلك ان يكونوا خيرة له 
تعالى؛ لأنهم حينئذ واجدون لملاك الاختيار أي ملاك كونهم تختارين (بالفتح) 
فلابد من أن يكونوا خيرة. وهذا بخلاف غيرهم حتى بالنسبة إلى الملائكة, بل 
وبالنسبة إلى الأنبياء فإنهم (أي الملائكة والأنبياء) إذا لوحظوا بالنسبة إلمهسم لا 
كان فيهم نقص ما يوجب ن بعض مراتب الخير ومصاديقه. فلم يكونوا (أي 
الملائكة والأنبياء) خيرا حضاء فلا يكونوا بقول مطلقا مختارين (بالفتح) له تعالى. 

ثم إن معنى هذا الاختيار هو الإبانة والاستخلاص والاختصاص. 

ما الابانة: فلأجل واجديتهم ملاك الخيرة أبانهم الله تعالى. أي فضّلهم عن 
ساير الخلق, فلم يهملهم في الخلق بلا رعاية منه تعالى هم بل ابانهم 2 منهم أي 
جعلهم في مرتبة خاصة هم. 

وأما الاستخلاص: فعناه أنه تعالى لما أوجدهم واجدين لملاك الخير كله 
فاستخلصهم لنفسه بان منحهم مقام القرب والولاية الكبرى الإلطية. وساير ما 
اختصّهم ني كا تقدمت الاشارة إليه. 

وأمّا الاختصاص: فعناه أنه تعالى اختصهم بذلك المقام الرفيع لذلك 
الملاك بحيث لم يشاركهم في مقامهم أحد من الخلق. كا يشير إليه ما سيأتي في 
شرح قولهلية: «آتاكم اللّه مالم يؤت أحداً من العالمين» فهم للا في مقام 
لا يساويهم أحد. ولا يدانيهم أحد. فضلاً عن أن يفوقهم أحد. كما دلّت عليه 
كير ين الأخبار المذكورة في هذا الشرع في مظائهاء يدل غل هذه الأمتور 
الثلاثة ما تقدم من خطبة أمبرالمؤمنين اة آنفاً في صلوة يوم عيد الغدير 


فى شرح الزيارة الجاهعة ٠‏ ا ا oV.‏ 


والجمعة. 

ثم إن الاختيار لماكان معناه ما قلناه من تلك الأأمور الثلاثة. فيلزمها أنهم هذا 
خاصة الله وهم ابدا عنده تعالى فلا يفقدون الباري تعالى بالحجاب ابدا. کا انه 
تعالى لا يفقدهم حيث ما يريدهم من مقام الطاعة والقرب. فلا يكون فم ايت ما 
يوجب نن القرب عنه تعالى ما ليس فيه رضاه تعالى. 

إل هذا يشير ما تقدم عن المفضل, عن الصادق ًة حيما ذكر اة بعض ما 
خسّهم الله تعالى به. وفيه قال له المفضل: هل بذلك شاهد من كتاب الله تعالى؟ 
قال: نعم يا مفضل؛ قوله تعالى: وله ما فی السموات والأرض ومن عنده لا 
يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار لا يفترون» الى 
قوله إولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون» ويحك يا مفضل 
أتعلمون أن ما في السموات هم الملائكة. ومن في الأرض هم الجن والبشرء وكلٌ 
ذي حركة. فمن الذين قال: ومن عنده. قد خرجوا من جملة الملانكة والبشر. وكل 
ذي حركة. فنحن الذين كنا عنده ولا كون قبلنا. ولا حدوث سماء ولا أرض» ولا 
ملك ولا نبي ولا رسولء الحديث. 

فحقيقة الاختيار بماله من المعنى المتقدم هو الكون عنده تعالى. وهذا مقام لا 
يدانيه مقام إذ فيه حقيقة الاختصاص والاصطناع لنفسه (أي الاستخلاص) وهذه 
الأمور هى نتيجة الاختيار. 

وإليه ييز أيضا اتن تاع ربا والذلق يدل حا لا آي افيا ل 
وهو معنى الاختيار. وصنع الخلائق لناء وهو معنى قوله تعالى في الحديث القدسي: 
«خلقتك لأجلي وخلقت الأشياء لأجلك». كا لا يخى. والحمد للّه أولاً وآخراً 
وظاهراً وباطناً. 


5 اا م ل تا لج E‏ البساطفة 


قوله ايلا: وحزبه 

في المجمع: الحزب (بالكسر فالسكون) الطائفة وجماعة الناسء قال الله تعالى 
«إأولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون»7". 

فف اللوامع النورانية (للسيد البحراني#) علي بن إبراهيم: أولئك حزب الله 
يعنى الأمة با أعوان الله ألا إنَ حزب الله هم المفلحون) وقال تعالى في المائدة: 
5 بتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب اللّه هم الغالبون). 

فف تفسير نور الثقلين" عن احتجاج الطبرس. عن أميرالمؤمنين لا حديث 
طويل وفيه: والهداية هى الولاية كما قال الله عزوجل: ومن يتول الله ورسوله 
والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) الذين آمنوا في هذا الموضع هم المؤتمنون 
على الخلائق من الحجج والأوصياء في عصر بعد عصر. 

أقول: فقوله تعالى: إفإن حزب اللّه» الآية, خبر لقوله: ومن يتول الله وقوله: 
إوالذين آمنوا) وإغا أدخل عليه الفاء لما أشرب فيه معنى الشرط. فالمعنى: 
هؤلاء المؤمنون (أي المؤتمنون) هم حزب اللّه الغالبون. 

وفيه عن كناب التوحيد. عن أب عبداللّهةِ قال: يجىء رسول الله يوم 
القيمة آخذاً بحجزة ربّه. ونحن آخذون بحجزة نبيناء وشعيتنا أخذون بحجزتناء 
فنحن وشيعتنا حزب اللّه. وحزب اللّه هم الغالبون, واللّه ما يزعم أنها حجزة 
الازار. ولكنها أعظم من ذلك ىء رسول الله آخذاً بدين اللّه. ونجىء نحن 
اخذين بدين نبينا. ونجىء شيعتنا آخذین بديننا. ١‏ 

وعن الني كة: «يا علي حزبك حزبي وحزبي حزب اللّه». 

وني الحكى عن الأمالي. عن على قال: نحن النجباء وحزبنا حزب اللّه. 
وحزب الشيطان الفئة الباغية. ٠‏ 


.۲۲ المجادلة:‎ ١ 
.0۳۷ ص‎ ١ يقس نور التقلين ج‎ ١ 


فى شرح الزيارة الجامعة 7589“ 0 0 257 


وعن تفسير الواحدي في قوله تعالى: «فإن حزب الله هم الغالبون» يعني 
شيعة اللّه ورسوله هم الغالبون. 

وفي زيارة الحجةاهة: أشهد أن حزبك هم الغالبون. 

فقولهل4: وحزبه, إشارة إلى أنهم الغالبون وهم أحسن مصاديق حزب اللّه. 

هذا ولكن المهم بيان أن الغلبة كيف صارت لحزب الله تعالى فلابد من بيان 
سره فنقول: الظاهر من قوله تعالى: إومن يتول الله ورسوله» هو أن ون موصن 
أمره إلى اللّه تعالى» واعتصم به. وقام بواجب حقه, فلا حالة يكون مؤيداً بنصر 
الله وتأييده. فإن هولاء قد تبرّأوا من حوطم ومن قوتهم, والتجأوا بحوله تعالى 
وقوته, فلا حالة تكون هم الغلبة. 

ثم إن تولي اللّه ورسوله قد يكون في أخذ العلم ومعالم الدين منهم. وقد يكون 
في متابعتهم صفة وعملاً وحالاً. ففي جميع هذه المراتب إا تكون الغلبة لمن كان من 
أهل ولايتهم 

وناز ار ى: قد علمت من حديث الاحتجاج أن الذين آمنوا في هذا 
الموضع هم الأثمة ايل وهم ني كما تقدم مراراً حقيقة الأسماء الحسنى الإهية. وهم 
القائمون بقدرة الله في عالم الوجود.كما تقدم قوله :وان نوري محيطاً بالعظمة, 
ونور علي حيطا بالقدرة» فلا حالة تكون الغلبة للأئمة لغ ولمن تولاهم. كا صرّح 
به صدر الآية الشريفة وقال تعالى: «كتب الله لأغلبن أنا ورسلى» فدلٌ هذا على 
ثبوت الغلبة لرسله كما قال أيضاً: إن الله بالغ أمره» فدلّت هذه الآيات على أن 
الغلبة كانت في حزب اللّه الذين هم الأمة جا. 

وبعبارة أخرى: أنه تعالى لما خلقهم في أول الإيجاد, ومهم علمه. وجعلهم 
حقائق أسمائه الحسنى, فلا حالة لا تكون الغلبة لشىء إلا هم يك فإنهم قدرة اللّه 
ويد الله وجنب الله وحزب الله الغالبون. فجميع الخلائق في قبضتهم, كيف لا وقد 
خلق اللّه المخلق من فاضل أشعة أنوارهم» ومن عكوس تلك الأشعة خلق 


ARL : 1.‏ ب تي الاتوار الشاطقة 


أعداءهم؟! وقد علمت فما تقدم أن جميع الإمدادات الإهية لجميع الخلائق إغا هي 
بهم فة: فهم يد الله التي في قبضتها ملكوت كلّ شيء. وكلّ شيء مطيع هم, كما 
علمت من حديث عبداللّه بن شداد عن الحسين9ة: واللّه ما خلق الله شيعا إلا قد 
أمره بالطاعة لنا. 

فإذا كانوائة كذلك فلا حالة كل من تولاهم كان في حزبهم الغالب وقد أمرنا 
بذلك؛ وإليه يشير ما في دعاء الصباح والمساء: «أصبحت اللهم معتصاً بذمامك 
المنيع» الذي لا يطاول ولا يبحاول» إلى قوله: «في جنة من كل مخفوف بلباس سابغة 
ولاء اهل بيت نبيك محتجبا من كل قاصد لي إلى اذية بجدار حصين الاعتراف 
بحقهم موقناً أن الحق هم ومعهم وفيهم وبهم» الدعاء. 

وقال أميرالمؤمنين 492 في ا حكى عن أنيس السمراء فيدعاء له. إلى أن قال: «لم 
تكن الدعائم من أطراف الأكناف» ولا من أعمدة فساطيط السجاف الأعلى كواهل 
أنوارنا». 

وفيه أيضاً من قولهكة: «نحن العمل ومحبتنا الثكواب. وولايتنا فصل الخنطاب. 
ونحن حجبة الحجاب..». 

وحاصل كلامهلهة: أن دعامة عالم الوجود وأكنافه من اظلاله وحضائره. 
وفسطاط أهل العالم ومجامعهم. واستار العوالم الوجودية كلها من أكوانها وأعيانها 
وهياكلها وأحواهاء وأفعاها وأقواها وأعمالها وحركاتها وسكناتهاء وارتباطات 
بعضها ببعض ونسبتهاء لم تكن تلك كلها إلا على كواهل أنوارناء وأظهر قوانا 
النورانية. فلا يقوم شيء من خلق اللّه إل بقيوميّة أنوارناء وذلك لما قاله لإ من ان 
الدهر الذي هو عنوان ما سوى الله قد قسمت حدوده بأقسامها وفصوها فيهم 860 
أي هم العالمون بها وبحدودها. 

وهم القائمون بإدارتها واخذ منهم طم نك العهد للقبول منهم. ولا يخق عليهم 
شيء من أمرهم» فحينئذ لا أمر منه تعا ل ى لأحد إلا لأجلهم.ولا ثواب إلا حبتهم التي 


فى شرح الزيارة الجامعة TAR‏ او اب كا 


فيها جميع نعم الله تعالى» إذ بولايتهم يفصل الخطاب عمّن قبل ولايتهم, فا مير من 

الباطل من لم يقبل ولايتهم ولم يعمل بأمرهم فولايتهم فصل الخطاب والنجاة من العذاب» 

والدخول في الأمن الإلهي» كيف وهم حجبة الحجاب فإن النبي قل هو الحجاب الأكبر 

له تعالى, وهم للك حجبته ل والمقربون إليه كل فهم الحجبة بالنسبة إلى الخلق بينهم وبينه قله . 
ومن المعلوم أنه لا فيض إلا بهي ولا وسيلة بين الخلق وبينه له إلا هم جا. 
فتحصّل مما ذكر: أن الغلبة إنما هي طم هة ولمن تو! هم في الدنيا والآخرة, 

وهذا الكلام مزيد بحث لا يسعه المقام واللّه العالم, والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً 

وباطناً. 


قوله : وعيبة علمه 

قال في امجمع: والعيبة (بالفتح): مستودع الثياب, أو مستودع أفضل الشياب, 
وعيبة العلم على الاستعارة. 

أقول: فالعلم باعتبار على قسمين: 5 

-قسم منه مبذول بين الناس وهو ما يرجع إلى أصول دينهم وفروعه ا لابدّ 
من تعلّمه, وقد نوهلا للناس. 

- وعلم مكنون لا يظهروه إلا لأهله فهو أفضل العلم ومستودع عندهم في 
السّرء إذ هم خزنة علم الله ومستودع سرّه. 

ففي بصائر الدرجات”", بإسناده عن عبدالرحمن بن كثير قال: معت أبا 
عبداللّهكة يقول: نحن ولاة أمر الله وخزنة علم الله وعيبة وحى اللّه وأهل دين 
اله وعلينا نزل كتاب اللّه. وبنا عبداللّه. ولولانا ما عرف اللّه ونحن ورثة بني الله 


وعارته. 


١-بصائر‏ الدرجات ص١35.‏ 


A 1۲‏ الأمْوانَ افساطعة 


وفي البحار”". عن كتاب المحتضر للحسين بن سلهان» رواه من كتاب ا لمخطب 
لعبد العزيز بن يحيى الجلودي قال: خطب أميرا مؤمنين اة فقال: «سلوني قبل أن 
تفقدوني» فأنا عيبة رسول الله 5ل سلوني فأنا فقأت عين الفتنة بباطنها وظاهرهاء 
سلوا من عنده علم البلايا والمنايا والوصايا وفصل ا خطاب» سلوني فأنا يعسوب 
المؤمنين حقا وما من فئة تهدي مائة أو تضل مائة إلا وقد أتيت بقائدها وسائقها. 
والذي نفسي بيده لو طويت لي الوسادة فأجلس عليها؛ لقضيت بين أهل التوراة 
بتوراتهم, ولأهل الإنجيل بإنجيلهم, ولأهل الزبور بزبورهم, ولأهل الفرقان 
بفرقانهم». 

قال: فقام ابن الكوًا إلى أميرالمؤمنين وهو يخطب بالناس فقال: يا أميرالمؤمنين 
اخبرني عن نفسك. فقال: ويلك أتريد أن أزكّي نفسي. وقد نهى الله عن ذلك مع 
أني كنت إذا سألت رسول المي أعطاني. وإذ سكت ابتدأني, وبين الجوائ مي 
علم جمّ. ونحن أهل البيت لا نقاس بالناس. 

أقول: ومثله كئير من كلامه .ىه كا لا يخ على المتتبع. 

ويمكن أن يراد من كونهم عيبة علم اللّه ما حاصله: أنهم ل بعدما أشهدهم 
الله خلق السئوات والأرض والأشياء. وحملهم علمه. كما صرحت به الأحاديث 
الكثيرة. فلا حالة يكون طم علم بالأشياء بالنسبة إلى جميع ما سوى الله بجميع 
شؤونها وأقسامها. وأحواها وأطوارها. وأعراضها وحدودها ومكائيلها كا علمت 
ذلك من حديث المفضل السابق ذكره. وهذا العلم لا محالة لا يكون لغيرهم» بل هو 
أولاً وبالذات يكون للّه تعالى. 

ثم إنه تعالى منحهم ذلك العلم لما جعلهم قواماً للحق, ولما فوّض إليهم أمر 
الخلق. كما علمت من التفويض الجاز. وسيأتي توضيحه. فهم 4 عالمون بالخلق 





١-البحار‏ ج77 ص !107 


فى شرح الزيارة الجامعة ا ااا We‏ 


من حيث وعاء وجودهم في الزمان والمكان. ولساير المخصوصيات بهذا العلم. 
وهو العلم المستودع عندهم منه تعالى, لا يعلمه إلا هم من تعليمه تعالى إياهم, ولا 
يمكن لغيرهم أن يعلموه وإِلّا لكانوا في رتبتهم مع أنه ا قال: ونحن أهل بيت لا 
نقاس بالناس, وسيأتي في شرح قولهلظة: «آتاكم الله مالم يؤت أحداً من العالمين», 
ما يزيد لهذا توضيحاً. وا حمد لله رب العالمين. 


قوله الا: وحجته 

في المجمع: والحجة (بضم الحاء) الاسم من الاحتجاج. قال تعالى «فلله الحجة 
البالغة”" وقيل: الحجة البرهان والدليل. 

فنقول: لاريب في أنهم لل حجج الله تعالى على المخلائق من الملائكة 
والأنبياء والخلق أجمعين. والكلام يقع في أمور ثلاثه: 

الأول: في أنهم لماذا صاروا حجة الله على الخلق أجمعين؟ 

الثاني: في لزوم الحجة على الخلق من الله تعالى وعدمه. 

الثالث: في كونهم نين حجج الله على جميع المخلائق حت الملائكة والأنبياء في 
جميع العوالم من عالم الأرواح» وما دونه وكذا يوم القيمة . 

أمَا الأول: فنقول: الوجه والسّر في أنه تعالى جعلهم الحجج على الخلائق دون 
غيرهم, هو أنه تعالى خلقهم كاملين في العلم والمعارف. ومهم علمه. وأعطاهم 
حكمته, واتاهم مالم يؤت أحداً من العالمين. 

ففي بصائر الدرجات ما تقدم عن الصادق برواية عبدال رحمن بن كثير. 

وفيه بإسناده عن عبداللّه بن أبي يعفور. قال: قال لي أبو عبداللّهة: يابن أبي 
يعفور إن اللّه تبارك وتعالى واحد متوحد بالوحدانية متفرد بأمره. فخلق خلقاً 





115 : ماعتألا-١‎ 


4 ...0000-00-00 الأَثَوار الساطعة 


ففرّدهم لذلك الأمر فنحن هم. يابن أبي يعفور فنحن حجج الله في عباده, 
وشهداؤه في خلقه وأمناؤه وخرّانه على علمه. والداعون إلى سبيله. والقائمون 
بذلك. فن أطاعنا فقد أطاع اللّه. 

أقول: ومثله كثير من الأحاديث, فدلٌ هذا ونحوه على أنهم إنما صاروا حجج 
الله لما أفردهم اللّه لأمره. وهم أهل دينه وخزنة علمهء فبهذا الملاك والواجدية 
صاروا حجج الله على الخلق دون غيرهم, فبهم عرف الله وعبد لا بغيرهم کا لا 

أا الثاني: (أعني لزوم الحجة والاضطرار إليه) فلا ذكره الصادق ا فى 
الوافي عن الكافي بإسناده عن أبي عبد الله أنه قال للزنديق الذي سأله: من أين 
أثبت الأنبياء والرسل؟ إنا لما اثبتنا أن لنا خالقاً صانعا متعالياً عنا وعن جميع ما 
خلق: وكان ذلك الصانع حكها متعالياً لم يجز أن يشاهده خلقه. ولا يلامسوه 
فيباشرهم ويباشروه. ويحاجّهم ويحاجّوه, ثبت ان له سفراء في خلقه. يعبرون عنه 
إلى خلقه وعباده ويدلونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه 
فناؤهم. 

فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقهء والمعبرون عنه جل عر 
وهم الأنبياء وصفوته من خلقه. حكماء مؤدّبون في الحكمة مبعوثون بها غير 
مشاركين للناس على مشاركتهم طم في ا ملق والقركيب في شيء من أحواهم, 
مؤيّدون عن الحكم العليم بالحكئة, ثم ثبت ذلك في كل دهر وزمان مما أتت به 
الرسل والأنبياء من الدلائل والبراهين؛ لكيلا تخلو أرض الله من حجة, يكون معه 
علم يدل على صدق مقالته وجواز عدالته. 

أقول: وهذا الحديث كاف في إثبات لزوم الحجة, ومثله كثير من الأخبار وبيان 
الأعلام, فن أراد الاطلاع عليها فليراجع المطوّلات مثل الوافي ونحوه. 

وفي كمال الدين وتام النعمة بإسناده عن أبي الحسن الأول (يعني موسى بن 


فى شرح الزيارة الجامعة 2 1 


جعفر ية قال: ما ترك الله عزوجل الأرض بغير إمام قط منذ قبض آدمائة. 
يمتدى به إلى الله عزوجل. وهو الحجة على العباد مَن تركه ضلّ ومن لزمه نا 
حقَاً على الله عزوجل. 

وفيه بإسناده عن أبي عبداللّه ا قال: سمعته وهو يقول: م تخل الأرض منذ 
كانت من حجة عام يحيى فيها ما يميتون من الحقٌ, ثم تلا هذه الآية: (يريدون 
ليطفنوا نور الله بأفواههم واللّه متم نوره ولو كره الكافرون». 

وفيه عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبداللّه: الحجة قبل الخلق مع الخلق 
وبعد الخلق. 

وفيه عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبداللّه ل يقول: إن الأرض لم تخل 
الاق اغا كي إن راد اللسلموة شا رذ إل الق وإن فصوا شيعا تمو 

وفيه عن أبي الحسن الليثي قال: حدثني جعفر بن محمد عن آبائه ب أن 
انى يت قال: إن في كل خلف من أمتى عدلاً من أهل بيق. ينق عن هذا الدين 
تحريف الغالين, وانتحال المبطلين. وتأويل الجاهين وإن أنمتكم قادتكم إلى الله 
عزوجل. فانظروا يمن تقتدون في دينكم وصلاتكم. / ١‏ 

وفي هذه الأحاديث دلالة على لزوم الحجة منه تعالى للعباد حفظا للدين» ورد 
للمبطلين كا لا يحخق. 

أا الثالث: (أعني كونهم نيك حجج اللّه على الكل في جميع العوالم). 

فف الحكي عن الاحتجاج. عن الباقرلية قال: قال رسول اللي يوم الغدير: 
إن الله قد جعلنا (يعني نفسه والأئمةئية حجّة على المقصرين والمعاندين. 
والخالفين والخائبين. والآمين والظالمين من جميع العالمين, الخبر. 

وعن كنز الفوائد عن ابي ذر. وفي كتاب سليم بن قيس عنه ايضا انه قال: 
سمعت رسول الله 5 يقول: إن علا حجّة الله على خلقه. ولم بزل يحتج بعلي في 
كل أمة فما نى مرسل وأشهدهم معرفته. الخبر. 


EAE 533‏ بو روديب ب الأنوازالشاطفة 


وتقدم الحديث عن بصائر الدرجات الطويل عن أبي عبداللّهلية وفيه: وأمناء 
اللّه على ما أهبط اللّه من علم أو عذر أو نذرء وشهداؤه على خلقه. والحجّة الباغلة 
على من في الأرض. جرى لآخرهم من الله مثل الذي أوجب لأوهم. فن اهتدى 
بسبيلهم وسلم لأمرهم. فقد استمسك بحبل اللّه المتين وعروة الله الوئق. ولا يصل 
إلى شيء من ذلك إلا بعون اللّه. الحديث. 

وفي البحار عن مشارق الأنوار بإسناده عن ا حسن بن حبوب» عن جابر عن 
أبي عبداللهنية: أن رسول الله تة قال لعلى :ة: يا علي أنت الذي احتج اللّه بك 
على الخلائق أجمعين. حين أقامهم أشباحاً في ابتدائهم. وقال لهم: «إألستٌ بربكم 
قالو بلى » وقال: و محمد نبيكم؟ قالوا: بلى. قال: وعلى إمامكم؟ قال: فأبى الخلائق 
جميعاً عن ولايتك. والاإقرار بفضلك. وعتوا عنها استكباراً إلا قليلاً منهمء وهم 
أصحاب الهين. وهم أقل القليل وإن في السماء الرابعة ملك يقول في تسبيحه: 
سبحان من دل هذا الخلق القليل من هذا العالم الكثير على هذا الفضل الجليل. 

وتقدم عن كتاب رياض الجنان: عن أنس بن مالك قال: بينا رسول الله لا 
صلى صلوة الفجر.. إلى أن قال م يا علي لقد جعلك الله حجة بالغة على العباد إلى 
يوم القيامة. 

وفي كمال الدين وتام النعمة بإسناده عن الحارث بن نوفل قال: قال علي ل 
لرسول اللّتلة: يا رسول اللّه أمنّا اهداة أم من غيرنا؟ قال: بل ما الهداة (إلى اللّه) 
إلى يوم القيمة. بنا استنقذهم الله عزوجل من ضلالة الشرك, وبنا يستنقذهم من 
ضلالة الفتنة. وبنا يصبحون إخواناً بعد ضلالة الفتنة. كا بنا أصبحوا اخوانا بعد 
ضلالة الشرك. وبنا يختم اللّه كما بنا فتح. 

وفي بصائر الدرجات'". باسناده عن بريد العلجي قال: سالت ابا جعفر ا 





١-بصائر‏ الدرجات ص 1۳. 


فى شرح الزيارة الجامعة ا WSR REE‏ 


عن قول اللّه تبارك وتعالى: (وكذلك جا أمة وسطاً لتكونوا شهداء على 
الناس ويكون الرسول عليكم شهدا قال عو امه الوط ر نامعل 
خلقه وحجته (وحججه ن ل) في أرضه. 

وفي تفسير البرهان بإسناده عن سدير, عن أبي عبدالله اه قال: نحن الحجة 
البالغة على من دون السماء وفوق الأرض. 

وفي البحار عن الخصال بإسنأده عمّن حدثه, عن أبي عبداللّه ا قال: نحن 
الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض. 

وفي البحار عن ال مخصال بإسناده عمّن حدثه, عن أبي عبداللّهيظة قال: إن للّه 
عزوجل ائني عشر ألف عالم.كلّ عالم منهم أكبر من سبع سمموات وسبع أرضين. ما 
یری عالم منهم أن لله عزوجل عاماً غيرهم, وني الحجة عليهم. 

وفيه عن بصائر الدرجات بإسناده عن أبي سعيد قال: قال الحسن بن على 492: 
إن لله مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب, على كل واحدة سور من حديد, في كل 
سور سبعون ألف مصراع من ذهب يدخل من كل مصاراع سبعون ألف لغة ادميين, 
وليس فبها لغة إل مخالفة للأخرى, وما منها لغة إلا وقد علمتهاء ولا فيا ولا بينهما 
ابن ني غيري وغير أخي وأنا الحجة عليهم. 

أقول: ومثله كثير, 

وفيه عن السرائر بإسناده عن سلوان بن خالد قال: معت أبا عبداللّه ا 
يقول: ما من شيء ولا من آدمى ولا انسي» ولا جني ولا ملك في السموات إلا ونحن 
الحجج عليهم, وما خلق الله خلقاً إلا وقد عرض ولايتنا عليه. واحتج بنا عليه 
فؤمن بنا وكافر وجاحد حتى السموات والأرض والجبال. الآية. 

أقول: لعل المراد بقوله: الآية, الآية التي ذكر فيها أنواع الموجودات من قوله 
تعالى: إا عرضنا الأمانة على السموات..» الآية. 

وفيه» ومن كتاب البصائر لسعد بن عبداللّه بإسناده عن أبي جعفر 49 قال: إِنّ 


۸4 و ام ادق 1120301 الانوانالشاطعة 


الله عزوجل خلق جبلاً حيطا بالدنيا من زبرجدة خضراء, وإنغا خضرة السماء من 
خضرة ذلك الجبل. وخلق خلفه خلقاً م يفةرض عليهم شيئاً متا افترضه على 
خلقه من صلؤة وزكؤة وکل يلعن رجلين من هذه الأمة وسمآهما. 

فتحصّل مما ذكرنا من الأحاديث: انهم الحجج لله تعالى بام ملاك الحجية على 
جميع الخلائق في جميع العوالم: من عام الأرواح والذّر والدنيا والآخرة وغيرهاء 
هذامع أن العقل يحكم بأنه لابدّ من كونهم حجج الله تعالى على ال نلق هكذا؛ وذلك 
بعدما ثبت أنهم مك معصومون عن الخطإ والجهل والنسيان والغفلة, والخنيانة 
والطمع, وجميع ما ينافي الركون إليهم في أفعاهم وأحوالهم, وأعماهم وأقوالهم, 
وحركاتهم وا من بدو خلقهم إلى ختمه في جميع عوالمهم. 

بل وثبت أيضاً أنهم في منتهى مرحلة الكمال من العلم والمعارف الإطية, 
والحلم والحكم. والكرم والشجاعة, والزهد والعبادة, والورع واليقينء والتقوى 
والصدق والعفة, وساير الصفات الحميدة المرغوب فبهاء فلا محالة كانوا لمكان تلك 
الأمور حجج الله تعالى على المخلق أجمعين» إذ الحجة إما يعتمد عليها في مقام 
الأمر . والنهي وبيان المعارف, فهم لإ نا كانوا واردين لحقائق المعارف. وعارفين 
بحقائق الأوامر والنواهى الإهية. فلا حالة إذاً أمروا بشىء أو نهوا عنه أو بينوه كان 
قا ولايد من أده ومتايسة الى عليه عقفلا وصرعا ولاتمق بالحجة إل ذا 

وإِمّا يعتمد عليها في مقام الاقتداء بهم من حيث الكمالات والحالات المعنوية, 
فيقتدى بها في مقام السير والسلوك إلى الله تعالى فلا ريب في أنهم لها أحسن 
مصاديق الكمالات والحالات والمعارف كا دلّت عليه أخبار كثيرة. فهم ليث 
الصديقون في جميع شؤونهم وحالاتهم, «دلّ على ذلك. أنهم أهل طاعة للّه تعالى في 
جميع أنحاء العبادة والطاعة. ولم يصدر منهم خلاف ما يقتضي العبودية في جميع 
الحالات أبداً. وإليه يشير ما في بصائر الدرجات بإسناده عن أحمد بن محمد قال: 
سألت الرضالظة عن قول الله تعالى: «يا أيّها الذين آمنوا اتقوا اللّه وكونوا مع 


فى شرح الزيارة الجامعة عو جوف مطل لح EEE a E a‏ ا 


الصادقين). قال: الصادقون الأئّة الصديقون بطاعتهم. 

فقوله942:بطاعتهم, يشير إلى انه إنما يستدل على انهم صديقون بسبب طاعتهم 
له تعالى. إذ الطاعة تدل على أنهم في كل ما يعتقدون, أو يتصفون. أو يقولون من 
الوظائف الإلهية صادقون بسبب طاعتهم له تعالى فيا تقتضيه عبوديتهم له تعالى 
بالنسبة إلى العقائد والصفات والوظائف؛ ولأجل كونهم لي واجدين لحقائق 
المعارف المستدل عليها بطاعتهم له تعالى كانوا شهداء على الخلق يوم القيمة. كما 
تقدم مفصّلاً فلكونهم حجج اللّه تعالی صارواشهداء على الخلق. واللّه تعالى يحتج 
بهم. ويستشهد بهم على خلقه في مقام إعطاء الثواب أو إجراء العقاب. 

فكل أحد في مقام التعلم أو المتابعة في السلوك يقتدي بهم 94؛ لكونهم حجج 
الله تعالى في هذه الأمورء هذا مع أنه م ير أحد من المتابعين هم» بل ومن الخالفين هم 
ما يناف كونهم حجج الله تعالى بل أقرّ الجميع من المؤالف والخالف على 
فضلهم لا كما سيجيء توضيحه في قولهلة: فبلغ اللّه بكم أشرف محل المكرمين. 
هذا مضافا إلى أن الخلق بجميع أنحائهم من الملائكة والأنبياء والأولياء. بل 
والحيوانات, بل والجمادات لا يرى ما ييل إليه نفسه وهواه. ويحبه ويشتهيه 
بفطرته إلا وقد رآه موجوداً فيهم 80. 

فهم (أي ال نلق أجمعون) ميلو إلمهم 2# ويحبونهم 860 ويعظمونهم. ويرونهم 
حجة له تعالى في المقام الأعلى بفطرتهم, وإليه يشير ما في الاستيذان الذي ذكر 
للدخول إلى البقاع المشرفة للأئمة 994 للزيارة من قولهاظة: «ثم مننت عليهم 
باستنابة أنبيائك؛ لحفظ شرايعك وأحكامك. فأكملت باستخلافهم رسالة 
المنذرين. كما أوجبت رياستهم في فطر المكلفين.. الخ». 

فا جملة الأخيرة دالّة على ما قلناء فثبت أن كونهم نين حجج اللّه تعالى ثابتة 
بالنقل الإهي والشرعيء وبالعقل والفطرة. وقد أوضحت ذلك الأحاديث الواردة 
في هذا الباب وفيا ذكرناه كفاية, هذا مضافاً إلى أنه تعالى قد أيّدهم 862 وايّد كونهم 


ARR OSE 7‏ السناظفة: 


حججه بأن جعل الآيات والبينات والمعجزات الظاهرات الباهرات صادرة عنهم 
وبأيدهم وبسبيهم دون غيرهم, كلّ ذلك تشییداً له تعالی؛ لكونهم نظ حججاً له 
وتثبيتاً لقرب عباده في الركون إلمهم :يه ومتابعتهم, والاعتقاد بكونهم حججه» 
فأظهر فيهم لخلقه آيات الآفاقي والأنفسي فأراها هم بهم. 

وتقدم قولهيظة: «أيّ آية أعظم منا أراها أهل الآفاق» فراجع. فهم الحجج 
والآيات الالهية بوجودهم, وجا صدر منهم من تلك الأمور الخارقة للعادات 
والمعجزات الباهرة, إل أن الناس قد جحدوها لكفرهم قال الله تعالى: إوكانوا 
بآياتنا يبجحدون)» فروي عن المفضل بن عمر» عن الصادق ا في هذه الآية 
قال 2ة: «وهى واللّه اياتنا». 

أقول: أي التي جحدوها هي آياتهم من أنفسهم المقدسة, وما صدر منهم سن 
تلك الآيات والمعجزات الباهرات. رزقنا الله تعالى متابعتهم, واليقين بهم 
وبولايتهم محمد وآله الطاهرين. 


قوله : وصراطه 

الصراط في اللغة هو الطريق» والصراط هو الجادة؛ لانه يسترط السابلة, أي 
يبتلع أبناء السبيل المختلفين, وقيل: لأنهم يسترطون الطريق. 

وأمّا بیان كونهم ني صراطه تعالى» فهذا يتوقف على بيان الأحاديث الواردة 
في تلو الآيات المتضمنة لبيان الصراط ثم نعقبه بالتوضيح» فنقول: 

ففي تفسير نور الثقلين7", عن المجمع:.. وقال رسول الله :إن اللّه تعالى من 
علي بفاتحة الكتاب.. إلى قوله: «اهدنا الصراط المستقيم» صراط الأنبياء. وهم 
الذين أنعم الله عليهم. ۰ 

وفيه في تفسير علي بن إبراهيم في الموئق, عن أبي عبد اللّه: «اهدنا الصراط 





١-نور‏ الثقلين ج ١‏ ص .١7‏ 


في شرح الزيارة الجامعة .. 8 


المستقيم» قال: الطريق ومعرفة الإمام. 

وبإسناده عن أبي عبد الله نة قال: واللّه نحن الصراط المستقيم. 

وف معاني الأخبار بإسناده عن أبي عبداللّه اا في قول الله عزوجل: «اهدنا 
الصراط المستقيم» قال: هو أميرالمؤمنين ومعرفته. والدليل على أنه أميرالمؤمنين 
قول اللّه عزوجل (إوإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم» وهو أميرا مؤمنين ا في 
أم الكتاب في قوله: «اهدنا الصراط المستقيم». 

وبإسناده إلى المفضل بن عمرء قال: سألت أبا عبداللّه لذ عن الصراط فقال: 
هو الطريق إلى معرفة الله عزوجل. وهما صراطان: صراط في الدنيا. وصراط في 
الآخرة: 

فأمًا الصراط في الدنيا: فهو الإمام المفترض الطاعة, من عرفه في الدنيا 
واقتدى بهداه مرّ على الصراط, الذي هو جسر جهنم في الآخرة, ومّن لم يعرفه في 
الدنيا زلّت قدمه عن الصراط في الآخرة. فتردى في نار جهم. 

وفي معاني الأخبار بإسناده إلى أبي عبداللّه ا قال: الصراط المستقيم 
أميرالمؤمنين ا. 

وفيه بإسناده عن سيد العابدين علي بن الحسين نة قال: نحن أبواب الله 
ونحن الصراط المستقيم. 1 

وفيه عن أصول الكافي بإسناده إلى أي جعفر:2ة قال: أوحى الله إلى نبيه دة 
«إواستمسك بالذي أوحي إليه إنك على صراط مستقيم4, قال: إنك عل ولاية عل 
وعلى!ة هو الصراط المستقيم. 

وفيه عن كتاب كمال الدين وتام النعمة بإسناده إلى خثيمة الجعق. عن أبي 
جعفر 8ا حديث طويل» وفيه يقولمة: ونحن الطريق الواضح. والصعراط المستقيم 
إلى الله عزوجل. ونحن نعمة الله على خلقه 

وفيه في تفسير العياشي. عن عبداللّه بن 1 قال: قلت لأبى عبداللّه كد 


۷۲ م eee‏ الأنؤان الساطفة 


قوله: «إقد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبينا. قال: البرهان محمد يلي 
والنور علي +: قلت له: صراطاً مستقيماً. قال: المعراط المستقيم علي 2. 

وفيه”", عن بريد العلجي عن أبي جعفر لذ قال: «وإن هذا صراطى مستقيماً 
فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبیله) قال: تدري ما يعني بصتراطلى 
مستقيا؟ قلت: لاء قال: ولاية علي والأوصياء, قال: أتدري ما يعني فاتبعوه؟ قال: 
يع عل بن أي طالب لئة. قال: أو تدري ما يعني ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن 
سبيله؟ قلت: لاء قال: ولاية فلان وفلان واللّه قال: أو تدري ما يعني فتفرق بكم 
عن سبيله؟ قلت: لاء قال: يعني سبيل على 2. 

فيه عن سعد. عن أَبي جعفر لٍ: «إوإن هذا صراطى مستقيماً فاتبعوه» قال آل 
محمد هة الصراط الذي دلّ عليه. ١‏ 

وفيه عن بصائر الدرجات بإسناده عن أبي عبداللّهيِة قال: سألته عن قول 
الله تبارك وتعالى: إوإن هذا صراطى مستقيماً فاتبعوه» قال: هو واللّه علي. هو 
واللّه الميزان والصراط. ْ 

وفيه عن تفسير علي بن إبراهيم. عن أبي جعفر نة في الآية قال ل:: نحن 
السبيل. فن أبى فهذه السبل (فقد كفرء ن خ). 

اقول: قولهائة: فن أبى فهذه السبل, أي من أنى أن نكون نحن السبسل» فهذه 
السبل المتفرقة ترونها: إِنّْها لا تهدي إلى الحق بخلاف سسسناء فإنها تبدي إليه: ولذا 
ذكر في بعض النسخ فقد كفر بعد قوله: فهذه السبل. 

وفيه عن الاحتجاج. عن الب َة في خطبة الغدير.. إلى أن قال يدت: معاشر 
الناس أنا صراطه المستقيم. الذي أمركم باتباعه. ثم علي من بعدي ثم من ولدي من 
صلبه أئمة بهدون بالحق وبه يعدلون. 





١-معاني‏ الأخبار ج ١‏ ص 141. 


a a 
: 0 E فى شرح الزيارة الجامعة‎ 


وفيه''' في تفسير علي بن ابراهيم: وأا قوله: (قل كلّ متربص فتربصوا (أي 
اتتظروا أمراً) فستعلمون من أصحاب الصراط السوى ومن اهتدى) فانه حدثني 
أبي. عن امسن بن حبوب. عن علي بن رئاب. عن أبي عبداللّه 8 قال: قال: والله 
نحن السبيل الذي أمركم اللّه باتباعه, ونحن واللّه الصراط المستقيم. ونحن واللّه 
الذين أمر اللّه بإطاعتهم, فن شاء فليأخذ هناء ومن شاء فليأخذ هناء لا تجدون 
واللّه عنا حيصاً. 

أقول: وفي هذا الحديث شرح لقولهلية في الحديث السابق: فن أبى فهذه 
السبل.كما لوحنا إليه. 

وفيه" وفي رواية أي الجارود. عن أبي جعفرلظة: .. إلى أن قال: وقوله: 
«وإنك لندعوهم إلى صراط 00 ٠‏ قال: إلى ولاية أميرالمؤمنين ائة. 

وفيه عن أمالي الشيخ 4# عن النى يي يقول لعلي92: مَن أحبّك لدينك, وأخذ 
بسبيلك. فهو تمن هدى إلى 0 مسقن ومن رغب عن هواك وأبغضك 
وانجلاك. لقي الله يوم القيمة لا خلاق له. 

وفيه. في تفسير علي بن إبراهيم قال: «وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن 
الصراط لناكبون) قال: عن الإمام لحادون. 

وفي اللوامع النورانية”" للسيد البحراني (رضوان الله عليه) بإسناده عن 
المفضل بن عمر قال: حدثني ایت اقاي عن سيد العابدين علي بن الحسين (صلى 
الله عليهم|) قال: ليس بين الله وبين حجته حجاب. ولا لله دون حجته ستر» نحن 
أبواب اللّه. ونحن الصراط المستقيم ونحن عيبة علمه. ونحن تراجمة وحيه. ونحن 
أركان توحیده. و نحن موضع سرّه. 





١‏ -معاني الأخبار ج ص كل 
١‏ -معاني الأخبار ج ٣ص‏ ۸٤ء.‏ 
"-اللوامع النورانية ص ۸. 


¥8 .0-00-0000 الأتُوار الساطعة 


وف مقدمة تفسير البرهان' وفي تفسير القمى وغيره عن اماي عن 
الباقرلة قال: في قوله تعالى: «إصراط الله يعني علي وقال الباقرلة: معنى 
عله صراط اللّه أنه الصراط إلى اللّه. كا يقال: فلان باب السلطان إذاكان 
يوصل به إليه. ثم إن الصراط هو الذي عليه علي ل 

وفيه وفي تفسير فرات عن الصادق ًا في قوله تعالى: ؤعن الصراط ناكون» 
قال: عن ولاية علي ورواه في كشف الغمة عن على ا قال: ناكبون عن 
ولايتنا. 

وفي كنز الفوائد عن الصادق 4# في قوله تعالى:«فستعلمون من أصحاب 
الصراط السوى ومن اهتدى). قال: الصراط السويّ القائم (عج) واهتدى من 
اهتدى إلى طاعته. 

وعن الباقر اة أنه قال: أصحاب الصراط السوي على ا. 

وعن ابن عباس أنه قال: واللّه هو حمد وأهل بيته. 

وفي البحار عن تفسير القمى: لان الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم) 
عق ال ااا لسع ` 

وفيه. عنه: «إلى صراط العزيز الحميد», الصراط الطريق الواضح وامامة. 
الأمة. يذ . 

هذا شطر من الأحاديث الواردة في هذا الباب» ومن أراد المزيد فعليه بالبحار 
باب ٠١‏ في أنهم السبيل والصراط والميزان ج ٠٠٠‏ وباب أنهم السبيل والصراط 
ج 4 ؟. وباب الصراط من كتاب ا معاد ج ۸. 

ثم إنه لابدٌ من تقديم أمور لتوضيح كونهم ييخ صراط الله. الأمر الأول: لاريب 
في ان للعراط معن ظاهريا وحقيقة معنوية. 

أما الأول: فهو قسمان: قسم ف الدنيا وقسم في الآخرة. 


١-تفير‏ الرهان حى؟١5.‏ 


Ves Asn E BSN Ae فى شرح الزيارة الجامعة‎ 


والذى ف الدنيا: فله مصاديق. 

توضيحه: أنه قد تحقق في تحله أن الأألفاظ موضوعة للمعاني العامة. فكل لفظ 
موضوع لمعنى عام وله مصاديق مختلفة بحسب الخصوصية والنوعية والفردية. 
ومتحدة بحسب ذلك المعنى العام الموضوع للمعنى الجامع المشترك بين تلك الأفراد 
المختلفة: 

فمنها: لفظ الصراط فهو ىا علمت ما به استراط الطريق. وما به طىّ الطريق 
بكر روسل الننابلة ال مدعا امن ای عضب و لاخر ا 
فى الدنيا: 
1 ما الدنيوي فنها: الطريق الذي يسلكه الإنسان للوصول إلى مكان خاص. 
فالصراط حينئذ هو ما استعمل في ا معنى الخارجى. 

ومنها: ما يستعمل في طريق تحصيل الفنى. فيقال: اتنجارة هو الطربق. 
والصراط لتحصيل الغنى. او في طريق تحصيل الصحه. فيقال شرب الدواء طريق 

وكيف كان فجميع هذه المصاديق مصاديق للصراط . فكنا أن الانسان لا يصل 
إلى المكان الذي قصده. إلا بطي طريقه ومسافته. كذلك لا يصل الى تلك المقاصد 
إل بطي تلك الوسائل والمقدمات. 

إذا علمت هذا فنقول: لاشكٌ في أن الوصو إلى نعير البرزخ والجنة والآخرة 
بأقسامها وأنواعها متوقفة على معارف وأخلاق وأعمال هى الموصلة إليها. ويعبر 
عن جموعها بالدين والشريعة. وحينئذ فصراط نعم حا وصراط الذى العم 
الله عليهم هو الدين والعبادة أعني المثي عليه قال تعالى: لإوان اعبدونى هذا 
صراط مستقيم ». ْ 

ق هنا أمران: 

الأول: أن الصراط الذي فسّرناه بالطريق با له من المعنى العام» ربما يقال 


SRR asa ۹‏ اظ 


بالفرق بينه وبين الطريقء بأن الطريق هو مطلق طيّ المسافة بذلك المعنى العام, 
وهذا بخلاف الصراط. فإنه يتبادر منه طيّ مسافة على نحو الاستعلاء على شيء 
والتحفظ من شيء كا لجسر والقنطرة. حيث ان وضع الصراط المفسر بالجسر 
والقنطرة مثالاً. نما هو للمشي على شيء يوجب الحفظ من الوقوع في خطر التلف 
أو الغرق أو الحرق مثلاً. فبينهها عموم وخصوص مطلق فالصراط أخص من 
الطريق. كا يستفاد ذلك من موارد استعمال الصراط. وهذه الخنصوصية الق 
ذكرناها في معنى الصراط تعتبر في تتهوين ومع لذلك هو (أى العاراط )ين اتد 
مصاديق معنى الطريق بماله من المعنى العام كما لا يخق. 

الثاني: أن الصراط قد يتصف بالاستقامة كقوله تعالى: هذا صراط مستقيم» 
ونحوه. فرعا يقال: بان التوصيف للاحتراز, فهناك صراط معوّج. وقد يعبر عنه 
بالسبل المتفرقة, فإن الصراط إذا اعوج صار تلك السبل المتفرقة كما أشير إليه في 
الآية السابقة مع تفسيرها فحينئذ نقول: الصراط على قسمين: 

# مستقيم: وهو بالنسبة إلى السير المكاني,السير الذي يكون في أقصر الخطوط 
المتصورة بين ابتداء السير والمقصد. 
» وغير مستقيم: وهو ما كانت خطوطه معوجة تكون أطول من ذلك الخنط 

هذا في الممراط المكاني, وأمّا فها نحن فيه فنقول: فالصراط المعنوي الذي هو 
الدين. قد يتصف بالاستقامة إمَا باعتبار التوسط وترك الافراط والتفريط فيه.كما 
يشير إليه ما في البحار عن تفسير العسكري#2ة: الصراط المستقيم صراطان: 
مراط في الدنيا وصراط في الآخرة: 

فاتا المعراط المستقيم في الدنيا: فهو ما قصر من الغلوٌ. وارتفع عن التقصير. 
واستقام فلم بعدل إلى شيء من الباطل. 

راتا الععراط في الآخرة: فهو طريق المؤمنين إلى الجنة. الذي هو مستقيم لا 


فى شت الؤيازة الاھ صو عد لوطو Whe‏ 


يعدلون عن الجنة إلى النار, ولا إلى غير النار سوى الجنة. 

وأمّا باعتبار كون سلوكه كسلوك الطريق المستقيم في سرعة الوصول إلى 
المقصود وقربه, ضرورة أن ا لمشي في الصراط المستقيم أسرع وصولاً من المشي في 
الصراط والطريق المعوج. أمَا في الدنيا فقرى أن المتابع لهم ليك فيالدين والعلم 
والمعارف يكون اسع وصلاً إلى الحق. 

فف البحار”". عن بصائر الدرجات. بإسناده عن مقرن قال: سمعت أبا 
عبداللّهكة يقول: جاء ابن الكوّاء إلى أمير الى ؤمنين 34 فقال: يا أميرالمؤمنين 
إوعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم» فقال: نحن الأعراف نعرف أنصارنا 
بسهاهم. ونحن الأعراف الذين لا يعرف الله عزوجل إلا بسبيل معرفتناء ونحن 
الأعراف يعر فنا الله عزوجل يوم القيمة على الصراط. فلا يدخل الجنة إل من 
عرفنا ونحن عرفناه. ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه. إن اللّه لوشاء لعرف 
العباد نفسه. ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤق عنه. فن 
عدل عن ولايتناء أو فضّل علينا غيرنا فإنهم عن الصراط لناكبون. ولاسواء من 
اعتصم بما اعتصم الناس به, ولا سواء من ذهب حيث ذهب الناس» ذهب الناس 
إلى عيون كدرة يفرغ بعضها من بعضء وذهب من ذهب إلينا إلى عين صافية تجري 
بأمور (تجري بأمر ريما كذا في مختصر البصائر) لا نفاد ها ولا انقطاع. 

وتقدم ما روي عن الصادق ل أنه قال لحكم بن عيينة. وسلمة بن كهيل: 
«شرّقا وعُرّبا فلا تجدان علماً صحيحاً إلا شيئاً خرج من عندنا». 

فقوله ة: «وذهب من ذهب إلينا إلى عين صافية». هو حقيقة سرعة الوصول 
إلى الحق الذي لانفاد له ولا انقاطع. بخلاف من ذهب إلى غيرهم, فإنه ذهب إلى 
عيون كدرة, من غيرهم لا وضوح ها ولاحق فيهاء وكذا قولهلة: «فلا تجدان علماً 


١-البحار‏ ج ۲٤‏ ص 507. 





N INET V۸‏ ....... .....الأنوار الساطعة 


صحيحاً إلا شيثاً خرج من عندنا» فإن العلم إذا كان صحيحاً (أي مطابقاً للواقع) 
ومأخوذاً عن منطق الوحي, فلاحالة يوصل المتعلم به من هذا العالم له إلى الواقع 
ويه وإلى مرضاته تعالى سريعاً. وهذا بخلاف المأخوذ من غيرهم فإنه ريما 
يسلكه إلى وادي الهلاكة والضلالة أو الحيران. كما ترى من الخالفين ومن ذهب إلى 
عيون الكدرة. 

هذا في الدنيا وأمّا السرعة إلى النعيم في الآخرة. ففيه عن مسناقب ابن 
شهراشوب. الس اال عن عطاء» عن ابن عباس: یوم لا يخزي الله النبى »> 
لا يعذب الله حمداً والذين اشوا معن ولا يعذب علي بن أي طالب وفاطمة 
والحسن والحسين وحمزة وجعفراً لإنورهم يسعى» يضيء على الصراط لعلي 
وفاطمة مثل الدنيا سبعين مرة فيسعى نورهم «يين أيديهم» ويسعى عن إهانهم, 
وهم يتبعونها (يتبعونه)) فيمضي أهل بيت محمد وآله زمرة على الصراط مثل 
البرق الخاطف. نوميل ار ثم قوم مثل عدو الفرس. ثم ييضي قوم مثل 
المشي. ثم قوم مثل الحبو. ثم قوم مثل الزحف. 

aE RLS E ENES‏ داعال 
طإيقولون ربنا أتمم لنا نورنا) حتى بجتاز به على الصراط قال: فيجوز أميرالمؤمنين 
في هودج من من الزمرّد الأخضر. فس فاشفض فين لا ارو 
سبعون ألف حوراء كالبرق اللامع, الحديث. 

فقوله: ثم قوم مثل الريج.. ألح. يشير إل سر عة السير إلى الوصو ل إلى النعيم يوم 
القيمة على الصراط. وهذا من أثر سرعة السير إلى الحق من متابعتهم ليف في الدنيا 
كا لايخق. 

ثم إنه يقابل الصراط المستقم قسمان من الصراط: 

أحدهما: غير المستقيم وهو الطريق الذي لم يتمحض للقرب إلى المقصد. بل هو 
بين تفريب وتبعيد نظير الطريق المكاني, الذي هو مشتمل على توجه نحو المقصود 


فى شرح الزيارة الجامعة 8 11 1000707070 الى 


وانحراف عنه. فكأنه مركب من المستقيم وغيره. وبقدر ما فيه من المستقيم يوصل 
إلى المقصود. وبقدر ما فيه من الانحراف يبعده عنه. ويؤخر الوصول إلى المقصد. 
فسالك طريق العبودية والطاعة الحضة هو السالك للصراط المستقيم الذي تقدم 
بيانه. 

والآخرون (أي السالك لغير المستقيم) هم الذين خلطوا بينه وبين غير 
فسلوكهم مشتمل على الاستقامة والانحراف, فبقدر ما فيه من الطريق المستقيم 
يقربون إلى المقصود. فإن كان طريقهم المستقيم غالبا على ما فيه الانحراف اذاهم لا 
حالة ولو بعد بطء إلى المطلوب. وإِلاً فهم إِمّا هالكون وإما مرجون لأمر الله إِمَا 

وثانيهما: الطريق الذي لا استقامة فيه بل هو انحراف محض كطريق الكفار 
وامخالفين كا قاللية: وتدري ما يعني فتفرق بكم عن سبيله؟ قلت: لاء قال ولاية 
فلان وفلان. وكا قال تعالى: «إغير المغضوب عليهم ولا الضالين). 

فف الحكى عن تفسير العسكري له عن أميرالمؤمنين ل في حديث في ذيله 
الاق ا لفو تعدو نف النيود ا فال اللا قود لانن لعن الله وف 
عليه وفي الضالين قال: هم النصارى الذين قال الله فهم: «قد ضلّوا من قبل 
وأضلوا كثيراً». 

وفي ذيله على ما في تفسير الامام ا ثم قال أميرالمؤمنين :کل من كفر باللّه 
فهو مغضوب عليه وضالٌ عن سبيل اللّه. 

وعن معاني الأخبار, عن النبييكيهُ: (الذين أنعمت عليهم) شيعة علي ل 
يعني أنعمت عليهم بولاية علي بن أبي طالب لم تغضب عليهم ولم يضلا 

وعن الكافي في الصحيح عن معاوية بن وهب قال: لأبي عبداللّه 4: أقول: 
أمين إذا قالم الإمام إغير المغضوب عليهم ولا الضالين» قال: هم اليهود 
والنصارى ولم يجب في هذا. 


ونقل عن القمي أنه روى بسند معتبر عن أب عبد الله أنه قرأ اهدنا الصراط 
اق صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين قال: 
الغضوب عليهم النصاب والضالين الشكاك الذين لا يعرفون الامام لا 

ومثل هذه أخبار كثير ة في مطاوي الأحاديث في الأبواب المتفرقة. 

وكيف كان فالصراط المعوج هو صبراط الكفار والمغضوب عليهم والضالين. 
والظاهر انه يدخل فيهم الجاحد للحق والمعاند له عن علم وتعمد بلا تدارك 
بالتوبة. والمقصمر الذي تي له أسباب الهداية والرشاد. ولكنه أعرض عنها وعاند 
وأصرٌ على خلافه. فهؤلاء كلهم داخلون في المغضوب عليهم. كما أن المريد للحق 
والطاعة ولكن اعتل في تحصيل الحق ومصاديقه إلى أن أخطأ واعتقد خلافه. أو بق 
خجران ا سوق اذل ا ا ا تدرا 
دينهم منها. فهؤلاء داخلون في الضالين عن الطريق المستقيم. فإن الضال ليس من 
يريد الباطل اولا بل الضال من يريد الحق. ولكنه اخطا بتقصيره عن الجد في 
التفحص والانقياد للحق. 

وبعبارة أخرى: المتوجه إلى الصراط المستقيم إذا عرض له تقصير ما في طلب 
الهداية. واخطا عنه بسبب عدم بذل الجهد بكماله في تحصيل المقصود. فهو ضال 
عن الحق ومدبر عنه. وقد زلّ عن الحق لاستكباره أو عناده أو لعصبيته. 

والحاصل: أنه قد يتوجه الانسان إلى الحق. ولكن لمكان اتصافه بتلك 
الصفات الخبيثة من الاستكبار والعناد والعصبية رما يخخطئئ ويختار الباطلء أو 
يتحير فهو من الضالين كا تومي إليه الأحاديث الكثيرة من قوطهم نكة: «أصول 
الكفر ثلاثة». 7 

ف الخنصال'". باسناده عن أبي عبد اللّه ا قال: «أصول الكفر ثلائة: 
الخرص والاستكبار واطسد»: 


./8 الخصال ص‎ ١ 


في شرح الزيارة الجامعة ع ةق باح OSE‏ 


فأما ا حرص فآدم حين نهي عن الشجرة ة مله الحرص على أن يأكل منهاء وأا 
الاستكبار فإبليس حين أمر بالسجود فأبى. وما الحسد فابنا آدم حين قتل أحدهما 
صاحبه یدنا 

فالمستفاد منه أن هذه الصفات ها استعداد للوصول إلى الكفرء وإن كان ريما 
تداركه التوفيق والعناية الالهية فخلص من الكفر كا في دم ولكون احرص 
سبباً لأكل آدم لا من تلك الشجرة بحيث يوجب المعصية كلام طويل مذكور في 
حله. فانه قد حقق أنّ الأنبياء معصومون., فلصدر هذا الحديث معن لا ينافى 
عصمة الأنبياء مذكور في محله. 

وكيف كان يقابل الصراط المستقير هذا القسم من الصراط المعوج الموصل إلى 
النار. وهو صراط الكفار والمغضوب عليهم والضالين والشكاك وما علمت 
ذكرهم, هذا كله في معنى الصراط في الدنيا ماله من المعنى الظاهري. 

وأمّا الصراط في الآخرة بمعناه الظاهر فهو كا في الأحاديث قال الله تعالى: 


«إن ربّك لبالمرصاد». 
ففى البحار”". وروى عن الصادق ليه أنه قال: «المرصاد قنطرة على الصراط لا 
يجوزها عبد بمظلمة». 


وفيه عن أمالي الصدوق بإسناده عن أبي عبدالله الصادقة قال: الناس 
يمرون على الصراط طبقات. والصراط أدقّ من الشعر ومن حدٌ السيف, فنهم من 
ير مثل البرق» ومنهم من ير مثل عدو الفرس» ومنهم من ير حبواء ومنهم من ير 
مشياً ومنهم من ير متعلقاً قد تأخذ النار منه شيئاً وتقرك شيئاً. وتقدم قول 
الصادق يية: «مرّ على الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة». 

وفيه عن معاني الأخبار, عن أبي جعفرلثة قال: قال رسول اللَهِيفُ: يا علي إذا 





١-البحار‏ ج۸ ص 114. 


۸۲ ا ا م باط اطق اندب د الأتؤان الساطعة 


كان يوم القيمة أقعد أنا وأنت» جبرئيل على الصصراط, فلم يجز أحد إل من كان معه 
كتاب فيه براة بولايتك. 

وتقدم حديث ابن عباس. 

وفيه عن الكافي, عن أي جعفر ل قال: قال أبوذر (رضوان الله عليه): معت 
رسول اللَّه ية يقول: «حافتا الصراط يوم القيمة الرحم والأمانة, فإذا مر الوصول 
للرحم المؤدي للأمانة نفذ إلى ال جنة وإذا مر الخائن للأمانة القطوع للرحم لم ينفعه 
معهما عمل وتكمّأ به الصراط في النار». 

وفيه عن النهج: واعلموا أن جازكم على الصراط, ومزالق دحضه. وأهاويل 
رَلَلهِ وتارات أهواله”". 

وفيه عن كتاب فضائل الشيعة للصدوقة بإسناده عن السكوني» عن 
الصادق عن آبائه ج قال: قال رسول اللَهيِي: اثبتكم قدماً على الصراط أشدكم 
حبّاً لأهل بيتي. 

وتقدم أيضاً ما عن تفسير الإمام ا من معنى الصراط في الدنيا والآخرة. 

أقول: لاب من تحقيق الكلام في هذه الأحاديث, فنقول: قد دلت هذه 
الأحاديث على أنه في يوم القيمة يوضع جسر على متن جهنم, لاب في الوصول إلى 
الجنة من المرور عليهاء فإن المستفاد من الآيات والأخبار ان النار ما هى عذاب 
تحيط بأهل الحشر. فالوسيلة التي تكون بها النجاة منها هو المعبرٌ عنه الجسر 
الموضوع على متن تلك النار, وأما كيفية حقيقتها فعنى يبعد عن الأذهان معرفتها. 
ولا طريق إليه إلا ما يستفاد من الألفاظ المعبر بها عنه من قوطم 2: «إنه جسر أو 
قنطرة» وهو يقتضي أن يكون كذلك نظراً إلى أن المعاد جسماني كما هى العقيدة وقد 
حقق في محله. فلا حالة يكون ساير مشتملاته أيضاً جسمانياكم| لايخق. 

والاعتبار الصحيح يقتضي أن يكون سلوك ذلك الصراط الاخروي مطابقاً 


١-نهج‏ البلاغة الخطبة 41 ص١١١.‏ 


فى شرح الزيارة الجامعة ٠.٠٠٠٠٠٠...‏ 00 م 


لسوك الصراط المتقدم في دار الدنيا. فهو ير غداً على ذلك الصراط على نحو ماكان 
يسلكه فی الدنيا. 

نعم رما يكون سلوكه في الآخرة عليه أحسن وأسرع مما سلكه في الدنيا؛ 
وذلك لتدارك حالة الرحمة الخاصة الالهية, ثم إنه قد علمت التعبير عنه فما رواه 
الصدوق عن الصادق نه بأنه أدق من الشعر ومن حدٌ السيف (وأحد من السيف). 

وهذا التعبير يشار به إلى أمرين, أحدهما: يكون في الدنياء وثانيهم| في الآخرة. 

أمَا الأولى: أنه تقدمت أحاديث كثيرة جداً دلت على أن أمرهم لا صعب 
مستصعب. وأنه سر مستسر. وأنه لا يحتمله أحد بكتهه إلا من شاءواء أو هم ا 
فقط ومعلوم أن هذه التعابير تدل على غموض أمر الولاية بجا هي مظهر للتوحيد. 
وباطن للرسالة كا تقدم. فقلّ من يحتملها بحقيقتهاء كيف لا وهي الأمانة التي 
عرضت على السموات والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقن منها؟! 

وتقدم أن الولاية الثابتة ل هم التى هى ولاية اللّه قد تضمنت معنى التوحيد 
والمعرقة الاهية. ولا ريب في أن شأن التوحيد ومعرفته تعالى يكون بمثابة من الدقة 
إلى حد لايوصفء. كيف لا ولا يكن المعرفة بالكنه لأحد حتى لأشرف 
الغلوقات كث فقل ما يكون معرفته مطابقة لما عليه الواقع من جسيع الوجوه 
لغيرهم نيل هذا بحسب واقع التوحيد. 

وحينئذ فكنا أن وقوع البصر على الشعرة ودركها صعب ومشكل جداً 
فكذلك درك الحقائق يكون دقيقاً خن على كثيرين, ولذا ورد في الدعاء: «اللَّهمّ 
اهدني لما اختلق فيه من الحق باذنك» فإن الح ربا يختلف فيه بأن يدعي كلّ 
واج أن اطق هه کا تى من الفلايقة حنيت اختلقوا ق عله تطال: الذى هو 
عين ذاته. فعرّفوه بتعاريف ربا تبلغ الى ستة أقوال أو ثلاثة عشر قولاً كل يدعي 
منهم أن الحق معه ولذا لابدّ في درك الحق الحقيق من الأخذ عمّن يكون منطقه 
منطق الوحي كالنبي والأمة يقلا كما علمت من قوله #5: فلا تجد أن علاً صحيحاً 


A4‏ قا ا اوسا الوق رامول ان بوم م11 اود دنب الأنؤانالساطعة 


إلا خرج من عندنا. 

ثم إن لشأن العبودية له تعالى وتوحيده حداً ومعياراً في مقام التعظيم له دقيقاً 
يكون الخروج منه لأجل الغلو أو التقصير. خارجاً عن الاستقامة التي تكون 
مطلوبة من كل أحد. فقل أيضأ من يخرج عا هو وظيفته في هذا المقام, بنحو ينبغي 
له تعالى» فذاك دقة عقلية, وهذا دقة عملية؛ ولذا ورد انها قال: «إياك وان تخرج 
نفسك من التقصير, وذلك لعدم تحقق العمل بالوظيفة كا ينبغي له تعالى من كل 
أخد و اة عي عن :الراط الد سن العى الا اطي عل الدب 
والولاية في الدنياء وعلى الجسر الموضوع على متن جهنم في الآخرة بأنه أدقّ من 
الشعر. 

وأمّا التعبير عنه بأنه أحدّ من السيف؛ وذلك لأن الأعمال المشروعة. بل 


اخلاص وعدالة؛ بأن تكون الأعمال صادرة عن إخلاص وإنصاف وعدالة خارجاً 
عن حد الإفراط والتفريط, مستجمعة لجميع الحدود والشرائط الظاهرية المقررة 
في الفقه. والباطنية المقررة في علمي الكلام والأخلاق؛ لكي تقع صحيحة وكاملة 
ومقرونة بالقبول فالأعمال بلحاظ الوجود الخارجى مشر وطة بشرائط صعبة, 
وبلحاظ المنشإ النفساني للعامل فأيضاً مشر وطة بشرائط صعبة. 

وقد علمت أن الصراط في الآخرة موافق للصراط الدنيوي» وحقيقة الصراط 
الدنيوي الذي هو الدين المفسر بهذه الأمور من الأعمال المستجمعة لتلك الشرائط 
التي ذكرنا أنّ تحصيلها صعب جداً. 
والس فيه أن قوله + فما روى في البحار”"» عن تفسير علي بن إبراهيم. عن 
أبي جعفر له قال: لما نزلت هذه الآية إوجىء يومئذ بجهنم). سئل عن ذلك 
رسول الله ية فقال: أخبرني الروح الأمين. إلى أن قال :ثم يوضع عليها (اي 


.18 البحارج ۸ ص‎ ١ 


فى شرح الزيارة الجامعة 2.159 Anas‏ 


على جهنم) الصراط أدق من الشعرة. وأحدّ من السيف. عليها ثلاث قناطر. فأما 
واحدة فعلبها الأمانة والرحم. وما ثانيها فعليها الصلوة. وأما الثالثة فعليها عدل 
رب العالمين لا إله غيره. فيكلفون الممر عليهاء فتحبسهم الرحم والأمانة, فإن نجوا 
منها حبستهم الصلوة. فإن نجوا منهاء كان المنتهى إلى رب العالمين جل وعرّ وهو 
قوله تعالى: إن ربك لبالمرصاد» والناس على الصراط فتعلق بيد وتزول قدم 
ويستمسك بقدم الحديث, أخذنا منه موضوع الحاجة. 

فان كون الصراط أحدّ من السيف. فإغا هو لأجل أن المشي على ما يقتضيه 
الرحم والأمانة, وكذا الصلوة. وخصوصاً عدل ربٌ العالمين صعب جدًاً. لأن هذه 
لا تناسب ما تشتهيه النفس الأمارة بالسوء. فكما أن السيف الحاد يقطع كل شيء. 
ولا يقاومه شيء إل قدّه. فكذلك الأمانة والرحم والصلوة, ولعل العدل الإلمى لا 
تقاومه النفس وما تشتهيه. فا مشي عليها صعب جداً يساوي الموت وقطع النفس. 
ولعله إليه يشير ما في حديث المعراج من قوله تعالى: يموت الناس مرة, ووت 
أحدهم في كل يوم سبعين مرة من جحاهدة أنفسهم وهواهم. والشيطان الذي يجري 
ف عر وقهم. الحديث. 

والحاصل: أن الاستقامة على الحق الحقيق بنحو يقتضيه العدل الالهى» 
والصلوة التي ينبغي أن يؤق بها وقت العبادة أحدّ من السيف بحيث لا يبق للإنسان 
شيءٌ من آثار النفس والهوى, بل يصير فانياً فيه تعالی کا حقق في حله. 

وكيف كان فالناس يوم القيمة مختلفون في المرور عليها, كما يختلفون في الدنيا 
في القيام بوظائف الدين بنحو يقتضيه الواقع» حيث إن واقع الدين الحقيق مظلم 
على الناس» يسعى الناس فيه على قدر أنوارهم, ضرورة أن أمر الدين في الدنيا 
مشتبه جداً. لا يصل إليه أحد إلا بنور المعرفة. فن كانت نورانية معرفته أكثر كانت 
إصابته للحق ومشيه عليه أحسن وأتقنء فيكون أثره في الآخرة بنحو تقدم ذكره 
من السرعة والبطء المشار إليهماكما لا يخق. 


۸٦‏ لاسو ا توس ا الود كن ره تنه دنه 1ن الأموان النشاطفة 


هذا كله في معنى الصراط الظاهري في الدنيا والآخرة, وأمَا حقيقة الصراط 
المعنوية التي هي السّر والقوام للصراط الدنيوي والأخروي فحاصله: أنه قد تقدم: 
أن معرفة الله هى معرفة الامام 8ة كا قال الحسين 4# بعدما سئل عن معرفة اللّه. 
قاليئة: «معرفة أهل كان زمان إمامهم الذي تجب عليهم طاعته» وعلمت معناه. 

وأنهم نئل حال معرفة اللّه. وتقدم الحديث عن البحار عن كنز الفوائد عن 
داود بن كثير قال: قلت لأبي عبداللّه2ة: أنتم الصلوة في كتاب الله عزوجل وأنتم 
الزكوة وأنتم الحج؟ فقال: «يا داود نحن الصلوة في كتاب اللّه عزوجل. ونحن الزكاة 
ونحن الصيام ونحن المج ونحن الشهر الحرام ونحن البلد الحرام» ونحن كعبة الله 
ونحن قبلة الله ونحن وجه اللّه قال الله تعالى: «فأينما تولوا فم وجه الله ونحن 
الآيات والبينات» الحديث. 

ومثله أحاديث قد تقدم ذكرها وعلمت معنى كونهم ليل تلك الأأمور, ولاريب 
في أن تلك الأمور المذكورة في الحديث المتقدم, خصوص امع ما روى الشيخ بإسناده 

عن الفضل. بإسناده عن أي عبداللّه ا أنه قال: «نحن أصل كلّ خير. ومن فروعنا 
كل بر ومن البر التوحيد والصلاة والصيام» وكظم الغيظ. والعفو عن المسيء؛ 
ورحمة الفقير. وتعاهد الجار والاقرار بالفضل لأهله. وعدونا أصل كل شرّ» 
الحديث. هي كلها حقيقة الدين والشرع المبين. وهي كا صرح في هذين الحديثين 
ليست إلآً ذواتهم المقدسة. 

وبعبارة أخرى: : أنزالذين غنول وقزوعا والخلذقاً وأعزالة لواكان خا 

حسياً. وقالباً مرئياً لكان أميرالمؤمنين والأممة بث لأنهم في كل مقامات الدين قد 
استجمعوا جميع أنحائه. فف مقام الإيمان والمعرفة والتوحيد. وسائر ا معارف الإهية 
هم لل كل الايمان وكل المعارف ونحاها ومظهر التوحيد. كما علمت هذه مما تقدم 
مضل وأيضاً فهم نك في مقام جميع الأخلاق الحسنة هم الكاملون فيه بحيث لا 
يخرج عن صفاتهم شيء من تلك الأخلاق ا حسنة بل لو فرض في أحد صفة زايدة 


فى شرح الزيارة الجاصعة ages ٠٠٠...‏ 


على ما كان فيهم نة في مقام الصفات فهو خارج عن العدالة. وداخل في حدّ 
الإفراط وليس من جزء الدين. 

وأيضاً فهم ميئل في مقا الأعمال تكون أعماهم هو العمل المطلوب في الدين, 
ولوالم يكوثوا كذلك يزؤس بالاقتداء بهم والأنخل مسنم والتأمى تم :هذا نع 
الآيات والأحاديث الكثيرة في الأبواب المتفرقة. التي قد أمرتنا بمتابعتهم واطاعتهم 
والتأسي بهم. کا لا بخن على أيّ مسلم كان ذا حظ قليل من الدين. ٍ 

إذا علمت هذا فإذا كان الدين حسب ما نطقت به الاخبار الكثيرة صراطاء 
وان الذين يلك الأمون المذكورةى الدبف الاق كر وكانواتكة بذواتهم 
المقدسة تلك الأمور. فلا حالة كانت حقيقة الصعراط وصورته الخارجية في الدنيا 
والآخرة صراطاً حقيقياً وكان ظاهر الدين صراطاً شرعياً فن عرفهم نوك 
واقتدى بهداهم نجا؛ لأنّ معرفتهم هكذا والاقتداء بهم هو الدين الحقيق. كيف لا 
عع أنه لذ يكزق الذي ميم ابه من الد يده والمعرقةيه والوجدان بها 
إلا مم فإنهم لد بيئوة علماً وأظهروه معرقة وقكلوه. .وجداناً خارجيا. 

ففي الحقيقة صورة الدين أبضاً هم كا إذ لم يعرف الظاهر منه إل منهم. كا أن 
حقيقة الدين أيضاً هم» فحينئذ فهم بقول مطلق الدين. وهم بقول مطلق الصراط في 
الدنيا والآخرة وفي الظاهر فيه وفي الحقيقة فالإمام!#ة حينئذ هو الصراط صورة 
وحقيقة. ومعرفته صراط للعارف بهم إذ علمت أن الامام والدين متحدان مصداقا 
وإن اختلفا مفهوماً. فعرفة الإمام هو معرفة الدين, ومعرفة الدين والإمام هو 
الصراط. والعمل به سلوك هذا الصراط. وليس العمل حينئذ إلا الاقتداء بهم. 
والاستنان بسنتهم والأخذ بطريقتهم في كل مقام هم. 

وهذا الاقتداء هو عين القسك بالدين والعمل به. إذكل شأن من شؤونهم 
داخل في الدين» وليس للدين شأن خارج عن شؤونهم 2 فهم و أرباب الدين 
وحقيقة الدين والصراط المستقيم بقول مطلق, رزقنا اللّه متابعتهم والاقتداء بهم. 


ARR 44‏ ........ ...الأنوار الساطعة 


والكون معهم في الدنيا والآخرة بمحمد واله الطاهرين. 

الأمر الثاني: قد علمت معنى الصراط بلحاظ السرّ والحقيقة المعنوية. وهو 
ذواتهم المقدسة بالبيان المتقدم, فحينئذ نقول: المشي في صراطهم ا على قسمين: 

قسم ظاهري وهو المثي على حسب الوظائف المقررة في الشريعة المقدسة من 
سيت الان الق راتفا اليد والاً عزال الصا وسار لامر اك 2 
فيها. وعلى هذا قاطبة أهل الإيمان اهم من الطبقات من الزاهدين والعابدين 
والذاكرين والعلياءوامثاهم. 

وقسم معنوي لا يكون إلا للأوحدي ولمن سبقت له من اللّه تعالى الحسنى. 

وحاصله: أن السير للإنسان كا قد يكون ظاهرياً من العمل بالوظائف. أو 
الاتصاف بالصفات الحسنة. وهذا سير لا يكون معه شهود للحقائق ولواقع ذواتهم 
المقدسة يلا بل غالباً يكون مع الحجاب بين الساير وبينهم نيك وقد يكون السير 
معنوياً حضاً. 

وحاصله: أن الأنة نيك لما كانت ذواتهم المقدسة بالحقيقة أنوار إهية ومظاهر 
للتوحيد وللمعارف الحقة. فهم من تلك الجهة هياكل التوحيد ومعانيه. ومظاهر 
احق ومرائيه. فهم يسيرون إليه تعالى بتلك الأنوار الإلهية كبا عرفتها سابقاً مراراً 
ومفصلاً فحينئذ نقول: تحقق السير المعنوي للإنسان إا يكون إذاكان في قلبه وذاته 
من تلك الأنوار شعبة بحيث تؤثر فيه من جذباتهم الإلهية. فيكون هذا الساير 
منجذباً إليه تعالى تبعاً للجذبة التي تكون فيهم نيك منه تعالى فهم منجذبون إليه 
تعالى بانجذامهم لإا إليه بالجذبة الإلهية. 

يدل على ما ذكر ما رواه في البحار””, عن أمالمي الصدوق بإسناده عن أبي 
عاصم. عن الصادق يه قال: شيعتنا جزء منا خلقوا من فضل طينتناء يسوؤهم ما 


١-البحار‏ ج748 ص .۲٤‏ 


فى شرح الزيارة الجامعة . . 44 


يسؤونا ويسرهم ما يسرناء فإذا أرادنا أحد فليقصدهم فإنهم الذي يوصل منه 
إلينا. 

وفع ساد عن مامت بن تعر ع عل 1 وعن الحارث. عنه ا عن 
اني يي أنه قال: مثلي مثل شجرة أنا أصلهاوعلي فرعها والحسن والحسين مرتها 
والشيعة ورقها. فأبى أن يخرج من الطيب إلا الطيب. 

وفيه. عن الحاسن, عن أبي بصير قال: قال أبو عبداللّهيية: واللّه ما بعدنا 
غيركم. وأنكم معنا في السنام الأعلى فتنافسوا الدرجات. 

وفيه. عنه. عن أبي العلاء قال: قال أبو عبداللّه#ة: إن لكل شيء جوهراً 
وجوهر ولد آدم محمد يي ونحن وشيعتنا. 

وفيه. عنه. عن سدير قال: قال أبو عبداللّه ة: أنتم آل محمد أنتم آل محمد وفيه 
عنه» عن فضيل بن يسار, عن أبي عبدالله لة قال: ابعر واللّه نورفي ظلمات 
الأرض. 

وفيه”'' عن الكافي. عن أبي عبداللّه ل قال: شيعتنا أهل الهدى, وأهل التق, 
وأهل الخير. وأهل الإيمان, وأهل الفتح والظفر. 

وفيه. عن رياض الجنان. عن جابر الجعني قال: كنت مع محمد بن علي دك 
قال: يا جابر خلقنا نحن ومحبّونا من طينة واحدة بيضاء نقيّة من اعلا عليين. 
فخلقنا نحن من أعلاهاء وخلق محبونا من دونهاء فإذاكان يوم القيمة التتحقت 
السفلى بالعلياء فض ربنا بأيدينا إلى حجزة نبيناء وضدربت شيعتنا بايةهم إلى 
حجزتناء فأين ترى يصبّر اللّه نبيه وذريته. وأين ترى يصير ذريته حبينا؟ فضرب 
جائر بن يويد غل يذه وفالة د اها ورت الكعبة: 

أقول: فهذه الأحاديث وما شابهها وهو كثير جداً دلت على أن الشيعة تكون 
حقيقتها من فضل حقيقتهم, فلها الاستعداد وإمكان الالتحاق بهم ب في الدنياء 


.181 البحار: ۱۸ ص‎ ١ 


EY ۹۰‏ ا .. ............الأنوار الساطعة 


وهم امكان مشاهدة هذا الاتصال المعنوي, نعم لابد له من طيّ مسافة معنوية 
ومنازل روحية حتى يصل الإنسان إلى إمامهلة حالاً وعملاً وعلماً وتشبه به لإ 
فحينئذ تظهر له معرفة الإمام يه بالحقيقة على حسب درکه» ولكن لابد من 
اا ا وروحاتة وتقوى طاهرية وبا واد افيه فى كل اکر 
وتحصيلاً لعلمهم وحالاتهم با 

إذ من لم يكن عنده حظ ما من شيء,. لا يعرف حال من له الحظ الأوفر منه. 
فق لم يدق شيعا ريدو ما ال لدان فكل مغام قاب اة ولأولياتة تما 
ليس للعبد فيه نصيب فهو حروم عنه» وعن معرفة أهله من هذه الجهة والصفة. 

وكيف كان إن معرفة الأَمة نإل والالتحاق بهم روحاً على نحو اليقين موقوف 
على حصول الارتباط المعنوي بهم. وظهور مقامات ولايتهم الباطنية على النفس 
المتصلة هم علا حتى يكون التصديق بإمامتهم وبأحواطء وبمقاماتهم عن عيان, لا 
عن خبر وسماع. کا یری هذا من حال بعض خواصهم عا کسلمان ا ونحوه. 

ولنعم ما قيل في بيان هذا الدرك والمشاهدة: 
مراديست كه او رانه انتهاست نه غايت 

نهایت همه دها به پیش اوست بدايت 
علوم او زطريق تجلى است وتدلى 
نه از طريقه بحثاست وعقل ونقل روايت 

ويشير إلى أوصاف هولاء وعلومهم وكيفية سيرهم وهم رمق الأخبار 
منها في النبج قال نة في كلام له لكميل بن زياد النخعي يف © إلى أن قال ا :الهم 
بلى! لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة إما ظاهراً مشهورا. وإما خائفاً مغموراً لئلا 
تبطل حجج الله وبيناته. وكم ذا وأين أوائك؟ أولئك واللّه الأقلون عدداً 
والأعظمون عند الله قدراً يحفظ اللّه مهم حججه وبيناته. حتى يودعوها نظراءهم, 


في شرح الزيارة الجامعة 5 


ويزرعوها في قلوب أشباههم, هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة. وباشروا روح 
اليقين. واستلانوا ما استوعره المقرفون. وأنسوا با استوحش منه الجاهلون. 
وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالحل الأعلى. أولئك خلفاء الله في أرضه. 
والدعاة إلى دينه. اهاه شوقاً إلى رؤيتهم! انصرف يا كمل إذا شئتَ” 

وفيه. قال.ثة عند تلاوته: «إيُسبح له فيها بالغدو والآصال رجالٌ لا تلهيهم 
تجارة ولا بيع عن ذكر اللّه»: إن اللّه سبحانه وتعالى جعل الذكر جلاء للقلوب. 
تسمع به بعد الوقرة. وتبصر به بعد العشوة, وتنقاد به بعد المعاندة. وما برح لله - 
عزت آلاؤه في البرهة بعد البّرهة, وفي أزمان الفقرات. عبادٌ ناجاهم في فكرهم, 
وكلمهم في ذات عقوهم. فاستصبحوا بنور يقظة في الأبصار والأسماع والأفئدة.. 
إلى ان قال.غة: فلو مثلتهم لعقلك في مقاومهم الحمودة. ومجالسهم المشهودة. وقد 
نشروا دواوين ن أعباهم, وفرغوا لحاسبة أنفسوم على كلّ صغيرة وكبيرة أمروا بها 
فقصّروا عنهاء أو موا جاخ ففرّطوا فيها.. إلى أن قال اة: لرأيت أعلام هدى, 
ومصابيح دجىٌ. قد حفّت بهم الملائكة. وتغزلت عليهم السكينة. وفتحت لهم 
أبواب السماء. وأعِدّت هم مقاعدٌ الكرامات, في مقعد اطلع الله عليهم فيه. فض 
سعيهم. وحمد مقامهم..'" 

وفيه. في وصف سالك الطريق إلى اللّه تعالى: قد أحيا عقله وأمات نفسه حتى 
دق جلبله. ولطف غليظه. وبرق له لامع كثير البرق. فأبان له الطريق» وسلك به 
السبيل. وتدافعته الأبواب إلى باب السلامة ودار الإقامة, وثبتت رجلاه بطمانينة 
بدنه في قرار الأمن والراحة بما استعمل قلبه وأرضى ربّه. 

فقولهة: ناجاهم في فكرهم. وكلمهم في ذات عقوهم. وقولهة: ونزلت 
عليهم السكينة وفتحت هم ابواب السماء. وقوله ل وتدافعته الابواب إلى دار 


.418 -نهج البلاغة ص‎ ١ 
.5117 15711 نهج البلاغة ص‎ ۲ 


e ۹۲‏ الأنوار الساطعة 


السلامة ودار الاقامة, بين هم مقاماً شاتخاً عنده تعالى. فلا حالة تكون حينئذ 
أرواحهم معلقة با حل الأعلى كا قاله ا في كلامه مع كميل. وهذا الحل هو امحل 
المر تبط بمقامهم نيت المشهودة لهم حينئذ كا لا يخق. 

والحاصل: أن للإنسان سيراً معنوياً إلى الله تعالى حال كونه متصلاً روحاً 
مهم ناا ومنجباً إليه تعالى با نجذامهم نف إليه تعالى» فربما يظهر للسالك هذا السير 
المعنوي في حال الخلسة أو في المنام. فيرى سيره فيها على ما هو عليه من الصورة 
ا معنوية. ويرى نفسه سالكاً فيهاء فيكون صراطه المستقيم إليه تعالى وإلى معرفة 
تلك الصورة والحالة المشهودة له في حال الخلسة, فا ذكر من الأحاديث في صفات 
الشيعة ونحوها. وحصر الشيعة في تلك الصفات, يشير إليهم با هم في هذا السير 
المعنوي كما تقدم. 

أقول: لابأس بتفصيل الكلام في هذا المقام, لشرح الصراط المستقيم المعنوي. 
فاستمع لما يتلى عليك ثم نسئل الله تسأل التوفيق هذا السير. فنقول: قال الله 
تعالى: لكلا إن كتاب الفجّار لفى سجّين * وما أدراك ما سجّين * كتاب مرقوم # 
ويل يومئذ للمكذبين4”" وقال تعالى في هذه السورة: (كلا إن كتاب الأبرار لفى 
عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم # يشهده المقربون». 1 

وعن اصول الكافي بإسناده عن ابي حمزة القالمي قال: سمعت ابا جعفر ا يقول: 
إن الله خلقنا من أعلى عليين. وخلق قلوب شيعتنا مما خلقناء وخلق أبدانهم من 
دون ذلك. فقلومهم تهوى إلينا؛ لأنها خلقت مما خلقناء ثم تلا هذه الآية: كلا إن 
كتاب الأبرار لفى عليين * وما أدراك ما عليون : كناب مرقوم * يشهده 
المقربون4”" وخلق عدونا من سجين. وخلق قلوب شيعتهم ما خلقهم منه. 
وابدانہم من دون ذلك قلوبهم تهوى إليهم؛ لأنّا خلقت مما خلقوا منه ثم تلا هذه 





١‏ -المطففين: لوا 
 ”‏ المطففين 5١-1١17:‏ 


فى شرح الزيارة الجامعة فل 


الآية: ؤكلا إن كتاب الفجار لفى سجين * وما أدراك ما سجين # كتاب مرقوم»*. 

وعن مجمع البيان. عن البرأ بن عازب قال: قال رسول الله بلة: سجين أسفل 
سبع أرضين. 

وعن اصول الكافي في رواية ابي الجارود. عن ابي جعفر ية قال: السجين 
الأرض السابعة وعليون السماء السابعة. 

أقول: السجين مبالغة من السجن, معن الحبس كسكير وشريّب من السكر 
والشر ب. فعناه الذي يحبس من دخله على التخليد؛ لأنه سجن في سجن إلى أسفل 
سافلين. ويقابله العليون (فهو مبالغة في العلو) ومعناه علو على علو مضاعف. ففيه 
شيء من معنى السفل الإضافي والانحباس الإضافي بقرينة مقابلته مع السجين. 

إذا علمت هذا فاعلم أن للعلوم والمعارف والادراكات جوهرية نورانية. كما أن 
للجهل المركب والكفر والشرك جوهرية ظلمانية. ولكلٌ منهها عالم وراء هذا العالم, 
فحقيقة العلوم والمعارف, والكفر والشرك جواهر حردات عن المادة العنصرية في 
غيب هذا العام إا في طرف عليين الذي يشهده المقربون من حقيقة محمد وآله 
الطاهرين. وإمّا في طرف سجين الذي يقابله كما علمت. 

فقولهنئة: «إن الله خلقنا من أعلى عليين» يشير إلى تلك الحقيقة الغيبية التي 
تكون في طرف علبین. كما أن قولهاة: «وخلق عدونا من سجين» يشير إلى 
الحقيقة الغيبية لني تكون في طرف سجين. ثم إن قوله تعالى: كلا بل ران على 
قلوبهم ما كانوا يكسبون» يدل على أن للنفس والقلب بحسب طبعها الأول صفاء 
وجلاء يدرك به الحق كا هو وتميز بينه وبين الباطل؛ وتفرق بين التقوى والفجور. 
کا قال تعالى: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقويها4”" كما تدل على أن 
الأعبال السيئة نقوشاً وصوراً في النفس تنتقش وتتصور بهاء وتمنعها عن أن تدرك 
الحق. 


.8:سمشلا-١‎ 





..........الأنوار الساطعة 


ويدل أيضاً تعالى: إفمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره» على أن عمل الخير يراه 
الإنسان في نفسه كا يومئ إليه ما عن أصول الكافي رفعه عن بعض قال: قال 
رسول الله لاة: تذاكروا وتلاقوا وتحدثوا فإن الحديث جلاء للقلوب, إن القلوب 
لقترين كما يرين السيف وجلاؤه الحديث. 

فيستفاد من اممجموع أن للأعمال ا حسنة أثراً وهو أنها تصعد بصاحبها إلى ذلك 
العالم العلوي, كا أن للأعمال السيئة أثراً وهو أنها تهسبط بصاحبها إلى ذلك العالم 
السلني, وأيضاً أن الأخلاق الحسنة ها صورة بهيّة. كا أن للأخلاق السيئة صورة 
قبيحة تكون كل منهها من نتائج الأعبال الحسنة والسيئة. حيث إن ها أيضاً 
تجتمات حسنة وقبيحة كا حقق في حله فحينئذ نقول: السير المعنوي الذي هو 
باطن في الإنسان وفي أعماله الحسنة والقبيحة هو أنه كلما فعل خيراً فهو بمنزلة 
خطوة معنوية تقربه إلى عليين» فهو سلوكه في الصراط المستقيم, وكلما فعل شرَاً 
فهو بمنزلة خطوة معنوية تقربه إلى سجين وإلى أسفل سافلين, فهو س لوك له إلى 
الج 

ففي تفسير نور الثقلين: روي عن أي جعفر الباقرلية أنه قال: أما المؤمنون 
فيرفع أعماهم وأرواحهم إلى السماء فتفتح طم أبوابهاء وأما الكافر فيصعد بعمله 
وروحه حتى إذا بلغ إلى السماء نادى مناد اهبطوا إلى سجين وهو واد بحضرموت 
يقال له: برهوت. 

فدلّت هذه الرواية على ما ذكرناه» بل المستفاد من رواية أبي الجارود عن أبي 
جعفر 2ة: أن هيهنا سموات سبعة وأرضين سبعة. لكل منها سكان واقتضاآت 
وأهل. وكل إنسان بحسب مقام باطنه ساكن في واحد منها على حسب ما تقتضيه 
أعاله وأخلاقه الحسنة أو السيئة فهو ساكن فيه إن كان واقفاً وقعدت به تلك 
الحالات على تلك المنزلة من مراتب العليين أو السجين. وقد يكون توقفه بنحو 
الاقامة التى تقبل السفر إلى ما بعده إن كان حاله متبدلاً. بحيث لم تكن تلك 


فى شرح الزيارة الجامعة Ss e E‏ 


الحالات ملكة له وموجبة للسكون فيه كما لا يخق. 

والحاصل: أنّ الانسان وان كان ببدنه في الدنيا إلا أنه في الباطن بحسب أعماله 
وأخلاقه في أحد تلك الأماكن, فسالك السماء والعليين سالك في الصراط المستقے. 
وسالك الأرض والسجين سالك إلى الجحم. 

وأمّا بيان السر في أن الأعمال والأخلاق بقسميهما كيف يوجبان السير 
البأطى انا الل غلبت وأما آل السمي هر اله إن السساد سم الحاديت لشفل 
زالجهل أن فة الل ازات فو عبد العرن ق مقا ارت إل الله سكا كا 
أن حقيقة الجهل في مقابله أي في كمال البعد عنه تعالى. وأن حقيقة العقل هو الكلي 
الجرّد النوراني» وله جنود من الملكات والأعمال والعلوم في عالم الجردات, كما أن 
الجهل هو الكلي البسيط الظماني له جنود من الملكات والأعمال بنحو الكلي يقابل 
جنود العقل على نحو مذكور في الأحاديث. 

فالعقل والجهل الكليان بمنزلة الأصل الواقع كل منهما في عالمه, هذا عند الربّ 
وفي مقام القرب. وذاك في منتهى مقام البعد عنه تعالى» ولكن جنود كل منهما يظهر 
فيناء فبقدر ظهور كل من الجندين في الإنسان يقرب الإنسان إلى منزل أصله 
وسلطانه ومأواه. فهو سلوك وصراط بالنسبة إليه. وعلمت أن الأعمال والأخلاق 
بقسميها يؤثر في الإنسان أثرا ينا يكون ذلك الاثر نتيجة سيره إلى الأصل من 
العقل والجهل الكليين. فالإنسان واقع في هذا الميدان بين جنود العقل والجهل. كل 
منهم| يدعوه إلى مقتضاه. 

یدل على ما ذكرنا ما في الكافي0". بإسناده عن سماعة بن مهران قال: كنت عند 
أبي عبداللّه ا وعنده جماعة من مواليه. فجرى ذكر العقل والجهل» فقال أبو 
عبداللّه8ة: اعرفوا العقل وجنده والجهل وجنده تهتدوا فقال سماعة: قفقلت: 
جعلت فداك لا نعرف إلا ما عرفتناء فقال أبو عبداللّه هة: إن الله عزوجل خلق 


١-الكافي‏ ج ۱ ص .5١‏ 


45 52 ............الأنوار الساطعة 


العقل. وهو أول خلق من الروحانيين عن يين العرش من نوره فقال له: ادبر, 
فأدبر. ثم قال: اقبل» فأقبل. فقال الله تبارك وتعالى: خلقتك خلقاً عظماً وكرمتك 
على جميع خلق. 

قال: ثم خلق الجهل من البحر الاجاج ظلانيا فقال له: ادبر. فأدبر ثم قال له: 
اقبل. فلم يقبل, فقال له: استكيرت,. فلعنه. ثم جعل للعقل خمسة وسبعين جندياً. 
فلا رأى الجهل ما أكرم الله به العقل. وما أعطاه أضمر له العداوة فقال الجهل: يا 
رب هذا خلق مثلي خلقته وكرمته وقويته. وأنا ضدّه ولا قوة لي به. فأعطني من 
الجند مثل ما أعطيته. فقال: نعم. فإن عصيت بعد ذلك أخرجتك وجندك من 
رحمق. قال: وقد رضيت. فأعطاه خمسة وسبعين (جندياً). فكان ما أعطى العقل 
من الخمسة والسبعين جندياً الخير وهو وزير العقل. وجعل ضده الشرّ وهو وزير 
الجهل. 

إلى أن قال* :ة: فلا تجتمع هذه المخصال كلها من أجناد العقل إلا في ني أو وصي 

لي وام قد امتحن الله قلبه للإيمان, وأمّا سائر ذلك من موالينا فإ ن أحدهم لا 
ارين أن يكون فيه بعض هذه الجنود. حتى يستكمل وينق من جنود الجهل. 
فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الأنبياء والأوصياء. وإغا يدرك ذلك بمعرفة 
العقل وجنوده. وبمجانبة الجهل وجنوده. وفقنا الله وإياكم لطاعته ومرضاته. 

أقول: قولهئية: «عن يمين العرش من نوره» يدل على ما ذكرنا من أن العقل 
يكون عند العرش, وفي مقام القرب منه تعالى. وقوله#ة: «لعنه» يدل على أن 
الجهل في منتهى مرتبة البعد. فإن اللعن هو الطرد والبعدكا لا بخن وقوله 4ة: إنما 
يدرك ذلك بأن يتصف به بمعرفة العقل وجنوده. أي بتحصيل تلك الحقائق التي هي 
العقل وجنوده. وبمجانبة الجهل وجنوده أي بالتخلي عنهاء كل ذلك بالأعمال 
الصالحة والعبادات الشرعية والسلوك الصحيح كا لايخق. 


فى شرح الزيارة الجامعة ا Vey seas‏ 


وفيه"' بإسناده عن أبي بصير. عن أبي عبداللّه ا قال: إن للقلب اذنين, فإذا 
هم العبد بذنب. قال له روح الإيمان: لا تفعل. وقال له الشيطان: افعل. وإذاكان على 
بطنها نزع منه روح الإيمان. ٤‏ 

وفيه عن أبان بن تغلب» عن أب عبداللّه !8ه قال: ما من مؤمن إلا لقلبه أذنان 
في جوفه. أذن ينفث فيها الوسواس الخناسء وأذن ينفث فيها الملك فيؤيد ا مؤمن 
بالملك فذلك قوله: «وأيدهم بروح منه). 

فيعلم من هذين الحديثين أن روح الإنسان دام بين النفثتين إحداهما من الملك 
والآخر من الشيطان, فيدعوه الله تعالى إليه بلسان الملك والشيطان يدعوه إليه قال 
الله تعالى: «وأنيبوا إلى رنكم) وقال تعالى عن لسان الشيطان «الشيطان يعدكم 
الفقر ويأمركم بالفحشاء والمنكر»”" فان قبل الروح الدعوة الإلهية ومشي على 
طبقها فلا حالة يصير إلى العليينء وان قبل دعوة الشيطان الذي هو حقيقة الجهل 
فلا حالة يصير إلى السجين. 

وبعبارة أخرى: أن الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام على ما مر من 
الأحاديث. وفي عالم الأرواح خاطبهم بقوله: إألستُ بربّكم قالوا بلى)» فأصل 
حقيقته هو ذلك المقام الذي خوطب بذلك الخنطاب, وكان في ذلك المقام عارفا 
بربّه, ثم نزل بعد ذلك حتى وصل إلى هذا العالم المشحون باسباب الغفلة, والبعد عن 
الحضور وعن تلك المعرفة, ثم إنه بعد ما نزل إلى الدنياء ونسي:ما كان قد عرفه من 
المتازف الذلحية ق عا الأروام عوط فى الدنيا ببالخطاب والأحعام الالمية 
الشرعية المتضمنة لبيان العقائد الحقه والأعمال الصالحة والصفات الحميدة؛ ليعرج 
بسبب امتثاهاء ويصل به إلى ذلك المقام الذي كان له أولا؛ ولذاكان روح الصلوة 


١-الكافي‏ ج۲ ص177. 


"-الزمر: 0. 
۳-البقرة : 754. 


۹۸ لمم مارم م ...000 الأَثوار الساطعة 


المأمور بها هو العروج كما ورد: «إن الصلوة معراج المؤمن» فعلمه بهذه الوظائف 
الشرعية سلوك صراط مستقيم يوصله إلى ربّهء كا تقدم من قول الصادق ا في 
حديث ما مضمونه: ومن عمل با جاء به الرسول تة وصل إلى اللّه.. فهذا السلوك 
يوصله إلى ذلك المقام الأولى, كما كان واصلاً قبل ذلك في عالم الأرواح» كما علمت 
حتى يقابل القوس الصعودي القوس النزولي. ولعل إليه يشير قوله تعالى: إلقد 
خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنواه0© 
فتأمل تعرف إن شاء اللّه. 

فجميع هذه المنازل والسير إليه تعالى هو بالعقل, الذي به السير إليه تتعالى. 
ضرورة أن حقيقته تقتضي الرجوع إليه تعالى بحقيقته النورية. كما يدل عليه 
الحديث القدسي: «ادبر فادبر». شم قال له: «اقبل» فاقبل» فإقباله إليه تعالى بعد 
رجوعه إلى الدنيا وإلى عالم النفس والطبيعة هو السير الصعودي بالنسبة إلى ماكان 
فيه. 

والحاصل: أن العقل ومن كان فيه يكون إدباره رجوعه إلى الدنيا بالسير 
النزولي, وإقباله هو السير الصعودي إليه تعالى كا لا يخق. فتأمل تعرف إن شاء 
اللّه. 

ويدل على ما ذكر أيضاً ما في تفسير نور الثقلين: أبي يله مسنداً عن زرارة قال: 
سألت أبا جعفر ا عن قول الله عزوجل: «وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم 
ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) قال: ثبتت المعرفة ونسوا 
ال موقف:وسيذكرونه يوم ولولا ذلك ل يدر ادقن خلقه ولا من رازقة. 

وفيه عن تفسير علي بن إبراهير مسنداً عن ابن مسكان. عن أي عبد اللّه لا في 
قوله: (وإذ أخذ ربك) إلى قوله: لقالوا بلى» قلت: معاينة كان هذا؟ قال: نعم 
فثبتت المعرفة. ونسوا الموقف وسيذكرونه» ولولا ذلك لم يدر احد من خالقه 


1۔٤‎ : نيتلا-١‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة 0 ل 


ورازقه, هنهم من أقرَ بلسانه في الذر ولم يؤمن بقلبه فقال اللّه: (فما كانوا ليؤمنوا 
بما كذبوا به من قبل» فتأمل في الحديثين تعرف ما ذكرناه. 

إذا علمت هذا فاعلم: أنه لما كان كل حركة وسكون من العبد إما يقرّبه إليه 
تعالى وإلى رضوانه ومقام أوليائه. وإلى الإفاضات المعنوية من البركات والثواب 
الأخروى: وإِمّا يبعده عنه تعالى وعن هذه الأمور. ويقربه إلى ال هوان والغضب منه 
تعالى. وإلى مواطن أعدائه من شياطين الجن والانس والكفرة والشقاوة والبعد 
والعقاب. وإمّا يوسطه حيث لا خير فيه ولاشر, وذلك لالتباس الأمر عليه في هذه 
الدار الظلمانية البعيدة عن عالم النورء مع شدة الحاجة إلى معرفة ذلك في جميع أنحاء 
شؤونه وتنقّلاته. واجتّاعاته وافتراقاته وإنكاره وإنظاره ولحظاته؛ ليكون يسبب 
تلك المعرفة والمشي عليها سالكاً سبيل العليين. 

ثم إنه يرى الناس غالباً من القسم الثانيء وأما القسم الأول فقليلون على أنهم 
على قلتهم يعملون بظاهر الشرع من دون معرفة. ومن دون سير معنوي يجدون 
أثره في أنفسهم كا لا يخى. فحينئذ أغلب الناس إما من القسم الثاني وإما من القسم 
الثالث المتحيّر في السلوك والطريق. وإن كانوا را مشوا في الظاهر على ظاهر 
الشرعة فيد من أحم الا مور وألزمها بد لالام بالعودية:وباضل :الاين 
والمعارف الإية هو الاهتداء بتوسط هاد من جنس البشرء وليس هو إلا النبى 
والأئمة الاثني عشر (صلوات اللّه عليهم) إذ هو الواسطة بين الحق والخلق في مقام 
الهداية, والمبين للحق بكلامه وعلمه وخلقه وعمله. 

وحينئذ فن كان اهتداؤه واقتداؤه وعلمه بالامام ل أكثر كان أعلم وأعرف 
باحق إذ علمت أن الإمام هو مع الحق والحق معه» وهو مظهر لمعارفهء بل هو عين 
معارفه كا تقدم» فحينئذ ظهر أنّ معرفته (أي الإمام) معرفة الصراط. وهو (أي 
الإمام) الصراط, فكما أن المار على الصراط يصل إلى ما بعده سالماً. فكذلك أن 
المقتديبه علماً وعملاً ومعرفة وروحا وار اطا واا يكون في الجنة. وهذا هو 


1۰ و لل واد لت تصنت 1:51:53 الأسواز السشاطعة 


حقيقة الصراط وهي حقيقتهم ل. 

فقوله0ة: «وصراطه» أي صراط اللّه يكون بهذا المعنى» فن كان ثابتاً معه غجا 
كالثابت على الصراط. والمتخلّف عنه هالك كالذي زلّ قدمه عن الصراط. وقد 
علمت أقسام المارّين على الصراط يوم القيمة فيا تقدم» وأقسامهم إا هي بلحاظ 
أن الثابت مع الإمام نة في الدنيا إما ثابت باستقامة وقوة بلا كلفةء بل عن ميل 
ورغبة, وتحبة وعشق بإمامه بحيث صار فانياً فيه فهو مار على الصراط كالبرق 
الخاطف, وإما مع كلفة يسيرة فهو كالماشي على الصراط. وإما مع تكلف شديد فهو 
کمن ير حبواًکا تقدم. 

وأما من ثبت مع الإمام في الدنيا تارة. وينحرف عنه أخرى, أو ثبت معه من 
جهة من الحقائق والمعارف دون جهة كبعض المتفلسفة من المسلمين, فهو ير يوم 
القيمة على الصراط متعاقباً. تأخذ النار منه شيئاً من انحرافه عنه ا وتترك منه 
شيئاً ولعلّ هذا هو الس في أن العبد في صلؤته يطلب منه تعالى, بعد الحضور بين 
يدي السلطان المطلق» وعرض العبودية له» وتخصيص الاستعانة الدالة على العجز 
والنقص, اهداية بقوله: «اهدنا الصراط المستقيم) المفسر بمعرفة أميرالمؤمنين. 

ومن المعلوم أنه ليس المراد من معرفة الإمام معرفة شكله وأوصافه البشرية, 
فانها وإن كانت في غاية المطلوبية لما فيه من عجائب اللطف منه تعالى لهل 
فالكفار والفجار المشاهدون لهل يعرفون ذلك وأن الموالين لهم نك الغائبين 
عنهم لي وعن خدمتهم لا يشاهدون ذلكء بل المراد معرفة إمامته ومقام ولايته 
المطلقة الاهية التشريعية والتكوينية: ما ها من المعنى المتقدم مشر وحاًء فالامام 
بهذه المعروفية والمنزلة هو مصداق الدين» وحقيقة الصراط المستقي» فالمقتدي به 
بنحوما تقدم هو السالك للصعراط المستقيم. ار 

فيعلم من هذا أن طلب الهداية إلى الصراط متحد مصداقاً حقيقياً مع معرفة 
أميرالم منين 4 كما لا يخى. وأمّا سر كون الإمام 4 صراط الله وأن معرفته معرفة 


فى شرح الزيارة الجامعة eR RSE‏ سوسوم عي تو ا 


الله كا نطقت به الأحاديث والروايات. وأن السير الحقيق هو معرفته ا 
والارتباط به لا روحاً وعملاً. فحاصله كما عن بعض الأكابر (رضوان الله عليه): 
أن الذي يظهر من التأمل في الإمام, وفي صفاته أنه مظهر للحق بانيّته أي أنه تعالى 
أثبت وجوده في العام بوجود الاماملية إذ هو تعالى الظاهر به ل بوجوه: 

منها: أنهلئة اسماؤه الحسنى. كما تقدم عن الصادق. وعن أميرالمؤ منين لاه من 
قوهم: واللّه نحن الأسماء الحسنى. ومعنى كونهم أسماءه الحسنى أنها ظاهرة 

وقد علمت سابقاً أنه تعالى إنما عرف نفسه لعباده باسمائه وصفاته. فإذا كانت 
أسماؤه ظاهرة فيهم نغ فهم لا حالة يصيرون عين معرفته تعالى» فهم عين معرفة 
الله تعالى. أي ما به معرفة للخلقء فلا حالة تكون معرفتهم 52 هكذا معرفة الحق, 
وهذه المعرفة مهم هكذا هو الطريق والصراط إلى معرفة الله تعالى وتوضيحه: أن 
الإماملية الذي هو مظهر للأسماء الحسنىء لما كان فانياً عن نفسه. وباقياً بريّه أي 
ليس في جميع شؤونه استقلال بنفسه. ولیس بين جميع شؤونه وحالاته. وبين رب 
حجاب نفساني وغير نفساني, بل لا یری منه ظاهراً وباطناً إل وهو أثر منه تعالى 

وجميع صفاته لا تكون فانية في ربّه» وفانية عن نفسه المقدسة, أي لا ينسب 
إلى نفسه لا ولا تحدّ بحدود خلقية. بل هى (أي صفاتهكة) انعكاس صفات الحق 
فيه ل وهكذا بالنسبة إلى إرادته فهو لا فان عن إرادته. بل هوتابع على الإطلاق 
لإرادة ربّه. أي لا تكون فيه نة إرادة إل ارادة اللّه تعالى» وإرادتهة انعكاس 
إرادته تعالى. وظهور إرادته تعالى فيه لاء وهكذا بالنسبة إلى أفعاله فهو فان 
عن افعاله؛ بل ليس أفعاله ا إلا ظهور أفعاله تعالى. وانعكاس أفعاله تعالى فيه لذ 
فهو المظهر للتوحيد ذاتاً وصفة وأفعالاً وما يتبعها. 

فإذا هولية مرآة لمعرفة الله تعالى بعنوان مطلق ليس فيه من غيره تعالى 


1۲ .................الأنوار الساطعة 


ا رل طا 
ورد: رلا مد وأخرنا عدا راوسلا 2 مدا ره 
طم ا ارا رتا ل وهات ولا مکانا کا علمت من أحاديث بدو خلقهم ي9 
المعصومين قبله إلى النى يرة. 

فعرفة الإمام أيّ إمام من المعصومين ي وفي أيّ زمان تكون مرآة لمعرفة 
الني تت وللإمام قبله أيضا؛ لأنّه هذ مائل لمع ونائب عند َة وخليفة له وقائم 
مقامه ذذ في جميع الشؤون سوى خصائص النبي والنبو ةة كل ذلك لأجل أنهم 
نور واحد كما علمت. ثم إنه لما كان الإمام مظهرا للأسماء الحسنى, فلا حالة يكون 
نظام عالم الوجود به اة ضرورة أن العالم يدور وينتظم بالأسماء كما تقدم كل على 
حسب ظرفه. فإذا كانوائيكةة مظهرا ها فلا حالة هم نظام العالم» وهم مظهر العدل 
الإلهى في شؤونهية وفي شؤون العباد والخلق كلهم كا لا يخق. 

ثم إن الإمام ل حاك بوجوده. وججميع علومه وأفعاله وصفاته عت سوى اللّه 
من شؤون العالم الدنيوي والأخروي من المبدإ والمعاد. فهو وجود جامع كيف لا 
وهو الكتاب التكويني الإلهى الجامع كا حقق في حله؟ فحينئذ فالمعرفة به كا هي 
معرفة لله تعالى. كذلك هو معرفة للعام وشؤونه من المبدإ والمعاد فكنا هوا حاك 
جامع» والمعاد ليس إلا هو المجمع. والجمع بين العوالم المتضادة وتوافق العالم وظهور 
البعض في الآخر. 

وجميع هذه ظاهر في صفات الإمام ا ومن استشرافه لا على عالم الآخرة 
فحينئذ العارف بالإمام ا هو هو هو العارف بأصول الدين. وجميع ما سوى الله 
من المبدا والمعاد. 


فى شرح الزيارة الجامعة N TESTO‏ ا ا 


والحاصل: أنه لا هو المجمع لآيات الآفاق والأنفس من الله تعالى فا معرفة 
به معرفة بها فيترتب على المعرفة بهل أنه الحق كا لا يخق. فتأمل تعرف إن شاء 
الله وأيضاً أنهلئة مع ماله من هذه المراتب العظيمة عبد مطلق ظهرت فيه العبودية 

فحينئذ فاالمعرفة بهل معرفة بكيفية العبودية وحقيقتهاء كا أنها (أي 
معر فته لة) معرفة الربوبية أيضاً حيث إنه ل مظهر للربوبية بصفاتها كما علمت, 
فتابعة هذا الإماملية بما هو كذلك خلقاً وإرادة وعملاً هو العبودية والعبادة 
والمعرفة باللّه تعالى. فهو حينئذ الصراط المخارجي والتابع له كذلك سالك في هذا 
الصراط كا لا يخق. 

ويعبارة أخرى: لما كانوا بنحو قيل فيهم #ال: إن ذكر المذير كنةر أوله وأصله 
وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه. كما سيجىء شرحه إن شاء اللّه تعالى. فلا حالة 
يكون الصراط المستقيم الذي هو اكتساب الخيرات كلها إلى أن يصل الإنسان إلى 
المقصود الأعلى هو ذواتهم المقدسة 82. 

فهم اة أصل الصراط المشتمل على جميع ما يقرب العبد إلى الله سبحانه بهذا 
الاعتبارء ومعنى المشي في هذا الصراط (اي ومعنى كونهم ليك صراطأً لتابعيهم) هو 
أن يحصل في التابع رشحات منه ل ومن تلك الخيرات التي هو أصلها وفرعها كل 
بقدر مرتبته وتشيّعه, والسرٌ المستسر في كون الشيعة التابع طهمليّة هكذا يكون 
ماشياً في الصراط هو أنهم #4 الأصل للطينة الطيبة. التى هى أصل الخيرات. 
لقداستها الذاتية. والتى هى طيئة المؤمنين والشيعة كما علمت. فالشيعة بطينتهم 
تكون تبعاً لطينتهم 4# حيث إنها أصل ها كما تقدم. 

فف الحقيقة رجوع الطينة الفرعية. التي تكون في الشيعة إلى الطينة الأصلية, 
التي تكون في الإمام هو السير المعنوي, وهو السير في الصراط المستقير. وهو المراد 
من قولها4ة: «الشيعة من الشعاع كشعاع الشمس» فكما ان شعاع الشمس تابع 


14 ةد دز د د 5 00 00 01700 .............الأنوار الساطعة 


للشمس فكذلك الشيعي تابع للإمام# كا تقدم التصريم به هكذا في الأحاديث 
السابقه..؛ لذا عبر عن الشيعة بالجزء في الخبر المتقدم قريباً هذه العناية, وهو معنى 
أن الشيعة أخذون بحجزتهم يي فالامامية هو الصراط للكل. ولكلٌ من تبعهم 
وخصوصا للشيعة. 

ثم إن معنى كونهم صراطاً أنهم ال هداة للخلق بالنسبة إلى جميع المعارف 
والسعادات والمقامات وهى على أقسام. 

منها: تعلّم العلم منهم ي بالمشافهة, أو بمطالعة أخبارهم الحاكية عا صدر 
عنهم من قول أو عملء أو بالأخذعتن تعلم منهم با 

ومنها: المداية من طرف العقل الذي هو حجة داخلية ابتداءء وملاحظة آيات 
الآفاق والأنفس. 

وبعبارة أخرى: قد يهتدي الإنسان من العقل من حيث هو نور. وقد بهتدي به 
من حيث أعماله في الآيات الآفاقية والأنفسية. ۰ 

ومنها: الهداية من طرف ما يجري الله تعالى على ألسن العباد من الحكم 
والنصائح. 

ومنها: كا علمت من طرف اتصال النفس المتصف بصفات التشيع بالإمام لل 
فيستمد منه.كما نقل ذلك عن أولياء الله تعالى فهم حين اتصاهم الروحى بإمامهم 
وبولايته يشاهدون من الحقائق والمعارف مالا يشاهدونه فى غير تلك الحالات, 
وقصصهم مشهورة وكثيرة. 

ومنها: الهداية من طرف صحة الحواس الباطنية المدركة لأمور غائبة عن 
مشاعر هذا العام فف توحيد الصدوق في حديث: «إن اللّه إذا أراد بعبد خيراً فتح 
العينين اللذين 5 جوفه فيبصر بها الغيب». 

ومنها: الهداية بوقوع النور الإهى في قلبه. كا في حديث عنوان البصري من 
قوله.ة: ليس العلم بالتعلم بل هو نور يقع في قلب مَن أراد الله أن بهديه. 


VSB eg SAT A ... . فى شرح الزيارة الجامعة.‎ 


والحاصل: أن الامام لذ مظهر للاسم اهادي بجميع أنحاء الهداية الثابتة 
والكائنة في الخلق, فالتابع له ك بهتدي بهداه في جميع هذه المراتب فهو ( (أي الامام) 
صراطه الواضح إليه تعالى في هذه اور تكوينا وتشر ها وهو امن لوازم ثبوت 
الولاية التكوينية والتشريعية هم ىا تقدم شرحه مفصلاً, وفي الحكي عن شيخنا 
البهائي (رضوان اللّه عليه) ما لفظه: : واعلم أن ن أصناف هدايته جلّ شأنه. وإن كانت 
مما لا بحصر مقداره. ولا يقدر انحصاره إلا أنما على أربعة أنحاء: 

أولها: الهداية إلى جلب المنافع ودفع المضار بإضافة المشاعر الظاهرية 
والمدارك الباطنية والقوةالعاقلة. وإليه يشير قوله تعالى: إاعطى كل شىء خلقه ثم 
هدی). 

وثانيها: نصب الدلائل العقلية الفارقة بين الحق والباطل والصلاح والفساد 
وإليه يشير قوله عر وعلا: «وهديناه النجدين). 

وثالثها: المداية بإرسال الرسل وإنزال الكتبء وإليه يومئ قوله تعالى: «وأما 
ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى). 

ورابعها: الهداية إلى طريق السير إلى حضائر القدس. والسلوك إلى مقامات 
الأنس بانطماس آثار التعلقات البدنيةء واندراس أكدار الجلابيب الجسمية. 
والاستغراق في ملاحظة أ سرار الكئال. ومطالعة أنوار الجمال. وهذا انوع يختص به 
الأولياء ومن يحذو حذوهم. 

ثم قال: فإذا تلا هذه الآية أصحاب المر تبة الثالثة أرادوا اهداية للمرتبة الرابعة, 
وإذا تلاها أصحاب المرتبة الرابعة أرادوا الثبات على ما هم عليه من المهدى. كما 
روي عن أميرالمؤمنين 2 من تفسير اهدنا بثبتنا أو زيادته. 

قوله (رضوان اللّه عليه): وإذا تلا هذه الآية أصحاب المرتبة الثالثة.. الح. المراد 
منها قوله تعالى: «اهدنا الصراط المستقيم ».كما يظهر من سياق الكلام وانه ذكر 
هذا الكلام بعض الاعلام ف تفسير هذه الآية ىا لايخق. 


E SS ۱۰۹‏ ................الأنوار الساطعة 


أقول: الهداية في جميع هذه المراتب من إفاضات الإمام ا على الخلق. لمكان 
ولايتهم ب التكوينية كا لا يخق. ففي الحقيقة هم الصراط في جميع ذلك كه لا يخق. 

هذا وقد يقال: معنى كونهم ني صراطه تعالى ما حاصله: أن المستفاد من قوله 
تعالى: ليا أيّها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني4”" هو أن ن الخلق بجميع 
أقشامهم وشوو رتود لجرو ففرا عا وا عضا ليس هم شيء 

من الوجود وساير ما به قوامهم في جميع شؤونهم إلا منه تعالى. فا خلق هو الفقر 
والعدم وما به حياتهم هو حقائق الأسماء الحسن الإلهية, كل بحسب ظرفه 
واحتياجه كا تقدم وحيث تقدم: أنهم هة الأسماء الحسنى. فلا محالة أن النلق 
متقلبون ومتصرفون في تلك الأسماء. فالخلق حينئذ متصرفون في فضائل. . 
حقائقهم يلا وترشحاتها فهم (أي الخلق) دايا مستفيضون ومتسمدون بواسطة 
حقائقهم سلا 

ف الحقيقة هم نين الصراط بحقائقهم إلى مطلوبات الخلق. فلا يصل أحد إلى 
a‏ ومعرفة ومقام إلا بهم لي فا خلق الذي هو الفقر ا لض يصل إلى 
اللّه تعالى. وإلى سائر ألطافه الدنيوي والاخروي بواسطتهم» بل بهذا البيان ان 
أعداءهم أيضاً مستفيضون منهم ني في الوصول إلى مقاصدهم. 

نعم الأعداء حرومون عن كثير من السعادات في الدنياء وعنها كلياً في الآخرة؛ 
لعداوتهم الموجبة لانقطاعهم عنهم نيه الذي يلزم انقطاع الفيض منهم نبي كما لا 
يخق. فحينئذ نقول: فهم إا صراط اللّه» أي طريق اللّه إلى خلقه في الخلق والرزق 
والحياة والممات. 

فهذه لامور الأربعة تصل من اللّه تعالى إلى الخلق بواسطتهم اء وهم أيضاً 
طريق الخلق إلى اللّه تعالى في جميع مطالبهم في ذرّات الأمونالأربعة المذكورة. الي 
هي أركان ماف الإمكان. فجميع الخلائق يسعون إلى الله وإلى ما منه بدؤهم في 





E :رطاق-١‎ 


في شرح الزيارة الجامعة... 


جميع المطالب بأعماهم وأقوالهم وأحواهم. ووجوداتهم وقوابلهم بحقيقة استعدادهم 
كل ذلك بواسطتهم ي وهذه الأمور كلها وجدت في الخلق منهم وبواسطتهم: إذ 
قد علمت فما تقدم أن الأئمة 849 بأنوارهم بدأ الخلق منهم على التفصيل المذكور في 
الأحاديث. نعم الأعداء خلقوا من أظلة شعاعهم فهم مخلوقون بالتبع كا حقق في 
بحله. 

وبعبارة ا الجعل الال مي الذي ذرأ فيه جميع الخلائق با هم عليه ويا هم 
فيه ولما هم له. عنهم نل صدر وبهم ظهر. وفي بطن علمهم أي علمه فيهم بطن 
وحقائقهم في حقائقهم للا بطن واستتر, فالخلائق كلهم قائمون في الوجود بظلّهم 
الذي مدّه اللّه تعالى شأنه. وجعل الدليل علبهم مس حقيقتهم 829. 

والحاصل: أن الفعل مطلقاً منه تعالى إلا أنه تعالى يفعل ما يفعل بأسمائه 
وهم أسماؤه تعالى, فاللّه تعالى مهم خلق ما خلق. ورزق ما قدر من الأقوات, 
وأحيا وأمات بهم كا تقدم من قول أميرالمومنين/ة في وصف الإمام: واللّه ما 
الإمام إلا من يجيي ويميت. أو ما يقرب منه معنى فراجع. 

ثم إنه تعالی لوشاء لأعطى كل واحد من خلقه كل ما شاء كما شاء بمقتضى 
جوده الكلي, ولکمال غناه عما سواه بحيث لا يوجد جاهل ولا فقير مطلقاً. ولكنه 
تعالى للطفه ورحمته وحكمته أن جعل الاختلاف في مراتب خلقه من حيث العلم 
والجهل والغنى والفقر. والقوة والضعف. واقتضت حكته أنه تعالى يفعل بالأسباب 
من العلل الأربع الفاعلية والمادية والصوروية والغائية؛ لوجودالخلق والرزق 
والحياة والمات, كل ذلك لتتحقق مظاهر أسمائه ال حسنىء التى ربا لا تعد ولا تحصى. 
فجعل أكثر خلقه عاجزاً عن القبول لنلك الاستعدادات العالية للمراتب العاليةء بل 
جعلهم عاجزين عن القبول لإيجاداتهم على ما هم عليه بلا واسطة, بل لم يكونوا 
كذلك إلا بالاسباب والمتممات للقوابل. فحيث إن حكمته تعالى اقتضت وجوب 
الاختلاف في مراتب أنواع الخلقة؛ لظهور يحاري أسمائه الحسن المتعددة فلا حالة 


۱۸ 20000 5 ااملأنوار الساطعة 


يكون في الخلق ضعفاء بذاتهم وصفاتهم وإدراكاتهم وساير شؤونهم» ومع ذلك فهم 
حتاجون في الكمال إلى ما به وصوهم إلى الكمال. فلا حالة حينئذ اقتضت الحكمة 
الإلهية خلق محمداً وأهل بيته المعصومين نيا وجعلهم خزائن تلك الكالات 
بأسبابها يحقيقة ما هم ية أهله. 
فاقتضت الحكئة حينئذ أن يكونوائكة خزائن رحمته ومحبته. وأبواب فيضه 
ومدده. ونواب إفاضاته. وحفظة الائه ونعمه. وحملة آثار وجوده وكرمه إلى ما 
شاء من جميع خلقه بأنواعهم وأقسامهم. واقتضت حكبته للزوم حفظ نظام الحخلق 
المثئئ' وجوده على النحو الأتم الأكمل#معارضة أن لا يكون له سبحانه طريق, ولا 
باب يفيض :عند عطاياه. وإمداداته غيرهم ا فهم حينئذ صراطه تعالى في علمه 
تعالى جخلقه كا قال أميرالمؤ منين:©ة: «أنا عين الله الناظرة وقدرته عليهم كما قال(ع) : 
أنا قدرة الله وسمعه تعالى لكلامهم كما قال(ع): آنا أذن الله ورؤيته تعالى لهم على ماهم 
عليه وإمدادهتعالى» بل وقيوميته تعالى إياهم » وجميع ما بهم منه تعالى من خلق ورزق وموت 
وحياة». ثم !نهم ي لما كانوا عالمين بعلمه. وقادرين بقدرته. ومسلطين بالسلطة الإطية 
على خلقه تعالى. فلا حالة هم نيلا عالمون بحقائق الوحي الإلمهي وبحقائق 
الموجودات. فهم حينئذ مترجمون لكلامه بنحو يبيّنون معاني الوحي للخلق لكل 
بحسب فهمه وإدراكه. کا لا يخ وسيجىء توضيحه إن شاء الله فهم مترجمون 
للخلق الشرعيات الإهية. والأمور التكوينية بلوازمهها وملزوماتهم|. فبهم 
وبحقائقهم خلق اللّه الخلق, وألزمهم التشريع والتكليف من العقائد والأعمال. وبهم 
خلق الموجودات بمقاديرها وكيفياتها ورتمها وامكنتها واوقاتها واجاطا وما 
يلزمها. 
والمخحاصل: أنه تعالى تقضى مهم قضيته کا تقدم من قول الصادق + وکا ورد: 
ااذه الب ف مقافي ابوط الک ودر من موک واوو عا فصل 
مز التكاء الساد هن عله بلسي ليها ف ا یه ونا 


فى شرح الزيارة الجاشعة مد لل لل ل لفل 


بالنسبة إلى ما يصل من الخلق اليه تعالى فيهم لي وبالاتباع همي والأخذ عنهم 
في معالم الدين مطلقاً. والولاية هم والبراءة من أعدائهم. ومن ولاية أعدائهم 
والرضا بهم نيك تقبل الاعمال العبادية, ويدخل الانسان في زمرة المؤمنين. وفي 
زمرة أولياء اللّه. وبترك الولاية وبقية الأمور ترد الأعمال على صاحبها. 

وما ذكرنا ظهر أنهم َة الصراط لما من الله تعالى إلى الخلق؛ وأيضاً الصراط 
لما من الخلق إليه تعالى من قبول أعماهم؛ وتقربهم إليه تعالى. ومشاهدتهم معارفه 
وحقائق الأشياء. فهم بلا الصراط المستقيم في ذلك كلّه. وكونهم صراطاً مستقماً 
لأجل أن هذا الصراط (أي هدايتهم من الله للخلق وسوقهم الخلق مما هم إليه 
ووساطتهم لذلك كلّه) إغا هو على حدّ الاعتدال من العدل والمحكمة المقتضية 
لصلاح الخلق - واخباراتهم وأعماهم إذا اتبعوهم فيها. 

وبعبارة أخرى: أنهم مل يسيّرون الخلق التابعين هم بنحو خلقهم الله تعالى 
بمقتضى حكمته في علم الغيب» فالتارك هم إغا هو ظالم وسائر في الفساد وحاكم 
بالزور. وإلى هذا يشير ما ورد من أنهم ليك «الصراط المستقيم والقسطاس 
المستقير» رزقنا اللّه الاهتداء بهم والمثى في صراطهم المستقيم بمحمد وآله 
الطاهرين. 


قوله لا ونوره 

في المجمع: والنور كيفية ظاهرة بنفسها مظهرة لغيرهاء والضياء أقوى منه وأتم؛ 
ولذلك ضيف التي وقد فرق يشا تاد الضعارضنوء ذاو والنترر ر 
عارضيّ.كما في الشمس فإن نورها ذاتي, فيقال: ضياء الشمس بخلاف القمر فيقال: 
نور القمر, لأنه مكتسب من الشمس كا لا يخق. 

إلى أن ن قال: والنور: الضياء. وهو خلاف الظلمة وسقي النبي تلن نوراً 
للدلالات الواضحة التي لاحت منه للبصائر, وسمي القرآن نوراللساق التي تخرج 


...............الأنوار الساطعة 


الناس من ظليات الكفر, ويمكن أن يقال: سمّى نفسه تعالى نوراً لما اختص به إشراق 
الجلال وسبحات العظم التى تضمحل الأنوار دونهاء وعلى هذا لا حاجة إلى 
التأويل.. الح. ١‏ 

أقول: لابد من بیان كو :هم ا نورام معنى إضافته إليه تعالى فاللازم ذكر 
الآياك والاً اديت الدالة عل اغب الو ن وام نوز الله مال فكو 

فن البحار" باسناده عن أبي خالد الكابلي قال: سألت أبا جعفرلية عن قوله 
تعالى: إفآمنوا باللّه ورسوله والنور الذى أنزلنا» فقال: يا أبا خالد النور واللة الأثمة 
اتور الله فون الأغة امن أل عد إل بن القينك عم والله نور الله الذي اول 
وهم واللّه نور اللّه في السموات والأرض. واللّه يا أباخالد لنور الإمام في قلوب 
المؤمنين أنورمنالشمسالمضيئة بالنهار. وهم واللّه ينورون قلوب المؤمنين. وحجب 
نورهم عمّن يشاء فتظلم قلوبهم, واللّه يا أبا خالد لايحبنا عبد ويتولانا حت يطهر 
الله قلبه. ولا يطهّر قلب عبد حتى يسلم لناء ويكون سلا لنا إذاكان سلا لنا سلّمه 
الله من أشديد الحساب» وامنه من ف يوم القيمة الأكر. 

وفيه. عنه بإسناده عن أب عبد الله اذ في قوله: [نورهم يسعى بین أيديهم 
وبأيمانهم». قال: قال: أئمة المؤمنين نورهم يسعى بين أيديهم وبأيهانهم حتى ينزلوا 
منازل هم. 

أقول: أي نورالأئمة يسعى بين يدي المؤمنين. 

وفي تفسير نور الثقلين"» عن تفسير العياشي» عن بريد العجلي قال: سألت أبا 
جعفر لا عن قول اللّه: «أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به فى 
الناس» . قال: ا ميت الذي لا يعرف هذا الشأن يعني هذا الأمر. وجعلنا له نوراه 
إماماً يأتم به يعني على بن أبي طالب ل قال: فقوله: إكمن مثله فى الظلمات ليس 





١البحار‏ ج٣۲‏ ص1١‏ 5 
ۇز التقلين ج ١‏ ص 1۳۲. 


فى شرح الزيارة الجامعة 5-0-0-0 eee‏ لكا 


بخارج منها). فقال بيده هكذا هذا الخلق الذي لا يعرف شيئاً. 

وفيه'" علي بن إبراهيم بإسناده عن أبي عبداللّه.#ة في قول الله عزوجل 
«الذين يتبعون الرسول النبى الأميّ» إلى قوله: «واتبعوا النور الذي ل معه 
أولئك هم المفلحون» قال: النور في هذا الموضع أميرالمومنين والأئة يك 

ووف البحار عن كنز جامع الفوائد باسناده عن جابر الجعني قال: سألت أبا 
جعفرلاية عن قول الله عزوجل: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله 
يؤتكم كفلين من رجت قال: الحسن والحسين ليه قلت: ويجعل لكم تور فشو 
به. قال: يجعل لكم إماماً تأغون به. 

وفيحديث آخر فيه بسند آخر وفيه بعد قوله تأقون به: وهو علي بن أبي 
طالب لكة. 

أقول: والأخبار في تفسير النور المذكور في القرآن بم نكل كثيرة جذاً 
كالأحاديث الواردة في تفسير آيةالنور, ونحن نذكر منها في تفسيرها حديثاً جامعاً 


فيه فوائد كثير. 
ففي تفسير البرهان””".. وعنه قال: حدثني ايء عن عبداللّه بن جندب» قال: 


كتبت إلى أبي الحسن الرضاءكة أسأله عن تفسير هذه الآآية. فكتب إلى الجواب: 

ما بعد: فإن محمد َة كان أمين الله في خلقه. فلم قبض الني يي كتا أهل 
الك ورك ين عاد الله في أرضه, عندنا علم المنايا والبلاياء وأنساب العرب. 
ومولد الإسلام» وما من فئة تضل مائة إلا ونحن نعرف سائقها وقائدها وناعقهاء 
وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق, وإن شيعتنا لمكتوبون 
بأسمائهم وأسماء آبائهم. أخذ اللّه علينا وعليهم الميثاق» ويردون موردناء ويدخلون 
مدخلناء ليس على ملة الإسلام غيرنا وغيرهم إلى يوم القيمة. 


.85 تفسير نور الثقلين: ج ۲ ص‎ -١ 
.١50 تفسير البرهان جاص‎ -" 


i : ۲‏ 1 .. .. .........الأنوار الساطعة 


نحن الآخذون بحجزة نبيناء ونبينا أخذ بحجزة ربناء والحجزة النور. وشيعتنا 
أخذون بحجزتنا. مَن فارقنا هلك. ومن تابعنا نجا. والمفارق لنا والجاحد لولايتنا 
كافر, ومتبعنا وتابع أوليائنا مؤمن (والمتبع لولايتنا مؤمن) لا يحبنا كافر, ولا يبغضنا 
مؤمن» ومن مات وهو يحبنا كان قا عل الله أن ية ما تحن وز كن بنا 
وهدىٌّ لمن اهتدى بناء ومن لم يكن معنا فليس من الا بعللا مق عو مركا فح أيه 
الدين وبنا يختم (يختمه). وبنا أطعم الله عشب الأأرض. وبنا أنزل الله قطر السماء 
وبنا آمنكم الله من الغرق في بحركم. ومن ا خسف في بر كم. وبنا نفعكم الله في 
حياتكم. وفي قبوركم» وفي حشركم. وعند الصراط. وعند الميزان. وعند دخول 
الجنة. مثلنا في كتاب الله مشكاة, والمشكاة في القنديل. فنحن المشكاةٌ. فيها 
مصباح. المصباح محمد رسول الله تة المصباح في زجاجة من عنصره الطاهر, 
الزجاجة كانها كوكب درّيء توقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية. 
ولا دعية ولا منكرة, يكاد زيتها يضيء» ولو لم تمسسه نار. كمثل القرآن نور على 
نور إمام بعد إمام. مهدي الله لنوره من يشاء» وبضرب الله الأمثال للناس. واللّه 
بكل شيء عليم» فالنور علي نچا هدي الله لولايتنا من أحب. وحق على اله أن 
يعت ولينا ترقا وهه منيراً برهانه, ظاهرة عند الله حجته, حقاً على الله أن 
يجعل أوليا نا المتقين والصديقين. والشهداء والصالحين وحسن ع أولئك رفيقاً. 
فشهداؤنا هم فضل على الشهداء بعشر درجات, ولشهيد شيعتنا فضل على 
كلّ شهيد غيرنا بتسع درجات. فنحن النجباء. ونحن افراط الأنبياء. ونحن أولاد 
الأوصياء. ونحن ا مخصوصون في كتاب الله ونحن أولى الناس برسول الل بل 
ونحن الذي ن شرع الله لنا دينه فقال في كتابه: شرع لكم من الدين ما وصى به 
تخا والذى أوحينا إليك (ياحمد) وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى» قد 
علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم ونحن ورثة أولي العلم وأولي العزم من 
الرسل والأنبياء (ونحن ورثة أولي العلم. بحار). «أن اقيموا الدين (يا آل محمد كقة) 


فى شرح الزيارة الجامعة. ا م نسدد ولس اوس ولق NEE SEES‏ 


ولا تتفرقوا فيه) (وكونوا على جماعتكم. بحار) كبر على المشركين من اشرك 
بولاية على يه ما تدعوكم (ما تدعوهم) إليه من ولاية على 2 إن الله (ياحمد) 
يجتبى إليه من يشاء ودي إليه من ينيب من يجيبك إلى ولاية علي بن أبي طالب 880 
ا بكتاب فيه هدى., فتدبره وافهمه فإنه شفاء لما في الصدور. الحديث 
بتامه. 

فظهر ما ذكر: أن كلمة نور كثيراً ما في القرآن قد اطلق, وفسّر بهم للل ويدل 
أيضاً على أنهم بها نور الله ما ورد في بدء خلقهم نبي وقد تقدم كثير منها. 

ومنها: في البحار”". عن الكثي, عن الصدو قي عن رجاله عن ابن عباس 
قال: سمعت رسول اللّه تة وهو يخاطب علياًكة ويقول: يا علي إن اللّه تبارك 
وتعالل كان ولا شيء معه* فخلقني وخلقك روحين من نور جلاله فكنا أمام 
العرشء. الحديث. 

وفيه!" عن جابر عن أبي جعفر ًة قال: قال: إن الله تعالى خلق أربعة عشر 
نوراً من نور عظمته. قبل خلق آدم بأربعة عشر الف عام فهي أرواحناء فقيل: يا بن 
رسول اللّه عدهم بأسمائهم فن هولاء الأريعة عقر تورا؟ محمد وعلي وفاطمة 
وا حسن والحسين وتسعة من ولد الحسين وتاسعهم قائمهم, ثم قال إلى آخر الحديث 
وقد تقدم بتامه ظاهراً. 

وفيه!" باب نادر في معرفتهم (صلوات الله عليهم) بالنورانية قال: روي عن 
محمد بن صدقة أنه قال: سأل أبو ذر الغفارى سلبان الفارسى (رضوان الله عليهما) 
يا أبا عبداللّه ما معرفة الإمام أميرالمؤمنين 4# بالنورانية؟ قال: ياجندب فامض بنا 
حتى نسأله عن ذلك. قال: فاتيناه فلم نجده» قال: فانتظرناه حتى جاء. قال 
١-البحار‏ ج07 ص ". 


۲ البحارج ۵ص ). 
٣‏ البحار: ج ٣ص‏ ۱. 


14 ا ل ارو دان الأموار الساظفة 


(صلوات الله عليه): ما جاء بكم؟ قالا: جثناك يا أميرا مؤمنين نسألك عن معرفتك 
بالنورانية» قال (صلوات اللّه عليه): مرحباً بكما من وليّين متعاهدين لدينه لسا 
بمقصّرين, لعمري إن ذلك الواجب على كل مؤمن ومؤمنة, ثم قال (صلوات اللّه 
عليه): يا سلمان ويا جندب. قالا: لبيك يا اميرالمؤمنين 

قال لة: إنه لا يستكئل أحد الإيمان حتى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية. فإذا 
عرفني بهذه المعرفة؛ فقد امتحن قلبه للإيمان. وشرح صدره للإسلام. وصار عارفاً 
مارا ومن قصَّر عن معرفة ذلك فهو شاك ومرتاب» يا سلمان وجندب قالاً: 
لبيك يا أميرا مومنين. قال#: معرفتي بالنورانية معرفة اله عزوجل» ومعرفة اللّه 
عزوجل معرفتي بالنورانية. وهو الدين الخالص الذي قال الله تعالى وما أمروا إلا 
ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلوة ويؤتوا الزكوة وذلك دين 
القيمة 76" الحديث. 

أقول: يعرف من هذا الحدث الشريف وجه إضافة نوره» أي إضافة كونهم 
أنواراً إليه تعالى» وذلك لأن حقيقتهم النوارية هى معرفة اللّه. كيف واللّه تعالى 
خلقهم من نور عظمته كما علمت, وتقدم الكلام فيه مفصلاً. فظهر ما ذكر أنهم نور 
الله الذين نوروا العلم بعلمهم الإلمي. وبهدايتهم للخلق إليه تعالى بأقسامها, 
وبدلالتهم للخلق إليه تعالى حيث إنهم ليك الأنوار اللائحة, التي 3 لبصائر 
الخلق. فيقتدي بهم كلّ على حسب استنارته منهم اا وقد تقدمان تضاعف 
درجات المؤمنين انما هو على حسب معرفتهم مهم ل2. 

وبعبارة أخرى: قد علمت أن النور هو الظاهر بنفسه. ومن أسمائه تعالى الظاهر 
والنور كما ورد نور السموات والأرض. وقد علمت أنهم الأسماء الحسنى. فظهر 
هذا الاسم هو ذواتهم المقدينة ھی ينون الله تالو بكوم هرا له ورون 
العام ويظهرون التوحيد في الوجود بماله من المعاني والمعارف والمظاهر والمصاديق 


١-البينة‏ : ه. 


فى شرح الزيارة الجامعة E‏ مك ومس د سو اا 


في الخلق بذاتهم ليك نوّروا العالم بنور الوجود ففي زيارة الحجة(عج): «السلام 
عليك يا عين الحيوة». فالوجود لجميع الخلق إِنما هو بنورهم. 

والحاصل: أن جميع ما سواهم وسوی الله تعال موجود بهم وبنورهمكما تقدم 
وحقق في حله. وييكن أن يراد من قوله!#ة: ونوره. أيضاًما ورد في الأحاديث 
الكثيرة من أن عندهم 2 النور الذي فسر به سورة إنا أنزلناه. 

فف بصائر الدرجات"» بإسناده عن إسحق الحرير قال: كنت عند أبي 
عبداللّه ليه فسمعته وهو يقول: إن للّه عموداً من نور حجبه اللّه عن جميع الخلائق. 
طرفه عند اللّه وطرفه الآخر في اذن الإمام» فإذا أراد الله شيئاً أوحاه في إذن الامام. 

وفيه”" بإسناده عن أبي جعف رلك قال: قال أبو عبداللّه لية: إنا أنزلناه نور كهيئة 
العين على رأس النى َة والأوصياءء لا يريد أحد منا علم أمر من أمر الأرض أو 
أمر من أمر السماء إلى الحجب التي بين الله وبين العرش إلا رفع طرفه إلى ذلك النور 
فرأى تفسير الذي أراد فيه مكتوباً. 

فقوله/!#ة: إن لله عموداً من نور. يشير إلى أنّ في قلوبهم مغ نوراً مر تبطاً بينهم 
وبينه تعالى. فهم ذلك النور الإلمى المرتبط بهم للك وتقدمت الأحاديث الواردة في 
شرح قوله تعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرناه”" ما فيه ذكر النور. 
فراجع. 

ثم إنه يستفاد من كثير من الأحاديث, وقد تقدم بعضها أن بعض الشيعة 
والمؤمنين هم من هذا النور نصيب, فقلوبهم منورة بنورهم 882 كأ تقدم في حديث 
أبي خالد الكابلي وفي البحار”. عن الكفز بإسناده عن كعب بن عياض قال: طعنت 


١-بصائر‏ الدرجات ص 479. 
"- بصائر الدرجات ص 17]. 
٣-الشوری‏ :0۲. 

٤‏ -البحار ج۲۳ ص۳۱۹ 





لحلل eA‏ الأموار التشاطعة 


لعلى تة نورين: نور في السماء ونور في الأأرض. فن سك بنوره أدخله الله الجنة, 
ومن أخطأه أدخله الله النار. فشر الناس عني بذلك. 

وفسيه''' عن الخصال بإسناده عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال 
رسول الله :لما خلق الله عزوجل الجنة خلقها من نور عرشه. ثم أخذ من 
ذلك النور ففرّقه (فعرفه أوفقذفه.ن) فأصابني ثلث النور وأصاب فاطمة لإ 
تلك النورواضاب غلبا وأهل به يلك الشون قن أضابه من “ذلك التبوز 
اهتدى إلى ولاية آل حمد. ومن لم يصبه من ذلك النور ضلّ عن ولاية آل 

وق عا ا "ابابلا عن مار جو عبار تال فتلت لان 
عبداللّه نة: جعلت فداك هذا الحديث الذي سمعته منك ما تفسيره؟ قال وما هو؟ 
قال: إن المؤمن ينظر بنور اللّه. فقال: يا معاوية إن الله خلق المؤمنين من نوره 
وصبغهم في رحمته وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية على معرفته يوم عرفهم نفسه فالمؤمن 
أخوالمؤمن لأبيه وامه: أبوء النوز:وآمه اة وإغا ينظر بلك التور :الذي لق 
منه. 

وفيه. في حديث, وفيه بعد قوله#ة: «يوم عرفهم نفسه» فهو المتقبل من 
حسنهم, المتجاوز عن مسيئهم» من لم يلق الله ما هو عليه (بما هو عليه خ بحار) لم 
يتقبل منه حسنة, ولم يتجاوز عنه سيئة, رزقنا اللّه تعالى من نورهم ونور ولايتهم 
محمد وآله الطاهرين. 





.۳۰۸ البحار: ج ۲۳ ص‎ ١ 
.۸۰ ؟ -بصائر الدراجات ص‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة تند سوا اس ننه ا En‏ 


قوله سل: وبرهانه. هذا على نسخة العيون دون التهذيب. 

أقول: سيأتي في الزيارة قريباً قوله#ة: ونوره وبرهانه عندكم» فهنا أطلق النور 
والبرهان علبهم نيه بلحاظ ذاتهم وحقيقتهم» وهناك ذكر أن نوره تعالى وبرهانه 
عندهم ني فلعله للإشارة إلى أنه من أراد أن يقف على نوره وبرهانه» فنوره 
وبرهانه عندهم لاعند غيرهم, فبهذا الاعتبار لابأس بالتكرار. وكيف كان فنذكر 
شرح البرهان الذي عندهم فيا يأتي, ومنه يظهر إن شاء الله كيفية أنهم لك برهانه 
تعالى بذاتهم» فترقب. 

قولهية: ورحمة الله وبركاته. قد تقدم بيانه إلا أن في تكرار هذه الجملة سعد 
كل تسليمة بناء على أن الجمل إنشائية لا إخبارية يفيد طلب الرحمة منه تتعالى 
هم نك والبركة. 

وقد تقدم أن طلب ذلك كالصلوة عليهم يزيد في الألطاف الإهية هم يفي من 
حيث إن ذاته المقدسة تبارك وتعالى غير متناهية بخلاف ذواتهم نيه فلا محالة 
يحسن التكرارء كا بحسن تكرار الصلوة عليهم (عليهم الصلوة والسلام) في كل ان 
كا لايخنق. 


قوله ا :أشه د أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ل هكما شهد الله لنفسه. 

أقول: شرح هذه الجمل يقع في جهات: 

الجهة الأولى: في المجمع: قوله: إشهد الله أنه لا إله إلا هو» قيل: معناه بين 
وأعلم.كما يقال: شهد فلان عند القاضي. أي بين وأعلم لمن الحق وعلى من هو. أي 
يبين أن احق ثابت لمن (واللام للنفع) وأنه على من وعلى للضرر. 

أقول: أي أنه تعالى بين أنه لا إله إلا هو إما بإرسال الرسل وإنزال الكتب. وإما 
باراء ته. تعالى آياته الآفاقية والأنفسية حتى يتبين هم أنه الحق. وقوله: أعلم لمن 
الحق وعلى من. أي يبين تعالى أن الوحدانية والاهية الحقة يستحة, لمن في الوجود. 


لله et‏ ف الس دخ سم دكاتو وود الأنواراتساطفه: 


ويبين أنه لا يستحق إلا لذات الواجب المستجمع لجميع الصفات الجلالية 
والجمالية. أو فالتوحيد له وحقه تعالى. وبين أنها ينبغي لجميع الخلق أن يشهدوا 
على أن التوحيد والوحدانية الحقة يكون له تعالى. فيشهدوا عليه عند الكل خلافاً 
على المشركين والمنكرين لوحدانيته تعالى» وقيل: الشهادة معناه حضور المشهود 
به عند الشاهد کا سيجىء توضيحه. 

وفيه: ناك تعاالل وو الاي عه ي والشاهد 
الحاضر, وفعيل من أبنية المبالغة في فاعلء فإذا اعتير العلم مطلقاً فهو العليم. وإذا 
أضيف إلى الأمون الا فهو ار وإذا أضيف إلى الأمور الظاهرة فهو الشهيد 
ال 
:5 أقول: فالشهيد هو العالم بالأمور الظاهرة مع إظهارها علناً. 

وفيه: وشهدت على الشيء اطلعت عليه وعاينته فأنا شاهد والجمع أشهاد 
وشهود. وشهدت العيد ادركته وشاهدته عاينته. وشهدت المجلس حضرته 
وقوهم: الشاهد يرى ما لايرى الغائب. أي الحاضر يعلم ما لا يعلمه الغائب. إلى أن 
قال: وشهد بكذاء يعدى بالباء لأنه بمعنى أخبر» وأشهد أن لا إله إلا اللّه يتعدى 

أقول: فقوله: شهدت العيد أدركته, وقوله: أشهد أن لا إله إلا اللّه يتعدى 
بنفسه؛ لانه بمعنى أعلم» يعطى أن شهد بمعنى الدرك والعلم» والأول أخص من 
الثاني؛ لأنّ العلم هو الصورة الحاصلة في النفس سواء أدركه القلب أم لاء وهذا 
بخلاف الدرك فانه عبارة عن وجدان القلب حقيقة المشهود به. فعلى هذا قوله ا: 
وأشهد أن لا إله إلا اللّه.. الح أي أدركت مفاد لا إله إلا الله دركاً وجدانياً. نعم ريما 
يكون معناه أعلم مفاد لا إله إلا الله وإن لم يكن قد أدركه قلباً دركاً وجدانياكا هو 
المشاهد من كثير من غير الكاملين كا لا يخق. 

هذا بخلاف ما إذا عدي بعلى مثل شهدت على الشيء. أي اطلعت عليه أي 


فى شرح الزيارة الجامعة SAA e‏ ا RS‏ 


سواء أدركه أم لا فإن الاطلاع أعم كما لا يخن. أو عدي بالباء كقوهم: شهد بذلك. 
أي أخبر به أو أعلم به فإنه حينئذ أعم من اليقين ومن الظن المعتمد عليه في الشرع 
كما لا يخق. 5 0 3 

وكيف كان فقوله: أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له» أي أدرك أنه لا إله 
إلا اللّه عن علم ويقين الحاصلين عن المشاهدة, أو عن الدليل والبرهان القطعي كا 
عند الأكثر. 

والحاصل: أشهد أي أرى حضور المشهود به اعفن مفاد لا إله إلا اللّه بواسطة 
إراءته تعالى إِيّاي من الآيات الآفاقية والانفسية رؤية وجدان وانكشاف. وأما 
مفاده المنكشف فهو أنه لا معبود بالحق إلا الذات المقدسة. التى هى مستجمعة 
لجميع صفات الجلال والجمال بوحدته. ولا شريك له في استحقاقه للعبودية. وفي 
هذه الصفات الذاتية. 

وقوله: کا شد الله لنفسه وشهدت له ملائكته. يعني أن توحيده تعالى 
بالتوحيد الحقيق والاخلاص التحقيق. ليس مما تطيقه القدرة البشرية والقوة 
الإنسانية؛ لكى تشہد له تعالى بالذات والصفات شهوداً وإدراكاً بالكنه. کہا شہد 
تعالى لنفسه كما قال ييليُ: «سبحانك لا أصفك إل ما وصفت به نفسك». 

فالخلق عاجزون عن أن يوحدوه تعالى كا وحد نفسه تعالى» بل غاية 
الإمكان أن يقال: نشهد بوحدانيته كما شهد هو تعالى بهاء وفيه إشارة إلى قوله 
تعالى «شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم)”" من خلقه (من الأنبياء 
والمرسلين والأولياء والصالحين والموحدين والعارفين) لا إله إل هو العزيز الحكير. 
والتوصيف بالعزيز وهو الغالب القاهر إشارة إلى أنه لا يمكن لأحد أن يصل إلى 
كبريائه ودركه وتوحيده ولذا قال : کا شد اللّه لنفسه كا لا يخق. 


.18 : آل عمران‎ - ١ 





ل اا الساطعة 


والتوصيف بالحكيم بعده أي أنه تعالى بعدما كانت ذاته المقدسة في أرفع امحل 
بحيث سقطت الأشياء دون بلوغ أمده. إلا أنه تعالى علي وفاعل للأشياء بحسب 
الحكنة والمصالح, أي أنه تعالى بعد علو مكانه. وانقطاع كل أحد دون معرفته 
الذاتيةء ليس بنحو لا أثر له تعالى في خلقه, بل هو الفاعل لما يشاء با حكة الاطية, 
بحيث لا يضر شيئاً واحداً علو مكانه؛ فهو يفعل كأنه مرءى لكل أحد بالعين» وذلك 
بحكمته البالغة وقدرته النفاذة في الأشياء لا إله إلا هو العزيز الحكيم. 

وقد يقال: وجه التوصيف بالعزيز وهو ما لايكاد يوجد لقلة وجوده» هو أنه 
تعالی لا يمكن أن يظهر هويته تعالى في عالم من العوالم قال#2ة: «يامن لا يعلم ما هو 
ولا أين هو ولا حيث هو ولاكيف هو إلا هو» والوجه فيه أن العوالم بأجمعها لا تسع 
لوجوده تعالی» فإن وجوده تعالى ذاته المقدسة وهي لا انقطاع لها ولا أمد لما ولا 
نهاية ها لا بالعدم ولا بالوجود الآخر الذي هو طارده» بل هو تعالى حيط بتام 
العوالم «الاآإنه بكل شىء محيط»”" فلا يكون تحاطأ ومورداً لتأثير من شيء» فهو 
حيط علا بالأشياء. وداخل في الأشياء لاكدخول شيء في شيء» وخارج عنها لا 
كخروج شيء عن شيء. وسيجيء توضيحه إن شاء الله تعالى» ومع ذلك فهو 
حك لما مر بيانه. 

الجهة الثانية: في وجه الشهادة بالوحدانية. 

إعلم أنه قد علمت أن الشهاده عبارة عن الدرك والوجدان. وهو إما بالعين أو 
بالقلب. والأول ظاهر في المرئيات, وأمّا الثاني الذي به يحصل الدرك به تعالى أي 
بوحدانيته. فحيث تكون الوحدة مشهود ا بها كما هو المطلوب فهو (اي هذا الدرك 
اقلي) يحصل بأمور: | 

منها: وهو الأصل: أنك تستدل أولاً عقلاً بوحدة الأثر, أي بوحدة النظم في 


.0هغ:تّلصن-١‎ 


فى شرح الزيارة الجافعة ...... n‏ 


عالم الوجود على وحدة المؤثر. فإن مشاهدة الوحدة في آثار الموجودات من 
الفلكيات والأرضيات وما فيه يدل على وحدة المؤثر. بل ترى في كلّ موجود 
جهة وحدة تكون حافظة لشؤون ذلك الموجود. فهو بماله من الشؤون الختلفة قائم 
بتلك الجهة الواحدة. 

والحاصل: أن جميع ما سوى المدعى انه الله تعالى له جهة وحدانية يدل على 
وحدة موجده .. فلو كان هناك موجدٌ آخر لوقع الاختلاف في الجهة الوحدانية في 
الموجودات. مثلاً لو كان لك ظلّ واحد علمت منه أن هناك سراجاً واحداً. ولو 
كان لك ظلان دلا على السراجين, لما تعلم عقلاً من أن الظل الواحد لا يكون من 
سراجين ولا أن الظلّين من سراج واحد. وهكذا في المقام تعلم من الجهة الوحدانية 
في الوجود أن هناك موجداً واحداء إذ لا تكون الجهة الواحدة من موجودين.كا لا 
يكون الأثران والجهتان الختلفتان من موجد واحد. فنعلم قطعاً من الجهة الواحدة 
ا لجارية في الخلق على أن الخالق واحد وليس هناك خالق آخر؛ لأنه إن كان فهو إما 
يكون أعلى من هذا فهذا نتقص هذا. وقد ثبت في حله أن الناقص لا يكون إهاً. لما 
نرى من كمال الموجودات الدالة على كمال موجودهاء وإن كان مساوياً فأيضاً 
يوجب نق ص كل منهماء فإن كون الإله أعلى من سواه هو الكئال الأتم. فهو أكمل من 
كونه مساويا فتحقق الكمال الأتم اللازم والثابت في الإله. الذي لا يكون إلا بعدم 
سناو له تذل عل انه لا مشاوى اله قابات المساواة تقض بل وحاحة لالزلا 
المساوي لما حصل له هذا النققص. هذا مع أن الغنى المطلق والوجوب الحق منزه عن 
كل نقص کا حقق في حله. 

وبغبارة أخزي؛ لاب من نق التفض من الاله مطلقاً. إو هذا البق يتحقق غناه 
المطلق؛ وذلك لأنَ النقص يدعو إلى الاحتياج وإلى التتميم في ذاته. فلا يكون 
واجب الوجوب بالذات كما لا يخق. 

وبعبارة أخرى: ليس في صقع الوجود إلا الذات الواجب البحت الكامل بنحو 


۲ اجن مط NARA‏ الستاطعة 


الأتم. الذي لا يفرض فوقه كمال أبداً, فهو الذات الواجب الأزلي الأبدي المستجمع 
لجميع الكئالات والصفات الجمالية والجلالية؛ وما يفرض خارج الذات المقدس 
فهو الموجود الحائز والممكن بالإمكان الذاتي. فحينئذ لو فرض واجب آخر فلا 
صقع لوجوده إلا في ظرف الامكان؛ لما علمت من انه لا يمكن في ظرف الوجوب 
لثبوت وحدته» فإذا فرض أنه م يوجد مفروض الواجب إل في ظرف المكان. فلا 
حالة لا يكون بذاته واجب الوجود., بل يمتنع ويكون ممكن الوجودكا لا يخق. 

فظهر من جميع ما ذكرنا: أنه لو فرض تعدد الاههة وقع التصادم والتدافع في 
مركز الوجوب. وفي الكمال المطلق والغنى الحق» وأن ذاته المقدسة التي هي الغنى 
المطلق يدفع توهم وجودآطة أخرى كمثله تعالى. ويقنضي نف آطة أخرى. وإلالما 
كان واجب الوجود. فحينئذ بهذا البرهان العقلي وجب العلم وحصل العلم القطعى 
والحضور الحقيق والعيان البديهى بحيث لا يحتمل النقيض عقلاً بوحدة الواحد. 
بحيث يدرك القلب والعقل دركاً وجدانياً. فهذا معنى أشهد (اي أجد وأدرك) أن لا 
إله إلا اللّه وحده لا شريك له. 

وتعبازة e‏ قال تعالى: «وما كان معه من إله إذاً لذهب كلّ إله بما خلق 
ولعلا بعضهم على بعض74" يعني لو كان هناك إهان كاملان؛ لاقتضى کال کل 
واحد منهما طلب العلو على الآخر, فهذا الاقتضاء يقتضي التصادم بينهما داعا فلو 
شاء واحد منهها أن يخلق إنسانا وشاء الآخر أن يخالفه طلباً للعلو فيخلق بهيمة 
فحيث فرض وجوب وجودهما ذاتاً الذي لازمه وجود ما أراد أن يخلقه. فيكون 
الخلق منهما على مشيتهما من إرادة خلق الانسان من أحدهما والبهيمة من الآخر. 
ومعلوم بالضرورة أن اختلاف إرادتهم إنساناً وهيمة في حالة واحدة بنحو 
الوجوب من أعظم الحال. فيلزم عدم وجود ما أراد أو هو باطل لمنافاته لوجوب 
وجودهما. 


.1١ :نونمؤملا-١‎ 





فى شرح الزيارة الجامعة ا قن ست بط لاوا حر سو E‏ 


وإذا ثبت بطلان هذاء ونرى في الخلق وجود الأشياء فلا حالة يدل على وحدة 
الخالق تبارك وتعالى» وإلى هذا الاختلاف في الإرادة بنحو ما ذكر يشير قوله تعالى: 
(لو كان فيهما آلهة لفسدتا4”" أي لزم من إرادة خلق كل منهما عدم خلق موجودء 
والفساد في النظام الخلتي وحيث يرى الموجودات والنظام الكامل؛ فيعلم بوحدة 
الخالق جلّ جلاله وعظم شأنه. 

ثم إن توحيده تعالى مهذه الوحدة له مظاهر في مواطن أربعة. 

وبعبارة أخرى: أن وحدانية الذاتية تبارك وتعالى لبد من أن يعتقد بها في 
مظاهر الكثرات. وهى مظاهر الصفات والأفعال وفي العبادات فهي هنا أربعة 
مواطن للتوحيد: 

الأول: توحيد الذات وهو يتضح بأمرين: 

0 بن الشريك له ولو بنحوالتساوي وقد تقدم. 

ل بتحقق الأحدية ودركها في الذات عنى تفريده عن الكثرة في ذاته بكل 
اعتبارء وبكل ما يتوهم من الكثرة حتى اعتبار المعنى الكلى. وان هذا فرد من 
مفهومه بحيث يستحيل وجود غيره فهذا أيضاً منني عنه تعالى. 

وبعبارة أخرى: أنه قد تتوهم الأوهام لانسها بالكثرة والتعدد أن المستثنى 
المثبت بعد إلا في قولك: لا إله إلا الله هو كلى إلا ان المثبت هو فرد منه وجزئي منه 
عرد يعمل ویو عر اخ كين ری أنيهدا ايعان نوهو لدان 
تبارك وتعالى. ولكن يدفعه أن المستفاد من قوله تعالى: «وقال الله لا تتخذوا إلهين 
اثنين إنما هو إله واحد»”" هو أنه لابد من التفريد البحت في الذات المقدسة 
عندالشهادة بوحدانيته بقوله: «لا إله إلا اللّه©, 


۲۲ : ءايبنألا_١‎ 


"-النحل؛١ة.‏ 
"-الصافات : 760 


RA 4‏ ا 080:00 وان القتاطلقة 


وهذه الآية تنصيص على هذا وهو توحيد الذات, ولذا اكد بقولههة:« وحده 
لا شريك له (في الزيارة)» فإن هذا التأكيد لأجل نف اعتبار التعدد في مقام الشهادة. 
فالقول: بأن المستثنى المثبت بعد الاء يكن أن يكون كلياً إلا أنه لم يوجد إلا فرد 
واحد منه» وإن كان بحسب الوضع في كلمة الجلالة أمراً مكنا إلا أنه مناف لظهور 
الآية الشريفة, فلابدٌ من أن يكون المراد من المشهود به ومن المستثنى المثبت بعد 
إلا هو الفرد البحت لما ذكرنا من دلالة الآية الشريفة عليه. 

هذا على أن احتال كون المستثنى المثبت بعد إلا هو كلي لم يوجد له إل فرد 
واحد إغا نشأ من الاختلاف الواقع في وضع لفظ الجلالة أعني الله في أنه هل هو 
علم للذات المقدسة أو مشتق, فعلى الأول لا يراد من لفظة الجلالة إلا الذات 
البحت. وهذا بخلاف القول الثاني فإنه حينئذ كليء غاية الأمر لا يراد منه إلا فرد 
واحد حيث إنه لا يوجد له إلا فرد واحد. ولكن هذا الابتناء مدفوع على القولين 
وتوضيحه يتوقف على تحقيق الكلام في وضع كلمة الجلالة ثم بيان المطلوب فنقول 
وعليه التوكل. 

لا خلاف في أن الألف واللام في لفظ الجلالة حرف تعريف في الأصل لا من 
اصل الكلمة كما صرح به بعضهم» وذهب بعضهم إلى أن اصله الإلاه وجوز سيبويه 
أن يكون أصله لاها من لاه يليه تستر واحتجبء وقيل بعنى ارتفع ويبعده كثرة 
دوران إله في الكلام واستعمال إله في المعبود واطلاقه على الله فلو كان بمعنى تسقر 
واحتجب أو ارتفع لما كثر استعماله في غيره تعالى. 

وكيف كان فعلى كون أصله الالاه فهو كلفظ الناس حيث إن أصله الأناس 
فحذف منه الهمزة وعوض منه الألف واللام كا عن أبي علي النحوي أو من دون 
تعويض كا ذكره غيره. 

فالإله مشتق من أله (بالفتح) إِهدٌ أي عبد عبادة على ماذكره الجوهري ووافقه 
جماعة. 


فى شرح الزيارة الجامعة 5-بجرزنجِِب CD‏ 000 


وعن المصباح: أله يألّه من باب تعب أَطةٌ عبد عبادة وتأله: تعبد. والإله المعبود 
وهو الله سبحانه ثم استعار المشركون لما عبدوا من دونه وآله على فعال بمعنى 
مفعول لأنه مألوه أي معبود ككتاب بمعنى مکتوب. وإمام بمعنى متم به فلما أدخلت 
عليه الألف واللام حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرته في الكلام, ولو كانتا عوضاً منها لما 
اجتمعت مع المعوض في قوهم: الإله. وقطعت الهمزة في الابتداء للزومها تفخياً هذا 
ا ش 

وأجود منه ما ذكره الجوهري من تعليل تسمية الأصنام بالآهة لاعتقادهم أن 
العبادة تحق طاء وأسماؤهم تتبع اعتقادهم لا ما عليه الشيء في نفسه. وفي الواقع, 
وكيف كان فعلى القول بكونه مشتقاً هو على نحو ما ذكر باتفاقهم» وقيل: انه اسم 
جنس كالرجل والفرس يقع على كل معبود بحق أو باطل, ثم غلب على المعبود 
بحق.كما أن النجم اسم لكل كوكب ثم غلب على الثريا وكذا السنة على عام القحط. 
والبيت على الكعبة, والكتاب على كتاب سيبويه» هذا في الالاه. وأما الله بحذف 
الحمرة منت بالمعبود الحق م بطلق على غيره. 

ثم إن ما ذكر من أصل اشتقاقه فا تقدم هو المتفق عليه على القول بالاشتقاق. 
وقيل: إنه مشتق من أله (بالكسر) أي تحير, وذكر الجوهري: أنه أصله الوله. ورد 
بمخالفته لكثير من كلام أهل اللغة. 

وكيف كان فالمناسبة ظاهرة إذاكان مشتقاً من أله أي تحير إذ تحيرت الأوهام 
وغمضت مداخل الفكر وعجزت العقول عن إدراكه. 

وقيل: من اهت إلى فلان أي سكنت إليه فإن النفوس لا تسكن إلا إليه 
والعقول لا تقف إلا لديه قال تعالى: «ألا بذكر الله تطمئنٌ القلوب». 

وقيل: من الوله. وهو ذهاب العقل لما نرى سواء فيه الواصلون إلى ساحل بحر 
العرفان والواقفون في ظلمات الجهالة وتيه الخذلان. 

وقيل؛ من أله الفصيل إذا ولع ا لأن العباد تتضرع إليه في البليات فهذه 


هل E e‏ متسس سبج مج 5 انان الأنوار الشاطفة 


أقاويلهم في معنى اشتقاقه. 

وفي المجمع: واللّه اسم علم للذات المقدسة الجامعة لجميع الصفات العليا 
والأسماء الحسنى. 

وف الحديث: سأل عن معن اللّه. فقال: استولى على ما دقّ وجلّ. وفيه: اللّه 
معنى يدل عليه بهذه الأسماء. وكلها غيره. 

أقول: أى الأسماء غير الذات المقدسة. 

وف الحديث: يا هشام الله مشتق من إله. والإله يقتضي مألوهاًكان إها إذ ل 
مألوه. أي لم تحصل العبادة بعد. وام خرج وصف العبودية من القوة إلى الفعل. 

وف المنقول عن جوامع التوحيد: «كان إا إذ لا مألوه» معناه مى نفسه بالإله 
قبل ان يعبده احد من العباد. 

قیل: وهو غير مشتق من شيء بل هو علم لزمته الألف والام؛ وقال سيبويه 
نقلاً عنه: : هو مشتق وأصله إلهأدخلت عليه الألف واللام فبق الإله ثم نقلت حركة 
اطمزة :إلى اللام وسقطت فبق الله فأسكنت اللام الأولى وأدعغمت وفعّم تعظيا. 
لكنه ترقق مع كسرة ما قبله. 

أقول: قد يقال: إنّ قوله:#ة في الحديث: يا هشام الله مشتق من إله.. اء يرجح 
كونه مشتقاً لا علماً. ولكن يدفعه أن المراد منه (واللّه العالم وابن رسوله) هو 
الاشتقاق المعنوي أي معنى الله يقتضي مألوهاً لأن معناه إله أي عبد نظير: إن العلي 
مشتق من العلى الأعلى. فإنه لاريب فی أنه اشتقاق معنوي فتدبر. 

وفيه: إولا إله إلا الله) قال الزمخشري نقلاً عنه: قد بلغني أن المختار فيها أن 
يكون أصلها (اللّه إله) ثم قدّم ا خر فقيل: إلهٌ الله ثم أدخل (لا) و (إلا) لتحصيل 
الحصر فصار (لا إله إلا اللّه). 

أقول: توضيحه: أن الله إل يعني أن المبتدأ هو الله ومن المعلوم أن المبتدأً هو 
المعرفة. أي ما عرف حاله عند المتكلم وا مخاطب والخبر هو الجهول بلحاظ نسبته 


فى شرح الزيارة الجامعة العا ل ا الما ابام ا ا 5 


إلى المبتد! فإذا قيل: اللّه إِلهّ أي أن الله الذي عرفه الأنبياء والرسل. ونطقت به 
الكتب السماوية هو إله لا الأصنام وغيرها ما يعبدها الجاهلون. 

قوله: ثم قدم امنور فقيل: إله الله يعني إذا قيل: إله اللّه. بحيث قدّم المخبر 
في فيستفاد منه الحصصر, اي ان المتكلم يبين بقوله: إله الله ان معبودي هو الله لا غيره, 
إل أن هذا حصر بالاضافة إلى المتكلم أفاده تقديم ال خير كا لا يخق. 

قوله: ادخل عليه لا وإلا لتحصيل الحصر أي أن تقديم ما حقه التأخير. وإن 
كان يفيد الحصر. إلا أنه يفيد حصراً إضافياً بالنسبة إلى المتكلم كما علمت, وأمَا 
الحصر الحقيق المبئ عن الواقع فهو الحصر المستفاد من الإثبات بعد النفي كما في 
المقام؛ ولذابياناً للحصر الحقيق الواقعي النفس الأمري قيل في المقام لا إله إلا اللّه 
بلسان النق والاثبات كما لا يخق. 

ونقل عن الخليل ومتابعيه وأكثر الأصوليين والفقهاء من العامة: أن اسم 
الجلالة ليس بمشتق؛ وأنه اسم علم له سبحانه. واحتج لذلك بأنه لو كان مشتقا 
لكان معناه كليا لا يمنع نفس تصوره عن وقوع الشركةفيه فلا يكو ن إلا اللّه موجبا 
للتوحيد ا محض. وأيضاً احتج بأن القرتيب العقلي ذكر الذات ثم نعته بالصفات؛ ولذا 
إنا تقول: الله الرحمن الرحم العالم القادر. ولا تقول بالعكس فدلٌ على أنه اسم علم, 
وأيضاً احتج له بأنه لو كان صفة وسائر أسمائه تعالى أيضاً صفات, فحينئذ يلزم أن 
لا يكون للباري تعالى اسم مع أنه لم تبق العرب شيئأ من الأشياء إلا سمته فكيف لم 
تسم خالق الأشياء ومبدعها؟! وهذا حال. 

أقول: لاريب في أن اللّه أصله الاله من إله وهو فعال بمعنى مفعول؛ لأنه مألوه 
أي معبود ككتاب بمعنى مكتوب كما علمت التصدري بذلك لغة وحديثاً. وأله معنى 
عبد وأصل العبودية هو ا مخضوع والذلء أو مقتضى الانصراف إلى الفرد الكامل هو 
غاية ا مخضوع والتذلل, ثم حيث إنه يقتضي مألوها (أي معبوداً) فيكون الاله هو 
المعبود الذي لأجله بقع الخنضوع والتذلل الكامل. 


RATER ۱۲۸ 


ثم إن المعبود الذي يراد من لفظ الإله في موارد اطلاقاته قد يؤخذ ويراد منه 
بالإضافة إلى شخص خاص فيقال: معبود زيد. وتارة يؤخذ مطلقاً. وعلى الأول 
فلا يبعد انصرافه إلى من كان من شأنه أن يعبده ذلك الشخص الخاص. وكان 
معبوده قابلاً وأهلاً لذلك. وإلا فلو كان بحيث لم يكن أهلاً له فهو (أي المعبود) 
حينئذ متخذ للعبودية ادعاء لا أنه معبوده» فليس في صراط المعبودية الى تنصرف 
إليه الأذهاب في مقا العبادة ولو في عرف المشركين, ولكن هذا بنظر العرف العام 
من متابعي النفس والموى. 

ولكن بنظر الشرع الإلهي والعقلاء الكاملين لما م يكن الخلوق أهلاً لذلك (اي 
للمعبودية) في ظرف الواقع كان اطلاق الإله والمعبود ولو مقيداً على الخلوق المتخذ 
معبودا خطا في الإطلاق للاشتباه في المصداق في عقيدتهم العمياء كما سبق عن 
الجوهري. أو كان مبنياً على اعتقاد الخطى, فيكون اطلاق إله هذيل ومعبودهم 
على الصم المتخذ للعبودية مبنياً على اعتقادهم الفاسد. فيكون المعنى أنه معبود 
بزعمهم وعلى حسابهم. 

وكيف كان فعلى نظر الأنبياء والأئمة والعقلاء والكملين بعد تخطئة أهل العرف 
المشركين لا مصداق للإله حقيقة وفي نفس الأمر سوى الواحد الحق فقط. وأما 
اطلاقه على غيره فهو مبنّ على الزعم الفاسد بلحاظ المعبود بالإضافة إلى شخص 
خاص دون اللّه تعالى باطل لا واقع له. 

وأا الثاني: أعنى أخذ المعبود مطلقاً أي ما هو المعبود المطلق فهذا يعتبر على 
ثلاثة وجوه: ١‏ 

ت ما هو مأخوذ بمعنى الشأنيّة والاستحقاق مع قطع النظر عن تحقق العابد في 
الخارج بأن يقال: إن لفظ إله إذا أطلق يراد منه ما شأنه المعبودية بنحو الاستحقاق 
الذاتي. 

ت أن يراد منه عند إطلاقه ما هو المعبود بالفعل لكلّ من سواه استغراقاً بأن 


فى شرح الزيارة الجامعة E‏ و 


يكون معبوداً مطلقاً يعبده جمیع من سواه. 

فهذان القسمان لاريب في اختصاص لفظ الاله ولفظ اللّه حينئذ بالحق تعالى 
على الظاهر من الأدلة المتقنة, إذ هو الذي ما من شيء إلا يسبح بحمده «إن كل من 
في السموات والأرض إلا آتى الرحمن عبد فعليهم] لا يراد منه إل ا حق تعالى. 

ت أن يراد منه في إطلاقه (أي اطلاق لفظ إله) على وجه الإجمال بحسب الوضع 
(أي المعبودية بنحو الإجمال) من طرف العابدين فيمكن شموله للجميع ولبعضهم, 
وا فل عل ااا حلي بالألف واللام قوي؛ ذلك لأن الألف واللام 
قد أشرب فيهم| معنى الإشارة فيقتضي التعريف الإشارة التي مدلوها التعيين 
ولايتعين المعبود معنى الفعلية من حيث كونه معبوداً إلا بإضافته إلى العابد. ولا 
تعين لشيء من العابدين في اللفظ, لتساوي نسبتها إلى اللفظ وامتناع الترجيح من 
غير مرجح, فتعين إرادة الجميع والتوصيف بالمعبودية المطلقة لكلّ أحد نظير ما 
قرروه في إفادة المجمع الحلى باللام العموم في الأصول. 

وبعبارة أخرى في بيان حاصل المقصود: أنه بعدما علمت بطلان إرادة معبود 
خاص من إطلاق لفظ إله. فلا حالة يتعين مدلوله باحق تعالى. ومعنى تعيّنه له 
تعالى أنه لا معبود لأحد من الخلق طرأ إلا ذاته المقدسة, وحينئذ إن كان الموضوع 
Sims‏ لايمتنع تصوره عن وقوع الشركة 
فيه من له شأنية العبادة أو فعليتهاء التي علمت أنه حينئذ يتعين في الحق تعالى في 
الصورتين أو من هو معبود بالإججال. وحينئذ معلوم بالضرورة أنه لا يراد الإجمال 
في المعبودية بالشأنية؛ لأنه يرجع إلى القسم الأول. 

غاية الأمر أن الأول كان بنحو الكلي وهذا في الجملة, بل لابدٌ من أن يراد منه 
المعبودية الفعلية غاية الأمر بنحو الإجمال فحينئذ نقول: بمقتضى قصير النظر إلى 





١-مريم:‏ 7ق 


۳ و مم RA‏ السناطفة 


لفظ إله جردا را يقال: بأّه حينئذ لا يدل إلا على من هو معبود بالفعل في الجملة, 
أي بالنسبة إلى بعض العابدين؛ ولكن يدفعه أنه لابدّ من حمله على العموم بالنسبة 
إلى العابدين؛ لمكان الألف واللامء ولعدم إمكان الترجيح بلا مرجح بالبيان المتقدم. 

ثم إنه يظهر مما ذكرنا أنه لا حاجة إلى تقييد الإله في كلمة لا إله إل الله بقوهم: 
لا إله (أي لا معبود بالحق) إل اللّه بدعوى أنه إله يطلق على المعبود الأعم من الحق 
والباطل فلابدٌ من تقييده بالحق, وهذا بخلاف اللّه المحلى بالألف واللام فإنه حينئذ 
ظاهر في المعبود بالحق؛ لما عرف بأنه موضوع للذات المستجمع لجميع صفات 
الجلال والجمال؛ وذلك لما تقدم في معنى إله من أنه لا وجه لإطلاقه على غيره تعالى 
إلا بزعمهم الفاسد. وأما إطلاقه عليه تعالى إما بلحاظ الشأنية أو الفعلية أو الإجمال 
الحمول على العموم للألف واللام» أو عدم الترجيح بلا مرجح كا تقدم. فحينئذ 
لاحالة لا يراد منه إلا المعبود بالحق بحيث يكون جوهر الكلمة بلحاظ صلاحيتها 
الذاتية هو الحق تعالى, لا أنه بالتقيبد يدل على أنه المعبود باحق كما لا يخق. فالاله 
هو الذي يعبده جميع من سواه بالاستحقاق الذاتي. وتتأكد هذه الدلالة عند حذف 
الألف وقطع همزة التعريف بصيرورته كا منسلخ عن الإضافة الخاصة حين القطع 
والحذف. فلا يتوهم حينئذ إن الألف واللام أفادا معنى الإضافة المفيدة لمعنى 
التعريف. 

وكيف كان إن كثرة استعمال الإله فيه تعالى. وهجر غيره حتى صار كالأعلام 
الشخصية في الاختصاص به تعالى» بل هو منها حقيقة بحسب ظاهر النظر في 
العرف. وفي دوران الاستعمال وهذه (أي صيرورته كالأعلام الشخصية) عرفاً 
تكون حكومة يرجع إلهها في جميع موارد الاستعمال بين المثبتين للاشتقاق, أي كونه 
مشتقاً منحصراً في فرد بحيث لا يوجد له فرد آخر. وبين القائلين بالعلمية الشخصية 
أو الاسمية أي كونه اسم جنس كما تقدم؛ وذلك لأجل أن الوضع العرفي الذي علمته 
هو الطارئ على المعنى الأصلي اللغوي بحسب الوضع الأولي» فهذا الطرو يجعله عل 


فى شرح الزيارة الجامعة الس به توا امس ةا ene‏ 


من الأعلام الشخصية. 

فإن قلت: القائلون بالاشتقاق أيضاً لا يريدون منه في موارد الإطلاق معنى إلا 
الذات ولو بالقرائن, وكذلك القول بكونه اسم جنس. فا الفرق في موارد إطلاقه 
حينئذ بين القول بالاشتقاق أو القول بالوضع الطارئ العرفي وهل ما قلتم إلا تعّتف 
ظاهر؟ 

قلت: الفرق هو أن المتبادر على القول بالاشتقاق لابدَ من أن يكون هو المعنى 
الوصفي, الذي لا يمتنع تصوره من وقوع الشركة فيه كما علمت بحسب الوضع. إلا 
أنه بالقرائن لا يراد منه إلا الفرد الواحد. وهذ بخلاف ما قلنا من أنه بحسب الوضع 
الطارئ العر فى لا يتبادر منه إلا الذات المقدسة والفرد البحت من حيث هو هو. 

وبعبارة ا أن المدعى أن لفظ إله يكون _كالعلامة والمفيد وبحر العلوم 
وغيرهم -» حيث إنها بحسب الوضع الأولي اللغوي موضوع للمعنى الوصني العام 
ومتمحّض فبها. إلا أنه بحسب الوضع الطارئ عليه العرفي لا يراد منها إلا الأفراد 
الخصوصة من دون تبادر المعنى الوصفي أولاً ثم بالقرائن يراد منها الفرد بل لا يراد 
منها أولا إلا الفردكما يا يخق. 

وما ذكرنا يظهر معنى تفسير إله في بعض الأدعية والأحاديث بإله كل شيء. 
فإنه تفسير لحاق الكلمة بلحاظ الوضع الطارئ. وأيضاً ظهر معنى قوهم إنه الاسم 
الذي لا ينبغي أن يسمى به غير اللّه. ولم يتسم به خلوق إذ علمت أن معنى اللفظ 

فظهر مما ذكر أن المراد من موارد اطلاق اللّه الذى علمت أن أصله إله لا يكون 
إلا الذات المقدسة الفرد البحت» سواء قلنا بأنه مو فوع بنحو العلمية للذات أو أنه 
مشتق أو أنه اسم جنس لما علمت من قضية الوضع الطارئ العرفي على الوضع 
اللغوي الأولي فلاب من أن يراد منه بعد إلا الفرد البحت والذات المقدسة كما لا 
يخق. 


he EERE at r‏ الشاطفة 


هذا تفسير كلمة التوحيد بلحاظ مفرداتهاء وأما مضمونها جملة فهو وإن 
حصل من بيان المفردات إلا أن حاصل المستفاد منها ما توضيحه أن أوهام المتوهم 
من عامة الناس الذين أغلبهم من المشركين والغافلين عن حقائق الأمور قد انست 
من جهة كثرة الفاعلين المدعين للاستقلال بالفعل والمالكين المدعين للمكنة 
ET‏ ع الماش طلا ريدق الأمور E‏ 
لاطاعتهم اطاعة العبد لخالقه كا شاهدوها عن الفراعنة. 

فإن معنى الإله في جميع موارد اطلاقه هوإله الحق, والإله الذي زعموا أنه إله 
من معبوداتهم المتعارفة بأنحائهاء وبهذا اللحاظ جوّزوا إطلاق إله على الجميع من 
المعبود بالحق والباطل إطلاقاً حقيقياً عندهم إما بوضع الإله ها بنحو التشكيك 
حيث إن المشركين وإن كانوا يعتقدون بمعبودية الأصنام مثلاً إلا أن المرتكز في 
أذهانهم ولو كانوا غافلين عنه هو المعبود بالحق والإله الحقيق.كما ربا يشير إليه 
قوله تعالی حكاية عنهم: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى 90 

فلا حالة حينئذ إذا قيل بإطلاق الإله على الحق والباطل بالوضع فلابدٌ من أن 
يكون بنحو التشكيك بأن يكون للموضوع له مراتب مختلفة في الشدة والضعف في 
ملاك المعبودية يكون افضلها المبعود بالحق الذي يعبدون غيره من المراتب الدنيّة 
ليقربوهم إليه زلىء ولا يمكن أن يقال: بأّه موضوع لمطلق الإله الأعم من الحق 
والباطل بنحو التواطئء كالإنسان بحيث يطلق على جميع أفراده من الحق والباطل 
على السواء, لما علمت من أن المرتكز في أذهانهم هو إله الحق وإن ذهبوا إلى عبادة 
الآهة الباطلة فقوله تعالى: إلا إله إلا الله إنما نزلت ردعاً لأوهامهم الباطلة رحمة 
منه تعالى طم وهداية منه تعالى لنجاتهم. 

فحينئذ يكون معنى جملة كلمة التوحيد هو نني الآهة الباطلة الشابتة في 


7 :رمزلا-١‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة م قباستت م م ا 


أوهامهم المتخذة من انسهم من تلك الاطلاقات الفاسدة التي قد علمتهاء وهذا 
النق هو مدلول كلمة لا. وأيضاً معناه إثبات الوحدة أي إله احق تعالى, الذي كان 
فى مرتكز أذهانهم بكلمة إلا فقيل: لا إله إلا الله والاستثناء حينئذ استثناء الحق 
من الباطل الممزوج باحق الإجمالي حيث كانوا يدعون التشريك كا علمت. في 
الواقع أن الاستثناء مرجعه إلى تخليص الحق الارتكازي من أوهامهم الباطلة 
بلحاظ ادعائهم لا أن المستثنى الحق كان داخلاً في عموم المستثنى منه بحيث كان 
الحق, بل الاستثناء في عرض الباطل ومشتركاً معه. بل جيء بالا لنني الباطل 
وتخليص الحق. 

وحينئذ مفاده مفاد قوله تعالى: قل الله ثم ذرهم ..4(" فالتوحيد الحقيق هو 
ظهور الله بها له من المعنى ورفع الله القلبي عن غيره كا لا يخ. هذا في الواقع, ثم إن 
هذه الكلمة جيء بها لتؤثّر في قلب المشركين با حاصله نني الآههة الباطلة من 
أوهامهم بأداة لاء وإثبات الثابت في الواقع وفي مرتكزاتهم بأداة إِلّا. فكأنّه يكون لا 
مكنسة لإزالة الأوهام الباطلة. وإزالة تلك الأغبرة الوهمية الفاسدة للتوصل 
وظهور الثابت واثباته في الظاهر بعدما كان مرتكزاً فی حاق أنفسهم كما قال تعالى 
«ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ثم إِنٌ ما ذكرناه إنما هو 
بلحاظ نظر المشركين لا ماهو الواقع, وإِلَا فقد علمت معنى إله وضعاً أولياً ووضعاً 
طارياً ثانوياً فلا تغفل. 

الثاني من مظاهر التوحيد توحيده الصفات المدلول عليه بقول: لاحول ولا 
قوة إلا بالله العلي العظيم: ضرورة أن كل صفة أثر من آثار القدرة التي هي حقيقة 
الحول والقوة. فإن أعبال القدرة في شيء يوجب تحويله من حال إلى حال فبهذه 
الجهة يعبر عنها بالحول. وحيث إنه بحقيقته مكنون في القادر به يكون تحوّل تلك 





١-الأنعام‏ : 1 
۲ -لقمان : ۲۵. 


فل A AA‏ الانوان الساظطفة 


الأحوال فيعبر عنها بالقدرة. 

وكيف كان لابدٌ في التوحيد الذاتي من التوحيد الصفاتي. بل هذا التوحيد من 
آثار التوحيد الذاتي. ويك أ شعي إلى هذا التوحيد (أي الصفاتي) وإلى التوحيد 
الافعالي بقوله32: «لاشريك له». أي ليس له ندّ في صفاته (أي ليس كمثله شيء لا 
في الذات ولا في الصفات ولا في الأفعال) ومن هنا ظهر حال التوحيد الافعالي. 
الذي هو المظهر للتوحيد المطلق. ويدلٌ عليه أيضاً قوله تعالى: «أرونى ماذا خلقوا 
من الأرض أم لهم شرك في السموات74" فإن توحيده الافعالي لماكان أمراً بديهياً 
لا يشركه أحد. فسأل عن الشريك في أفعاله تعالى. فهل لما يدعى أنه الشريك 
فعل؟ لا حالة يكون الجواب منهم منفياً وهذا نظير قوله تعالى في بيان أن وجوده 
تعالى أمر بديهيّ لاشكٌ فيه حيث قال تعالى: إأفى الله شك فاطر السئوات 
والأرض)”. ١‏ ْ 

ثم إنه يلزم من هذا التوحيد في المواطن الثلاثة التوحيد في العبادة المشار إليه 
بقوله تعالى: «وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون) وبقوله: «ولا يشرك بعبادة 
ربّه أحداً) ضرورة أنه بعدما ثبتت وحدته الذاتية والصفاتية والافعاليةء فلا 
حالة تستحق ذاته المقدسة بان يعبد وحده بحيث لا يشرك في عبادته» بل هذه 
التوحيدات الثلاث يقتضي انه تعالى لم يخلقهم إلا للعبادة, بعدما ثبت غناه الذاقي 
الذي يلزم توحيده في الصفات والأفعالء فلا مقصود للخلق حينئذ إلا العبادة له 
تعالى كما لا يخء إذ ليس بيدهم حينئذ أمر من صفة أو فعل» ونا هو قاثم بنفسه 
تعالى في الأمور كلهاء فلابد من أن يراد من ا نلق العبادة. ويدل على هذا اللام 


4 :رطاف۔١‎ 


٣‏ -إبراهيم : الث 
۳-الذاریات : 05. 


.1٠١٠١ : -الكهف‎ ٤ 


فى شرح الزيارة الجامعة WESSO aS‏ 


الغائية المذكورة في قوله تعالى: «ليعبدون» كا لايخق. 

ثم إنهنة إغا ذكر قوله: أشهد أن لا إله إل الله بعد تلك التسليات الخمسة دون 
غيره لعلّه لوجوه: ١‏ 

الأول: أنه بعدما ذكر في الجمل السابقة في التسليات أوصاف الإمام» وآثار 
ولايته التكوينية والتشريعية. وأنه مظهر له تعالى بحيث عرف الله تعالى بسبب 
معرفتهم :8 لتلك الصفات المذكورة كما تقدم. فحينئذ كأنّ الزائر بعد ذكره هذه 
التسلمات, وإحصائه واحاطته بمضامينهاء فقد وصل إلى معرفته تعالى التي هي 
المقصود من بيان تلك الأوصاف, ومن معرفته تلك الصفات» فظهر حينئذ في قلبه 
التوحيد وإلوهيته تعالى بنحو لم يكن ظاهراً فيه قبلاً. فقال في غاية اللذة والشوق 
عن معرفة حقيقة: أشهد أن لا إله إلا الله كما لايخ على العارف البصير. 

الثاني: أن الزائر لما ذكر الإمام ا بتلك الصفات السنية, التى هى آثار ولايتهم 
التكوينية. والتي هي مظاهر أنوار جلاله وجماله تعالى. فأثر في نفسه عظمة 
الإمام + وظهر الإمام حينئذ في قلبه بمقامه السامي, الذي ليس فوقه مقام. فكأن 
الزائر حينئذ في مظئّة توهم أن يدعي أن ظهور هذه الأنوار والعظمة منهم 0 هو 
من أنوار الخلوقين وعظمتهم» بحيث كاد أن يقع في خطر الغلو, وأن ينسب هذه 
الصفات إلمهم اة بالذات فقال ل#: أشهد أن لا إله إلا الله بعدها دفعاً هذا التوهم, 
وتلويحاً إلى أن هذه الأنوار والصفات والعظمة إنما هى للّه تعالى لا م بالذات» بل 
ليسوا هم إلا المظاهر له تعالى ولتلك الصفات كا لا يخق. 

الثالث: أن الإمام نة لما علّم الزائرين كيفية زيارتهم لإ بتلك الأوصاف 
العظيمة. وهو في هذا البيان أظهر مقامه السامي ومقامهم ي فلو لم يعقبه 
بقولهاظة: أشهد أن لا إله إلا الله لأمكن أن يتوهم أنهم ادعو الربوبية لأنفسهم 
بالبيان السابق. فقال ل#: أشهد أن لا إله إل الله للإشارة إلى الاقرار منهم لكل 
بالعبودية, وأنه لا إله إلا الله وللإشارة إلى مقام الربوبية له تعالى» وأنه المعبود 


e ۳۹‏ الأتؤا الشاطعة 


قوله ا :كما شهد اللّه لنفسه. 

أقول: شبّه ا شهادته في قولهكة: أشهد أن لا إله إلا الله بشهادته تعالى 
لنفسه في قوله: شهد الله أنه لا إله إلا هو»”" ووجه التشبيه أمور: 

الأول: أنه كما تكون وحدانيته تعالى المشار إليها بقوله تعالى: لا إله إلا هو» في 
قوله: وشهد الله أنه لا إله إلا هو» أمراً بديهياً لنفسه تعالى» حيث إنه تعالى لايوجد 
في أزليته ولا في أبديته غيره کا قال تعالی: (إقل اتنبئون الله بما لا يعلم في السلوات 
ولا فى الأرض4”" فإنه تعالى لا يعلم أن معه غيره لا في ذاته ولا في صفاته ولا في 
أفعاله ولا في استحقاقه لأن يعبد. بل هو يجد نفسه بنفسه عند نفسه بمعنى أن 
وجدانه (بمعنى المصدرية) هو عين وجوده وذاته ووجدانه (بمعنى المصدرية) لذاته 
وذاته وجوده تعالى وتقدس. 

ا أنه تعالى لا يرى غير نفسه شيئاً أبدا في صقع ذاته المقدسة, 
وإقراره تعالى بهذاالمعنى للخلق هو ظهوره بالوحدانية وهو وجه الباق جل وعلا 
الذي تقتضي إفناء ا نلق وفناءه فتدبر. 

ثم إنه لا يذهب عليك من تكثر العبارات وتكثر عباراتنا أنا نريد الكثرة, بل 
ليس المراد إلا التنبيه العقلي الدقيق على أنه شيء بحقيقة الشيئية واحد بحقيقة 
الوحدة أي احدى المعنى. فكل صفاته وإن تكثرت في التعبير فإنها يراد منها هذا 
الذي ذكرناء فإذا قلنا: إنه عالم (أي علم بذاته) أو إنه بصير (أي إنه بصير بذاته) 
وكيف كان لايراد منها إلا التفهيم والتبيين والتوصل إلى إثبات الثابت في القلوب 
«والاهواء بالفطرة الاطية. 


١-آل‏ عمران : ۱۸. 
۲-یو نس :۱۸. 


فى شرح الزيارة الجامعة 0000 


والمراد بإثبات الثابت أنه بعدما ثبت وصفه لعبده. وللمقرٌ بالشهادة بظهور 
أوصافه التى عرف نفسه بها لعبده. فقد بين نفسه بهذا التعريف الوصفي لعبد 
فعنده عرفه بالوصف الذي ظهر منه تعالى فيه, فالتعابير وإن تعددت فإنما یشار :ہا 
إلى ما ظهر من مضامينها في نفس العبد التي بها عرف الله نفسه لعبده. فمن دلالة 
هذه الأوصاف المعلومة عنده يقر بالوحدانية له تعالى بقوله: اشد ان لا إله إلا الله. 
فليس في الشهادة اللفظية وإن كان فيها ذكر الأوصاف الكثيرة مغايرة ولاكثرة 
لاحيثاً ولا اعتباراً ولاعقلاً. ولا في الأزل ولا في الأبد. ولا في ظهوره تعالى 
بأوصافه لعبده في قلبه. 

إذ العبد وما ظهر في قلبه من تلك الأوصاف المعرفة لربّه. لا يراد منها إلا 
الإشارة إليه تعالى ا هو هو أي بهذه الأمور يريد إثباته (أي إثبات الشابت في 
الواقع) ومعنى الإثبات الإقرار به ونفي ما سواه تعالى؛ لكي لا يُرى ظهور إلا له 
تعالى. فكلّ من يقول: أشهد أن لا إله إلا اللّه لا يريد من الشهادة بالوحدانية له 
تعالى إلا بهذا الوجه الذي ذكرناء وذلك أنه لا طريق للعبد إلى الإقرار بوحدانيته. 
وإلى شهادته له تعالى إلا بذلك الوصف, الذي ظهر منه تعالى في قلبه. بل لا حقيقة 
للعبد من حيث هو ذو نفس ناطقة عارفة برها فطرة, إلا ذلك الوصف الذي ظهر 
ربّه به له. أي الذي ظهر ريّه بذلك الوصف هذا العبد. بل ظهر تبارك وتعالى بعبده 
أي بوجودهعنده (أي باإيجاد عبده لعبده) كا تقدمت الإشارة إليه. 

فإقرار العبد بالوحدانية في قوله: أشهد أن لا إله إلا الله مع تشبيهه بإقراره 
تعالی لنفسه بقوله: کا (شهد الله لنفسه يراد منه تشبيه شهادته له تعالى 
بشهادته تعالى لنفسه من حيث بداهة وحدانيته. أي کا أن وحدانيته تعالى لنفسه 
أمر بديهي له بالبيان المتقدم. فكذلك شهادتي بديهية لي بالبيان المتقدم أي أني أشهد 
بالبداهة بوحدانيته تعالى من حيث وصفه تعالى, الذي ظهر منه ف القلب. والذي 
منه عرف نفسه لي. فقد عرفته بالوحدانية في نفسي با عرفني نفسه في نفسي. 


Ae ۳۸‏ :22 :: الانواز الشاطعة 


فشهادق بديهية كشهادته البديهية لنفسه تعالى. 
ومن المعلوم أن الشتهادة البديبية للعيد لا تكون إلا بنحو ذكرتام وإ فن لم 
يكن عارفاًمهذا البيان فلعله لا يكون كلامه صادقاً في قوله:كما (إشهد الله لنفسه 
إذا أراد من التشبيه البداهة في الشهادة. إلا إذا كان مراده الوجه الآتي من وجه 
الشبه كما لا يخق. 
وإلى ما ذكرنا يشير ما في كلامهم من تقسيم التوحيد إلى توحيد الصديقين 
وإلى توحيد غيرهم. وان الأول هو التوحيد وإثبات الوحدة له تعالى من طريق 
البداهة الوجدانية الظاهرة, وإليه يشير قوله تعالى: «أفى الله شك فاطر السموات 
والارض4. وقوله#ة: «ما رأيت شيئاً إلا وقد رأيت الله قبله» وقوله#ة: «كيف 
يستدل عليك با هو في وجوده مفتقر إليك. ألغيرك من الظهور ما ليس لك حتى 
يكون هو المظهر لك. متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك. ومتى بعدت حتى 
نكون الآثار هي التي توصل إليك». 
فإن هذه ا جمل كلها تشير إلى ظهوره تعالى في بصيرة القلب. التي هي أقوى 
من بصر العين, وذلك بالوجه الذي ذكرناء أو ا هو أوضح منه. ولنعم ما قيل: 
لقد ظهرت فلا تخ على أحد إلا على أكمه لا يبصر القمرا 
وما قيل: 
دلى كز معرفت نور وصفا ديد بهر جه بنكرد اول خدا ديد 
الثاني من وجه التشبيه أن يقال: إنه قد علمت أن توحيده ووحدانيته تعالى 
بدمهى عنده تعالى بالبيان المتقدم, إلا أنه لا يكن لغيره تعالى الشهادة بالوحدانية 
بعين ما شهد به تعالی لنفسه. إذ لا ريب في انه تعالی عالم بکته ذاته. ولا ريب في أن 
غيره تعالى وإن كان رسولاً خاتاً أو ولياً خاتاً. لا يكون عالماً بكنهه تعالى. فلا 


فى شرح الزيارة الجافعة............ ...1 هذا 


حالة لا يمكن لغيره الشهادة بالوحدانية الذاتية عن معرفة. بل تختص به تعالى. 
ذلك وما ذكر فى الوجه السابق من بداهة الاقرار للعبد أيضاً بالبيان المتقدم, فإنما هو 
بداهة وان وود الغائي عن الأ وهام والقلوب, لا في بداهة مشاهدة ذاته کا هو 
هوكا لايخق. 1 2000 

ولذا ورد فى الخبر: «ما وحد الله غير اللّه» وعنهيِي: «لا أحصي ثناء عليك 
أنت کا أثنيت ف نفسك», وورد: «ما عرفناك حقّ معرفتك». وإليه يشير أيضاً ما 
ورد: «أن اللّه احتجب عن القلوب کا احتجب عن الأبصار». 

ولعله إليه يشير ا قوله تعالى: (وما قدروا الله حم قدره»”" وقال 
على : «لا يدركه بعد الهمم. ولا يناله غوص الفطن» وقيل أيضاً شعراً. 

ما وحد الواحد من واحد إذكل من وحده جاحد 
توحيدهايأه توحيده ونعت من ينعته لاحد 

ولعدم امكانه لأحد قال ة: «لا تكلموا في ذات الله فإنه لا يزيدكم إلا 

تحيرأ» كما في توحيد الصدوق وفي الدعاء: «يا من لا يعلم ما هو إلا هو» فعلى هذا: 
ندع متك ا فل وه لرا 

وعلى هذا فقولك: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد الله 
لنفسه. معناه أنك تشبّه توحيدك له تعالى بتوحيده لنفسه. تريد بذلك ألى أشهد له 
بأحدية لا يعرفها غيره. وهى أحدية الوجوب التى هى أحدية هى ذاته. ويكون 
حاصل المعنى أن المدرك للعبد وإن بلغ ما بلغ هو احدية الوجوب وأحدية الذات. 
وهذه الأحدية مراة وآية للأحدية الذاتية المشهودة له تعالى ولنفسه تعالى. ولا 
طريق للعبد إلى الأحدية المشهودة إلا من هذه الأحدية المراتية. 





E -الأنعام‎ ١ 


EEA 0‏ باد الأنوان الشاظفة 


وبعبارة أخرى: معناه أني لا أدرك إِلَا أحدية هي آية ومرأة أحديته الذاتية جل 
وعلاء وحينئذ لاريب في أن جميع الخلائق من نبي مرسل وملك مقرب ومؤمن 
كامل تمتحن إنما يدركون هذه الأحدية المراتية, التى هى اية احديتة الذاتية: وإن 
تقاوت مزاتب المدركين واد رات من الأحديات. الى هى آينات أحدينه الى 
هى ذاته التق شهدتها لنفسه تعالى تفاوتاً غير متناه في عالم الممكنات. ١‏ 
“يزان المعلوع أن هله E‏ رايع انعد أن يقر ينان 
أحديته الذاتية في مقام التوحيد. سواء كانت هذه ثابتة عنده علماً أو مدركة 
وجداناً. فليس له تعالى ظهور لعبده إلا بهذه الوحدة, التي عرفت أنها ترجع إلى 
مراتب أربع في التوحيد. وهذه الوحدة المرآتية لا يكن التوصل بها إلى معرفة ذاتية 
والإإحاطة والعلم لكنهه تعالى إلا بالإشارة, ولذا غاية الإقرار بوحدانيته تعالى إنما 
هو بإظهارها في ضمن كلمة التوحيد حال تشبمها بتوحيده تعالى لنفسه. 
وبعبارة أخرى؛ أن قول: لا إله إل الله وإن كان يدل على التوحيد إلا أنه لا يدل 
إلا على ما أدركه القائل بها وما أدركه معلوم لنفسه لا ما هو الواقع في ذاته تعالى. 
فحينئذ لا يكون الأعلى والأحسن في مقام الإقرار بالوحدانية بهذه الكلمة المباركة 
إلا بالتشبيه أي إلا بتشبيهها بتوحيده تعالى كا لا يخق. 
ثم إن الوجه في أن التوحيد والوحدة المرآتية لا تدلٌ على بيان كنه المدلول عليه 
أي لا يدل على بيان كنهه تعالى. هو أن هذه الوحدة المرآتية ظهور منه تعالى في عالم 
قلوب أوليائه. وهو خلق منه تعالى, وال نلق مهما كان أقرب يكون محد وداً بالنسبة 
إلى ذاته تعالى: التي لا اسم له ولا رسم ولا حدّ ولا إشارة ولا توهم. فالعبد با هو 
خلق ودركه التوحيد والوحدة المرآتية ما هى خلق, لا يمكن ها الوصول إلى كنه 
فاته قد لذن غاية ما رف غير شال قد عل الاي و اة غاية ما تول 
على ذي الآية لا على كنه ذي الآية في خصوص المقام؛ وذلك لأنّ هذه الوحدة مهما 
كانت في الظهور فهى مخلوقة؛ وهي بفقرها الذاتي وحاجتها في الاستناد إلى غيره. 


فى شرح الزيارة الجامعة OEE‏ كس سما 


تدل على غنى مطلق. هو لا يستند إلى غيره فهو تعالى في غناه وساير صفاته الذاتية 
لا يستند إلى غيره. وإلّا لتحول دليلاً بعدما كان مدولاً عليه. 

وبعبارة أخرى: فلو كانت ذاته المقدسة تستند إلى غيره؛ لكان دليلاً على ذلك 
الغير, والمفروض أنها مدلولٌ علبها بتلك الوحدة المرآتية. فهو تعالى لا يدل بدلالة 
الحتاجين والخلوقين على غيره يكون هو الخالق. بل هو مدلول أياته الآفاقية 
والأنفسية, ومعنى كونه تعالى دالاً على ذاته بذاته هو أن ذاته تعالى بآثاها تدل على 
ذاته. 

وبعبارة أخرى: بخلقه الآيات تدل ذاته على ذاته. وهذه الدالة غير دلالة 
الخلوق على خالقه. على أن معنى كونه دالاً على ذاته أن المدلول هو ذاته المقدسة لا 
غيره» وهذا غير دلالة الاشياء على خالقها الذي هو غيرها. وأيضاً هذا غير الدلالة 
المنفية عنه تعالى. فإن المنفية هى دلالته تعالى على غيره لا دلالته على نفسه وذاته. 
كما لا خنی فقوله #ة: دلٌ على ذاته بذاته خارج عما نحن فيه. من أنه تعالى لا يكون 
دليلاً على غيره خروجاً موضوعياً فتدبر تفهم إن شاء اللّه. 

فظهر مما ذكرنا: أنه لا يكن الدلالة على ذاته المقدسة بالكنه من شىء. ولو من 
الوحدة المرآتية بأعلى مراتب ظهورها في أشرف الخلوقات؛ ولذا قال خلا دما 
عر فناك حقّ معرفتك». 

وكيف كان فما عرفت من الوحدة الحقيقية النى شهدت بها له تعالى من الوحدة 
المرآتية دلّك هذا الذي عرفته على الوحدة, التى شهد بها تعالى لنفسه شهادة 
دال هال بحيث لا يشترك فبها غيره من جميع الخلوقين, ووجه الدلالة أن 
الوحدة المرآتية التي هي مشهودة لك. مستندة واقعاًإلى تلك الوحدة التي شهد بها 
تعالى لنفسه. وهذه أيضاً مفتقرة إلها وتلك (أي الوحدة التي هي مشهوده 
تعالى) ظاهرة بهذا الوحدة التي تكون مشهوداً لك, فهى مرآة ها ودالة عليها دلالة 
المظهر على الظاهر والخلوق على الخالق؛ فقولك: أشهد أن لا إله إلا الله كا شهد 


4۲ لا السباطعة 


الله لنفسه» معناه أني بهذه الشهادة أي الوحدانية المرآتية التى عرفتها وتعنى 
بالتشبيه في قولك: كا شهد. مالم تعرفه من الوحدانية التي شهد بها تعالى لنفسه. . 

فف الحقيقة بالتشبيه تشير إلى تلك الشهادة التي شهد بها لنفسه. وتجعل 
الشهادة للوحدة المذكورة لك مراةً لتلك الشهادة التى شهد بها تعالى لنفسه. ولعل 
ار ال الى غا داك جراد حن الا هي هله الى وک اوا 
ولا طريق إلى غيرهاء بل رما يقال: إنّ ال خطابات والأدعية التى تتوجه من العباد 
الان لاعدل ال غل می :تكو م كا نابي ا الد كل شی 
وذلك لأنَ المخطابات والادعية كلها خلق قد اقدرك الله عليها فيها تتوصل إلى 
الحق. ويكون كيفية التوصل بها إليه تعالى بنحو ذكرناه في الشهادة والمعرفة 
بالوحدة المراتية. 

فظهر معنى أشهد أن لا إله إلا الله كا شهد اللّه لنفسه بناء على أن تكون الكاف 

الوجه الثالث للتشبيه: هو أن يكون التشبيه بلحاظ التوصيف؛ أي أني أشهد أن 
لا إله إلا اللّه بنحو وصفه الله تعالى لناء وأمرنا أن نصفه وأن نوحّده بلسان أنبيائه 
وكتبه. 

والحاصل: ان شهادتي بالوحدانية له تعالى إنما تكون على وصفه تعالى لنا أن 
نشهد له وأن نوحّده به. 

ا کی ا كلف اال عدف ا ا عن حك 
فكل قد عرفه با أظهر تعالى فيه (أي في نفسه) من آياته الأنفسية بحيث تجلى اللّه 
تعالى بتلك الآيات الأنفسية لذلك الشخص كا قال ة: «تجلى ها بها» وقد مر 
شرحه. وعلمت سابقاً أن تعرفه لك هو ظهروه تعالى لك وقد مر أيضاً شرحه. إلا 
أن هذه المعرفة معرفة شخصية أي بحسب ما ظهر من الآيات في نفس العارف. 
وليست معرفة كلية لما علمت من اختلاف مراتب ظهوره في الآبات الأنفسية في 


في شرح الزيارة الجامعة E EATEN EES‏ 


الخلق. 

فأدنى الخلوقين قد عرف الله تعالى با عرفه به نفسه. وأشرف الخلوقين أيضاً 
قد عرفه الله تعالی نفسه بالآيات, التي جعلها فيه كما قال ال وقال/كة: «ما للّه اية 
أكبر مني» وبين المر تبتين مراتب كثيرة لا تتناهى جد 

وكيف كان فهذه المعرفة معرفة شخصيّة, والمعرفة الكليّة هي التي وصفها الله 
تعالى وأئبتها لنفسه وحينئذ معنى قوله: : شد كما شهد لنفسه أفي أشهد بالوحدانية 
التي وصفها الله تعالی لنا في كتبه وبلسان أنبيائه. وإن م يكن ظاهره بحقيقتها لناء بل 
كانت ظاهرة له تعالى فقط. إلا أنا نشهد بالوحدانية حال كونها موصوفة با وصفها 
الله لناء وتبين هذه الجهة بقولك:كما شهد لنفسه. ويؤيده بل يدل عليه ظاهر العطف 
في قوله تعالى: (إشهد اله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم..”" المقتضي 

وبعبارة أخرى: أن ظاهر العطف هو اشتراك المعطوف مع المعطوف عليه في 
الشهادة. مع أنه قد علمت أن الشهادة الحقيقية مختصة به تعالى لا يشترك معه أحد. 
فحينئذ لابدٌ من أن يكون المراد المعطوف عليه أي شهادته تعالى لنفسه في الآية 
المباركة هي الشهادة التوصيفية لخلقه. لا الشهادة الحقيقية لذاته؛ ليصح العطف 
الدال على الاشتراك وحينئذ قولك: أشهد أن لا إله إلا اللّدكما شهد الله لنفسه. 
داخل في شهادته بهذا النحو, فالكاف قد أتى ها للاتحاد بين الشهادتين, فشهادته 
تعالى لنفسه تكون عين شهادتك له تعالى في الوصف له تعالى بالوحدانية. الذي 
ذكره تعالی بلسان أنبيائه وكتبه. 

ثم إن التوصيف قد يكون بلحاظ الكلية بالنسبة إليه تعالى. وقد يكون بلحاظ 
توصيفه تعالی نفسه لكل فرد من عباده با مخصوصء وما ذكرنا هو مبني على 
الأرلء وأما على الثاني فحينئذ يكون معناه أني أشهد له بالوحدانية كا وصف نفسه 


١-آل‏ عمران : ۱۸ 


144 نعي اند سماو مر القع E‏ البتاطعة 


ووحدانيته لي با مخصوص, فحينئذ يكون معناه: أنا أشهد أن لا إله إلا اللّه وهى 
شهادته لنفسه أن لا إله إلا الله وهى شسهادته لنفسه ان لا إله إل هو ليء أي توصيفه 
تعالى وحدانيته لي با مخصوص. فأنا أشهد بهذه الشهادة التي شهد تعالى بها لي 


وبعبارة أخرى: أشهد بالوحدانية كما عرفها لي بتوصيفها لي وتوصيفها لي 
عبارة عن ظهوره تعالى لي بنفسي أي بالآيات والصفات والأوصاف التي بينها لي 
فينفسي كما تقدم مراراً هذا كله بناء على أن تكون الكاف للتشبيه. ويحتمل أن 
تكون للتعليل ومعناه أني أشهد أن لا إله إل الله لأنه شهد أن لا إله إلا اللّه. 

وبعبارة أخرى: كم أن الإنسان يعتمد في الأمور العظيمة والمطالب الدقيقة على 
عظراء أهل العلم والمعرفة. بل كما أنه يعتمد كل جاهل بأمر على العالم به في ا لمشي 
على علمه في ذلك العلم والاعتاد عليه فكذلك ف المقام تكون معنى الشهادة أنه لما 
كان الله تعال عالماً ميم الأمور وعالماً بنقسه وتصفاتة وسوعداشيته: وأننه لا 
شريك معه. وهو تعالى شهد على وحدانيته فأنا بتلك العلة أشهد أن لا إله إلا اللّه. 

والحاصل: أنه تعالى عالم. فلو وجد معه غيره لما وحد نفسه, فلم| وحد نفسه 
علم وحدانيته فأنا أشهد ها لأنّه شهد بها فالكاف للعلة, ويدلٌ بالالتزام على ما 
يدلّ على وحدانيته مما بينه في كتبه وبلسان أنبيائه, ثم إنه تعالی ما كان محتاجاً لأن 
يشهد لنفسه بالوحدانية. وإغا يشهد بها ليدلنا على ما فيه هدايتنا إلى ما اعد مسن 


فى شرح الزيارة الجامعة eon Saa RS‏ سالا 


اخيرات في الدنيا والآخرة لموحديه, وعلى ما فيه نجاتنا ما أعد من العقوبات في 
الدنيا والآخرة لمنكري توحيده. 

وهنا وجه آخر دقيق لشهادته تعالى بوحدانيته لنفسه على جميع التقادير 
وحاصله: أنه قد ثبت فى حلّه أنه لا يكون في صقع الوجود وعالمه إلا ذاته المقدسة 
وصفاته وأفعاله تعالى» قال تعالى: (لا إله إلا هو»”" وقال تعالى: إلا قوة إلا 
باللّه”". وقال: «وربّك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة4”", فرجع هذا 
إلى التوحيد الذاتي والصفاتي الأفعالي في عالم الوجود. 

وهذا بالنسبة إلى الواقع ونفس الأمر, وأمّا في الظاهر وفي نظر الخلق فهم مع 
قطع النظر عن تعريفه تعالى لنا نفسه هكذا حجوبون عن هذه المعارف» فلا يكاد 
يصل أحد إليها إلا بتعريفه تعالى فحينئذ قوله تعالى: (شهد الله أنه لا إله إلا 
هوي للتنبيه على هذه المعارف. 

وبعبارة أخرى: للإشارة إلى أن مادة جميع أكواننا في جميع مراتب الايجادات 
من الصفات والأفعال والمثوبات الدنيوية والأخروية هو ذاته المقدسة تبارك 
وتعالی» فقوله تعالى: إلا إله إلا هو» هو أنه تعالى بذاته أصل كل الأمور من 
الأفعال والصفات مطلقاً. وتوحيدنا له وقبولنا لتوحيده بقولنا: أشهد أن لا إله إلا 
الله هو قبولنا لتلك المعارف. 

ويعبارة أخرى: هو قبولنا للوحدانية الذاتية والصفاتية والافعالية. فالشهادة 
الحقيقية منه تعالى هو بيان تلك المعارف, وشهادتنا له تعالى حقيقة هو قبولنا بنحو 
ما ذکرناه» فتأمل تعرف راشداً إن شاء الله تعالى. 





١-البقرة ASE‏ 
۲ الکھف : ۳۹. 
۳ القصص : 1۸. 


.۱۸ : آل عمران‎ ٤ 


ل ER‏ دم الال KER A‏ الشاظفة 


قوله للا: وشهدت له ملائكته وأولو العلم من خلقه 

الكلام يقع هنا في جهات: 

الجهة الأولى: قولهاكة: وشهدت. عطف على أشهد للإشعار على أن الشهادة 
بوحدانیته أمر ثابت عند الملائكة ادل العلم. وإنها خص العطف بهم دون جميع 
الخلق؛ لعدم الاعتناء بغير أولي العلم اذ غيرهم كالأنعام بل هم أضلء فلا يعتنى بهم 
وبأفعاهم وأقواهم. 

إذن فالاقرار بوحدانيته مسلم عند الملائكة ود لي العلم: فهذا للتنبيه أيضاً 
على أن وحدانيته أمر لا ينكره الملائكة وأولو العلم فهي من مهام ما أقرَ به الملائكة 
وأولو العلم؛ فينبغي لكل أحد أن يتبعهم في ذلك. على أنه لولم يكن الإقرار 
الو اة اام لاا الد وا ولوا ارام الا و 
سيأتي -مقرين بها کا لا خق. 

الجهة الثانية: في بيان معنى الملائكة. 

ففي المجمع: الملك من الملائكة واحد وجمع» وأصله مَألك فقدّم اللام وأخّر 
الهمزة. ووزنه مَفعل من الألوكة وهى الرسالة, ثم تركت اهمزة لكثرة الاستعال 
ل ا سوه و وال ا فا ع يقت الناة ا 
لتأنيث الجمع.. إلى أن قال: واختلف في حقيقة الملائكة. فذهب أكثر المتكلمين -لما 
أنكروا ا جواهر المجردة إلى أن الملائكة والجن أجسام لطيفة قادرة على التشكل 
بأشكال مختلفة. 

وفي شرح المقاصد: الملائكة أجسام لطيفة نورانية كاملة في العلم» والقدرة على 
الأفعال الشاقة, شانها الطاعات. ومسكنها السموات. وهم رسل اللّه إلى الأنبياءء 
يسبحون الليل والنهار لا يفترون. لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.. 


الخ : 


فى شرح الزيارة الجامعة a‏ ا ا ا 000 


أقول: فق البحار”". عن الاختصاص بإسناده عن المعلى بن حمد. رفعه إلى أي 
عبداللّه ل قال: «إن اللّه عزوجل خلق الملائكة من نور» المخبر. 

وفيه""» عن الاحتجاج بإسناده إلى أبي محمد العسكري + فيا احتج رسول 
اللّه تك به على المشركين: والملك لا تشاهده حواسّكم؛ لأنه من جنس هذا الهواء 
لاعيان منه. ولو شاهدقوه بان يزداد في قوی أبصاركم لقلتم: ليس هذا ملكأ بل 
هذا بشر. الخبر. 

وفي خصال الصدوق" بإسناده عن محمد بن طلحة, بإسناد يرفعه إلى 
النى يليه قال: الملائكة على ثلاثة أجزاء. فجزء هم جناحان» وجزء لهم ثلاثة 
ا وجزء طم أربعة أجنحة. 

وفيه عن الحسن بن محبوب» عمّن ذكره عن أبي الهلا قال: الجن على ثلاثة 
أجزاء. فجزء مع الملائكة. وجزء يطيرون في اهواء» وجزء كلاب وحيّات. والانس 
على ثلاثة أجزاء» فجزء تحت ظل العرش يوم لاظل إلا ظله» وجزء عليهم 
الحساب والعذاب» وجزء وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين. 

قال اجلسي في البحار*: تكئلة. إعلم أنه أجمعت الإمامية بل جميع المسلمين 
- إلا من شد منهم من المتفلسفين. ل ل 
أصوهم, > وتضييع عقائدهم -على وجود الملائكة, وأنهم أجسام لطيفة نورانية أولو 
أجنحة مثنی وثلاث ورباع, . وأكثرهم قادرون على التشكل بالأشكال الختلفة, 
وأنه سبحانه يورد علهم بقدرته ما يشاء من الأشكال والصور على حسب الحكم 
والمصالح, وهم حركات صعوداً وهبوطاً. وكانوا يراهم الأنبياء والأوصياء لا 
والقول بتجردهم وتأويلهم بالعقول والنفوس الفلكية والقوى والطبائع. وتأويل 


١-البحار‏ ج01 ص .15١‏ 
"-البحار ح 09 ص ۱۷۱. 
٣‏ خصال الصدوق _باب الثلاثة ص .١10‏ 
٤-البحار‏ ج09 ص5 ١؟.‏ 








EER 4‏ ج04 الأقوار الشاطلعة 


الآيات المتضافرة, والأخبار المتواترة تعويلاً على شبهات واهية, واستبعادات 
وهمية زيغ عن سبيل المدىء واتباع لأهل الجهل والعمى. ٍ 

أقول: م يعلم ثبوت إجماع الإمامية على جسمانية الملائكة مطلقاء بل المستفاد 
من الأأحاديث أن الكروبيين والمهيمين ليسوا بأجسام بل مجردات, نعم التجرد 
الحقيق مختصٌ به تعالى» وساير المجردات على القول بها جر دات بالنسبة كما حق في 

ثم ذكريلة الأقوال في حقيقة الملائكة مع الأدلة نفياً وإثباتاً ونحن لا نتعرض ها 
روماً للاختصارثم ذكرية أقسامهم وأوصافهم, فن أراد الإحاطة بها فليراجع 
الجلد المذكور منهء هذا ولكن نحن نذكر بعض الأحاديث في بسيان خلق بعض 
الملائكة ما يظهر منه عظمته تعالى فنقول: 

فف البحار”", عن تفسير القمى بإسناده عن أبي عبداللّه ا أنه سأل: هل 
الملائكة أكثر أم بنو آدم؟ فقال: الذي نسي بيده لملائكة الله في السموات أكثر من 
ا ر ق وا و آل امرض اقلم إل كني ا سلاف هة وة 
ولا في الأرض شجر ولا مدر إلا وفيها ملك موكل بهاء يأتي الله كل يسوم بعملها 
واللّه أعلم بهاء وما منهم أحد إلا ويتقرب كل يوم إلى الله بولايتنا أهل البيت. 
ويستغفر لحبيناء ويلعن أعداءناء ويسأل اللّه ان يرسل عليهم العذاب إرسالاً. 

وفيه”", عن التوحيد وا مخصال بإسنادهما عن زيد بن وهب قال: .شئل, 
أميرالمؤمنين عن قدرة الله جلّت عظمته. فقام خطيباً: فحمد اللّة وأثنى عليه ثم 
قال: إن للّه تبارك وتعالى ملائكة, لو أن ملكا منهم هبط إلى الأرض ما وسعته لعظم 
خلقه وكثرة أجنحته. ومنهم من لو كلفت الجن والانس أن يصفوه ما وصفوه؛ لبعد 
ما بين مفاصله» وحسن تركيب صورته» وكيف يوصف من ملائكته من سبعمائة 





.175 -البحار ج03 ص‎ ١ 
البحار ج 0۹ ص۱۷۸.‎ ۲ 


في شرح الزيارة الجامعة ... ... .......... ا EE‏ 
ا و ا ا چ ن به ا ی طاح من اچ دون كه 
یدیه» ومنهم من في السموات إلى حجزته» ومنهم من قدمه على غير قرار في جو 
الهواء الأسفل, والأرضون إلى ركبتيه, ومنهم من لو ألق في نقرة إبهامه جميع المياه 
لوسعته» ومنهم من لو القيت السفن في دموع عينه لجرت دهر الداهرين فتبارك 
الله أحسن الخالقين. 

وفيه”". عن الكافي» عن السكوني, عن أبي عبداللّه ل قال: قال رسول 
اللّه بل إن للّه ملكا رجلاه في الارض السفلى مسيرة خمس مائة عام» ورأسه في 
السماء العليا مسيرة ألف سنة يقول: سبحانك (سبحانك خ ل) حيث كنت فا 
أعظمك! قال: فيوحى الله عزوجل إليه ما يعلم ذلك من يحلف بي كاذباً. 

وفيه”". عن التوحيد, بالاسناد المتقدم عن النى ب قال: إن لله تبارك وتعالى 
ملكاً من الملائكة نصف جسده الأعلى نار. ونصفه الأسفل الثلج, فلا النار تذيب 
الثلج. ولا الثلج يط النارء وهو قاتم ينادي بصوت له رفيع: سبحان الذي كق حر 
هذه النار» فلا تذيب هذا الثلج» وكفٌ برد هذا الثلج فلا يط النار. اللّهم يا مؤلفا 
بين الثلج والنار آلف بين قلوب عبادك المؤمنين على طاعتك. 

ومنه بهذا الاسناد عن النى ل قال: إن للّه تبارك وتعالى ملائكة ليس شىء 
دن أطباق أجسادي إل وهو ينيع الله حال ويد ومن تاحبييه بأضوات منتلفة 
لا يرفعون رؤوسهم إلى السماء. ولا يخفظونها إلى أقدامهم من البكاء والنشية للّه 
عزوجل. 

وفيه, عنه. عن جميل بن دراج قال: سألت أبا عبداللهة هل في السماء بحار؟ 
قال: نعم أخبرني أبي عن أبيه. عن جدَه له قال: قال رسول اللَّدية إن في 
السموات السبع لبحاراً عمق أحدها مسيرة خمس مائة عام فيها ملائكة قيام منذ 


١-البحار‏ ج01 ص۱۹۷. 
۲-البحار ج ۵۹ ص ۱۸۳ عن التوحيد ص 187. 


10۰ 11 00400 1ن الآنوان الستاطعة 


خلقهم الله عزوجل والماء إلى ركبهم. ليس منهم ملك إلا وله ألف وأربع مائة 
جناح» في كل جناح أربعة وجوه. في كل وجه أربعة ألسن, ليس فيها جناح ولا 
وجه ولا لسان ولا فم إلا وهو يسبح الله تعالى بتسبيح لا يشبه نوع منه صاحبه. 

وفيه عنه بإسناده عن الأصبغ قال: جاء ابن الكواء إلى أميرالمؤمنين 4# فقال: 
يا أميرالمؤمنين واللّه إن في كتاب اللّه تعالى لآية قد أفسدت علي قلي وشككتني في 
دينيء فقال لدلقة: ثكلتك أُمك وعدمتك وما تلك الآية؟ قال: هو قول اللّه تعالى: 
«والطير صافات كلّ قد علم صلاته وتسبيحه» فقال له أميرالمؤمنين49: يا بن 
الكواء إن الله تعالى خلق الملائكة في صور شقٌء إلا أن لله تعالى ملكأ في صورة 
ديك ابح أشهب. براثنه في الأرضين السابعة السلنى» وعرفه مثنى تحت العرش,. له 
جناحان جناح في المشرق وجناح في المغرب واحد من نار والآخر من ثلج. 

فإذا حضر وقت الصلوة قام على براثنه. ثم رفع عنقه من تحت العرش. ثم 
صفق بجناحيه كما يصفق الديوك في منازلكم فينادي: أشهد أن لا إله إلا الله وحده 
لا شريك له وأشهد أن محمداً سيد النبيين. وأن وصيه سيد الوصيينء وأن اللّه 
سبوح قدوس رب الملائكة والروح, قال: فتخفق الديكة بأجنحتها في منازلكم 
فتجيبه عن قوله وهو قوله عزوجل:لاوالطير صافات کل قد علم صلاته 
وتسبيحه» من الديكة في الأرض. 

أقول: الأحاديث في هذا الباب كثيرة جداً فراجع البحار ج 0۹. 

الجهة الثالثة: في معنى شهادة الملائكة بالوحدانية له تعالى فنقول: قد علمت 
قولهلكة: فينادي (أي ذلك الملك الذي هو بصورة الديك) أشهد أن لا إله إلا اللّه.. 
الخ. فيمكن أن تكون شهادته وكذا شهادة سائر الملائكة باللفظ ويمكن أن تكون 
بالمعاني المعبرة عنها باللفظ وقد يقال: إن المراد من الأجنحة للملائكة هو الأمر 
الموكل بأعماله, الذي أقدره الله تعالى عليه. فهى بأعماها في مواردها وعدم مخالفتها 
ما أمرت به تكون مقرة بالشهادة على التوحيد, وذلك لأن الإقرار اللسافي لا يراد 


فى شرح الزيارة الجامعة اص ا ا O‏ 


منه إلا ما هو حاك عن الايقان القلبي. والايقان القلبي لا يراد منه إلا حق الامتثال 
لمن أقر بوحدانيته وعظمته. 

فلو أن أحداً عمل با أمره اللّه ولم يخالف أبداً كما حكى الله تعالى عنهم بقوله: 
(لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون» المفسّر بالملائكة أيضاً فقد أقر بحقيقة 
وجوده على توحيده كا لا يخ. وربا يدل عليه ما ورد من الأحاديث الدالة على 
أن المعصية هى شرك باللّه تعالى. وأن الطاعة الحقيقة هى حقيقة الإقرار بالتوحيد 
بجميع شؤونه, واللّه العالم. ا 

الجهة الرابعة: في بيان المراد من ل العلم. 

ففي تفسير نور الثقلين عن تفسير العياش, عن جابر قال: سألت أبا جعفر لا 
عن هذه الآية: «شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا 
إله إلا هو العزيز الحكيم» قال أبو جعفر32: شهد اللّه أنه لا إله إلا هوء فإن الله 
تبارك وتعالى يشهد بها لنفسه وهو كا قال, فأمًا قوله: (والملائكة» فإنه أكرم 
الملائكة بالتسليم له بهم» وصدقوا وشهدواكاا شهد لنفسه, وأمَا قوله: «وأولوا 
العلم قائماً بالقسط» فإن أولي العلم الأنبياء والأوصياء وهم قيام بالقسط (والقسط 
العدل في الظاهر) والعدل في الباطن أميرا مؤ منين0ة. 

وفيه عن مروان القمي قال: سألت أبا ا لحسن ا عن قوله تعالى: «شهد الله 
أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط). قال ا: هو الامام. 

أقول: فالمراد من أولي هم الأنبياء والأأوصياء كا ذكر. 

وعلى هذا فيكون قوله4ة: من خلقه. للتبعيض. بخلاف ما إذا أريد منه العوام 
فانه حينئذ للبيان ىا لا يخن وعلى الأول (أي كون المراد من أولي العلم الأنبياء 
والأوصياء فقط) يستفاد منه أن غيرهم وإن حصلت منهم الشهادة بالتوحيد إلا 
أا لا تخلو واقعاً من شوب الكفر, بل نفس الكفر حقيقة كما ورد في الفلة أنها إذا 
تصورت خالقها فإنها تثبت له زبانتين؛ لزعمها أن كال الخلاق في ذلك كما ذكر في 


6 ا ARES‏ الشاطفة 


نعم يكن أن يقال: إن جملة أولي العلم إنما صيغت لبيان انقياد جميع الخلق له 
تعالى بشهادته له بالوحدانية, فحينئذ يشمل العموم إلا أن هذا أيضا فيه شيء إذ 
علمت أن غير المخلصين (بالفتح) من العباد يكون الله تعالى منزهاً عن توصيفهم 
لقوله تعالى: #سبحان الله عما يصفون * إلا عباد الله المخلصين6”" فنزه الله 
نفسه المقدسة عن توصيف غير الخلصين هاء فحينئث لا يليق أن يراد من أولي العلم 
الأعم الشامل لغير الخلصين فضلا عمّن دونهم وعن العوام بعدما عطف عليه 
تعالى. ‏ , 

وبعبارة أخرى: لا يليق عطف شهادة غير المخلصين على شهادته تعالى. 
لتغزهه تعالى عن توصيف وتوحيد غير الخلصين. فتدبر. وهذا بخلاف وصف 
الملائكة وو العلم من خلقه من الأنبياء والأوصياء ال مخلصين فإنه حينئذ لابق 
للعطف. حيث إنهم يعرفونه حقٌّ معرفته. ويعظمونه حقٌ عظمته لمكان خلوصهم 
وحصول مراد اللّه تعالى بشهادتهم وثنائهم له تعالى» هذا مع أن الأنسب إرادة 
العموم لتصح عطفه على الملائكة, كبا سيجيء. 

ولا أطلق كثيراً في الأخبار أولو العلم على العلماء (غير الأنبياء والأوصياء) 
فمل من عرف الله تال بالدليل عبت يغرقون فصو التوتعيذ: أو الأعنم 
منه ومن ساير علوم الدين. ويشمل العام بالعلم الحقيق الذي هو نور يقع في قلب 
من أراد الله أن بهديه وعلامته الحنشية منه تعالى لقوله لذ في الدعاء: «سبحانك 
اعلمهم بك أخوفهم منك. أو ما يقرب منه في العبارة» وفي الدعاء أيضاً: لا علم إلا 
خشيتك. ولا حكم إلا الإيمان بك. ليس لمن لم يخشك علم. ولا لمن لم يؤمن لك 
حكم. 


.١١١ 5١69 : تافاصلا-١‎ 





فى شرح الزيارة الجامعة ١6+ RS‏ 


بل يمكن أن يقال: إن كل علم في أي موضوع لأيّ أحد يوجب لصاحبه من 
طريق علمه الاقرار بالوحدانية له تعالى» فإن العلم مهما كان يدل على معلوم 
مشتمل على الحكم والصالح وآثار القدرة. وهي تدل على خالقها ومعطيهاء فتدل 
بالملازمة على توحيده؛ لعدم امكان تلك الأمور من غيره تعالى كما لا يخف. 

الجهة الخامسة: في وجه العطف في الآية الشريفة فنقول: قد ذكر الملائكة قبل 
أولي العلم في الزيارة وفي الآية الشريفة وفي الأحاديث» فعلى كون المراد من أولي 
العلم الأعم من الأنبياء والأوصياء. فيشمل جميع الخلق بناء على كون من للبيان. 
فلا إشكال فيه لأنّ الملائكة حينئذ لقربهم إليه تعالى أفضل من الخلق بقول مطلق. 
وإنكان فيهم من هو أفضل من الملائكة كرا لايخ | 

وان أريد منهم الأنبياء والأوصياء خاصة فأيضاً يمكن أن يقال: إن الملائكة 
على الإطلاق» حيث كان فيهم من هو أفضل من بعض الأنبياء. فحينئذ بلحاظ 
العموم في الملائكة قدم على الأنبياء بلحاظ وجود المفضول فبهمء بالنسبة الى 
الملائكة؛ فإنه وإن كان فيهم من هو أفضل من الملائكة كمالا يخ إلا أن المساحة في 
التعبير والتقديم كان بهذا اللحاظ, وأما مع قطع النظر عن هذه الجهات فربما يقال: 

إنه لا وجه لتقد الملائكة في الذكر على الأنبياء والأوصياءء مع أن فيهم من 
هو افضل من جميع المخلق حتى جميع الملائكة, فحينئذ قد يجاب بان ذلك محمول 
على لحاظ الترقي في الذكر, فإنه يبتدأ بالأدنى ثم بالأعلى. ولكن فيه إن كان المراد 
الذكر اللفظي فلا.ترجيح فيه بهذا اللحاظ. بل الأولى تقد الأعلى. وإن كان 
بلحاظ الحال والسلوك فإنه وإن كان الأدنى أسبق واقعاً في السلوك, فكان المناسب 
تقديم ذكره في اللفظ؛ ليطابق اللفظ الواقع إلا أن هذا اذا كانت الزيارة والقول بهذه 
الكيفية من الشهادة صادراً من غير الإمام ل أو منه وكان في مقام اللتعليم لا في 
مقام الزيارة كما لا يخق. 

وكيف كان فعلى هذا الجواب قد يقال: فكان المناسب تقديم شهادة الملائكة 


ot‏ :4834540034 554 الانوان الساطظفة 


وأولي العلم على الله تعالى. مع أنه قدم شسهادته عليهم| في جميع الموارد. وأجيب بأن 
توحيده تعالى نفسه قبل ذلك؛ لأنه تعالى المعلم والداعى في أصل الشهادة. فكان 
حق التعظيم التقديم. وقد يجاب أيضاً عن أصل الإشكال بأن التقديم حمول على ما 
تعرفه العوام من أن الملائكة هم الوسائط بين الله وبين الخلق.كما هو ظاهر الأدلة, 
أو على أن الملائكة لما كانوا لبساطتهم وتجردهم أشدَ استغراقاً وأدوم ذكراً من 
غيرهم بحسب العموم فقدموا في الذكر. 

فف الدعاء عن السجاداظة: «اللهم وحملة عرشك الذين لا يفترون من 
تسبيحك, ولا يسأمون من تقديسك» ولا يستحسرون في عبادتك, ولا يؤثرون 
التقصير على الجد في أمرك, ولا يغفلون عن الوله اليك» إلى أن قال : «والذين لا 
تدخلهم سأمة من دؤب. ولا إعياء من لغوب» ولا فتور, ولا تشغلهم عن تسبيحك 
الشهوات, ولا يقطعهم عن تعظيمك الغفلات» الدعاءء وهذا بخلاف الماديات 
والمركبات, لكثرة الموانع فيهاء وهذه الجهة كان المؤمن الصالح في البشر أفضل من 
الملائكة. والطالح منهم أكثر شرا من الأنعام. 

ففي الحديث عن العلل وغيره عن الصادق ا حين سأله عبداللّه بن سفيان: 
الملائكة أفضل أم بنو آدم؟ فقال: أميرالمؤمنين9: إعلموا أن الله ركب في الملائكة 
عقلاً بلااشهوة, وركب في البهائم شهوة بلا عقل» وركب في بني آدم كليهماء فن غلب 
غغ تنروق فيو حير تن ا وق علبت كتيوه عفله فهو ر ن ا 

وقد يقال: إن الملائكة لما كانوا وسائط في التعليم بالوحي غالباً بحسب الظاهر 
كا تقدم» فحسن تقديم ذكرهم على أولي الأمر بلحاظ التقديم الوساطى لا المعنوي 
وإِلَا فالملائكة متأخرون خلقاً عن الأنبياء والأمة 4 كبّروا فكبّرت الملائكة 
وهكذا. 

أقول: هكذا قيل ولعلّ الوجه في تقدم الملائكة أن الناس غالباً معتقدون بأن 
الملائكة هم أهل التوحيد قاطبة بخلاف البشر. فن الظاهر هم أشرف عندهم من 


فى شرح الزيارة الجامعة loo ETS‏ 


الناس» فقدم في الذكر مسامحة هذه الجهة. فتأمل. 

هذا وقد يقال: إن الواو لمطلق الجمع, ولا يدلّ على تفضيل المعطوف عليه على 
المعطوف, بل كل منهما مستقر في حلّه من الشرافة المختصة به سواء قدَم أم أخَر. 
فتدبر. 

أقول: الشهادة بوحدانيته تعال قد تلاحظ ف بعالم الأنوار والأرواح والعقول 
القادسة, في هذ المرتبة لا ريب في أفضلية شهادة من هو أقرب إليه تعالى, فحينثة 

حق الشهادة وحقيتها لا يكون إلا منه تعالى, ثم من نور النبي والأئمة والزهراء ا 
ثم من الملائكة الأقرب منهم إلى الله تعالى فالأقرب, ثم من الخلق أي من أرواحهم 
المتعلقة بالأبدان الأعرف منهم له تعالى فالأعرف. هذا كله ينتهى إلى اضعف الخلق 
إاناً من المؤمنين. هذا بحسب الواقع. فلا محالة لابد من تطابق الظاهر في مقام 
اللفظ للواقع. فحينئذ يقع الاشكال في أنه كيف قدّم الملائكة على الأنبياء مع أفضلية 
الب والأئمة ني عليهم وما ذكر من الأجوبة لا يغني من الحق شيئا؟ فحينئذ نقول 
في الجواب الفصل: إن الشهادة حقيقة تنحل إلى الشاهد والشهادة والمشهود به 
والمشهود له. ولاريب في أن هذه العناوين منفية في صقع الربوبي» فهناك ليس إلا 
الذات الحق البحت. فلاا سم له ولا رسم له ولا تعين له إلا هو هو, فتحقق الشهاده 
يلازم التعيّ للذات في e,‏ الأمور, ثم في عالم الخلق. ولاريب في أن أول التعيّنات 
الاطية إغا تحقق بحقيقة أنوار محمد والأئمة والزهراء (صلى الله عليهم أجمعين) كما 
نطقت به الأحاديث الكثيرة. 

فحينئذ نقول: لازم ما ذكرناه هو أن قوله «شهد الله أنه لا إله إلا هو إغا تحقق 
منه تعالى بتجليه تعالى بأنوار محمد وآله الطاهرين هم فبأنوارهم تحقق الشهادة 
منه تعالى؛ فالشاهد وهو اللّه. والمشهود له وهو الله والمشهود به من الشهادة وهو 
الوحدانية له تعالى إنما تحقق بتجليه تعالى بأنوارهم القاعة به تعالى. والباقية ببقائه 
وإبقائه بحسب مراتبه في التجلي کا حقق في محله. 


AAS ۹‏ دا مم1 الأموان الستاطعة 


وهذه التجليات هى حقيقة محمد وآل محمد الطاهرين. التى بها تحقق الشهادة 
الحقيقية, فعليه فالنبي والأمة والزهراء فيك بحقيقتهم النورانية متقدمون على الكلّ 
من الملائكة وغيرهم في هذه الشسهادة وتحققها؛ ولذا قال تعالى: «شهد الله..6 ولم 
بقل شهد هو تلويحاً إلى أن أنوار الأمة والني يف التق هى معنى_اللّه كما تقدم هو 
المتمود والظون هن هذه العهاذة: أى يليه بال ذه الأتزان ها حف هده 
الشهادة فالنى والأئمة والزهراء 4ك داخلون في كلمة _اللّه -في الشهادة. فهو 
بأسمائه تعالى با هو الله الذي هو اسم للذات بلحاظ الأسماء. شهد بوحدانیته لاجا 
هو هو فإنه ا هو هو ليس إلا هو فلا تعيّن هناك ولا اسم ولا رسم؛ ولذا قلنا: إن 
الله اسم له تعالى بلحاظ استجاعه لصفات الجمال والجلال. وتقدم أن الح 
والائمة يي هم الأسماء ا لحسنى. فهو شهد بوحدانيته باسمائه الحسنى, التى عبر عنها 
ب الله والتي هى حقيقة محمد وآله الطاهرين. فأهل الكشف والحقيقة يرون في 
قوله تعالى شد الله أن البي والأئمة والزهراء ف بلحاظ مقاماتهم النورانية 
والأسمائية له تعالى مقدمون على الكل وأما الحجوبون عن الحقائق والأنوار يرون 
التقدم أولاً لله تعالى ثم للملائكة ثم لأولي العلم. فالآية بعباراتها التي هي للعوام 
قدم فيها الملائكة على الأنبياء وبإشارتها من جعل الله -فاعلاً للشهادة. الذي هو 
اسم له تعالی بلحاظ أسمائه الحسنى, قدم فيها النبي والأئّة لل على الكل وتقدم 
قول الصادق والحسينطيّه: «إن القران على اربعة اقسام: العبارة والإشارة 
واللطائف والحقائق» فالعبارة للعوام» والإشارة للخواصٌ, واللطائف للأولياء. 
والحقائق للأنبياء. وهنا معارف غامضة أعرضنا عنها مخافة شنعة الجهال واللّه 
ورسوله والأعة 9 أعلم بحقائق اة 


قوله :لا إله إلا هو العزيز الحكيم. 
قيل: كرّر للتاكيد والتوصيف 


في شرح الزيارة الجامعة لص تاد داسس فج مسالب تح ساس مو لان 1 لا 


أقول: لما بين الإمام لئ أوصاف الإمام المزورية بما تقدم. فربما توهّم 
الاستقلال هم ية بتلك المكانةالعظمى من تلك الأوصاف العليا فعلم هة الزائر 
بقوله: أشهد أن لا إله إلا الله كما شهد.. الح. تنبيهأ إلى أن تلك المقامات إا هى منه 
تعالى هم نيه ولدلالة كلمة التوحيد على انحصار الكالات فيه تعالى. وأن ما وجد 
منها في غيره فا هو آثاره تعالى ومظاهره تعالى في أوليائه وسائر خلقه.كما حقق 
في حله وستجىء الإشارة إليه ولعلّه تقدم أيضاً. 

وكيف كان: فقول الزائر بعد تلك التسلهات با فيها من الأوصاف هم نكة: 
أشهد أن لا إله إلا اللّه كما شهد اللّه.. اء إغا هو امتثالاً لأمره ا في الزيارة واقتداء. 
بشهادة اللّه تعالى لنفسه وشهادة الملائكة وأولي العلم كما يظهر من كاف التشبيه. 
فإن التشبيه يعطى أن الزائر لا يشهد بتوحيده تعالى مستقلاً فعلاً بل ادرج نفسه 
تبعاً في مقام الشهادة في شهادته تعالى نفسه وشهادة الملائكة وأولي العلم, ثم إنه لما 
شهد بالتوحيد كذلك أشرقت أنوار التوحيد منه تعالى في قلبه» فرجع إلى نفسه 
حين ما شاهد سناءها وضياءها فقال من عند نفسه: لا إله إلا هو العزيز الحكيم. 

فف الحقيقة أن هذا الإقرار بالتوحيد شهادة منه للّه تعالى مستقلاً وما ما قبله. 
فهو شهادة له تعالى تبعاً وامتثالاً. واما توصيفه حينئذ بالعزيز الذي معناه المتفرد 
بالعزة والقدرة. وبالحكيم الذي معناه الذي لا يعدل عن العدل في أفعاله وصفاته 
وحقيقته فإغا هو للتأكيد الإجمالي لما دلّ عليه جملة الكلام السابق. 

وحاصله: أنه لما أمر بالشهادة له تعالى كما شهد لنفسه امتثالاً وتبعاً للتنبه منه 
على أن الكئالات مخستصة به تعالى؛ لأنه الواحد في الذات والصفات والأفعال. كما 
هو مفاد كلمة التوحيد كما سيجىء وكانت شهادته شهادة تبعية لا حقيقية وواقعية 
بنحو يليق بذاته المقدسة کا علمت؛ ولذا شه بشهادته تعالى بقوله: كما شېد الله 
لنفسه. فف الحقيقة أكمل شهادته لكى يليق به تعالى بالتشبيه المستلزم لالحاقه 
بشهاد ته تعالى. ١‏ 


10۸4 اا 0131 ...نب الأخؤاز الناطعة 


ثم إنه لما أراد أن يشهد هو له تعالى من عند نفسه. وعلم من نفسه عجزه عن 
الشهادة اللائقة بذاته المقدسة, وأراد تكميلها لكي يليق بذاته المقدسة, فذكر 
الوصفين أعني العزيز ا لحك للتكيل. 

فن الحقيقة أن شهادته السابقة قد أكملها بالتشبيه. وهذه الشهادة قد أكملها 
بالتوصيف, ووجهه أنه قد علمت أن العزيز معناه المتفرد بالعرّة والقدرة كما أن 
الحكيم معناه الذي لا يعدل عن العدل» فكأنه جعل شهادته له تعالى كاملة بهذا 
التوصيف الموجب لكون المشهود به الذي هو عقيب إلا هوالمتفرد بالعزة والقدزة, 
والذي لا يعدل عن العدلء فيلزمه الإقرار بالمعبود الواقعى با هو أحد متفرد, له 
الوحدانية الكبرى في الواقع الذي لا يسه نقص؛ لأنّه الحكيم الذي لا يعدل عن 
العدل. 

فعلم مما ذكر: أن هذه الشهادة ليست للتكرير ولا بداعى التوصيف فقطء بل 
هى شهادة منحازة عبا قبلهاء حيث إن السابقة كانت تبعية وهذه من عند نفسه كا 

نعم: يمكن أن يراد منهما التكرار والتوصيف معاً (أي كرر بداعي التوصيف) أي 
أشهد به تعالی با هو موصوف بكذاء ويمكن أن يكون المراد من قوله: لا إله إلا هو 
العزيز الحكيم, بيان ما شد به الله لنفسه والملائكة وأولو العلم باللفظ المشار إليه 
في الذكر الحكيمء أي أن ما شهد الله لنفسه وشهد له ملائكته وأولو العلم هو قوله 
تعالى: الا إله إلا هو العزيز الحكيم»”" ويمكن أن يكون هذا التهليل اقتباسا من 
قوله تعالى حيث إن قوله: «أشهد أن لا إله إلا الله كما شهد اللّه لنفسه» اء تلويج إلى 
آية شهد الله وحيث إنه تعالى ذيلها بقوله: لا إله إلا هو العزيز الحكيم» فتبع 
الاإ مام له ذلك فقال: لا إله إلا هو العزيز الحكيم. 





١-آل‏ عمران:1. 


فى شرح الزيارة الجامعة E EAR‏ 104 


ثم إنه قد علمت معنی العزيز الحكيم إجمالاً. إلا أنه لا بأس ببيانه| مفصلاً 
فنقول: قال الصدوق 5ه: العزيز معناه انه لا يعجزه شيء. ولا يمتنع عليه شيء اراده. 
فهو قاهر للأشياء. غالب غير مغلوب» وقد يقال في المثل: من عر بر (أي من غلب 
سلب) وقوله عزوجل حكاية عن ا مخصمين: (وعزني في الخطاب»”"(أي 
غلبني في يحاوبة الكلام) ومعنى ثان أنه الملك ويقال للملك: عزيزء كما قال إخوة 
يوسف ليوسفله3: «إيا أيه العزيز»”" (والمراد يا أيّها الملك). 

وقال: الحكيم معناه أنه عالم, والحكمة في اللغة العلم. 

ومنه قوله عزوجل: (يؤتي الحكمة من ي ومعنى ثان انه محكم. 
وأفعاله حكنة متقنة من الفساد. وقد حكمته وأحكمته لغتان وحكمة اللجام ميت 
بذلك؛ لما قنع الدابة من الجري الشديد وهي ما أحاطت بحنك الدابة. انتهى. 

وقيل: هو بمعنى التكرم عن النقائص, والتغزه عن الرذائل والأضداد والأنداد 
والشركاء. والذي لا يطاول ولا يحاول, والشديد ففي الجمع: قوله تعالى: إعزيز 
عليه ما عنتم» أي شديد يغلب. إلى أن قال: والاسم العزة وهي القوة والغلبة.. الح. 

وقيل فيتفسير الحكمة في قوله: إومن يؤت الحكمة) أي من يوفق للعلم 
والعمل به. فإذا هو تعالى العزيز الحكيم أي يوصف ذاته المقدسة بالوحدانية 
والعدل, يعني أنه العزيز الذي لا يغالبه إله آخر با يدعي أنه إله بالزعم الفاسد. 
والحكيم الذي لا يعدل عن العدل في أفعاله. وقد جعلت الحكنة في حديث العقل 
والجهل ضد الهوى قال في عداد جنودهما: والحكمة وضدها الهوى. قال المحدث 
الكاشاني: يعني (الحكمة) الأخذ باليقينيات الحقة في القول والعمل. 

أقول: أي بدون متابعة هوى الذي هو ضدّه فيها. 





١-سورة‏ ص‌:۲۳. 
"١‏ -يوسف : 88. 
۳-البقرة: 559. 


1 ا eee‏ الساطفة 


وقال الكاظمنية في حديث هاشم في قوله تعالى: ف« ولقد آتينا لقمان الحكمة) 
قال العقل والفهم. 
وبالجملة الحكيم إذا أطلق عليه تعالى فالمراد منه العالم المطلق الذي لا يغايا 
ولا ينتهى علمه ولا تكتنه حقيقته. وتجري أفعاله على مقتضى المكمة (أي على 
مقتضى الصلاح والعدل) في جميع أنحاء مشيته ولذا قال تعالى: إوتمت كلمة ريّك 
صدقاً وعدلاً»”" وقد تقدم معنى الحكمة وموارد استعماها فلا نعيد إلا أن ن هنا ذكرنا 
معناها المناسب في اطلاقها عليه تعالى والحمد للّه ربٌ العالمين. 


قوله ايلا وأشه دأن محمداً عبده المنتجب ورسوله المرتضى 

أقول: الكلام في شرح هذه الجمل يقع في جهات: 

الجهة الأولى: أن الششهادة قد يراد منها الإقرار في الظاهر بأنه ية رسول الله 
إلى الخلق كافة وهذا ثابت بالأدلة النقلية والعقليةكا هو مذكور في كتب الكلام: 
ودلّت عليه الآثار والمعجزات؛ ومن أحسنها دلالة عليه القرآن الذي هو معجز 
مستقل في إثباته. وشاهد حاضر في مرءى المسلمين لبيانه. وهو باق يتجدى العلم 
ف صدق دعواهيهٌ بالرسالة المقرونة بالمعجزات أيضاً. 

ولعمري إن هذا من شدة وضوحه لا يحتاج إلى بيان والحمد للّه على التصديق 
به.وقد يراد منها الشهادة المشهودة لأصحاب الكشف والشهود خاصة من أهل 
اللبّ والعلم والمعرفة. 

وحاصله: أنه بعدما نرى بالوجدان أن الخلق بأجمعهم ما خلا الأنبياء 
والأوصياءء كلّهم في معرض الخطإ والغفلة والسهو والنسيان. والمعصية ومخالفة 
الحق. ونرى التعارض والقانع والتضارب بين عقائدهم وآرائهم وأفعاهم الفاسدة 





.٠٠١ الأنعام:‎ ١ 


فى شرح الزيارة الجامعة تنس جل ساسأ مساو امع اا و سا 


المتخذة كلّها من غير الشرع, هذا مع ادعاء كلّ واحد منهم من أكابرهم الفهم 
والعقل. وأيضاً نرى بعضهم الذين تباعدوا عن الأنبياء والأوصياء. واعتقدوا في 
الأمور العقلية والآثار الباطنية با عليه أهل السحر والكهانة من تأثر الكواكب 
والطلسمات الباطلة والأأصو ل الوهميةء التي هي مؤثرة عندهم بالاستقلال من دون 
استناد إلى خالقها؛ لأنهم أنكر و 

والحاصل: هؤلاء أيضاً يكون بينهم التضارب والتعارض في “ بيع أمورهم. 
فنهم من يستند إلى النوم» أو إلى السحرء أو إلى الكهانة, أو إلى الرياضات الباطلة 
فن كان له عقل سليم لا يمكن له الرجوع إليهم والمشي بآرائهم لمشاهدة تلك 
الخالفات. وأيضاً بعدما نرى حسب الأدلة العقلية التى قرروها في علم الكلام من 
أوصافه تعالى ومعارفه التى اقتضتها الادلة العقلية, وكذا من الأدلة, الى اقتضت 
النبوة العامة والإمامة العامة ماما من الأوصاف, فغرى ان جميع ذلك منطبق على 
ما جاء به الشرع من بیان رسول اللّهِكَِ في صفاته تعالى وصفات النبي والأوصياء 
والمعارف الاطهية. 

والحاصل: أن من عرف اللّه. وعرف صفاته وأفعاله وآثار أفعاله بالأدلة 
العقلية, ظهر له بالضرورة أن حمداً رسول الله لل خصوصاً إذاكان ممن عرف 
أسرار هذا الدين والمذهب الحق الجعفري بظاهر ه وباطنه من المعارف» الي 
عجزت عن مثلها الالبَاء وعقلاء لمال وأيضاً عرف وأحاط علباً بسيرة هذا النبي 
وأوصيائه. وأوامره ونواهيه وآدابه وأخلاقه. وشرعه الذي عليه أهل بيته نك 
واتباعهم حصل له القطع بأنّ هذه السيرة التي جاء بها هذا النبي ب قد صدرت 
عن حكمة ربانية لا يكن مثلها من الخلق وإن بلغ فيالكئال مابلغ, لامن جهة 
عقوهم ولا خيالاتهم, ولا من منامهم. ولا من يقظتهم, ولا من فطنتهم» وإن كان 

من أهل الفلسفة الدقيقة. أو من أهل السحر والكهانة والرياضة, ولا من ساير ما 
يمكن عليه الاعتقاد من غير الوحي كما لايخ مضافاً إلى ما عرفت من التضارب 


1۹۲ ورا هولق الأنوا الستاظفة 


والتعارض بينهم» وهذا بخلاف ما جاء به الى وأهل بيّته وأوصياءه 
المعصومون نك فنرى أن أقواهم يصدق بعضها بعضاً وكذا افعاهم تصدق أقواهم, 
وجار لآخرهم كما كان لأوهم من دون معارضة وممانعة كا لا خن على البصير 
الناقد الساير في سيرهم ليك وافعاهم, فيعلم منها أن هذا النظام التام الذي يكون 
جارياً على مقتضى الحكمة. لا يكون إلا عن مصلحة إهية. ولا يكون إلا عن وحي 
إي دون ماکان في غيرهم. 

. وكيف كان فيظهر ما ذكر اليقين بالشهادة بأنّ حمداً رسول اللّ ٤ة‏ من حيث 
العقل السلي كا لا يخ ثم إن هنا كلاماً وحاصله: أنه وإن كان المرئي من 
المعصومين من الأنبياء والأوصياء هو ان ما صدر منهم إغا هو على مقتضى الحكئة, 
فيكشف أنه عن وحى إطىء إل أنه نرى من بعض الأنبياء بعض ما يوهم الخلاف. 
کا في قصة يونس فإنه أتاه الوحى بأنّه ينزل على قومه العذاب, فأخير يونس ا 
بهلاكهم ثم إنه كان عاقبة أمرهم أن رفع العذاب عنهم وام مهلكواء فقال يونس: 
كذبني الوحى (بتخفيف الذال المعجمة) أي اخلفني فلا يرون وجهى. أي لا يرون 
حرمة بوجهى عند الله تعال. فهذا تقض لتلك القاعدة المتخذة من سيرة الأنبياء 
من أنهم لا يفعلون إلا بالوحي الإلهي غير قابل التخلف. 

وجوابه: أنه ثبت بالتواتر أن لله تعالى البداء (أي الابداء) كما حقق في حله. 
وأنه م يبعث الله تعالى نبياً إلا وقد أخذ عليه القول بالبداء والإقرار بولاية 
أميرالمؤ منين 4# وأن يكون في تراثهم كما صرحت بهذا الأحاديث الكثيرة. 

فحينئذ نقول: ان صدور ما يوهم الخلاف من الني كيونس ا بحسب الظاهر 
إغاكان لغرض صحيح في نفس الأمر وفي اللوح المحفوظ. وإن كان المراءئ في 
الظاهر خلاف ما هو في الواقع. 

وحاصله: أنه ربا يصدر من بعض الأنبياء ما يكون تركه أولى, كما كان عن 
آدم ا وكذا في يونس. فاللّه تعالی يفعل به في الظاهر ما يصلحه عن هذاء مع أنه في 


NT EE A TE فى شرح الزيارة الجامعة‎ 


الواقع يكون على وفق الحكة الإهية؛ ولذا يظهر بعد هذا الني ولغيره تلك الحكمة. 
وحاصل قصة يونس 18 أنه لما عرض عليه ولاية أميرالمؤمنين 88 تردّد في قبوهاء 
كبا روى ذلك عن السجاداة فكان هذا الترديد تركه أولى من مثله. ففعل الله 
-ما فعل اصلاحاً لشانه. 
فهنا مطلبان: الأول: أنه كيف تردد في الولاية, الثاني: أنه كيف فعل الله به 
ما الأول: فربما يقال: إن ولاية أميرالمؤمنين2ة عبارة عن مظهريته ا لجميع 
الصفات الإهية الحسنة, التي منها كظم الغيظ. وقبول الشفاعة في حق العصاة, 
وهذه الصفة قد تردد وتخلّف عنها يونس كا وذلك أنه لما رجع قومه عن العناد. 
وجعلوا العام روبيل ا وبين يونس؛ ليشفع هم عند اللّه. ويكظم هو 
غيضه عنهم؛ فلم يقبل يونس قول روبيل؛ ول يقبل شفاعته فيهم. مع انه من شأن 
الكامل الذي أكمل مصداقه أميرالمؤمنين 488 أن يقبل الشفاعة فبرده شفاعته قد 
ردع ولاية أميرالمؤمنين من هذه الحيثية, ولم يصبر معهم ومعه. 
قال الله تعالى:إذ ذهب مغاضبا) يعني لقومه» وهو معن التردد في ولاية 
أميرالمؤمنين. كما قال تعالى: فظن أن لن نقدر عليه» وهذا تقصير في حق مثله؛ 
لأنه نقص فالمسافة إلى الدرجات العلى. ولم يكن ذلك و(العياذ باللّه) منه ذنباً أو 
قرا و عو وت م الا لتحم امو اي فلوم 
ير مهم يونس ىه لما كان ذنباً إلا أن سعة رحمته تعالى تقتضي العفو عنهم. إذا كان 
هناك شافع, فع حصول الشافع كما علمت وردّه وعدم قبوله كأنه رد وعدم اعتناء 
بالنسبة إلى تلك الرحمة الواسعة كا لا يخق. 
هذا مع أنه قد اتفق مثل ذلك بل أشد منه لأميرالمؤمنين ل فلم يصدر منه لز 
إلا العفو عنهم. أو أنه أخبر بالعفو عنهم, كل ذلك اعتاداً منه على سعة رحمته 
الواسعة تبارك وتعالى» فراجع أحو الها في البحار. 


114 حا RAA‏ 0204 الانوان الساطعة 


ثم إن هذا البحث من حيث شرح معنى الولاية كلاماً طويلاً لعله يججيء فيا بعد 
إن شاء اللّه. 

وأا الثاني: وحاصله: أنه لما وقع من يونس ل ذلك الترديد. وكان من أمر 
يونس أن سأل ره أن ينزل على قومه العذاب ليهلكهم. فأتاه الوحى أنه يغزل 
عليهم العذاب, مع أنه كان في علمه تعالى وف اللوح الحفوظ أنه تعالى م يرد هلاكهم 
لعلمه تعالى بأنهم يؤمنون. وأما يونس فظن أن اللّه تعالى يريد هلاكهم لوعده 
تعالى أن ينزل عليهمالعذاب ولم يتوجه إلى ان العذاب الموعود هو بدون الإهلاك, 
بل أخذ بظاهر الوعيد؛ وذلك لأ الملك الحدّث (بالكسر) قد أخنى عليه حرفاً من 
الوحى بأمره تعالی فغاب عنه ا وهو أنه لم يرد الله تعالى هلاكهم ولكنه ظن أن 
الله تعالی يريد هلاكهم. 

وهنا لما ابتلي بهذا الظن وكان من شأنه ان يدفعه عن نفسه بقبول شفاعة 
روبيل ا ولكنه لم يقبل ذلك فابتلاه ّا بصره بحال نفسه. ونجا تنا كان فيه. 

وكذا ماکان من موسی ا حيث أذن الله تعالى له لاختياره من قومه رجالاً 
لميقاته. فوقع اختياره على شرار قومه. وإنما فعل اللّه تعالی هذا به؛ ليكون علمه آية 
لحق يريد اللّه إظهاره, وهو أنه تعالى بهذا أظهر الحىّ. ونص به على ولاية 
أميرالمؤ منين ا وبطلان ولاية من تقدم عليه ا لدعواهم أنه تكون الولاية 
باختيار المسلمين. وجه الدلالة والإظهار أنه لو صح اختيار المسلمين في هذا الأمر 
لصح اختيار موسى لي وهو من الأنبياء أولي العزم. مع أنه لم يكن اختياره مطابقاً 
للحق الواقع. وشرحه أزيد من هذا موكول إلى علم الكلام. 

فظهر مما ذكرنا-إِنّ العارف بأحوال النى للل وأفعاله ومعارفه» وكذا ماكان من 
أوصيائه ال يقطع بأنهار سول التاق عى عند الله تمال تطعا وضوانياً غت مره 
هذا مضافاً إلى أنه قد يقال: بأنه لوص فرض العصمة لأحد. وتأسيس الأحكام 
منه بدون ¿ الوحي ال خاص؛ ؛ لكان ن خالفاً للضضرورة. وهي أنه يلزم منه عدم احتياج 


فى شرح الزيارة الجامعة م م ل ا ا ا css‏ 


الناس إلى قبول من أرسله الله تعالى نبياً وإلى كتبهم» بل كانوا مستغنين عنهم 
للاكتفاء بهذا المعصوم المؤسس بدون الوحي بل بالفكر البشريء هذا مع ان العقلاء 
صحة رسالتهم قبلوها بلا نكير منهم.كا لا يخق على المتتبع لأحواهم. 

هذا مضافاً إلى أنه لو فرض العصمة لأحد. إلا أنه لا يكى هذا الجواز في 
تأسيس الشرع بدون الوحي بمجرد العصمة؛ وذلك لأنّ التشريع لابدَ من أن يكون 
تمن له الإحاطة بجميع أسرار الوجوب. وأسرار أنحاء االموجود. والعلم 
باستعداداتهم الذاتية. 

ومن المعلوم أن مجرد العصمه لا يستلزم هذا العلم والإحاطة» 

إلا إذا اقترنت بالوحي الخاص من علام الغيوب» ونحن إذا راجعنا صاحب 
شريعتنا ولد ورأينا أن ما أسسه على كمال الحكمة والصواب ظاهراً وباطناً بنحو يعجز 
جميع عقلاء الخلق فضلا عن غيرهم عن الوصو ل إليه» والإتيان بمثله ولو كان بعضهم 
لبعض ظهيراً. علمنا أنه كان عن وحي خاص » فيكون لا محالة صاحب هذا الشرع هو 
رسول الله ك في الظاهر وهو نبينا محمد رسول الله و . وكذا يعلم أنه رسول 
الله وبي في الباطن مما تقدم مما حاصله : أن من عرف في الجملة نمط انتظام الوجودء 
وارتباط بعضه لبعض على وفق المصلحة» وعرف أحوال هذا النبي 6 واه اخبر عنه 
تعالى بنحو صدقة العقلاء وقَّبلَ كلامه الحكماء لاقترانه بمادل عليه من العقل والاعتبار 
الصحيح وعلم أيضاً أنه لم يدع أحدٌ بمثل ما اذعى بحيث يُصدق في دعواه وتصدقه 
العقلاء فلا محالة يعلم أنه رسول الله في الباطن والواقع ونفس الأمر كما تقدم. 
ولعمري إن هذا أوضح من الشمس» ومن طلب الزيادة فليراجع المطولات في هذا 
الموضوع . هذا كله في بيان الوجه للشهادة برسالته يك . 


الجهة الثانية: في تحقيق معنى لفظ محمد يِل والكلام فيه باعتبار كونه علباً 
الأول: في بيان اشتقاقه ومعناه اللغوي المعنى به في اطلاقه عليه َيه 


كد AER‏ اقلق ا بدا الوا السناظفة 


الثاني: في بيان اشتقاقه المعنوي, فنقول: 

في اجمع: وأحمد اسم نبيناية في الإنجيل لحسن ثناء اللّه عليه في الكتب بما 
حمد من افعاله. 

وکر ئن القرية أن الله عاق أحنا رالات ولتي أل انع ومن اسنا 
محمد وحمود وأحمد وا محمد كثير الخصال امحمودة؛ قيل: لم يسم به أحد قبل 
نبينايقة أهم الله أهله أن يسموه به وحمد كلك اسمه في القرآن سمي به؛ لأنَ الله 
وملائكته وجميع أنبيائه ورسله» وجميع أعهم يحمدونه ويصلون عليه, انتهى ما 
اردنا نقله. 

وحمد اسم مفعول من حمّد (بالتشديد) من باب التفعيلء وود اسم مفعول 
من الثلاثي اجرد من حمد, ولعلّ الفرق بينهما أن حمداً يدل على أكثرية بمدوحيته 
کا غ ابن ال ری من أن اا اء راا وا لازاه شعال عيدو 
وسيأتي في معنى الاشتقاق المعنوي الفرق بينها أيضاً. 

وأما ما ذكره ابن العربي من أن لدي ألف اسم فإغا يراد منه الاسم المعنوي كما 

ثم إنه يستفاد من الأخبار شرافة هذا الاسم باعتبار علميته للنبي لك وإن 
اطلق على غيره. 

ففي السفينة عن الكافي عن أبي رافع, قال: معت النبي يلك يقول: إذا ميتم 
حمدا فلا تفبحوه ولا تجبهوه'" ولا تضربوه» بورك بيت فيه محمد ومجلس فيه محمد 
ورفقة فيه حمد. 

وفيه» عنه» عن أبي هارون مولى آل جعدة قال: كنت جليساً لأبي عبداللّه 2 
بالمدينة فقدني أياماً. ثم إني جئت إليهء فقال لي: لم أرك منذ أيام يا أبا هارون؟ فقلت: 


-١‏ جبهه:أصابه يمكروه. 


فى شرح الزيارة الجامعة ا مي Ws ree TERT‏ 


ولد لي غلام» فقال: بارك اللّه لك, فا سميته؟ قلت: ميته حمداً. فأقبل 42 بخدّه نحو 
ا aD‏ ل 
E N‏ 
وهي تقدس کل يوم. 

لي ا a i‏ 
فإنها موضوع لمعنى خاص إذا اطلق يفهم منه ذلك المعنى بالوضع ولو بالغلبةء ولا 
يراد من الاسم اللفظى بعد وضعه إلا المعنى الشخصي. الذي وضع له وإن كان له 
معنى عام قبل الوضع الحناصء نعم قد يلاحظ في الوضع تحقق معنى العام لذلك 
اللفظ في اللغة مع قطع النظر عن الوضع الخاص» كا إذا وضع لأحد اسم المحسن 

ثرة إحسانه مثلاً وهكذا غيره. 

واسم معنوي: كالقادر لمن اتصف بحقيقة القدرة. والعالم لمن اتصف بالعلم, 
فكون رجل قادراً وعالماً. واطلاقهما عليه ليس باعتبار وضع القادر والعالم عليه كما 
في سابقه. بل باعتبار اشتال المستعمل فيه لمبد| هذا الاسم اللفظى, فن كان ذا قدرة 
يقال له: القادر. وهكذاء فن الحقيقة حقيقة القدرة با هو معنى قائم بهذا الشخص 
اسم معنوي .له ؛ لذا يكن أن ينتزع لشخص بلحاظ اشتاله على معاني كثيرة من 
الأوصاف أسماء بحسيهاكما لا يخق. 

إذا علمت هذا فاعلم: أن أسماء الله تعالى وأسماء النى والأمة 9 تكون غالباً 
من هذا القسم» بل إذا وضع له ييه مثلاً اسم كمحمد يَف فإنما يراد منه بلحاظ الجهة 
المعنوية لا الوضع الشخصي. فهذا الاسم باعتبار الاسم اللفظي له. وباعتبار الاسم 
المعنوي لانه يطلق عليه بلحاظ كونه مدوحأكثيرأًكا علمت. ثم إن الأسماء المعنوية 
قد يكون مفادها مفاد الاسم بماله من المعنى المفرد كقولك له تعالى: يا رازق العباد. 


Reed ۱4‏ المتاظفة 


وقد يكون مفاده بلحاظ معنى الجملة الخبرية كقولك: يا حبيب من لاحبيب له. 

والوجه فيه أن في الأسماء المعنوية لم يلحظ فيها اللفظ با هو دال على الشخص 
الخناص. بل يراد منه الدلالة على أمر معنوي قاتم بالمستعمل فيه. 

ومن المعلوم أن هذا يمختلف من حيث المعنى الإفرادي والإضافي والجملي. 

ومن هنا يعلم أن قول اين العربي: إن له تعالى أحدا وألف اسم وله يك الف اسمرء 
إغا يراد منه الاسم المعنويء إذ من المعلوم أنه ليس له تعالى أحد وألف اسم بالوضع, 
بل المراد بيان أوصافه تعالى القائمة به. فأسماؤه تعالی صفاته تعالی كما تقدم من قول 
الرضائظة من أن الاسم صفة لمسمى» واما كون ألف اسم لي فعناه أن أوصافه 
تعالى كلها جارية فيه كللة. 

وبغيارة أخر ى: أنه كَل مظهر لأوصافه تعالى. فالأوصاف أولا وبالذات قائّة 
به تعالی وثانيا وبالعرض ظاهرة فيه بُ وظهورها فيه لا ينافي قيامها به تعالل 
أيضاً لما حقق في المعارف من التوحيد الصفاتي له تعالى المستلزم لكون جميع 
الصفات راجعة إليه تعالى بنحو الوحدة وقائمة به تعالى» وان كانت ظاهرة في 
مظاهر الخلق. وهذا الكلام يخال عريض موكول إلى تحله. 

فالالف اسم للنبي يي هو عين الأسماء الثابت له تعالى بإضافة اسم آخرء إلا أنه 
يكون اطلاقها عليه تعالى باعتبار اقتضاء ذاته تعالى تلك الأوصاف بنحو حقق في 
علم الكلام, وأما إطلاقه عليه ب باعتبار مظهر يته ب ها كما علمتء وأمًا الاسم 
الخصوص به تعالى فلعلّه معنى الوجوب الذاتي الختص به تعالى» أو هو الاسم الذي 
استأثره لنفسه ئلا يعلم ما في نفسه ويعلم ما في أنفس غيره كما صرّح به في 
الأخبار. 

وبعبارة أخر ى: أن ذاته المقدسة حيث اتصفت بالوجوب الذاتي المفسّر 
بالأبدي والأزلي والذي لانهاية لهء ويشار بهذا إلى حقيقة لارسم ها ولا اسم ولا 
يقبل الإشارة؛ ولذا فسر ذلك الاسم المستأثر لنفسه با أثره أنه يعلم به ما في أنفس 


فى شرح الزيارة الجامعة م ماع N‏ 


غيره ولا يعلم ما في نفسه؛ وذلك لوجوبه وإمكان غيره» ولا يكن إحاطة الممكن 
بالواجب, وهو معنى لا يعلم ما في نفسه. وهذا بخلاف الواجب فإنه لوجوبه حيط 
بالممکن کا صررّح به في الأخبارء وهو معن بعلم ما ف انفش غيرهكا لايخ. واللّه 
العالم. 

ثم إنه مما ذكرنا يعلم اشتقاق اسمه تب واسم غيره من الأنمة مي من اسمه تعالى 
بالاشتقاق المعنوي.كما أشير في الأحاديث الواردة في هذا الموضوع. فلاب أولاً من 
ذكرها ثم من بيان ما يوضحها فنقول: 1 

في البحار”", عن كتاب قصص الأنبياء بالإسناد إلى الصدوق إلى قوله: عن ابي 
هريرة قال: قال رسول اللَهيْةُ: لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه. التفت يمنة 
العرش فإذا خمسة أشباح فقال: يا رب هل خلقت قبلي من البشر أحداً؟ قال: لا 
قال : فن هؤلاء الذين أرى أسماءهم؟ فقال: هؤلاء خمسة من ولدك لولاهم ما 
خلقتك, ولا خلقت الجنة ولا النار ولا العرش ولا الكرسي. ولا السماء ولا 
الأرض:ولا الملائكة ولا الجن ولا الانس» هؤلاء خمسة شققت هم أسماء من أسمائي 
فأنا الحمود وهذا محمد, وأنا الأعلى وهذا على, وأنا الفاطر وهذه فاطمة, وأنا ذو 
لاسا دوف سينو وار ق رهن الو 

وفيحديث ابن عباس: والرابع فأنا الحسن وهذا حسن. وا مخامس فأنا ذو 
الإحسان وهذا الحسين. اليت على نفسي أنه لا ياتيني احد وفي قلبه مثقال حبّة من 
خردل من محبة أحدهم إلا أدخلته جنتي, وآليت بعزتي أنه لا يأتيني أحد وفي قلبه 
مثقال حبة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته ناري. يا آدم هؤلاء صفوتي من 
خلتي بهم أنجي من أنجى وبهم أهلك من أهلك. 

وفي حديث ابن عباس أيضأ صرح بهذا الاشتقاق. 





١-البحار‏ ج ۲۷ ص 0. 


SÎ ۱۷۰‏ 21644 ب 1004ب الأنوار الساطعة 


وفیه“ عن كشف اليقين بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله ل: 
والذي بعثني بالحق بشيراً ما استقر الكرسي والعرشء ولا دار الفلك. ولا قامت 
السموات والارض إلا بان كتب علبها (كتب اللّه عليها): لا إله إلا الله محمد رسول 
الله علي أميرالمؤمنين. وأن الله تعالى لما عرج بي إلى السماء واختصني اللطف بندائه 
قال: يا حمد. قلت: لبيك ري وسعديك. قال: أنا الحمود وأنت محمد شققت اسمك 
من اسمي» وفضلتك على جميع بريتي» فانصب أخاك عليَاً علا لعبادي هدم إلى 
ديى. 

يا محمد إني قد جعلت علياً أميرالمؤمنين. فن تأر عليه لعنته. ومن خالفه 
عذبته. ومن اطاعه قربته. يا محمد إن جعلت عليّاً إمام المسلمين, فن تقدم عليه 
أخزيتهء ومن عاصه أشجبته, إن علياً سيد الوصيين وقائد الغرّ الحجلين. وحجتي 
على المخليقة أجعين (وحجتي على ا نلق أجمعين ظ صح). ا 
فقوله في حديث أي هريرة: فأنا الحمود وهذا حمد.. الي وفي حديث ابن 
عباس: أنا الحمود وأنت محمد مع أن الحمود أيضأ اسم لد يشير إلى الاشتقاق 
المعنوي. 
وحاصله: أن تحقق ما به استحقاق الحمد من أوصاف الكمال, التى مرجعها إلى 
الانهء الجبالية والجلاثية إا هو فق ذاته تال المقدسة بتو الوجنوب :والحقيقة 
الذاتية أزلاً وأبدًء بحيث لم تكن موروثة من أحد ولا مكتسبة من شيء في ظرف 
عدمها أولا. وإليه يشير قوله ل في بیان حقيقته تعالی علم كله وقدرة كله ونور کله 
كا في توحيد الصدوقء فذاته المقدسة بلحاظ هذه الكالات الذاتية يقتضي ان 
تكرن سود قزل مطلفاً. ةا العا بكرن رودا بس اتا الذاق 
وينسب إلا الحمد ولا وبالذات. 


.۸ بحار الأنوار: ج ۲۷ ص‎ ١ 


في شرح الزيارة الجامعة تح ا ا سن ا ا ا 

ثم إنه قد علمت أن الاسم صفة لمسمى» فحينئذ معنى أسمائه المعنوية َل هو 
صفاته كلل وقد علمت أيضاً آنفاً أن الحقيقة الححمدية ليست إلا مظاهر لصفاته 
تعالى. فأىّ اسم معنوي وأي صفة معنوية لهي يكون صفة واسما له تعالى قد 
ظهرت فيد َه فحينئذ نقول: کون محمد با هو اسم لهه مشتقا من اسمه تعالى 
الحمود. ومعناه أن حقيقته به قد اتصفت بصفاته تعالى. وظهرت فيه بُ منها ما 
استحق به أن يكون محمداً أي من يمدحه اللّهِ تعالى وجميع الخلائق كما تقدم. وهذه 
الصفات قد ظهرت فيه بل منه تعالى فكأنها فرع من الأصل الذي هو فيه تعالى. 

ومن المعلوم أن الفرع مشتق من الأصلء فبهذا اللحاظ يقال: إن اسمه ل أي 
صفته يي أي كونه حمدأَيئِي مشتق من المحمود. أي من الذات المقدسة التي 
تستحق هذه الصفات بالذات وبالأصل. وهكذا الكلام في اشتقاق علي من العلي 
الأعلى. وفي اشتقاق فاطمة من كونه تعالى فاطراً وفي اشتقاق الحسن والحسين من 
كونه ذا الإحسان وقديم الإحسان, فإن أصل هذه الصفات يكون منه تعالى وفرعه 
واشتقاقاته تكون فيهم :هه كل على ما ذكر. 

نعم هنا نكتة دقيقة شريفة وهي: أن حقيقة النبوية والمحمدية لما كانت 
مستجمعة في المظهرية لجميع صفات الجلال والجمال الربوبي اطلق عليه بقول 
مطلقاً أنه محمد أي يحمده الله والملائكة والأنبياء وجميع الأمم؛ وذلك لجامعيته علي 
فيالصفات التي توجب هذا الحمد من الكل فن الحقيقة جميع الاشتقاقات القي 
ذكرت في ساير المعصومين ل من أميرالمؤمنين وفاطمة الزهراء وساير الأنئمة 
(عليهم الصلوة والسلام) ملحوظة فيه َه بنحو الإجمال ويشار إليه بأنه محمد 
بقول مطلقاًء وأما فيهم مي فحيث إن كلا منهم م له منصب إلهى. وهو مظهريته في 
صفة من صفاته تعالى ختصة به على ما اقتضته الحكة الأزلية, فلا حالة يكون 
لكل واحد اسم تختص به كما ذكر في الحديث السابق. 


۷۲ .000-00000000 فور الساطعة 


في البحار”", عن المخصال وأمالي الصدوق وعلل الشرايع بإسناده عن يونس 
ابن ضبيان قال: قال أبو عبداللّه : لفاطمة :8 تسعة أسماء عند الله عزوجل 
فاطمة والصديقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية والمحدثة 
والزهراء. ٤ ٤ ٤‏ 

ثم قاليلئة: أتدري أيّ شيء تفسير فاطمة؟ قلت: أخبرني ياسيدي. قال 
فطمت .من الشرّ . قال؛ ثم قال: لولا أن أميرالمؤمنين تزوجها لما كان ها كفو على 
وجه الأرض آدم فن دونه. 

وفيه» عن عيون أخبار الرضا بالأسانيد الثلاثة عن الرضاءكة عن آبائه ايك 
قال: قال رسول الله :إن سميت ابنتى فاطمة لان الله عزوجل فطمها وفطم من 
أحنبا كن النار. ا 

ومثله أحاديث كثيرة. 

وفيه عن علل الشرايع؛ إلى أن قال: حدثنا عبداللّه بن الحسن بن حسن قال: 
قال أبو الحسن 98ة: لم سميت فاطمة فاطمة؟ قلت: فرقا بينه وبين الأسماء قال: إن 
ذلك لمن الأسماء. ولكن الاسم الذي سميت به أن الله تبارك وتعالى علم ماكان قبل 
كونه., فعلم ان رسول الله يل يتزوج في الأحياء. وام يطمعون في وراثة هذا الأمر 
من قبله. فلما ولدت فاطمة سماها الله تبارك وتعالى فاطمة لما أخرج منها وجعل في 
ولدهاء ففطمهم عبا طمعواء فيهذا سميت فاطمة؛ لأنها فطمت طمعهم. ومعنى 

وفيه عن علل الشرايع» عن أبي جعفري#ة قال: لما ولدت فاطمة ته أوحى اللّه 
عزوجل إلى ملك فانطلق به لسان محمد ويه فسماها فاطمة. 

ثم قال: إفي فطمتك بالعلم وفطمتك عن الطمث. ثم قال أبو جعفر/42: الله لقد 
فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم. وعن الطمث بالميثاق. 


١-البحار‏ ج ٤۲‏ ص + 


فى شرح الزيارة الجامعة DRESSES‏ ملع سس لكا 


وفيه عنه أيضاً. عن محمد بن المسلم الثقفي قال: سمعت أبا جعفراية يقول: 
لفاطمة نة وقفة على باب جهنم. فإذا كان يوم القيمة كتب بين عيني كل رجل 
مون أو كاف فر حك قد كارت نويه إل النار ففرا فاطة بين غينيد ياء 
فتقول: يا إهى وسيدي سميتني فاطمة» وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من 
النارء وعدك الحق وأنت لا تخلف الميعاد. فيقول الله عزوجل: صدقت يا فاطمة إني 
سميتك فاطمة» وفطمت بك من أحبّك وتولاك وأحبٌ ذريتك وتولاهم من النار. 
ووعدي الحق وأنا لا أخلف الميعاد. وإنها أمرت بعبدي هذا إلى النار؛ لتشفعي فيه 
فاشفعك. وليتبين ملائكتي وأنبياي ورسلي وأهل الموقف موقفك مني ومكانتك 
عندي» فن قرأت بين عينيه مؤمناً فخذي بيده وأدخليه الجنة. 

وفيه. عن مصباح الأنوار. عن أبي جعفرء عن آبائه َه قال : إنما ميت فاطمة 
و مد اهر وار من کل دنس» وطهارتها من كلّ رفث. وما رأت قط 
يوما حمرة ولا نفساً. 

أقول: قولدئكة: يتزوج في الاحياء, الأحياء جمع حيّ وهو قبيلة العرب الذين 
يعيشون, قوله: فلا ولدت فاطمة, الى قوله: :ا شرع ينها جيل فق ولدها: 

وحاصله: أنه تعالى جعلت فاطمة عنده تعالى ما بها قطع أمل الأحياء من 
طمعهم في رسول اللي في وراثة هذا الأمرء وذلك أنه لما ولدت أخرج الله منها ما 
(أي أئمة) وجعل في ولدها أي جعل ما أخرج منها في ولدها أي جعل الائمة فى 
ولدهاء وجعلهم الوارثين هذا الأمر. 

وكيف كان: فلا ولدت فاطمة ## انقطع طمعهم في وراثة هذا الأمر لما جعلها 
في ولدها فهي ليث قد قطعت وفطمت أماهم في وراثة هذا الأمر؛ فلذا سميت 
فاطمة اة ثم إن الوجه في كون اسمها مشتقاً معنوياً من اسمه تعالى هو أنه تعالى هو 
الذي فطم من النار عباده. ولكن أظهر هذه الصفة فيها صرح بهذا في حديث محمد 
ابن مسلم الثقفي حيث يقول الله تعالى: «إغا أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعى» 


REA E ۱V4‏ +الأنوانالساطغة 


إلى قوله: «ولیتبین ملائكتي موقفك مني» أي ليظهر أنك مظهر هذه الصفة وهو 
النجاة من النار. واصرح من هذا قول أبي جعفرظة: واللّه لقد فطها اللّه تبارك 
وتعالى بالعلم. ومن الطمث في الميثاق. 

ومن المعلوم أن الطمث لم يكن في الميئاق؛ وإغا معناه أنه تعالى جعلها مظهراً 
لعلمه ولطهارته الذين أثرهما القطع عن الطمث» وقوله: بالعلم, أي با منحها: اللّه 
من علمه ومعارفه الذي هو سبب لتقربها إليه تعالى المستلزم لتلك الطهارة المعنوية, 
كما أشير إلہا في حديث مصباح الأنوار عن أبي جعفر لية. 

ثم إن امحدث الجلسي (رضوان الله عليه) قال: بيان: لا يقال: المناسب على ما 
ذكر في وجه التسمية أن تسمى مفطومة إذ الفطم بعنى القطع بقال: فطمت الام 
صبيهاء وفطمت الرجل عن عادته وفطمت الحبل, لأنا تقول: كثيرا ما يجىء فاعل 
بمعنى مفعول, كقوطم: سر كاتم ومكان عامرء وكا قالوا في قوله تعالى: إعشية 
راضية» و «ماء دافق) ويحتمل أن يكون ورد الفطم لازما أيضاً. 

قال الفيروزابادي: افطم السخلة حان أن يفطم فإذا فطمت فهي فاطم 
ومفطومة وفطيرء انتهى. 

ويمكن أن يقال: إنها فطمت نفسها وشيعتها عن النار وعن الشرور. وفطمت 
نفسها عن الطمث لكون السبب في ذلك ما علم الله من حاسن أفعاها ومكارم 
خصاهاء فالإسناد يحازيء انتهى. 

أقول: وعلى هذا يفسر ما روي عن الصادق ا أنه قال: سميت فاطمة 
لاتقطاعها عن شاد رما فلا ووا وعسيا را طا روي: سميت فاطمة 
لانقطاعها عن فواطم التسعة. 

هذا بحسب اللغة وتطبيق معناه اللغوي عليها 82 إلا أنه قد علمت أن السرٌ فيه 





.]3 ص١ رياحين الشريعة ج‎ -١ 


فى شرح الزيارة الجامعة و ال ا مقو VEER‏ 


هو کو هاف مظهراً لصفته تعالى بنحو تقدم» وأما ماورد من أنها مشتق معنى من 
الفاطر (كما تقدم في حديث أبي هريرة عنه صلى اللّه عليه وآله) وکا في البحار”", 
عن تفسير العسكري ل في حديث طويل إلى أن قال لك فقال: ما هذه الأشباح 
يارب؟ فقال: يا ادم هذه الأشباح أفضل خلائق وبريّاتي. هذا حمد وأنا الحميد 
لمحمود في أفعالي شققت له اسا من امي وهذا علي وأنا العلي العظيم شققت له اسا 

من اسمي وهذه فاطمه وأنا فاطر السموات والأرضين, فاطم أعدائي عن رحمقي 
وم فصل قضاني. وفاطم أوليائي عا يعترهم ويشينهم. فشققت ها 8 من اسمي. 
وهذا امسن وعدا لين وأنا اتسين ال فقت ها انثا من 

فا معنى اشتقاقها من الفاطر فأقول: في الجمع: قوله تعالى: 0 ات 
أي خالقها ومبتدعها ومخترعها من فطره يفطره (بالضم) أي خلقه. 

وعن ابن عباس: كنت لا ادري ما فاطر السموات حتى أتاني اعرابيان 
يختصمان في بر فقال أحدهما: أنا فطرتهاء أي ابتدأت حفرها. 

إذا علمت هذا فاعلم: أنه يحتمل أن يكون وأنا فاطر السموات والارضين قد 
ذكرت في مقام العلة لأفعاله تعالى التى منها أنه فاطم الأعداء عن الرحمة, والأولياء 
عا يعذمهم يعني إغا أنا فعلت ما فعلت لأني فاطر السموات والارضين أي مبتدعها 
وخالقها. فلي السلطنة عليها كيف ما أشاء وكيف ما أفعل؛ ؛ ولذا عقبه تعالى بقوله: 
فاطم أعداي, فإن هذا هو الاسم الأصلي الختص به ذاتاً. وقد أظهره فيها يي حيث 
جعلها سبباً لفطم الأعداء عن الرحمة والأولياء عن النار كما شرحته الأحاديث 
السابقة: 

ويمكن أن ن يكون معنى الفاطر من الفطور وهو الانشقاق الحاصل في الشيء 
بالكسر والثقل ونحوهماء فحينئذ معنى كونه تعالی فاطراً أي يكون بقدرته تعالى 
عليها مسلطاً. 





.531 -البحار ج 7 ص‎ ١ 


لهل مسي وم مج ةلقان ارط كلالح 307751110 الأنواز الساطعة 


قال في المجمع: «السماء منفطر به) أي مثقلة بيوم القيمة اثقالاً يؤدي إلى 
انفطارهاء وانفطرت السماء انشقت. والفطور: الصدوع والشقوق «ويتفطرن» 

وحينئذ يكون اشتقاق فاطمة من الفاطر بلحاظ أن الفاطر با ان له معنى عاما 
دالاً على القدرة والتاثير في الأشياء كالمساء مثلاً بحيث يجعله منشقَاً. فلا محالة هو 
حاك عن القدرة ولاريب في أن الفطم بمعنى القطع في مصاديقه المذكورة في 
الأحاديث يا علمت, إنما هو أحد مصاديق القدرة وآعماها في الموجودات خصوصا 
في يوم القيامة بالنسبة إلى الأولياء والأعداء كما علمت. هذا كله في اشتقاق 

وأمّا اسم على 3: فقد ظهر مما ذكر كيفية اشتقاقها المعنوي من العلي الأعلى أو 
العلي العظير. حيث إن أصل العلو بقول مطلق يكون له تعالى على جميع ماسواه, 
ويكون فرعه وظهوره واشتقاقه في علي أميرالمؤمنين2ة. 

وإليه يشير ما تقدم من قول الي : وكان نوري حيطا بالعظمة, ونور علي 
حيطا بالقدرة. فعلي ل بظهور علوه تعالى فيه فهو علي من العلي الأعلى. 

وأمّا اشتقاق الحسن والحسين نيت كما في الحديث السابق من قوله تعالى: وأنا 
ذو الإحسان وهذا الحسن. وأنا ا محسن وهذا الحسين وكا في هذا الحديث,. وكا في 
بعض الأحاديث من قوهم: يا قدي الاحسان بحق الحسين فتوضيحه أنه في الجمع: 
والحسن نقيض القبح والجمع حاسن على غير قياس. إلى أن قال: وحسنت الشيء 
تحسينا زينته. 

أقول: الحسن معناه ما يساوق الجميل, وله مصاديق كثيرة كما ذكر في الآيات 
وغيرها فاذا عدّى بباب الأفعال أو التفعيل فعناه جعل الشيء حسناً أو ايجاد الأمر 
ا لحسن, فال حسن هو الذي يفعل الأمور الحسنة ىا ورد في قوله تعالى: «إنا نريك 


فى شرح الزيارة الجامعة امن سي ا RE Ae‏ م 


من المحسنين 008 

عن أبي عبداللّه فد قال: كان يوسع الجلس ويستقرض للمحتاج ويعين 
الضعيف. 

ومن المعلوم أن ايجاد الأمور احسنة لا يكون إلا من له الحسن وله ملكة ايجاد 
الأفعال الحسنة. 

وحينئذ نقول: قد علمت أن الاشتقاق المعنوي لا يلاحظ فيه قواعد اللغة 
والألفاظ, بل الملحوظ فيه هو المعاني الأصلية والفرعية؛ فقوله: انا ذو الاحسان أي 
حقيقة هذه الصفة قائُة بي وهو كونه تعالى صاحب الإحسان. وواجد ما به 
الاحسان. من الأمر الحسن القاتم به تعالى. 

وقوله تعالى بعد ذلك: «وهذا الحسن» أي هذا من جعلته مظهراً للحسن الذي 
هو قائم بي فجميع ما يكون من الحسن في الحسن ل من الصفات والأفعال 
والقدرة والولاية إنغا هو ظهور لحسنه تعالى. 

وقوله تعالى: «وأنا امحسن وهذا الحسين» فعناه بلحاظ الاشتقاق المعنوي هو 
أن صفة الحسنية تكون أولاً وبالذات قائمة به تعالى بالبيان المتقدم. وتكون هذه 
الصفة ظاهرة في الحسين ل ولذاكان نجاة الخلق بهل أكثر من غيره بحسب 
الظاهر. كما هو المشاهد من التوسل به بذكر المصائب وبزيارته ا ولهذا الكلام 
شرح طويل في حله. 

أقول: وما ذكرنا يكن أن تعرف كيفية اشتقاق أسماء ساير الائمة يل بعد 

الجهة الثالثة: في معنى العبد. 

أقول: قد يبحث فيه بلحاظ اللفظ. وقد يبحث فيه بلحاظ المعنى. 

أا الأول: ففي المجمع: قوله تعالى: (ونحن له عابدون» أي خاضعون إذلاء من 


. ۳٦: فسوي-١‎ 





RA ۱۷۸‏ 0 الوا التساطفة 


قوهم: طريق معبد أي مذلل قد عثر الناس فيه؛ وقال قبل هذا قوله تعالى: قل إن 
كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) يعني إن كنتم تزعمون للرحمن ولداً فأنا أول 
الجاحدين لما قلتم والآنفين من قوهم: عبد إذا جحد وانف. 

وفيه: والعباد في الحديث والقران جمع عبد وهو خلاف الحر, والعبيد مثله» وله 
جموع كثيرة والأشهر منها أعبد وعبيد وعباد, ففعناه لغة هو الخنضوع والذلّة وبعنى 
جحد وأنف وله اشتقاق بهذا المعنى» وأما معناه الاسمى الجامد فهو خلاف الحر. 

وأا الثاني: ففي معناه (أي العبادة) تعبيرات ‏ فف المنقول عن الشيخ أبي علي: 
هي غاية ا مخضوع والتذلل ولذلك لا تحسن إلا لله تعالى الذي هو مولى النعم» فهو 

وقيل: العبادة بحسب الاصطلاح هي المواظبة على فعل المأمور به والفاعل 
عابد وا جمع عباد. 

وف المجمع: قال الحقق الطوسي في الأخلاق الناصرية: قال الحكماء: عبادة اللّه 
ثلاثة أنواع: 

الأول: ما يجب على الأبدان كالصلاة والصيام والسعي في المواقف الشريفة 
لمناجاته جل ذكره. 

الثاني: ما يجب على النفوس كالاعتقادات الصحيحة من العلم بتوحيد الله 
وما يستحقه من الثناء والقجيد والفكر فوا أفاضه الله سبحانه على العام من وجوده 
وحكمته. ثم الاتساع في هذه المعارف. 

الشالث: ما يجب عند مشاركات الناس في المدن وهى في المعاملات 
و ات واا ك واه الأباناك ارش ال الي ررب الما نات 
وجهاد الأعداء والذب عن الحريم وحماية الحوزة -انتهى. 

أقول: قال الراغب في المفردات ما ملخصه: أان العبودّيه. إظهار التذلل والعبادة 
أبلغ منها؛ لأنه غاية التذلل. ولا يستحقها إلا مَن له غاية الآفضال وهو الله تعالى 


AE E E OO فى شرح الزيارة الجامعة‎ 


وهذا قال: «ألاً تعبدوا إلا إياء). 


والعبادة ضربان: 

الضرب الأول: عبادة بالتسخير كسجود الحيوانات والنباتات والظلال قال 
الله تعالى: «وللّه يسجد مَّن فى السئوات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالغدو 
والآصال)' فهذا سجود تسخير, وهو الدلالة الصامتة الناطقة المنّهة على كونها 
يخلوقة وأنها خلق فاعل حكيم. 

والضرب الثاني: عبادة بالاختيار وهي لذوي النطق وهي المأمور بها في نحو 
قوله تعالى: (اعبدوا ربكم»”". 

والعبد يقال: على أربعة أضرب: 

الأول: عبد بحكم الشرع وهو الإنسان الذي يصح بيعه وابتياعه نحو العبد 
بالعبد. 

والثاني: عبد بالعبادة والخدمة, والناس في هذا ضربان: 

عبد للّه مخلصاً كقوله تعالى: «وعباد الرحمن, إن عبادي. عبدنا أيوب. عبداً 
شكوراً» ونحو ذلك. 

وعبد للدنيا واعراضها وهو المعتكف على خدمتها ومراعتها قال النبي يَلهُ: 
«تعس عبد الدرهم وتعس عبد الدينار». 

وعلى هذا النحو يصح أن يقال: ليس كل إنسان عبداً لله فإن العبد على هذا 
معنى العابد. لكن العبد أبلغ من العابد. والناس كلّهم عباد الله بل الأشياء كلها 
كذلك لکن بعضها بالتسخير وبعضها بالاختيار. انتهى. 

وقال الحكيم المتأله السيزواري في شرحه الأسماء من دعاء الجسوشن: فإن 


.16 :دعرلا-١‎ 
.73١ "-البقرة:‎ 


ika 14۰‏ ا الع 000 الآتوا نالستاطعة 


العرفاء ثلثوا القسمة وقالوا: العبادة للعامة وهو التذلل لله تعالى» والعبودية 
للخاصة الذين صححوأ النسبة إليه تعالى بصدق القصد إليه في سلوك طريقه 
,والعبودة: لخاصة الخاصّة الذين شهدوا نفوسهم قائّة بالحق في عبوديتهم فهم 
يعبدونه في مقام احدية المجمع والفرق.. الح. 

وفي مصباح الشريعة: قال الصادق 942: العبودية جوهرة كنهها الربوبية. فا 
فقد من العبودية وجد في الربوبية, وما خف عن الربوبية أصيب في العبودية. 

إلى أن قال كة: وتفسير العبودية بذل الكل وسبب ذلك منع النفس عا تهوى, 
و یا کرم 

إلى ان قال : وحروف العبد ثلاثة (ع ب د) فالعين علمه بالله. والباء بونه 
عمن سواه» والدال دتوه من الله تعالی بلاكيف ولا حجاب الح. 

وروى الشيخ الهاي (عليه الرحمة) في الكشكول عن خط الدروس عن 
عنوان البصري إلى أن قال (أي الصادق 32): يا أبا عبد الله ليس العلم بالتعليي» 
وإنما هو نور يقع على قلب من يريد اللّه تبارك وتعالى أن بهديه, فإن أردت العلم 
فاطلب أولاً في نفسك حقيقة العبودية. واطلب العلم باستعماله واستفهم الله 
يفهمك. قلت: ياشريفء قال: قل يا اباعبد الله قلت: يا ابا عبد الله ما حقيقة 
العبودية؟ قال: ثلاثة أشياء, أن لا يرى العبد لنفسه فيا خوله الله ملكا لأن العبيد 
لايكون هم ملك. يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم الله (ولا يدبر العبد 
لنفسه تدبيراً). 

وجعل اشتغاله فيا أمره الله تعالى به ونهاه عنه» فإذالم ير العبد لنفسه فيا خوله 
اللّه ملكاً هان عليه الإنفاق فيا أمره الله تعالى أن ينفق فيه, وإذا فوض العبد تدبير 
نفسه إلى مدبرها هانت عليه مصائب الدنياء واذا اشتغل العبد مما أمره الله تعالى 
ونهاه لا يتفرّغ منهما إلى المراء والمباهاة مع الناس. وإذا أكرم اللّه العبد بهذه الثلاثة 
هانت عليه الدنيا وابليس وا مخلق. ولا يطلب الدنيا تكائراً أو تفاخراً. ولا يطلب ما 


فى شرح الزيارة الجامعة Ee‏ ا ان 


عند الناس عرّاً وعلواً. ولايدع ايامه باطلاً. فهذا أول درجة التق قال الله 
تعالى: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوأ فى الارض ولا فسادا 
والعاقبة للمتقين». الحديث. 

وقيل:العبادة نصب العبد نفسه في مقام المملوكية لربّه. وما تقدم من أن 
العبودية هو الخضوع فإغا هو تفسير باللازم. 

وبعبارة أخرى: أن اعتبار العبودية من أحد لله تعالى. بعد طرح خصوصيات 
موارد استعماهاء ليس إلا أن يرى العبد نفسه مملوكة للّه تعالى ملكاًء يسوغ له تعالى 
من حيث هو مالكه ومولاه أن يتصرف فيه كيف يشاء. وبما أراد. ويسلب عن العبد 
استقلال الإرادة مطلقاً فهو سبحانه مالك كلّ ما يسمى شيئاً حقيقة. الملكية. فأي 
شيء فرض من ذوي العقول. بل ولا من غيرهم من ذوي الشعور والإرادة لا يهلك 
من نفسه ولا من غيره شيئاً لا لنفسه ولا لغيره من ضر ولا نفع ولا موت ولا حيؤة 
ولا نشور. 

وهو (أي العبد) لا يستقل بالنسبة إلى أمر في الوجود من ذات أو وصف أوفعل 
أبداً اللّهمّ إلا ما ملكه الله تعالى ذلك تقليكاً بحيث لا يبطل ملكه تعالى أيضاً ولا 
ينتقل به الملك عنه تعالى إلى غيره وذلك بنحو بينه ل في قوله: «بل هو المالك لما 
ملکهم. والقادر على ما عليه أقدارهم. وهو على كلّ شيء قدير. وبكلّ شيء 
حيط ». 

أقول: وجميع هذه التفاسير يعطى أن العبادة هى الأعمال العبادية. الى تصدر 
من الإنسان ا هي حاكية من تحقق صفة العبودية ف قلب العابد. ولا فهو صورة 
محض لا أثر طاء فالانسان إا يكون عابداً له تعالى إذا تحقق في قلبه صفة العبودية, 
وهي النضوع والانقياد. ونصب الإنسان نفسه في مقام المملوكية. وأما العبودية 
التي عرفت تفسيرها عن المحقق السبزواري فهو معنى مختصٌّ بالأولياء الواصلين 
إلى مرحلة الفناءء وشرحه موكول إلى حله. 


RAR ۱۸۲‏ الشتاطكة 


وكيف كان فهو َة عبد له تعالى بتام معنى العبودية والعبدية المفسرة في 
التعابير السابقة وذلك بالعقل والنقل. 

أا الأول: فإنه يي بظاهره وباطنه عبد داخر لله لا بيلك لنفسه نفعاً ولا ضرا 
إلا باللّه كا هو أقر لنفسه بُ بذلك. 

وأا الثاني: فلقوله تعالى: «إتبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون 
للعالمين نذيرً) وقوله تعالى: إسبحان الذى أسرى بعده ليلا فقد أشبت 
يلي صفة العبدية له تعالى. وكف به دلالة ودليلاً. 

هذا وقد ثبت في حله أن صفة العبودية مقدمة على صفة الرسالة, وأنها أخص 
من الرسالة وأقرب؛ وذلك لأنّ العبوديّة خصوصاً في مثله بب هو الاستغراق في 
خدمة المولى؛ الذي يفسر قوله ا فيا تقدم من ان العين يدل على علمه باللّه تعالى. 
والباء على بونه من الخلق. والدال على دنوه من الخالق, فهذه الجمل هي حقيقة 
الاستغراق في خدمة المولى والفناء عن الخلق والنفس والدنيا كا لا يخق. 

ويدل على لزوم تقديم العبودية على الرسالة نظراً إلى أن قوام الرسالة 
بالعبودية ما رواه فيالكافي عن الصادق ليه قال: إن اللّه اتخذ إبراهيم عبدأً قبل أن 
يتخذه 5 وأن الله اتخذه نبياً قبل أن يتخذه رسولاً. وأن الله اتخذه رسولاً قبل ان 
يتخذه خليلاً. وأن اللّه اتخذه خليلاً قبل أن يجعله إماماً فلما جمع له الأشياء قال: 
لِإِنَى جاعلك للناس إمامً”", ومثله أخبار أخر. 

وأمّا الرسالة: فهى إيصال أمر المرسل (أي الله تعالى) إلى الخلق, وهو مقام بعد 
بقاع الو دة ور جد ت حقائق الجرة واا ی ی 

الجهة الرابعة في شرح قوله: المنتجب ورسوله المرتضى, أقول: 


.١:ناقرفلا-١‎ 
١ -الإسراء‎ ١ 


:"'-البقرة : 1؟١.‏ 


فى شرح الزيارة الجامعة بج 00221311 ESE Na‏ 


في الجمع: النجيب الفاضل من كلّ حيوان, وقد نجب (بالضم) ينجب نجابة: إذا 
كان فاضلاً نفيساً في نوعه. وا جمع النجباء.. إلى ان قال: وانتجبه اختاره واصطفاه. 
والمنتجب: الختار. 

وعن القاموس: النجب محركة الحاء الشجر, أو قشر عروقهاء إلى أن قال: 
وانتجبه أخذ قشره. 

أقول: فني المقام يراد منه عبد قد كشف الله تعالى عنه جميع الحسجب بينه 
تعالی وبينه يله حتى أوصله إلى قاب قوسين أو أدنى. 

وأما قولهل#ة: ورسوله ا مر تضى. إشارة إلى قوله: إعالم الغيب فلا يظهر على 
غيبه أحداً # إلا من ارتضى من رسول»7". 

فعن الكافيء عن الباقر ا في هذه الآية قال: وكان محمد ييه من ارتضاه. 

وعن الخرائج» عن الرضائية في الآية: فرسول الله عند الله مرتضى» ونحن 
ورثة ذلك الرسول. الحديث. 

وقد يقال في وجه اتصاف العبد: بأنه المنتتجب والرسول بكونه المرتضى. ويقدم 
الأول على الثاني؛ لن الاتتجاب أخصٌ من الارتضاء. إذ قد يرتضي الشخص شيئاً 
غاا أ أو شخصاً. وإن لم يكن ذلك المرتضى خيرة الموجودين ومنتجباً بقول مطلقاً 
في جميع الأمور وهذا بخلاف المنتجب فإنه مرتضى بقول مطلقاً. فكلّ منتجب 
مرتضى ولاعكس, ثم إنه لم كان المنتجب أخصٌء وعلمت أن العبودية أخصٌ صفة 
للعبد ا مخاص وهي أقرب من الرسالة, وصف به العبد الأخص من الرسول. 

هذا وقد تقدم قول أميرالمؤمنين ل في خطبة يوم لديروا عة فق قوله هه 
أشهد أن ع لا إله إلا الله وأشهد أن حمداً عبده ورسولهء استخلصه في القدم على سايرٍ 
الأمم على علم منه. انفرد عن التشاكل والقائل من أبناءالجنس. وانتجبه آمراً 
وناهياً عنه. أقامه في ساير عالمه في الأداء مقامه. إذكان لا تدركه الأبصار, ولا 


,.37-57:نجلا-١‎ 








144 م اماشوط Ea‏ كد الأنوارالمتاطعة 


تحويه خواطر الأفكار, ولا تمثله غوامض الظنون في الأسرار. 
وتقدم شرحه وهذا كاف في بيان معنى الانتجاب. وأنه أمر قبل الرسالة كما لا 
يخق, والحمد للّه ربٌ العالمين. 


قوله 4 :أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدي نكله ولوكره 
المشركون / 

أقول: تحقيق الكلام فيه يقع في أمور: 

الأمر الأول: أقول: هذه الجملة اقتباس من قوله تعالى هو الذى أرسل رسولّه 
بالهدى.... فني مرآة العقول'". عن الكافي. عن أبي الحسن الماضي ا قال: 
اة عن قول اللّه عزوجل: ايريدون ليطفئوا نور اللّه بأفواههم». قال: يريدون 
ليطفئوا ولاية أميرالمؤمنين 98 بأفواههم, قلت: «واللّه متم نوره» قال: واللّه متم 
الإمامة لقوله عزوجل: «فآمنوا باللّه ورسوله والنور الذي أنزلنا) فالنور هو 
الإمام» قلت: «هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق» قال: هو الذي أمر 
رسوله بالولاية لوصيه والولاية هي دين الحق, قلت: إليظهره على الدين كله», 
قال يظهره على جميع الأديان عند قيام القايم (عج) الحديث. 

وعن مجمع البيانء وروى العياشي بالإسناد عن عمران بن ميثم» عن عباية أنه 
سمع أميرالمؤمنين ا يقول: هو الذي أرسل عبده بالهدى ودين الحق ليظهره على 
الدين كله, اظهروا ذلك بعد؟ قالوا: نعم» قال: كلا والذي نفسي بيده حتى لا يبق 
قرية إلا وينادي فيها شهادة أن لا إله إل الله وحمد رسول الله بكرة وعشيا. 

أقول: الآية ذكرها + اقتباساً؛ ولذاذكرلية عبده بدل رسوله المذكور في الآية, 
ولعلّه نزلت هكذا أيضاً واللّه العالم. 
١-التوبة‏ : ۳۳. 
۲ -مرآة العقول ج ۵ ص .٠۳۲‏ 


ES mE TRESS eS فى شرح الزيارة الجامعة‎ 


وفي تفسير نور الثقلين'", عن كتاب كمال الدين وتام النعمة بإسناده إلى أي 
بصير قال: قال أبو عبداللّه به في قوله عزوجل: هو الذى أرسل رسوله بالهدى 
ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون» فقال: واللّه ما نزل تأوليها 
بعد. ولا ينزل تأويلها حتى يخرج القابم (عج) فإذا خرج القائم (عج) م يبق كافر 
بالله العظير ولا مشرك بالإمام إلاكره خروجه» حتى لو كان كافر أو مشرك في 
بطن صخرة لقالت: يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله. 

وعن الجمع, عن الباقر لا في هذه الآية: أن ذلك يكون عند خروج المهدي من 
آل محمد (صلوات الله عليهم) فلا ببق أحد إلا اقر محمد 

وفي خبر آخر عن العياشي قال: ليظهره الله في الرجعة. 

وعن مجمع البيان أيضاً: قال المقداد بن الأسود: سمعت رسول اللّه بل قال: لا 
يبق على وجه الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام إما بعرّ عزيز 
أو بذل ذليل أما يعرّهم فيجعلهم الله من أهله فيعزوا به وأما يذهم فيدينون به. 

هذه بعض الأحاديث الواردة في بيان الآية. وسيأقي شرحه في شرح قولهفة: 
مصدق برجعتكم» إن شاء الله. 

الأمر الثاني: قوله تعالى: «بالهدى ودين الحق). 

قد علمت أن دين الحق هى الولاية, وتقدم ما يدل على هذاء وأما الهدى فقد 
تقدم في شرح قولهلكة: «السلام على اة الهدى». بيان معنى الهداية وموارد 
استعراطا نما لا مزيد عليه. إلا انه قد يقال: إن الهداية قد تكون من الهادي بنحو 
توصل بالعناية والتوفيق والمعونة, وذلك بإلقاء النور من اهادي في المهدي حتى 
يشير به. ويكون ذلك مقتضياً ميل طبيعة المهدي إلى ما يريد الله منه. كما تقدم في 
حديثت أي خالد من قولها: و «هم واللّه ينورون قلوب المؤمنين» الحديث مر 
بټامه. 





.1١١ تفسير نور الثقلين ج ۲ ص‎ -١ 


as. 141‏ لف وو ارقت ماسم مزالا سرج /الأحوان النساطفة 


فحينئذ يعدى بنفسه اشعاراً بعدم توسط شيء آخر في الهداية, ولا توقفها على 
أمرء وقد يكون بإرائة الطريق الأقرب» ورفع الموانع المقتضية للضد. وذلك باللطف 
والتوفيق من الهادي بالنسبة إلى المهدي, فحينئذ يعدّى باللام إشعارا بقرب المسافة 
المستفاد من اللام» وبتسهيل السير إلى المطلوب. وهذا في تلو المرتبة الأُولى إذ ليس 
فيها الايصال إلى المطلوب. إلا أنه بلحاظ اللطف والتوفيق قد جعل 
الوصول إلى المطلوب ميسّراً للمهدي فيصل إليه بذلك اللطف والتوفيق. وقد 
يكون بإرائة الطريق وتخلية السرب دون بذل اللطف والتوفيق, بل العناية بها من 
اهادي تقف على ميل المهدي» فحينئذ يعدى بإلى إشعاراً ببعد المسافة المعبر عنه 
بتوقف اللطف على ميل العبد واللّه الحادي. 

الأمر الثالث: لا ريب في أن الهداية اها من المعنى قد ظهرت منهم نك إلى 
الخلق, إلا أن الخلق متفاوتون في قبول الهداية سواء فسرت الهدى بالولاية أو 
بالأعم؛ وذلك لاختلاف قبول قلوب الناس نور المعرفة والولاية فحينئذ نقول 
توضيحاً لذلك: 

في مرآة العقول", عن الكافي. عن أحمد بن محمد مرسلاً قال: قال أبو 
عبداللّه.#ة: دعامة الإنسان العقل» والعقل منه الفطنة والفهم والحفظ والعلم. 
و يكل وهو دليله ومبصاره ومفتاح أمره. فإذاكان تأييد عقله من النوركان 
عالماً حافظاً ذاكراً فطناً فهما فعلم بذلك كيف ولم وحيث» وعرف من نصحه ومن 
غشّه فإذا عرف ذلك عرف مجراه ‏ وموصواة ومفصوله, وأخلص الوحدانية للّه 
والاقرار بالطاعة, فإذا فعل ذلك كان مستدركاً لما فات وواردأعلى ما هو صائر. 
وذلك كلّه من تأييد العقل. 

وفيه"» بإسناده عن أبي خالد الكابلي قال: سألت أبا جعفرلظة عن قول اللّه 


١مرآة‏ العقول ج ۱ص ۸۱. 
۲ -مراة العقول ص 5017. 


في شرح الزيارة الجامعة لو eS‏ ةا 


تعالى: «فامنوا باللّه ورسوله والنور الذى انزلنا» فقال: يا أبا خالد النور واللّه 
الأة لق يا أبا خالد لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة 
بالنهار, وهم الذين ينورون قلوب المؤمنينء ويحجب الله نورهم عمّن يشاء فتظلم 
قلوبهم ويغشاهم بها. 

وفي النصال”", عن أي عبداللّه جعفر بن حمد. عن أبيه. عن آبائه عن علي 380 
قال: المؤمن يتقلب في مسة من النور. مدخله نور ومخرجه نور وعلمه نور وكلامه 
نور» ومنظره يوم القيمة إلى النور. 

وفيه”". عن أبي عبداللّه. عن أبيه له قال: قال رسول الله ل :ربع من كن فيه 
كان في نور اللّه الأعظم. من كانت عصمة أمره شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول 
الله ومن إذا أصابته مصيبة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون, ومن إذا أصاب خيراً 
قال: الحمد لله ربٌّ العالمين. ومن إذا أصاب خطيئة قال: استغفر اللّه واتوب إليه. 

أقول: إذا علمت هذا فاعلم: أن أهل الإيمان طائفتان: 

الطائفة الأولى: عن وف على عن الور ينفتح له باب في قلبه إلى عام 
المعنى والملكوت فلا يعلم | إلا ظاهراً من الحيؤة الدنياء وظاهراً من الأمور الدينية, 
فهو من أهل التقليد. فيكون مشربه من عام المعاملات الدينية. فلا سبيل له إلى 
عالم العقل والأمور العقلائية والروحانية. 

وكيف كان فهو حبوس في قيد الصورة. وهؤلاء على مراتب قد تقدمت 
الإشارة إليهم في أوائل الشرح, وغاية ما يكون العامل منهم ماأشارت إليه الآية 
المباركة: « وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى اله أن 
بتوب عليهم إن الله غفور رحيم 76" وهؤلاء موكل أمرهم إلى القمة فإما ممن 
١-الخصال‏ ص 517 


'-الخصال ص ۲۰۳. 
-القوية :۱۰۲. 


NEMA TT ۱4۸‏ الأنوان الشاطعة 


خفت موازينه. وإما من ثقلت على حسب ما يكتب من أعراهم الملكان. 

الطائفة الثانية: هم السائرون والمسافرون روحاً وقلباً من عالم الصور الى 
عالم المعنى. ومن مضيق المحسوسات الى متسع المعقولات هؤلاء أيضاً قسمان: 

الأول: من يسير بقدمي الشرع والعقل على طريق الآخرة والجنان فهو إما 
يعبد الله خوفا من النار أو يعبد طمعا في الجنة كما تتقدمت الإشارة إليه. فهم 
سائرون إليه تعالىء وفي سبيل مرضاته إلا بنحو يكون مآله إلى دفع المضار عن 
نفسه وجلب المنافع إليه مطلقاً خصوصاً في الآخرة. 

الثاني: من يسير بجناحي العرفان والعشق والحبة في فضاء عالم الحقيقة إلى 
عالم الربوبية ومعدن الإهية متوجهاً بشراشر قلبه وسرّه إلى حضرة مولاه. غير 
ملتفت إلى ما سواه. 

فحينئذ الأقسام بحسب النوع ثلاثة: 

القسم الأول: الواقفون الحجوبون, وهؤلاء لا نتكلّم في حاهم. وإن كان قد 
تقدم في أوائل الشرح بعض الكلام فيهم» وإغا المهم بيان القسمين الآخرين, ثم إن 
الأحاديث المذكورة تشير إلى القسم الأول منها ويلوح إلى الثاني. وهناك أحاديث 
أخر وردت في حال القسم الثاني. وسنذكر بعضها إن شاء اللّه تعالى. 

فقوله81ة: دعامة الإنسان.. اء يشير إلى حال القسم الأول وتوضيحه: أن 
دعامة الثيء هو اصله الذي ينشا منه فروع احواله. وشعب اوصافه وکاله 
ودعامة الانسان العقل الذي منه ينشأ سائر صفاته ا حسنة, والأحوال والملكات 
والقوى والاستعدادات كالفطنة والفهم والحفظ والعلم وغيرهاء كما أن أضدادها 
تنشأ من ضد العقل الذى هو الجهل. كلّ هذا مما أشار إليه ا بقوله: دعامة الانسان 
العقل.. الح. ۰ 

وأوضح الث ذلك ببيان آثاره ولوازمه وبكونه مكملاً للإنسان, ودليلاً وحجة 
له أو عليه ومبصراً له على صيغة الفاعل على بناء الأفعال أو التفعيل» أي جاعله 


فى شرح الزيارة الجامعة . E AS‏ ۱۸۹ 


بصيراً وموجباً لبصيرته. أو بكسر الميم وفتح الصاد اسم آلة أي ما به بصيرته. أو 
يتح ال و لادا مكان اي ما فيه ص و 

وحاصله: أنه موجب لرؤيته للأشياء كا هي. ويكون مفتاح لأبواب العلم 
والرحمة. 

وأما قوله ڊ: فإذاكان تأييد عقله من النور.. الح. فتوضيحه موقوف على بيان 
أمر وهو: أن العقل الذي هو حجة الله تعالى الباطنة بينه وبين خلقه. فإنها يكون 
شأنه الكشف كالسراج» وقد تقدم قول الصادق 892: العقل كالسراج وسط البيت. 
فشأن العقل هو الإراءة وهو خلق روحاني دقيق لطيف انه إراحة امور 
الملكوتية والإطية, فهو بنفسه يكشف عا يتعلق به. فإن کان ف الأجور المادية 
الدينية. فيظهر لصاحبه حقيقتها. وإن كان من امور الإهية. فيظهر له تلك الأمور 
الإفية ار 

وبعبارة أخرى: أنه لاب من منظر ومرءى للعقل؛ ؛ لكي يعطي كشفاً لصاحبه 
عن ذلكء فحينئذ قولها: «فإذا كان تأييد عقله من النور» يشير إلى أن ن المنظر له 
إذاكان عن التو أى اعات التوربآن أراء الوارد الغالئة من الور الاظية من 
حقائق الأسماء الحسنى والمعارف الربوبية ونحوهاء وأعمل صاحب العقل العقل في 
تلك الموارد النورانية التي أراها النور. فلا حالة يتقوى العقل ويترق إلى الكالات. 

وبعبارة أخرى: أن الروح الإنساني يطير بجناح العقل والمعرفة فسيره العقل 
ولكن العقل إفا يسيره اذاكان مويداً بالنور بالنحو المذكور. فيستمد العقل من 
النور ثم يد ما عند الروح في السير إلى الدرجات العالية. 

وليعلم أيضاء أن هذا النور من الملكوات الأخل» ولج هو يورا من الأنواز 
الحسوسة الكائنة في عالم الظلمات, بل الكائن فيها هو العقل الذي هو أيضاً يعبر 
عنه بالنور, إلا أن هذا النور نور ظاهر في عالم الدنياء وذلك نور من سنخ الملكوت 
الأعلى. نعم هو (أي هذا النور) من سنخ النور العقلي إذ الشيء (أي العقل مثلاً) لا 


۱۹۰ .000000-0-000 الأَفَوار الساطعة 


يتقوى ولا یستکل ولا بتغدّی إلا بما هو من سنخ ذاته ونوعه. 

ثم إن المراد من النور الملكوتي الذي شأنه هو ظهور الأشياء عند ا حس والعقل 
هو المعرفة الإلهية التي عرفت أنها لا تكون إلا بإذن الله وليس للبشر فيها صنع, 
ويطلق على أرواح الأمةيي لما علمت سابقا من أن ذواتهم المقدسة إغا هي حقيقة 
الأسماء الحسنى, وهم حقيقة معارف اللَّه تعالى» وقد يطلق على رحمة اللَّه تتعالى 
الشاملة لعباده كلّ بحسبه. وحينئذ يطلق أيضاً على ما يلقيه الله تعالى في قلوب 
العارفين من صفاء وجلاء به يظهر عليهم حقائق الحكم ودقائق الاوز وقد يطلق 
النور على الربٌ تبارك وتعالى؛ لأنه نور الأنوارء ومنه يظهر جميع الأشياء ف 
الوجود العينى. 

ثم أفادظة بعدما بين أن تأييد العقل الإنساني ليس إلا يما هو من جنس العلم 
والمعرفة وسايرها ,أن العقل المؤيد بنورالبصيرة العلمية, أعني العلم باللّه واليوم 
الآخر, بحا ممتدي به الإنسان إلى سلوك السبيل إلى الله ويتمكن من الخلاص عن 
ا لجح والنجاة من العذاب الأليم الذي منشأه البعد عن عام الرحمة والرضوان 
والاحتجاب عن الحق بالهوى إلى عالم الغضب والنيران. وبين أن الإنسان يعلم 
ذلك ويهتدي تلك اهدايات الإلهية بسبب ذلك النور. الذي أيد عقله به وعلم به 
كيفية السلوك إلى الآخرة, ويعلم علّة ذلك السلوك. 

وبذلك تحصل له الداعي للخروج من النقص إلى الكمال. ومن ابوط والدنو 
السفلي إلى الشرف والعلو. ومن الشقاوة إلى السعادةء ومن الظلمات إلى الور 
ويعلم أيضاً جهة الآخرة ومنازها وصراطها المستقي» ويعلم أيضاً الأئمة اداه من 
عة الضلالء والمعلم او من المغوى الغائي, فإذا عرف هذه الأمور معرفة 
صحيحة وعلاً يقينياً عرف مجراه ومسلكه المستقير هو إلى سمته أو معدول عنه 
عضول لمطلوبه الذي يقصده أو مفصول عنه. 

كل ذلك بينه ا بقوله: فعلم بذلك كيف أي كيفية السلوك والوصول إلى 


فى شرح الزيارة الجامعة و ا م عو ال و ل كر 


الدرجات والحقائق (ول) أي عرف العلة التي بها هبط إلى هذا المغزل الادنى الذي 
وقع فيه (وحيث) أي يعلم مواضع الأمور فيضعها فيه كالإمامة يضعها في أهل بيت 
الرسالة. والنصيحة عند من يقبلهاء والحكنة فيمن هو أهل طاء أوعرف الكيفية 
والعلة لنفسه من جهة أنه من أىّ مرتبة وأيّ عالم أ إلى هذا العام . الذي هو فيه 
اليوم. وإلى أيّ مقام ومصير يرجع من هذا العالم. 

وكيف كان انه يعلم حينئذ أحوال المبدإ والمعاد وما فيهما والنظر إليها وفيها حق 
النظر والاعتبار. وهذا كماروى عن أميرا مؤمنين ا حيث قال كما في النهج: رحم 
اللّه أمرءاً اعد لنفسه واستعدٌ لرمسه وعلم من أين وفي اين وإلى اين 

فقوله لكة: من أين, إشارة إلى معرفة المبدإ تعالى وملائكته ورسله. 

وقوله: في أين. إشارة إلى معرفة النفس. وكيفية كونها في هذه النشاة. ومعرفة 
عبوديتها وافتقارهاء وكيفية سلوكها منهج النجاة وصراط الآخرة. 

وقوله: إلى أين إشارة إلى العلم بأحوال المعاد. ومناز ها من القبر والبرزخ 
والصراط والميزان والكتاب والحساب والعرض والجنة والنار. 

والحاصل: أن معرفة ذلك كله إنما هو بتأييد العقل من النور (أي نور المعرفة) 
والبصيرة, إذ بذلك النور يخرج ذاته من النقص والقصور, ويسعى إلى الله بقدمى 
الايمان والعبودية. ويطير بجناحي العلم والعمل إلى فضاء عالم القرب والشهود. 

قوله لكا : فإذا عرف ذلك (أي إذا علم العاقل المؤيد بالنور) هذه الأمور. وعلم 
طريق الخير والشر. وسبيلي النجاة والهلاك, وما مبدأ طريق الخير والنجاة. وما 
غايته وما الوقوع في مته. وما العدول عنه, وما الموصل إليه. وما المنقطع عنه بنحو 
مر بيانه. فلاب هذا الشخص أن يخلص للّه بالوحدانية باطناً وقلباً من غير شائبه 
رياء أو غرضء ويقبٌ له تعالى بالطاعة والانقياد بالعبودية ظاهراً وبدناً. فيكون 
بسره وعلنه ونفسه وبدنه وقلبه وقالبه منخرطاً في سلك خدمة مولاه وعبادته 
عارفاً بحقه, مستغرقاً في بحر طاعته طالباً معرضاً عبا سواه. 


14۲ ا اا رويد سوا 1204:1081 الاتوان الستاطفة 


فإذا نزل هذه المغزلة, وتلافى ما فرط والتزم با خضوع وال مخشوع» وكان وارداً 
على الموت والبعث وما بعدهما بقلب سليم وسر صحيح. ونفس خاشعة للّه تعالى. 
صابرة على بلائه. شاكرة لنعمائه. وعقل عارف به عاشق مشتاق لحضرته. طالب 
لما عنده تعالى من النعيم المقيم, الذي لا زوال له ولا اضمحلالء ومن السرور الداشم 
والحضور في الجنان والروح والريحان والرحمة والرضوان. فإذا وصل إلى هذه 
المعارف والألطاف الإلطية علم بحقيقة ما هو فيه الآن وعرف حقيقة الدنيا والعلة 
التي بها هبط إلى آخر ما مرّ. 

. ثم إنه قد علمت أن النور الذي به التأبيد للعقل هو أرواح الانمة للا وأنوارهم 
وله أشار في حديث أبي خالد من قولهة: النور واللّه الأئمة2ك, وقوله: وهم الذين 
ينورون قلوب المؤمنين» ويحجب الله نورهم عمّن يشاء. فتظلم قلومهم ويغشاهم 
بهاء فلا حالة لابد من تحصيل هذا النور منهم بالتوسل بهم والتضرع لدهم» وقد 
تقدم قول الصادق ا في حديث مفضل عن الاختصاص: أجمل الأمر ما استأهل 
خلق من اللّه النظر إليه إلا بالعبودية لنا (أي إلا بالخضوع لنا وبالانقياد والتسليم لنا 
كالعبد في قبال مولاه) فإذا منحوه هذا النور يصل إلى ما ذكرناه آنفاً. 

وإليه يشير أيضاً ما تقدم عن ا مخصال» عن علي: «المؤمن يتقلب في خمسة 
أنوار» الحديث. فإنه حينئذ يصير تمام شؤونه منوراً بنور المعرفة. فلا محالة يكون 
مخرجه ومدخله وعلمه وكلامه ومنظره نور فهذا الشخص قد جلا قلبه فهو 
شاهد الأمور الربوبية. وتحصل له قابلية أن يكون من القسم الثالث المشار إليه 
سابقاً هذا كلّه بعض الكلام في حال القسم الأول من الطائفتين. 

وأما القسم الثاني: أعني بهم من يسير بجناحي العرفان والعشق والحبة في 
فضاء عام الحقيقة إلى عام الربوبية إلى آخر ما تقدم» فهؤلاء قد أشير إلهم في 
الأحاديث نذكر بعضهاء ثم نعقبها بما لابدّ منه في شرحها من الكلام فنقول: 


Ae SE ORA ES في شرح الزيارة الجامعة‎ 


في البحار"'» عن إرشاد القلوب. وروى عن المفضل بن صالح قال: قال لي 
مولاي الصادق# يا مفضل إن للّه تعالى عباداً عاملوه بخالص من سره فقابلهم 
بخالص من بره فهم الذين تر صحفهم يوم القيمة فارغاً. فإذا وقفوا بين يديه ملأ 
هام من سر ما أسروا إليهء فقلت: وكيف ذلك يا مولاي؟ فقال: أجلهم انّ تطلع 


الحفظة على ما بينه وبينهم. 
فقوله]2ة: عاملوه بخالص من سرّه. أي بنيّة خالصة لا يشوبها غيره تعالى؛ 
وذلك لخلو قلوبهم عن غيره. 


فف البحار”» وعن سفيان بن عيينة قال؛ سألت الصادق ا عن قول اللّه 
عزوجل:ك إلا من أتى الله بقلب سليم» قال: «السليم الذي يلق ربّه. وليس فيه 
أحد سواه» وقال: «كلّ قلب فيه شك أو شرك فهو ساقط». وإنا أرادوا الزهد في 
الدنيا؛ لتفرغ قلوبهم للآخرة, فهؤلاء قد سلمت قلوبهم عن غيره تعالى» فليس 
فيها إلا الله ولا ريب في أن قلباً ليس فيه غير الله تكون معاملته مع الله بخالص 
من سيرّه. 

ويؤيده ما في مصباح الشريعة, قال الصادق#ة: «صاحب النية الصادقة 
صاحب القلب السليم» لأنّ سلامة القلب من هواجس المذكورات تخلص النية للّه 
فيالأمور كلها قال اللّه تعالى: يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى اللّه بقلب 
سليم». 

أو المراد من قولهلية: «عاملوه بخالص من سرّه» أن قلوبهم قد انعقدت على 
معرفته تعالى؛ ولا ريب في أنها من أخصٌ الأمور وأسرّهاء فلا يفطن ها أحد حتى 
الملائكة. 


١-البحار‏ ج ۷۰ص 105 
"-البحار ج ۷۰ص 05. 


RR ۹4‏ الأنوارالساطهة: 


فف الكافي”". قال رسول اللّهيهة.. إلى أن قال: «وما يضمر الني يله في نفسه 
أفضل من اجتهاد الجتهدين» الحديث. 

ومن المعلوم أن ما يضمره وَل وغ بيغرت بعال ويظهر من قوله: أفضل, 
أن هذه المعرفة المضمرة تعادل اجتهاد الجتهدين بل أفضله. 

وكيف كان فهؤلاء مبتهجون بمعرفتهم له تعالی» ويكون جميع معاملاتهم على 
ما تقتضيه تلك المعرفة كما لايخق. 

وفي البحاز"» عن كتاب الكفاية بإسناده عن يونس بن ضبيان. وكذا في 
تفسير البرهان في قوله تعالى: قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى» 
قال: دخلت على الصادق .إلى أن قال: ثم قاللهة: إن أولي الألباب الذين عملوا 
بالفكرة حتى ورثوا منه حب اللّه فإن حبٌ اللّه إذا ورثه القلب واستضاء به أسرع 
إليه اللطف, فإذا نزل, منزلة اللطف صار من أهل الفوائد. فإذا صار من أهل الفوائد 
تكلم بالحكئة (فإذا تكلم بالحكمة) صار صاحب فطنة, فإذا نزل مغزلة الفطنة عمل 
في القدرة, فإذا عمل في القدرة عرف الأطباق السبعة, فإذا بلغ هذه المغزلة صار 
يتقلب في فكره بلطف وحكمة وبيان, فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته ومحبته في 
خالقه. فإذا فعل ذاك نزل المنزلة الكبرى فعاين ريّه في قلبه. الحديث. 

وف البحار وتفسير الصاف واللفظ للثاني.. وعن الصادق ًة أنه شئل عنهاء 
فقال: الظالم يحوم حول نفسه. والمقتصد يحوم حول قلبه. والسابق يحوم حول ربّه 
عزوجل. قوله سُئل عنها أي عن قوله تعالى: ثم أورثنا الكتاب) الآية. 

ثم إن شرح هذين الحديثين مفصل موكول إلى محله. إلا أن قوله!48: فإذا فعل 
ذلك نزل المنزلة الكبرى, وعاين ربّه في قلبه. يشير إلى حال هذه الطائفة والجمل 
السابقة تشير إلى مراتب سيرهم الموصل هم إلى هذه الدرجة الرفيعة, وحال 


١-الكافي‏ ج ۱ص 1095, 
۲-البحارج ٣ص .٤۰۳‏ 


فى شرح الزيارة الجامعة. E‏ 


هؤلاء هو ما أشار إليه في حديث الصادق لا من قوله ا: والسابق يحوم حول ربّه 
عزوجلء وذلك لأنه لا يكون في قلبه سواه. فلا توجه منه إلى غيره تعالى. وهذه 
نعمة ليست فوقها نعمة كما روى عن الصادقة: ما أنعم الله على عبد أجل من ان 
لا يكون في قلبه مع الله غيره». 

والغرض من بيان هذه الأحاديث الإشارة إلى حال الطائفة الثانية. وأنهم كيف 
اهتدوا بالعقل المؤيد بالنور الذي هو الأعُة كك ومنه يعلم أن جميع الهدايات تكون 
منهم ني فالهدى الذي جاء به الرسول الذي هو الولاية كا تقدم هوهداهم. 
ونورهم الذي به ينورون قلوب المؤمنين من شيعتهم» وقد تقدم ان لهم الولاية 
التكوينية في التصرف في عالم الوجود بإذنه تعالى» وأن أرواحهم هو حقيقة القران 
وحقيقة الأسماء الحسنى. وأنهم أقرب الخلق إليه تعالى. فلا حالة لا تكون هداية 
بجميع مراتبها لأحد إلا وهي منهم ل 

ثم إن لازم العرفان والمعرفة به تعالى هو المحبة والعشق إليه تعالى. وهذه المحبة 
والعشق من فروعها وهما يحصلان من الفكر كما اشار إليه في حديث يونس بن 
ضبيان عن الصادق الا بقوله ا فيه: «وجعل شهوته وحبته ف خالقه». يشير إلى 
قلبه». يشير إلى المعرفة الحقيقية كا لابخق. 

وسيجيء هذا الكلام مزيد توضيح قريباً إن شاء الله تعالى. 


قوله ا: وأشه دأنكم الأئمة الراشدون المهديون 

أقول: الكلام هنا يقع في مقامين: الأول: في بيان الشهادة بولايتهم وإمامتهم. 
والثاني: في بيان كو نهم اي راشدين مهديين. 

المقام الأوّل: وأما الكلام في كونهم نة فقد تقدم. إلا أن الكلام هنا في مقام 
الشهاده هم بذلك فنقول: 


لكل RMSE‏ الساطعة: 


قولهكة: وأشهد أنكم الأئمة الراشدون. في مقام بيان الشهاده الثالثة بعد 
الشهادتين وهذا ستل فرعا 

وبعبارة أخرى: أن الشهادة بولايتهم وإمامتهم لاإبد من أن تكون بعد 
الشهادتين أما عقيدة فهي واجبة بجميع الادلة التي دلت على كونهم نيك أوصياء 
النى ييه كما تقدم في قولهلية: «واوصياء نبي الله» واما الإقرار اللساني فهو 
وبعبارة أخرى: أنه تستحب الشهادة الثالئة عند الاقرار بالشهادتين مطلقاً 
خصوصاً في الأذان والإقامة, نعم فيه لا بعنوان الجزئية ها بل بالعنوان 
الاستحباق التشي. فيكون من قبل سحب ف واجب: أو تج غل 
الاختلاف في الأذان والإقامه. 

وكيف كان فالتصري بالنبوة لدي يستلزم التصبري بإمامتهم. فن شهد 
بالرساله يعد بالإمامةوهذاكان أمراً تعلوماً من صردر السلا نعم ره 
المبطلون؛ ويدل على هذا ما نقل عن الشيخ سعد بن إبراهيم الأردبيلي من علماء 
العامه في كتاب الأربعين له بإسناده الى المقداد بن الأسود الكندي قال: كنت مع 
رسول الله َة وهو متعلق بأستار الكعبة ويقول: «اللّهم اعضدنيء واشدد ازري. 
واشرح صدري. وارفع ذكري». 

فغزل جبرئيل ل وقال له: اقرأً: «ألم نشرح لك صدرك # ووضعنا عنك 
وزرك ‏ الذى أنقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك ‏ (بعلى صهرك)) فقراها الني 
على اگ فألحقها في تأليفه وأسقطها عؤان, فيعلم مه أن المعانقتين فرقوابين 
النبي والوصي مع انه تعالى قد قرنها معاً في هذه القراءة. 

ونحن نذكر أحاديث أخر تدلّ على الاستحباب مطلقاً. ثم نعقبه بالدليل العقلي 
والذوق العرفاني الدال على لزومهاء وأنها كالشهادة برسالته يي فنقول: 


فى شرح الزيارة الجامعة و لك عا قم ا VIVRE‏ 


في البحار”". عن الاحتجاج عن القاسم بن معاوية قال: قلت لأبي 
عبداللّهظة: هؤلاء يروون حديثاً في معراجهم أنه لا أسري برسول اللّه رأى على 
العرش (لا إله إلا الله محمد رسول اللّه أبو بكر الصديق) فقال: سبحان اللّه غيروا 
کل شيء حتى هذاء! قلت: نعم. قال: ان الله عزوجل لما خلق العرش, كتب على 
قوامه (لا إله إلا اللّه محمد رسول الله علي أميرالمؤمنين). 

أقول: ثم عدّ عليه بهذا النحو أموراً من الماء والكرسي واللوح» وإسرافيل 
وجبرائيل؛ والسموات والأرضين والجبال والشمس والقمر. 

فقال/#ة: كتب في جميع هذه مثل ما كتب على العرش. إلى أن قال #ة: فإذا قال 
أحدكم: لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه. فليقل: علي أميرالمؤمنين ولي اللّه. 

وفي كتاب القطرة”" للسيد العامة السيد أحمد المستنبط, رواية نقلها عن فقه 
الجلسىي 4 ما هذالفظه: ويستحب أن يزاد في اتتشهد ما نقله أبو بصير عن 
الصاد ق وهو: بسم الله وباللّه والحمد للّه. وخير الأسماء كلها لله أشهد أن لا إل 
إلا اللّه وحده لا شريك لهء وأشهد أن محمد عبده ورسوله» أرسله بالحقّ بشيرا 
ونذيراً بين يدي الساعة. وأشهد أن رب نعم الربٌ وأن حمدا نعم الرسول وأن علياً 
نعم الوصي ونعم الإمام. الهم صل على محمد وآل محمد وتقبل شفاعته في أمته 
وارفع درجته. 

أقول: وهذه الرواية صريحة في استحباب الشهادة الثالثه في التشهدكا لايخق. 

وفيه أي البحار عن ا خصال والأماليء عن جابر: قال رسول اللَّهِيةُ مكتوب 
على باب الجنة: لا إله إلا الله محمد رسول الله على أخو رسول اللّه. قبل أن تخلق 
السئوات والأرض بألفي عام. 

وفيه عن أمالي ابن الشيخ بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله :لا 





5 -البحار ج ۲۷ص‎ ١ 
.77١ "-كتاب القطرة ص‎ 


SR ۱۹4‏ الأتوانالساطعة 


عرج بي إلى السماء» رأيت على باب ال جنة مكتوباً: لا إله إلا اللّه. محمد رسول الله 
علي حبيب الله ا حسن والحسين صفوة اللّه فاطمه أمة الله على باغضيهم لعنة 
اللّه. 

وفيه ع نكتاب اليقين في إمرة أميرالمؤمنين. عن ابن عباس قال: قال رسول 
اللَهييِكُ: والذي بعثني بالحق بشيراً ما استقر الكرسي ولا العرش. ولا دار الفلك. 
ولا قامت السئوات والأرض إلا بأن كتب اللّه عليها: (لا إله إل الله حمد رسول 
اللّه. علي أميرالمؤمنين). 

وفي حديث آخر عن الروضة: مكتوب على أوراق الجنة: (لا إله إلا الله محمد 
رسول اللّه. علي بن أبي طالب ولي الله الحسن وا حسين صفوة اللّه). 

وفيه عن ابن مسعود قال: قال رسول اللَهيِِ.. إلى أن قال: فرفع رأسه (أي 
آدم4) فإذا مكتوب على العرش: لا إله إلا الله محمد نى الرحمة وعلي مقع الحجة, 
من عرف حقّ علي زكى وطاب. ومن أنكر حقّه لعن وخاب, أقسمت بعزتي أن 
أدخل الجنه من أطاعه وإن عصاني, وأقسمت بعزتي أن أدخل النار من عصاه وإن 
اطاعني. 

اقول: قوله تعالى: «من أطاعه» أي أقر بولايته وإمرته (وإن عصاني) أي ولم 
يؤد التكاليف. وقوله تعالى: (من عصاه) اي أنكر ولايته (وإن اطاعني) أي وإن 
عمل بالتكليف. ۰ 

وفيه عن الصدوق, عن أي عبداللّه# قال: مسطور بخط جليل حول العرش: 
لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أميرا مو منين. 

وفيه عن الصدوق, عن هط أنه مكتوب على أبواب السماء وحجب النور 
وأركان العرش: لا إله إلا اللّه. محمد رسول اللّه» على بن أبي طالب أميرالمومنين. 
فل ادت الي ۰ 

أقول: ومثل هذه كثيرة في متفرقات أبواب الولاية, ثم إنه يقع الكلام في هذه 


فى شرح الزيارة الجامعة مم ل اانه N‏ و ان لملا ا 


الأحاديث في أمور: 

الأول: أنه يستفاد منها أن هذه الشهادة مقرونة بالشهادتين. وهو يعطي أن 
ولايته وإمرته في عدل وحدانيته تعالی ورسالته يك وأنه لاب من الإقرار بها بعد 
الإقرار بالشهادتين كما في الحديث الأول. 

ولعمري إنه لاشك في هذا بإجماع من المسلمين من أنهم لل هم الذين يقتدى 
بهم في كل شيء؛ لاتفاق الألسن والقلوب على أنهم 24 لا يساويهم من سواهم في 
العلم والعمل والكرم والشجاعة والتقوى والزهد. والتجافي عن دار الغرور, 
والاقبال على الله سبحانه, والقيام بأوامره» والانتهاء عن نواهيه. والإخلاص 
والصدق. وما تقدم من شؤون الولاية التى أثبتتها هم الآيات القرآنية والأحاديث 
الصحيحة النبوية لا . ١‏ 

هذا مع أنهم نيك مغزهون عن النقائض وذمائم الأفعال, لما سيأتي قريباً من أن 
عصمتهم نقيض ذلك أي كونهم منزهين عنها. 

هذا وقد ثبت بالوجدان لكل أحد أنهم لكك في الرتبة الحسنة ا حمودة من كل 
أمر حسن محمود عند الله تعالى وعند جميع الخلق, بحيث لا يدانيهم أحد, ولا تحوم 
حومهم حامٌة الأفكار, ولا تدرك أدنى مقامهم النظائر والأبصار, فحينئذ لا حالة 
يجب على كل أحد بالفطرة الذاتية والعقلية, والوجدان المغزه عن شوائب العصبية. 
وما جبله الله عليه من التوحيد أن يرضى بهم 90 أمّة. بل نرى نحن بالوجدان أنه 
لا يرد هذا أحد من الخلق» إلا عدوهم حسداً وعناداً. 

وحينئذ نقول: الذي يحكم العقل السليم. وما أمر به النبي الكريم, ومانطق به 
القرآن العظيم با لا يستقصي بأنحاء البيان من التصري والتبيين, والتلوج والتعيين. 
والإشارة والعبارة كما لا يخن على ذوي الفكر والدين السليم. بالتسليم هم والرة 
إلمهم والاقتداء بهم» والقبول منهم والأخذ عنهم فيا علم وفيا لا يعلم. هذا وقد 
تقدم من قول الصادق 9#ة: إغا امروا بمعرفتنا والتسليم لنا والرد إلينا فا اختلفواء 


۰ 11131 قار ساطغ 


وهذا أمر لا سترة عليهء وهو ثابت في الدنيا وفي الما الأعلى كما علمت من 
الأحاديث السابقة. 

نعم: يقع الكلام في أنه ما معنى كتابة هذه الشهادة على تلك الأمور من العرش 
والكرسي والجنة وأوراقها وغيرها من المذكورات؟ فنقول: لا ريب في أنه لا يكون 
في عام الوجود إلا ذاته المقدسة جلّت عظمته وصفاته وأفعاله ولا ريب في أن 
الموجودات إا هي مظاهر صفاته وأفعاله, فجميع المظاهر من الصفات والأفعال 
تدل على ذاته المقدسة, وتدل على أنها من آثارها في الوجود وعالم الخلق. وتدل 
على أن المؤثر فيها (اي الصفات والأفعال) هو الواحد الاحد: وهذا هو المراد من 
قوله## كما تقدم من أنه تعالى أجرى توحيده في الخلق, وهذا التوحيد هو التوحيد 
الصفاتي والأفعالي المذكور في كلماتهم ودركه هو الوصول إليه (أي إلى التوحيد 
الصفاقي والأفعالي). 

وبعبارة أخرى: أن جميع الموجودات مظاهر صفاته وأسمائه تعالى. والاسم 
والصفة تدلّ على المسمى دلالة اللفظ على المعنى» هذا وقد علمت أن حقيقة ذواتهم 
المقدسة هى أسماؤه الحسنى وصفاته العليا جلت الاؤه. 

وبعبارة ثالثة: أن جميع الموجودات له جهتان: 

الجهة الخلقية: وهى الحدود التى بعبر عنها بالماهية ويفسر باجنس والفصل 
بلحاظ الآثار الخاصة والعامة كما لايخق. 

والجهة الخالقية: التي يليما الربّ. والتي هي قامة به تعالى وإليه يشير قوله إهة: 
يا من كل شيء موجود به. يا من كلّ شيء قائم به فكل شيء قائم وموجود به 
تعالمى. فالجهة التي بها قوامها منه تعالى هو الجهة الخال قال الله تعالى لا إله إلا 
هو الحىّ القيّوم 74 فقوله تعالی: (القيوم» يشير إلى هذه الأمور. 

إذا علمت هذا فقد ظهر لك: أن جميع الموجودات من العرش والكرسيء والمياه 


.]٠١ :ةرقبلا-١‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة و و ال مق سن Ne‏ 


والجبال, والملائكة. والشمس والقمر بل وكل شيء تما ذكر في تلك الأحاديث؛ وما 
م يذكر بالتفصيل بل أشير إليه بالإجمال فهو مظاهر أسمائه وأفعاله. وكلها تدل 
عليه وحيث إن ذواتهم المقدسة هى حقيقة الأسماء ىا علمت مرارأء فلا حالة 
تكون تلك الموجودات مظاهر تلك الذوات المقدسة, فباعتبار دلالتهبا على 
التوحيد دلالة تكوينية يقال: انه كتب عليها لا إله إل الله ضرورة أن الكتابة هو 
الثبت والثبت في كلّ شيء بحسبه. فإذا كان التوحيد جارياً فيها بأن خلقها الله 
تعالى هكذا (أي دالة على التوحيد) فهى تدل عليه. كا يدل اللفظ على المعنى. بل 
هذه الدلالة آكد من دلالة اللفظ لطرو احتّال الخلاف والاشتباه والاحتال فيه. 
وهذا بخلاف الدلالة التكوينية الالهية كما لا يخق. 

وحيث إن حقيقة النى کل هو حقيقة النبوة والرسالة. وهو حقيقة تجلي الاسم 
الأعظم. كا أشير إليه في الأدعية, وهو التجلي الجامع المتضمن لجميع التجليات 
الإلهية, بحيث يندرج فيها جميع مظاهر الولاية الإهية التي نبتت لأميرا مو منين ا 
ولذا كانت الشهادة بالولاية عقب الشهادة بالرسالة؛ لأنها فرعها وتلك أصلها 
وهذا تفصيلها وتلك إجماها. 

ومن المعلوم أن جميع الموجودات تكون متفرعة من هذا التجلي الأعظم فلا 
حالة كلّ موجود با هو فرع عن هذا الأصل يدل على أصله» وعلى أنه إغا ألبس 
خلع الوجود بماله من الآثار من هذا الأصل الشريف والعنصر العفيف (أعني 
الحقيقة ا لحمدية) التي هو التجلي الأعظم بنحو ما ذكر من الداله في سابقه. فلا حالة 
كل موجود ثبت فيه وكتب عليه محمد رسول الله . 

وحيث إن باطن النبوة كما علمت مراراً هو الولاية, التي هي أولا وبالذات 
للنبي الأعظم, ثم هي للولي أميرالمؤمنين والأئمة بك وعلمت أن الولاية الي هي 
مقام تفصيل النبوة والوسالة تشريعاً وتكويناً هو مقام ومنصب إطي واقع في حدّ 
الوجوب والامكان, بمعنى أن كل تمكن يتقبل بلسان استعداده الفيوضات من المبد| 


۲ لار الشاطفة 


الأعلى بواسطة حقيقة الولاية التي يحملها فيه د وتفصيلها بهم ل فحينئذ لا 
حبالة كلّ موجود با هو أيضاً فرع من هذا الأصل الواسطي الحقيق (أعني الولاية 
اهي حقيقة الأئمة يل يدل على هذا الأصل الأصيل ا تقدم في سابقه. وإغا 
ذكر أميرا مومنين نة لأنه نة رمز لكل ولدليل الاشتراك هم في هذا المعنى كما 
تقدم: أن ما يجري لأوهم يجري لآخرهم» فراجع. 

وإليه يشير أيضا قولهية: الحسن والحسين صفوة الله فإن الصفوة, اها من 
المعنى المتقدم ذكره. هو عنوان لمن له تلك المقامات المولوية كما لا يخق. 

- وامًا ما في بعض الأأحاديث من قوله: فاطمة ني أمة الله فحاصله: أن الأمة فى 

النسوة كالعبد الحقيق في الرجال, فكنا أن العبودية الكاملة. التق هى حقيقة العبد 
المعو ي أعال مقاء, وأعل هن فة اسا لذا ممت غلبا ك تقد مكلك 
صفة الأمتية هي حقيقة العبودية, وبا أنها (صاوات الله عليها) مظهر وحيد 
ا وير الاسم الخفي الإطي الذي تسري منه الألطاف النفوية الإلهية 
فهى ية في جميع شؤونها مخفية ولذا قيل في حقها: الجهولة قدرهاء وذلك لخفائها 
عن الأفهام والبصائر. 

وهذه الجهة عبر عنها ية بالأمة مضافة إلى الله تعالى. وصفة الأمة للّه تعالى 
عنوان لمقامها الذي هو تلو مقام الولاية. غاية الأمر عبر عنها بالأمة لله تعالى, 
رزقنا الله تعالى معرفتها. 

فعنى كتابتها عليها هو أن حقيقتها ل با هي أمة للّه تعالى ظاهرة فيالجنة 
لأهلها. وأنبا متصفة بحقيقة العبودية التي هي منشأ جميع المقامات كما تقد إلا أنه 
لعصمتها عبر عنها بالأمة كا لا يخقء واللّه العالم يحقائق الأمور. 

المقام الثاني (أعني معنى كونهم الراشدين) فنقول: الرشد هو ال هدى. وعن 
اا الانسدامة كان ق و الكل نمع تعيب في 

وفي تفسير نور التقلين. عن مجمع البيان: روي عن أبي عبداللّه أنه قال: 


فى شرح الزيارة الجامعة 1000000 DEE age‏ 


«وليؤمنوا بي. أي وليتحققوا أني قادر على إعطائهم ما سألوا لعلّهم يرشدون (أي 
لعلهم يصيبون الحق وبهتدون إليه). 

ففى هذا الحديث فسّر الرشد بإصابة الحق والاهتداء إليه. ولاريب ف أنهم مه 
هم المصيبون للحق. والمهتدون إليه. والمتصلبون فيه كا هو المشاهد منهم ي في 
أفعاهم وأقواهم كذ وحينئذ فالرشد هو کال روحي (اي كشف للواقع لديه) أثره 
درك الحق وقييزه عن الباطل والمشي عليه بنحو الجزم. 

هذا وقد روى العامة عنه ية أنه قال: عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين 
من بعدي. فإن صح الحديث فالمراد به هم نظ كما روواء فيكون هذا الحديث مفاده 
مفاد ما صح عنه يي عند الفريقين من قوله يِ: إني عخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه 
وعترتي أهل بيق» ومفاد قولهيلِ: مثل أهل بیت كسفينة نوح من ركبها نجا ومن 


ل عل هوي 
ولعل قولهاية: الأئمة الراشدون, يشير إلى أن المروي عند يليك عند العامة لا 
يراد منهم إلا هم 84 كا لا يخق. 


هذا وإن كونهم راشدين أي مهتدين» وأيضاً هم مهديون كما ذكر بعيد هذاء 
فكونهم مهتدين فباعتبار استقامة ذواتهم المقدسة وقوابلهم المطهرة كما أشير إليه 
في حقه َة وفي حقهم 2# (بدليل الاشتراك) في قوله تعالى: إإنك لعلى خلق 
عظيم»”" ولوّح إليه في قوله تعالى: «اللّه أعلم حيث يجعل رسالته) كا لايخ 
على ذوي البصائر. 

وأيضاً بالنسبة إلى أولياء الله أشير إلى هذه القابلية في قول الصادق ا كما في 
توحيد الصدوق: ووضع عنهم ثقل العمل بحقيقة ما هم عليه. 

والحاصل: أنه بعدما جاءت من اللّه تعالى الهداية لكل بحسبه ومنزلته, فن 
١القلم‏ : 3 


.٠۲١ : ؟_الأتعام‎ 


قا التساطعة 


اهتدى بها فهو المهتدي, والناس في ذلك متفاوتون في قبول الهداية؛ لتفاوت ذواتهم 
في الطهارة الروحية كرا وكيفاً إلا الأثمة ا فإنهم لا بقول مطلق هم الراشدون أي 
المهتدون والمصيبون للحن والمهتدون إليه بجيث قبلوا بقوابلهم جميع مراتب 
الاهتداء ىا لا يخن على احد. 

وأما كونهم مهديين. أي الذين هداهم الله تعالى باعتبار عظيم فضله وجزيل 
نعمه عليهم. حتى وقّقهم لكل ما يحب ويرضى با أمدهم من نوره؛ فالاهتداء من 
اقتضاء طهارة قوابلهم يغ والهداية من مدد النور منه تعالى ل هم كما أشير إليه في 
أوائل الشرح في تفسير قوله تعالى: «وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا». 

فهم يلي مهديون بذلك النور وتوضيحه: أنه قد تقدم أن حقيقتهم لل النور 
المغزل عليه يلي وعلمت سابقاً أن ولايتهم وشؤونها إنما هي لأرواحهم النورانية 
فحينئذ نقول: إنهم لل بذلك النور الذي اخترعه الله تعالى من نور عظمته كانوا 
موجودين, وهذا النور ليس غيرهم كا أنهم ك ليسوا غيره, وهذاالنور لعلّه هو 
الحقيقة التي أشير بها إلى جميع الأسماء الحسنى الإلهية. فهم لإ متّقون بذلك النور, 
وهم مشاهدون به جلاله وجماله تعالى الظاهرين هم ني في مقام القرب ساعة بعد 

فهم نيت بهذا النور المفسر بهذا المعنى قد علموا طريق محبته تعالى وتحبته. وقد 
وضع عنهم ني ثقل العمل واعطوائيكة قوة العمل كل ذلك بحقيقة أنهم ليسوا إلا 
ذلك النور؛ ولذا أطلق عليهم النور في القرآن كا علمت. وهذا النور حيث علمت 
سابقاً أن طرفه متصل بذاته المقدسة جلّ وعلا وطرفه الآخر متصل بقلب الإمام, 
وهذا النور يظهر به دائًاً ماله وجلاله الذين هما ملاك كونه تعالى محبوباً طم نه 
بنحو الأتم الأكمل. فبهذا الظهور النوراني أحبوه بقام احبة وأطاعوه. بجيث وضع 
عنهم ثقل العمل, وعرفوا منه تعالى ما عرفوا مما ليس لأحد غيرهم فيه شركة ولا 
نصيب کا لا يخن. 


o. 0 NEE e a Re فى شرح الزيارة الجامعة‎ 


ولماكان هذا النور من نور عظمته تعاال ومتصلاً به تعالی كا ورد: أن نور 
المؤمن لأشد اتصالاً بنور الله من شعاع الشمس اء ومنفصلاً عنه تعالى كانفصال 
شعاع الشمس منها كما صرح به في الأخبار, فلا حالة يكون ذلك النور الذي هو 
حقيقتهم ني مكنا قائماً به تعالى» فهو تعالى حافظ لذلك النور فهو تعالى حافظ 
همي ولطاعتهم, فهم ل اطاعوه بقوته تعالى (أي بحفظه تعالى) بنحو ما علمت. 
ولذلك وضع عنهم ثقل العمل فهم ليسوا إلا حقيقة قبوطم علا ذلك النور. وإنما 
قبلوه لفضله وتفضله وعنايته طم لا . 

والحاصل: أنهم بكينونيته كائنين فهم حينئذ مهتدون مهديون, فتدبر فیا ذكرنا 
تہتدی إلى معرفتهم راشداً إن شاء الله تعالى. 


قوله إيئلا: المعصومون 

ففي المجمع: ويسمى النكاح عصمة لأنها (أي العصمة) لغدً: المنع.. الى أن قال: 
«والله يعصمك من الناس) أي ينعك منهم فلا يقدرون عليك. وعصمة الله 
للعبد: منعه من المعصية وعصمه الله من المكروه من باب ضرب: حفظه ووقاه. 

وفي البحار عن معاني الأخبار. بإسناده عن موسى بن جعفر, عن أبيه. عن 
جدّه. عن علي بن الحسين#ة قال: الامام ما لا يكون إل معصوماً. وليست 
العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها فلذلك لا يكون إلا منصوصاً. فقيل له: يابن 
رسول الله فا معنى المعصوم؟ فقال: هو المعتصم بحبل اللّه. وخبل اللّه هو القرآن لا 
يفترقان إلى يوم القيمة, والإمام مهدي إلى القران» والقران هدي إلى الإمام؛ وذلك 
قول الله عزوجل: إن هذا القرآن يهدى للتى هي أقوم). 

وفيه. عنه» عن الحسين الاشقر قال: قلت شام بن ال حكم: ما معنى قولكم: إن 
الإمام لا يكون إلا معصوماً؟ قال؛ سألت أبا عبداللّه ية عن ذلك, فقال المعصوم هو 
الممتنع باللّه من جميع حارم اللّه. وقد قال الله تبارك وتعالى: ومن يعتصم بالله 


٦‏ لمارف سوه جوم e‏ 1تبد01 7 بالأتوانالساطفة 


فقد هدى إلى صراط مستقيم». 

وفيه. عن إكمال الدين» عن ابن عباس قال: معت رسول الله يقول؛ انا 
وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون. 

وفيه. عن العلل ورواه أيضاً الصدوق في الخصال بإسناده عن سليم بن قيس 
قال: سمعت أميرالمؤمنين2 يقول: إغا الطاعة لله عزوجل ولرسوله ولولاة الأمرء 
وإغا أمر بطاعة أولي الأمر؛ لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصيته. 

وفيه» عن الاختصاص. عن جابر, عن أبي جعفر م قال: سمعته يقول: إن اللّه 
اتخذ إيراهيم عبداً قبل أن يتخذه نبياًء واتخذه نبياً قبل أن ستخذه رسولاً. واتخذه 
رسولاً قبل أن يتخذه خليلاً. وإن اللّه اتخذ إبراهيم خليلا قبل أن يتخذه إمامأء فلا 
جمع له الأشياء وقبض يده قال له: «إإنى جاعلك للناس إماماً» فمن عظمها في عين 
إبراهيم: «إقال ومن ذريتى قال لا ينال عهدي الظالمين». 

قال المجلسي #: قوله: وقبض يده. من كلام الراويء والضميران المستقر 
والبارز راجعان إلى الباقر نة أي قال.22ة: فلا جمع له هذه الأشياء قبض يده أي 
ضح أصابعه إلى كقّه؛ لبيان اجتاع تلك الخمسة له (اي العبودية والنبوة والرسالة 
والخلة والإمامة) وهذا شايع في أمثال هذه المقامات. 

وفيه. عن المخصال: قوله عزوجل: (لا ينال عهدي الظالمين» عني به أن 
الإمامة لا تصلح لمن قد عبد صنماً أو وثناً. أو أشركبالله طرفة غين وان اماك 
بعد ذلك.. الج. 

وفيه عن الاختصاص, عنهم ك.. إلى أن قال: فقال الله تبارك وتتعالى: (إلا 
ينال عهدي الظالمين» . من عبد صا أو وثناً أو مثالا لا يكون إماماً. 

وعن بصائر الدرجات بإسناده عن المفضل. عن أبي عبداللّه لا قال: يا مفضل 
إن الله تبارك وتعالى جعل للبى عله خمسة ة أرواح: روح الحياة ذفبه دب ودرج؛ 
وروح القوة فيه نض وجاهد. وروح الشهوة فيه أكل وشو وأق الان 


في شرح الزيارة الجامعة ms. as‏ ع لام 


حلال. وروح الايمان فبه أمر وعدل. وروح القدس فبه حمل النبوة, فإذا قبض الني 
اتتقل روح القدس فصار في الإمام. وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا 
يسهو. والأربعة الأرواح تنام وتلهو وتغفل وتسسهو. وروح القدس ثابت یری به ما 
في شرق الأرض وغربها وبرّها وبحرهاء قلت: جعلت فداك يتناول الإمام ما 
ببغداد بيده؟ قال: نعم وما دون العرش. 
ومثل هذا الخبر كثير 
وفيه عن الكافي ومن لا يحضره الفقيه (واللفظ للثاني) بإسناده عن سعيد 
الأعرج قال: سمعت أبا عبداللّه يه يقول: إن الله تبارك وتعالى أنام رسول الله ل 
عن صلوة الفجر حتى طلعت الشمسء ثم قام فبدأ فصلى الركعتين اللتين قبل 
الفجر. ثم صلى الفجر. وأسهاه في صلاته فسلم في الركعتين, ثم وصف ما قال ذو 
الشمالين. وإغا فعل ذلك به رحمة هذه الأمة؛ لئلا يعير الرجل المسلم إذا هو نام عن 
صلاته أو سها فيها فقال: قد أصاب ذلك رسول الله 
أقول: قوله: ثم وصف ما قاله: ذو الشمالين الظاهر أنه من كلام سعيد الأعرج 
أي وصف الصادقنىة ما قاله: ذو الثهالين, من سؤاله عند يَية: أقصرت أم نسيت 
كما في كثير من الأخبار, والاخبار في هذا الباب كثيرة جداً. 
وأما معنى العصمة ققد عرفت أنها لغ المنع. 
قيل: وفي اصطلاح أهل العدل لطف ينع المكلف من ترك شيء من الواجبات. 
وفعل شيء من الحرمات, يفعله الله تعالى به غير مانع بسبب القدرة على ترك 
الواجبات وفعل الحرمات. وإلَا م يستحق مدحاً ولا ثواباً. بل لم يكن مكلفاً كا 
سياتي بيانه. 
هذا وقد تقدم قوله ا : هو المعتصم بحبل الله وقوله#ة: هو الممتنع باللّه من 
جميع المحارم. في تفسير العصمة فيكون حاصلها: أن ن الاامام ا يكون في حصنه 
تعالى الذي هو حقيقة القران. وهو بهذه ا حقيقة معتصم بحبل الله ولا يكون 


۸ ع RETA‏ المنتاطعة 


حصنه تعالى غير النور الذي أشير إليه في قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم 
الرجس). 

فف البحار”". عن كنز الفوائد في تفسير الثعلبي قال: قال جعفر بن محمد 
الصادق ##: قوله عزوجل: (إطه» أي طهارة أهل البيت (صلوات اللّه عليهم) من 
الرجس. ثم قرأ: «إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم 
تطهيراً». 

فهم ني دائماً مطهرون من موجبات النقص والمعاصي بتطهير الله تعالى إياهم, 
وبمصاحبة الروح المفسر بالنور الذي هو أعظم من جبرئيل وميكائيل كما تقدم 
0 0 

والحاصل: أن نفوسهم المطهرة البشرية وإن كانت كسائر النفوس البشرية لها 
اقتضاء الخلاف (العياذ باللّه) إلا أنما لما كانت مشاهدة لأنوار جماله تعالى 
ولصحبتهم للنور الإلمى الذي هو حقيقة ارواحهم النورية, التي هي عند ربها دائماً 
كما علمتء فلا حالة تكون نفوسهم معتصمة باللّه تعالى ومتنعة به. فهم معصومون 
به تعالى وبتطهيره تعالى إياهم» فلا تصدر عنهم معصية با ها من المعاني الآنية. 

كيف واللّه تعالى عاصمهم لموتهم بيا في قبضته تعالى» وهو تعالى قد أيدهم 
بروح منه (اي الذي علمته آنفاً) واصطفاهم لسرّه ولنفسه وهم ية أيضاًم يفعلوا 
ولن يفعلوا شيئاً إلا بأمر اللّه کا حكى الله تعالى عنهم بقوله: «عباد مكرمون * لا 
يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) وتقدم أن قلوبهم أوعية لمشية الله وأنهم لا 
. يشاؤون إلا ما شاء الله كل ذلك يدل على عصمتهم» وعلى أنهم معتصمون به تعالى 
كا لايخق. 

فظهر أن العصمة عبارة عن قوة الفعل» واستمداده من ذلك النور الإهي من 


.7١6 ص‎ ٣٢ ج‎ راحبلا-١‎ 
.۲۷ ۲١ : ”-الأنبياء‎ 





في تمرح الر نار د الجامعه As‏ 


حيث لا يغلب مع كونہم ية قادرين على المعاصي حسب نفوسهم البشرية, 
وليس معنى العصمة أن الله تعالى يجبره على ترك المعصية. بل يفعل به ألطافاً يترك 
المعصية باختياره مع قدرته عليها. وتلك الألطاف تكون قوة العقل وكمال الذكاء 
والفطنة. وصفاء النفس وكال الاعتناء لطاعة الله تعالى كلّ ذلك لمصاحبة ذلك 
النور وما دلّت عليه آية التطهير. 

وإلى هذه الألطاف أشار الصادق ا فما رواه في البحار". عن محمد بن تعمان 
قال: معت أبا عبداللّه!8ة يقول: إن الله عزوجل لم يكلنا إلى أنفسناء ولو وكلنا إلى 
أنفسنا لكنا كبعض الناس. ولكن نحن الذين قال الله عزوجل لنا: (ادعونى 

فهم بيذ في حفظه تعالى وكنفه وعصمته مع كونهم ني قادرين على المعاصي. 
-ولوم يكونوا قادرين على المعاصي؛ لكانوا غير مكلفين واللازم باطل فالملزوم 
مثله. والنبي أولى من كلف حيث قال تعالى: «إفاعبد ربّك حتى يأتيك اليقين» بل 
قبل: إنهم لولم يكونوا قادرين على المعصية؛ لكانوا أدنى مرتبة من صلحاء المؤمنين 
القادرين على المعاصى التاركين ها. 

هذا يحب الادلة التقلية من الأيات وال اديت مضافاً إل أن الإراهتين 
العقلية تدل عليه وهى على وجوه: 

منها: أنه لولم يكن النبي أو الإمام معصوماً لانت الوثوق بقوله ووعده 
ووعيده, فلا يطاع فيكون تنصيبه عبثاً. 

ومنها انه لوكان يخطئ لاحتاج إلى من يسدّده ويمنعه عن خطئه فإما ان يكون 
من يسدّده معصوماً فثبت المطلوب وهو لزوم العصمة فيه أو غير معصوم 


فتسلسل وهو باطل. 


١-البحار‏ ج ۲ص ۲۰۹. 


لف ع RA‏ :سوا الساطعة 


ومنها: أنه يقبح من الحكيم أن يكلف الناس باتباع من يجوز عليه الخطا. 

ومنها: أنه يجب صدقه لأنه لوكذب والحال أن اللّه تعالى أمرنا بطاعته؛ لوجب 
علينا أن نطيعه في الكذب وهو محال. 

ومنها: انلو عضي لا لمت علي المذوه ووجب إنكار الرعية عليه فيسقط 
حله عن القلوب. 

ومنها: أن ن القلوب تشمئز من تصدر عنه ا معصية في الأمور العرفية. فكيف في 
امزال فلا حالة تعرض عنه النفوس فتعطل أحكام الشريعة وهوكما ترى. 

فهذه جملة من الأدلة العقلية المركبة من القضايا العقلية أو النقلية, بتي شيء 
وهوأن حِصمه ة الإمام هل تكون عن المعاصي الكبيرة ت أو الأعم منها ومن الصغيرة. 
واااو ترك انوك إن لأف اوی ا ال عور ا 
الزلات القلبية ونحوها؟ فنقول: 

قال الجلسى (رضوان اللّه عليه): تبيين» وحاصله ملخصا: أن الامامية أجمعوا 
عن هة الاد راا رات الله غه )من الوب الصفيرة وال رة 
عمداً أو خطأ أو نسياناً قبل النبوة والامامة وبعدهماء بل من وقت ولادتهم إلى أن 
يلقوا اللّه سبحانه ولم يخالف فيه إلا الصدوق محمد بن بابويه وشيخه ابن 
الوليد(قدس الله روحيهما) فجوزا الاسهاء من الله تعالى لا السهو الذي يكون 
من الشيطان وخلافه) لا يضر بالإجماع لكونهما معلومي النسب. 

وأمًا السهو في غير ما يتعلق بالواجبات واحرمات كالمباحات والمكروهات 
فظاهر أكثر أصحابنا أيضاً الإجماع على عدم صدوره عنهم» يدل عليه مضافاً إلى 
انه سبب لتنفير الخلق منهم, قوله تعالى: وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي 
يوحى 14" وقوله: إن ابع إلا ما يوحى إلىّ4”" ولما ورد بنحوالعموم من التأسي 
١-النجم:‏ 7 ). 


۲ الأنعام : 0۰ 


بأفعاهم وأفواهم. وما ورد عن الرضاءية في وصف الإامامءية: فهو معصوم مؤيد 
«وفق مسدد. قد أمن من ا لمخطإ والزلل والعثار. وغيره من الأحاديث الدالة على 
هذا. وقد تقدم بعضها. ومن أراد الاطلاع كاملاً فليراجع البحار''' فحاصله: أنه قد 
يقال: إن معنى إسهائه تعالى ياه في قضية خارجية لمصلحة. وهي ما ذكرها 
الصادق:2ة من أنه رحمة هذه الأمة. كما تقدم في حديث سعيد الأفرج لاينافى 
عصمته تة بعدما كان الإسهاء لبيان أحد الأحكام والتكاليف الإلهية. وكذا 
نومه يي عن الصلاة, وإليه أشير ما في رسالة المفيد # والسيد النقيب المرتضى ؤلة 
من قوله: فصل: ولسنا ننكر أن يغلب النوم على الأنبياء لا في أوقات الصلاة, حقى 
تخرج فيقضوها بعد ذلك وليس عليهم في ذلك عيب ولا نقص؛ لأنّه ليس ينفك 
بشر من غلبة النوم ولأنّ النائم لا عيب عليه وليس كذلك السهو؛ لأنّه نقص عن 
الكمال في الإنسان, وهو عيب يختص به من اعتراه إلى آخر كلامه ل 

وهذه العبارة كما ترى قد فصّل بين النوم والسهو فحينئذٍ نقول ما به التخلّص 
عن أصل الشبهة في نومه وسهوه ييه وحاصله: أن المستفاد من حديث المفضل عن 
الصادق نة المتقدم عن البصائر من: أن النبي والإمام هما روح القدس. وهو كا 
وصفهءكة: وروح القدس لاينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يسهو والأربعة الأرواح 
تنام وتلهو وتغفل وتسهوء الحديث. 

إن النبي والإمام هما حالتان: 

الحالة الأولى: الحالة التي بها تتم أ معاشهم البشرية المقرتبة على تلك 
الأرواح الأربعة غير روح القدس, وتلك الأرواح تعرضها ما ذكر من النوم واللهو 
والغقلة والسسهو. 

الحالة الثانية: الحالة التي بها يتم أمر الرسالة والإمامة والولاية. ثم إنهم ا 





التطره . 


١‏ -البحار ج 7١‏ باب سھو ونومه تر 


AE E 1۲‏ الشاطعة 


إذا كانوا في مقام التصدي لأمور الرسالة والإمامة, وبيان أمر التبليغ من الأحكام 
والمعارف والاخبار الإههي فلا ريب في انهم عي في تلك الحالة لا يعرض هم النوم 
واللهو والغفلة والسهو لقولهكة: وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا 
يسهو. ولان ما ذكر من الأدلة العقلية المتقدمة والشرعية من أنهم ل يعتصمون 
بحبل اللّه تعالى كا تقدم انما تجرى في هذه الحالة. 

فلو سما النبي أو الوصي في حالة بيان الأحكام وغيرهاء يتنفر الإنسان منه 
وتستقط كلام عن اة إل أخر ما ذكرنا من الوجوه العقلية: ره[ مادق الحالة 
الأول 

ومن المعلوم أن هم إعبال هذه الحالة. والمشي فيه كسائر البشر وبما تعرض لهم 
حينئذ تلك الأأمور فيها ولا تضر هذه بالحالة الثانية, إلا أنه رما يقال من أن هذا 
ينافي ما ورد من عموم ما دل على افاس بأفعاهم وأقواهم, وهى كما ترى عام 
يشمل الحالة الأُولى فكيف التوفيق بينهما؟ 1 

ولكن فيه أن هذا صحيح لولا ظهور جهة الصدور لأفعاهم. وإلا فلو علم أن 
فعلهم هذا الفعل الخاص مثلا مبني على إعمال السهو أو غلبة النوم فحينئذ يكون 
كالمستثنى من ذلك العموم فلا يقتدى بهم حينئذ كما لا يخق. 

والحاصل: أن عموم ما دلّ على لزوم التأسي بأفعاهم يكون متبعاً إلا إذا علم 
من فعل خاص صادر منهم نذا أنه خارج عن ذلك العموم, فلا يتبع حينئذ إلا في 

والحاصل: أنهم نة في الحالة الأولى إا يتبع حاهم فما لا يعلم أنه مني على 
إعمال 2 تلك ال ارض و فلا واللّه 0 بحقائق الأمو ر. 


حالة لا ب ERS‏ كدو السب مت 
كيف وهم ي بلحاظ عصمة اللّه تعالى إياهم ميتون في قبضة قدرته تعالى. فاين 


من هذه الأرواح المقدسة والمتعبدة بهذه الكيفية من العصمة. وإليه يشير 
قوله ا فما تقدم: إن الله عزوجل م يكلنا إلى أنفسناء الحديث. 
بق هنا شيء. في البحار”", تذنيب: إعلم أن الإمامية (رضي الله عنهم) اتفقوا 
على عصمة الأثمة 62 من الذنوب صغيرها وكبيرهاء فلا يقع منهم ذنب أصلاً لا 
عمداً ولا نسياناً ولا لخط| في التأويل ولا للإسهاء من اللّه سبحانه. ولم يخالف فيه 
(أي في الإسهاء) إلا الصدوق محمد بن بابويه وشيخه ابن الوليد (وقد تقدم قوهم|) 
إلى أن قال: فأما ما يوهم خلاف ذلك من الأخبار والأدعية فهى مأولة بوجوه . 
أقول: المراد من الأخبار ما تقدم من سسهو الني يله ونومه عن الصلؤة وقد 
تقدم بيانه وجوابه. 1 
وفيه". عن كتابي الحسين بن سعيد الجوهري عن حبيب النثعمي قال: 
معت أبا عبدالله 4ة يقول: إنا لنذنب ونسيء ثم نتوب إلى الله متابً. قال الحسين 
ابن سعيد: لا خلاف بين علمائنا في أنهم اول معصومون عن كل قبيح مطلقاً 
وأنهم ل يسمون ترك المندوب ذنباً وسيئة بالنسبة إلى كما م ليكة. انتهى. 
أقول: وأما الوجوه التى ذكرها الجلسي فحاصلها ملخصاً أنهم 4ل يسمون 
ترك المستحب وفعل المكروه بل المباح ذنباً بالنسبة إلى رفعة شأتهم وجلالهم, 
وذلك لانحطاط ذلك عن سائر أحواهم المتعالية كا لايخق. وهو كما ترى إذ لا يمكن 
المصير إلى أنهم بل يفعلون المكروه أو يتركون المستحب. فتدبر, أو أنهم لما أمروا 
بغزوهم إلى مقام التبليغ إلى الخلق فلا حالة ينص رفون عن مقام القرب» فإذا رجعوا 
إليه تعالى وجدوا لأنفسهم الطاهرة تقصيراً بالنسبة لعظمته تعالى يتضرعون 
بذلك. ويعبرون عن حال التبليغ المستلزم للانصراف عن مقام القرب بالذنب 
وا معصية. 


١-البحار‏ ج ۲۵ ص ۲۰۹. 
٣‏ -البحار ج ۲۵ ص ۲۰۷. 


Re 54‏ اۋار الشاطعة 


ولكن فيه أنه قد تقدم أنهم ل لا يفارقون حالاتهم الربوبي وان كانوا في مقام 
التبليغ كيف وقد كانوا مأمورين بذلك. وأن ظهور عبوديتهم عن هذه الحسالات 
التبليغية, أو أن كبالاتهم ومقاماتهم لا ريب في أنها تفضل منه تعالى إياهم, فإذا 
نظروا إلى أنفسهم فرأوها أنها لولا توفيقه تعالى ها لكانت مذنبة, ولولا هدايته 
تعالى لكانت مخطئة, فبلحاظ عجز أنفسهم لولا توفيقه يعبرون عنها أنها مسيئة 
ومخطئة, فتدبرء أو أنهم لما كانوا داعا في القرق كما تقدم فلا حالة يرون الحالة 
السابقة قصوراً أو تقصيراً فتابوا منهاء ولعلّه إليه يشير قولهيي: «وإني لأستغفر الله 
في کل يوم سبعين مرة». 

أو أنهم ني لما كانوا في غاية المعرفة لمعبودهم كما تقدم. فلا حالة يرون أن ما 
أتوا به من العبادات وإن كانت عن جد وجهد تام يكون عن قصور وتقصير عن أن 
يليق بجناب ربّهم؛ ولذا عدوا طاعاتهم لقصورها هكذا معصية, ومن ذاق من كأس 
امحبة جرعة شائقة لا يأبى عن قبول هذا الوجه. بل الوجوه السابقة كا لا يخق. 

أقول: وفي البحار"» في باب عصمتهم #4 ولزوم عصمة الإمامة عن كشف 
الغمة ما حاصله: أنهي بعدما نقل الدعاء عن أبي الحسن موسى ا من قوله ا في 
سجدة الشكر: «ربٌ عصيتك بلساني, ولو شئت وعزتك لأخرستني. وعصيتك 
ببصرى ولو ش؛ شئت وعزتك لأكمهتني. وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزتك 
لأصممتني. وعصيتك بيدي ولو شئت وعزتك 2 وعصيتك بفرجي ولو 
شئت وعزتك لاعقمتني» وعصيتك برجلي ولو شئت وعزتك لجذمتني» وعصيتك 
بجميع جوارحي التي أنعمت بها علي ولم يكن هذا جزاءك مني الدعاء. 

إنه اجتمع مع السيد النقيب رضي الدين أبي الحسن علي بن لموسى بن 
طاووس فسأله ذلك فأجاب: بانه له كان ليعلم الناس. إنه ن لم يرضه لأنه كان 1 


١-البحار‏ ج 76ص ۲.۳. 





فى شرح الزيارة الجامعة ا يان 


يقوله . في السحر, ولیس عنده من يعلمه, ثم إنهي حسب أن من كرامات موسى بن 
جعفرلية أن ألهم بالجواب با حاصله: أن النبي والأمُة ل تكون أوقاتهم مشغولة 
الله تعالى» وقلوبهم تملوة به. وخواطرهم متعلقة باللا الأعلى. وهم أبداً 
بالمراقبةء ومتوجهون إليه ومقبلون بكلهم إليه, فتى انحطوا عن تلك المرتبة العالية 
والمغزلة الرفيعة إلى الاشتغال بالمأكل والمشرب والتفرغ إلى النكاح» وغيره من 
المباحات عدّوه ذنباً واعتقدوه خطيئة واستغفروا منه. 

ثم ذكرهش ما يوضح ذلك وما يقربه إلى الأذهان من الأمثلة. 

أقول: هذا صحيح إلا أنه لايلايم ما ورد من التعبيرات الصعبة. والعبارات 
الصريحة في صدور أنو اع المعاصي التي يستحق صاحبها اشد العذاب. كما في دعاء 
ابي حمزة وغيره كما لايخ هذا مضافاً إلى أنه قد تقدم: أن الأئمة جا هم مقام 
العندية لدى الله تعالى. فهم عة دائماً مواجهون لذلك المقام, ولا يغفلون عنه حين 
نزوهم إلى الرخص والتبليغ والإرشاد. ا 

ثم إنهم كيف يعدّون الاشتغال بالماكل والمشرب والتفرغ إلى النكاح ذنبا 
وخطيئة عظيمة, مع أنها كانت عن تكليف منه تعالى. وكانت وظيفة هم لابد لهم 
من العمل بها؟ كيف وقد كان ظهور عبوديتهم لرمّهم فيوهذه الحالات. التي كانت 
بينهم وبين الخلق ففيها ظهر صبرهم ورضاهم بقضائه وقدره. والتسلم لأمره. هذه 
الحالات منهم مستمرة حتى في حال المأكل والمشرب والمنكح كما لا يخى؟ فتدبر. 

هذا والذى ينبغى ان يقال في الجواب عن هذا الإشكال وجوه: 

الاول: في تفسير نور التقلين”". عن عمر بن يزيد بياع السابرى قال: قلت لأبي 
عبدالله ليه قول الله في كتابه: «ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر» قال: ما 
كان له ذنب ولاهمّ بذلك. ولكن الله مله ذنوب شيعته. ثم غفر ها «ويتم نعمته 
عليك ويهديك صراطاً مستقيماً # وينصرك الله نصراً عزيزاً». 


.01 -نور التقلين ج ۵ ص‎ ١ 


لف امع اللو سم م القع الال واو ماما الا كان ب الأمؤار الشاطعة 


وفيه. عن جمع البيان روى المفضل بن عمرعن الصادق قال: سأله رجل عن 
هذه الآية, فقال: «والله ماکان له ذنب» ولكن الله سبحانه ضمن أن يغفر ذنوب شيعة 
علي ما تقدم من ذنيهم وما تأخّر. 

وفي تفسير البرهان عن ابن بابويه عن جعفر بن حمد/#ة في حديث طويل أنه 
قال: وقد قال النب َء لعل + «ياعلي ان الله تبارك وتعالى حتلني ذنوب شيعتك. 
ثم غفرها لي وذلك قوله عزوجل: «ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر». 

وفيه مرفوعاً عن أبي ا حسن موسى نيه إلى أن قال: وإغا حتله الله ذنوب شيعته 
على من مضى منهم ومن بق منهم ثم غفرها له. 

أقول: هذه الأحاديث وظاهرالآية في مقام الامتنان منه تعالى عليه ل في 
غفران ذنب شيعته, فهو والأئمة عة تصدّوا لتلك الضراعات والإقرار بالمعاصى 
شكرا له تعالی وأداء هذا الامتنان كما يظهر من حديث موسى من جعفراة. كما في 
تفسير نور الثقلين!". على ما رواه في الاحتجاج للطبرسى.. إلى أن قال: وقال 48: 
ولقد كان يي يبكى حتى يغشى عليه. فقيل له: يارسول الله أليس الله قد غفرلك 
ماتقدم من ذنبك وما تأخّر؟ قال: بلى أفلا أكون عبداً شكوراً؟ الحديث. 

ومن المعلوم أنّ بكاءهية إلى أن يغشى عليه لعلّه كان لأجل ذنوب شيعته. 
فكا نَل وكذا الأمة يي يرون ذنوب شيعتهم ذنوبهم فينسبونها إلى أنفسهم 
الشريفة, فكأنهم نك تحمّلوها مع تقصيراتهم على أنفسهم الشريفة. فكانوا هذه 
الجهة يخافون منها فيتضرعون لديه. ويعبرون عن انفسهم بتلك المعاصي 
الصادرة من شيعتهم تنزيلاً وطلباً للمغفرة, وأداء للشكر على ما امتن الله به عليهم 
من المغفرة لذنوبهم. 

ولعله إليه يشير. ما في الوافي عن الكافي. عن علي بن محمد بن عيسى. عن 


.00 نور الثقلين ج ه ص‎ ١ 


فى شرح الزيارة الجامعة ا Ah‏ ينا 


بعض أصحابنا. عن أبي الحسن موسى لا قال: «إن الله تعالى غضب على الشيعة, 
فخيرني نفسي أو هم» فوقيتهم واله بنفسى. 

أقول: أي فاخترت هلاكى, وتحمّلت تلك المصائب دونهم, فقوله لا فوقيتهم 
والله بنفسى ظاهر في أنه ل قد عرض نفسه الزكية المقدسة في إتيان ما يوجب العفو 
والمغفرة للشيعة 

وبعبارة أخرى: أن الشيعة لما عملوا المعاصي الموجبة لغضبه تعالى. فكان 
عليهم أن يعملوا من التضرّعات والعبادات, والإقرار بالمعاصي. وطلب المغفرة ما 
يكون سبباً لعفوه تعالی عنهم. ولكن لم يفعلوا ذلك. فأراد الله تعالی إهلاكهم. فخيّره 
تعالى بين أن بهلكهم أو مهلك موسى بن جعفرلية فوقاهم 120 بنفسه. أى فعل 
عوضاً عنهم تلك الأمور من التضرعات. وتحمّل تلك المصائب. 

وا حاصل: أن الأئمة ية لما غفرالله تعالى ذنوب شيعتهم منّةٌ عليهم. تصدوا عن 
شيعتهم لإنيان تلك التضرعات أداءً حقّه تعالى في قبال تلك المعاصي وأداء 
لشكرهم له تعالى في قبال ذلك الامتنان. فتأمل تعرف راشداً. ولعل ما قلناه هو 
المستفاد من قوله يي : «أنا وعلي أبوا هذه الأمّة». 

بيانه: أن الأبوين بنظر الشرع والعرف كضامن الجريرة. فكما أن الأبوين 
يتحملان ما جناه الولد من الضمان مثلاً. فكذلك يتحملان إظهار العذر لمن جنى 
عليه الولد. 

فحينئذ نقول: إن د النبي والأئمة يك #ايتجادى عدر ا ا ين ای 
من طلب المغفرة. والبكاء والتضيرع. والتألّ من تلك المعاصي بنحو كأنَّا صدرت 
منهم. ويوضح لك هذا أنه لو جنى الولد على أحد, ولم يعتذر الأب إلى الجنى عليه 
عد هذا خلاف الأدب من الأب. وهذا بخلاف مالو اعتذر إليه فإنه حسن منه. 
8 تحمّلوا هذا الاعتذار لطفأ منهم على الشيعة. وهنا وجه آخر وهو أنه 

تقدم أن جميع الفيوضات حتى مواد المعصية إنما هى تصل البهم منه تعالى بواسطة 


IF ۳۱۸‏ .. الأنوار الساطعه 


الأعْة عي فالائمة لما كانوا واسطة لمواد المعاصى فهم بهذا اللحاظ يعتذرون مله 
تعالى عن معاصيهم. التى عملوها بالقوى التي وصلت إلمهم منه تعالى بواسطتهم. 
وهذا نظير ما لو اعطى الأب سكيناً إلى الابن ليعمل به خيراً فعمل به شرا بان 
جرح به أحداً. فالأب وإن لم يكن عاملاً مستقلاً في الجرح إلا أنه لمكان السببية 
البعيدة ينسب الجرح إلى اعسه ارضاء فيط رمن جروج وهذا شايع بحيث لوم 
المثل على الممثّل, والله العالم بحقائق الأمور. 

وقد يقال: إنه قد تقدم أن الشيعة خلقوا من فاضل طينتهم, وأنها خلقت من 
أسفل طينة, وخلقت انوارهم 2 من أعلاهاء فكلما صدرت من الشيعة ذنوبٌ 
فكأنها صدرت منهم ن بذلك الاعتبارء ولذا يستغفرون اله تعالى منها. ولعلٌ هذا 
هو السّرٌ في انه تعالى حمل ذنوب الشيعة عليهم ثم غفر طا. 

الثاني: لابدٌ من ذكر ما هو كالمقدمة لبيانه فيقول: 

في النهج: قال .ة: ألا وأن الظلم ثلاثة: فظلم لا يغفر. وظلم لا يترك. وظلم 
مغفور لا يطلب. 

فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله. قال تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به». 

وأما الظلم الذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات. 

وأما الظلم الذي لا يقرك فظلم العباد بعضهم بعضاً القصاص هناك شديد 
ليس هو جرحاً بالمدي ولا ضنرباً بالسوط, ولكنه ما يستصغر ذلك معه. فإياكم و 
التلّون في دين اللّه. فإن جماعة فيا تكرهون من الحق خير من فرقة فيا تحبون من 
الباطل؛ وإن الله سبحانه لم يعط أحداً بفرقة خيراً من مضى ولا من بق. انتهى. 

وفى دعاء أبي حمزه في السحر عن السجادظة: إلهى لم اعصك حين عصيتك 
وأنا بربوبيتك جاحد. ولا بأمر ك مستخف, ولا لعقوبتك متعرّض؛ ولا لوعيدك 
متهاون. لكن خطيئة عرضت. وسولت لي نفسي. وغلبني هواي. واعانني عليها 


فى شرح الزيارة الجامعة ا 


شقوتي. الدعاء. 

وف الكافي”", في باب تنقل أحوال القلب عن أبي جعفرة.. إلى أن قال: 
«ولولا أنكم تذنبون فتستغفر ون اللّه؛ لخلق الله خلقاً حتى يذنبوا ثم ستغفروا اله 
فيغفر اله هم. إنّ المؤمن مفتن تؤاب, اما سمعت قول الله عزوجل: إن اله يحبٌ 
التؤايين ويحبٌ المتطهّرين» وقال: «إوأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه». 

وفيه"» بإسناده. يرفعه إلى أبي عبدالله لا قال: «إن الله علم أن الذنب خير 
للمؤمن من العجب. ولولا ذلك ما ابتلي مؤمن بذنب أبداً». 

وفيه"» بإسناده عن عبدالأعلى عن أبي عبدالله ل قال: قلت له: ما الكبر؟ 
فقال: أعظم الكبر أن تسفه احق وتغمص الناس. قلت: وما سفه الحق؟ قال: يجهل 
الحق ويطعن على أهله. 

إذا علمت هذا فاعلم أن المعصية على قسمين: قسمٌ يكون من الشرك الذي لايغفرء 

أو من القسم الذي لايترك وهو ظلم العباد بعضهم لبعض. فهذا القسم ل ير في 
كلماتهم ل وفي أدعيتهم أو أحاديثهم أنهم أقروا به أبداًء بل ينفونه عنهم ا كما 
علمته من قول السجادلكة: «ما عصيتك إذ عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد» الدعاء. 

فهذاينف المعصية التي هو الشرك به تعالى عنهم. كما أنهم ينفون ظلمهم 4ل 
للعبد قال أميرالمؤمنين في النهج: والله لئن أبيثٌ على حسك الشعدان مسبّداً. أو 
أجرّ في الأغلال مصمّداً. أحبٌ الي من أن أل الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض 
العباد. وغاصباً لشىّ من الحطامء الحديث. 

فكل معصية تكون من الشرك. أو من اهوان له تعالى أو من الظلم على العباد 
كانت من المناواة له تعالى فلا يعملونها ‏ والعياذ بالله - ولا يعبّرون بها في مقام 
١-الكافي‏ ج ۲ ص .٤۲٤‏ عو يه 


۲ -الكافي ج ۲ ص ۳۱۳. 
"-الكافي ج ۲ص 


۰ اق 1 مان نماك ا ل EN‏ سد د الأنوار الشاظعة 


التضّرع و المناجاة كا لايخ على أحد. 

وقسم من الظلم على النفس من المعاصيء التى تكون بين العبد وبينه تتعالى. 
وهذه المعصية قد علمت أنها مغفورة, ولا يطلب بها بعد الاستغفار. 

بل في الكافي7", بإسناده عن أبي عبدالله 4 قال: «سمعته يقول: من أذنب ذنباً 
فعلم أن الله مطلع عليه إن شاء عذّبه. وإن شاء غفرله, غفرله وإن م يستغفر. 

فيستفاد منه أن هذا الذنب مغفور من أول صدوره. فلا بحسب ذنباً مؤاخداً. 
فحينئذ لو فرض - والعياذ بالله - أنه صدر منهم ذنب من هذا القسم الذي هو ظلم 
على النفس. فلا ريب في أنه لا يحسب ذنباً من الأول؛ لأنه لا ريب في أنه صادر عن 
إقرار منهم م بالنسبة إليه تعالى في أنه مطلع عليهم, وأنه إن شاء عذّبهم؛ وإن شاء 
غفرهم كا لا يخق, فليس هذا الذنب لو فرض صدوره ذنباً ينافى العصمة؛ لأنه 
مضافاً إلى أنه ظلم على النفس. لا في الشريعة وبيان الأحكام أنه ليس ذنباً 
مؤاخذاً. ومعنى أنه غير مؤاخذ. أنه غير مؤثر في القلب من ايجاد الرين والبعد عنه 
تعالى» بل المستفاد من أسرار كلماتهم أنه تعالى لما كان غفاراً. وكانت المغفرة من 
صفاته الجمالية كا حقق في محلّه. وهذه الصفة تقتضي مذنباً ليكون مظهراً لتحقيق 
المغفرة فيه كا لا يخق, وحينئذ تكون هذه الحكمة هي الموجبة لتسلط الذنب على 
العباد دون العجب» فان هذا الذنب خير للمؤمن كما علمت من حديث الصادق ع 
المتقدم وإلا لما ابتلي مؤمن بالذنب أبداً. ولعل سره ما ورد في بعض الأحاديث 
القدسية من قوله في الحديث القدسي: انين المذنبين احبّ إل من تسبيح المسبّحين. 

وذلك لأن الأنين والبكاء خال عن العجب الذي هو مهلك كا علمت. ولذا 
ورد في الحديث القدسي كما في الجواهر السنية للشيخ الاجل العاملي. عن أبي 
عبدالله ليه قال: «قال الله تعالى لداود: يا داود بشّر المذنبين وأنذر الصديقين. قال 
كيف أبشّر المذنبين وأنذر الصديقين ؟ قال: بشّر المذنبين أني أقبل التوبة, وأعفو عن 


'-الكافي ج ؟ ص 137. 


في شرح الزيارة الجامعة ل ا est‏ 


الذنب» وأنذر الصديقين أن لا يعجبوا بأعماهم فإنه ليس من عبد أنصبته للحساب 
إلا هلك». 

ومنه يعلم أن تسلط الذنب يكون خيرا له؛ لأنه ينجر إلى أنينه وتضرّعه تعالى. 

واليه يشير ما في الكافي!". بإسناده عن عمرو بن جميع قال: قال أبو 
عبداللهلة: «من جاءنا يلتمس الفقه والقرآن وتفسيره فدعوه. ومن جاءنا يبدي 
عورة قد سترها الله فنحوه»» فقال له رجل من القوم: جعلت فداك. والله إنني لمقم 
على ذنب منذ دهر أريد أن أتحول عنه إلى غيره فا أقدر عليه. فقال له: «إن كنت 
صادقاً فإن الله يحبك, وما يمنعه ان ينقلك منه إلى غيره إلا لكى تخافه». 

والحاصل: أن الحكنة في تسلط الذنب على المؤمن دون العجب والكبر, هو أنه 
را يوجب الذنب أن يتضرع إليه تعالى بالأنين والبكاء والقرغ في التراب» وفي هذا 
رضا الرب وسروره كما أوحى إلى مو سی «ياموسى سروري في أن تبصبص 
إلي». 1 

اذا علمت هذا كله فنقول: إن المعصية وأعني بها ظلم العبد لنفسه ها جهتان: 

الأولى: العمل النارجى الحرّم كالنظر إلى الأجنبية مثلاً. 

والثانية: جهة تأثيره في قلب المؤمن من الانقلاب والتضرع والمخوف و 
الابتهال ونحوهاء التي هي من لوازم إيمانه القلبي. فقلب المؤمن إذا عصى الله هذه 
المعصية, فينقدح فيه هذا الانقلاب بمقتضى إيانه وعصيانه فتؤثر فيه هذه الحالات 
من التضرعات كا لا تخق. 

ومن المعلوم العمل ال مخارجى قد اضمحل وذهب فناء فهو ليس بشيء. واا 
العذاب أو المغفرة على ما بي منه في القلب فإن بق رينه فلا حالة يكون صاحبه 
معذباً وإن أثر إهانه واضطرب منه وتضرع فيكون مغفوراً. 


١-الكافي‏ ج ۲ ص .٤٤۲‏ 


RASS YY‏ ا 


وبعبارة أخرى: أن الآثار المقرتبة على العبد مغفرة وعقاباً إفا هي على 
الحالات الكائنة في القلب بعد المعصية. ثم إن تلك الحالات قد تكون عن منشإ 
خارجى كالنظر إلى الأجنبية مثلاً الذي هو معصيته عملاً. وقد تكون عن تصوّر 
تلك الحالة وايجادها في القلب» وإن لم يكن ها منشأ من الخارج, فإذا تصوّرها أحد 
بحيث أثر في قلبه. فيكون باكياً متضرعاًكمن عمل تلك ا معصية عملاً خارجياً و 
هذه الحالة هى المطلوبة في مقام المناجاة والتضرع والبكاء. فلابدٌ من تحصيلها 
ي 

ولعله إليه يشير ما في الكافي" بإسناده عن إسحاق بن عمار, قال: قلت لأبي 
عبدالله ة: أكون ادعو فاشتهى البكاء ولايجيئني. ورا ذكرت بعض من مات من 
أهلي فاريّ وأبكى, فهل يجوز ذلك؟ فقال: نعم فتذكرهم فإذا رققت فابك وادع 
ريك تبارك وتعالى. 

وفيه عن عنبسة العابد قال: قال أبو عبدالله لإا: «إن لم يكن بك بكاء فتباك». 

والتباكي حمل النفس على اليكاء. والسعي في تحصيله ولو بعلاج» وإن م يكن 
له منشأ خارجى منه» بل لا يبعد أن بكاء أغلب أولياء اله يكون هكذا, وحينئذ 
نقول فبكاء الأثة لظ وإقرارهم با معاصي يحكى عن ايجاد هذه الحالة في قلويهم 
الشريفة. وإن لم يكن منشأها من العمل الخارجي صادراً منهم ؛ لكي يتضرعوا لديه 
تعالى, فبهذا الانين الذي هو أحبٌّ عنده تعالى من التسبيح فهم 8 ينرّلون أنفسهم 
منزلة العاملين بتلك المعاصي, فيتصوّرون تلك الحالات التي تكون هم والقي 
أشرنا إليها فيبكون ويتضرعون. 

ومن المعلوم أَنَّهْم عالمون بتلك الحالات من العصاة غيرهم؛ لأنهم أعطوا العلم 
بحقائق الأشياء كلهاء فهم 20 بمجرد تصوّر تلك الحالات يتضرّعونء فيرون 





١-الكافي‏ ج ۲ ص .٤۸۳‏ 


رسپ کنا هي العاملة. غاا لتلك المعاصي, > فيقرون بها ويتضرعون عنها؛ لما 
تقدم من أن الشيعة خلقت من فاضل طينتهم. فينسبون معاصمم إلى أنفسهم 
الشريفة, وإما لأنهم +8 لما كانوا عالمين بحقائق الأمور بكلياتها و جزئياتهاء 
ويعلمون أنه تعالى عالم ججميع الأمور, فهم +5 دائماً يرون أنفسهم بحضرة المولى 
تعالى , وتقدس,» ويرون أن المعاصي التي تصدر من العباد أنها بحضرة منه تعالى, 
ويرون أيضا عظمته تعالى دام فحينئذ يستحيون من المولى سبحانه. ويعتذرون 
منه» ويخجلون منه بأشد المخجالة ويتمتون أن الأرض تخسف بهم» ولا يرون 
صدور المعاصي من العباد بحضرتهم لديه تعالى» فبهذه الاعتبارات ينسبون معاصي 
العباد إلى أنفسهم الشريفة» وكأنها صدرت منهم لما يرونه بحضرة المولى سبحانه . 

فإن قلت: أليس هذا الإقرار ظاهراً في نسبة المعصية إلهم نسبة خارجية, 
والتغزيل المذكور ظاهر في خلافه. 

وبعبارة أخرى: ظاهر قوله: «وعصيتك بلساني» أنه صدر منه معصية اللسان 
خارجاً لا تغزيلاً. 

قلت: بعدما اقتضت الأدلة الخارجية من الآيات والأحاديث الدالة على أنهم لم 
يعملوا المعاصي كما قاليظة: «والله ما كان له ذنب» إنهم ل لم يعملوا بالمعاصي 
خارجاً قطعاً فلا حالة تكون النسبة نسبة محازيّة بلحاظ التغزيل المذكور. 

وبعبارة أخرى: لابد من التغزيل المذكور أولاً ثم استناد المعصية الهم لا كا لا 
يخف. مضافا إلى انه قد علمت انه على بعض الوجوه صحت نسبة المعصية إلمهم ك 
لما علمت من أن الشيعة خلقت من فاضل طينتهم ايلاء والله العام بحقائق الأمور. 

الثالث: في توحيد الصدوق”". باسناده عن زرارة قال: سمعت أبا عبدالله لذ 
يقول: «إن الله تبارك وتعالى خلو من خلقه, وخلقه خلو منه. وكلّ ما وقع عليه اسم 
شيء ما خلا اله عزوجل فهو مخلوق. والله خالق كلّ شيء تبارك الذي ليس كمثله 


.٠١0 توحيد الصدوق ص‎ ١ 


شی 

أقول: معنى كونه تعالی خلواً من المخلق أنه تعالی مباين ذاتا وأا بينه وبين 
الخلق فلا حلول حينئذ ولا اتحاد. نعم بينونة ضفة لا بينونة عزلة كما تقدم شرحه 
في بيان قول الأميرية: وتوحيده تميزه عن خلقه وحكم القيز بينونة صفة لا بينونة 
عزلة. 

وفيه'» بإسناده عن هشام بن الحكم عن أبي عبدالله 40 أنه قال للزنديق حين 
سأله ماهو؟ قال: هو شيء بخلاف الأشياء -ارجع بقولي ‏ شيء ‏ اثبات معنى - 
وانه شيء بحقيقة الشيئية غير انه لا جسم ولا صورة. 

وف الكافي", بإسناده عن زيد الشحام عن أبي عبداله ا قال: «كان رسول 
لهي يتوب إلى الله عزوجل في كل يوم سبعين مرة». فقلت: أكان يقول استغفر الله 
وأتوب اليه؟ قال: لاء ولكن كان يقول: أتوب إلى الله. قلت: إن رسول الله كان يتوب 
ولا يعود ونحن نتوب ونعود, فقال: الله المستعان. 

أقول: المستفاد من هذه الاحاديث أنه تعالى بحقيقته وصفاته الذاتية شيء 
بحقيقة الشيئية. وأن ما سواه -وإن اطلق عليه شيء - فهو مخلوق أي ليس بحقيقة 
الشيئية؛ فالشيئية الحقيقية هو الموجود الذي يكون خالقاً غير مخلوق. وماكان 
مخلوقاً فهو ليس شيء حقيقة ولذا قال 4 في الحديث السابق: وكل ما وقع عليه 
اسم شيء ما خلا الله عزوجل فهو مخلوقء والله خالق كل شيء فيظهر منها أن 
الخلق _بأجمعه ليس بشيء حقيقة بل هو ظلّ الشيء أو هو ظهور الشيء الحقيق 
على ما مر بيانه سابقاً. 

وحينئذ نقول: قد علمت سابقاً أنهم لك بحقيقتهم النورية القائمة به تعالى 
متوجهون إليه تعالى» وهم دائًاً عند الرب» وفي تلك المقامات يظهر هم ويتجلى من 


.٠١5 توحيد الصدوق ص‎ ١ 
.٤۳۸ الکافي ج ۲ ص‎ ۲ 


فى شرح الزيارة الجامعة ب ياب اماج سسا تو 


ذاته المقدسة آثار ال جال والجلال بلا تكرار في التجليء فهم جل مشاهدون تلك 
الحقيقة التى هى شيء بحقيقة الشيئية ويشاهدون آثارهاء وهذه المشاهدة تؤثر في 
حقيقتهم لك أثراً لا يدركه إلا من ذاق حبة المؤانسة. ومّن شاهد جماله تعالى. 
فهم 24 مشتعلون بنار المحبّة والعشق الإلهى. ويشاهدون حقيقته و عظمته تعالى» 
فشاهدة هذين الأمرين أعني جماله وعظمته التي هي عبارة عن جلاله ينفي عن 
حقيقتهم کل ما سواه حق اشم الشريفة المقدسة, وهم يبرزون ويعبرون في 
تلك الحالات عن حقيقة وجودهم بالذنبء لما يرون من كونه حدًا بالنسبة إليه 
تعالى ذنباً. وان كانوا بالنسبة إلى غيرهم من ال مخلق في كمال التقرب والسعة, 
ومشاهدة هذا الحدّ يكون عليهم2 ثقيلاً. بحيث تؤثر فيهم أثر البكاء والأنين 
أكثر من تأثير المعصية في قلب العاصين إذا ندموا ورأوا أنينها على قلوبهم: فهم نيك 
في تلك الحالة يضجّون إليه تعالى شوقاً إلى جماله. وخوفاً من مشاهدة عظمته 
وجلاله. وفي تلك الحالة يرون وجودهم وجميع أعضائهم من المعصية حيث إنها 
تقلّبت وعملت في الحدء الذي هو وجودهم ومانعهم عن المراتب الغائبة عنهم من 
ذاته المقدسة تبارك وتعالى التى لانهاية ها ولا نفاد. 

وبعبارة أخرى: أن الخلق مهما كان لابد له من العمل إذ الطريق له إلى خالقه 
بالعمل» وهذا موقوف على وجود العامل أعني الوجود الخلق؛ وقد علمت فيا تقدم 
من قول أمير المؤمنين ك في خطبة له: «وخلقه الخلق عات بينه وبينهم» فا لخلق 
وإن كان أشرف الخلوقات فهو حجاب. ولذا عبر عنهم ليك بالحجب وعبر 
عن ييه بالحجاب الأكبر كا في الأحاديث. 

والحاصل: أن وجود الكامل حجاب بينه وبين ربّه. وهذا لا ينفك من الخلوق 
حال وجوده. فالخلوق حجوب بوجوده» وهذا الوجود في قبال مشاهدة الحق 
تعالى يعد عندهم ل وعند الواصلين تقصيراً. والمقصر مذنب والمذنب خائف من 


ذنبه. 


اهف ENES‏ الساطفة 


قال الشاعر عن لسان حاهم: 
أقول وما أذنبت قالت محيبة وجودك ذنب لا يقاس بهذنب 


فهم م وان لم يلحظوا أنفسهم في وجدانهم بين يدي ربّهم لفنائهم حين ذاك 
عن أنفسهم؛ ولكنهم موجودون في نفس الأمر فهم: يسثقل عسليهم ذلك الوجود 
الواقعي المغفول عنه هم أيضا. 

وهنا بيان يوضح كيفية فنائهم عن أنفسسهم اا يا ونحوهم في رتم وحاصله: أن 
من جرد نفسه عن كل اعتبار عرف ربّه حين فقد نفسه وفقدان وجدانه. فحينئذ 
يظهر له ربّه بوجوده أي بوجود نفسه قال الشاعر: 

حين تغيبت بدا حين بداغييني 

وتوضيحه: أن وجوده الذي ظهر ربّه به حينئذ. أي حين فنائه عن نفسه» هو 
آية ربّه و دليل ربّه على نفسه وصفة ربّه التي عرفه بهاء أي صفة ربّه التي عرف الله 
تعالى نفسه لعبده بهذه الصفة, كما تقدم بيانه سابقاً. وعلمت أن حقيقة النفس 
الانساني الناطقة هو الموجود الذي إذا عرفها الإنسان فقد عرف ريّه. بهذا البيان 
وبالبيان المتقدم سابقاً فالواصل الفاني عن النظر إلى نفسه لا يدرك إلا الحقيقة, الي 
هي وصف ربّه تعالى لنفسه تعالى؛ وقد ظهر ذلك الوصف بهذا الوجود. فالفافي 
حينئذ نفسه مفقود من الوجدان, ومن ان يجده أو يتوجه إليه بمعنى أن الواصل 
الفاني لا يجد نفسه» بل يجد وصف ربّه. و هذا الوصف الإهى وإن كان في الحقيقة هو 
نفسه أي نفس الواصل, إلا أن المعرفة والمشاهدة الحاصلة للفاني حينئذ لا تكون 
بلحاظ نفسه الخلق الحجابي المتوجه إليه من حيث هي هيء بل هذه المعرفة 
والمشاهدة تكون له من حيث هي صفة له تعالى قد ظهرت في هذا العبد. 

وبعبارة أخرى: وإن كان للعبد الفافي وجوده إلا أنه ملحوظ بلحاظء وأنه 
صفته تعالى لا بلحاظ أنه موجود مستقل؛ ويشير إلى هذا ما في كلام الصادق ا في 


في شرح الزيارة الجامعة لاسو ا اجو امو افوس 
وصف المعراج. 
قاليثة: «فكان بينهما حجاب يتلألأ بخفق ولا أعلمه الاً وقد قال زبرجد». 
بيانه: أن قوله يتلألاً يراد منه شفافيته حتى كاد أن يضمحل. وهو إشارة إلى 
الوجود الخلق الذي كان لهب وقد صار من كمال القرب» ومن كال الفسناء عن 
التوجه إلى النفس رحلة نهاية الفناء. بحيث كاد أن يفنى بالمرة ويشير إلى هذا 
قوله .غه بخفق فخفقانه أى اضطرابه إنما هو عبارة عن أنه كاد أن يفن من أثر لحاظ 
وصفه تعالى» وكذلك كل نفس له هذه المرتبة. فتحصل أنّ هم :ل في هذه الحالة 
وجوداً ولكن مع تلألئه وشفافيته واضطرابه حجاب بنسبته. ويكون حينئذ 
بنظرهم ذلك الوجود ذنباً بالبيان المتقدم؛ فلأجل ذلك يبكون ويخافون و 
يستغفرون, وهذا الوجود في الحقيقة تقصير في النليقة إذا لوحظت إلى ذاته 
المقدسة الجميلة الجلية الغنية؛ التي ها السلطنة والغلبة والكبرياء الذاتي, إلا أن هذا 
الوجود الشمّافي لابد منه فى فرض بقاء المخلق؛ لأنه موضع مظاهره تعالى الجميلة 
والجليلة. وهو أي هذا الوجود متصف ومتوستم بالعجزالذي وسم الله الخلق به. 
ولولا كذلك أي أنه موسوم بالعجز لما وجد لأنه يلازم كونه شريكاً له تعالى إذا لم 
يكن عاجزاً فا مخروج عن حقيقة الشرك والتحقق بحقيقة العبودية. وتسليم جميع 
شؤون الربوبية له تعالى إنما هو بهذا العجز و بالاإقرار به ووجدانه. فإذاكان العبد 
كذلك صار مظهراً للصفات الربوبية فلايظهر فيه حينئذ إلاصفاته تعالى وإليه يشير 
قوله نية: «إذاثم الفقر فهو الله وأقوله لا کا في مصباح الشريعة: «العبودية جوهرة 
كنهها الربوبية» فافهم تعرف إن شاء الله تعالى. فظهر وجه أنهم نيك في ذلك 
الاشتعال بتلك النار - نار المحبة ‏ يتضرٌّعون ويعبرون عنهم وعن أعضائهم بتلك 
التعابير, فهم ية بلحاظ وجودهم وحدودهم كأنهم في البعد عنه تعالى؛ وذلك لأنه 
تعالى دائماً يكون في التجلي بلا تكرار لحقيقتهم نيل فهم يرون حقيقتهم بعيداً عنه 
تعالى بلحاظ تلك التجليات المتكررة بالنسبة اليهم؛ ولذا يتوبون إليه تعالى متاباً. 
#) أقول لم يثيت هذا الحديث من الطريق المعتبر بل هو مذكور في كتاب الغوث لمحي 
الدين العربي وقد نقله هو عن الله بلا واسطة وهو كما ترئ٠‏ 


وبعبارة أخرى: إن قيام العبد بوظائف العبودية إنما يكون بمقدار معرفته لجلاله 
وجماله وكبريائه وعظمته تعالی» وحيث إنه لايمكن لأحد معرفة كنهه تعالى جلالا 
وجمالاً وعظمة؛ ولذا قال «ما عرفناك حقّ معرفتك, وما عبدناك حقٌ 
عبادتك» فهم ل يرون أنفسهم بالنسبة إلى ما خي عنهم من العظمة والجلال 
والجمال مقصرين عن القيام ما يجب له تعالی لذاته. فبهذه الجهة دائما يستحيون 
ويعتذرون منه تعالی» ويخافون على أنفسهم من أن وظائف شأنه تعالى لعلّها كانت 
متروكة منهم ني وإليه يشير قوله تعالى: «والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة 
إنهم إلى ربهم راجعون)'. ومن المعلوم أنهم ل أحسن مصاديق هذه الآية المباركة. 

وبعبارة أخرى: أنهم عرفوا اله فإذا نظروا إلى مقامه تعالى, صغر عندهم كل 
شيء في حقه تعالیء قال قا امه « عظم الخالق في أنفسهم, فصغر ما 
دونه فى ا 

وحينئذ عرفواءة أن كل عامل لايقوم بحقه تعالى؛ لان توفيقه عبده بخدمته 
نعمة توجب شكراً. وهكذا واليه يشير قولهظة: «إنه كان يقوليل: «أتوب إلى 
للّه» بعدما نى ا أنه لل يقول: «استغفر اللّه». 

وبعبارة أخرى: أنه له ماكان يقول: «استغفر الله». بل كان يقول: «أتوب إلى 
الله». والوجه فيه أنه قيل كما تقدم: إن الاستغفار والتوبة كال جار والمجرور إذا اجتمعا 
افترقاء وإذا افترقا اجتمعاء أي إذا ذكرا معا كان لكل منهما معنى يخصه. وإذا ذكر 
أحدهما منفرداً استعمل في معنى الآخر أيضاء وذلك أن الاستغفار حقيقته طلب 
المغفرة منه تعالى. وذلك يستدعى صدور الذنب عن المستغفر. 

وأما التوبة فحقيقتها الرجوع إليه تعال. ولو ام ييصدر مته ذنبء وإن كان 
الاستغفار بوحدته, رما يطلق على التوبة وبالعكس, وحينئذ نقول قوله لإإ: لا 
ولكن كان يقول: «اتوب إلى الله». معناه أنهي لمم يكن مرتكباً للمعصية لعصمته 





10 :نونمؤملا-١‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة E‏ ارسي ا 1 


فلا يستغفر الله بماله من معنى طلب المغفرة المستلزمة لارتكاب الذنب» بل كان 
يقول: «اتوب إلى الله»الذي معناه أنه لما كان دائمأً مشاهداً لجهاله وعظمته تعالى 
فهو لل وكذا الأئمة بث فكان يتوب إليه تعالى. أي يرجع إليه تعالى من الحالة 
السابقة على مشاهدة ذلك الجمال والجلال الجديد. 

وهذا الحديث الشريف يعطي أن الأئمة كالني يَف في توبتهم واستغفارهم, 
الذي هو أيضا بمعنى التوبة في حقهم كا لا يخق. وإن عبروا عن أنفسهم بتلك 
التعابير المتقدمة, فإنما هو بلحاظ مشاهدتهم جماله وعظمته. ورجوعهم عن 
حالتهم السابقة عن هذه المشاهدة إلى التجلي الجهالي والجلالي الجديد. وحيث إن 
هذا أي التجلي دائمى هم فلا حالة يكون خوفهم وبكاؤهم وتضرعاتهم بهذه 
الدواعى أيضا دائمة كا لايخق, وهذه التوبة هى المراد من قوله تعالى: ومن لم 
يتب فأولئك هم الظالمون) فدلّت هذه الآية على أنه من تاب فقط سقط عنه 
اسم الظلم دون من لم يتب فإنه ظالم فبناء على أن المراد من التوبة هو الرجوع إليه 
تعالی» فلابد حينئذ للذي یری في نفسه منه تعالى آثارأ من الجمال وال جلال من أن 
يتوب إليه تعالى. أي يرجع ويعود إليه تعالى من الحالة التي كان فيها قبلا ولا لكان 
ظالماً لنفسه؛ ولذاكان النى وكذا الأئمة 80 يتوبون إليه تعالى في كل يوم سبعين مرة, 
إذ من المعلوم أنه لم يكن يصدر منه يَف ذنب في كل يوم سبعين مرة ولو على القول 
بصدور المعصية منه لاء بل كان هذا التكرار إلى السبعين بل قيل كان أزيد. وإنفا 
يعد إلى السبعين للمثال و التكثير لتكرار التجلي لي فهو بإ بعدد التجلي كان 
يتوب إليه تعالى وكذا الأنمة بهظ. 

وبعبارة أخرى: أن النى والأوصياء ج كانوا في تلك المقامات التى شرحناهاء 
وكانت حالتهم بلحاظ تلك المشاهدات تقتضى تلك المناجاة والضراعات. وتلك 
الشيزاك عن اي لكر فانم عاذ عن مار ال ا ن 


۱ : تارجحلا١‎ 


علمت من الآيات والأحاديث الدالة على طهارتهم وعصمتهمكيف وأدل الدليل 
عليه الوجدان» فإنه م ير أحدٌ صدور مكروهمنهم 4# فضلاً عن المعصية, وسيأتي 
قريباً عن أمير المؤمنين ما هو صري في عدم ارتكابه لإا مكروهاًء » بل قد تقدم أنه لم 
ير مثلهم عابد له تعالى؛ فتدبر فيا ذكرناه يظهر لك الحال. ولله العالم بجحقائق 
الأحوال. 

ثم اعلم: أن الجواب عن الإشكال المذكور على أقسام: 

منها: ما يكون عمّا توهم من صدور المعصية منهم ا4ل. 

ومنها: ماهو جواب عنه بالنسبة إلى أدم لل خاصة. 

ومنها: ما هو جواب بالنسبة إلى ساير الأنبياء. وتفصيله موكول إلى حله. 

هذا وينبغي أن يقال خاتمة للمقال: إن ا معصية روحها من الانيّة والتكبر 
والقرّد. وهو يقضي أن يأتي العبد الفعل بعنوان الاستقلال والمعنى الأسمي. فكل فعل 
كان هكذا فهو معصية عند أهل المعرفة؛ ولو كان مباحاً بظاهر الشرع. ضرورة أن 
ادعاء الاستقلال في العمل يلازم نفي الربوبية في التأثير, وهذا شرك عظير. وأما 
الطاعة التي روحها الانقياد والتسليم ومشاهدة العبد سر بأن شراشر وجوده 
ملك له تعالى» وأن الأفعال كلها منه تعالى. فلا حالة تكون العبادة الصادرة منه 
صادرة بعنوان الاليّة الحرفية. وهى أي العبادة المقررة شرعاً نسب شريف توجب 
ارتباط العبد إلى مولاه حال كونه مقراً بالعجز و المسكنة, وأنه لاحول ولا قُوة إل 
به تعالی» وعلى ما ذكر فلو كان العبد ناسياً أو مخطئاً أو جاهلاً بل أو مكرهاً أو 
مضطراً. وعمل عملاً لا يكون ذلك العمل طاعة و لا معصية لخلوه عن عنوان 
الاستقلال الموجب للمعصية؛ وعن عنوان الانقياد له تعالى الموجب للطاعة. كل 
ذلك لفرض النسيان وأخواته مثلاًء الموجب لسلب هذين العنوانين منه. وعلمت 
مراراً أن الطاعة والمعصية إغا هي للعيد وعليه. 

وبعبارة أخرى: تقع الطاعة له والضرر عليه قال تعالى: (إمن عمل صالحاً 


في شرح الزيارة الجامعة...... ا ا TOE ST‏ 


فلنفسه ومن أساء فعليها»'' وقال أمير المؤمنين ة: «لأنه لا تضرّه معصية من 
عصاه. و لا تنفعه طاعة من أطاعه» فالطاعة والمعصية كل منهما يتحقق في دائرة 
الحخلق. وأما ا خالق فهو كما كان لا يتغير بهذه الأمور كا لا يخق. فحينئذ يظهر أن 
عبادة العارفين لا تزيد في سلطانه تعالى؛ كما أن كفر الكافرين ومعصية العاصين لا 
تنقص منه مثقال ذرة, فلا حالة تكون الأوامر و النواهي منه بهذا اللحاظ إرشاداً 
لخلقه إلى منافعهم ومضارّهم ولا يرجع إليه تعالى منها نفع ولا ضر فحينئذ إذا 
علم العبد هذا المعنى فلا حالة إذا عمل بالمعاصي فقد ظلم نفسه وعصى ربّه. أي 
انحرف عن طاعته بما يرجع الى ضرر نفسه لا إلى ضرر ربّه فلا تكون معصيته وهنا 
لسلطانه تعااى 'إذا لم تكن عن جحون. لربويبته: أو تكون استخفافاً بأمره أو تهاوناً 
بنهيه. بل يكون العبد ظالماً لنفسه ولذا قال سيد العابدين في دعاء كميل: «ظلمت 
نفسي». وقال السيد السجاديكة: «ما عصيتك إذ عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد», 
ا 

فحينئذ تكون تلك المعاصي على تقدير صدورها من أحد غير موجبة للقطع 
عن العبودية للرب المتعال أو الإنكار والجحود. فلا توجب هذه ال خالفة تهاوناً 
وجسارة على مقام المولى سبحانه؛ ولذا نقل عن أمير المؤمنين ا أنه قال: «إِنّ 
ذنوبي وإن كانت 3 قطيعة ولكني ما أردت بها قطبعة». 

أقول :أي يريد ا ماعصيته حين عصيته وأنا منقطع عنه تعالى بالإنكار لربوبيته 
أو بالتهاون لأمره. ونتيجة هذه SS‏ ايديا كن ولذا 
قال تعالی ما يفعل الله بعذابكم إن شکرتم)» يعني: إن آمنتم وصرفتم نعماءة 
E‏ اا د ال 
على مصالحكم لا على مصالح ربكم وهذه ا حرومية قابلة الجبران بالعفو والغفران. 


.٤٦: تلصف۔١‎ 
.۱٤۷ النساء:‎ ۲ 





A DOES rr‏ الأموانالساطفعة 


واله الموفق للسداد. وهذا بخلاف الشرك والجحود كا لا يخق. 
قال تعالى إن اله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء»ه7". 


قوله 9: المكرمون 

أقول: لابد من ذكر أحاديث تكون كالمقدمة لشرح هذه الكلمة الشريفة 
فنقول: في تفسير نور الثقلين”", عن أمالي شيخ الطائفة ف بإسناده إلى زيد بن 
علي 30 عن أبي عبداله 44 في قوله تعالی: «ولقد كرمنا بني آدم» يقول: فضلنا بني 
آدم على سائر الخلق وحم لناهم في البر والبحرء بقول: على الرطب واليابس 
ورزقناهم من الطيبات. يقول: من طيبات القار كلها وفضلناهم, يقول: لیس من 
دابة ولا طائر لا تاكل وتشرب بفيهاء ولا ترفع بيدها إلى فيها طعاما وشراباء غير 
ابن آدم فإنه يرفع إلى فيه بيده طعامه فهذا من التفضيل. 

وفيه عن تفسير علي بن إبراهيم بإسناده عن أبي حمزه الاي عن أي جعفر 390 
قال: «إن الله لا يكرم روح الكافر» ولكن كرم أرواح المؤمنين, ونا كرامة النفس 
والدم بالروح والرزق الطيب هو العلم». : 

وفيه بإسناده عن اصبغ بن نباتة: أن عليائظِ سئل عن قول الله تبارك و تعالى: 
«وسع كرسيه السموات والارض) قال: السموات والأرض وما بينهما من مخلوق 
في جوف الكرسي, وله أربعة أملاك يحملونه بإذن الله, فأمًا ملك منهم ففي صورة 
الآدميين وهي أكرم الصور على الله.. 

وفي البحار”» عن التوحيد بإسناده إلى الحسين بن خالد. قال: قلت 
للرضاظة: يابن رسول الله إن الناس يروون أن رسول اللي قال: إن الله خلق آدم 





١-النساء‏ : 4غ. 


.۱۸۷ ص٣ -نور الثقلين ج‎ ١ 
.١١ ص‎ ٤ جراحبلا-٣‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة ‏ . .. . SRA‏ 


على صورته» فقال: قاتلهم الله لقد حذفوا أول الحديث. إن رسول الله للا مر 
برجلين يتسابّان فسمع أحدهما يقول لصاحبه: قبح اله وجهك ووجه من يشبهك. 
فقاليَلةُ: يا عبدالله لا تقل هذا لأخيك. فإن الله عزوجل خلق آدم على صورته. 

وفيه بإسناده عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفرلكة عا يروون أن الله 
عزوجل خلق آدم على صورته فقال: هى صورة محدثة مخلوقة, اصطفاها الله و 
اختارها على سائر الصور الغتلفة فأضافها إلى نفسه. كا أضاف الكعبة إلى نفسه 
فقال بیتی» وقال ونفخت فيه من روحى. 

وق ر لود الین عن الخصال فها علّم أمير المؤمنين لإ أصحابه: إذا 

نظر أحدكم في المرآة فليقل: «الحمد لله الذي خلقني فأحسن خلق» وصوّرني 
فأحسن صورتي» 0 مني ما شان من غيري, وأكرمني بالإسلام. 

وفيه عن عيون الأخبار بإسناده إلى الرضائظة قال: قال رسول الله :إن 
المؤمن يعرف بالسماء كما يعرف الرجل أهله وولده. وأنه لأكرم على الله من ملك 
مقرب. ش 

وبإسناده قال: قال رسول الْهيُِ: «ياعلي كرامة المؤمن على الله أنه لم يججعل 
لأجله وقتاً حتى مهم ببائقة, فإذا هم م ببائقة قبضه الله اليه». 

وفيه عن تفسير العياشي. عن جابر عن أبي جعفر + «وفضلناهم على كثير 
ممن خلقنا تفضيلاً» قال: خلق كلّ شيء منكباً غير الإنسان خلق منتصباً. 

أوفية بإسناده عن أبي جعفر اة قال: «ماخلق الله عزوجل خلقا أكرم على لله 
عزوجل من مؤمن؛ لأن الملائكة خدام المؤمنين, وأن جوار الله للمؤمنين. وأن الجنة 
للمؤمنين, وأن الحور العين للمؤمنين, الحديث. 

وفيه عن علل الشرايع بإسناده عن عبدالله بن سنان. قال: سألت أبا 
عبدالله ة: الملائكة أفضل أم بنوآدم؟ فقال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي 


AA نور الثقلين ج ص‎ ١ 


ل 5 وق لي بدن وان الستتاظعة 


طالب ة: «إن الله عزوجل ركب في الملائكة عقلاً بلا شهوة. وركب في البهائم 
شهوة بلا عقل. وركب في بني آدم كلتبهماء فن غلب عقله شهوته فهو خير من 
الملائكة. ومن غلبت شهوته عقله فهو شر من البهاثم. 

وبإسناده إلى عبدالسلام بن صالح الروي» عن علي بن موسى الرضاء عن 
آبائه. عن علي بن ابي طالب عن الني َة حديث طويل يقول فيه «فإن 
الملائكة لخدامنا وخدام حبيناء ياعلي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون 
بحمد رمهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتناء ياعلي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا 
حواء. ولا الجنة ولا النار. ولا السماء ولا الأرض» وكيف لا نكون أفضل من 
الملائكة. وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه؟ إن الله تبارك 
وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود تعظيماً لنا واكراماً؛ وكان 
سجودهم لله عزوجل عبودية, ولآدم إكراماً وطاعة؛ لكوننا في صلبهء فكيف لا 
نكون أفضل من الملائكة, وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون؟». ٠‏ 

وفيه عن الاحتجاج الطبر سي عن النب َة حديث طويل وفيه: «يا رسول 
لله اخبرنا عن علي , هو أفضل أم ملائكة الله المقربون؟ فقال رسول اله : «وهل 
شرفت الملائكة إلا بحيها محمد وعلي وقبول ولايتهم| أنه لا أحد من حي علي ائة 
نظف قلبه من الغش والدغل والعلل ونجاسة الذنوبب إلاكان أطهر وأفضل من 


الملائكة». 
وذكر بعضهم في تفسير قوله تعالى: «الرّحمن *# علم القرآن # خلق الإنسان * 
علمه البياني. 


عن مجمع البيان . قال الصادق#ة: البيان. الاسم الاعظم الذي به علم كل 
شيء والقمي. .عن الرضائكة اسمن 21 علّم القرآن» قال: «الله علم القرآن»» 
قيل: «خلق الإنسان» قال: ذاك أميرالمؤمنين, قيل: «علمه البيان», قال: «علّمه 


E اا‎ 


EE e E Oe RSE ae فى شرح الزيارة الجامعة‎ 


بيان» كل شيء يحتاج إليه الناس. وقال تبارك اسمه: «ولقد كرمنا بني آدم). 

وفي كتاب قرة العيون!" للمحقق الكاشاني (رضوان الله عليه) في حديث 
الاعرابي الذي سأل أميرالمؤمنين 42 عن النفس.. إلى أن قال فقال: يامولاي وما 
النفس اللاهوتية الملكوتية الكلية؟ فقال: «قوة لاهوتية. جوهرة بسيطة حيّة 
بالذات, أصلها العقل» منه بدت» وعنه دعت وإليه دلت وإشارت» وعودتها إليه 

إذا اكملت وشابهته, ومنها بدت الموجودات. وإلبها تعود بالكمال فهو ذات الله - 

الأ اة لكين كا لأ عع > العلياء وشحرة طوى: وسن الس« ونه الا 
من عرفها لم يشق. ومَّن جهلها ضل سعيه وغوى. 

فقال السائل: يامولاي ما العقل؟ قال: «جوهر درّاك, حيط بالأشياء من جميع 
جهاتهاء عارف بالشيء قبل كونه. فهو علة الموجودات. ونهاية المطالب. 

أقول: إذا علمت هذه للأحاديث فاعلم أن التكريمات التي كرم الله بها - وإن كان 
بحسب الظاهر لمظلق الإنسان إلا انها في الحقيقة محمد و آله الطاهرين وأهل بيته 
المنتجبين محل من الإمكان, وفي مكانة بحيث لا يحوم حول حماها إنسان. بل كل 
ما سواهم من سائر ال مخلق والموجودات والملائكة والأنبياء والبشرء فالتكرمة الق 
تكون ها فبالتبعية والمعلولية كل واحد منها بنسبته. ٠‏ 

فالمصداق لتلك التكريمات بالنحو الأتم الأكمل هو محمد وأهل بيته تة لا 
تقدم من قول أميرالمؤمنين وا ما مضمونه: «انزلوهم أي آل محمد كله أحسن منازل 
القران وهي على قسمين: 

ظاهرية. 

وباطنية. 

ونحن نذكر القسمين بالنسبة إلى محمد وآله الطاهرين» ومنه يظهر حال الباقين. 
ولعلّنا نشير إليه في طيّ المباحثء فنقول وعلى الله التوكل. 


.۳٦۷ فهو العيون ص‎ - ١ 


هن وار الساطفعة 


إن الله تعالى أكرم الإنسان أي حمداً وآله الطاهرين, ذاتاً وصورة, معنوية 
وظاهرية وصفات أيضاً معنوية وظاهرية. وأفعالاً. وهناك كرامات أخرى صورية 
ومعنوية؛ فهو متصف بحسب الصورة والمزاج الأعدل يما يأتي بيانه. واعتدال 
القامة, والقيز بالعقل» والأفهام بالنطق تارة, وبالاشارة أخرى. وبال خط ثالثة, 
وباهداية إلى أسباب المعاش والمعاد. والتسليط على ما في الأرض, والقكن من 
الصناعات, وانسياق الاسباب وتهيئتهاء والمسببات العلوية والسفلية بنحو تعود 
منافعها إلبهم إلى غير ذلك فنقول: 

أما تكريمه ذاتأ فقد خلق الله تعالى ذواتهم بالفعل» وذات كلّ إنسان بالقوة من 
نور كينونيته ونور عظمته ونور مشيته, کا تقدمت الأخبار الناطقة بذلك في 
شأنهم بو م ألبسسها اله صورة ربوبيته تعالی» وهيكل توحیدہ کا تقدم عن موسى 
ابن جعفر 4 بل أضاف الله تعالى ذات هذا الإنسان الكامل؛ الذي عرفت هو محمد 
وآله ل إلى نفسه المقدسة. فيا تقدم قول أمير المؤمنين ا في حديث الاعرابي 
حيث قالللقة: «فهى ذات الله العليا»» أى ذات الله التى اصطفاها وكرمها ونسبهاء 
اها ضفتد الدّاله عليه اة اله عل اهال سال :ركنابه ابن وضاراطه 
المستقير, وقد تقدم بيانها فراجع فهي أقرب الذوات إليه تعالى وأكرمها عليه تعالى. 

وأما تكريه صفاتاً فإنه تعالى قد أنزل القرآن. وأدب فيه الإنسان ا لا مزيد 
عليه من آدابه الكريمة بنحو الكمال الأتم. وبين فيه الصفات الجميلة التي هي حلل 
الألبسة الروحية للإنسان من العقل والحياء والعلم والفقه. والتقوىء والرأفة 
والرحمة. والجود والكرم. والحلم والحكمة, والبيان والتبيينء والقدرة والصبر. و 
الشجاعة والمروة, والعفة وساير الصفات الحميدة التي ذكرت في الأحاديث. وكل 
هذه الصفات تكون من صفاته تعالىء التى أظهرها في الخلق بربوبيته حيث إنه 
تعالى رب العالمين بهذه ونحوهاء وقد أكرم الله تعالى الإنسان بهذه الصفات المعنوية 
والظاهرية. 1 


فى شرح الزيارة الجامعة ا ةالقم واس E‏ 


وأما تكريه أفعالاً. فقد انزل في كتابه على لسان نبيه يي ما به معرفة الأفعال 
الكريمة والحسنة بنحو لا يشذّ عنها من الأفعال الحمودة شاذ. وبين فيه له ما به 
صرف جميع أفعاله في خدمته تعالى وطاعته. وقد بيّنها الأمة ميه كل ذلك في 
كلماتهم وأدعيتهم, وعلّموا أنه كيف ينبغي أن يفعل العبد في مقام العبودية والمناجاة 
والضراعات, وصرف الآمال إليه تعالى بما لا مزيد عليه. 

ولعمري إنها نعمة ليست فوقها نعمة, سبحان الذي جعل لنا أَمّة وقادة وسادة 
بحيث لولا هم ما عبدالله تعالی» ولولاهم ما عرف الله تعالی. 

وأما تكريه تعالى بالصورة ا حسنة, فهي على قسمين: 

ظاهرية. 

ومعنوية. 

وأما الصورة الظاهرية فقد أكرمه تعالى بحسن الصورة جسماً 

قال تعالى: «لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم4”". وقال تعالى: «فتبارك الله 
أحسن الخالقين4”", فقد صوره اله تعالى في انتصاب القامة. وصفاء لونه. 
وبضاضة جلده بأن جعله رقيقاً يؤثر فيه أدنى شيء. وحسن تركيبه, بحيث بلغ في 
بعضهم حسن التركيب والملاحة التى يدرك ولا يوصف, واعتدال أعضائه كلّ منها 
حسب ما تقتضيه الصورة المعتدلة الحسنة, وكثرة الانتفاع بهاء وصلاحها لأكثر 
الأعمال. فإنك ترى بعض الأعضاء من ساير الحيوانات لا يصدر منه إلا قليل من 
العمل؛ وأما أعضاء الإنسان فن كل واحد منها تصدر أعمال كثيرة. ومع الانضمام 
إلى الآخر منها بعضاً أو كلا تصدر أفعال كثيرة أخرئ. بحيث . يظهر منها آثار: 
الربوبيةء -وصفاته منه تعالى فاه أظهر فيها آثار قدرته. وجعلها مظهراً 
لربوبيته. ويظهر منها التدبير العجيب. والقيام بأمور عجيبة غريبة. لا يكاد يظهر 
١‏ -التين : .٤‏ 


الۇمتون :14 


۳۸ لال المتاطفة 


من ساير أعضاء الحيوانات» هذا مضافاً إلى أنه تظهر من بعض هيئات هذه 
الأعضاء في بعض التراكيب مثل الركوع والسجود., والقنوت والتسشهد. والرفنع 
والوضع لليدين والراس هيئات العبوديةء التي تحكي عن معاني باطنية تناسب 
حال العبد في مقام عبوديته لخالقه بإظهار تلك الهيئات الدالة على أنمحاء عبوديته 
ظاهراً و باطناً ما يناسب مقام عظمته تعالى. كما ذكر ذلك كله في أسرار الصلوة, 
فراجعها في كتبها المعدّة لبيانهاء فيظهر للمتأمل فيها أن الإنسان يحتاج في مقام 
العبودية إلى تلك الأعضاء بماها من الطيئات, والصورة الحاصلة من هيئاتها 
الختلفة, ويرى أنه بها يكون توجهه إليه تعالىء وهي تكون وجيهة له تعالی» و بها 
قيامه لديه تعالى وبا قيّوميته به تعالى. 

وبعبارة أخرى: هذه الأسرار إغا هى ظاهرة لأدنى المعرفة والدقة بأسرار 
ا لخلقة. التى أهمها وأعظمها المدلقة الإنسانية, التى منها اتتصاب وجهه بحيث يقابل 
بعد إل تن يقايله كات رها عن ف شه طهر فا إذا لم يقابل أحدينتام 
وجهه إلى من يدانيه. فإنك تراه قبيحأكا لا يخق. 

وكيف كان فاللإنسان منتصب الوجه إلى من يقابله. وهذا بخلاف الحيوانات, 
فإنه إنما يقابل ببعضه. أو ببعض بعد بعض بحيث لا يكون في مواجهة بعضهم لبعض 
الحسن الذي يكون في مواجهة الإنسان, ويلحق بهذه التكرمة أنه تعالى جعل 
الانسان بحيث يرفع بيده طعامه لثلا يطأطئئ رأسه للطعام» ذلك إجلاله له لما ألبسه 
الله تعالى من صورته كا تقدم حديثة, هذاكلّه بالنسبة إلى نوع الانسان. 

وأما حسن الصورة الذي تكون محمد وآله الطاهرين» فلهم صور حسنة لا 
يكون في الممكنات شيء يدانيهم» بحيث لو ظهروا للناس ببعضها لما رآهم أحد إلا 
مات على الفور شوق إليهم. 

ففي مدينة المعاجز”", عن البرسي روي جعفر الاثمي. قال: كنت عند أبي 


١-مديلة‏ المعاجز ص 67”0. 


فى شرح الزيارة الجاهعة...... ...ا : لضن 


جعفر الثاني (أي الجوادءئة ) ببغداد فدخل عليه ياسر الخادم يوماً. وقال: ياسيدنا. 
إن شينا أم جعفر تستأذنك أن تصير إلى شينا أم الفضل.. إلى أن قال: فدخل 
والستور تشال بين يديه فما لبث أن خرج راجعاً وهو يقول: فلا رأينه أكيرنه, 
الحديث. 

أقول: فظهر نا بنحو فوق ما ظهر يوسف للنسوة. وحدث بهن ما حدث 
بالنسوة من رؤيتين ليوسف؛ ولذا ذكر في آخر الحديث. 

قلت له: ياسيدي وما كان إكبار النسوة؟ قال: هو ما حصل لأم الفضل فعلمت 
أنه الحيض. ش 

أقول: فإنها قالت: والله يا عمّه إنه لما اطلع حاله. حدث ما يمحدث بالنساء. 
فضربت يدي إلى اثوابي فضممتهاء الحديث. 

أقول: المستفاد من هذا الحديث أنه نة أظهر هن صورته الجميلة, التي جعلها 
اله تعالى هم. فعرض طن من حيث بهجتها ما عرض لنسوة يوس ف ًة فيعلم أنه 
تعالى جعلهم في أحسن صورة في الظاهر, وإن كانوائيئة: لا يظهرون للناس 
بصورتهم الحقيقية. 

فف البحار عن مناقب آل أبي طالبلية: قال عسكر مول أبي جعفرءكة: 
وكات عل قلف و یو اف ددا 
قال: فوالله ما استتممت الكلام في نفسي حتى تطاول وعرض جسده وامتلاً به 
الايوان الى سقفه ومع جوانب حيطانه. ثم رأيت لونه وقد اظلم حتى صار كالليل 
المظلم ثم ابيض حتى صار كأبيض ما يكون من الثلج. ثم ا مر حتى صار كالعلق 
المحمّر. ثم اخضر حتى صار كأخضر ما يكون من الاغصان الحنضرة. ثم تناقص 
جسمه حتى صار في صورته الأولى وعاد لونه الأول. وسقطت لوجهي ما رأيت. 

فصاح بىي: ياعسكر تشكون فننبئکم. وتضعفون ونقويكم. والله ل يوصل 

إلى معرفتنا إلا من من الله عليه بنا وارتضاه لنا وليّا. 


e Yt‏ ات متا لو ا م46 145:0 الأموانالشاطفة 


أقول: منه يعلم أيضاً أنهم#ة مظاهر قدرته تعاى» فيعملون باحق في 
أنفسهم كيفرا شاءواء ونحن نسأل الله تعالى أن يمنّ علينا بعرفتيم كذ وأن يجعلنا من 
أوليائهم محمد وآله الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين). 

أقول: هذا وقد تقدم أنهم 24# حقيقة الأسماء الححسنى, التي منها أنه تعالى أجمل 
من كل جميل. کا في دعاء الجوشن فهم ليك مظهر لجماله تعالى هذا. 

وقد ذكر المجلسي في أواخر حى اليقين حديثاً حاصله: أن الحسين ا ي ظهر 
نوره لأهل الجنة حين يرومون زيارته تعالى» فيغشى عليهم أربعين سنة» فيظنون 
أنه نور الربٌ جل وعلا. ثم يظهر هم أنه نور الحسين ل فن جماله الظاهر من نوره 
يغشى عليهم» فهناك تظهر حقيقة جماهم إل كل هذا ما أنعم الله عليهم وآتاهم مالم 

ت أحدا من العالمين والحمد لله وحده. 

بل نقول: إن الصور الحسنة التي تكون لغيرهم من الملائكة والناس أجمعين. 
هي من تفضلاتهم هم, هذا وقد ألبسوا من شعاع صورهم الحسنة الملائكة 
المسيحين بالرضوان في الجنة, فإنهم على أجمل صورة وكلها من عطاياهم. كما 
روي: أن الجنة قد خلقت من نور الحسين 396 فإنه يشمل ملائكتها أيضاً. فتأمل. 

وأما تكريه بالمزاج الأعدل فإجماله: أنه تعالى ركب فيه من الأخلاط الأربعة 
بنحو الاعتدال في كلّ منهاء بحيث لو غلب واحد منها على الآخر لاضطرب نظام 
وجوده. وهذا الاعتدل مقرون بأعراض أخرى من كثافات الطعام والشراب. 
والهواءء والمكان والزمان, وامتزجت تلك بهذه بنحو يستوجب البقاء في الدنيا إلى 
مدة تحكم المصالح الالهية بحسنهاء وبلزوم بقائها بهذا المقدار حسب نظام العام 
البشري. فلم يجعل عمره اقل القليل: ولا أكثر مما ينافي صحته واحترامه, وما يكن 
له القتع من الدنياء نعم هذا بحسب النوع كما لايخق. 

ثم جعل ذلك الامتزاج بنحو يعرض له الفناء؛ ليقع له فراق الروح للبدن الذي 
يدفن في الأرضء فتأكل الأرض ما فيه فإذا تخلص من جميع الغرائب والآفات, 


في شرح الزيارة الجامعة ا ا ا 


التي كانت فيه من طيلة بقائه في الدنياء ثم يبعثه صافياً خالصاً. ويركبه تركيباً 
جسمانياً في الآخرة بنحو يصلح للبقاء أبداً؛ وذلك أنه تعالى جعل اعتدال طبايعه في 
الآخرة بميزان مستقيم غير ماكان عليه في الدنيا. 

وبعبارة أخرى: جعل تلك الطبايع في الآخرة على أكمل اعتدال» بحيث يلزم 
منه أن يكون الانسان هناك واحداً بسيطأً. لايعرض له التضاد ولا الكثرة 
الموجبتان للفناء كما كان في الدنيا كذلك. 

والحاصل: أن لطفه تعالى اقتضى تركيبه في الدنيا بنحو يبق بقدر اللزوم 
الصحيح» ثم يعرض له الموت, ضرورة أن البقاء السرمدي في دار الدنيا ينافي رحمته 
تعالى ورأفته ولطفه بالانسان. فجعله بنحو ينتقل إلى دار الآخرة؛ لكى يتنعم من 
لذائذها الأبدية بدون مشقة, ثم إن هذا المزاج الأعدل قد لاحظ بالنسبة إلى 
الأبدان. والى ما به قوة البقاء والعمل والنظام اللازم في عالم الوجود الدنيوي بنحو 
الأتم الأكمل الأحسن. وقد يلاحظ بالنسبة إلى طبايعه المعنوية. وهى أيضا قد 
جعلها الله تعالى بنحو يوجب توجهه إلى التوحيد الذي هو المقصود من خلقة 
الإنسان. 

فنقول: قد أكرمه الله تعالى بأن جعل له الصراط المستقے» وهو صراط الله 
تعالى» وهو صراط معارفه من العلم والحلم و العقل و الحياء وساير الصفات 
الحميدة التى ذكروها من الجنود العقل التى قيل هى ظل التوحيد وما يقتضيه 
u‏ ي قيل هي 

وبعبارة أخرى: قد جعل الله تعالى في باطنه وسره ما هو آثار التوحيد الإهىء 
بحيث لو مشى تحت ظلاهاء وجرد نفسه عن خلاف مقتضاها الذي هو التجريد عا 
سواه تعالى فلا حالة يصل إلى التوحيد. 

ومن المعلوم أن هذه الأمور تكون فيهم نفيك بنحو الأتم الأكمل. بحيث تتعدى 
تلك الأمور منم نك إلى شيعتهم, حيث علمت أن قلوب شيعتهم خلقت من شعاع 


Rae tr‏ اولي السناطعة 


نورهم» ومن فاضل طينتهم» فنور قلوب شيعتهم من شعاع أجسامهم المثاليّة 
كشعاع الشمس من الشمس ولكنْ بين النورين فرق كبير. 

فهذه الاوصاف العظيمة لا تكون بكداها إلا فيهم 0 ولا تقع على حقيقتها ولا 

حقيقة حقيقة تكرمة الله سبحانه ها إلا فيهم ل ثم تنتقل مسنم 24# إلى قلوب 
م علمت سابقاً من قوله ا: «يا أبا خالد والله إن الأئمة هم الذين ينورون 

قلوب شيعتهم». 

واما تكريه تعالى إياه باعتدال القامة. فإنها إذا م تكن معتدلة مستقيمة, 
لكانت إما مائلة أو منكبة, وتكون بغير ما شأن سيره إلى الكئال كما لا يخق, فإنه في 
هذه اهيئة يتمكن من الاعمال الكثيرة الموجبة لترقيه إلى الكمال من العبادات و 
هذا بخلاف ما إذا كانت قامته على غير هذه الصورة, فإنها حينئذ تكون عاجزة عن 
ذلك السير العملي كا لايخق. 

وربا يقال: إن اعتدال قامة الإنسان في الظاهر ‏ بلحاظ تمكينه من أعمال 
العبادات بأقسامها المتقدم ذكرها -عنوان لسيره الباطن. 

بيانه: أن غير الإنسان وإن كان له سير في السلسلة الطولية, وذلك كالمعادن 
فإنها تتنقل من ا لجمادات إلى المعادن, ثم لا تتجاوزهنء وكالنباتات فإن أصلها من 
الجمادات ثم تنتقل منها إلى المعادن, ثم منها غالبا إلى النباتات, ثم لا تستجاوزهنٌ» 
وكالحيوانات أيضاً فإن أصلها من الجمادات. ثم منها إلى المعادن. ثم منها إلى 
النباتات, ثم منها إلى الحيوانات, ثم لا تتجاوزهنّ؛ إلا أن هذا السير في هذه الأمور 
سير محدود محدودية المقتضيات فيها من حيث المادة والطيئة والصورة, فالعوامل 
الإطية لا يؤثر فيها السير من الأدنى إلى الأعلى إلا بنحو تقتضيه موادها مادةً 
وصورةٌ. وهذا بخلاف الإنسان فإنه مضافاً إلى ذلك السير المشار إليه. أعني سيره 
الأصلي من الجمادات إلى المعادن, ثم منها إلى النباتات. ثم منها إلى الحيوانات, ثم 
تتنقل منها بالعوامل الإمية والتربية الشرعية إلى رتبة الملائكة, ثم منها إلى رتبة 


الإنسان الكامل, ثم منها إلى الحضرة الإهية. وأعني بها أنه يصل إلى مقام الفناء في 
الله والمراد منه شهوده كلّ وجود وكل كمال وجود في وجود الحق. والمراد من 
الشهود هو العلم والمعرفة الحقيقية الوجدانية بالروح الكلي الإهي. 

وبعبارة أخرى: في بيان هذا السير للإنسانء أن أول مقام الإنسان كونه مقدرأ 
في علم الله تعالى» ثم سار إلى صلب آدم ومقام مسجوديته للملائكة. بعدما صار 
روحاً موجوداً في جنة الأرواح وعالم القدس» وعالم صور الأسماء الإهية كلّها. ثم 
سار إلى أن تعلق بالبدن بواسطة لطيفة حيوانية متوسطة بين الروح العقلائي. وهذا 
البدن الكثيف الظلماني المركب من الأضداد. المنشأ للعداوة والعناد والحسد 
والفساد, الحجوب عن عالم المعادء وهذا غاية الفزول عن الفطرة الالهية, والكون في 
حدود السفالة والنقصان؛ لكونه حينئذ مركباً ومتقلباً من طبايع العناصر كساير 
أنواع الحيوانات» وهي في مراتب التسفّل بالنسبة إلى ساير الجواهر والأعيان. إلا 
أنه تعالى أكرمه بأن جعل في ذاته قوة القرق إلى حد الكالء والارتقاء إلى أنوار 
المبدإ المتعال, سائراً إلى حد سکان عام التون معا بهم الخكزة والمتروي قل مير 
في العناية الإلهية والألطاف الأولية أن بهمله في مراتع الشهوات كالديدان 
والحشرات من غير هدى, وتعطيله عما خلق لأجله, وأن يترك سدىٌ, وحيث انه 
تعالى قد خصّه بكئال خلق لأجله. وبفعل يتممه إذا وفق له فلا حالة أكرمه حينئذ 
بالشرع المبيّ له هذا الفعل الذي يؤديه إلى كماله. 

وبعبارة أخرى: قد يسر اله تعالى له الرجوع إلى الفطرة الإلية والعود إلى 
لمبد! بالسير الرجوعي على عكس السير الغزولي, قال تعالى: ثم السبيل 
يسر" وقال تعالى: «ارجعى إلى ربّك راضية مرضية) فبا لخلاص عن تلك 
القيود التي أشير اليها من الأضداد. والصفات الرذيلة, والتبري عن هذا الوجود. 


1١: سبع-١‎ 
.58 : -الفجر‎ ١ 


4t‏ امدق لم005 الأتوارالشاطفة 


ورد الامانات إلى أهلهاء وا خروج عن كل حول وقوة إلى حول الله وقوته يحصل له 
الكمال الأتم, أعني الوصو ل إلى التوحيد. 

والحاصل: أنه لا يزال يسير من مقام أعلى منه حتى يصل إلى مقام الرضوان 
والمحبة الإلميةء ويبق يسير بها صاعدا إلى ما لا نهاية له ولا غاية, ثم إن من المسلم 
به أن هذا المقام ميسور هم عيبا بل هم سائرون فيه بكماله وتمامه. فهم إلى الآن وإلى 
الأبد في سير مشاهدة جلاله وجماله تعالى,اللذين لا نهاية هماء كما تقدمت الإشارة 
إليه. وهذه المقامات في الحقيقة من آثار حكومته تعالى إياهم لروحهم وبالعلم, 
الذي هو الرزق الطيب للروح الإنساني, وذلك عند طاعتهم لله. واتقائهم معاصي 
الله؛ لما تقدم مراراً من أن من اتق الله علّمه ما لم يعلم قال اله تعالى: «واتقوا الله 
ويعلّمكم اله وقال تعالى: إولما بلغ أشدّه و استوى آتيناه حكماً وعلماً وكذلك 
نجزى المحسنين 74" وعن علي أمير المؤمنين كة ماهو من قولهلظة: «ليس العلم في 
السماء فينزل إليكم, ولا في الارض فيصعد إليكم, ولكن العلم محبول في قلويكم 
تخلقوا بأخلاق الروحانيين يظهر لكم». 

ومن المعلوم أن غير المتق بحكم الأموات كما أن الكافر يكون ميتاً لا فوز له 
من الإيمان والعمل الصالم. فلا حالة يكون محروماً عن العلم الذي هو رزق الروح 
للإنسان, ثم إن من المعلوم أيضاً أنه تعالى جعل محمد وآله (عليه و عليهم السلام) 
من هذه التكرمة ماجعل هم به خزائن غيبة علمه بحقيقة ما هم أهله. وقد تقدم 
مراراً ما يوضح لك هذا. 

إذا علمت هذا فنقول: استقامة الانسان. واعتدال قامته حاكيّة عن تحقيق 
إمكان سيره المعنوي في تلك المقامات المشار إليهاء التي يكون الإنسان إلى ما لا 
ا لف فى لن ر قدا نكرلا فر كن ين الأعال والمسباداك 
۲ القصص : .١4‏ 


فى شرح الزيارة الجامعة oes‏ 


بلحاظ تمكنه منهاء ومن اعمال الصفات الحميدة بحيث لا نهاية لأنواع أفعاله 
الممكنة له. يعلم أن في باطنه استعداداً وقوة قويّة قابلة للترقي إلى ما لا نهاية له؛ 
ولذا قد يسر الله له السبيل بأن أقعده في مكان هذا الإمكان المكين. الذي هو منشأ 
لتلك الأعمال الكثيرة, التى لا نهاية ها كا لا يخق. فإن هذا الإمكان الروحى 
والإمكان الجسمى الحاصلين له هما الذان جعلا الانسان في مرتبة قابلة للسير إلى 
اقتال دوووسائر الور دات كي لاحك وان داك ال لدو أا 
ا كن هن الاقال اله مان عي فعا جك الدعيراك من فر جعان: 
«(ففروا إلى الله.. وسارعوا.. وسابقوا.. وأنيبوا..) الى غير ذلك» إذ من المعلوم أنه 
تعالى كيف يصح منه إذ يدعوهم إليه بقوله: ففرّوا إلى الله مع عدم إمكان أن يسيروا 
إليه. بل لاد أولاً من أن يجعلهم متمكنين بجميع أنواع القكّنء ثم يدعوهم إليه 
تعالى» وإلا ما للتراب ومشاهدة جمالأنوار ربٌ الأرباب بلطفه وتفضله له بهذه 
التفضلات كما لا يخق. ومن هذا كله يعلم أن انكباب ماعدا الانسان وانعطافه إلى 
الارض غالباً يحكي عن صورة سيره إلى الله تعالى. 

وبعبارة أخرى: إِنّ نظر ما سوى الإنسان إلى الأرض يعطي أن حقيقته لا 
تتجاوز سيرها عما في اللأرضء وسيره إليه تعالى لا يكون إلا إلى ما ظهر منه تعالى 
من القدرة والعلم في الأرض دون ما ظهر في السماء. وهذا بخلاف الإنسان 
واستقامته واعتدال صورته, مع ماله من تلك الامكانات يعطي أن حقيقته قابلة 
ل ا 
نهاية له» وأما غيره فسيره حدود منقطع لا يصل إلى درجة الإنسان. ثم إن في 
الملائكة ما هو بصورة الإنسان» فهو ملحق حكناً بالإنسان رتبةء وماكان بصورة 
التهوانات فهو أقل رتبة ما هو بصورة الانسان. وإن كان هذا أيضاً لا يغفل عن 
خدمة الله تعالى طرفة عينء إلا أنه يخدمه تعالى في الجهة السفلى من مراكز ظهوره 
تعالى. 


فإن قلت : فعلى ما ذكرت لا بذ من تخصيص الكمالات والكرامات بالإنسان 
مع أنه ورد أنه يدخل الجنة حمار النبي لإ اليعفور وناقته الغضباء وحمار عزير 
وحمارة بلعم بن باعوراء وكلب أهل:الكهف وما أشبه ذلك» بل ورد أن كل صنف 
من أصناف الحيوانات يدخل بعضها في الجنة إلا الثلاثة» المسوخ والسباع 
والنواصب . ففي تفسير نور الثقلين» عن تفسير علي بن إبراهيم في تفسير قوله 
تعالى : #إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربّنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من 
أمرنا رشداً#. الحديث . . إلى أن قال : فقال الصادق غ4 : لا يدخل الجنة من 
البهائم إلا ثلاث حمار بلعم بن باعور وذئب يوسف غا وكلب أصحاب 
الكهف . وفي سفينة البحار عن الصادق غل في حديث إلى أن قال: فإن رسول 
الله و قال: ما من بعير يوقف عليه موقف عرفة سبع حجج» إلا جعله الله من نعم 
الجنة وبارك في نسله» الحديث . وفي تفسير نور الثقلين من تفسير علي بن إبراهيم 
في حديث عن الرضا غل إلى أن قال : فقال الرضا تله فلا يدخل الجنة من 
البهائم إلآ ثلاث حمارة بلعم وكلب أصحاب الكهف والذئب وكان سبب الذئب 
انه بعث ملك ظالم شرطيّاً ليحشر قوماً من المؤمنين ويعذّبهم وكان للشرطي ابن 
يُحبّه فجاء ذئب فأكل ابنه فكزن الشرطى عليه فأدخل الله ذلك الذئب الجنّة لما 
أحزن الشرطى قلت المستفاد من تلك الأخبار ان لتلك الحيوانات التى تدخل الجئة 
نفسا بززخياً مركبة من التحقيقة الحيوانية والحقيقة الإنسانيّة ولذا يذرك بعض 
المعقولات الكلّية ويفهم بعض المعاني الحسية الثابتة لأولياء الله تعالى. ففي 
البحار ج77 ص5 45 عن علل الشرائع في حديث الصادق ي في بيان 
وصيّته وي بالنسبة إلى متروكاته إلى أن قال ثم قال أبو عبد الله لك أن يعفور كلم 
رسول الله فقال بأبي أنت وأميّ ان أبي حدّثني عن أبيه عن جدّه أنه كان مع نوح في 
السفينة فنظر إليه يوماً نوح ظَلكيْمْ ومسح يده على وجهه. ثم قال : يخرج من صلب 
هذا الحمار حمار يركبه سيّد النبيّين وخاتمهم والحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار 
+ فترى من هذا الحديث أن هذا الحمار كيف أدرك مقام سيد المرسلين وحمد الله 
على أن جعله من ذلك الحمار وكيف كان فمن هذا وإن صدور الإيمان والإقرار 
بالحق من الحيوانات كما يصدر من سائر المؤمنين يعلم أن لهذه الحيوانات حظاً 
ونصيباً من الإنسانية كل على حسبهاء فمن حيث اكتسابها هذه الروحية الإنسانية 
صارت ملحقة حكماً بالإنسان» فتدخل الجنة على أن الجنة مراتب يبعد بعضها عن 


في شرح الزيارة الجامعة او O‏ تنطت او افق اسان ل" 
البعض بعد السماء عن الأرض» فالحيوانات بعضها يدخل الجنة» إلا أنها لا تكون 
في درجة الآدميين» بل تكون في الدرجة السافلة من الجنة؛ على أنها في الجنة 
تكون في محضر من أهل الجنة» يستفيدون منها كما كانوا يستفيدون منها في الدنيا 
مع أنها حيوانات وهم أناسيّ . والحاصل : أنها تدخل الجنة حيواناً لا إنساناء نعم 
عر طن ررس le E EN‏ 
أن الإنسان له الترقي في السلسلة الطولية بلا نهاية» وهذا بخلاف الحيوانات فإنها 
وإن فرض إمكان ترقيها لبعض المراتب الإنسانية إلا أنها محدودة جذأًء بل 
معدودة فرداً كماً وكيفاً» كيف والحيوانات وإن بلغت ما بلغت لم تخلع الصورة 
الحيوانية» وما لبست الصورة الإنسانية» بل غاية مالها الاشتمال ببعض مراتب 
النفس البرزخية المشار إليها كما لا يخفى . ثم إن الحيوانات كما تكون في الدنيا 
في خدة الإنسان كما ترى» ففي الجنة إن دخلت تكون كذلك فهي مملوكة للإنسان 
لا مالكة» كذلك في الجنة تكون في خدمة أهل الجنة لا مالكة» فحينئذٍ أين 
الحيوانات الداخلة في الجنة والإنسان الذي قال الله تعالى في حقٌ الداخلين منهم 
في الجنة «وإذا رایت ثم رأيتَ نعيماً وملكاً كبيرآ' فدلّ على أن الإنسان إذا 
دخل الجنة يكون ملكا ومالكاً ملكا كبيراً» وهذا بخلاف الحيوانات فإنها تكون 
مملوكة فيها لا مالكة لقصورها الذاتي؛ وإنما دخلت الجنة لتلك النفس البرزخية 
كما لا يخفى . وأما تكريمه تعالى إياه بالعقل المميز به بين الحق والباطل فنقول في 
البحار"» عن المحاسن عن أبي عبد الله غلل قال: قال رسول الله يه : «خلق 
الله العقل فقال له : أدبر فأدبر» ثم قال له: أقبل فأقبل». ثم قال: «ما خلقت خلقاً 
أحبّ إلي منك > فأعطى الله محمداً وَل تسعة وتسعين جزءاً» ثم قسم بين العباد 
جزءاً واحداً» . وفيه"ء عن الاحتجاج في خبر ابن السكيت قال: فما الحجة على 
الخلق اليوم؟ فقال الرضا غ : «العقل تعرف به الصادق على الله فتصدقه. 
رق ل ل ل ES‏ 
تفسير الإمام عل عن أبي محمد غللا قال: قال علي بن الحسين غ2 : «من 
لم يكن عقله أكمل مافيه» كان هلاكه من أيسر مافيه». وفيه عن أمير 
المؤمنين ع «من لم يكن أكثر ما فيه عقله» كان بأكثر ما فيه قتله» . 
١‏ -الإنسان: .۲١‏ ۲ - البحار ج١‏ ص97 . 
۳ - البحار ج١‏ ص١٠٠‏ . ٤‏ - البحار ج١‏ ص94 . 





121111111 000000 4A 


وفيه عن أمالي الشيخ عن الرضائية يقول: «ما استودع اله عبداً عقلاً إلا استنفذه 
به يوما». 

وفيه» في حديث هشام عن موسی بن جعفرلهة: ياهشام إن لله على الناس 
حجتين: حجة ظاهرة وحجة باطنة, فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأنمة اجا 
وأما الباطنة فالعقول. 

وفي الكافي0". إلى أن قال: قال رسول اله : «ما قسّم للعباد شيئاً أفضل من 
العقل. فنوم العاقل أفضل من سهر الجساهلء وإقامة العاقل أفضل من شخوص 
الجاهل. ولا بعث لله نبا ولا رسولاً حتی يستكمل العقل. ويكون عقله أفضل من 
جميع عقول أمته. وما يضمر الني ب في نفسه أفضل من اجتهاد اجتدين. وما أدى 
العبد فرائض الله حتى عقل عنه. ولا بلغ - جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ 
العاقل. والعقلاء هم أولو الألباب, الذين قال الله تعالى«وما يذكر إلا أولوا 
الألباب »20 

وفيه” عن أبي عبدالله ل#: قال: «حجة الله على العباد النبي» والحجة فيا بين 
العباد وبين الله العقل». 

وفيه.. عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد مرسلاً قال: قال أبو عبد الله لهة: 
دعامة الإنسان العقلء والعقل منه الفطنة والفهم والحفظ والعلم» وبالعقل يكملء 
وهو دليله ومبصره ومفتاح أمره. فإذاكان تأييد عقله من النور, كان عالماً حافظاً 
ذاكراً فطناً فهماً. فعلم بذلك كيف وإ وحيث» وعرف من نصحه ومّن شه فإذا 
عرف ذلك عرف بجراه وموصوله ومفصوله, وأخلص الوحدانية لله والإقرار 
بالطاعة فإذا فعل ذلك كان مستدركاً لما فات وواردا على ماهو آت. يعرف ما هو 


.۱۲ -الكافي ج ج اص‎ ١ 
N: -آل عمران‎ ۲ 
.١١؟ص‎ ١ -الکافي ج‎ ۳ 


فى شرح الزيارة الجامعة وقوه اس موتو ساسا م او 1 


فيه ولأيّ شيء هو هاهنا ومن أن ياتيده والى ماهو صائر, وذلك كله من تأييد 
العقل. 

أقول: قد تقدم بعض الكلام في شرح هذا الحديث. ولعمرى هذا الحديث بين 
ما لا مزيد عليه في فضل العقل» فعلم من هذه الأحاديث فضل تكريه تعالى إياه 
بالعقل؛ وأنه سبب محبة الله لعبده. كيف لا وهو المميز الفارق بين الحق والباطل, 
وا خير والشرّء ومبين لطريق النجاة من طريق الاك وهو حجة الله تعالى الباطنة 
والنعمة الباطنة والنور والحياة الأبدية؟ والأحاديث في فضل العقل كثيرة جد 
كيف لا وهو المايز الوحيد بين الإنسان وغيره من الحيوانات, وبه ترقيه وتعاليه إلى 
أشرف المنازل وأعلى الدرجات المعنوية والظاهرية؟ فأكرم به من نعمة أنعم الله به 
على العباد! 

وأما تكريه تعالى إياه بالافهام بالنطق والإشارة الظاهرية والمعنوية وال خط 
والكتابة. 

فنقول: إن الله تعالى لما خلق الانسان جامعاً. فاقتضت هذه البنية الجامعة أن 
يكون مالكاً وبملكاء وأن تكون شؤونه كثيرة لا تكاد تحصى, ولا ريب في أن من 
هذا شأنه يحتاج في مآربه ومطالبه في مقام إمضائها وإيجادها إلى وسائل كثيرة 
بحسب شؤونه, فاسبغ الله تعالى عليه نعمه الكثيرة المترادفة, فعلّمه النطق ليؤدي 
به مطالبه الى مآربه. ووسّع عليه في ذلك بأن أضاف إليه القكن من الإشارة؛ والخط 
أيضاً؛ ليوسع في التأدية في شؤونه. كل ذلك تعطفاً عليه ورحمة ورأفة. ولم يفعل الله 
تعالى بمثل هذا في غيره من سائر الخلق ثم أنه تعالى أكرم الإنسان بهذه عامة» وأكرم 
أولياءه وأصفياءه من النبى والأئمة لي خاصة با مزيد من ذلك وهو أنه تعالى 
منحهم ما أفهموا الجباد. وأنطقوا به الصم الصلاد. وأنقاد إلى إجابة ككتابتهم 
وإشارتههم جميع من في البلاد فهم ني الذين فهموا عن الله ما أراد. وفهّموا بفاضل 
فهمهم كلّ من فهم واستفاد. فلا يفهم شيء من جميع ا نلق شيئاًإلا فهمه الله بفاضل 


لني 


ما فهمواء وأنطقهم الله ونطق ما سواهم من فاضل نطقهم: فكلّ لسان حالي أو مقا 
ينطق بالثناء عليهم ثناء أشير إليه بقوله تعالى: وان من شيء إلا يسبح بحمده 
ولكن لا تفقهون تسبيحهم»". 

وقوله في الزيارة: «يسبح الله بأسمائه جميع خلقه» وهم هة الناطقون على كلّ 
لسان بكلّ لغة كما في الأخبار من أنها سبعون الت لغة. ويشير إلى ما ذكرنا 
الأحاديث الكثيرة, فنها: 

في البحار”". عن بصائر الدرجات ص ,١6١‏ عن أبي بصير عن ي جعفر لاا 
قال: «إني لا عرف من لو قام على الشاطي البحر؛ لندب بدواب البحر وبأمهاتها 
وعماتها وخالاتها. 

وف البحار””. عن مناقب آل أبي طالب لهة: اصاب الناس زازلة على عهد أبي 
بكر. ففزع إلى عليّلظة أصحابه, فقعد على لا على تلعة, وقال: كأنكم قد هالكم» 
ورك شفتيه وضرب الأرض بيده. ثم قال: مالك ؟ اسكني فسکنت. ثم قال: آنا 
الرجل الذي قال الله تعالى: «إذا زلزلت الأرض) الآيات. فأنا الإنسان الذي أقول 
ها: مالك «يومئذ تحدث أخبارها» إياي تحدث. 

وفيه, عن البصائر بإسناده عن زرارة عن أبي عبدالله ا قال: قال أمير. 
المؤمنين + لابن عباس: «إن الله علّمنا منطق الطير. كا علّمه سليان بن داود 
ومنطق كل دابة في بر أو بحر. 1 

وفيه عن الاختصاص ص۲۹۸ بإسناده عن أبي عبدالله هه قال: بينا أبو 
عبدالله البلخي مع أبي عبدالله لي ونحن معه إذ هو بظبئ يثغو ويحرك ذنبهء فقال أبو 


١-الإسراء‏ : .٤٤‏ 
؟-البحاررج ۲۵ ص ۳۷۲. 
٠'-البحاررج‏ ۲۵ ص ۳۷۹ 
غ-البحار ج ۲۷ ص 5114. 


فى شرح الزيارة الجامعة 000000000 3ظ2 م O‏ 


عبدالله هلا : «أفعل إن شاء الله, قال: م أقبل علينا فقال: علمتم ما قال الظي؟ فليا 
اله ؤرسوله واب وة أعلم, فقال: «إنه اتافي فأخبرني أن بعض أهل المدينة 
نصب شبكة لأنثاه فاخذها وها خشفان, م ينهضا ولم يقويا للرعي. فسألني أن 
أسأهم أن يطلقوها. وضمن لي أنَّا إذا أرضعت خشفيها حتى يقويا على النبوض 


والرعى أن بردها علبهم» فاستحلفته فقال: برئثٌ من ولايتكم أهل البيت إن لم أف. 
وأنا فاعل ذلك إن شاء الله. 

فقال له البلخى: سئّة فيكم كسنّة سليان #ا. 

وفي عيون أخبار الرضا» بإسناده عن أبي الصلت المهروي قال: كان 
الرضالية يكلّم الناس بلغتهم وكان والله أفصح الناس وأعلمهم بكلّ لسان ولغة! 
فقلت له يوماً: يابن رسول الله إني لا عَجَّب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها؟ 
فقال: «ياأبا الصلت أنا حجة الله على خلقه. وماكان الله ليتخذ حجة على قوم» وهو 
لا يعرف لغاتهم, أو ما بلغك قول أمير المؤمنين 4 أوتينا فصل الخطاب؟» فهل 
فصل الخطاب إلا معرفة اللغات؟ 

وفيه'", عن عبد الرحمن بن أبي نجران, قال: كتب أبو الحسن الرضاكة 
وأقرأنيه رسالة إلى بعض أصحابنا: إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان 
ويحقيقة النفاق. 

وف مناقب آل أبي طالب :كا" سلمان الجعفري قال: كنت عند أبي الحسن 
الرضائية والبيت ملو من الناس يسألونه وهو يجيبهم. فقلت في نفسي: ينبغي أن 
يكونوا انبياء. فترك الناس ثم التفت الي فقال: ياسلوان إن الأئمة حلاء علماء 
يحسبهم الجاهل أنبياء وليسوا إنبياء. 





١-عيون‏ أخبار الرضاص ۲۲۸. 
"-عيون اخبار الرضاص ۲۲۷. 
۳-مناقب آل أبي طالب ج ٤‏ ص 574. 


1 فلمو اص ا ا الس را اله ناما الوا الشتاطفة 


وفي البصائر'» عن جعفر بن محمد الصوفي قال: سألت أباجعفر ا محمد بن 
علي الرضاللية وقلت له: ياين سول الله لم سمي النبي الأمّى؟ قال: ما يقول الناس؟ 
قلت له: جعلت فداك يزعمون اما سمي النهى الأمّي؛ لأنه لم يكتب, فقال: «كذبوا 
عليهم لعنة لله أى يكون ذلك والله تبارك وتعالى يقول في حکم كتابه: لهو الذي 
بعث في الأمَيين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب 
والحكمة) فكيف كان يعلمهم مالا يحسن؟ واه لقدكان رسول الها يقرأ ويكتب 
باثنين وسبعين أو بثلاثة وسبعين لساناًء وإغا سمي الأمّي؛ لأنه كان من أهل مكّة 
ومكّة من أمّهات القرى, وذلك قول الله تعالى في كتابه: (لتنذر أمّ القرى ومن 
حولها» . 

وفيه عن أبي عبدالله 0 أنه سئل عن قول الله تبارك وتعالى: «وأوحي إلى هذا 
القرآن لأنذركم به ومن بلغ» قال بكلّ لسان. 

وف الحكي عن الشيخ رجب البرسي (رضوان الله تعالى عليه) عن أمير 
المؤمنين4.. إلى أن قال لة: أنا المتكلم بكل لسان. 

وفي مدينة المعاجز للسيد البحراني (رضوان اله تعالى عليه) عن كتاب الإقبال 
بالاسناده المتصل عن أسماء بنت وائلة بن الاسقع, قال: سمعت «أقول الظاهر قالت 
ولكنه في النسخة هكذا» أسماء بنت عميس الخ ثعميّة : تقول: ممعت سيدتي 
فاطمة غه تقول: ليلة دخل بي علي بن أبي طالب 18 افزعني في فراشيء قلت: فيم 
أفزعت ياسيدة النساء؟ قال: سمعت الأرض تحدّثة ويحدثها فأصبحت أنا فزعة, 
فأخبرت والدي ل فسجد سجدة طويلة: ثم رفع رأسه وقال: يافاطمة البشرى 
بطيب النسلء فإن الله فضل بعلك على سائر خلقه, وأمر الارض تحدثه بأخبارهاء 
وما يجري على وجهها من شرقها إلى غربها. 


١-البصائر‏ ص 576 


فى شرح الزيارة الجامعة. ror ma‏ 


وفي البحار''. في حديث نقله عن أبي ذر وسلمان عن أمير المؤمنين ة.. 
إلى أن قال: وأنا المنادي مسن مكان قريب» قد سمعه الشقلان الجن والانس. 
وفهمه قوم, . إفي لأسمع كلّ قوم الجبارين والمنافقين بلغاتهم. وأناالمخضر عالم 
موسى. وأنا معلم سلوان بن داود. وأنا ذو القرنين. وأنا قدرة اله عزوجل. 
الحديث. 

فهذه بعض الأحاديث التي دلّت على أنهم ني يفهمون اللغات. ويكلمون كل 
موجود بلسانه القالمي وا حال ويخبرون عما في ضمير الناس لما يقرأون حقائقهم. 
جعل الله سبحانه وتعالى هم في الاشارة والكتابة و النطق والفهم مالم يجعل لغيرهم, 
كيف لا يكونونكذلك وهم حجج الله على جميع أصناف الخلق؟ ومن أراد المزيد في 
هذا فليراجع الأبواب من الأحاديث في هذا الموضوع. والله العالم. 

وأما تكريه تعالى بالهداية إلى أسباب المعاش. فقد دلّ الانسان على أنوعها 
من الغرس والزرع بأقسامه. والتجارة واستخراج المعادن البرّية و البحرية 
والأتباء وباطواية إل امات افر ن د اواج مد واه اتون 
النسائج وانواع المطاعم والمشارب, وتميز جيّدها من ردا ونافعها من ضارهاء 
والمسكن بأنواعها الصيفية والشتوية. وتربية المواشى بما فيه صلاحها وصلاحهم 
ف هذ اران بن الأجاز عاك اله يزة ين اكز اف A‏ ره لقره 
والبحرية كا لا يخق. 

ومن المعلوم أن ما يعمله الإنسان من هذه الأمور المذكورة, التى يتيقن العارف 
أنها ليست في قوة البشر للاهداء إليها إلاسهداية الله تعالى, هن من تكريه تعالى إياهء 
کال من مكل هده اكرات لای فوت اون اول بو ر 
أمه. ألاترى إلى المولود من الإنسان بل ومن الحيوان كيف هداه اله تعالى إلى إلتقام 


١-البحار‏ ج ۲٣‏ ص 0. 


rot‏ ع اا بع م ود قم لوار الستاطقة 


الندي وامتصامه. الذي فيه رزقه على وضع لا يكاد الكبير العاقل يتمكن من فعله 
إلا بعد المعالجة العسيرة5ثم إن هذه الكرامة كما ترى ها جهتان: جهة العلم وجهة 
العمل. وقد منحها الله تعالى للإنسان هذاء ولكن خص الله تعالى نبيّه والأمة بك 
بالجهة الأولى بأحسن ماهدى الخلق عامة إليه. فهم دل أعلم الناس في هذه الجهة, 
كما ظهر من بياناتهم س في مقام التعليم. 

واليه يشير ما ذكره في كتاب بیان الأَمُة'» ونحن نذكره تأيبداً لما ذكرناء قال: 
روي في أخبار الامام أمير المؤمنين2ة بالمغيبات هو أنه ذهب في سرية من الجيش 
إلى بعض بلاد الحجاز المسمى بالظهران. فوقف في مكان فيه الرمل» فجعل ير 
الرمل وينحيه. وينظر في الأرض ما تحت الرمل فقال له بعض أصحابه: اذا تفعل 
ذلك يا أمير المؤمنين؟. قال: إن في هذا المكان عيناً من النفط. قيل: وما هو النفط؟ 
قال: عين تشبه الزيت لو أخرجتها من هذا المكان لأغنيثٌ جميع العرب. 

منها: وقد جاء في الحديث عن الامام لا ذكر الكبريت والنفط والقير وأنها من 
المعادن التي أودعها لله تعالى في الأرض. وروي أنه لما رجع الإمام أمير المؤمنين 
من قتال اهل صفين اخبر بامور غائبة. 

منها: أنه وقف على صدر نهر في شمال العراق, ونظر إلى الماء يفزل من الأعلى 
اى الأسفل. 

فقال: وإنه لمكن أن يستضاء العراق من هذا الماء. وفي رواية قاليية: لو شئت 
لجعلت من هذا الماء نوراً. فهذه الأحاديث وما شابهها تدل على أنهم نك كانوا 
عالمين هذه الأمور المترعة من عيون النفط. واستخراجها من معادنهاء وكذا البرق 
والكهرباء کا لا يخق. 

وأما الجهة الثانية أعني ‏ جهة العمل فهم 80 وإن كانوا ربا يعملون لمعاشهم أنه 


١-بيان‏ الائنمة ص 73١‏ 


فى شرح الزيارة الجامعة .. : o0‏ 


تعالى أغناهم عن ذلك بقوله: «وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها لا نسئلك رزقاً 
نحن نرزقك والعاقبة للتقوى»'" فإنه سبحانه لما بين له رة وظيفة التبليغ. ومن 
المعلوم أنه من أصعب الأمور؛ ولذا قال: «واصطبر عليها) الدال على الأمر بالصبر 
الأكيد المستفاد من اصطبر الذي هو من باب الافتعال الدال على زيادة التحمل في 
الصبر كا لا يخ فقال إلا نسألك رزقاً نحن نرزقك4. فقد وعده كي بذلك وكفاه 
مؤنته, وقد كف الله مؤنة الرزق لكثير من عباده المؤمنين خصوصاً من مثل أهل 
العلم كا دلت عليه الأخبار المذكورة في محلّه. ثم إنا نرى أن القيام بأعباء الرسالة 
أمر عظيم ضعي خا لا يكاد يجتمع مع الاشتغال بالعمل بمذاهب التجارة مثلاً لا 
لعدم القدرة لهي عليهاء بل لعدم إمكان اجمّاع الأمرين في زمان واحد. 

نعم لما كان قبل الرسالة متمكنا من التجارةء فكان َة يتجر مع بعض اقربائه. 
وهذا بخلاف زمان الرسالة. لعدم إمكان الجميع كا لا يخق كا أنه لا يجتمع هذا 
العمل مع الاشتغال بالدرس والاجتهاد لأغلب العلماء كا لا يخن لمنافاته مع 
استفراغ الوسع للاستنباط. فيهذه الجهة قد كفاهم الله تعالى مؤنة الطلب تسمهيلاً لما 
قاموا به من أمر الرسالة والتبليغ, أو أمر الاجتهاد والاستنباط, فن هذه الجهة قد 
كفاهم الله مؤنة الكسب.ء وله جهة أخرى وهو: أنه ب وكذا الأة كذ لما كانوا با 
مستغرقين في خدمة خالقهم والعمل بوظائفهم» فلا حالة لا يبق هم فراغ للعمل 
بأسباب المعاش. ويدل على ذلك ماورد من بيان أحواهم من العبادات الكثيرة 
والأعمال الشاقة في أمر الدين. والالتزام الجدي بالوظائف كا لا يخى. ونحن نذكر 
حديثاً يدل على هذا خصوصاً على التزامهم بأعمال جميع الأمور الراجحة في 
الشرع فعن جابر الأنصاري عن أمير المؤمنين ا في حديث أنه قال:والذي فلق 
الحبة وبرأ النسمة ما قطعت غنماً. ولا لبست سراويلي قائَا ولا قعدت على عتبة, 





١-سورة‏ طه : ۱۳۲. 


A‏ يكال ردب لماز الساطعة 


ولا بلت على حافة نهر ولا بين بابين ولا قااء ولا ققلمت اظفاري بفمي. ولا 
انغرت في يوم الأربعاء (أقول: ولا ادهنت) ولا أكلت قبزاً ولا سمكاً ماري ولا 
قطعت رحماً. ولا رددت سائلاً. ولا قلت كذباً ولا شهدت زوراً. ولاغت على 
وجهيء ولا على يدي اليسرى. ولا تختمت بخاتمين. ولا جلست على زبالة. ولا 
بيتها في منزلي. ورايت برأ مطروحاً فتجاوزته. ولا لبست نعل يساري قبل 
يميني» ولا كن alg‏ فرج وا سحت وجين بديل: وما من 
شی ن هذه يفعله احد منكم إلا أورثه غم لا أصل له فتجنبوه. الحديث. 

فانظر إلى أنه ئة كيف كان ملتزماً بالعمل بمثل هذه الوظائف التى قلّما قكن له 
لعل يا كته ره الامو ركا فرعتا اراو من ارات القن 
توجب کون كاغلها بويا لد تفال فت المنلايت: لأ مزال بدي بحر ب إل 
بالنوافل حدٍ تى أحبه. الحديث. ۰ 

هذا مضافاً إلى أن هذه الأمور تكون متممة ومكملة للقابليات والقلوب 
الطاهرة الموصلة إلى أعلى الدرجات, ثم إن هذه الأمور والالتزام بالعمل بها 
الموجب للمحبة قد جعلها الله تعالى في خزائنه. وهي قلوب الأولياء خصوص اً الني 
والأنة بي ولذا قل من عمل بها هكذا إلا هم اا 

ضعرورة أنها من أنفس الأمور هم إذ بها تكون فعلية حبوبيتهم له تعالى. وبها 
يظهرون عبوديتهم له تعاال في الدنيادوبها يتحفظون عن مزال الأمور والتلوّن 
بلوث المعاصي الموجية للبعد عنه تعالى. 

وكيف كان فالاعة بیو أولاً عملوا بها حق العملء ثم إنهم كه نشروها للعباد 
ليفوز بها إلى أعلى الدرجات من سبقت له من الله الحسنى, .هذا وقد أرشد اله 
تعالى عباده كلهم إلى هذه الأمور التي بها كام ببركة بيانهم نة إياها هم. فنالوا 
بذلك حبته تعالى المستلزم لكفايته تعالى أولا مؤنة الكسب. ثم لينالوا أعلى مراتب 
القرب. فسبق السابقون على حسب إجابتهم للدعوة الإطهية إلى سبيل الرشاد. 


فى شرح الزيارة الجامعة VE EO‏ 


ومن المعلوم أن أسبق السابقين هم محمد وآله (صلى الله تعالى عليه وعليهم) ثم 
تبعهم في ذلك العباد الأمثل فالأمئل, وليس هم الفوز بها علماً وعملاً إلا مهم لا 
وَسياق توضيحه في قولهيكة: «من أراد الله بدأ بکم» ومّن وحده قبل منكم؛ ومن 
قصده توجه بكم» إن شاء الله تعالى. 

وأما تكريه تعالى بالتسليط على مافي الأرض» فتستخرج منها المعادن 
والنفط, وما يتولد منهما إلى مالا نهاية من انواع المصنوعات كا هو المتراءى اليوم 
من الاختراعات العجيبة جدًاً كل ذلك با منحه الله تعالى من العقل و الفهم 
والفطنة. والاطلاع على دقائق أسرار الموجودات. فترى الإنسان هذه المادة التي 
رزقها الله تعالى له. قد قهر وغلب» واستولى على ما في الارض إلى أن انقادت له 
الحيوانات با علّمه الله تعالى من القربية هاء بل والنباتات من حيث تركيب بعضها 
مع البعض. والتغرس إلى غرس مالم يكن سابقاً وكذا حصل له السلطة على 
الجمادات البرية والبحرية والتعمل فيهاء واستخراج أنواع المصنوعات من معادنها. 
وما جعل الله تعالى فيها من الآثار العجيبة, كل ذلك بالعقل و الفهم هذا كله بالنسبة 
إلى العموم» ولكن قد جعل الله تعالى محمد وآله (عليه وعليهم السلام) جميع الأشياء 
منقادة هم بالطبع أى بالطوع والرغبة بمقتضى ذاتها. 

وبعبارة أخرى: جعلها الله تعالى منقادة وتابعة لإرادتهم ني كتبعية الظل 
والأشعة للمنير. 

والحاصل: أنه تعالى جعل أمور الانسان منقادة له. لكن بالتعمل وإعمال الفكر 
والعقل والفهم مع توسط الآلات والأسباب كا هو المشاهد. ولكن جعلها محمد 
وآله ايك تابعة لإرادتهم بدون إعمال الوسطاءء وأنه تعالى لما اكرمهم لوا 
باصطناعهم ني له تعالى واختضّهم لنفسه. فأغناهم الله تعالى بالتسليط على جميع 
الأشياء بلا وساطة شيء فيستنقذون منها كذلك كل ذلك بسبب إقباهم ب 
بكليتهم إليه تعالی» بحيث لا يلتفتون إلى غيره فلكهم الله تعالى ملكوت كلّ شيء 


٠...‏ .الأنوار الساطعة 


افيتصرًّفون فيها ما شاءوا وهذا بخلاف سائر البشر ويشير إلى ما ذكرنا عدّة من 
الا اديت ك يوسا اورا 

فني بصائر الدرجات. بإسناده عن سمعة بن مهران. قال: قال أبو عبدالله لية: 
«إن الدنيا نمثل للإمام في فلقة اجوز فا تعرض اشيء منها وإنه ليتناوها من 
أطرافها. كما يتناول أحدكم من فوق مائدته ما يشاء. فلا يعزب عنه منها شیء. 

وفيه" بإسناده عن عبدالرحيم أنه قال: ابتدأني أبو جعفر هة فقال: إن ذا 
القرنين قد خير السحابين فاختار الذلول. وذخر لصاحبكم الصعب. قلت: وما 
الصعب؟ قال: ماكان من سحاب فيه رعد وبرق وصاعقة. فصاحبكم يركبه. أما 
أنه سيركب السحاب, ويرق في الأسباب أسباب السموات السبع حمس عوامر 
واثنتان خراب. 

وفيه” 2 بإسناده عن أبي جعفر ئة قال: لما صعد رسول اله تة الغار. ليه 
علي بن آي طالب ةذ وخشي ان يغتاله المشركون. وكان رسول الله َة على حرًا 
وعلى يه على بير فبصربه النبى كَل فقال مالك ياعلي؟ قال: بأبي أنت وأمَي 
خشيت أن يغتالك المشركون فطلبتك. فقال اني يقي ناولني يدك ياعلي جرف 
الخال ن خطا برجله إل الجبل الاخ م رسم الجبل إلى قراره. 

وجا عن ضاح ين سيد قال: دخلت على ابي المحسن ك فقلت 
له:جعلت فداك في كل الأمور أرادوا اطفاء نورك والتقصير بك حتی أنزلوك هذا 
الخان الأشنع خان الصغاليك. فقال: هاهنا أنت يابن سعيد. ثم وما بيده فقال: أنظر 
فإذا أنا بروضات ناضرات فيهن خيرات عطرات وولدان كانم اللؤلؤ. واطباق 
رطبات. فحار بصري! فقال: حيث كنا فهذا لنا عتيد. ولسنا في خان الصعاليك. 


١-بصائر‏ الدرجات ص .٤.۸‏ 
١‏ -بصائر الدرجات ص 5.غ]. 
بصائر الدرجات ص/١‏ 4. 


فى شرح الزيارة الجامع < O‏ 


أقول: يستفاد من هذه الأحاديث تسلطهم بيا على الدنيا ما فيها من أنواع 
الموجودات. فيصر فون فما ما شاءوا. ويستفيدون منها بما شاءوا بلا وساطة 
5 ويدل على هذا أيضاً الأحاديث الواردة في بيان معجزاتهم يذ فإنها شاهدة 
على ما ذكرناه. راجع مدينة المعاجز للسيد البحرانيخك. 

ثم إن هذه التكرمة بل غيرها في الحقيقة من آثار العقل والفطنة, الذي أكرمه الله 
تعالی به كا لا يخ وله آثار أخر من التكرمات. 

منها: أنه تعالى لما اقدر الإنسان على تدبير معاشه. فكان من تام قدرته عليه 
أن أكرمه الله تعالى بأن أطمه القييز في التدبير لمعاشه بالقكين من الصناعات. 
والفكن من إعمال القدرة على ما يحتاج إليه. بحيث لا يحتاج في شؤونه شيئأ إلا هو 
متمكن من صنعه كاهو المتراءى اليوم من إيجاد أنواع الصناعات في المآ كل 
والمشارب. وبالقكن من ايجاد أسبابها من المكائن والتسلّط على أنواع المزروعات 
والنباتات. فن امتزاجها بعضها مع بعضء والتعمل فيها بسبب تلك المكائن توجد 
أنواع المأكولات والمشر وبات اليهية واللذيذة كا لايخق. 

هذا بالنسبة إلى نوع البشر ثم ان البشر لما لم يكن عقلهم كاملاً بحيث لا يأكلون إلا ما 
كان لهم نافعاً ولا يتركون إلا ما كان لهم» مع أن بقاءهم متوقف على هذاء أي أكل النافع 
وترك الضار؛ فلا محالة يتسببون في ذلك بالأسباب من إعمال العقل في ايجاد المآكل النافعة 
وترك الضار وهم في ذلك مختلفون فربما اعتقد بعضهم أن هذا نافع له دون غيره بل 
هو ضار وربا اعتقد غيره عكس ذلك. كما يتراءئ ذلك في تشخيص الاطباء 
منهم» فهم مع ما أنعم الله تعالى عليهم بالعقل متفاوتون في ذلك. وهذا بخلاف محمد 
وآله الطاهرين فإنهم ليك لما اعتدلت أمزجة نفوسهم غاية الاعتدال في الاستعداد 
وفاقت الأضداد فلا يوجد في أنفسهم الشريفة ما هو خلاف اعتدال الطبع. فلا 
حالة لا يأكلون ولا يشربون إلا ما وافق اعتدال مزاجهم, كلّ ذلك لال عقلهم 
ودركهم وعلمهم بالأشياء النافعة. وأنهم يأكلون في وقته. فإنه رما كان الثيء نافعاً 


العا AEE‏ الأنؤارالشاطظفة 


إلا أنه إذا أكل في غير وقته. وعند فقدان شرائط كاله كان مضراً وهذا النحو من 
الأكل لايصدر منهم لكةة. 

هذا مضافاً إلى خلو طبائعهم نل من الأضداد المضرة في النفس فلا محالة 
لاتكون مواد الضرر موجودة في ذواتهم. فهم لا حالة يستفيدون من الأطعمة 
والأشربة حقّ الاستفادة وإن كانت أقل القليل؛ هذا بالنسبة إلى أنفسهم الشريفة 
بل نقول: إنهم يي لما كانوا مستغرقين في الإقبال إلى رب العباد شاركوا بأنفسهم 
الشريفة السبع الشداد لما علمت من اعتداها ومفارقة أضدادها. فكان مقتضى 
نفوسهم وطبيعتها إنشاء الأسباب, والأشياء التى منها الأكل والشرب على مقتضى 
الحكمة الكائنة في أسرار الخليقة كا لايخق. ا 

بل تقول إن أسرار الخليقة في الحقيقة إغا كانت أسراراً حكة مطابقة لمقتضى 
الحكنة. بحيث لايكون ماعمل على هيئتها وملاحظة نظمها إلا على أكمل وجه في 
الصنعة, وهذه كلها لاتكون إلا هيئات نفوسهم وأمثال صورهم, التي انعكست 
اظلتها في الخلائق, فكل عمل متقن حصل في الوجود, وكان منشأ للكئال والآثار 
الحسنة فهو منهم بك ومن اشعة نفوسهم المكرمة بالتكريات الإطية. فسبحان من 
جعلهم خزائن غيبه. ومصادر فيضه وسیبه» ورزقنا الله متابعتهم» والاقتباس من 
أنوار معارفهم وما رزقهم اله تعالى في الدنيا والآخرة بمحمد وآله الطاهرين. 

ومنها تكرمته تعالى إياهم بالعقل بأن دهم على علم الصنع في الأشياء على 
حسب قابليتهم وقد تقدّم بیان بعضها إلا انه نشير هنا إلى بعض ماتركناه, وهو انه 
تعالى قد هيّأ هم الأسباب العلوية والسفلية, فعلّمهم كيفية إعماها؛ لاستخراج 
مقتضياتها. فهم بقدر رسوخهم في ذلك العلم يزرعون بأنواع الزراعات. ويصنعون 
ويأكلون ويلبسون. ويبيعون على حسب المنافع ويشترون» ويعملون الأعمال من 
سائر الصناعات التى أشير الها سابقاً. إلا أن المقصود هنا بيان أنه تعالى أطلعهم 
على ما غاب عنهم وما سيكون بعد اطلاعهم من علم الجفر والنحو والرمل وزجر 


فى شرح الزيارة الجامعة سج SAG‏ اس 


الطير والاوضاع الكونية من العلوم. قيل: ومن أعجبماالعلوم ا خمسة المكتوبة من 
الكيمياء والليمياء والريمياء والهيمياء والسيمياء التق أخفاها الحكماء أشد الخفاء. 
ولذا استعملوا في ذكرها الإشارات والرموز باللوازم البعيدة. 

قيل: فعلم الكيمياء زراعة الذهب والفضة والجواهر النفيسة من الالماس 
والياقوت والزمرد والفيروزج واللؤلؤ وغير ذلك على وجه أعلى من المعدن 
وأصح. وعلم الليمياء على الطلسمات, ومنه ما يعمل بطبايع العقاقير, وعلم الريمياء 
علم الشعبذات. وعلم الميمياء علم التسخيرات, وعلم السيمياء علم التخيلات 
وهو من التسخيرات. أو من الطلسمات والعقاقير. فيعملون بها الأمور العجيبة 
الخارقة للعادة. فنها ما هو محرم» ومنها ماهو مباح, فهو تعالى أوقف عباده عليها 
لمصالحهم. فا جائزة منها لنفع المتقين, والحرام منها لانعدام أعداء الدينء فإنه ريما 
يقال بان ال حرم منها وإن كان الواجب الاجتناب عنها إلا انه را يعمل هلاك العدو 
المعادي للمؤمنين والأعة ية فإنه بعدما كانوا مهدوري الدم فلا إشكال في إفنائهم 
بهذا الأمر الخارق للعادة ا حرم إعماله بالنسبة إلى المؤمنين» نعم تشخيص موارد 
الحرم من الجائز منها مشكل جدًاء فتدبر. 

ومنها: ماتقدم من اختراعهم بالعقل المراكب البرية والبحرية والجوية» كا هو 
المقراءى اليوم فإنها قد بلغت في الترق إلى ما يبهر منه العقل كا لايخ وقد تقدمت 
الإشارة إليه انفاً. 

وأما تكرمته تعالى إياه بالاسلام فنقو ل: قد ثبت في علم الكلام أن الأحكام 
الإلهية والشرعية وإن عبر عنها بالتكليف إلا أنها في الواقع ألطاف منه تعالى لعباده؛ 
ليتوصلوا بها إلى الدرجات العالية والسعادة الأبدية. وحيث إن الإنسان كان قد 
خلقه الله تعالى مستعداً للقرقي والكئال لما أودع فيه من فطرة التوحيد, قال تعالى: 
(فطرة اله التى فطر الاس عليها»7". 


07 :مورلا-١‎ 


كف hee‏ اة 


قال الصادق نة في بيانها بعدما سئل عن الفطرة, قال: «فطرهم على التوحيد». 
كما في توحيد الصدوق. 

وف الكافي عن الصادق#ة: أن اله خلق قلوب المؤمنين مطويّة على الإيمان, 
فإذا أراد استنارة ذلك نضحها بالحكمة وزرعها بالعلم. والزارع ها والقيّم عليها 
رب العالمين, إلا أنه لما كان الإنسان جاهلاً بكيفية العمل في مقام الاستفادة نما 
منحه الله تعالى من العقل والإمكانات الذاتية والإبيان الإجمالي والتوحيد الفطري, 
وأكرمه الله تعالى بالإسلام أي بالتكاليف الإلهمية حيث إنها هي الطريق إلى 
الامدادات الربوبية التي يلتزم بها العبد في نام اود و اا با قارف 
الاهية. ۰ 

وكيف كان فالله تعالى أكرمه بالتكليف على حسب ما اقتضته الحكمة الاطية 
بحسب الأزمنة والأمكنة والقوابل» وما تقتضيه الظروف في العباد. ولذا قد يجعل له 


حله. وقد تقدم في أول الكتاب أن التكاليف تختلف على حسب اختلاف المكلفين, 
فاكان اقتضاء امحل منهم أعلى كان وصف التكليف أشرف وأدقّ والعمل به أفضل 
كل ذلك تفضيلاً لما تقضيه الحكمة الإهية في الشريعة الإسلامية. حيث إن الدين هو 
الإسلام المتضمن لبيان هذه الأحكام عن تلك الأحكام والعلل الشرعية إلاهية. 
وإعغا مى هذا الدين بالإسلام مع أن كل دين لله هو الإسلام؛ لشرفه على الأديان 
عنده تعالى فاشتق اسم له من التسليم والانقياد له تعالى ولأهل الحق. ومن 
السلامة عن كل ما يؤذي أولياةه وعن كل ما يوجب البعد عنه تعالى من المعاصي 
قال تعالى: «ادخلوا في السلم كأفة('. 

ثم إن هذه التكرمة بالإسلام مستلزمة لتكرمته تعالى إياهم بإيداع تلك 


508 ةرقبلا-١‎ 


EES ee esa omet فى شرح الزيارة الجامعة.................‎ 


الاستعدادات فيهم من العقل والإيمان والتوحيد الفطري. ولذا لا دليل على أنهم ما 
منحوا تلك الامكانات الا بإخباره تعالى بلسان أنبيائه. فعليه فلا يقال: إن هذه 
الأمة استحقوا الإسلام لاستعداداتهم الذاتية فلا تكرمة له تعالى إياهم. بل إغا 
استحقوا بذاتهم وغيرهم من سائر الأمم لما كانوا ناقصين فاقدين هذا الاستعداد. 
فلا حالة م يستحقوا هذا الدين, وذلك لأن هذا الذاتي أيضاً مما منحه الله تعالى هم, 
هذا مضافاً الى أنه تعالى له أن يمنعهم الإسلام وان كانوا مستحقين لذلك. لأن الخير 
بيده ومن ملكه فهو جواد إن أعطى وجواد إن منع, فإنه إن أعطى أعطى ماليس 
هم وإن منعهم منعهم مالم يكن هم فليس للحق عليه تعالى تحكّم في الاستعطاء 
لأجل مقتضى ذاتهم. إذ لم يكونوا بذلك الذاتي مالكين لما عند الله حتى يستحقوا منه 
بالحتم. نعم لما كان من تكرمته سبحانه لحمد وآله بأن جعل هم 2ك الإسلام الذي 
هو دينه وجعله فرعاً هم لي وغصناً من شجرة ولايتهم؛ ورة لشجرة دعوتهم» 
فكان الذي قبل هذه الدعوة هو شيعتهم» وذلك لما في ذاتهم من الميل إلهم. والى 
دعوتهم نيا لما خلقوا من فاضل طينتهم يا. 

فف الحقيقة الإسلام الحقيق انما هو الشيعة؛ لتلك المناسبة الذاتية الطينية. وأما 
غيرهم وإن كان في ذاتهم الاستعداد الإهى للقبول. إلا أتهم لعدم قبول الولاية في 
مظانها الدنيوية وما قبلها عالم الارواح صارواحرومين عن قبول الإسلام الحقيق» 
کا لايخنى وسيجئ شرحه إن شاء الله تعالى. 

ثم إنه يستفاد مما تقدم من حديث عبد السلام بن صالح روي من قوله ا فيا 
قال: وأمر الملائكة بالسجود تعظياً لنا وإكراماً الحديث. 

إنه من أفضل تكرمة كرم بها الغنى المالك الجبار عباده الضعفاء حيث أسجد 
هم الملائكة المقربين المستغرقين بخدمته. ومعلوم أن السجود أعظم مراتب النضوع 
والذلة؛ ولذا ورد: أقرب ما يكون العبد إلى اله إذاكان ساجداً وفى بعض الروايات: 
إذاكان ساجداً جائعاً. ١‏ 


نلف اس A‏ اراقة مركت كب + الأموار الشاتقفة 


ويستفاد منه أيضاً أن هذه التكرمة لآدم جه الجارية لأولاده أيضاً إفاكان 
الباعث ها کون أشباحهم نين في صلب آدم؛ ولذا قالوَك: وكان سجودهم لله 
عزوجل عبودية, ولآدم اكراما وطاعة لكوننا في صلبه. 

ففي الحقيقة يكون السجود إظهاراً لآثار ما كرم الله حمداً وآله الطاهرين. 

أقول: ولعمري إن هذه تكرمة لحمد وآله َل ويا هما من تكرمة لهم حيث 
جعلهم الله تعاللى موصولين به تعالى» وممزوجين بما نسبه إليه تعالى من المسجودية, 
التي هي مختصة له تعالى وإن الداعي مختلف. حيث إن السجود لهم ني اكرام 
وطاعة كما علمت. إلا أنه يستفاد منه أن طاعتهم طاعته تعالى» ضر ورة أن السجود 
هم سجود له تعالى في الحقيقة قصداً كما علمت, وأيضاً تكون معصيتهم معصيته. 
ورضاهم رضاه. وسخطهم سخطه. 

وإليه يشير ما وري في التوحيد والكافي عن الصادق ا في تفسير قوله تعالى: 
«فلما ءاسفونا انتقمنا نهم قال: إن الله تبارك وتعالى لا يأسف كأسفناء ولكنه 
خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون, وهم مخلوقون مدبّرون. فجعل رضاهم 
لنفسه رضأ وسخطهم لنفسه سخطاً. وذلك لانه جعلهم الدعاة إليه والأدلاء عليه 
فلذلك صاروا كذلك وليس أن يصل إلى الله كما يصل إلى خلقه» الحديث. 

أقول: هذا بعض المعاني المذكورة للمكرمين أى الممدوحين منه تعالى 
بالتكرمات الظاهرية. ولعلها كلها تشير إلى التكرمة الباطنية هم خاصة ني و هي 
أنهم نف المكرّمون أى المطهّرون بآية التطهير والمفزهون عما تقع عليه عبارات 
الناس. 

كما روى عن على ا في خطبة قولهية: ظاهري امامة وباطني غيب لا يدرك 
وفي تقطبحه أبضا؛ i‏ الذي لا يقع عليه اسم ولا صفة». 


.06 :فرخزلا_١‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة ۷.٠٠٠.‏ 


أي من الخلوقين لعدم دركهم حقيقته ل فكيف هم التسمية أو التوصيف؟! 
وقصارى الكلام أن الثناء على الله تعالى إغا هو بأسمائه وهم نيت أسماؤه وكلّ شيء 
يسبح اله بأسماء كما في زيارتهم في يوم الجمعة وهم ع أسماؤه. وإغا يسبح اله تعالى 
الخلق كل على قدر معرفته بالأسماء وبقدر إحاطته بها. 

ومن المعلوم أنهم مختلفون في ذلك ولا يسبح الله في الحقيقة إلآهم ل ولذا قال 
تعالى: #سبحان الله عما يصفون * إلا عباد الله المخلصين08". 

المفسر بهم لا وأنهم أكمل الخلصين كالا يخق. فهم ك العارفون به تعالى. 
و معارقد رغال جارف ول يعات اله الأ سيل عرقي كنا اماف 
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطنا وصل الله على محمد وآله الطاهرين 
الأطيبين. 


قوله ا: المقربون 

إعلم: أن القرب إما منه تعالى للعبد, وإما قرب العبد إلى الله تعالى. 

أا الأؤل: وإليه أشير في قوله لا في تفسير قوله تعالى: (الرحمن على العرش 
استوى 76" 

ففي توحيد الصدوق عن عبد الرحمن بن الحجاج. قال: سألتٌ أبا عبدالله كذ 
عن قول اللهعز وجل:«الرحمن على العرش استوى» قال:استوى منكلٌ شيء فليس 
شيء أقرب من شيء لم يبعد منه بعيد وام يقرب منه قریب» استوى من كلّ شيء. 

فقوله ##: فليس شيء أقرب إليه من شيء» يفسر قوله !32 لم يبعد منه بعيد. 
و قوت له قريب أ ما ينطو ركوته بيدا لبن اة إليه مال شيد وإن 
فرض كونه قريباً إليه. ليس هو أقرب إليه تعالى من قريب آخر, بل الكل متساوون 


.1٠١9 : تافاصلا-١‎ 
.6 -سورة طه:‎ "١ 


كف ذا نا رةه موا أن امور تم ارو مدق الأنوارالساطعة 


في أنه تعالی استوى منه؛ ولذا قال بعد هذا التفصيل استوى من کل شيء, أي 
الكل متساوون في هذا الاستواء. والمراد من استوائه تعالى على الكل المساواة فى 
النسبة, أي أنه تعالى قيّوم لكلّ شيء بالمساواة. ومستو عليه بالعلم والقدرة 
والغلبة والأخذ بالناصية بنسبة هذا بحسب الظاهر. والله العالم. 

ويمكن أن يراد من الاستواء الاستيلاء عليه أو الاستقامة عليه كما قيل» فهذا الاستيلاء 
والاستواء منه تعالى لكل شيء استلزم قرب المستولى عليه إليه تعالىبالملازمة 
العقلية. إلا أن هذا القرب ليس قرباً يطلبه اولياء الله تعالى. فليس هذا فضا ولا 
فضيلة لأحد؛ لأن أنقص خاقالله وشرهم له هذا القرب من شؤون عظمته تعالى 
وقاهريته بالنسبة إلى الخلق. فهو من أوصافه الجلالية كا لايخق. 

وإليه يشير ما في دعاء الجوشن الكبير من قوله : «يامن هو في علّوه قريب» 
قال الحقق العارف السبزواري/ك: يعني أنه في عين كونه في مقام غيب غيبوبة 
قريب إلى أدنى الأداني. وعرشه حيط بالفرش لا كالعالي الجسماني حيث يخلو منه 
الداني. ش 

نعم هو قريب لا بالمقارنة كمقارنة الشيء مع الشيء بل قربه قرب الشيء مع 

الف .. والسيّ في هذا القرب أنه لما كانت الموجودات فقراء في ذواتها إليه تعالى, 

ومتقوّمات في وجوداتها بقيوميته تعالل. ومنطوبات بظهوراتها في ظهوره. بل هي 

نفس الفقر والظهور. كان قربه تعالى أعلى القربات غير مشوب بشيء من أنحاء 
البعد. فليس له مكان وزمان حتى يتقرب من شيء بحسا فهو قريب إلى كل 
شيء بلا كيفية ثابتة في المتقاربين في الخلوقين. 

- ولعله إليه يشير قوله تعالى: إونحن أقرب إلبه من حبل الوريد). 

فإن الوريد عرق متفرق في البدن, فيه يحاري الدم. والمعنى والله العام أن حيوة 

الانسان بذلك الوريد. بل هي هو من شدة القرب والاتحاد. فهو تعالى أقر ب إلى 


١-سورة‏ ق :1ا . 


فى شرح الزيارة الجامعة Ra‏ رودي ره e‏ كلف 


حياته ال هى وجوده من حبل الوريد. وإضافة الحبل إليه بيانيّة. وهذا تقريب منه 
تعالى للمقصود, أعني قربه به بجملة ساذجة يسهل تلقيها لعامة الأفهام. وإلا فأمر 
قربه تعالى إلى الإنسان أعظم من ذلك. ومن أن يوصف ولكونه دقيقاً يشقّ تصويره 
على أكثر الأفهام, بيّنه سبحانه في كلامه بنحو آخر وهو قوله تعالى «أن الله يحول 
بين المرء وقلبه7#", فهذا كال قربه من جميع الجهات بلا كيفية مكانية زمانية. 

واما الثاني: اعني قرب العبد إليه تعالى» فهو على قسمين: 

القسم الأول: الاعتباري. بمعنى أن العبد المتقرب إليه تعالى يكون مورد نظره 
تعالى؛ بأن يرحمه. ويستجيب دعاءه ويرزقه الرزق الحسن. ويدخله الجنة وينعمه 
بنعمها وهكذا. 

وبعبارة أخرى: يكون محترماً عنده تعالى. وهذا التقرب يحصل بإتيان الأعمال 
الصالحة من الوظائف الشرعية مطلقاًء إذاكانت صادرة عن إخلاص, وقد دلّت 
عليه كثير من الأدلة على ثواب الاعمال كا لا يخق. 

وهذا القرب يكون للمؤمن ولأولياء الله تعالى أيضاً إلا أنه ليس المراد من 
قولهة: والمقرّبون, بل المراد منه هو القسم الثاني من القرب باله من المعنى الأعلى. 

القسم الثاني: وحاصله: أن المستفاد من الأحاديث من مثل قوله48: «وخلقه 
الخلق حجاب بينه وبينهم». أن نفس الخلق هو الحجاب. وحقيقة الخلق هو الحدّ 
الموجب لخفاء الحق.وذلكالمّد إمابالجهل بالمرّة أويبعض مراتبه الكثيرة, أو بالعجز 
بالمرةأو ببعض مراتبهالكثيرة,أو بالظلمة . بالمرةأوببعض مراتبهاالكثيرة. أو بالشك 
بتامه أو ببعض مراتبه الكثيرة, أو بالغفلة بتامها أو ببعض مراتبها الكثيرة فإنها من 
أعظم الحجب» بل هي الحجاب غالباً للكل. ولذا قيل إن الغفلة عنه تعالى هو المانع 
لمشاهدته تعالى بالقلب. وإلا فلو ذهل الإنسان عن الحدود الخلقية وانغمس في 
التوجه إليه تعالى باللإعراض عن حدوده وهوى نفسه» فربما يتجلى لقلبه شطر 


56 الأتفال:‎ ١ 





ف ماي لا لار الساطفة 


الحق. فكلما كان التوجه أدوم وأشدّ كان التجلي أزيد كما لا يخق. 

فالحخلق هو الحجاب المنقسم بهذه الأنواع المنقسمة إلى افراد كثيرة في كل نوع 
منهاء فالوجود الحقيق لاحدّ له أصلاً ولا رسم ولا نعت, فإذا وجد شيء بايجاده 
تعالى وجد با لحد المفسر با ذكرء وهذه الحدود كثيرة جدًا. 

فن الحديث: «إن بين الله تعالى وبين خلقه سبعين ألف حجاب من نور 
وظلية» فكل موجوةا مساوق لله الذي رالياب فاا تخبلق الإنسان 
بأخلاق الله ووصل إلى مرتبة الفناء في الله تعالىء الذي علمت أنه عبارة عن 
مشاهدة كل كال في وجوده تعالى. وهذا الوصل له مراتب حسب السالكين, 
فالواصل الكامل هو المتقرب إليه بالقرب المعنويء ثم لا يخ أنه ليس المراد منه 
القرب إلى ذاته تعالى بالقاس والحلول والآحاد كا توهمه بعض المتصوفة (لعنهم 
لله) بل المراد هو ظهور حقائق أسمائه الجلالية والجمالية لدى العارف به تعالى 
بحسب تحجر ده عن الحدود الخلقية, والتخلق بالأخلاق الإلهية ثم إن هاهنا أمثلة 
للقوم في بيان تقريب هذا القرب المعنوي إلى الذهن, فنحن نذكرهاء ثم نعقيها 
الأحاديث الوارده الدالة على أنهم لهك أحسن مصاديق المقربين إليه تعالى. فنقول 

عليه التوكل. 

قالوا: مثال القرب «ولله المثل الأعلى» المرآة في استضاءتها من الشمس. فإنها 
اقرب إلى الشمس من الأرض مع وقابليةٌ فإن الشمس تشرق عليها وعلى 
الأرض بنسق واحد ونسبة واحدة. إلا أن المرآة لشدّة قابليتها لأجل صفائها الذاقي 
المفارق بها عن الأرض يكون استشراقها من الشمس واتصافها من نور الشمس 
أشدٌّ من غيره من الأرض. أو من سار ما طلعت عليه الشمس كالأجسام الرقيقة, 
فلهذه القابلية الشديدة إذا نظرت إليها حينئذ تراها كالشمس لافرق بين المراة وبين 
الشمس في الإضاءة. إلا أن إضاءة المرآة من الشمس. والمرآة كالأرض في أن 
الشمس لم تشرق عليها أكثر من إشراقها على الأرضء ولكن لشدّة قرمها المعنوي 


فى شرح الزيارة الجامعة سم ب الا ا يو 11 


إلى الشمس كانت كالشمس» وإن كانت على الأرض وإلى هذا القرب يشير ما في دعاء 
الحجة عجل الله فرجه الوارد في شهر رجب من قوله غالا : ومقاماتك التي لا تعطيل 
لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك لا فرق بينك وبينها إلا أنهم عبادك وخلقك . 

فقوله.#ة: لافرق بينك وبينهاء نظير قولك: إن المرأة لافرق بينها وبين نور 
الشمس إلا أنها مستضاءة من الشمس أى لا وجود ها بنفسها مستقلاً من حيث 
الاستشراق؛ بل هى فقر مثل ما ذكر في الدعاء من قوله: إلا أنهم عبادك. 

وإليه أيضاً يشير ما روي عن الصاد قبي على ما ذكره كثير من العلماء في 
كتبهم العرفانية من قوله.ه3: «لنا مع الله حالات. نحن فيها هوء وهو نحن» ونحن 
نحن وهوهو». 

فنقول: إنه يمكن درك ما قالهلة من المثال المذكور, فإن المرآة حين أشرقت 
عليها الشمسء ها أن تقول بلسان حاهاء لي مع الشمس حالات. أى حي أشرقت 
عليهاء فإنها حين م تشرق عليها تكون كسائر الفلزات, إلا أنها حين الإشراق ها 
أن تقول: أنا الشمسء والشمس أناء كل ذلك بلحاظ الاشراق فقوله: أنا. حين 
الإشراق يراد منه المرأة المشرقة لاغيرهاء فهي حينئذ الشمس والشمس هي. وها 
حينئذ أن تقول أنا أناء أى بلحاظ ذاتي مع قطع النظر عن الإشراق أنا أنا أي أنا الفلز 
المظلم. وها حينئذ أن تقول: هي هي أي الشمس هي الشمسء أي حين الإشراق 
الشمس شمس لا أن الشمس حينئذ مرآة, بل هي هي أي مع قطع النظر عن المرآة 
هي هي» فليس هناك حلول ولا اتحاد بل ظهور في مظاهر المرآة» وقد علمت أن 
الوجو وات كل س ا مالاا من اترا ر عبد لسر كله ا 
وقدرته, إلا أن كل واحد بحسبه وحّده إلا حمد وآله الطاهرون فإنهم لكال قريهم 
المعنوي يصح هم هذا القول دون غيرهم. 

ومثال آخر: الحديدة ال حماة من النار فانها حينئذ كالنار في فعلهاء ولا فرق بينها 
وبينها في الإحراق. إلا أن النار تحرق بفعلهاء والحديدة تحرق بفعل النار الظاهرة 


الأابل e a‏ ل ا ب : ٠٠00...‏ الأنوار الساطعة 


على الحديدة. وذلك مجاورتها وقربها من النار بحيث إذا نظرت إلى الحديدة لم تر إلا 
حمرة النار. فالعارف الواصل إذا كان قربه إليه تعالى كقرب الحديدة إلى النار. وكان 
لذاته قابلية كقابلية الحديدة في قبوطا لحرارة النار. فلا حالة تؤثر فيه الآثار 
الربوبية من العلم والقدرة والنورانية و الفعلء فيكون فعله تعالى فعله. وبالعكس 
مع حفظ مقام ربوبيته تعالى ومقام عبودية العبد فالعبد حينئلٍ إذا أعمل قدرة في 
الموجودات كقدرة الله تعالى يكون عمله بفعله تعالى. نظير ما علمت من أن فعل 
الحديدة من الإحراق بفعل النار الظاهر عليها وكذلك هذا العبد. إذا علمت هذا 
فنقول: إن الأئَة يلي هم المقربون بهذا النحومن القرب. 

بيانه: اہم ی لصفاء روحهم لبڈ حيث إنهم خلقوا من نور عظمته کا علمت 
ا المطهرون من كل شك وحجاب ورذيلة. كما دلّت عليها آية التطهير 
النازلة فيهم سيا وستأتي أيضاً الأخبار الدالة على هذا أيضاً فلا حالة يكون قر مهم 
الى رهم بمثابة من الشدة بحيث صاروا مخلصين (بالفتح) ومنزهين عن غيره تعالى 
فعلاً وصفةً. وليس هم إلتفات إلى غيره أبداً. فقد خلصت طاعتهم له تعالى 
وانقطاعهم اليه تعالى بحيث غابوا .في حضوره عن أنفسهم, وهذا ا حال هو حقيقة 
العبودية التي كنهها الربوبية. فهم حينئذ كالحديدة الحماة التي ليس فيها إلا أثر النار 
فقط. فلا حالة حينئذ قد ظهر عليهم :كذ فعله تعالى. كا ظهر على الحسديدة فعل 
النار. فكان فعلهم فعل الله وإلى هذا القرب بهذا المعنى يشير قوله تعالى: وما 
رميت إذ رميت ولكن الله رمى6”", فحينئذ إذا كان فعلهم فعل الله تعالی» وفعل الله 
تعالى ظاهر منهم فيكون الإقبال إليهم ل إقبالاً إليه تعالى واطاعة له قال تعالى: 
لمن يطع الرسول فقد أطاع الله" ومعصيتهم معصية له تعالى ورضاهم رضا الله 
وسخطهم سخطه تعالى. والأخذ عنهم هو الأخذ عن الله تعالى» والرّد عليهم رد 


١_الأنفال:‏ 3107 
ال ل 


فى شرح الزيارة الجاففة:............ ...م ندند نه بعد ا لقف 


عليه تعالى وهكذاك دلّت عليه الأخبار. وسيأتي في الشرح لقوله8ة: «من أحبكم 
فقد احب» الخ ما يزيد ذلك وضوحا. 

تم إنه قد تقدم أن الأئمة يا هم مقام العندية لله تعالى المشار إليه في قوله تعالى: 
إن الذين عند ربّك لا يستكبرون عن عبادته..»'' .. ومّن عنده لا يستکبرون 
عن عبادته ولا يستحسرون)) وقد تقدم حديث مفضل بن عمر في بيان 
قرءهم ني عنده تعالى المشار إليه بقوله إعند ربّك» أو «إعنده» في الآية الثانية, 
فظهر ان هذا القرب يختصّ بهم 48 ولا يشاركهم أحد حت الأنبياء والملائكة 
المقربون. وإن كان لكلّ منهم قرب إليه تعالى يخصّه إلا أنه دون القرب الذي يكون 
هم ية وإلى هذا القرب المعنوي الختص بهم لي يشير ماورد من الأحاديث في 
شأنهم. منها: | 

ما في ا کی عن كنز الفوائد عن الباقر ا في قوله تعالى: إفامًا إن كان من 
المقرّبين» قال: هذا في أمير المؤمنين ا والأَمُة من بعدهلية. 

وفي غاية المرام'" للسيد البحراني له بإسناده عن الباقراكة.. إلى أن قال: قال 
أبو جعفر محمد بن علي الباقرلئة: «كان لله ولا شيء غيره. ولا معلوم ولا جهول. 
فاوّل ما ابتدا من خلق خلقه ان خلق محمدا وخلقنا اهل البيت معه من نور 
عظمته, فأوقفنا أظلّة خضراء بين يديه لاسماء ولا أرض ولامكان. ولا ليل و 
عجان یور ففصل نورناً من نور ربا كشعاع الشمس من الشمس 
نسبّح الله ونقدّسه.. إلى أن قال ا عنه تعالى: وكل شيء هالك إلا وجهي وأنتم 
وجهيء لا تبيدون ولا تبلكون, ولا هلك ولا يبيد من تولاكم. ومن استقبلني 
بغيركم فقد ضل وهوى.. 

إلى أن قال أبو جعفرلك: فنحن أول خلق ابتداً الله وأول خلق عبد الله 
١_الأعراف‏ 505 


13 : -الأنبياء‎ "١ 
. ا المرام ص۱۰۴‎ 


vr‏ 5 ا 0 ..... الأنوار الساطعة 


وسبحه. ونحن سبب خلق المخلق» وسبب تسبيحهم وعبادتهم من الملائكة 
والآدميين, فبنا عرف الله وبنا وحّد الله. وبنا عبد الله. وبنا أكرم اله من أكرم من 
جميع خلقه. الحديث بطوله في ص ١١‏ فراجعه. 

فقول ة: ففصل نورنا من نور ربنا كشعاع الشمس من الشمس. وقوله ا: 
«إنهم تعالى خلقهم من نور عظمته» يشير ويدل على هذا القرب المعنوى الذى 
ذكرناء كيالا يخق. 000 

وفي تفسير نور الثقلين'", عن أمالي شيخ الطائفة يلك بإسناده إلى ابن عباس 
قال: قال رسول الله يه «لما عرج بي إلى السماء ودنوت من ربي عزوجل حتى كان 
بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى, قال لي: يا حمد من تحب من الخلق؟ قلت: يارب 
عليَاً قال: التفت يا محمد فالتفت عن يساري فإذا علي بن أبي طالب .ة». 

قوله يَبةٌ: «حتى كان بيني وبينه.. الخ يشير إلى ذلك القرب. الذي لم يكن لأحد 
حتى للملائكة المقربين كما صرحت به الأحاديث». 

ثم إن هذا القرب وماله من رؤية الفؤاد ما رأى المشار إليه بقوله تعالى: (ما 
كدب الفؤاد ما رأى)" يراد منه المشاهدة العينية للفؤاد. وهى نوع من الإدراك 
السييروق لان نازاخ دواد الظاهزة: وبا واس الات من 
التخيّل والتفكير. وذلك كما أننا نشاهد من أنفسنا أننا نرى مع أنه ليست هذه 
المشاهدة العيانية إبصاراً بالبصر ولا معلوماً بالفكر. وكذا نرى من أنفسنا أننا 
نسمع ونم ونذوق ونلمس. أننا نتخيل ونتفكر, وليست هذه الرؤية ببصر, أو من 
الحواس الظاهرة أو الباطنة فإنا كا نشاهد مدركات كلّ واحدة من هذه القوى 
بنفس تلك القوة. كذلك نشاهد إدراك كلّ منها لمدركهاء وليست هذه المشاهدة 
بنفس تلك القوة, بل بأنفسنا المعبّرة عنها بالفؤاد. 


.١1608 تفسير نور الثقلين ج ۵ص‎ ١ 


.١١ : ۲-النجم‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة. .... . . 5000000 WE‏ 


وإغا ذكرنا هذا البيان دفعاً لما توهم من تحقيق الرؤية منه عليه تعالى بالبصصر, 
بل المراد هو درك الفؤاد بنحو ما ذكرنا المعبر عنه برؤية الفؤاد. وهذه الرؤية قد 
علمت أنها تكون لنا أيضاً وم تكن رؤية البصر قطعأى) لايخق. 

وهناك أحاديث كثيرة واردة في بیان معراجه بُ وكيفيته وحقيقته. تدل على 
قربه يِل وقربهم منه تعالى بحيث لا يشاركهم فيه أحد. فراجع. 

ويشير إلى ما ذكرنا ما رواه بعضهم عن أمير المؤمنين ل أنه قال: إن لله تعالى 
شراباً لأوليائه إذا شربوا سكرواء وإذا سكروا طابواء وإذا طابوا ذابواء وإذا ذابوا 
أخلصواء وإذا أخلصوا طلبواء وإذا طلبوا وجدواء وإذا وجدوا وصلواء وإذا وصلوا 
اتصلواء وإذا اتصلوا لافرق بينهم وبين حبيبهم. 

قيل: قوله!2ة: «إن لله تعالی شراباً» يشير إلى قوله تعالى: (وسقاهم ربّهم شراباً 
طهوراً'. 

وقولهة: «وإذا اتصلوا لافرق بينهم وبين حبيبهم» يشير إلى ما قلناه من 
القرب المعنوي. الذي يكون فعل الحبوب ظاهراً في الحب بحيث ينف الحبّ عن 
نفسه. 

قيل: وهذا شراب امحبّة بكأس الشوق والإرادة في عام الأرواح قبل 
الأجساد., حتى لايبق بينهم وبينه مغايرة, ولا من انيتهم بقيّة. ويكون الحَبة والمحب 
والحبوب شيئاً واحدأكما قيل: «إذا تم الفقر فهو الله» والمراد بهذا الوحدة ما أشرنا 
إليه في الحديدة الحماة التي ليس فيا شيء إلا أثر النار. 

قبل ولي هذاه الك المقهوم أعق اتوي تيح والسالف اكك 
والشطح, بل هو الدكر المتمود الحتص رن بالكدال الكل المويكب للمشاعدة 
والذوق. والتحير في جمال المعشوق المعبر عنه بالسير في الله دون السير لله وبالله 


.۲١ :ناسنإلا-١‎ 


vt‏ مط و ا الأثوار الساطعة 


فإنهما منقطعان غير باقيين. وهذا بخلاف الأول فإنه باق ومصداق هؤلاء هم 
المحبوبون من الأنبياء والأولياء والتابعين من شيعتهم الخلص الكل على قدم 
الصدق والإخلاص التام. فإنهم وصلوا إلى الله تعالى من غير عمل سابق وسبب 
لاحق. بل بمحض العناية وكمال الحبة كما تقدم من قول الرضالية: «كل ذلك بلا 
طلب ولااكتسات بل لطف من المفضل الوهاب». فراجع. 

وهؤلاء هم الأبرار المقربون, الذين شربوا من شراب الْحّبة والشوق بكاس 
العشق والعناية والارادة الذاتية قبل أن يخلق العام وما فيه. وتقدم أنه إلى هذا 
الشراب أشير في قوله تعالى: إوسقاهم ربّهم شراباً طهوراًي٠.‏ 


قوله .عل المتقون 
أقول: الكلام في شرح هذه الكلمة يقع في أمور: 
في تعريف التقوى. 
في مراتب التقوى. 
ف آثارها. 
الأول: في تعريف التقوئ. 
قال في المجمع: والتقوى فعلی كنجوى, والأصل فيه وقوى من وقيته 
منعته,قلبت الواو تاء. 
قال: والتقوى في الكتاب العزيز جاءت لمعان: الخشية والهيبة, والطاعة 
والعبادة, وتغزيه القلوب عن الذنوب, وهذه_كا قيل -هي الحقيقة في التقوى دون 
الأولين. هذا في أصل التقوى. 


3١ :ناسنإلا-١‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة E e e‏ قم eae‏ ا ال 


وأما التقوى المشار إليها في قوله تعالى: «انَقوا لله حقّ تفاتهه”" وأصل تقاة 
وقاة. فهو ما رواه الصدوق في معاني الأخبار عن أبي بصير قال: سألت أبا 
عبدالله لا عن قول الله تعالى (اتقوا الله حق تقاته» قال: يطاع فلا يعصى. ويذكر 

وقيل: حقّ التقوى اتقاء جميع المعاصي. ' 

وقيل: إنه الجاهدة في الله وأن لا تأخذه في الله لومة لاتم. وأن يقام له بالقسط في 
المخوف والامن. 

أقول: قد يقال: إن حق التقوى منسوخ بقوله تعالی: (واتقوا الله ما استطعتم > 
ورد بوجوه وبيانه موكول في التفسير فراجعه. 

وفي السفينة: قال المجلسي: التقوى من الوقاية, وهي في اللغة فرط الصيانة, 
وفي العرف صيانة النفس عما يضضرها في الآخرة, وقصرها على ما ينفعها فيها وها 
ثلاث مراتب: 

الأولى: وقاية النفس عن العذاب الخلّد بتصحيح العقائد الإيمانية. 

والثانية: التجنّبْ عن كلّ ما يؤثم من فعل أو ترك. وهو المعروف عند أهل 
الشرع. 

والثالثة: التوق عن كلّ ما يشغل القلب عن الحقٌ» وهذه درجة الخنواص؛ بل 
ا 

وحكى عن بعض الناسكين أنه قال له رجل: صف لنا التقوى, فقال: إذا 
دخلت أرضاً فيها شوك ماكنت تعمل؟ فقال: أتوق واتحرّز. قال: فافعل في الدنيا 
كذلك فهىالتقوى. 

وفيه سئل الصادق ا عن تفسير التقوى. فقال: أن لا يفقدك حيث أمرك؛ ولا 


.۱۰۲ : -آل عمران‎ ١ 


E ۷٦‏ .00000000 ا 000 الأثوار الساطعة 


براك حيث نهاك. 

وأحسن حديث في تعريف التقوى وبيان أقسامها ما في مصباح الشريعة. قال 
الصادق:4*: التقوى على ثلاثة أوجه: 

- تقو بالله في اله وهو: ترك الحلال فضلاً عن الشبهة. وهو تقوى خاص 
اا 

-وتقوى من الله وهو: ترك الشيهات فضلاً عن الحرام. وهو تقوى ال خاص. 

- وتقوى من خوف النار والعقاب وهو: ترك الحرام وهو تقوى العام. 

ومثل التقوى كماء يجري في نهرء ومثل هذه الطبقات الثلاث في معنى التقوى 
كأ شجار مغروسة على النهر من كلّ لون وجنس. وكل شجرة منها تنص الماء من 
ذلك النهر على قدر جوهره وطعمه ولطافته وكثافته. ثم منافع ا مخلق من تلك 
الاشجار والقار على قدرها وقيمتها. 

قال تعالی: لإصنوان وغيرٌ صنوان يُسقى بماء واحد ونُفضَلُ بعضّها على بعض 
فى الأكل»'". 

٠‏ فالتقوى للطاعات كالماء للأشجار, ومثل الاشجار والاثمار في لونها وطعمها 
مثل مقادير الايمان. فن كان اعلى درجة في ايان واصى جواهراً بالروح کان اأ تق 
ومن كان أتق كانت عبادته أخلص وأطهر. ومن كان كذلك كان من الله أقرب, 
وكل عبادة غير موسسة على التقوى فهي هباء منثور. 

قال اله تعالى: «أفمن أسس بثيانه على تقوى من الله ورضوان خيرٌ أم من أسس 
بثيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم) ". 

وتفسير التقوى ترك ماليس بأخذه بأس حذراً عما به بأس, وهو في الحقيقة 
طاعة وذكر بلا نسيان, وعلم بلا جهل. مقبول غير مردود. 


1: “دالرغد‎ 
.١.۹ : -التوبة‎ ٣ 


فى شرح الزيارة الجامعة.... 00007 0 ا 0 WE‏ 


وقال بعضهم: تقوى المقربين من غفلة عة عن القرب مع الله تعاللى. وتقدم في 
شرح قوله : «وأعلام التق». معنى التقوى الي هم ايكذ أهلها و يأمرون بہاء 
فراجعه. 

هذا بعض الكلام في تعريف التقوى. وتفسيره بحسب اللغة والأحاديث 
وكلمات القوم. 

الثاني: في مراتب التقوئ. 

فعلم من قول الصادقبىة في تفسير حق التقوى: أن التقوى إما في القلب وهو 
أن يذكر اله ولا ينسى, وإما في الجوارح فهو أن يطاع ولا يعصى واما في اللسان وهو 
أن يشكر على نعمائه ولا يكفر ولا يبعد أن يقال: إن مراتب التقوى تدور مدار 
مراتب الإيمان. ويدل على ذلك: 

مافي البحار عن مشكاة الأنوار نقلاً عن المحاسن. قال أمير 
المؤمنين:2ة:التقوى سنخ الايمان. إلى ان قال: وقال أبو عبدالله 2: «لا يغرنك 
بكاؤهم انما التقوى في القلب». 

أقول: كا أن الايمان في القلب لقوله كة: «الإبيان ما وقّر به القلب»» و قد تقدم في 
شرح قولهلة: «وأبواب الإيان. بيان الإيمان وأصله ومراتبه». فراجعه. 

نعم التقوى الكامل انما هو فوق الإيمان. 

في الوافي عن الكافي عن الوشا عن أبي الحسن + قال سمعته يقول: «الإيمان 
فوق الإسلام بدرجة, والتقوى فوق الايمان بدرجة, واليقين فوق التقوى بدرجة. 
وما قسّم في الناس شيء أقل من اليقين». 

هذا وقد علمت من قوله + في مصباح الشريعة: مراتب التقوى الشلاث 
حسب اختلاف المتقين. فلكلٌ طائفة مرتبة من التقوى تخصّهاء والله العام 

الثالث: في آثارها. 

فقد دلت أحاديث كثيرة على آثار التقوى وعلاماتهاء بل جميع علامات الإيمان 


EE YA‏ لظ وتسو سن اي من 454 الأمؤان السناطعة 


علائم التقوى أيضا؛ لأن التقوى سنخ الايمان وفرعه كا لا يخق. ونحن نذكر نبذاً 
منها للتبرك بهاء فنقول: 

في البحار عن تفسير العياشي وروضة الواعظين عن أي بصير عن جعفر ا 
قال: كان أمير المؤمنينءية يقول: «إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها: صدق 
الحديث. وأداء الأمانة, والوفاء بالعهد. وقلة الفخر والبخل. وصلة الأرحام. 
ورحمة الضعفاءء وقلة المواتاة للنساء. وبذل المعروف» وحسن الخلق. وسعة الحلم. 
واتباع العلم فما يقرّب إلى الله. طوبى هم وحسن مآب» وطوبى شجرة في الجنة 
أصلها في دار رسول الله» فليس من مؤمن إلا وفي داره غصن من أغصانها لاينوي 
في قلبه شيئاً إل أتاه ذلك الغصن به. ولو أن راكباً يحداً سار في ظلّها مائة عام م يجخرج 
منها. ولو أن غراباً طار من أصلها ما بلغ اعلاها حى يبيض هرما ألا فني هذا 
فارغبوا إن للمؤمن :في نفسه شغلا . والناس منه في راحة إذا جنَ عليه الليل 
فرش وجهه وسجد لله تعالى ذكره بمكارم بدنه. ويناجى الذي خلقه في فكاك رقبته 
ألا فهكذا فكونوا. ش 

الرابع: في بيان مصاديق المتقين. 

ما تقدم ظهرت طبقات المتقين ومراتبهم من الخلق. فا حسنون منهم هم الذين 
جمعوا المراتب الثلاث التى أشير الها في حديث مصباح الشريعة. وقاموا بكل ما 
يراد فيها. وهم أهل محبة لله. وهم على مراتب يتفاضلون فا على قدر معرفتهم 
وعلمهم وأخلاقهم و صدقهم إلى أن تنتهي بهم المراتب إلى مقام ' الولاية المطلقة في 
الإمكان وعالم الخلق فيفردون حينئذ عن الخلق أجمعين. وهذه الطبقة أعلاهم 
وأكملهم حمد وآله الطاهرون وينحطّما سواه عنهم فهم المتقون على الحقيقة. وما 
سواهم فهم في التق اتباعهم؛ وهم نك احسن مصداق لقوله تعالى: ليس على 
الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طَعِموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا 


فى شرح الزيارة الجامعة.. ا ا ري مسا المج ا 


الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين)" وربا يقال: 
إِنّ التقوى المذكورة في الآية المباركة ثلاث مرات تشير كل واحدة منها إلى واحدة 
من المراتب المذكورة في حديث مصباح الشريعة على التر تيب» والله العالم. 

ويعجبني أن أذكر نبذاً من الأحاديث الواردة في تقواهم 49 خصوص اً في أمير 

فف البحار نقلاً عن الحاسن باسناده عن أبي أيوب الأنصاري. قال: قال 
رسول الت «أقول: أي لعلي بن أبي طالب إن الله زيّنك بزينة لم تزيّن العباد 
ب أحبٌ إلى الله منها ولا أبلغ عنده منها الزهد في الدنياء وإن اله قد أعطاك ذلك. 
جعل الدنيا لا تنال منك شيئاء وجعل لك من ذلك سہاء تعرف بها. 

وفي كتابه لعهان بن حنيف. وهو عامله على البصرة ما يشعر بزهد ها وتقوأه: 
ألا وإن إمامكم قد اكت من دنياه بطمريه. ومن طعمه بقرصيه ألا وإنكم لا تقدرون 
على ذلك. ولكن أعينوني بورع واجتهاد. وعفة وسداد.. 

وف البخار أيضاء وروی أبو عبدالله بن حمومة البصري بإسناده عن سام 
الحجدري قال: شهدت علي بن أبي طالب أتى ال عند المساءء فقال: اقتسموا 
هذا المال. فقالوا: قد أمسينا يا أمير المؤمنين. فأخَّره إلى غد فقال هم: تقبلون لي أن 
أعيش إلى غد؟ قالوا: ماذا بأيديناء فقال:« لا تؤخر ودحتى تقسموا 

وفيه: الباقر ا في خبر: «ولقد ولي خمس سنين وما وضع آجرة ولا لبنة على 
لبنة, ولا أقطع ولا اورث بيضاء ولا حمراء». 

وفيه» عن المعاسن عن زيد بن الحسن, قال: سمعت أبا عبد الله لله يقول: «كان 
أمير المؤمنين ا أشبه الناس طعمة برسول الي يأكل الخسبز وا مخل والزيت 
ويطعم الناس الخبز واللحم». 


.۳ : ةدئاملا_١‎ 


es ۸۰‏ مداق 1111 17 142:5 الامواناساطفة 


وفيه. عن مناقب ابن شهر آشوب, الباقراكة: «أنه ورد عليه أمران كلاهما لله 
رضاً أخذ بأشد هما على بدنه». 

وقال معاوية لضرار بن ضمرة: صف لي علي قال: «كان والله صوامًاً بالنهار, 
قوامّاً بالليل» يحب من اللباس أخشنه. ومن الطعام أجهيه. وكان اسن فيا 
ويبتدِئ إذا سكتناء ويجيب إذا سألناء يقس بالسوية, ويعدل في الرعية, لا يخاف 
الضعيف من جوره. ولا يطمع القوي في ميله والله لقد رأيته ليلة من الليالي. وقد 
أسبل الظلام سدوله. وغارت نجومه. وهو يتململ في المحراب قلمل السليم. 
ويبكي بكاء الحزين. ولقد رأيته مسيلاً للدموع على خده» قابضاً على لحيته. 
يخاطب دنياه فيقول: «يا دنيا ابي تشوقت, ولي تعرضت لا حان حينك, فقد ابنتك 
ثلاثاً لا رجعة لي فيك فعيشك قصير. وخطرك يسير, آه من قلة الزاد وبعد السفر 
ووحشة الطريق». 

أقول: فإن شئت أكثر من هذا فراجع باب زهده وتقواه وورعه ا في البحار, 
ولعمري إن الكتب حتى من الخالفين مشحونة من ذلك. 


قوله ييا :الصّادقون 

قيل: إن الصدق عبارة عن حدٌ الشيء. وواقعه وتقرّره ووجوده في صقعه 
بحدوده وقيوده المعرّفة له. وحينئذ فالمراد بالصادقين في قوله تعالى: (وكونوا مع 
الصادقين»'" الذين هم الحاملون والواجدون لحقائق الأسماء الحسن الإلهية 
وحقيقة العبودية. التي كنهها الربوبية بالج والواقع والحقيقة. ويلزمه الصدق في 
القول بان يطابق ما في الواقع. 00 

وبعبارة اخرى: الصدق اسم لحقيقة الشيء بعينه حصولاً ووجوداء يقال: رج 


219 : ةبوتلا-١‎ 





في شرح الزيارة الجامعة. ss. nS‏ للك 
صدوق أي صلب قوي حصل له كل ما امكن لها حتى تكون رمحاً بالحقيقة فكل 
حقيقة وجد بالفعل كل ما أمكن لها حتى تكون تلك الحقيقة تامة كاملة فهو الصدق ١‏ 
فإذا تحقتق هذا المعنى من الصدق في أحد يلزمه صدق القصد في قيامه بالدين 
وتحصيل المعارف» فيتلافى كل تفريط» ويتدارك كل فائت» ويعمر كل خراب في 
نفسه من العقائد والصفات والأفعال» وحينئذٍ لا تتم الحياة في الدنيا إلا للحق» 
وحيث إنه حينئظٍ متصف بالصدق وطلب له» فلا محالة يرى من نفسه أثر النقصان» 
ولا يلتفت حينئلٍ إلا إلى ترقية نفسه» فلا يشغل عن الخدمة له تعالى» ولا عن الجد 
في العمل لما ذاق من اللذة في طاعة معبوده تعالى . 

أوكيف كان فإذا رسخ الصدق في النية والعزم والأفعال والأقوال والصفات 
والعقائد. ومن المعلوم أن كل واحد من هذه له مراتب» ومن كان في جميعها متصفاً 
بالملاى فهو دين :وا حن كلام ق يبان حقيقة الصدق وآثاره منا ق ستضباح 
الشريعة: قال الصادق4ة: الصدق نور متشعشع في عالمه. كالشمس يستضيء بها 
كل شيء تغشاها من غير نقصان يقع على معناهاء والصادق حقَاً هو الذي يصدق 
كل كاذب بحقيقة صدق مالديه» وهو المعنى الذي لايسع معه سواه او ضد مثل ادم 
على نبينا وآله وعليه السلام صدق إبليس في كذبه حين أقسم له كاذباً؛ لعدم ما به 
من الكذب في ادما 

قال الله تعالی: «إولم نجد له عزماًه”", لأن إبليس أبدع شيئاً وكان أول من 
أبدعه. وهو غير معهود ظاهراً وباطناً فخسر هو بكذبه على معنى لم ينتفع به من 
صدق آدم ا على بقاء الأبد. وأفاد أدم ا بتصديقه كذبه بشهادة الله عرّوجل له 
بنفي عزمه عم| يضاد عهده في الحقيقة على معنى م ينقص من اصطفائه بكذبه شيئاً. 

فالصدق صفة الصادق. وحقيقة الصدق تقتضي تزكية الله تعالى لعبده. كا ذكر 
عن صدق عيسى ل في القيمة بسبب ما أشار إليه من صدقه وهو براءة الصادقين 


١-سورة‏ طه: 116. 


۸۲ 000000 ...0-0 الأقوارالساطعة 


من رجال أمّة محمد ية فقال الله تعالى: لهذا يوم ينفع الصادقين صدقهم). 

وقال أمير المؤمنين ف خة: «الصدق سيف الله في أرضه وسمائه أيها هوی به يقده. 
فاذا وت 1 ن تعلم أصادق اق أم كاذب فانظر في صدق معناك و عقد دعواك 
وعيّرهما بقسطاس من الله تعالى كأنك في القيامة. قال الله تعالى: «والوزن يومئذ 
الحق فإذا اعتدل بغور دعواك ثبت لك الصدق. وأدنى حدٌّ الصدق أن لا يخالف 
السا الق ولا اقلت الان وغل التق الموصوف با ذكرنا كمثل النازع 

لروحه ار نم يتزع. فاذا يصنع؟). 

أقول: يشير أواخر كلامه:: يه إلى أن ن الصدق ا نا 

بنحو التشكيك, فأدناه أن لا يخلف اللسان القلب ولا القلب اللسانء وأعلاه كمثل 
a‏ 
النزع لعظم الخطب النازل وهو المراد من قوله كا: «إن م يغزع. فاذا يصنع»» اي 
يرى نفسه منحصيرة في النزع الذي لابد منه. فلا حالة ليس له عمل إلا به فكذلك 
اعلى مراتب الصدق فإن صاحبه حترق في نار الحبة التى اوجبت له حال الصدق 
ل کیرد ر رو اغا عراره تارها بالظلب عن كل شان ی عن ن 
فهو في فناء حبوبه غائب عن نفسه وشؤونها كمثل النازع روحه. فصفة الصدق 
الحقيق الحاصل من نار الحبة توجب إعراضه عا سواه تعالى وعن نفسه وبدنه 
بحيث يذهل عنها ويشتغل بالنظر إلى تحبوبه والى مرضاته كما أن النازع يذهل عن 
بدنه ويشتغل بالغزع. 

والصادق أيضاً فر عن نفسه إلى حبويه كل ذلك لمشاهدة الحق تعالى. 
ومشاهدة أن ما سواه حتى نفسه هو الباطل المضمحل الذي لا ينبغي الالتفات أبداً 
إليه. وهذه المراتب اها من الكمال الأتم لا يناها إلا محمد وأهل بيته (عليهم الصلاة 
والسلام) لأن من سواهم على قسمين: 





.۱۱۹ :ةدئاملا-١‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة ا AT ss RE‏ 


الجاهلون. 

والعالمون من الأنبياء والمرسلين وأولياء الله تعاللى. 

أما الجاهلون: فهم الذين إذا حصل هم أدنى توجّه وإقبال. بحيث قل اشتغاهم 
بالدنيا بالنسبة إلى غيرهم توهّموا أن لا مقام إلا مقامهم. وليس ماوراء مقامهم 
مقام. وهؤلاء كالكاذبين في دعواهم أو كا جاهلين في دعواهم وكالمتوهمين للكبال 
لأنفسهم. وذلك كأغلب المتصوّفة خصوصاً من العامة ومن المغترين من غيرهم 
وقد مرّ بعض الكلام في المتصوّفة (لعنهم الله) في صدر الشرح. 

وأما العالمون: من أولياء الله تعالى وحتى من الأنبياء والمرسلين. فأنوار 
قلويهم وأضواء أفئدتهم. وصفاء أجسامهم. واعتدال أمزجتهم ومعارفهم 
وعلومهم وإن كانت بالنسبة إلى من دونهم في غاية الرجحان والأهمية إلا أا 
بالنسبة إلى نهاية المراتب الثابته لأهلها وهم محمد وآل حمد(صب الله عليه وعليهم 
أجمعين) ناقصة بل متسافلة, وهم مع قرم فهم في نقص بالنسبة إلى محمد و آله اة 
حيث إنهم قريبون من محمد وآل محمد يي كيف لا مع ان ماهم من الانوار فإغا هي 
من شعاع مس حقيقتهم لبو فكماأن الشعاع مع قربه من الشمس المنيرة يرى نقصه 
بالنسبة إلا فكذلك هؤلاء يرون نقصهم بالنسبة إلى محمد واله عة وكيف كان فهم 
يدركون قصور مشاعرهم وقلوبهم عن الإحاطة بنهاية المراتب التي تكون محمد 
وآلهييِكُ. فظهر والحمد لله تعالى أن تلك المراتب النهائية بكماها مختصة بالذات اولاً 
منه - تعالى محمد وآله السادات الغر الميامين (صلى الله عليه وعليهم أجمعين). 

ويشير إلى ماذكرنا عدة من الأحاديث نذكر بعضها تيمّناً. فنقول: 

ففي البحار". عن السرائر عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر ي عن قول 
اله عزوجل: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين6. قال: إيّانا عني. 

وفيه عن المناقب» جابر الأنصاري عن الباقر ا في قوله: «وكونوا مع 


تسسا  _‏ سحب بي 
١-البحار‏ ج 74 ص .5١‏ 


n YA‏ 0020002000 الأنوار الساطعة 


الصادقين» أى آل محمد ف 

وفيه. عن السرائر عن أحمد بن محمد قال: سألت الرضائية عن قول الله 
عزوجل: لبا أيّها الذين آمنوا انقوا الله وكونوا مع الصادقين) قال: 
الصادقو نالصديقون بطاعتهم. 

أقول: قوله#ة: «الصديقون بطاعتهم»» أى بسبب طاعتهم يعلم أنهم 
صديقون. فإن الصدق يقتضي الطاعة وأيضاً يشير ال متصفون بجميع جهات 
الصدق؛ ولذا كانوا صدّيقين بالطاعة له تعالى من جميع الجهات. 

وفيه'", عن الكنز. رفعه الى أبي أيوب الأنصاري. قال: قال رسول الله عل 
«الصديقون ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون» وحبيب صاحب ياسين. وعلي بن 
آي طالب» وهو افضل الثلاثة. 

وفيه عن جعفر بن محمد عن آبائه ل قال: «هبط على النبى َة ملك له 
عشرون الف رأس فوثب النبي يل ليقبل يده. فقال له الملك: مهلاً ياحمد. فأنت 
والله أفضل من أهل السموات وأهل الارضين أجمعين, والملك يقال له حمود. فإذا 
بين منكبيه مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله. علي الصديق الأكبر. فقال له 
البى ية: حبييبى حمود منذ كم هذا مكتوب بين منكبيك؟ قال: من قبل أن يخلق الله 
ا اش عمس ال عا 

وف البحار”, علماء أهل البيت: الباقر والصادق والكاظم والرضاءيّة وزيد 
بن علي في قوله تعالى: «والذى جاء بالصدق وصدّق به أولئك هم المتقون)0. 
قالوا: هو على اية. 1 





١-التوبة‏ :19 
؟-البحار ج 14 ص 58. 
٣‏ البحار ج ٣۵‏ ص7١‏ 1. 

.۳۳ : ۔الزمر‎ ٤ 


فى شرح الزيارة الجامعة 50 A0‏ 


وفيه عن تفسير القمى, في رواية أي الجارود عن أبي جعفر لذ في قوله: من 
المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه (ولا يغيروا ابداً) فمنهم من قضى نحبه) 
أى أجله. وهو حمزة وجعفر بن أبي طالب «ومنهم من ينتظر» أجله. يعني علياًائة 
يقول: (إوما بدّلوا تبديلاً ‏ ليجزى الله الصادقين بصدقهم) الآية. 

وفيه”". عنه عن على ا قال: «رجال صدقوا ماعاهدوا اله عليه». فأنا والله 
المننظر وما بدّلت تبديلاً.. 

أقول: والأخبار في هذا كثيرة جد ثم إن الآيات تفسر الصدق بحقيقته وآثاره 
وقد وصف الله الصادقين بقوله: « ليس البرّ أن تولوا وجوهكم قبل المشرق 
والمغرب ولكنّ البرّ من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى 
المال على حبّه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل و السائلين وفى 
الرقاب وأقام الصلوة واتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في 
البأساء والَضّراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتّقون»7". 

فقوله: (وكونوا مع الصادقين» أى مع الذين هذه صفاتهم. وهم قد علمت آل 
محمد ية فيعلم انهم الموصوفون بهذه الصفات ويدل على هذا ما فى البحار”, 
أقول: قال السيد ابن طاووس (قدس الله روحه): رأيت في تفسير منسوب إلى 
الباقرلئة في قوله تعالى: إوكونوا مع الصادقين)» يقول: كونوا مع علي بن أبي 
طالب وآل محمد (صلوات الله عليهم). 

قال الله تعالى: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من 
قضى نحبه). وهو حمزة بن عبد المطلب ل «إومنهم من ينتظرة وهو على 
ابن طالب هة يقول الله: «وما بدلوا تبديلاً». 


١-البحار‏ ج ۳۵ص۰۸ .٤‏ 
١‏ -البقرة: ۱۷۷. 
"-البحار ج ۲۲ ص ۳٣‏ 


۸٦‏ 0020200 الأنوار الساطعة 


وقال انه: طاتقوا الله وكونوا مع الصادقين). وهم هنا آل محمد (صلى الله عليه 
وعليهم أجمعين). 

بق شيء وهو أن ذكر الصادقين في الزيارة للإشارة إلى قوله تعالى: «وكونوا 
مع الصادقين». أي هم َا الذين مر الله تعالی بالكون معهم. 

فعن الحقق الطوسي في لزوم الكون معهم. وكيفية الكون معهم قالتك: ووجه 
الاستبدلال بها أن الله تعالى أمر كافة المؤمنين بالكون مع الصادقين. وظاهر أن 
ليس المراد به الكون معهم بأجسامهم بلالمعنى لزوم طريقتهم و متابعتهم في 
عقائدهم واقواهم وافعاهم. 

أقول: هذا في بيان كيفية الكون معهم ني . 

واما الوجه في لزوم ذلك. فقالتت: ومعلوم أن اله تعالى لا يأمر عموماً بمتابعة 
من بعلم صدور الفسق والمعاصي عنه مع نهيه عنهاء فلابد من أن يكونوا معصومين 
لا يخطئون في شيء حتى يحب متابعتهم في جميع الامور. انتهى مانحتاج إليه من 
كلامه. 

أقول: فمن الأمر بالكون معهم تعلم عصمتهم لما كانت ثابته بالآيات والأدلة 
المسلمة. فأمر الله تعالى بالكون معهم بالنحو المفسر كمالا يحخق. 

ولنختم الكلام بذكر بعض الأحاديث في فضيلة الصدق في الكلام. ٍ 

فى سفينة البحار عن الكافي عن أَبي عبدالله نيه «إن الله عزوجل لم يبعث نبيا 
إلا بصدق الحديث وأداء الأمانه إلى الب والفاجر». 

وفيه عنه عن أبي كهمش قال: قلت لأبي عبدالله لئة: عبدالله بن يعفور يقرئك 
السلام. قال : عليك وعليه السلام إذا أتيت عبدلله فاقرئه مقي السلام و قل له: : إن 
جعفر بن محمد يقول لك أنظر ما بلغ به علي ل4 عند رسول لهي فألزمه فإغا 
على ن إنما بلغ ما بلغ به عند رسول الله تي بصدق الحديث وأداء الأمانة. 

وذيه عنه قال أبو عبداللهثة: لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده ذلك 


فى شرح الزيارة الجامعة.. . ع ا .د تملك 


شىء قد اعتاده. فلو تركه استوحش لذلك. ولكن أنظروا إلى صدق حديثه وأداء 


قوله اإلا: المصطفون 

في اجمع: صفيّنه من الكدرء تصفية أزلته عنه. وصفو الشيءوخالصة و خياره.. 
إلى أن ن قال: محمد بود صفوة الله من خلقه اي مصطفاه. وسياتي ان المراد مسن 
المصطفين في الآية المباركة هم الْأَمْةيِية والاصطفاء هو الاختيار» فعنى اصطفاه الله 
ومعنى الاصطفاء هو أخذ الصفو من الشيء يعني جيّده والمأخوذ مصطنى فقوله0: 
المصطفون, أي الذين اختارهم اله تعالى من جميع خلقه صفوة أي جعلهم صفوة 
الخلق فهم ليا ف في الخلق الأول و هو عالم الأنوار والأرواح» وفي ساير مراتب المخلق 
إلى خلق عالم الأجسام والكون في الأرحام الطاهرة والأصلاب المطهرة مصطفون. 
أي في جميع تلك المراتب صفوة الله. وقد تقدم الكلام فيه في شرح قوله ل وصفوة 
المرسلين فهم نكل المصطفون أي لم يصطف الله أحداً كا اصطفاهم. بل ولم يصطف 
أحداً من خلقه حتى من الأنبياء السابقين إلا لأجل متابعهم والإئتام بهم. والوفاء 
لهم بما عاهد عليه الله من ولايتهم, وتقدّم قول العسكري لا «والكلم ألبس حلّة 
الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء. 

وكيف كان فالله تعالى اصطفاهم بالذات لنة لنفسه» واصطق بهم غيرهم من الخلق 

حتى الأنبياء والملائكة المقربين والى هذا الاصطفاء تشير الآيات والأحاديث 
الكثيرة ونحن نذكر نبذاً منها. 

فف البحار”", عن الكنز. عن سورة بن الكليب قال: قلت لأبي جعفر #ة: 
0 له عزوجل: لاثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا)؟' قال: الظالم 


١-البحار‏ ج ۲۲ ص 5195, 
۲ -فاطر :۳۲. 


A۸‏ ا الأنوار الساطعة 


لنفسه الذي لا يعرف الامام. قلت فين المقتصد؟ قال: الذي يعرف الامام. قلت: فن 
السابق با لخيرات؟ قال: الامام. قلت: فا لشيعتكم؟ قال: تغفر ذنوبهم. وتقضى 
ديونهم. ونحن باب حطتهم وبنا يغفر هم. 

وفي حديث آخر في ذيله: يا أبا اسحق بنا يقبل اله عثراتكم, وبنا يغفر الله 
ذنوبكم. وبنا يقضىي الله ديونكم: وبنا يفك وثاق الذّلّ من أعناقكم. ٠‏ وبنايختم ويفتح 
لايك 

أقول: ومثل هذا الخبر كثير, وهذا محمول على المصداق الحقيق السابق هو 
اا وه ر بو ارغ وان كان خی ا ن مصداقه أيضاً هو الإمام. 

ففيه. عن معاني الأخبار بإسناد متصل إلى الصادق جعفر بن محمد لإ أنه سئل 

SET‏ الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم 
لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله فقال: الظالم بحوم حوم نفسه. 
والمقتصد يحوم حوم قلبه. والسابق يحوم حوم ربّه عزوجل. 

واحسن حديث في المقام ما فيه عن الكنز عن ابن عباس قال: دخلت على 
أمير المؤمنين نة فقلت: يا أبا الحسن أخبرني با أوصى إليك رسول اله ب؟ قال: 
«سأخيركم. إن الله اصطف لكم الدين وار تضاه. وأتم نعمته عليكم. وكنتم أحقّ بها 
وأهلها. وإن الله أوحى إلى نبيّه أن يوصي إلى فقال النبييية: «يا علي احفظ 
وصيق » وارع زمامي . وأوف بعهدي, . وأنجز عداتي. واقض ديني؛ ٠‏ وأحي سنتي, 
وارع ملتى؛ لأن الله تعالى اصطفاني واختارني» فذكرت دعوة [أخي موسى فقلت: 
اللهم اجعل لي ویر شه ن أهلي کا جعلت هارون من موسى. . فأوحى الله عزوجل 
إلي: أن عليَاً وزيرك وناصرك والخليفة من بعدك. ثم يا علي أنت من أئمة الهدى. 
وأولادك منك. فأنتم قادة الهدى والتق. والشجرة التي أنا أصلها وأنتم فرعهاء فن 
تمسك بها فقد نجا. ومن تخلّف عنها فقد هلك وهوى. وأ نتم الذين أوجب الله تعالى 
مودتکم وولایتکم. والذين ذكرهم اله في كتابه ووصفهم لعباده. فقال عزوجل من 


فى شرح الزيارة الجامعة د ANAT EE‏ 


قائل: 9إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين # ذرية 
بعضها من بعض واله سميع عليم» فأنتم صفوة الله من آدم ونوح وآل إبراهيم وآل 
عمران. وأنتم الأسرة من إسماعيل والعترة الهادية من حمد يل 

وفيه'". عن أمالي ابن الشيخ, بإسناده عن إبراهيم بن عبد الصمد. قال: معت 
جعفر بن حمدلية يقرأ: إإن الله اصطفى آدم وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد 
على العالمين» قال: هكذا نزلت. ْ 

أقول: ومثله. عن تفسير العياشي. وكذا عن العامة, عن أبي وائل قال:قرأت 
مصحف عبد الله بن مسعود: إن الله اصطفى آدم ونوحأوآل إبراهيم وآل عمران وآل 
محمد على العالمين). والحديث في العمدة لابن بطريق. 

وفيه. عن تفسير القمي. قال علي بن إبراهيم في قوله تعالي: قل الحمد له 
وسلام على عباده الذين اصطفی) قال: هم آل حمد عَل. 

أقول: فعلى المؤمن أن يتبعهم حتى يفوز بسعادة الدارين. 

ففي البحار" عن تفسير العياشي عن أبي جعفرة قال: قال رسول الله ك: 
«الروح والراحة. والرحمة والنصرء واليسر واليسار. والرضا والرضوانء والمخرج 
والفلج". والقرب والحبة من الله ومن رسوله لمن أحبٌ علي وائتر بالأوصياء من 
بعده, حقاً عل أن أدخلهم شفاعتي» وحقّ على ريي أن يستجيب لي فيهم. لأنم 
أتباعي. ومن تبعني فإنه مئي. مثل إبراهيم جرى فلأنه مي وأنا منه. ودينه 
ديني وديني دينه وسنّته سدّتي» وسدَّتي سنّته. وفضلي فضله. وانا افضل منهء 
وفضلي له فضل» وذلك تصديق قول ربى: «ذرية بعضها من بعض والله سميع 
عليم». 


١-البحار‏ ج ۲۳ ص ۲۲۲. 
۲ البحار ج ۲۲ ص ۲۲۷. 
-٣‏ أي الفوز والغلبة. 


.4 7 7 عل 1008 الأنوان الشاطعة 


قوله .::: المطيعون لله 

أقول: الطاعة لله تعالى فرع الانقياد القلبي له تعالى, كما أن المعصية فرع القرد 
القلبي. فن كان منقاد القلب لا حالة يكون قلبه خاضعاً خاشعاً له تعالى ويكون 
مطيعاً له. وكذلك القرد يكون سبباً للمعصية, فن كان قرده أكثر كانت معصيته 
أكثر. 

ثم إن كمال الطاعة يكون فرع كمال الانقياد. وعليه فاختلاف مراتب الطاعة 
فرع و ای توخي ارج لمر د ال وی فرع ركم 
الحجب والشك بالنسبة إليه تعالى والنسبة إلى صفاته. ومن هذا يعلم ان درجات 
الأولياء فرع عن هذه الأأمور, فن كانت معرفته أكثر كانت طاعته أحسن. ومن 
كان الشكٌ والحجب عنه مرفوعاً بنحو الأتم كان فناؤه عن نفسه وبقاؤه بربه 
وانقياده له تعالی أتم وأكمل. 

إذا علمت هذاء فنقول: قد علمت فها سبق ماورد في تفسير قوله تعالى: إوله 
من فى السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا بستحسرون ٩)‏ 
من قول الصادق :غا للمفضل. قال ة: «ويحك يامفضل ألستم تعلمون أن من في 
السموات هم الملائكة. ومن في الأرض هم الجن والبشر وكلّ ذي حركة فن الذين 
قال: إومن عنده» قد خرجوا من جملة الملائكة والبشر وكل ذي حركة. 

فنحن الذين كنا عنده ولاكون قبلنا ولا حدوث سماء ولا أرض ولا ملك ولا 
نىى» الحديث. 

١‏ وتقدم شرح الحديث ودلالته على أنهم أقرب الموجودات قبلاً وفعلاً وبعداً 

بالنسبة إليه تعالى. فهم متصفون 'الآن بمقام العبديّة : لديه تعالى. وهذا يدل على 
حصول كال المعرفة هم ليبا له تعالى. وعلى انتفاء كلّ شك عنهم كما دلّ عليه قوله 





.٠۹ :ءاينألا«١‎ 


فى شرح الزيارة الجاهعة. ٠‏ ا Ws.‏ 


تعالى: (ليذهب عنكم الرجس)”' وقد فسر الرجس بالشك. فا منفي حينئذ هو 
الشك عنهم ل بام معانيه ومصاديقه فهم لل في مقام قد شاهدوا جماله تعالى 
وجلاله. فهم مبتهجون به تعالى ومتلذّذون به تعالی وججماله» فلا حالة لا تؤثر فيهم 
الجهات البشريه الكائنة فيهم لبا بنحويوجب صدور المعصية عنهم ليا والعسياذ 
بالله. وذلك لأن المعاصى من الصفات النفسانية بلحاظ الالتذاذ. وتحصيل المقامات 
المادية الفانية. وحيث إنهم #4 قد التذّوا بمعارفه التي لا تدركه العقول الكاملة 
حيث إنهم نينا فوق مقام العقلء بل هم في مقام العشق والفناء عن النفس في قبال 
ظهور الحض للحق تعالى. فلا اعتناء هم بالذات إلى هذه اللذات الفانية النفسانية, 
فلا حالة لا يعصون الله تعالی» بل هم من خشيته مشفقون, على أن جهات البشريه 
الكائنة فيهم ليس كسائرها الكائنة في غيرهم, وذلك لأنها فيهم تكون بنحو الكئال 
في عالمها » ولاريب في أن الكمال في كلّ أمر ولو كان مادياً هو عبارة عن صرفه فيا 
خلقه الله تعالى له. وهذا يلازم الطاعة له تعالى مع الاستفادة من كلّ منها والالتذاذ 
e‏ 1 

والحاصل: أن المؤمن أيضاً يلتذّ من الجهات النفسانية البشرية. إلا أنه يكون 
بنحو المرضي لله تعالى لا مطلقاً أو بنحو المرضى للنفس الأمّارة بالسوء. فافهم 
تعرف إن شاء الله تعالى. 1 

فظهر أنهم :2غ هم المطيعون لله تعالى بالقول المطلق؛ وبحيث لا يدانيهم في 
الطاعة غيرهم حتى الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين» وهم غلل لا 
يحون إلا طاعة تعالى» ولا يريدون إلا من والاهم وإلا المطيعين لله تعالى. 

في البحار"» عن المناقب لابن شهر آشوب» عن سعيد بن جبير في قوله 
تعالى: «إوالذين يقولون ربّنا هب لنا من أزواجنا وذريّاتنا قرّة أعين ..» قال: هذه 


١-الأحزاب‏ : 59 
؟-البحار ج ۲٤‏ ص ۱۳۲. 
ع ان 


اا ا مس ات مق ان E‏ اۋار الشالفة 


والله خاصة في أمير المؤمنين على ة كان دعاؤه يقول: «ربّنا هب لنا من أزواجنا». 
يعني فاطمة وذرّياتنا. يعني الحسن والحسين. قرة أعين. 

قال أمير المؤمنين ا: والله ما سألت ري ولداً نضير الوجه. ولا ولداً حسن 
القامة. ولكن سألت ري ولدأ مطيعاً له خائفاً وجلاً منه حتى إذا نظرت إليه وهو 
مطيع لله قرت به عينى. 

وهنا بیان آخر لكونهم مطيعين لله تعالى بنحو لا يدانهم أحد. 

وحاصله: أن الروح الإنساني. والنفس الناطقة, والكلية الإهية بلحاظ 
حقيقتها الأولية تختلف لما في القرب إليه تعالى» فن كان منه أقرب كانت قابليته 
لظهور الأسماء الحسنى الإطية فيه أكثر, ولازمه حينئذ أنه لله أطوع لانتفاء موارد 
خلاف الطاعة له تعالى عنه بحقيقة القرب. 

وبعبارة أخرى: أن الروح الكذائي كملت القابلية فيه. وقلّت المتممات فيه. 
والشروط لحصول حقيقة العبادة. بل بالقرب الكامل حصلت الاطاعة التامة. هذا 
کله خلاف من ليس له هذا القرب. فلا بد له في الطاعة له تعالى من تتم القابليات 
والشروط. وإلا فهو المرتبة الناقصة من الطاعة. 

وقد علمت أن أرواح محمد وآله الأئمة الطاهرين (عليه وعليهم صلوات الله) في 
مقام القرب النهائي له تعالى. فليسوا حتاجين إلى تتميم القابليات؛ لعدم نقص 
فم ا كمالا خن. فطاعتهم لله تعالى تكون قبل كلّ شيء وأعلى من كل شيء. 
ولا تنوقّف على شرط, لا تكون لعلة من الفرار عن النار, أو الدخول في الجنة؛ 
لفراغهم عن ذلك. بل تكون لكونه تعالى أهلاً للعبادة والطاعة. 

قال على ذ: ماعبدتك خوفاً من نارك. ولا طمعاً في جنتك. بل وجدتك أهلاً 
للعبادة فعبدتك. 

ولذا جرد أن دعاهم إلى الطاعة أجابوه طوعاً لأمره. كما دلت عليه 
الأحاديث الواردة في قوله تعالى: «والسابقون السابقون * أولئك المقربون». 


فى شرح الزيارة الجامعة د حو فد امن وول موسو وو AE maie‏ 


ففي تفسير البرهان'". عن الحسن بن على لذ في قوله عزوجل: (والسابقون 
السابقون * أولنك المقرّبون» قال: أبي أسبق السابقين إلى الله عزوجل وإلى 
رسوله. أقرب الأقربين إلى الله وإلى رسوله. 

وفيه. عن ابن عباس: السبّاق ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون إلى موسى. 
حبيب صاحب يس إلى عيسى, وعلى بن أبي طالب إلى الني ييه وهو أفضلهم 
(صلوات الله عليهم). 

وفيه. عن داود بن كثير الرق. قلت لأبي عبد الله جعفرين حمدلية: جعلت 
فداك أخبرني عن قول لله عزوجل: «والسابقون السابقون * أولئك المقربون», 
قال: نطق الله بهذا يوم ذرأ ا خلق في الميثاق قبل أن يخلق الخلق بألني سنة. فقلت: 
فسّر لي ذلك. فقال: إن الله عزوجل لما أراد أن يخلق الخلق من طين رفع هم ناراً 
وقال هم: ادخلوها. فكان أول من دخلها حمديظِية وأمير المؤمنين والحسن 
والحسين وتسعة من الأئمة اماما بعد إمام. ثم اتبعهم شيعتهم فهم والله السابقون. 

وفي تفسير نور الثقلين". عن كتاب كمال الدين وام النعمة عن أمير 
المؤمنين ًة أنه قال في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيام خلافة عهان: 
فانشدكم بالله. أتعلمون حيث نزلت: «والسابقون الأولون من المهاجرين 
والانصار» «والسابقون السابقون * أولئك المقربون) سئل عنها رسول اله و 
فقال: أنزها الله تعالى في الأنبياء وأوصيائهم. فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلي بن 
أبي طالب وصتّى. أفضل الأوصياءء قالوا: اللهم نعم. 

#فدلت هذه الآيات والأحاديث وامثاها على أنهم لالا من أول وجودهم. وفي 

جميع مراتب وجودهم لا يخرجون عن طاعته تعالى؛ لما علمت من فعلية مقتضى 
الطاعة فيهم ليا وهو رؤية جماله وجلاله تعالى. واضمحلال الطبايع البشرية 





:.۲۷۱ ص٤ تفسير البرهان ج‎ -١ 
.۲۷ تفسير نور الثقلين ج ۵ ص‎ -" 


44 .........الأنوار الساطعة 


الموجبة للمعصية في قباله تعالى. مع عدم سلب الاختيار عنهم. كما تقدم سابقاً 
مفصلاً. فوجودهم نلا مطلقاً خير حض. فهم المطيعون لله على الحقيقة. بمعنى 
سبقهم إلى الطاعة وعدم التأخر عنها في حال كما علمت. بل طاعتهم نلا تكون عن 
صدق وإخلاص وخلوص واستخلاص في نهاية الطاعة بحيث لايشغلهم عنها أيّ 
شاغل كما أخبر عنهم الله تبارك وتعالى في قوله: (رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن 
ذكر الله وإقام الصلوة وإيتاء الزكؤة4”' وقوله تعالى: «عباد مكرمون # لايسبقونه 
بالقول وهم بأمره يعملون4”"كيف لايكونون كذلك. وقد أدبم اله تعالى. وكذلك 
حيث يقول: طوأمر أهلك بالصلوٌة واصطبر عليها)" وقوله تعالى: (واذكر ربّك 
فى نفسك تضرّعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدوٌ والآصال ولا تكن من 
الغافلين ي 

وتقدم أنه تعالى منحهم مقام العندية لديه تعالى بنحو لا يفقرون عن عبادته. 

قال تعالى: إإن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته6”* وقال: ومن 
عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليلّ والنهارٌ لا 
يفترون”" الآيات وقد تقدم مراراً شرحها. 

والحاصل: أنهم ل في جميع العوالم: عالم الذر وعالم النور. وعالم الحجب. وعالم 
الدهر و الزمان كا نطقت بها الاحاديث سابقون على أهل كل عام إلى طاعة الملك 
العام بحيث لا يلحقهم لاحق ولا يسبقهم سابق, ولا يطمع في إدراكهم طامع من 
جميع الخلايق. فهم في الحقيقة متفردون عن كل الخلق بمقام لا يدانم أحدكا 


١۔النور:۳۷.‏ 
*_الأنبياء : 77-737 
٣_طەه:‏ ۱۳۲. 

ا _الأعراف : ۲۰۵. 
٥_الأعراف‏ 501 
١‏ الأنبياء : ° 


فى شرح الزيارة الجامعة. E I,‏ ا 1 


سیأني بيانه في شرح قولهلة: آتاکم الله مالم يؤت احداً من العالمين.فلا يكون احد 
ر 

وأما ما تراءى عنهم ما يدل بظاهره على مساواة غيرهم هم. أو مشاركتهم 
إياهم فهو جارعلى ما نعرفه عامة الناس» وجار في مقام بيان الاحوال والامور بنحو 
يعرفها العامة من الناس. لا بنحو يكون مبيّناً لحالهم بحيث يشاركون الناس؛ ولذا 
ورد عنهم يي كا تقدم: «لا يقاس بنا الناس» رزقنا الله تعالی معرفتهم. وحشرنا في 
زمرتهم محمد وآله الطاهرين. 0 

ثم إنه تقدم في بيان كونهم عباد الرحمن مايبين لك عبادتهم ي وانهم اعبد 
الخلق واطوعهم لله تعالى. وذكرنا بعض ما ورد في زهدهم خصوصاً في زهد أمير 
المؤمنين 2ة. 

والحاصل: أن كونهم مطيعين لله تعالی له مظاهر في ذواتهم0. من حيث 
العقيدة له تعالی» ومن حيث محبتهم له تعالی ومشاهدتهم قلباً لجماله وجلاله تعالى, 
ويقينهم به تعالى. فهم قلباً مطيعون ومنقادون له تعالی» وسن حيث انضاتهم 
بالصفات الحميدة التي توجب حقيقة العبودية له تعالى» ومن حيث افعاهم 
وأقواهم العبادية التي يعملونها بالليل والنهار, فهم 2# في جميع ذلك مطيعون لله 
تعالى حق الطاعة بحيث لا يساويهم أحد. وقد دلّت الأحاديث في الأبواب المتفرقة 
على تحقق طاعتهم له تعالى في جميع تلك المظاهر» حتى بذلوا أنفسهم وأمواهم في 
سبيله وقاتلوا وجاهدوا لإعلاء كلمة اله ودينه كما لا يخن على أحد, وذكرها 
يوجب المخروج عن حدّ الكتاب فن ا لزيارة الجامعة لأئمّة المؤمنين. قولهلظة: «لا 
يسبقكم ثناء الملائكة في الإخلاص والمخشوع. ولا يضادكم ذو ابتهال وخضوع. 
أن ولكم القلوب التي تول الله رياضتها با نوف والرجاء. وجعلها أوعية للشكر 
والثناء. وآمنها من عوارض الغفلة. وصفّاها من سوء الفترة, بل يتقرب أهل السماء 
بحبكم وبالبراءة من أعدائكم. وتواتر البكاء على مصابكم والاستغفار لشيعتكم 


۹٦‏ لصي و ا الأنوانالستاطعة 


حبيكم)ا الزيارة. 
والحمد لله الأول والآخر والظاهر والباطن. 


قوله ¥: القوامون بامره 

الكلام في هذه الجملة في مقامين: 

الأول: في كونهم قوّامين. 

والثاني: في معنى ا 

أما الأول: فنقول: القوّام ل واا بلتحاظ :الك بوالكتر: 
العدديّة: أي أنهم نهل كثير وا القيام بأمره لله. وإما بلحاظ:الكيف والشدة أي, 
ا شديدوا القيام بأمر الله. أي أنهم قائمون به بحق القيام, ولا يزيم عن القيامٍ 
صعوبته مهما بلغت في الصعوبة. وأنهم بالنحو الأتم الأكمل. وكيف كان فها معاً 
مرادان: 

8 فلا ريب في أنهم ميئل لم يتجاوزوا أمر الله في قليل أو كثير في واجب أو 
مندوب فهم ءي عاملون وقائمون به كيف لاء وهم ني المشر عون لتلك الاحكام 
ا الله تعالى. وهم العاملون بها بماها من المصالح التي دعت إلى تلك التشر يعات؟! 
وقد علمت انه ليس فم مقتضيات المعصية بالفعل بل هى اضمحلت في قبال 
مشاهدة جماله وجلاله, فلا يؤثر فيهم في ترك القيام بالأمر. فهم نيه قائمون بكل 
5 ر على أكمل ما ينبغي. وما ورد عنهم لي من نما كانوا يفعلون بعض 
المكروهات. أو يتركون بعض المندوبات فهو مماكان واجباً عليهم ذلك: بيانه: 
أنبمعليةة لما كانوا متصدّين لأمر الامامة والهداية للحق. فاللّه تعالى قد يأمرهم 
بالحتمى لاتيان المكروه أو ترك المندوب ليبيّنوا الجواز في ذلك للناس» وحينئذ 
لايجوز هم ترك الحتوم أي ترك المكروه أو إتيان المندوب. بل يجب عليهم إتسيان 
الأول وترك الثاني؛ لأن هذا يكون واجبأ علبهم. اس 


فی شرح الؤقنارة االجافعة WAV a ٠.‏ 


وبعبارة أخرى: إن إتيان ا مكروه أو ترك المندوب قد يكون لراحة النفس. وقد 
يكون للتهاون بها وهما بالنسبة إلى غيرهم ممكنان, وأما بالنسبة إليهم علا منفيان 
لما ذكرنا من كونهم قوامين بأمره بالبيان المتقدم. 

وأما إتيان المكروه أو ترك المندوب إذا كان لبيان الرخصة؛ لكي يقتدى مهم في 
مقام الضرورة فهو واجب حينئذ, ولعلّه يشير قوله ل: n:‏ ن الله يحب أن يؤخد 
برخصه. كما يحب أن يؤخذ بفرائضه. فخذوا برخص اله ولا تشددوا على أنفسكم. 
إن بنى إسرائيل لما شددوا على أنفسهم شدّد الله عليهم» تم إن الظاهر من هذه 
الجملة, والله العالم, سواء كانت المبالغة بلحاظ الكم أو الكيف. هو أنهم:6ة قرّامون 
بأمر الامامة والهداية مهما كان صعباً. فهم بذ متثلون لأمره تعالى في قوله تتعالى: 
لإفاصدع بما تؤمر»”2 وقوله تعالى: إواستقم كما أمرت» '", فلا تأخذهم ف الله 
لومة لاتم. ولا يركنون إلى أهواء غيرهم في القيام بالأمر» ولا يعرض ْم الوهن في 
القيام بالامر فهذا هو المراد منها. 

ولا يراد منه أنهم قوامون بالعمل بالواجبات. والمستحبات. ورك المسرمات 
والمكروهات بل المباحات فإن هذه الجهة تلحق بجهات عبودي او نهم المطيعون 
لله تعالى کا تقدم. 

8 أعني كونهم قوامين بالأمر مع الشدّة. وحق القيام التام, فلا ريب في أنهم 
يفوزون بأمر الله على أكمل وجه يمكن وقوعه في عام الإمكان والوجود وهم س 
في هذه الرتبة سواء بمعنى أن كل واحد منهم علا يقوم بأمر اله على أكمل وجه 
وأقّه. بل يسبقون بالعمل قبل أمرهم للعباد بالعمل. 

ففي النهج قال ة: والله ما امرتكم بشيء إلا وقد سبقتكم إليه. وما نهيتكم عن 





١-الحجر‏ : 14. 
"-الشورئى: 16. 


ذه اند اتلس م م ماع ا الا سات 210 بالأنوار للستاظفة 


عن المنكر العاملين به. 

فإن قلت: نرى اختلاف قيامهم نيل في الشدة والسهولة؛ بل ربما يكون لواحد 
منهم سيلا اختلاف في حال قيامهم. فهو في حال يكون قيامه في الشدة. وفي حال في 
السهولة فقيام أمير المؤمنين بعد وفاة رسول اله َد لم يكن كقيامه في زمن خلافته 
الظاهرية؛ أو قيام الحسن نة لم يكن كقيام الحسينظية وهكذا بالنسبة لسائر الأمٌة 
إذا قبس قيام بعضهم مع بعض فإنه نرى فيه تفاوتا يَأ فحينئذ كيف يصح اطلاق 
القول بأنهم بأجمعهم قوّامون بأمر الله بأد مايكون؟ 

قلت: لا ريب في أن قولهيية: «القوّامون عام استغراق لا مجموعى. فينحلٌ 
حينئذ إلى قضايا متعددة حسب عددهم غ فيرجع الأمر إلى أن كل واحد 
منهم نی يكون قواما بامر اله تعالى باشد مايكون بالنسبة اليه. 

وبعبارة أخرى: أنه قد ثبت في حله أن لكل واحد منهم ل وظيفة تخصه ا 
ليست لغيره من الأنمة, فكل واحد منهم مأمور بأمر هو لذ منصدع به. ولا يلاحظ 
القيام بالأمر بنحو الشدة بالنسبة إلى الواقع ونفس الأمر فإنه لا تحصل له بل بنسبة 
ما يتعلق بهذا المقام من الوظيفة. ولا ريب في أن كل واحد منهم غك قرام بأمر الله 
الأمر الذي يتوجه إليه. ويخصّه من أمر الإمامة والهداية والوظيفة من القعود أو 
القيام أو السكوت أو الكلام حسب ما اقتضته الحكمة الاهية؛ على أنه لم يعلم أن قيام 
أمبر المؤمنين في أوائل وفات النبي ب كان أسهل من قيامه حين خلافته الظاهرية. 

-أوان قيام الحسن ئة بالصلح كان أسهل من قيام الحسين ل بالجهاد. بل إن 

قعود أمير المؤمنينءية في أول الأمر كان في غاية الشدّة, وفي غاية حق العمل 
بالوظيفة التى عينها اله تعالى له كا يشير. -إلى صعوبته لا ما قاله .4 في الخطبة 
الشقشقية خصوصاً من قولهلئة: صبرت وف العين قدًى وفي الحلق شجًا. 

وفي زيارة أممة المؤمنين اا في وصف صبره #ة: «هائج القلب كاظم الغيظ» 
فقعوده حينئذ ئة كان في غاية الشدة عليه ل مع ماله من الامكان من الحروب. 


فى شرح الزيارة الجامعة 22227 ۹4 


وفى غاية القيام بأمر الله حيث إنه حينئذ !4# قد سلم نفسه لمرضاة الله وعمل بحق ما 
أراده الله تعالى فهو ا في جميع حالاته قائم بالأمر الإإهي بأشده وبحق مايمكن له 
من القيام, كما أشار إليه في الخطبة الشقشقية: « فصبرت وفي العين قذّى وفي الحلق 
شجا» الح. 

وهكذا الكلام في قيام الحسننية بالصلح بالنسبة إلى قيام الحسين #ة 
بالشهادة ولعلّه بالنسبة إلى تسويتهما أشار الى الأكرم ت في قوله في حقهم|: 
«الحسن والحسين نتن إمامان قاما أو قعدا . أي اها قانحان بأمر الامامة جى القيام 
سواء قام الحسين أو قعد الحسن ناكا كالا يخق. 

ومن هنا يعلم خطأ ما ربا يتوهم من اختلاف قيامهم نلك في العبادات شدة 
وضعفاً. فلا يقال: إن بعضهم أشد عبادة من بعض لأنه يقال: كل واحد منهم قد قام 
بحقٌ العبادة بالنسبة إلى نفسه الشريفة, كماعلمت أن العام في قوله: «القوّامون, عام 
استغراقي لا مجموعي, فهو منحل إلى كل واحد منهم 2 فكل واحد منهم ا قوّام 
بأمر اله من العبادة وآت بها بنحو الأتم الأشد الأكمل كما لا يخق. 

ويدل على هذا ماروي عنهم نك مامعناه. أن في الصراط عقبات كؤود لا 
يطأها بسهولة إلا محمد وآله. وهذا دليل على أنهم :84 لا يقع منهم تقصير في شيء 
من الأمور العبادية أو الأمور المتعلقة بأمر الإمامه والهداية, فكل واحد منهم قوّام 
بأمره تعالى حق القيام واه وأكمله. 

وأما ما يتراءى منهم من الإقرار بالتقصير أو المعاصي فقد علمت الجواب عنه 
مفصلاً سابقاً فلا نعيد. فحينئذ ظهر وثبت أنهم لم يكن لهم نيك تخلف عن كمال ما 
ينبغي من القيام بأمر الله تعالى في حال من الأحوال, فيصدق عليهم أجمعين لي بأن 
كل واحد منهم قوّام بأمر الله تعالى على أكمل وجه يكن وقوعه في الإمكان 
والوجود بالنسبة إليهء ولا يكون ذلك وهذا المعنى من أحدٍ غيرهم كا علمت وكا 
هو المشاهد منغيرهم فإنهم بعيدون عن مراتيهم ل ببونبعيد كا لا يخق على أحد. 


2 : مدن م1114 الأموا رن الساطفة 


وأما الكلام في المقام الثاني: أعني أمر الله الذي هم نټ قوّامون به. 

فنقول: یکن أن يراد منه هو أمره تعالى من الاحكام الشرعية التي 0 
الشارع من المكلّفين ا ها من الأقسام الخمسة, إلا أنه قد علمت أن ظاهراً من 
الجملة الشريفة هو القيام بأمر الامامة واهداية ما ها من الصعوبة, ولذاكانت 
المبالغة بلحاظ الشدة وحق القيام. وعليه فالظاهر إن المراد من الأمر هو الامامة. 
والأمر المشار إليه في قوله تعالى: إتنرّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل 
أمر 4" ولعله إليه يشير أيضاً عموم قوله تعالى: #فاصدع بماتؤمر». فالأمر 
بتحمل المشقة با يؤمر إنما يكون في الامامة والولاية والثبات فيه كما لا يجخق. 

وتقدم: أن الأنمة هة قائمون مقام اني ل في جميع الأمور سوى النبوة. 

وتقدم قول الصادق؛ة کا في بصائر الدرجات”". جرى من الفضل ما جرى 
محمد ميك إلى أمير المؤمنين. ولحمد الفضل على جميع من خسلق. إلى أن قال ا: 
«وكذلك جرى على أمّة ال هدى واحداً بعد واحد. إلى أن قال ا عن قول أمير 
المؤمنين َة وهو قولهيّة: ولقد حملت على مثل حمولته وهى حمولة الرب تبارك 
وتعالى». الحديث. 

قد تقدم بغامه في شرح قوله لة: وموضع الرسالة. وكيف كان فهذ الأمر قد مر 
تفسيره في بيان أقسام نزول الملائكة عند قوله #كة: « ومختلف الملائكة». وعند 
شرح قولهئية: ومهبط الوحي فراجعه فإنه يفيدك بهذا الأمر جدًاء إلا انا نذكر هنا 
بعض ما يلزم ذكره. 

فنقول: إن هذا الامر يشمل ما يغزل عليهم له في ليا القدر وليالي الجسمعة, 
وفي كل يوم وساعة كما تقدم مفصلاً. ويشمل أمر ما تجدد في الوجود تمايظهر حكم 
القدر الإهى من إثبات مالم يكن ومحو ماكان. المعبّر عنه في الآيات والأحاديث 


١_القدر:‏ ). 
؟-بصائر الدرجات ص ١.؟.‏ 


فى شرح الزيارة الجامعة. ا e‏ ۴۱ 


كتاب الحو والاثبات. 

فنقول: لابد من تفصيل القول في بيان معنى, أمّ الكتاب وكتاب الحو والاثبات. 
وما يلزمهما من البداء وبيان ساير معاني الكتاب الذي أطلق عليها. 

فاعلم أن المستفاد من الآيات والأحاديث: أن العلم هو من صفات ذات الل 
تعالى المقدسة. وحيث إنه لانهاية لكنهه تعالى فلا نهاية لعلمه. 

في توحيد الصدوق”". بإسناده عن جابر الجعني عن أبي جعفر :2 قال: معته 
قر إن ر ا ر یل قدا وحياة لا مرك ا 

وفيه””. إلى أن قال: حدثني أبو علي القصّاب. قال: كنت عند أبي عبدالله يه 
فتلت انيد ل هى عل فقال: لاتقل ولف افائه نة ي 

وفيه””. بإسناده عن ابن سنان, عن جعفر بن محمد عن بيه قال: إن لله 
تعالى علا خاصاً وعلباً عاماً فأما العلم الخاص فالعلم الذي م يُطلع عليه ملائكته 
المقربين وأنبياءه المرسلين. وأما علمه العام فإنه علمه الذي أطلع عليه ملائكته 
المقربين وأنبياءه المرسلين» وقد وقع إلينا من رسول اله لاة. 

فعلم من هذه الأحاديث أنه لانهاية لعلمه تعالى كذاته المقدسة, حيث إن العلم 
ذاته المقدسة وهو قول الصادق ا. 

كما فيه“ عن أي بصير قال: سمعت أبا عبدالّه لا يقول: «لم يزل الله عزوجل 
ربنا والعلم ذاته ولا معلوم » الحديث. 

وعلم أيضا منها أن علمه على قسمين: 

الاول: العلم الخاص. وهو العلم الذاتي الذي لانهاية له. فيقتضي بطبعه أن 
يختصٌ به تعالى وإلا لعلم مافي ذاته, ولازمه حينئذ العلم بكنهه ونهاية ذاته. وهما 
"-توحيد الصدوق ص 1714. 


'- توحيد الصدوق ص ۱۳۸. 
٤‏ -توحید الصدوق ص .٠۳۹‏ 


۲ ما 10 0:34:51 الأنوار السناظعة 


بالنسبة إليه تعالى منفيان. 

والثاني: العلم العام» الذي علمه أنبياءه وملائكته. ووصل منهم إلى العلماء 
وإلى الخلق. 

إذا علمت هذاء فاعلم أن حقيقة أمّ الكتاب التي قد يعبر عنها باللوح الحفوظ. 
وحقيقة كتاب الحو والإثبات با ها من المعنى العام يطلقان على مصاديق مختلفة. 
ويكون لكل مصداق حكم يخصّه. فاللوح ال حفوظ بالنسبة إلى الني ية هو العلم 
الذاتي الذي يكون من صفاته الذاتية تبارك وتعالى. مصداقه هو العلم الخاص له 
تعالى وكونه حفوظأً يراد منه انه معلوم وحفوظ لديه تعالى فقط, واليه الإشارة فا 
رواه: 

في التوحيد”", عو ا أي الحسن علي بن موسى الرضا 3 
قال: سألته أبعلم الله الشيء الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون أولا يعلم إلا ما 
يكون؟ فقال: إن الله تعالى هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء.. إلى أن قال لة: فلم 
يزل الله عزوجل علمه سابقاً للأشياء قبل أن يخلقهاء فتبارك ربنا علّوأً كبيراً خلق 
الأشياء وعلمه بها سابق هما كما شاء. وكذلك لم يزل ربّنا عليماً سميعاً بصيراً. 

ومثله غيره من الأحاديث. فقوله.94: «وعلمه مها سابق ها کا شاء» يشير إلى 
العلم الذاتي الأزلي الأبدي الذي هو لانهاية له ولا يفسّرء ومعلومه جميع الأشياء 


وأما كتاب الحو والاثبات بالنسبة اليه تة ما يبدو له من ذلك العلم الذاتي. 
الذي ماكان يعلمه -فبالنبة ‏ .فظاهر, وهو ما يعلمه من تعليمه تعالى إياه, 
وأما بالنسبة إلى الحو فهو لامصداق له بل إلا معنى البداء. أي أنهي يقر له بالبداء 
بما را يظهر له منه تعالى في حقه ب مالم يعلمه من بعض الحوادث الختصة به ل 
من رفع شيء أو وضع شيء في حقه ي ولذا كانوا بخافون منه تعالى من هذه 





.۱۲۷ -التوحيد ص‎ ١ 


فى شرح الزيارة الجاع ل ا 


الجهة؛ لاحتال أن يبدو من ذاته المقدسة ما يكون في أمر عليهم وكذا الأئمة, ولذا 
ورد في زيارة الكاظمين بيك: «السلام عليكنا يامن بدالله في شأنكما». أى بدالله في 
إمامتكما بعدما احتملتا رفع الامامة عنكما» فتدبر تعرف. 

وكذا الكلام بعينه يجري في الأمة ميلا كا علمت أنفا .من أنّهُم م 
مغز لة الرسول تة جرى فيهم ما يجري فيه سوى النبوة» فظهر مما ذكر أن كتابي ا حو 
والإثبات بالنسبة إلى النبي والأئمة (عليه وعليهم السلام) من العلوم الواضحة. 
وكونهما حواً أو إثباتاً فإنما هو بالنسبة إلى غيرهم نظ وإلا فهم يعلمون بلاشك. 
نعم لا يظهرون علمهم بها لمصلحة في ذلك. يشير إليها ويدل على هذا عدّة من 
الأحاديث: 

فف تفسير نور الثقلين عن التوحيد للصدوق باسناده إلى أصبغ بن نباتة عن 
أمير المؤمنين لهه حديث طويل يقول فيه: ولولا آية في كتاب الله لأخبرتكم بماكان, 
وبا يكون. وبما هو كائن إلى يوم القيامة وهى هذه الآية: (يمحو الله مايشاء ويثبت 
وعنده م الكتاب». 

وفي حديث آخر فيه عن قرب الإسناد بهذا المضمون إلا أن فيه: والله لولا آية 
في كتاب الله لحدثتكم با يكون إلى أن تقوم الساعة. 

فدلّ هذا الحديث على أنه عالم بالأمور كلهاء وإنما هذه الآية تمنعه عن 
الإخبار اء والحديث - لاعن العلم بها كما لايخق. 

وفي تفسير نور الثقلين. عن أصول الكافي ما هو صبري فيا قلناه فيه" عن 
أبي عبدالله لا قال: إن الله عزوجل أخبر محمداًيَيك »ا كان منذ كانت الدنياء وها 
يكون إلى انقضاء الدنياء وأخبره بالحتوم من ذاك, واستثن عليه فا سواه أى بين أن 
فما سواه البداء وإمكان ا حو. 





.0۱۷ ص‎ ١ تفسير نور النقلين ج‎ ١ 


بل الظاهر من الأحاديث والأدعية أن قلوبهم المطهرة وحقيقتهم المقدسة هى 
قلم الحو والإثبات كبا دل عليه: 

ما عن الحنصال عن على ثنة في حديث طويل وفيه بقول ة: وبنا يحو الله ما 
يشاء وبنا يثبت. 

وفي الزيارة المطلقة للحسينفنْة كا في كامل الزيارات: وبكم يمحو الله ما يشاء 

كيف لايكونون كذلك. وقد تقدمت مراراً الأحاديث التي دلّت على أن قلو هم 
أوعية لمشيئة الله تعالى وإرادته. فعنهمعْيّة: قلوبنا اوعية لمشيئة اله وورد في قوله 
تعاللى: وما تشاءٌون إلا أن يشاء الله : 

كا عن الخرائج والجرائح عن (القائم عجل الله فرجه) حديث طويل فيه يقول 
لكامل بن إبراهيم المدني وحيث تسأل من مقالة المفوضة: كذبوا. بل قلوبنا اوعية 
لمشيئة الله عزوجل. فإذا شاء شئنا والله يقول: إوما تشاءون إلا أن يشاء الله» 
والحديث أوردته عن تفسير نور التقلين!". 

وف تلك الزيارة المتقدمة: إرادة الريب في مقادير أموزة تهہط إليكم وتصدر 
من بيو تكمء الزيارة. 

ومن المعلوم أن جميع مقادير الامور من مثبتاتها وتمحوها إفا يكون با مشيئة 
والإرادة منه تعالى. وهما ببطان في قلوبهم ب فيصح قولهية: بنا يحو الله 
مايشاء وبنا يثبت. 

ومن العلوم أنهم اث في مقام القرب إليه تعالى. وفي مقام من.تلقٌ العلم منه 
تعالى لاتحيط به الأوهام وهم مأمونون على أسرار الرب؛ ولذا لايحدتون إلا بما 
شاء الله ولولا ذلك العلم والقرب لما كان بهم الحو والاثبات. ثم إن هنا أموراً لابد 
من بيانها. 


١'-مفسبر‏ نوو الثقلين ج ۵ ص 185 


في شرح الزيارة الجامعة .... RTS‏ لمم TES‏ م 


الأمر الاول: في بيان حقيقة الحو والإثبات. 

والثاني: في بيان الس في ذلك. وبيان موضوع الحو والاثبات. 

والثالث: في بيان حقيقة البداء وانه ما عبد الله بشيء بمثل البداء. 

فنقول: أما الأمر الاول: فى تفسير نور الثقلين. عن الكافي. عن أبي عبدله لا 
قال في هذه الآية: 9 يمحو لله ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب) قال: فقال: وهل 
يمحى إلا ماکان ثابتا وهل يثبت إلا مالم يكن؟ 

E‏ عن تفسير العياشي عن مسعدة بن أبي عبدالله!ة أنه سئل عن قول الله: 
#إادخلوا الأرض المقدّسة التى كتب اله لكم» قال: كتها هم ثم حاها. ثم كتا 
لأبنائهم فدخلوها والله يحو ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب. 

وفيه'". عن يجمع البيان. روى عمران بن حصين عن الني َة قال: هما كتابان 
كتاب سوى أمَّ الكتاب يحو الله منه مايشاء ويثبت, وأم الكتاب لا يغير منه. 

وفيه عن ابي عبدالله يه قال: هما أمرانء موقوف ومحتوم. فا کان من محستوم 
فأمضاه. وماكان من موقوف فله فيه المشيئه يقضى فيه مايشاء. 

والمستفاد من هذه الأحاديث أن أمّ الكتاب هو الذي فيه ما علمه الله تعالى 
أزلا وأنه لا يغيّر أبداً وهو حفوظ عنده تعالى. وبهذا الاعتبار يسمَّى باللوح 
الحفوظ. وأما كتابا الحو والاثبات .فهما عبارتان عن جملة من المقادير بعضها 
محتوم وبعضها موقوف. والمراد من محتومها هو الذي لا يغير فهو بهذا الاعتبار 
مصداق لما في أمّ الكتاب» والإماملية يعلمه بهذا الوصف. وأما الموقوف منها فهو 
معلق على شيء كالدعاء مثلاً. 

فف تفسير نور الثقلين» عن تفسير العياشي, عن عمار بن موسى عن عبد اله اذ 
سثل عن قول الله: «يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب» قال: إن ذلك 
الكتاب يحو الله فيه ما يشاء ويثبت. فن ذلك الذي يرد الدعاء القضاء. وذلك 


.0١17ص تفسير نور الثقلين‎ ١ 


52 بماد تاك ا اباو 48,610 الأنؤازالشتاظعة 


الدعاء مكتوب عليه الذي يرد به القضاء حتى إذا صار إلى أمّ الكتاب لم يغن الدعاء 
فيه شيئاً. 

وني احكي. عن تفسير العياشي. عن الصادقلية عن أبيه قال: قال رسول 
لله :#ة: إن المرء ليصل رحمه. وما بق من عمره الا ثلاث سنين فيمدّها الله ثلاثين 
سنةء وإن المرء ليقطع رحمه وقد بق من عمره ثلاث وثلاثون سنة فينقصها 
لله ثلاث سسنين أو أدنى. قال: وكان الصادق ل يتلو هذه الآية (آية الحو 
والإثبات)ونحوه غيره. ا 

فهذه الأحاديث دلت على أن الدعاء يرد القضاء المبرم كما في بعض الأحاديث, 
وبدل على أن الدعاء الذي يوجب رد القضاء بنحو كان القضاء معلقاً على, مثلاً: 
بقاء العمر كان معلقاً على الدعاء. ومهذا الاعتبار كان موقوفاً هو أيضاً مكتوباً 
عليه. أى كتب في اللوح أن هذا الدعاءهذاالشخصا يوجب إثبات القدر عليه 
وإخراجه عن كونه موقوفاء وهذا العمل يعبر عنه بعالم الحو والإثبات, فإنه لم يدع 
لله تعالى به حاء حينئذ وإن دعا أثبته, والمراد من الإثبات إبقاؤه وإدامته بقاء. 
وإخراجه عن كونه موقوفاً على الدعاء. فكتاب الحو والاثبات يتعلقان بالأأمرين: 
المحتوم والموقوف. والعمل هذه الأمور بأمر الله تعالى هو الملائكة. 

فق تفسير نور الثقلين”". عن تفسير العياشي عن حمران قال: سالت ابا 
عبداله از عن قول الله عزوجل: لإيمحو الله مايشاء ويثبت وعنده ام الكستاب» 
فقال: يا حمران, إذا كان ليلة القدر ونزلت الملائكة الكثرة إلى السماء الدنياء فيكتبون 
ما بقضى في تلك السنة من أمر, فإذا أراد الله أن يقدم شيئاً أو يؤخره ينقص منه أو 
بزيد. أمر الملك فحا مايشاء ثم أثبت الذي أراد. قال: فقلت له عند ذلك: فكل شيء 
يكون وهو عند الله في كتاب؟ قال: نعم. قلت: فيكون كذا واكذا ثم كذا وكذا حق 
ینتہی إلى آخره؟ قال: نعم. قلت: فأيّ شيء يكون يعده؟ قال: سبحان الله. ثم يحدث 





0¥ تفسير نور التقلين ج ۲ ص‎ -١ 


فى شرح الزيارة الجامعة e‏ جاه عو ابميس ال ل د 


الله أيضاً ما شاء تبارك وتعالى. 

وكيف كان ففي كتاب الحو والإثبات تتحقق أمور لمصالم ستأتي الإشارة إليها. 
وهي أن هناك حكداً حتوماً قد أعلمه الله تعالى النبي والإمام بهذه الكيفية, ولا 
يخلفه أبداً وحكماً موقوفاً على الدعاء وهذا الحكم وكونه موقوفا على الدعاء الخاصٌ» 
فمعلوم له تعالى عن اللوح المحفوظ وللنبي والإمام لله أيضاً إلا أنهم لا يخبرون 
به وهو تعالى والنبي والإمام بتعليم الله يعلمون أن هذا يدعو أو يترك الدعاء . 

وقد يقال: إن اللوح الحفوظ له ثلاث جهات: 

إحداها: الأمور المكتوبة بنحو الحتوم المستحيل تغيره. 

وثانيها: الأمور الحتومة التى يكن تغييرهاء ولكنه لا يغيره تفضّلاً منه وعدلاً؛ 
لما في ذلك من اللطف في التكليف ولعل سره أن لا يقنط المؤمن من رحمته تعالى 
بالنسبة الى ماحتمه هم كذلك بالنسبة إلى بعض مكاره الأمور ولا يتهاون 
الكافرون بسنته. وأيضاً يستلزم من إمكان التغيير أن لا بتكل العاملون بطاعتهم له 
تعالی على أعماهم إذ لو علموا أن له تعالى أن يغ ما يشاء كما شاء وإن كان لم يغيره 
فعلاً وامضاه. ولا يقنط العاصون من رحمته لما علموا أيضاً من أن له تعالى أن 
يرحمهم إن شاء كما شاء حيث إنه تعالى لا يظلم أحداً. 

وثالثها: الأمور الموقوفة في لوحة لوح الحو والإثبات فإمكان الأمرين :ها 
ثابت إلى ان يستقر الشيء ,يتحقّق, الموقوف عليه. فحينئذ يكتب هذا الأمر في 
الجهتين الاوليين إما في الحتوم واللوح الحفوظ أو في الحتوم الممكن تغييره ولكن 
لايغيره. 

ثم إن لوح الحو كما علمت تكون في هذه الجهة الثالثة وأما لوح ا حو والإثبات 
نها ' في اللوح ا حفوظ, أي أن هناك مكتوياً أن هذا الامر من الإثبات أو من الحو. 
أي معلوم فيه أن الشرط الموقوف عليه يتحقق أم لاء فلا يكون فيه بالنسبة إلى الحو 
والاثبات شك أو ترديد. 


۳۰۸ لا سف نا الى لوقا ابن لوال الساطفة 


فا لجهة الأولى. التي يستحيل تغييرها فلاعرفت أَنّ فيها الأمور الحتومة 

التي يستحيل تغييرها والموقوفة أيضاً. أي يكون في اللوح الحفوظ ما هو موقوف 
بأن جعل هكذاء فلا يكن حينئذ أن لا يكتب الحتوم حتوماً أو الموقوف موقوفاً. بل 
يكتب الحمتوم محتوماً والموقوف موقوفاً. 

نعم. إن كان الأمر من الأمور الحتومة التي يكن تغييرها ولكن ما يره لماقلنا 
تكرما منه وصدقا لما وعد به فهو من اقسام الجهة الثانية. 

فيبق في هذه الجهة الأولى: 

الحتوم الذي لايمكن تغييره. ثم إن المحتوم الذي يمكن تغييره. فإن كان م يغير 
فهو من الجهة الثانية. وإن غير كان من أقسام لوح ال حو والإثبات. اعني الجهة 
الثالتة. 

فإمكان التغيير في الحتومات من الجهة الثانية. ووقوعه أي التغيير من الجهة 

وأما الجهة الثانية: أعنى الحتومات التى يمكن تغييرهاء ولكنه تعالى لم يغيّرها؛ 
ناكا فلاضاق ا ل و ع اا 

وأنا الجهة الثالثة: اعني الأمور الموقوفة التي هي من لوح الحو والإثشبات. 
وعلمت أنها أيضاً مكتوبة هكذا في اللوح الحفوظ. 

فالأمور الموقوفة منها ما هى جعولة موقوفة ففي الجهة الأولى. 

.وبقائها كذلك مع عدم التغيير فني الجهة الثانية. 

وا لحو والإثبات باعتبار وقوعهم| وجعلهما فف الجهة الأولى؛ وبقاؤهما مع عدم 
التغيير فف الجهة الثانية. وتحقّق التغيير أي الحو والإإثبات فف الجهة الثالثة. 

وينتج مما ذكر. أن التغيير و التبديل في الشالثة وتحقيق ذلك أي جعلها في 
الأوليين: 

فالجهة الأولى با فيها يستحيل فيها البداء. وأما الجهة الشانية: ففيها البداء 


فى شرح الزيارة الجامعة. ER AOE‏ ۳۹ 


بتغيير البقاء ها إن شاء تعالى» وإن كان الله تعالى يجري فضل فيهذه الجهة على موارد 
الاستحقاق. وهنا لا يخلف الله الميعاد وعد الله لا يخلف الله وعده». 

واما الجهة الثالثة: فهي محل الدعوى والموانع أي حل الامتحان. وتتضارب 
الإرادة التكوينية والتشريعية. وحل ظهور الشبهات. وجهل عن واقع الأمر, وأنها 
كيف تكون. 

ولكن هذا كلّه بحسب الظاهر. وأما في قعر هذه التقديرات مس مضيئة لا 
يعلمه إلا الله. ومن أراد أن يعلمه بدون تعليمه تعالی فقد ضاد الله في حكمه. ونازعه 
في سلطانه, وكشف عن سّره الذي جعله الله تعالی» فباء بغضب من الله ومأواه جهنم 
وبئس المصير. 

نعم, إلا ما أعلم الله تعالى عباده بذلك. وقد علّمه للنى والأئمة (عليه وعليهم 
السلام) كما علمت. وستاأتي الأخبار الدالة عليه. قتدبر تعرف إن شاء الله. 

ثم إن هنا حديثاً ببين موضوع كتابي الحو والإثبات والبداء فهو أحسن حديث 
في هذا الموضوع: 

فف أصول الكافي. حسين بن محمد عن معلى بن محمد قال: سئل العالم كيف 
علم الله؟ قال: علم وشاء وأراد وقدر. وقضى وامضى. فأمضى ماقضى. وقضى ما 
قدر. وقدر ما أراد. فبعلمه كانت المشيئة. وبمشئته كانت الارادة. وبإرادته كان 
التقدير. وبتقديره كان القضاء. وبقضائه كان الإمضاء, والعلم متقدم على المشيئة, 
والمشيئة ثانية, والإرادة ثالثة, والتقدير واقع على القضاء بالإمضاء'" فللّه تبارك 
وتعالى البداء فوا علم متی شاء» وفها أراد لتقدير الأشياء, فإذا أوقع القضاء بالإمضاء 
فلابداء. فالعلم في المعلوم قبل كوه والمشيئة في المنشإ قبل عينه, والإرادة في المراد 
قبل قيامه. والتقدير هذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عياناً ووقتاً والقضاء 
بالامضاء هو المبرم من المفعولات ذوات الأجسام:-المدركات بالحواس من ذوي 


-١‏ قوله بالامضاء متعلق بواقع. 


352000 0000 الأثوار الساطعة 


لون وريخ :ووزن وکیل ومادنت”ودرج من انس وجِنّ وطير وسباع» وغير ذلك مما 
يدرك بالحواس. فللّه تبارك وتعالى فيه البداء ما لاعين له. فإذا وقع العين المفهوم 
المدرك. فلا بداء. والله يفعل مايشاءء. فبالعلم علم الأشياء قبل كونهاء وبالمشيئة 
عرف صفاتها وحدودها وأنشأها قبل إظهارهاء وبالإرادة مير أنفسها في ألوانها 
وصفاتهاء وبالتقدير قدرأقواتها وعرف أوطا وأخرهاء وبالقضاء أبان للناس أماكنها 
ودهّم علبهاء وبالإمضاء شرح عللها وأبان أمرهاء وذلك تقدير العزيز العليم. 

فهذا الحديث الشريف بين موارد الحو والإثبات والبداء. وهو من غرر 
الأحاديث. وشرح هذا الحديث الشريف ماله من الإشارات والنكات الدقيقة عا 
يطول به الكلام والله الموفق للصواب. 

إلا أنه يستفاد منه. أن الأمور إذا نزلت من عالم العلم والمشيئة والإرادة إلى عالم 
القضاء بالإمضاء فلا بداء حينئذ. وعن هذا عبر ل في قوله: « فإذا وقع العين 
المفهوم المدرك فلا بداء. أي وقع العين في الخارج بحيث يكون مدركاً بالحواس, 
مضافاً إلى كونه مفهوماً فلا بداء. فن وقوعه ينتف موضوع البداء. وأما ماکان من 
الامور قبل الوقوع فهو مما يحتمل فيه البداء. إلا إذا علم أنه من الجهة الأولى التي 
يستحيل فيه البداء. 

ثم إن كتابي الحو والإثبات على ما عرفتهماء إفا جعلها في الخلق ي 
العبودية. بماها من المعاني في الخلق, إذ لولا هما لقلّت عبادتهم بعدما علموا أن 
الأمور حتومة فقط. وهذا بخلاف ما لو أنّ أمرهم كان مردداً بين السعادة والشقاوة, 
والخير والشر. والجنة والنار فلا حالة يسعون إلى العبادة ولنجاة أنفسهم, والالتزام 
بهذا الأمر هو الالتزام بالبداء الذي دلّت عليه أخبار كثيرة. 

وبعبارة أخرى: أن الحكنة في جعل البداء في الأمور للعباد. حتى بالنسبة 
للأنبياء (على نبينا وآله وعليهم السلام) كا دلّت عليه الأخبار الكثيرة الآتية أن 
البداء يوجد الخنوف في العبد. بحيث لا يتكل على عمله العبادي فيغترٌ به. ويأمن 


فى شرح الزيارة الجامعة كنب ور سو د و ال ننه اطسو اجو ارو وا 


من مكر اله تعالى؛ ولا ييأس منه تعالى إذا عمل بالمعاصي. بل في الأمرين حيث إنه 
يحتمل البداء في عواقب أموره. حتى بالنسبة إلى نفسه. فإن كان سعيداً احتمل 
العذاميان تر ها ركان ها امل البداء بان ضير سعدا اقول اا 
وعقيدته به يكون بين المنوف والرجاء في حال العبادة والمعصية معاً كالا يخق. 

وهذاالخوف هو حقيقة العبوديةء قالع لأبي ذر: «ما عبد اله بمثل طول 
الحزن». فراجع الحديث,. وأما الأحاديث الواردة في البداء: 

فف اصول الكافي0", عن أبي عبد الله اإة: « ماعظم الله بمثل البداء. 

وفيه". عن أبي عبدالله 4 قال: « مابعث الله نبياً حتى يأخذ ثلاث خصال: 
الإقرار له بالعبودية وخلع الأنداد. وأن الله يقدّم مايشاء ويؤخر مايشاء». 

وفي تفسير نور الثقلين”. عن أصول الكافي بإسناده عن مرازم بن حكيم قال: 
معت أبا عبدالله لا يقول: «ما تنبا نو قط حتى يقر للّه خمس, بالبداء. والمشيئة, 
والسجود. والعبودية» والطاعة». ا 

أقول: المراد من المشيئة هو ما فسّر هل في الحديث السابق من قوله: «وأن الله 
يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء». وهو إشارة إلى كتابي الحو والإثبات: فلا بد حينئذ 
من توضيح الكلام في مقاميين: 

© في مقام كتابي الحو والإثيات. 

٠ه‏ في مقام البداء وماله من المعاني المرادة منه. فنقول: 

أماالمقام الأول:فقد علمت قوله لظة: «فإذاوقعالقضاءبا لاإ مضا »فلا بداء وقوله لګا: 
«فاذا وقع العين المفهوم المدرك فلا بداء». 

وفي الكافي أيضا بإسناده عن علي بن إبراهي ال مائمي. قال: سمعت أبا 





١-أصول‏ الكافي ج ١‏ ص .۱٤١‏ 

۲ -اصول الكافي ج ۱ ص .۱٤١‏ 

.017 تفسثير لور الثقلین ج ۲ ص‎ ٣ 
10° ص‎ ٤ -الكافي ج‎ ٤ 


كك ا 2221111 


الحسن موسى بن جعفرئية يقول: «لايكون شيء الاما شاء الله وأراد. وقدر 
وس بن قلت مامد قضى؟ فالا فی اساد فذلك الد لک 5 ل 

وفيه!", بإسناده عن أبي عبد الله ل أنه قال: «لا يكون 0 في الارض ولا فى 
السماء إلا مبذه ال مخصال السبع: بمشيئة. وإرادة. وقدر. وقضاء واذن, كتاب. 8 
فن زعم انه يقدر على نقض واحدة فقد كفر». 

وفيه!". باسناده عن أي بصير. عن أي عبد الله اا قال: « إن لله علمين: علم 
مكنون مخزون لا يعلمه إلا هو من ذلك يكون البداء. وعلم علّمه ملائكته ورسله 
وانبياءه فنحن نعلمه. 

إذا علمت هذاء فنقول: المستفاد من هذه الأحاديث هو أن أمّ الكتاب واللوح 
الحفوظ هو الذي علمه بالعلم المكنون. وسابق على الأشياء بلا استثناء» فى ذلك 
العلم بماله من المعلومات لابداء له تعالى به ولا يقير كما مرت الإشارة إليه.. 

وأما كتابا الحو والإثبات. فقد علمت سابقاً أن المراد من الإثبات هو المعلوم 
الأزلي الذي لم يشإ الله تعالى تغييره بل أراد بقاءه» فالمراد من الإثبات هو إدامة 
ماعلمه وأخبر به فهو من مظاهر أَمٌ الكتاب ومن مصاديقه بدون عروض تير له. 

وأما كتاب الحو فهو أيضاً باعتبار اظهاره قبل الحو ومحوه بعد الإظهار من 
مظاهر أمٌ الكتاب. إلا أنه من مظاهره ومصاديقه بهذا الاعتبار من التغيير» وهو 
تعالى عالم مهذا التغيير كما ستجىء الاشارة إليه. إلا أنه تعالى لمصلحة أخبر عباده أن 
له تعالى أن بحر أو يقدم أي يغيّر بعض ما أخبر به عباده لمصلحة, فهذا النغيير 
أعني كتاب الحو هو المقوم لكتابي الحو والإثبات. 

وبعبارة أخرى: إن كتاب الحو أعطي عنواناً واسمأ لكتاب الإثبات وإلا فهو 
عين أمّ الكدات راف اع ` 


١-الكافي‏ ج ٤‏ ص .١115‏ 
١‏ -الكافي ج ٤‏ ص 117. 


فى شرح الزيارة الجامعة 5 اماق لاح سا مس سمس سمي اك 


وأما بیان ما به تحقيق كتاب الحو. وإن شثت قلت ما وجب أن يكون كستاب 
الحو والاثبات. 

فحاصله: أنه لاريب في أن التقدير الذي هو عبارة عن أنه تعالى قدر أقواتها. 
وعرف أوها وآخرهاكا في رواية العام اء أو هو عبارة عن تقدير الشيء من طوله 
وعرضه كما في رواية أبي ال حسن موسىنلية, فإغا يراد منه الشيء بحدوده من جميع 
الجهات. وهذا يتعين بالتقدير وهو أعم من أن يتعلق به الإيجاد الخارجي أم لاء وإن 
كان ا ی بعرم عل القن فیک یی حك ان ال 
موسى :14 إلا أنه توقف الشيء على مقتضيه لا على علته التامة كما لا يخق. 

وأما المشيئة التي هو عبارة عم به تحقق الفعل. وهوالمراد من قوله + قلت: 
ناميق الخ اال ادا العمل ف أ بتضتاكالقدي من حيك إن الز جود 
اهاري دوقك عليه جردا إلا أله كتوق الملل عل لقي لاع ال 
التامة, فالمشيئة تشمل جميع الموجودات في أوقاتها التي شاء الله تعالى وجودها 
فيهاء فهي بالنسبة إلى المثيء ووو راا كفن ارا لعن 
بمجیء زمانه. وإن كان متأخراً عن زمان إنشاء الوجوب كم لا يخق. 

فالشيء المشيء وجوده بالنسبة إلى المشية والتقدير وسابقها العلم بالنسبة 
إلينا يكن في حقه الحو والبداء. 

وأما مرحلة القضاء بالإمضاء. كما في حديث العالم أو مرحلة القضاء والإرادة 
كما في غيره فهو مرتبة إذا حصلت فقد تحقق ووقع العين المفهوم المدرك كما علمت 
فحينئذ فلا بداء. 

توضيحه بنحو يظهر الامر في المقام الثاني, أعني تيان فة الكداء هو أن 
الحكم البتي بالنسبة الينا هو الذي تحقق بعد المشيئة والإرادة والتقدير والقضاء 
ويسمّى الفعل الصادر منا عن ا حكم البتى فعلاً اختياريّا ثم إنه تعالى عد 
الموجودات وايجادها فعلاً لنفسه صادرة عن علمه قبزته. فلا حالة تكون أفعاله 


للف م لمر تاو ال ع انتانب الأنوارالساظفة 


اختيارياً له فهى بما هی اخنياريّ له تعالى لابد ها من المشيئة والإرادة والتقدير 
والقضاء. ثم إن المشيئة من حيث ارتباطها بالفاعل تسمى مشيّة. أي أنها صدرت 
من الفاعل صدوراً يناسبه. ومن حيث ارتباطها بالفعل وتعلقها به يسمى إرادة, 
والتقدير الذي علمت معناه هو متأخر عن المشيّة بكلا معنيها فالمشيّة بالاعتبار 
الأول أعم من وجود المشيء وجوده بالفعل وعدمه. 

نعم, لابد من المشيّة والإرادة والتقدير والقضاء. ومن تحققها في نفس الفاعل 
منا بعد العلم السابق بها أيضاء إلا أن بعضها يعبر بعنوان المقتضي. وبعضها بعنوان 
العلة التامة. 

وكيف كان لايتحقق الشيء بالحتم إلا بالقضاء بالإمضاء. وهو عبارة عن 
الإرادة التكوينية التي تعلق بها الإمضاءء فاستتبعت المعلول والمراد وحينئذ ينتزع 
منه الحكم الذي هو الأمر. والعلة الأخيرة التق لاواسطة بينها وبين الفعل. فإذا 
تحققت هذه الأمور بأجمعها فلابدٌ من وقوع الفعل, وإن نقض أحدها فيكشف عن 
وجود المانع. وهذا المانع قد يكون جليّا فلابّد من دفعه في إرادة الموجود. 

وأما إذاكان خفيًا كما يكون كثيراً ما بالنسبة إلينا كذلك ينقزع حينئذ منها 
البداء. 

وبعبارة أخرى: أن البداء عبارة عن ظهور مانع في التأثير قد خف عليناء وكان 
معلوماً عند اله تعالى. فمن عدم وجود المعلوم يكشف عن وجود المانع. واللّه تعالى 
قد أخن هذا المانع لمصالح كانت في نظره. 

ولعله ستجيء الإشارة إليها. في هذا الموضوع يتحقق البداء. أي كتاب ا لحوء 
ولذا قيل: إن البداء في حقّه تعالى عبارة عن الإبداء أي إظهار ما خن لا بمعناه 
الحقيق أ عني إبداء مالم يکن کا هو في حقنا. 

وهنا مثال يوضح لك هذا الأمر بام الوضوح, فنقول: إذا قرّبنا ناراً من قطن. 
والنار مقتضية للإحراق. ينتزع من المورد مشية اللإحراق, ثم بزيادة قربا إرادة 


فى شرح الزيارة الجامعة..... اجن وعدن امجن را حو جب م ودود سوه سود رون ree RSS‏ ولع 


الإحراق؛ ثم من كيفية قرءها وشكل القطن ووضعه منهاء وسائر مايقارن المورد 
ينتزع تقدير الإحراق من حيث الكم و الكيف مثلاء فحينئذ إن احترق القطن يعلم 
أنه من الأمر الحتوم الذي لايرد ولا يبدل, وإن م يحترق وظهرت رطوبة في القطن 
مخفية علينا فنعت عن أن تؤثر النار في القطن فهذا هوالبداء. إي ظهور ما خني علينا 
كا هو المفروض وإن كان يابساً لامانع معه من الاحتراق.كان ذلك قضاء وإمضاء 
وهو الإحراق من الفاعل والاحتراق من الحل وهو نحل الحكم البقّ. 

وبعبارة أخرى: في تحقيق معنى البداء. وهو أنه لاريب في أنا ف شیا إلا 
لمصلحة علمناها فنريده لتلك المصلحة, ثم إنه رما يتعلق العلم بمصلحة أخرى في 
مورد المصلحة السابقة توجب رد المصلحة الأولى. فحينئذ نريده بهذا الداعى 
الأخير الناشئ من المصلحة الثانية, فحينئذ نقول في الاعتذار عن رفع اليد عن 
الأولى إلى الثانية: قد بدا لناء فالبداء في حقنا هو ظهور ماكان خفياً من الفعل؛ 
لظهور ما كان خفياً من المصلحة والعلم, هذا أصل معن البداءء ثم إنه توسعنا في 
الاستعمال فاستعملناه على ظهور كل فعل كان الظاهر أولاً خلافه. فيقال: بدا له. أن 
يفعل كذا أي ظهر من فعله ماكان الظاهر منه خلافه. 

ثم إنه قد علمت, أن الشيء انما يوجد بعد وجود مقتضياته وعلله التامةء التي 
يستحيل معها عدمه. بل يجب حينئذ وجوده ومن العلل عدم وجود المانع. كا 
علمت,. فحينئذ نقول: إذا وجد الشىء يكشف عن وجود علله وعدم موانعه. وإذا 
م يوجد مع وجود علله يكشف عن وجود المانع, فيتحقق حينئذ البداء. 

ومن المعلوم أن علمه تعالى بالموجودات والحوادث مطابق لما في نفس الأمر 
من وجودهاء فله تعالى علم بالأشياء من جهة عللها التامة, وهو العلم الذي لابداء 
فيه أصلاً. وله علم بالأشياء من جهة مقتضياتها الق تكون موقوفة التأثير على 
وجود الشرائط وفقد الموانع. وهذا العلم يكن أن يظهر خلاف ما كان ظاهراً سنه 
بفقد شرط أو وجود مانع وهو المراد بقوله: إيمحو الله مايشاء ويثبت». 


RS © 4‏ اواز ساطغ 


وبعبارة أخرى: قد يكون الظاهر للخلق تام ما هو في الواقع من وجود العلل 
ر وا وقد بظهر لمصلحة بعضها ويخق وجود المانع منها أو تعلقه على شي ء 
كالدعاء. أو صلة الرحم مثلاً. وهذا الإخفاء يكون لمصلحة إلزام العباد بالدعاء. 
والعمل نظير ما ورد. أنه تعالى اخن أولياءه في ا خلق؛ لئلا يهان أحد. واخف ليلة 
القدر في الليالي أو الليالي المخصصة؛ لثلا يقتصر على ليلة واحدة في العبادة كما 
لاي غل أن الالترام بالبداء يوحن فط سال ن الا يوس ونا 
وقلقاً في العباد من حيث إنهم لا يعلمون ماذا يبدو هم في عواقبهم بالنسبة إلى الخير 
والشر. وقبول الأعبال وعدمه وهكذا فلا حالة يخافون منه تعالى» ويقومون مقام 
التعظيم والعبودية له تعالى. وسيجيء بعض المصالح الأخرى له عن الجلسيت. 
ثم إنه نقلي عن السيد الداماديك كلاماً في البداء لابأس بذكره توضيحاً له 
قال: «البداء مغزلته في التكوين منزلة النسخ في التشريع, فا في الأمر التشريعي 
والأحكام التكليقية نسخ فهو في الأمر التكويني والمكوّنات الزمانية بداءء فالنسخ 
كانه بداء تشريعي والبداء كانه نسخ تكويني ولا بداء في القضاء. 
أقول:كما مر بيانه. ولا بالنسبة إلى جانب القدس الحقء (أقول: وقد تقدم بيانه) 
والفارقات الحضة من الملائكة القدسية وفي متن الدهر الذي هو ظرف مطلق 
الحصول القار والثبات البات -ووعاء عالم الوجود كله وإنما البداء في القدر وفي 
امتداد الزمان الذي هو افق التقضّي والتجدّد. وظرف التدريج والتعاقب وبالنسبة 
إلى الكائنات الزمانية ومن في عالم الزمان والمكان وأقليم المادة والطبيعة, وكا أن 
حقيقة النسخ عند التحقيق إنتهاء الحكم التشريعي وانقطاع استمراره لا رفعه 
وارتفاعه عن وعاء الواقع, فكذا حقيقة البداء عند القحص البالغ انبتات استمرار 
لأمر التكوينى وانتهاء اتصال الإفاضة ومرجعه إلى تحديد زمان الكون و تخصيص 
وقت الافاضة, لا أنه ارتفاع المعلول الكائن عن وقت كونه وبطلانه في حدٌ 


فى شرح الزيارة الجامعة. r‏ 0000 1# 


أقول: هذا نعم البيان لتوضيح موضوع البداء» وتقدم ما هو شرح هذا الكلام 
والله اهادي إلى الحق. 

فإن قلت: ظاهر قولهكة: ما بعث الله نبياً حتى يأخذ عليه ثلاث خصال.. إلى 
أن قال: وإن الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء. يشمل النبي الأكرم والأئمةنهة 
فلازمه أن لا يعلموا بواقع الأمور وهو كما ترى. 

قلت: 

أولا: أنه لاب من التخصيص بعد تلك الأحاديث والأدلة المتقنة التي علمت أن 
في بعضها القسم ب-ولله -بغيرهم. 

وثانياً: قد علمت انهم ي وإن كانوا قد علموا ماكان وما يكون إلى يوم 
القيامة كما هو في علمه تعالى بتعليمه تعالىء إلا إنه بالنسبة إلى ما صدر منه تعالى 
ووجد کال بح e‏ 0 

وأما بالنسبة إلى علمه الذاتي الذي لم يُطلع عليه أحدأكا علمته سابقاء فيمكن 
أن يكون هم بث البداء بالنسبة إلى ذلك العلم. أي أنهم نيلك يخافون ما يكن ظهوره 
من علمه المكنون الذاتي ما فيه خوفهم وابتلاؤهم لا فتدبر تعرف. 

ولعلّ إليه يشير ما في تفسير نور الثقلين. عن الكافي. عن أبي بصير عن أي 
عبدالله لا قال: «إن لله علمين: علم مكنون مخزون لا يعلمه إلا هو» من ذلك يكون 
البداء. وعلم علّمه ملائكته ورشله وأنبياءه» فنحن تعلمه. 

فقوله: علم مكنون مخزون لا يعلمه إلا هوء يراد منه العلم الذاتي الذي لا نهاية 
له. فيعطي بإطلاقه تحقق البداء هم ننه أيضاً والله العام. 

ولعل الصحيح في الجواب هو الأولء ثم إنه وإن ورد من أن الأمور قد تمت با 
هي كائن إلى يوم القيامة. 

ففي تفسير نور الثقلين!", عن من لايحضره الفقيه. إلى أن قال: قال الفضل بن 


E‏ .ب الأموان التسناطعة 


عباس: قال لي رسول اللَهية: «إذا سألت فاسأل الله. وإذا استعنت فاستعن بالل 
عزوجل. قد مضى العلم ا هو كائن, فلو جهد الناس أن ينفعوك بأمر لم يكتبه الله 
لك لم يقدروا عليه ولو جهدوا أن يضر وك بأمرم يكتبه اله عليك, لم يقدروا عليه. 

فدلّت هذه الرواية على أن العلم قد مضى با هو كائن فلا يغير, إلا أنه لايلزم 
هذا التكاسل في الدعاء والعبادة. وذلك لما علمت من أن في العلم الذي مضى با هو 
كائن الى يوم القيامة ماهو موقوف وما فيه البداء. فلا بد من التضرع والدعاء. 

ولعل هذا الحديث يشير إلى قطع النظر والتوجه إلى الخلق. وأنه لابد من 
الاعهاد والتوكل على الله والرضا بقضائه وقدره وأن يسأل منه تعالى ما يريد 
ويستعين به. فهو من الأحاديث الآمرة بالدعاءء نظير ما ورد: 

في الكافي'". بإسناده عن ميسّر بن عبدالعزيز عن أبي عبدالله لية: قال: قال لي 
يا ميسّر ادع ولاتقل؛ ان الامر قد فرغ منه. ان عند الله ع وجل منزلة لاتنال إلا 
كسالك ولو ان عبد س قاو :ول يبأل يفط شا فيل تبط اميس نه لبن من 
باب يقرع إلا يوشك أن يفتح بصاحبه. 

وكيف كان فالأحاديث الآمرة بالدعاء كثيرة جدأً كيف وهو دأب الأنبياء و 
النبي والأئمة نغ كا لا يخق. 

نعم .لكل من العباد مع اختلاف طبقاتهم دعاء يخصه. والدعاء يعم اللفظي 
والنفسي. 

اما الأول: فظاهر. وأما الثاني: فإذا صار العبد في مرحلة الفناء عن النفس» 
أعني أنه برای كل كال في الحق تعالى ويراى نفسه فقيرة حضة.فلا حالة يصير 
بشرا شر وجوده دعاء. تلفظ بالدعاء ام لاء ولذا ورد أن أمير لمؤمنين ا «كان 
رجلا دعّاءه واليه يشير قول الصادق له كما في مصباح الشريعة: الدعاء استجابة 


١-الكافي‏ ج ۲ ص .٤11‏ 


فى شرح الزيارة الجامعة..... م 


الكلّ. ومن هذا يظهر. أن سكوت إبراهم ا في الدعاء من جبرئيل بقوله: أما إليك 
فلا. ومن الله تعالمى بقوله: علمه بحاللي حسبي عن مقالي. كان من هذا القبيل فإنه ل 
كان حينذاك فانياً عن النفس, وقد اشتعلت نار احبة في قلبه الشريف فلم يبق له 
شيء وكان شاشر وجوده عواً في حبوبه. والله اهادي. 

ولعل البداء إنا جعل من الله تعالى والتزم كل نى مبعوث به للدعاء أي لكي 
يدعو اله تعالى. ولا يقول: الأمر قد فرغ منه كا علمت والالتزام بالبداء فرق 
العبادة بل أفضله كبا دلّ عليه مارواه. 

في الكافي"' بإسناد عن زرارة بن أعين عن أحدهمالكة قال: ما عبد الله بشيء 
بمثل البداء. فالالتزام به هو العبادة وموجب للعبادة كا لاايخى. 

قال المجلسيي معنى هذا الحديث: أن الايمان بالبداء من أعظم العبادات 
القلبية؛ لصعوبتة ومعارضته الوساوس الشيطانية فيه ولكونه إقرار بان له الخلق 
والأمرء وهذا كمال التوحيد أو المعنى أنه من أعظم الأسباب والدواعى لعبادة الربٌ 
تغال. 

وروي عن الصادق لا في مرآة العقول"» من قولهلية: «لوعلم الناس ما في 
القول في البداء من الاجر ما فتروا عن الكلام فيه الحديث». 

وقال ما حاصله: وذلك لأن أكثر مصالم العباد موقوفة على القول به. إذ لو 
اعثقدوا أن كل ما قدر في الأزل فلا بد من وقوعه حتّاً لما دعوا الله في شيء من 
مطاليهم وما تضعرعوا إليه. وما استكانوا لديه, ولا خافوا منه ولا رجوا إليه. انتهى 

وكيف كان, فالأئمة م قاعون وقوامون بأمر الله تعالى ما علّمهم الله تعالى من 
آم الكتاب وكتابي الحو والاثبات. 





.017 -الكافي ج ۲ص‎ ١ 
.۱۳۲ "-العقول ج ۲ ص‎ 


r‏ لاور الساطفة 


ولعمري إن القيام بكتابي الحو والاثبات صعب جد خصوضا للعالم بجميع 
الأمور. وهذا من وون ولا د بج الت ا ا 
لأمر اته تعالى. بحيث يعاملون مع الناس بمقتضى البداء ومقتضى كتابي امهو 
وال ثبات. ولا يخبرون الناس بواقع علمهم كما علمت من قول أمير المؤمنين ا 
من قوله: «لولااية في كتاب الله». الحديث. 

أقول: وهنا كلام للمحقق السبزواري يق ولعلّه كلام جامع لبيان موضوع 1 
الكتاب وكتابي الحو والإثبات, مع الإشارة إلى انطباق هذه الكتب على الإنسان 
الكامل خضوصنا على محمد وآله بیو فلا بأس بذكره. ثم الإشارة إلى بعض ماهو 
لازم فنقول: 

قالية: عند قولهكة: «يامن هو عنده أمّ الكتاب» أم الكتاب هو العقلالممكن 
الأشرف سمىبه لاحتوائه بكلّ الحقائق. لكونه بسيط الحقيقة. جامعاً لالات ما 
دونه باعتبار ماهيته وكتاب ماهيته, وكونه قلباً على مافي القرآن والأحاديث كقوله 
تعالى :عن * والقلم وما يسطرون» وقوله يد : «اول ما خلق الله القلم». وقوله يَلِ: 
«جف القلم با هو كائن». وغير ذلك باعتبار فعاليته وإفاضته لصور ما دونه. 

أقول: ولعلّه أشار إلى هذه المعاني ما في تفسير نور الثقلين عن كتاب علل 
الشرائع عن أبي عبداله لا في حديث طويل يقول ا فيآخره: وقد سئل عن قوله 
عزوجل: لن # والقلم وما يسطرون» وأما (ن) فكان نهراً في الجنة أشدٌ بياضاً من 
الثلج. وأحلى من العسلء قال الله عزوجل: «كن مداداً فكان مدادأً» ثم أخذ شجرة 
فغرسها بيده ثم قال: واليد القوة وليمس حيث تذهب إليه المشمّهة. ثم قال طا: كوني 
قلماء ثم قال له: اكتب فقال له: يارب وما أكتب؟ قال: ما هو كائن إلى يوم القيامة, 
ففعل ذلك. ثم ختم عليه وقال: لا تنطقنٌ إلى يوم الوقت المعلوم. 

وفيه”". عن الحنصال عن رسول الله يلي إلى أن قال يييُ: «وأما النون فنون والقلم 


ا ير نور الثقلين ج ۵ ص 341 


فى شرح الزيارة الجامعة. ام وم لوس 


وما يسطرونء فالقلم قلم من نور وكتاب من نور في لوح حفوظ يششهده المقربون». 

ومثله عن معاني الأخبار وتفسير العياشي» وهذا التفسير أي نور الفقلين في 
تفسير (ن) والقلم» وبجمع البيان بتفاوت غير مغير للمعنى. 

قال في الشرح: أو أمّ الكتاب جملة عالم العقل. وهي مع تفاوت مراتبها لشدة 
اتصاها المعنوي وبساطتها الحقيقية. وكون كلها في كلها لعدم حجاب بينها كأنها 
موجود واحد والكتب الإلهية والصحف المكرمة المرفوعة المطهرة كثيرة. 

الأول: أ الكتاب. 

الشاني: الكتاب المبين وهو النفس الكلية ويسمى اللوح المحفوظ, وإليها 
الإشارة بقوله: إن * والقلم وما يسطرون) إلى ما صدر عنها من الموجودات. 

أقول: كما علمت التصري به من قول النبى يه في حديث الخنصال. 

الثالث: كتاب الحو والاثبات وهو النفس المنطبعة وتسمى لوح القدر. 

أقول: قد تقدم من الأحاديث مابين هذين الكتابين مع الشرح. 

قالي: والحق ان الكتاب المبين الذي لا رطب ولا يابس إلا فيه اعمٌ. يشمل 
الأول والثالث أيضا. 

أقول: يعني أن الكتاب المبين يشمل أمّ الكتاب وكتابي الحو والإثبات. 

قال#: وإلى هذا الكتاب. 

أقول: الكتاب المبين الذي يشتمل عليهماء أشار بقوله تعالى: إيمحو اله ما 
يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب»”" أي هذه الآية الشريفة لما أضاف إلى كتابي الحو 
والإثبات أمّ الكتاب بالعطف, فحينئذ يمكن أن يراد من المعطوف والمعطوف عليه 
الكتاب المبين الذي يشمل هذه الكتب الثلائة: أعني أمّ الكتاب والكتاب المبين 
وكتاب الحو والإثبات. 


39 :دعرلا-١‎ 


ARA 5000 rrr‏ اتنا الأنؤان السناظفة 


هذا ورا يقال بأنه ا إلا أنه باق ب مصداق اشيم 

قال 2 E‏ ا 
الهيولي ويسمى سجل الوجود وإليه الإشارة بقوله: «والطور * وكتاب مسطور + 
فی رق منشور»"". 

أقول: وفي تفسير البر هان" بإسناده عن علي بن سلوان. عمّن أخبره عن أبي 
عبدالله.ة: في قوله عزوجل: إوكتاب مسطور * في رق منشور» فالرقٌّ كتاب 
ياشيعة آل محمد إني أنا اله أجبتكم قبل أن توف وأعطييكم قتبل أن تسالوق. 

أقول: ولعلّ المذكور هو بعض ما في الكتاب. والله العالم. 

والخامس: الكتاب الجسامع للكل وهو الإنسان. ولا سما الكامل منه وهو 
الكتاب الصغير المستنسخ من الكتاب الكبير وإليه الإشارةبقوله تعالى: (وكل 
شىء أحصيناه فى إمام مبين) فكل إنسان بل كل نفس من النفوس الحيواننية 
حيث قلبه وعقله التفصيلي كتاب نفسي, ومن حيث خياله كتاب الحو والإثبات. 

أقول: ويدل عل أنّ الكتاب الجامع هو الإنسان الكامل؛ وأنه هو الأئة بيظ. 

روايات كثيرة خصوصا في حق امير المؤمنين. 

ففي تفسير نور الثقلين عن اصول الكافي بإسناده عن بي ربيع الشامي قال: 
سالت ابا عبدالله ايلا عن قول الله عزوجل: وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا 


١_-الطور: .”-١‏ 
ہہ تسم ر البرهان ج ٤ص .430١‏ 


۳ پس :۴ . 


فى شرح الزيارة الجامعة SE Se‏ ااا 


حبة فى ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا فى كتاب مبين» قال: فقال: الورقة 
ال را الول وظلنات الارن الأرحام والرطي ما نين مين الاي 
واليابس ما يغيض وكل ذلك في إمام مبين 

أقول: لعل التفسير منه ا كما ذكر بما ذكره بيان لبعض المصاديق وكيف لا 
فقوله +: «وكل ذلك في إمام مبين» تفسير الكتاب المبين الذي فيه كل شيء وأنه 
هو الإمام المبين. 

وفي مقدمة تفسير البرهان”". وفي رواية النصراني الذي سأل الكاظم ل عن 
تفسير حم * والكتاب المبين» في الباطن يقال: أما حم فهو محمد ية واما 
الكتاب المبين فهو على 0 

وفي بعض الزيارات. أنهم الكتاب المسطور. 

وفي تفسير البرهان”". وذكر ابن عباس عن أمير المؤمنين هة أنه قال: «أنا والله 
الإمام المبين, أبين الح من الباطل» وورئته من رسول الله ٌ». 

وفي شرح نهج البلاغة للمحقق الخوئي”, عن أمير المؤمنين ا في خطبة كان 
يخطيها للناس: «أنا نقطة باء بسم الله. وأنا جنب الله الذي فرطتم فيه وانا القلم وانا 
اللوح الحفوظ. وأنا العرش وأنا الكرسيء وأنا السموات السبع والأرضين»» 
المخطبة. 

وني تفسير نور الثقلين, عن معاني الأخبار بإسناده إلى الجارود. عن أبي 
جعفر محمد بن على الباقر» عن أبيه عن جده لا قال: «لما نزلت هذه الآآية على 
رسول ا ٌ» «وكل شیء احصيناه فى إمام مبين» قام أبو بكر وعمر عن 


.۲۸۲ تفسير البرهان ص‎ ١ 

۲ - تفسير البرهان ج ؛ ص م 

۳۲٤۲ ص‎ ١9 شرح نھج نهج البلاغة للمحقق الخوئي ج‎ ٣ 
.۳۷۹ -تفسیر نور الثقلين ج ص‎ ٤ 


4 لاز الساطعة 


بجلسهما وتال «یا رسول الله هو التوراة؟ قال: لاء قالا: فهو الإنجیل؟ قال: لا. قالا: 
فهو القرآن؟ قال: لاء فاقبل أمير المؤمنين لذ فقال رسول الله يليُ: هو هذا إنه الإمام 
الذى ی أحصى الله فيه تبارك وتعالى علمَ کل شيء». 
وفي مقدمة تفسير البرهان عن تفسير القمي عن الصادق ا في قوله: «ألم * 
ذلك الكتاب لا ريب فيه» قال: على ولا شك فيه هدّى للمتقين. قال: تسبيان 
فهذه الأحاديث وما مثلها تدل على أن الكتاب الجامع لجميع الأقسام المتقدمة 
هو الإنسان الكامل, ودلّت على أنه النبي وأمير المؤمنين والأئمة لل وهذا يدل أيضاً 
على أن الأئمة نبا هم كتابا الحو والاثبات كا لا يخق. 
قالية: وفي كيفية مقابلة الكتاب الصغير مع الكتاب الكبير تطويل عظم 
عسى أن نذكر قليلاً منها. 
أقول: ذكر في شرح قوله ا ص ١6١‏ «يامن في الآفا قا ته» أي في النواحى 
من عوالم الوجود علاماته. والاسم مأخوذ من الآية أعني قوله تعالى: إستريهم 
آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم»”" وفي التعبير بالآيات إشارة إلى أن عام الآفاق 
كتاب تكو سق له كالكتاب التدويني. إلى أن قالتك. وقيل بالفارسية: 
بنزد آاتككه جانش در تجلى است 
متوعبال كناب عق سفال امن 
عرض اعراب وجوهر جون حروف است ١‏ 
مراتب همجوايات ووقوفاست 
ازأو هر عالمى چون سورة خاص 
یکی زان فتاه وان دیگر اقلاض 


.٥۳: فصلت‎ ١ 


فى شرح الزيارة ١: ssa‏ ليف 


وفي الاكتفاء بالآفاق في الاسم إشارة إلى تطابق الكتاب الآفاق والكتاب 
الأنفسي. وأن كلا منهما تام فيه جميع ما في الآخر. قال ابن جمهورت: الكتب ثلاثة: 
الآفاقي والقرآني والأنفسي. هن قرأ الكتاب القرآني ا لجمعي على الوجه الذي ينبغي 
فهو كمن قرأ الكتاب الآفاق بأسره إجمالاً وتفصيلاً. ومن قرأ الكتاب الآفاق على 
الوجه المذكور فهو كمن قرأ الكتاب الأنفسي إجمالاً وتفصيلاً؛ وهذا اكتف الني به 
راد وای سرف سال قولف ومن عرف لس قورف و اند کان 
عارفاً بأن من يعرف نفسه على ما ينبغي. ويطالع كتابه على ما هو عليه في نفسه 
يعرف ربّه على ما ينبغي, وإليه الإشارة بقوله تعالى: «إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم 
عليك حسيباً”". 

وكذلك من طالع الكتاب القرآني على وجه التطبيق تجلى له المحق تعالى في 
صور الفاضه وتركيبه واياته وكلاته تجليا معنويا لما اشار إليه امير المؤمنين كا 
بقوله: «لقد تجل لعباده في كلامه, ولكن لا يبصرون». 

ومن طالع الكتاب الآفاقي على ما هو عليه تجلّ له احق تعالى في صور 
مظاهره الأسمائية وملابسه الفعلية الكونية المسماة بالحروف والكلمات والآيات. 
المعبر عنها بالموجودات العلوية والسفلية, والمخلوقات الروحانية والجسمانية على 
الإطلاق والتعيين تجلّياً شهوديّاً عيانياً؛ لأنه ليس في الوجود سوى الله وصفاته 
وأسماؤه وأفعاله فالكل هو وبه ومنه وإليه. 

ومن طالع الكتاب الأنفسي الصغير الإنساني وطبّقه على الكتاب الآفاق تجل 
له الحق تعالى في الصورة الانسانية الكاملة والنشأة الحقيقية الجامعة تجلا ذاتيا 
شهودياً عيانياً بحسب ما يشاهده في كل عين من حر وفه وكلماته وآياته. المعبر عنها 
بالقوى والأعضاء وال جوارح» فكلّ من طالع كتابه الخاص به. وشاهد نفسه الجردة 
وبساطتها وجوهريتها ووحدتها وبقاءها ودوامها وإحاطتها بعالمها عرف الحق 





اء الإسياه إلا به 16 


E A‏ 0 الأمَوا رن الشاطعة 


وشاهده وعرف أنه حيط بالأشياء وصورها ومعانيها عاليها وسافلهاء شريفها 
وخسيسها مع تجرده ووحدته وبقائه ودوامه في ذاته وحقيقته. 

قالوا: وكذلك الحق إذا أراد أن يشاهد نفسه في المرآة الكاملة الذاتية 
الجامعة يشاهدها في الإنسان الكامل بالفعل وفي غير الكامل بالقوة؛ لأنه مظهر 
الذات الجامعة لاغير, وإلى هذا أشار نبينا تة بقوله: «خلق آدم على.صورته» 
مراده على صورة كتالاته الذاتية الجامعة للكالات الأنائية والصفاتية. وإذا أراد 
أن يشاهدها في المرآة الكمالية الأسمائية والصفاتية والأفعالية يشاهدها .في العام 
ام لفان اه هو طهر ااه وطفاته وأفمالن ومن عدا فيل أراذ ات اة 
يظهر ذاته الجامعة في صورة جامعة فاظهرها في صورة الإنسان. واراد ان يظهر 
الأسماء والصفات والافعال في صورة كاملة مفصلة فأظهرها في صورة العالم, فليس 
يشاهد الله تعالى نفسه وذاته المقدسة من حيث الكمالات الذاتية والأسمائية إلا في 
هذين المظهرين. انتهى. 

أقول: وقد ذكر (رضوان الله عليه) في الامش بعض ما يوضح كلام ابن جمهور 
فقالت: قولنا: إن عالم الآفاق كتاب تكويني, قد مر أن الألفاظ موضوعةللمعاني 
العامة. فالكتاب موضوع لما ينتقش فيه سواء كان مادياً أو مجرداً وسواء كان نقشه 
معقولاً أو حسوساً أو متخيلاً أو موهوماً. فالنفس أيضاًكتاب سماويّة كان أو 
أرضية. وقواها كتب عقلاكانت أو خيالاً أو حسّا وقال فيه أيضاأً: قولنا الآفاق, ثم 
الآفاق كتاب ا حو والإثبات وهو سجل الكون والنفس المنطبعة الفلكية. والكتاب 
المبين وهو النفس الكلية, وام الكتاب وهو العقل الكلي من جهة مهيّته فهي صحف 
مكرمة مر فوعة مطهرة. 0 

أقول: فجميع هذه من الآيات الآفاقية. ثم قال فيهيتك: ايضا قولنا وكذلك الحق 
إذا أراد.. الخ إغا كان الإنسان مرآة ذاتية, وموجودات الآفاق مرايا صفاتية 
وأسمائية. لأن الانسان الكامل مظهر اسم الجلالة. الذي هو اسم الذات الأقدس 


EVs a e EE ERE فى شرح الزيارة الجامعة‎ 


بخلاف الموجودات الآفاقية. فإن الملك مظهر السبوح القدوس. والفلك مظهر 
الرب الرفيع الدائم. والحيوانات الأخرى مظاهر السميع البصير وقس عليه سائر 
الأسماء ومظاهرها كما يعرفه علاء الاسماء؛ ولذا فرقوا بين المراتين الذاتية 


أقول: ومما ذكرنا يعلم إجمالاً كيفية مقابلة الكتاب الصغير مع الكتاب الكبير. 
وقد ذكر أيضاً في المامش في ص .١0١‏ بيان المقابلة بينهم| وتطبيق كل منههما مع 
الاخر تركناه حذراً من التطويل. 


قوله .2 العاملون باراد ته 

قيل: بإرادته له أو لله وهو أظهر. فإنهم كانوا في أعلى مراتب القرب من جهة 
القيام بالنوافل الموجبة لحبّه تعالى إياهم الموجب لأن يسمعوا بالله. ويبضروا به. 
ويبطشوا به. وشوا به کا صح بها في الحديث القدسي: «ما زال العبد يتقرب إليّ 
بالنوافل حتى احبّه. فإذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبص به. 
ویدہ التي يبطش بها. 

وبعبارة أخرى: أنهم يعملون بإرادته تعالن لا بإرادتهم, كيف وقد علمت أنهم 
لا يريدون إلا ما أراد الله نظير أنهم لا يشاءون إلا ماشاء اله وتقدم قوله لا في 
الزيارة: إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم: 

ومن المعلوم أنها عامة تشمل أعماطهم 62 الفاضلة, وكيف لايعلمون بإرادته 
تعالى. وقلوبهم مهبط إرادته تعالی فهم غك لا يفعلون ششيئاً إلا بعهد من اله ولا 
يسبقونه بالقول وهم بأمره بعملون. : 

وبعبارة أخرى: أن قلوبهم حل مشيئته تعالمى. وهم ألسنة ارادته تعالى. كما 


EE LAS ۳۲۸‏ ا امام و سي Ry‏ .....الأنوار الساطعة 


علمت من الأخبار» فليس طم مشيئة لأنفسهم ولا إرادة لأنهم نيلا بالنسبة إليه 
تعالی کا میت بين يدي الغسال. 

وقد تقدم مانقل عن السيد بحر العلوم (رضي اله تعالى عنه) فما نسب إليه أنه 
روي عن النب يي أنه قال: «من أراد أن ينظر إلى ميت وهو يمشي. فلينظر إلى علي 
ابن أبي طالب طكة» فهم ي قد أماتوا أنفسهم وتركوا ملاحظتها واعتبارها بين 
يديه تعالى. وصارت مشيئتهم مشيئة الله. وإرادتهم إرادة الله. فإن الله هو الفاعل 
هم مايشاء. وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى: وما رميت إذ رميت ولكن اله 
رمى» فف الحقيقة ليس هم إرادة وإنما الارادة إرادته تعالى. كما علمت من 
قوله: «إرادة الرب تهبط اليكم» أو أنهم يصدرون عن إرادته تعالى. وإرادتهم تابعة 
لإرادته تعالى. بل مضمحلة في إرادته. وقد ذكر في علم المعارف ما يوضح كيفية 
اضمحلال إرادة الله تعالى. فكيف بهم وهم من القرب والمعرفة به تعالى يما لا 
يساويهم أحدكا لايخق؟ 

وعلم أيضاً معنى كونهم يعملون بإرادته أي يعملون لله. أي أنهم عاملون يما 
يطابق إرادته تعالى وحبته تعالى. كما أن هذا هو المتفاهم عند العلماء والله العالم. 

ثم إنه ذكر العلماء على مانقل عنهمتتك معاني مختلفة لكونه تعالى سمعهم 

منها: أنه كناية عن شدة القرب. واستيلاء سلطان الحبة على ظاهر العبد 
وباطنه. حتى غيّبه عن نفسه وعن كلّ الحخلق. 1 

قال الصادق ا في مصباح الشريعة: حب الله إذا ضاء على سد عبده اخلاه 
عن کل شاغل وکل ذ کر سوى الله. 

فاذا وصل العبد إلى هذه الدرجة فلا حالة كان الله في سرعة الاجابة كسمعه 
في ادراك مسموعاته. وهكذا بالنسبة إلى بصره ويده ورجله. 

1ش فقوله تعالى: كنت سمعه.. الخ. معناه: كنت في سرعة الإجابة لما يريد كسرعة 


فى شرح الزيارة الجامعة مق منت لبح امناو سس وا 


السمع في درك المسموعات وهكذا فتأمل. 

ومنها: أنه كناية عن أنه تعالى يشغله بامتثال أوامره ونواهيه. حتى يكون 
بغز من لا یسمع إلاما أمر بسماعه, ول يرى إلا م أم برؤيته. سباع العبد ورؤيته 
حينئذ كأنه سماعه تعالى ورؤيته حيث لا يسمع إلا ما أمر به ولا یری إلا ما أمر به 
والله العالم. 


قوله : الفائزون بكرامته 

أقول: الباء للسببية يعني أنهم بسبب كونهم مكرمين بالمعاني التي تقدم ذكرها 
في شرح قولهظة: المكرّمين, الذي أشار به إلى الآية الشريفة وهي قوله تعالى: 
«عباد مكرمون # لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون4”" فازوا إلى غايةالفوز 
بحيث لم يدانيهم اد 

والحاصل: أنه تعالى أكرمهم بمالم يكرم به أحداً من خلقه لحقيقة ما هم عليه 
من القرب والمعرفة. ومن كونهم مظاهر جماله وجلاله إلى آخر ما تقدم» فلا محالة 
فازوا با م يفز به أحد من الخلق, وظفروا بجا طلبوا من الكرامة لديه. ووصلوا إلى 
المقام الأعلى والمكان الرفيع. ش 


قوله : اصطفاكم بعلمه 

قد تقدم معنى كونهم مصطفين قريباً. وهنا أشار إلى أنّ هذا الاصطفاء يكون 
بعلمه» والباء للسببية ببعنى: أنه تعالى اصطفاهم بعلمه الذي هو من صفاته الذاتية 
المستجمعة لجميع الكنالات من القدرة الكاملة, والحكمة المتقنة. والمصالح الكاملة 
وهكذا. 


77-77: ءايبنألا-١‎ 


RARE rr.‏ اة 


وبعبارة أخرى: أنه قد ثبت في حله أن كل كمال يرجع إلى العلم بلا استثناء. 
وجميع كمالاته تعالی آثار علمه تعالى. 

فيكون حاصل المعنى أنه تعالى اصطفاهم بحقيقته. التي يكون جميع الحقائق 
منشعبة منهاء فهم نا مصطفون ومختارون بالفتح بما لايوكن ولا يتصور فوقه 
اصطفاء ولا اختيار» حيث إنه من الله وبعلمه فلا يحاذيهم أحد في هذا الاصطفاء. 
ولا يكون في صقع الوجود بمثلهم من حيث الاصطفاء والكمال. 

فهذا المعنى يساوق معنى قوهم : «نحن صنائع ربنا.. الح» أي نحن خلوقون 
بقدرة ربنا وعلمه اللذين ليس فوقهما علم ولا قدرة, فنحن فوق الخلوقين. 

وبعبارة أخرى: أنه تغال أعمل فب هين لقم علمه النافد ودره 
الكاملة. فأوجدهم بأحسن وجه ما ينبغي, وأكمل ما يكن. وأجمع للكالات با 
یکن كما قال : إن الله خلقنا واحسن خلقناء وصوّرنا واحسن صورنا.. الخ. ولذا 
ورد أنهم الآيات التى أراها الله تعالى لعباده حتى يتين هم أنه الحق وتقدم قوله لا: 
«فأيَ أية لله أكبر منا آراه الله أهل الآفاق» أو ما هو بمعناه قال النبي والوصي (صلى الله 
عليهما وآطما): «مالله آية أكبر مني. ولا لله نبأ أعظم منى». كل ذلك يشير إلى أنهم 
بكمال من الاصطفاء حيث إنهم مصطفون بعلمه بنحو ما ذكر. 

وتقدم قول النبى اة «إن الله اصطفاني واختارني». ومعنى الاصطفاء في شرح 
قوله نخة: «المصطفون». فا ذكره الجلسي ت في شرح الفقيه من قوله اصطفاكم 
بعلمه. اي عالما بانكم اهل الاصطفاء. فإن هذا المعنى في نفسه وإن كان صحيحا إلا 
أنه لايراد منه من هذه الجملة؛ لأنه خلاف ظاهرها كا لا يخق. 

وقد يقال: sS‏ علمه» 
ومعلوم أنه عام يشمل جميع العلوم, فيلزمه إحاطتهم نك بجميع الأشياء إحاطة 
علمية. وهذا لايمكن إلا بتجر يدهم وتصفيتهم من جميع 3 ب الوجود وتزكيتهم 
وتغزيهه عن تام الحدود. وبلوغه تعالى بهم إلى مرتبة التجرد التام, التي يكن 


فى شرح الزيارة الجامعة. REE‏ ا ا ا ري 


بلوغها للممكنات حتى يصيرهم مطلقين؛ لمكن اجتاعهم وإحاطتهم علا مع كل 
قيد. وإلالما أمكنهم الوصول إلى عالم الحدود الخلقية هدايتهم وترقمم إلى الكمال. 
بل ولعله لا يمكنهم ني القرق إلى ما فوقهم إلى الكالات العالية. الى تكون بينهم 
وبين الذات الربوبي كما تقدمت الإشارة اليه. ش 

وبعبارة أخرى: أنه تعالى اصطفاهم بعلمه. أي جعلهم مختارين له بالفتح بالعلم 
بإظهار علمه فيهم؛ وهو يقتضي تجردهم عن جميع الحدود الخلقية لما ذكرناء فإذا 
اصطفاهم كذلك بنحو اللابشرط, فهم يجتمعون مع ألف شرط. أي أنهم صائرون 
وعالمون بجميع أنواع الخلق مع مالا من الحدود. وهذا المعنى أنسب للنسخة التي 
تكون مع اللام. وهو قوله: اصطفاكم لعلمه. أي اصطفاكم جردين لتحمل علمه 
ولغاية علمه. 

وبعبارة أخرى: اختاركم واصطفاكم حملة لعلمه؛ لتؤدوا عنه أحكامه إلى 
خلقه. أو حفظة لعلمه لأن غيركم لا يقدر على حفظ علمه. وهذا العلم لعلّه المراد 
منه عالم المشية الكلية الإهية الذي هو مواد علمهم ني وهو الاسم الأعظم الذي له 
ثلاثة وسبعون حرفاً استأثر الله بواحد منها في علم غيب الغيوب. بحيث لا يعلمه 
ملك مقرب ولا نى مرسلء وعلّم حمداً وآله (صلى اله عليه وعليهم أجمعين) اثنين 
كمحمد ين في العلم إلا في النبوة وعقد هذا باباً في الكافي فراجعه وهو باب أن 
عندهم الاسم الأعظم. 

وقد يقال: على نسخة الباء للاستعانه. ` 

وحاصلة: حينئذ أنه تعالى اطلع على جميع خلقه وهو بكلّ شيء عليم, فأحاط 
بكلّ شيء علماً فاختار منهم الصفوة بعلمه بعد تمييزهم. 

وكيف كان فقد اصطف محمداً وللا عن علم منه تعالى بهم بأنهم أهل 
الاصطفاء. حيث انفردوا عن القائل والتشاكل بجميع ذلك كله إلا أنه قد تقدم أن 


E 5: rrr‏ الأثوار الساطعة 


قوله ثنة: وارتضاكم لغيبه 

هذه الجملة إشارة إلى قوله: إفلايظهر على غيبه أحداً # إلا من ارتضى من 
رسول ٭ 

أقول: قد يقال إن الإرتضاء اختيار خاص يعني : الشيء قد يكون مختاراً 
لأمير وأن يرتضي لذاته» بل ربما كان مكروهاً لذاته» ولكن لا يكون وإن لم 
يرتضي إلا وهو مختارء فمعنى الارتضاء هو معنى الاصطفاء والإختيار. 

وكيف كان قوله تعالل: من رسول». بیان لمن ارتضى وحاصله أنه تعال 
بر تضي من رسله من يشاء؛ لبتحمل ما يشاء تعالى من غيبه. وذلك حيث يراه أهلاً 
بذلك. وأهليته كونه محبوباً له تعالى؛ لتحقيقه بحقائق العبودية وامحبة له تعالى 
والاطاعة. وهكذا إلى ساير أوصاف النى التق ذكر في الأخبار. 

ود المحلوم بالقطع أن الى تك اهو أول مدق ذه المقائق و(الضفات كنا 
دلت عليه الأخبار. وايضاً دلت على أن كلّ ما علمه الى تة فقد علّمه علي 
والطيبين من ذريته الأغمة ية . ۰ 

ففي تفسير نور الثقلين'". عن أصول الكافي عن سدير الصيرفي قال: معت 
عمران بن أعين يسأل أبا جعفر ئ عن قوله جل ذكره: إعالم الغيب فلا يظهر على 
غيبه أحداً» فقال أبو جعفرئية: «إلآ من ارتضى من رسول وكان والله محمد تمن 
ارتضاة؛ 

وأما قوله : عالم الغيب فإن الله عز وجل عالم بما غاب عن خلقه فيما يقدر من شيء» 
ويقضيه في محله قبل أن يخلقه» وقبل أن يقضيه إلى الملائكةء فذلك يا حمران علم 





الجن ۲٣:‏ ۔-۲۷. 


.41١ نفسير نور الثقلين ج »© ص‎ ١ 


فى شرح الزيارة الجامعة ب اا 


موقوف عنده إليه فيه المشية, فيقضيه إذا أراد. ويبدو له فيه فلا يمضيه, فأما العلم 
الذي يقدره الله عزوجل ويقضيه ويمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى رسول الله ل ثم 
إلينا. الحديث. 

وفيه”", عن احتجاج الطبر سي ن عن أمير المؤمنين4ة حديث طويل وفيه: 
والزمهم اة بان خاطيم خطابا يدل غل انقراده وتوحيدة:وينان لم أوليناء 
تجري أفعاهم وأحكامهم يحرى فعله. وعرف الخلق اقتدارهم على علم الغيب 
بقواه: إعالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً # إلامن ارتضى من رسول). قال 
السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال رسول اله ة: ومن حل حلّه من اصفياء الله الذين 
قال: «فأينما تولوا فثمّ وجه الله» الذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله» وفرض على 
العباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه. 

وفيه عن ال خرائج وال جرائح» روى محمد بن الفضل الطاشئمي عن الرضاءكة: نظر 
الى بن هذاب فقال: إن أنا أخبرتك أنك ستبتلى في هذه الأيام بدم ذي رحم لك 
لكنتّ مصدقاً لي؟ قال: لاء فإن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى. قال ة: أوليس أنه 
يقول: إعالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً # إلا من ارتضى من رسول»؟ 
فرسول الله ب عند الله مرتضى» ونحن ورثة ذلك الرسول الذي اطلعه الله على 
مايتشاء من غيبه. فعلمنا ماكان وما يكون إلى يوم القيامة. ا لحديث. 

فهذه الأحاديث ونحوها دلّت على أنهي والأئمة جا عن ارتضاهم الله تعالى 
لغيبه؛ لحقيقة ما هم أهله ما تقدم ذكره. 

أقول: وفيه"» عن تفسير علي بن إبراهي: «عالم الغيب فلا يظهر على غيبه 
أحداً * إلا من ارتضى من رسول) يعني: علياًالمرتضى من الرسو ل اة وهو منهء 
قال الله تعالى: «فإنه يسلك» الحديث ياقي بتامه قريبا. 





.٤٤٤ تسیر نور الثقلين ج ۵ ص‎ -١ 
اامصدر نفسه.‎ ۲ 





دل هذا الحديث على أن المرتضى من الرسول هو علي اة فلا يكون من 
رسول بياناً لمن ارتضى بل للتعدية كيا يقال: شربت من الماء. فعناه حينئذ لا يظهر 
على غيبه أحداً إلامن ارتضاه من رسوله فيكون مصداق من في من ارتضى أمير 
المؤمنين.ة الذي ارتضاه من رسول الله يه وهذا بخلاف التفسير السابق. مصداق. 
من. في السابق هو رسول اله ييه وكان من رسول بیاناً له. كما تقدم» فعلى التفسير 
السابق المستثنى من أحد الذي ثبت له علم الغيب هو الرسول, ويكون ثبوته للأئمة 
بتلك الأحاديث الدالة على المنزلة. 

وأما على التفسير الثاني: يكون المستثنى هو أمير المؤمنين المرتضى من 
الرسول بالمنطوق لا بالمنزلة, ولعل هذا التفسير الثاني راجع إلى التأويل للآية؛ 
وذلك أنه لما ثبت أن علياً نفس الرسو لظي فإثبات الغيب لأحدهما إثبات للآخر 
أيضاً؛ فحينئذ قد يفسر من ارتضى بالرسول. وقد يفسر بلحاظ هذا التأويل 

وكيف كان فقد أثبتت هذه الآية والأحاديث أنهم نلا من علّمهم الله تعالى 
علم الغيب. وقد صرحت به الأحاديث الكثيرة. وهذا ما لاريب فيه. وهو مستفاد 
من الآيات كا لايخق. 

وحاصله: أن الله تعالى يظهر رسله على مايشاء من الغيب المختص به, فالآية 
هذه إذا انضمّت إلى الآيات التق تخصٌ علم الغيب به تعالى كقوله: «وعنده مفاتح 
الغيب لايعلمها إلا هوي وقوله تعالى: وله غيب السموات والأرضص 76" افاد 
ذلك المعنى الأصالة والتبعية, أما الأصالة فهو تعالى يعلم الغيب لذاته. وأما التبعية 
فهو أن النبي والأئمة ينغ بدليل المنزلة يعلمون الغيب بتعليم من الله تعالى هم. وقد 
دلت أخبار كثيرة جداً على هذه التبعية كما لايخ على المتتبع ها. 
١_الأتعام:‏ 0۹. 
”-التحل : لالا. 


فى شرح الزيارة الجامعة Folens meee‏ 


أقول: قد تقدم مفصلاً في شرح قوله ا «وعباده المكرمين» ما أوضح أنهم ا 
عالمون بالغيب بتعليمه تعالى, إلا أنا نذكر هنا نبذاً في هذا الموضوع يتم به الكلام. 

فنقول: لا ريب أن من قال: إنهم الك لا يعلمون الغيب لا ينكرون أنهم قد 
أخبروا بأشياء كثيرة من الغيب, فحينئذ لا حالة إما يقال في مقام الجميع بأن ذلك 
الإخبار بتعليم الله نبيه يك وهو يي علّمهم كما تقدم أو هو وراثة مند يلي لهم لكا 
روي عنهم ل أيضاً. وتقدم أنهم علموا ذلك من القرآن الذي فيه تبيان كل شيء. 
وتفصيل كل شيء وعلمه عندهم كالايخق. 

م سويد 

من الرسول أو لما عندهم من الاسم الأعظم كما تقد 

وقد أقدرهم الله تعالى به على مایشاءُون من م أو لتعليم ام الملائكة إياهم 
حيث إنهم حدثين کا تقدم مفصلاً في شرح قوله: «ومهبط الملائكة»إولاعندهممن 
مصحف فاطمة نين أو الجامعة أو الجفرء وسار الكتب السماوية الى عندهم کا 
وردت الأخبار بهذه كلهاء هذا مضافاً إلى أن الله تعالى يسلك من بين أيديهم؛ ومن 
خلفهم رصداً من الملائكة مؤيدات همم ومن إمدادته تعالى هم كما دلت عليه 
الأحاديث الى تقدمت في قولهيكة: «ومهبط الوحى». وفي ذيل خبر علي بن 
اهم ال اا ف ل م ن يديه و رد الى قد اعا 
ا باوالوضند العم مسن 

لني تي ليعلم النبي أن قد أبلغوا رسالات ربّه وأحاط علي + با لدى الرسول من 
0 وأحصى كل شیء عدد ماکان وما يكون منذ خلق الله آدم إلى أن تقوم 
لقاع عن ق 

أقول: قد تقدم مفصلاً الكلام في أنهم ني يعلمون الغيب ومعناه. وأنه ما المراد 

ند عباد مكرمون» فراجعه فإنه ينفع في المقام» واللّه العالم 
بالأمور. 


7 قا شاط 


قوله .::: واختاركم لسرّه 

قد يقال: إن قوله.ية هذا بعد وارتضاكم لغيبه. إما للتاكيد. والتخصيص بعد 
التعمير لأن الغيب يعم الس . 

أقول: العلم بماله من العلوم والأقسام قد يتصف بكونه غيباً عند الجاهل به. 
وقد يكو ست ورا عند العالم به. وقد يكون الأمر المعلوم من الأسرار, أي مما 
بى أن رياولا يفش به إل عفد أهلد: فهو بعدها أفتى لأظالة من الأسرار 
ايضا فلا بد من حفظه من الاغيار الذين ليسوا باهل. وهذا بخلاف علم الغيب فإنه 
بعد الاإفشاء يخرج عن كونه علم الغيب كا لابخف. 

فعلى هذا لاتكون هذه الجملة لا تأكيداً ولا تخصيصاً. بل هي تأسيس في 
نفسہا کا لا نی. 

ونقل عن بعضهم: أن سر آل محمد ية صعب مستصعب, فنه ما يعلمه الملائكة 
والنبيون وهو ما وصل إلبهم بالوحى» ومنه ما يعلمه هم ولم يجر على لسان مخلوق 
غيرهم وهو ما وصل اليهم بغير واسطة. 

آقول: کا علمت في شرح قوله:ية: ومهبط الوحي. ان من الوحي ما يكون من 
اه تعالى إليه َة بلا وساطة جبرئيل. ل NG‏ 
شرحه. قال: وهو السر الذي ظهرت به آثار الربوبية عنهم فارتاب لذلك المبطلون 
وفاز العارفون. فكفر به من انکر وفرط ومن غلا فم وفاز من أبصر و اتبع الفط 
الأوسط. انتهى. 

أقول: ومن القسم الثاني معرفتهم ي معرفة حقيقية على نحو ما عرفته في 
شرح قوله غة: «محال معرفة اله» بمقامات الله التي لا تعطيل لها في كل مكان, 
وحقيقة مغانة الي علمته من قول السجادئية: «واما المعافي فنحن معانيه» 
وحقيقة ظاهره تعالى و وجهه وبابه وجنابه وحكمه الذي يصير إليه كل شيءَ 
وأمره الذي قام به كل شيء وكلماته التامات التي علمت أنهم ني هي تلك الكلمات 


فى شرح الزيارة الجامعة جد ee AN Aorta ARE‏ ا 


التى لا تستقصى ولا يدرك غورهاء وعلمت فيا سبق أن هذا الس هو الذي أشار 
إليه الصادق ل في حديث ابن الصامت من قوله #:- نحن نحتمله في جواب قوله: 
«فن يحتمله» وأشار اليه أيضا في حديث أبي بصير المتقدم قال: قال أبو عبداله 90ة: 
يا أبا محمد إن عندنا والله سرا من سر الله وعلماً من علم الله والله مايحتمله ملك 
مقرب ولانی مرسل ولامؤمن امتحن الله قلبه للإيمان, والله ماكلف الله أحداً غيرنا. 
زلا انعد يذلك أحداً غيرنا وإن عتا نذا من مه الله وعلماً من عل اف ,اعرا 
لله بتبليغه. فبلغنا عن الله تعالی ما امرنا بتبليغه. فلم نجد له موضعاً ولا أهلاً 
ولاحمالة يحتملونه حتى خلق لذلك أقواماً. خلقوا من طينة خلق منها محمد وآله 
وذريته ل ومن نوره خلق الله حمداً وذريته. وصنعهم بفضل صنع رحمته التي 
صنع منها حمدأ وذريته, فبلغنا عن الله ما أمرنا بتبليغه فقبلوه واحتملوا ذلك. 
فبلغهم ذلك عنًا فقبلوه واحتملوه, وبلغهم ذكرنا فالت قلومهم إلى معرفتنا وحديثنا 
فلولا أنهم خلقوا من هذا لماكانواكذلك لا والله ما احتملوه. 

أقول: قولهلة: إن عندنا والله سرّاً من سر الله إلى قوله: ماكلف الله أحداً 
غيرناء يشير إلى ما ذكرنا من أمر الولاية, وما ظهرت به آثار الربوبية.. الخ 
وقولهلية: وعلماً من علم الله. إلى قوله0©: حتى خلق لذلك أقواماً يشير إلى أن من 
العلم وما هو من أسرارهم ما لا يحتمله إلا الشيعة والملائكة المقربون والأنبياء 
والمرسلون وهو المشار إليه فیا رواه. 

في البصائر عن الصادق ا من قوله: إن حديثنا صعب مستصعب» خشن 
مخشوش فانبذوا إلى الناس نبذأًء فن عرف فزيدوه. ومن أنكر فأمسكواء لايحتمله 
إلا ئلاثة, ملك مقرب أو نى مرسل أو عبد مؤمن امتحن اله قلبه للإيهان. وفي 
حديث. أو مؤمن نجيب امتحن الله قلبه للإيهان. 

أقول: وقد ذكر في الأخبار أن المسلمين هم النجباء. فيعلم أن الامتحان إغا هو 


بالتسليم لهم كما تقدم. 


ليق Re‏ الأوان الساطلفة 


وكيف كان فهنا أسرار هم نظا لا يحتمله إلا الشيعة, نحو كونهم حجج لله على 
جميع خلقه من الانس وال جن والملائكة, والحيوانات والنباتات والمعادن, وقد تقدم 
أن الله تعالى قد احتج بهم ا على خلقه. فجميع مراتب انلق من الرزق والموت 
والحيوة يكون بيدهم بإذن الله تعالى. 

وفي الحكى عن الاختصاص بإسناده إلى سماعة قال: كنت عند أبي عبدالله 39 
فارعدت السماء وأبرقت, فقال أبو عبدالله498: أما أنه ماكان من هذا الرعد ومن 
هذا البرق من أمر صاحبكم. قلت: من صاحبنا؟ قال: أمير المؤمنين2ة. 

فيعلم منه مايريد الله من الخلق حتى من مثل الرعد والبرق. فهو يوجد بأمر 
الإمام» وقد كلفه الله بذلك الأمرء وهم أبواب الخلق إليه تعالى. وأبواب الله إلى 
الخلق. وهذه الأسرار ما قد أخذ على الشيعة أن يكتموها إلا عن أهلها. وعليهم 
بيانها لأهلها على قدر معرفتهم واحتاهم ها. 

ولعمري إنه تعالى لايطلع أحداً من الشيعة على هذه الأسرار إلا إذا علم لله 
تعالى صدقه في ولايتهم ل بل على قدر معرفته لولايتهم ومقاماتهم يعلّمه الله 
تعالى تلك الأأسرار. نسأل الله تعالى ذلك. 

وتقدم» عن الاختصاص”". بإسناده عن المفضل بن عمر عن الصادق كه أنه 
قال لمفضل بن عمر: إن اله تبارك وتعالی توحّد بملكه. فعرّف عباده نفسه. ثم فض 
إللهم أمره وأباح هم جدّته. فمن أراد الله أن يطهر قلبه من الجن والانس عرّفه 
ولايتناء ومن أراد أن يطمس على قلبه أمسك عنه معرفتناء ثم قال: يامفضل والله ما 
استوجب آدم أن يخلقه الله بيده وينفخ فيه من روحه إلا بولاية على لية. الحديث. 
وقد تقدم بتامه فعلم من هذا الخبر أن جميع الخلق إغا استأهل منه تعالى النظر إليه 
بأن يمنحه من ألطافه بسبب الولاية. فمن أنكرها لايستأهل لذلك اللطف, وقد تقدم 


١-الاختصاص‏ ص 111. 


فى شرح الزيارة الجامعة 7 0 اا RA‏ 


وحاصل ماعلم من هذه الأخبار, أن أسرارهم منها ما علمه الملائكة والانبياء 
وخراصٌ شيعتهم. وإفا يحتملونه بتعليم آل محمد 2# إياهم, وإغا احتمل الشيعة 
أسرارهم المشار إليها ولو بتعليمهم ني لأن طينتهم من فاضل طينة محمد وآل 
محمد ية والعقل أيضا يساعد هذا اللطف منهم 82 لشيعتهم؛ وذلك لأنّ مشيتهم 
التي هي مشية الله تعالى مكمّلة لما نقص من قابلية من أرادوا تعليمه ومشيتهم ليك 


من حديث خالد عن الصادقة: «والله إن الأئمة هم الذين ينورون قلوب 
المؤمنين» الحديث. فحينئذ تنكشف ْم الأسرار. 

وإما بعناية خاصة منهم نيه هم كا رما يظهر عا تقدم في تفسير قوله تعالى: 
«وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً”". قال لا: أي لو استقاموا على 
حب آل حمد يي لأفدناهم علم آل حمد. 

وما روي عن الباقر ا من قوله: ما أحبّنا عبد وأزاد في حبّنا. وعرضت عليه 
مسألة إلا ألقينا في روعه الجواب عنهاء نقلته بالمعنى فراجعه. وذلك نحو العلم 
بحقيقة الأمر بين الأمرين وبحقيقة ولايتهم وشؤونها فإنها قل ما يصل إليها أفهام 
الخنواص فضلاً عن عامة الناس من الشيعة؛ فهذه الأمور وأشباهها لا يعلمها إلا 
العام له أدمن علّمه العلم ل إياه كما نص عليه في الأحاديث, وقد تقدم سابقاً ذكر 
أحاديث الباب وشرحها مفصلاً عند قوله4ة: «وحفظة سن الله» ساق أيضاً 
بعض الكلام في شرح قوله لا: «وحفظة لسرّه» ونذكر هناك الفرق بين هذه الجمل 
المتقاربة من حيث المعنى. ثم إن مااختصوا به من الأسرار الربوبية التي أشير إليها 
إجمالاً لا يجوز لغيرهم أن يطلبوه. ومّن طلبه فقد عصى. واستوجب عقوبة طلبه با 
يناسب حاله.كما ذكر هذا الطلب في آدم وحوّاء به وكذلك أيوب فابتليا ا ذ کر في 


ادال 


عن : 


rt.‏ 52 22 .........الأنوار الساطعة 


الأخبار, ورغب عن الخضوع ها يونس ًة فالتقمه الحوت. وكذلك فطرس كا 
تقدم. فعذب با جزيرة. ثم لما تاب هؤلاء وسألوا الله محمد وآله (صلى الله عليهم 
أجمعين) قبل اله توبتهم. وقصصهم مذكورة في الكتب المفصلة فراجعها خصوصاً 
في تفسير البرهان. والحمد له رب العالمين. 


وقوله ا واجتباكم بقدرته 

أقول: لاريب في أن الاجتباء هو الاختيار والاصطفاء كما في اللغة. وهذا 
الاجتباء له مصاديق من حيث الشدة والضعف في الاختيار. 

فحينئذ رما يقال: إنما نسب الاجتباء إلى القدرة مبالغة في تعظم مقام الاجتباء 
هم نين لأن اجتباءهم ميا واقع على أكمل وجه. وهو يكون عن القدرة البالغة التي 
لا تعجز في شيء من الال وان عظمء وقد يقال: إن المشي وجوده بلحاظ تعلق 
الإزافمانه مهيا نكون ارا ويا عبان لباق الخال وكوت من ضفوة الوحودات 
يكون مصطق, وباعتبار تحققه في الخارج على أحسن وجه وأكمل وأتم وجه مكن 
يكون مجتبا؛ لأن الاجتباء عنوان الفعل في الخارج» أي يكون مصداقه ماهو 
موجود خارجاً. ولذا جعل الاجتباء بالقدرة الق هى السبب للفعل والعمل. 
نا عل هداتو الها دعر اا غلك امات 
المعنوية الثابته قبل الفعل. فتدبر تعرف. 

وقد يقال: نهم ية لما كانوا مظهر قدرته كما دلت عليه الأخبار. فحينئذ 
معنى الاجتباء بالقدرة هو أنهم مصدر آثارها وباب فيوضاتها لاغيرهم 
وهم ليث بمكان من هذه المظهرية ها بحيث ينحدر عنهم السيل. ولا يرق 
إلمهم الطير. فلا أحد في القدرة وآثارها مثلهم. فيكون الباء حينئذ معنى اللام 
الغائية. أي اجتباهم لغاية إظهار قدرته تعالى النافذة. التي ليست فوقها قدرة في 


الوجود. 


فى شرح الزيارة الجامعة ا امسو SEE EO‏ 


وبعبارة أخرى: أن قدرته تعالى قد ظهرت في المقدورات وف القادرين. إلا أن 
كلا منهم بحسب ظرفيته ولا ريب-انٌّ قدرته الكاملة. لم تكن ظاهرة في أولئك 
القا.رين. فحينئذ وجب في الحكمة الإهية حيث انه شاء ان يعرف خصوصاً في كال 
قدرته أن يخلق خلقاً أقوى وأقرب إليه تعالى. وإلى قدرته الذاتية مما يتقوى به من 
ساير الخلوقات الحدودة. فاختارهم الله تعالى وخلقهم لقدرته الكاملة. وجعلهم 
أعضاداً للخلق كا تقدم. فحينئذ فالله تعالى أقدرهم على تحمل ماشاء من علمه. 
وعل أداء ماحملهم من الولاية التكوينية والتشريعية المتقدم ذكرهماء فأقدرهم 
على تبليغ ماأمرهم على تبليغه في التشريع وعلى تقديرهم للأشياء بأن جعلهم 
مقد رين - بالكسر - للاشياء بإذن الله تعالى.كا تقدم في شرح قول الحجّة (عليه 
أفضل الصلاة والسلام. وعجل الله تعالى فرجه. وجعلني الله فداه) في دعاء رجب: 
«ومناة وأذواداً». 

والحاصل: أنهم ا مقدرون -بالفتح -له تعالى با أقدرهم على ما ذكر وهو 
معنى, اجتباهم بقدرته. فهم حينئذ مقدرون _-بالكسر لما ذكر فتامل تعرف بعونه 
ال 

ويقرب من هذا ما قيل: إنه تعالى اجتباهم بقدرته إلى عالم القضاء الإلهى أعني 
عام القدرة في الخلق. وهو عالم تغزيلهم عة إلى عوالم الأسماء الحمسنىء التي 
هي مراتب اسم اله تعالى» وذلك لأن الاجستباء افتعال من الجباية والجباوة 
والجبوة والجباة والجبا ايضا بكسرهن. ماجمع في الحوض من ماء كما نقل ذلك 
كلّه عن القاموس فيصير المعنى: أن الله تعالی قد جمع فيكم تام مقدوراته» وملا 
بكم بها اعلاماً على قضائه ها. كا جمع الماء فى الحوض وامتلاً به فالباء 
للتعدية حينئذ لتضمين معنى الجبمع بالامتلاء كما لا يخن وا محمد لله ربّ 
العااين. 


AR EE 4‏ كنار الأنواز الستامتقة 


قوله ا واع کم بهداه 

أقول: لاب أولاً من شرح معاني العرّ واهداية. ثم بيان المراد من هذه الجملة. 

فنقول: في الجمع ما حاصله: أن العرّبمعنى الشدة والغلبة يقال عرّه يعرّه عزاً إذا 
غلبه وبمعنى التقوية والتشديد في الأمر كقوله تعالى: «فعرّزنا بثالث» أي قوينا 
وشددثا ظهورهماء والاسم العزة وهي القوة والغلبة والعزة: المغالبة والمانعة ويمعنى 
الحمل كقوله تعالى: «أخذته العرّة بالآئم» أي حملته العرّة التي فيه من الغيرة وحمية 
الجاهلية على الإثم. وقوله تعالى: رب العزة) أي الغلبة, وقوله تعالى:«أعزة على 
الكافرين) أي يعازّون الكافرين. أي يغالبونهم ويانعونهم» من عرّه: إذا غلبه بمعنى 
الاستبداد والشق على النفس كا لا يقال: عزيز عل أن أراك كذا وبمعنى الأنفة يقال: 
عَزّعل أن كذاء أي اتنفر واتضجر منه واتجتّب عنه. والعرٌ بالكسر خلاف الذل وعز 
الشيء عرًا وعزازة إذا قلّ ولا يكناد يوجد فهو عزيز. وعرّ فلان يعرّ عراً 
وعزازةصار عزيزاً أي قوي بعد ذلة وا جمع اعرّة. 

وفيه:معاني المداية ما حاصله: أن الهداية: معنى الدلالة كقوله اهدنا الصراط 
المستقيم» فعن الصادق 42: أرشدنا للزوم الطريق المؤدّي إلى حبتك والمبلغ إلى 
جنتك, من أن نتبع أهواءنا فنعطب أو نأخذ بآرائنا فنهلك. 

وجعنى الكتاب والشربعة كقوله: «إفمن انيع هداي فلا يضلّ ولا يشقى» أي 
القرآن والشريعة. 

وبمعنى البيان كقوله تعالى: «أوَ لم يد لهم أي أو ل يبيّن هم. 

وبمعنى الامضاء كقوله تعالى: «إن الله لا يهدى كيد الخائنين) أي لا ضيه ولا 
هذه وقد قال أى ل اجه بادا ف الاصلاعء 

وبمعنى الطريقة كقوله تعال: «فبهداهم اقتدِه» أي بطريقتهم في الإهان بالله 
وتوحيده وعدله دون الشرايع الأخر, فالهدى والرشاد والدلالة والبيان يذكر 


ويوت. 


فى شرح الزيارة الجامعة Ee AS‏ 


والهدى منه تعالى التوفيق والتأكيد كا قال: «إنك لا تهدى من أحببت ولكن 
لله بهدى من يشاء» أي يوفق ويؤيد من يشاء» وقيل الهدى الحفظ انتهى ما عن 
الع ماتا 

أقول: قد ذ كر معنى الهداية ف قولهيظة: «الهداة» إلا ان البيان هنا يرجع إلى 
معنى أنه تعالى أعرّهم بهداه. فنقول: معنى هذه الجملة بلحاظ معاني العرّ واهداية 
هو أنه تعالى جعلكم أعزة بالهداية هادياً أو مهدي وشدَكم مهداه وإرشاده للزوم 
الطريق المؤدي إلى محبته والمبلغ إلى جنته.وقواكم بتعريفه وتنبيهه لكم وقوّاكم 
بالتقوى. وبما أمضى لكم من حتوم أمره وقضائه من سنته وطريقته وآرائه. وأصول 
شر يعه وفروعها وشدّكم وقوّاكم على حفظ ماجعله للمكلفين من الايجادات 
وأسبابهاء والتشريعات وآدابها على الخلق. وأيدكم بمابه تكونون غالبين لما 
تريدون, ظاهرين على من تعادون. 

وبعبارة أخرى: أَغرّكم وغلبكم على عالم الإمضاء الإلهى الذي هو عالم القضاء 
في الخلق فهو تعالى أعزكم» أي أوصلكم إلى مايريد, وأوصل بكم عام إمضائه 
وقصائه بالوجود بأن غلبكم وسلّطكم على كل شيء وعلى إمضائه في الخلق فأنتم 
الأعرّة, وحل العزة التي هي لله تعالى وإليه يشير قوله تعالى: وله العزة ولرسوله 
وللمؤمنين4. والحمد لله رب العالمين. 


قوله ا وخضكم ببرهانه 

أقول: في اجمع: وخصّه بالثيء خصوصا من باب قعد. وخصوصية بالفتح 
أفصح من الضم. وخص الشيء خلاف عمّ. 

وفيه: البرهان بالضم فالسكون الحجّة والبيان.. إلى ان قال: وسميت الحجة 
برهاناً لبيانبا ووضوحها. وعن ابن الاعرابي: البرهان الحجة من البرهونة وهي 
البيضاء من الجواري. 


ri4‏ اة 


وحاصل المعنى حينئذ أنه تعالى جعلكم من بين عامة الخلق حتى الملائكة 
والأنبياء خصوصین ببرهانه. أى بما هو الحجة والبيان على المخلق ف إثبات 
التوحيد والمعارف والأحكام الإهية ثم إن حقيقة البرهان التي هى الحجة و البيان 
للمبرهن عليه إا يصح صدوره عمّن هو في وضوح وبيان من اله الملك العلام. 

وقد تقدم: أنهم نبي في مقام العندية لدى الرب المشار إليه في قوله تعالى: 
ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته) ومن المعلوم أن هذا المقام يستدعي 
وضوح المعارف عنده بالوجدان. ش 

وتقدم: أن الرجس المنف في آية التطهير هو الشك المستلزم لننى الحجب 
الموجب لمشاهدة الحق والحقائق بالوجدان. ١‏ 
“"تبارك وتعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدرى ماالكتاب ولا 
الإيمان» قال: خلق من خلق الله أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول 
اله يخبره ويسدّده وهو مع الأمّة من بعده. 

وتقدم: عن البصائر عن إسحق الحريري قال: كنت عند أبي عبدان جذ 
فسمعته وهو يقول: إن له عموداً من نور حجبه اله عن جميع الخلائق طرفه عند 
لله وطرفه الآخر في اذن الامام, فإذا أراد الله شيئاً أوحاه في اذن الإمام. 

فالمستفاد من هذه الأحاديث ونظائرها التى هى أكثر من أن تحصى هو أن 
الإمام لذ له هذا المنصب الإهى الذي منه إقامة البرهان في الخلق كما لايخق. 

ثم إن البرهان قد يقرر بوجوه: 

منها: القرآن فإنه تعالى أنزله في حجراتهم» وعلّمهم مقاصده وإرادته فيه 
وجعلهم حفظة أحكامه وقوّاما ما أنزل فيه من أوامره ونواهيه ومعارفه. 

ومن المعلوم أن القران مظهر مشية الله وبانضام ما ورد: «أن قلوبنا أوعية لمشية 


13 : ءايبنألا_١‎ 


فى سرح الزيارة الجاهعة. ا ا Pie.‏ 


لله» ينتج أن قلوبهم حل مشيته تعالى الكائنة في القرآن. حيث إنه نزل في دروهم 
وإن صدورهم محل الآيات البينات القرآنية كا نطقت به الأحاديث الكثيرة. وقد 
تقده بعضهاء وحينئذ فلا حالة أن الأمّة يي هم العالمون بما ينطق به القرآن, إذ لا 
يمكن. لأحد من خلق الله أن يعمل با ينطق به القرآن كالأنمة يه فإنهم حيث 
خوطبوا به يعرفونه حقّ معرفته فلا حالة هم الناطقون بحقائقه. 

وإليه يشير ما تقدم من قول أميرالمؤمنين6ة مامعناه: أن القرآن صامت فلا بد 
من ر جال يترجمونه. وهم هم ليا فالأئة وغ هم المبلغون عنه والمبش رون ببشائره. 
كما قال تعالی: «الأنذركم به ومن بلغ) ”أي ومن بلغ ان يكون منذراً منهم ينذركم 
بدى فسّرت هكذا في الاحاديث. 

ففي اصول الكافي باسناده عن مالك الجهنيء قال: قلت لابي عبدالله له قوله 
عزو جل: «وأوحي إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ» قال: من بلغ أن يكون 
إماما من آل محمد فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول الله يية. 

والحاصل: أن القران بألفاظه الواقعية ومعانيه. وحقائقه وبطونه» وتأويلاته 
ومعارفه التي انبأت عن جلاله وجماله تعالى كلها تكون متحققة في صدورهم 
الشريفة. 0 بتجلي الله بها عندهم يل ضرورة انه تعالى أظهر الحقائق 
القرآنبة في القرآن بالقرآن لنفوسهم الطاهرة. فهم شاهدون ها كا قال أمير 
المؤمين.2ة: «إن اله عرف نفسه لخلقه في كلامه من غير أن يروه أي من غير ان 
يروه بالبصر, فراجع النهج. 

غلا حالة هم ني المؤدون عنه إلى الموجودين والمكلّفين في كل زمان ما أظهره 
الله هم بالقرآنء وقد أنال الله حملته وهم الأَمة ل ما بسببه يبون حقائقه ومعارفه 
وأحكامه من المجد والشرف والعرّ الذى لا يُخلق جديده على تطاول الايام والدهور 
فهم لبك بواسطة القرآن حيث إنهم ع حملته حقيقة قد نالوا أعلى المقامات في العلم 


.۹:ماعألا١‎ 


ETE مجم 1 طوطب م515 1 :ب الأنوار‎ r 


هذه الفقرة من الزيارة إن شاء الله تعالى. 

وبعبارة أخرى: كون القران برهاناً من وجوه. ٍ 

منها: من حيث اللفظ, فإن لفظ القران ايضا برهان على حقانيته, فإنه معجز 
يعجز عنه الثقلان بإتيان مثله كما قال تعالى: «فأتوا بسورة من مثله»”" وقوله 
تعالى: إلا يأتون بمثله ولوكان بعضهم لبعض ظهيراً4”" فانه سبحانه أظهر بألفاظه 
المعجزات الخارقات للعبادات المقرونات بالتحدي. 

ومنها: ما أظهر الله تغال فيه من الخلوم والأسرار والأغبازبالحادثات غل 
الدهور. 

ففي بصائر الدرجات'”/ باسناده عن أبي جعفر اة قال: « إن رسول اله َا 
دعا علياً في المرض الذي توف فيه. فقال: باعلي أدن مني أسرٌ إليك ماأسرٌ إن 
وأتتمنك على ما ائتمنى الله عليه فعل ذلك رسول انه بعلي ل وفعله علي لا 
باحسنا وفعله الحسن :با لحسين ي وفعله الحسين ا بأبي. وفعله أبي بي» 
(صلوات الله علبهم أجمعين). 

ونرى الكتب مشحونة من علومهم ا وما أو إلى حواريهم, وقد تقدم 
ذكر عدّة من خواص أصحاب الأمّة ب الذين كانوا من أصحاب السرّ, وتقدمت 
أحاديث الباب مراراً فراجعها. 

ومنها: أنه تعالى ذكر في القرآن أنحاء البراهين والحجج. التي بها يقوم الحق 
ويبطل الباطل. وقد ذكر العلماء في أحواهم نك في الأزمنة المغادية ما صدر منهم 
للناس من ذكر تلك البراهين والحجج. وقد شرحها العلاء في كتبهم الكلامية 


¥ -البقرة رف" 
۲ الاسراء : ۸۸. 


بعال رجات ع ۳۷۷ 


فى سرح الزيارة الجامعة 1 اا 


وغيرها من البحار ونحوه. وهذا بعض الكلام في كون القرآن برهاناء ولعمري إن 
البسط فيه خارج عن قدرتناء وكيف, وهو الكتاب المغزل من لدن حكيم عليم 
خبير؟ والحمد لله رب العالمين. 

ومنها: أي ومن وجوه البرهان التي اختصهم الله بهاء أنه تعالى اختصهم 
بالمعجزات الخارقة للعبادات, فإنها برهان الله وحجته وآياته المصدقة ‏ بالكسر - 
لرسله وأوليائه وذلك مثل: إحياء الموق؛ وإبراء الأبرصء والأخبار با يدخرون في 
بيونهم» وإنطاق الجمادات والحيوانات العجم» وإحياء الجمادات بإعطائها أرواحا 
المعحزات بنحو أقر الجميع بعلو مقامهم عند الله تعالى» ويا منحهم من كرامته. وإن 
شئت تفصيل ذلك فراجع الكتب المدونة في معجزاتهم من بعض أبواب كتب البحار 
خصوصاً من كتاب مدينة المعاجز للسيد البحراني (رضوان الله تعالى عليه) ومن 
كتاب البصائرء فإن فيها أبواباً في ذكر معاجزهم بأنحاء مختلفة, ونحن نتركها مخافة 
التطويل؛ فعليك بالرجوع إليها. 

ومنها: أنه أخصهم ببرهانه بأن أعطاهم الاسم الأعظم الأكبر الذي به يفعلون 
ما شاءوا ويعملون ما أرادوا. 

فف بصائر الدرجات» بإسناده عن جابر عن أبي جعفر ا قال: «إن اسم الله 
الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاء وإغا كان عند اصف منها حرف واحد فتكلم به 
فخسف بالأرض مابينه وبين سرير بلقيس. ثم تناول السرير بيده ثم عادت 
الأرض كما كانت اسرع من طرفة عين. وعندنا نحن من الاسم الاعظم اثنان 
وسبعون حرفاً. وحرف عند الله استأثر به في عالم الغيب عنده ولا حول ولا قوة 


الابالله الع العظيم. 


١-بصائر‏ الدرجات ص ۲۰۸. 


ا د ee‏ باد الأموا ل التناطعة 


وفيه!'). حديث طويل في رد الشمس لأمير المؤمنين#ة حتى صل صلاة 
العصر. وفي آخره فإني سألت الله باجمه العظيم فرّد علي الشمس. 

وفيه" بإسناده عن جابر عن أبي جعفر له قال: سألته عن علم العالم, فقال: 
ياجابر إنّ في الأنبياء والاوصياء خمسة أرواح: روح القدس وروح الإيمان وروح 
الحيوة وروح القوة وروح الشهوة. فبروح القدس ياجابر علمنا ما تحت العرش 
إلى ماتحت الثرى, ثم قال: ياجابرء إن هذه الأرواح يصيبه الحدثان. إلا أن روح 
القدس لا يلهو ولا يلعب. 

هذا والذى ينبغى أ ن يقال في بيان كونهم نكل يذ من أخصّه الله ببرهانه هو أن 
حقيقة 5 هو e‏ والبيان» وما به وضوح الثيء مطلقاً كما تقدم وهذا 
المعنى هو المنطبق على معنى النور الذي عرّف بانه الظاهر بنفسه المظهر لغيره. ولا 
ريب في 9 حقيقتهم ني هو النور. وبلحاظ أنهم مكل أقرب الخلائق إليه تعالى 
بحيث لا حجاب بينهم وبين الله أبدأ كا تقدم عن أبي حمزة عن السجادلكة من 
قوله غ : ليس بين الله وبين حجته حجاب. فلا للّه دون حجته ستر. وعلمت أن 
الرجس المنفي عنهم ي بآية التطهير هو الشك المستلزم لنفي الحجب عنهم كف فما 
بينهم وبين الله تعالى كما هو صريح حديث أبي حمزة الثمالي. 

فلا حالة لاتكون حقيقتهم م إلا النور المقرب إليه تعالى. الظاهر بالله تعالى. 
والمظهر لغيره من حقائق الموجودات والمعارف الالطهية, وتدل على هذا عدة من 
الأحاديث. 

منها: الروايات الكثيرة الدالة على أول خلق الله. وأنهم خلقوا نوراً هي كثيرة 
ا وقد ذكرنا بعضها في طي الشروح السابقة ونشير هنا الها اجمالاً. 

فن البحار عن الكنز. روى الصدوق (رحمه الله) في كتاب المعراج عن رجاله 





١-بصائر‏ الدرجات ص ۲۱۷. 
"١‏ -بصائر الدرجات ص .٤٤۷‏ 


فى تسرح الزيارة الجامعة م ATER‏ ا Ern‏ 


عن ابن عباس قال: سمعت رسول اليك وهو يخاطب علياًية ويقول: ياعلي إن 
الله تبارك وتعالى كان ولا شيء معه. فخلقني وخلقك روحين من نور جلاله فكنا 
عند رب العالمين نسبّح الله ونقدّسه ونحمده ونهلّله. الحديث. 

وفيه'". عن جابر عن أبي جعف ريه قال: إن الله تعالى خلق أربعة عشر نورا 
من نور عظمته قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحناء الحديث. 

وفيه'" في باب معرفتهم بالنورانية عن أمير المؤمنين وفيه قال : معرفتي 
بالنورانية معرفة الله عزوجلء ومعرفة الله عزوجل معرفقي بالنورانية.. إلى أن قال: 
كنت أنا و محمد عد نوراً واحداً من نور الله عزوجل.. ا 

وفي الكافي باب أن الأعة نور الله عزوجل في حديث تحت رقم »٤‏ عن أبي 
خالد الكابلي قال: سألت أبا جعفر لإ عن قول الله تعالى: «فآمنوا بالله ورسوله 
والنور الذى أنزلنا» فقال: يا أبا خالد النور والله الأئمة َة يا أبا خالد. لنور الامام 
ف فلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار. وهم الذين ينورون قلوب 
المؤمنين, ويحجب الله نورهم عمّن يشاء فتظلم قلومهم ويغشاهم بها. 

وفيه تحت رقم 1. حديث عن أبي امسن ليه إلى أن قال ة: والإمامة هي 
النور ذلك قوله عزوجل: «فامنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا» قال: النور هو 
الامام. 

فعلم من هذه الأحاديث ونحوها أن حقيقة الإمام النور, وقد علمت أنه الظاهر 
بنفسه والمظهر لغيره. فلا حالة لا يخن عليه شيء. فأرواحهم المقدسة من حيث إنها 
نور تكون بحيث لا جهل ها بأيّ شيء وهي عارفة بالشيء لتجرّدها ونورانيّتها. 
فهي نظير المرآة التي لا يواجهها شيء إلا وتنتقش فيها صورته» فبرهانه تعالى 
بث إنه مضا ف إليه تمان فلاعاله يراد تة ما هو واظم فى نقسه وتوضح لغيره 


.] البحار ج ۲۵ ص‎ ١ 
. ؟-البحار ج77 ص۳‎ 


ا e‏ 000000000000000 الأثوار الساطعة 


بالكلية. هذا الامر متحقق فيهم َة وقد أخصهم الله تعالى به فكما أنه تعالى نور, 
أي ظاهر بنفسه ومظهر لغيره وهو برهان على كلّ شيء بهذا اللحاظ ولذا ورد في 
الدعاء: :يابرهان, كذلك انهم اة مظهر هذا البرهان الإلهى با اختصّهم الله تعالى به 
فهمنور, أي مظهر للنور ظاهربنفسه ومظهر لغيره. 

والحاصل: أن حقيقتهم هو البرهان النوري ومظهر للبرهان النوري الإهي. 
ذال اناز هذا الور تشو عد من الأحاديث فى أبوات و ف نذكر مضا ١‏ ` 

فف بصائر الدرجات بصائر الدرجات ص 4۳۹٤ء‏ بإسناده عن إسحق 
الحريري. قال: كنت عند أبي عبد اله فسمعته وهو يقول: إن لله عمداً من نور 
حجبه عن جميع ال خلائق طرفه عند الله وطرفه الآخر في اذن الإمام فإذا أراد شيئاً 
أوحاه في اذن الامام. 

وفيه عن أبي بكر ا حضرمى قال: قال لي أبو عبدالله لإة: يا أبا بكر ما يخنى علي 
شىء من بلادكم. ش 

وفيه عن أبى امسن اة إلى أن قال: فذكروا الإمام وفضله. قال؛ إغا مغزلة 

الإمام في الارض بمنزلة في السماء وفي موضعه هو مطلع على جميع الأشياء كلها. 

قوله لة: وفي موضعه..أي الإمام في موضعه أي مقامه الذي وضعه الله تعالى 
فيه. وهو مقام الامامة ومقام النورانية مطلع على جميع الاشياء. 

وفيه ص ۲۸۹. عن أبي عبدالله0ة: أن الله أخذ الميثاق ميثاق شيعتنا من صلب 
آدم» فنعرف خياركم من شراركم. 1 

وفيه ص ۲۸۸ عن أبي جعفرلية قال: إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة 
الاييان وحقيقة النفاق. 

فدلّت هذه الأحاديث على أنبحقيقتهم النورانية الالهية كانواآية للعالمين, 
وحجج الله على الخلق أجمعين, فهم برهانه المبين الذي أخصهم به. ومن آثار هذا 
النور الالهى أنهم ل مظاهر برهان ربوبيته. وآيات علمه وقدرته. وقد تقدم مرارا 


فى شرح الزيارة الجامعة ا و ال رك و سس تووم و سن TON‏ 


ما يدل على هذا. 
فف البصائر ص .4١‏ بإسناده عن أسود بن سعيد قال: كنت عند أبي عبدالله له 
فأنشأ يقول ابتداء من غير أن يُسأل: نحن حجة الله, ونحن باب الله. ونحن لسان الله 
ونحن وجه الله. ونحن عين الله في خلقه. ونحن ولاة أمر الله في عباده. 
وقد تقدم مثله مراراًء وتقدم مايدل على أنهم مظاهر القدرة لله تعالى. 
والحاصل: أنهم لي الآيات التى أراها تعالى الخلق لإثباته وإثبات دينه. 
وتقدم في قول الصادق يه ما معناه: فأيّ آية أكبر لله وأراها أهل الآفاق منا؟! 
فظهر من جميع ما ذكر أنهم 0ك هم برهانه تعالى؛ وأنه ظهر عليهم وهم أظهروه 
اللخلق» بحيث لم يكن لاحد من غيرهم ماهم في هذا المقام, وهو معنى الاختصاص 
ببرهانه, والحمد لله رت العالمين. 


قوله الا: وانتجبكم بنوره 

فالمعنى: أنه تعالى اختاركم واصطفاكم بسبب نوره» والمراد من النور هو العلم 
فالمعنى: بسب علمه. وبهذه العلة لابأمر آخر يمكن أن تكون علة للاصطفاء كما في 
ساير الخلق» ومعلوم ان علمه تعالى نافذ وشامل لايشوبه جهل في جهة من 
الجهات. فحينئذ يكون الختار والمصطنى بعلمه هو المتصف يجميع الكمالات: 
وبجميع ماينبغي أن يكون في الختار المطلق بحيث لايكون فوقه مختار آخر أحسن 
منه رإلا فيلزم ان يكون هو الختار کا لايخقى. 

ثم إن المراد من هذا العلم هو الكتاب الأول أو الحق الأول أو العلم الذي 
يساوق معنى الربوبية. 1 

والحاصل: أن المراد منه العلم:المخلوق لا العسلم الذاتي؛ لأن الانتخاب معنى 
فعلي. والذات لاتكون فعلاً لنفسهاء ولاجل أن المراد منه العلم الخلوق بنفسه عبر 


A RAE 3 ror‏ اة 


عنها بالنور كذا قيل» كما قيل إنه يجوز أن يُراد من النور ذواتهم المقدسة, بمعنى أنه 
تعالى لم يختارهم لشيء غيرهم أي لما كانت حقيقتهم النور كا علمت سابقاً. 

فالله تعالى اختارهم بحقيقتهم النورية ولحقيقتهم النورية لابشيء ولشيء آخر. 
فالمعنى أنه تعالى بسبب أنهم لك حقيقة النور والخلوق النوري اصطفاهم 
واختارهم؛ لكونهم كذلك لا لجهة أخرى. وإضافة النور إلى نفسه تعالى حينئذ لأنه 
تخلوقه تعالى كما لايخق. 

ويقرب إلى هذا المعنى جعل الباء عى من, أي اجتباكم وخلقكم وأوجدكم 
من نوره؛ أو اجتباكم متلبسين بنوره» وقد دلّت كثير من الأخبار على أ خلقوا 
من نور عظمته, وتقدم بعضها ومنها ما: 

في البحار”". عن إكمال الدين بإسناده عن أبي حمزة قال: سمعت علي بن 
الحسينكة يقول: إن الله عز وجل خلق محمداً وعلياً والأئمة الأحد عشر من نور 
عظمته أرواحاً في ضياء نوره» يعبدونه قبل خلق الخلق» يسبّحون الله عزوجل» 
ويقدسونه. وهم الأئمة الهادية من آل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين). 

ويمكن أن يقال: إن كون المراد من النور العلم مع أنه لا وجه له؛ لتكراره إذ قد 
تقدم في شرح قوله ل: «واصطفاكم بعلمه» ما يقرب إلى هذا التفسير. 

نعم لو أريد من النور ذواتهم المقدسة لابرد عليه هذا إلا أنه أيضاً خلاف 
الظاهر فحينئذ نقول: الانتجاب افتعال من نجب» وفي اللغة نجب بالضم نجابة إذا 
كان فاضلاً نفيساً في نوعه. 

ومن المعلوم أن الاتتجاب با هو مزيد يراد منه المعنى المراد من مجرده» فيكون 
المعنى: اختاركم واضطفاكم بالفضل والنفاسة. 

ومن المعلوم أنه يشار به إلى أنهم في غاية النفاسة من جميع الجهات خصوصاً 


١-البحار‏ ج ۵ص 16. 


فى شرح الزيارة الجامعة ا ا ا ا طوس و ا م لس ١‏ م 1 


من حيث الجمال. كيف لا وهم ا مظاهر جماله؟ وقوله.ة: بنوره یشار به إلى أنه 
إغا جعلكم في غاية النفاسة والفضل وال جمال؛ لأنكم مصطفون من نوره. ويسب 
نوره فالنور بجا هو منشا لجميع الكثالات. والنفاسة والفضل إفاذكر سببا 
لنفاستهم وجماهم وفضلهم: فالمعنى: أنكم في غاية الكمال لأنه تعالى خلقكم 
وانتجبكم بنوره. الذي هو أصل ال جال ومنشأكل جمال. وقد ذكر في الأحاديث ما 
يدل على أنهم نين أجمل من كل جميل, وقد تقدم بعض الكلام فيه سابقاً. 


قوله ا: وأيد کم بروحه 

أقول: في المجمع قوله تعالى: «وأيدناه بروح القدس) أي قوّيناه. والأيد والأد 
القوة ‏ وحينئذ تقول: قد علمت أن حقيقتهم 0غ هو النوركما ذكر في أحاديث بدء 
خلقتهم» وتقدم كثير منهاء فهم #4 بحقيقتهم النورانية التي هي منشأ جميع 
الا لات من العلم والقدارة والعيؤدية قد تز لرا من عا القداش داقر ب روي إلى 
عالم الدنيا والطبايع؛ للتبليغ ولتكميل النفوس الناقصة بل لتكميل كل موجود إلى 
مايراد منه من كاله فبغزوهم إلى عالم الرخص قد واجهوا الجهّال والأمور الصعبة. 

فالله تعالى إتاماً للنعمة عليهم قرّاهم وأيدهم بروحه. الذي قد علمت المراد 
منه. وأنه خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل. 

ففي الكافي عن أبي بصير ليث المرادي قال: سألت أبا عبدالله ييه عن قول الله 
تعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ماكنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان» 
قال: خلق من خلق الله تعالی أعظم من جبرئيل وميكائيل؛ كان مع رسول اله ل 
يخيره ويسدّده وهو مع الأَمْة من بعده. 

وفي الصحاح عن ليث قال: سألت أبا ع_بدالله لإ عن قول الله تعالى: 
«ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربّي» قال: خلق أعظم من جبرئيل 
وميكائيل م يكن مع أحد من مضى غير محمد يلك وهو مع الأئمة يسدّدهم وليس 


SS rot‏ ناد . ب الأمواالساطعة 


فعلم من هذه الأحاديث ونحوها أنهم مؤيدون. أي أن الله تعالى قوّاهم بهذا 
اع ب ب ل ا د 


قوله : ورضيكم خلفاء ف يأرضه 

أقول: الكلام في هذه الجملة يقع في ثلاثة مواضع. 

الأول: في معنى الخليفة. 

والثاني: في معنى رضاه تعالى بكونهم خلفاء. 

والثالث: في معنى كونهم خلفاء في الأرض. وبيان وجه التخصيص بها 

الكلام في الموضع الأول: في المجمع: «جعلكم خلائف في الأرض» ا 
الأرض. يخلف بعضهم بعضاً ؛ واحدهم خليفة.. إلى أن قال: قوله تعالى: «ياداود إلا 
جعلناك خليفة فى الأرض) الخليفة يراد به في العرف لمعنيين: 

إما كونه خِلْقّة (خلفاً) لمن كان قبله من الرسل. 

أو كونه مدبراً للأمور من قبل غيره. 

قوله: «إِنّى جاعل فى الارض خليفة) في حديث على ا ماحاصله: إن الله 
تعاق خلق ق الأرض من الجن والتسئاس قعملوا بالغاضي وفك الدماء, فعظم 
ذلك على الملائكة فغضبوالله. وقالوا: هذا خلقك الضعيف يعملون هكذا وأنت 
تمهلهم. الاج دالقيين الملابحة قال: «إِنّي جاعل في الأرض خليفة» .. إلى أن 
قال: : وخلف فلان فلاناً إذاكان خليفة يقال خلفه في قومه إلى أن قال: :الخلك 
بالتحريك والسكون من يجبيء بعد من مضى إلا أنه بالتحريك في الخيروبالتسكين في 
الشر. يقال خلف صدق وخلف سوء بالتسكين, ومعناهما جميعاً القرن من الناس. 
وللخلف معان أخر. 


فى شرح الزيارة الجامعة عا و ب ا ا E‏ ع FOO‏ 


أقول: المستفاد من موارد استعمال لفظ الخلف والخليفة هو النيابة عن الغير في 
أمرء ولومثل الكون في مكان المنوبعنه وهذاالمعنى العام قد تضاف إليه خصوصية 
بمناسبة مقام أو حال مثلأكما قيل في المعنى الثاني في قوله تعالى: إلا جعلناك في 
الأرض خليفة) من أنهالمدبر للأأمور, ولعلّهيرجع إلى ا معنى الأول ضدرورة كونهم ا24 
خلفاء لمن كان قبلهم من الرسل. ليس المراد منه مطلق أن يحل حلهم بل الخلافة في 
شؤون الرسالة» وهو معنى كونه مدبراً وأما ما في حديث علي من قوله تعالى: 
«إني جاعل في الأرض خليفة 76" بعدما سمع الله تعالى من الملائكة ما سمع, فعناه 
بلحاظ كونه جواباً للملائكة: إن أطهّر الأرض منهم وأخلف عليهم بالخليفة أي: 
المستخلفين عنهم» وهم البشر بحيث لا يكونون بمثل أولئك العصاة, والمراد أن 
يكونوا حينئذ خلف صدق وأهل طاعة, كا علمت أن الخلف بالتحريك في الخير. 
وقد يقال في معنى قوله تعالى: تى جاعل فى الأرض خليفة) ما حاصله: أن 
الخلافة يجعولة لأن يحكى الخليفة مستخلفة بالفتح, فني المقام حيث إن المستخلف 
عنه هو الله تعالى. فلابد من حكايته بالتسبيح والتقديس والتحميد. وهذه حاصلة 
من الملائكة حيث قالوا: (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك» لامن الموجودات 
الأرضية التى شأنها الفساد وسفك الدماء لأنها أجسام مادية مركبة من القوى 
الغضبية والشهو ية مضافاً إلى أن دار الدنيا دار التزاحم والحدودية؛ ولذا قالوا: 
«أنجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء» مضافاً إلى كثير من الموجودات 
الأرضية التي كانت قبل خلق آدم 1# وأنهم أفسدوا وسفكوا الدماء. وليس قوهم 
هذا اعتراضاً عليه تعالى. بل لأجل تعرّف ما جهلوه واستيضاح ما أشكل عليهم 
من أمر هذا الخليفة ولذا قالوا: (إنك أنت العليم الحكيم» حيث ان هذه الجملة 
مصدره بأنْ التعليلية المشعرة بتسلّم مدخولها وقبولهم له كما لا يخفى وكيف كان 


رام 


EROS 00 1‏ الشاظعة 
فأجابهم الله بقوله: #إني أعلم ما لا تعلمون74" طوعلّم آدم الأسماء كلهي . 
وحاصله: أنه تعالى بين أن هذه الخلافة خلافة الله تعالى. لا خلافة نوع من 
موجودات الأرض حتى يجري فيهم ماجرى فيمن كانوا قبلهم. فليس ال خلافة 
خلافة عن الخلوقين السابقي نكما كان المراد منها فيا تقدم بل خلافة الله تعالء والى 
هذه الخلافة الإهيه يشير عدد كثير من الاخبار الدالة على أن ولايتهم ل ولاية 
اله كما تقدم» حيث إن ولايتهم نين بمالها من المعنى العام الشامل للتكوينى منها 
وار يس هى من أخص آثار الالاقة الالمية كا تعر ف إن هه افا 
والوؤجه في كون هذه الخلافة خلافة اله لا غير هو تعلي الله تعالى آدم الأسماء, 
التي سيجيء بيان المراد منها. ويكون معنى تعليم الأسماء إبداع هذا العلم الإلمي 
المشار إليه بقوله: ووعلم» في الإنسان بحيث يظهر منه آثاره تدريجاً دائماً فلو كان 
من المهتدين أمكنه أن يخرجه أي العلم من القوة إلى الفعل فيصير كاملاً في الوجود. 
كما ستجىء الإشارة إليه وعلى هذا فلا تختص هذه الحخلافة بآدم ل بل يشاركه فيها 
بنوه. ولعله يؤيد عموم الخلافة قوله تعالى: 9إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم 
نوح) وقوله تعالى:«ثم جعلناكم خلائف الأرض 74 وقوله تعالى: (ويجعلكم 
خلفاء الأرض)* فبين سبحانه أن هذه الخلافة بلحاظ إبداع هذا العلم فيه يكو 
خليفة الله. فحينئذ يحكى بأفعاله وصفاته وعلمه عن المستخلف عنه وهو الله تعالى. 
ولاغخالة لاايكون من يفسلاق الأرض أو يسقك الذماءجيل يكون نانا ها 
وموجباً لنشر العدل والعلم والمعارف, والكمالات المعنوية والظاهرية, كا يشاهد 
هذا بالنحو الأتم الأكمل في المعصومين لهك. 
١-البقرة: 7١‏ 
۲ -البقرة : 7١‏ 


۳ الأعراف : 18. 
4 - يونس .۱٤:‏ 


ه-_النمل: 1 


فى :شرح الزيارة الجامعة ميحج يفو ا ةافوو سودق روا لاقع 


وبعبارة أخرى: أنه تعالى قرر الملائكة على ما ادعوا من تحقيق سفك الدماء 
والأساد من الموجود الأرضي. وقرر أنهم أهل التسبيح والتقديس. وإفا أراد 
سبحانه ابداء شىء اخرء وهو أن هناك امرا لاتقدر الملائكة على حمله ولا تتحملهء 
وإغا يتحمله هذا الخليفة الإلهى الجعول في الارض. فإن هذا يحكى عن الله تعالى 
أمرا غامضا وسوا مببتتراً ليس ف وبع الللائكة. ولامالة يتَدَارك ذلك أمير 
الفساد وسفك الدماء. وليس الملائكة تقدر على هذا التدارك لا ليس فيها من ذلك 
السرّ. ولذا لاتصلح للخلافة الإهية, وهذا بخلاف الإنسان فإنه بهذا اللحاظ صالح 
هذه الخلافة. فيعلم منه ضمناً جوابه تعالى عن أن الملائكة لاتصلح للخلافة 
الإإهية؛ لقصور حقيقتها الحدودة عن هذا بخلاف الإنسان الذي هو العام الكبير 
والكتاب المبين الإهي الجامع. كما سيجيء بيانه. 

ثم إن المراد من تعليم آدم الأسماء هو كشف حقائق الموجودات واعيانها له لا 
حرد ما يتكلفه الوضع اللغوي من اعطا المفهوم, فا معلوم له حينئذ هو الحقائق 
الخارجية والوجودات العينيةء مع انها أيضا مستورة تحت ستر الغيب؛ غيب 
السموات والأرضء والعلم بها على ماهى عليه كان أولا ميسورا - مكنا لموجود . 
أرضي لاللملك السماوي؛ لما علمت من محدودية خلق الملك بماله من السعة ا ختصة 
به. فإنه وإن كان جردا إلا أنه يحرد في أمر دون اهر وهذا بخلاف الإنسان فإن فيه 
بالقرة شأنية الوصول إلى أيّ أمر وأيّ كمال بالفعل والاحاطة بهاء وهذه الججهة 
الكائنة في الإنسان هى دخيلة فى الخلافة الاهية, والملك حيث إنه فاقدها غير 
قابل اكا لايخ 0000 

ومعنى كون المسميات هى الحقائق ا هى عليه أنها أعيان ومسميّات 
ومو جودات أحياء عقلاء ذوي شعور کامل» رين تحت حجاب الغيب» وليس 
المراد من العلم بها نحو العلم الذي عندنا بأسماء الأشياء. فإن العلم هو المفهوم 
والتصور. وذلك هو الدرك والتحقق بها فبهذا التحقق والاشتال صار الانسان 


AE EA Fo‏ الأنوان المناطفة 


أفضل من الملك. لا بالعلم المفهوم المستفاد من اللغة المستعمل بالألفاظ في مقام 
التفهم» فإن هذا امر يعلمه الملائكة احسن من أدم» حيث إنهم يعلمونها بدون 
اللفظ؛ لكونها بحردات بخلاف الإنسان فإنه يحتاج إلى التكلّم في هذا العالم. 

وقد يقال: إن المراد من تعليم آدم الأسماء كلها هو خلقه من أجزاء مختلفة وقوى 
متباينة حتى استعد لإدراك أنواع المدركات من المعقولات و المعسوسات. 
والمنخيلات والموهومات, وإطامه معرفة ذوات الأشياء وخواصهاء وأصول العلم, 
وقوانين الصناعات وكيفية آلاتهاء والقييز بين أولياء الله وأعدائهء فتأق بمعرفة ذلك 

وبعبارة أخرى: صار بهذه المعرفة مظهراً للأسماء كلهاء ووصل إلى مرتبة 
جامعية جميع الكمالات الوجودية الإلهية به حتى صار منتخباً لكتاب الله الكبير. 
الذى هو العالم الأكبر كا قال أمير المؤمنين: «أتزعم أنك جرم صغير..» وسيأتي 
بتامه. وهذا بخلاف الملائكة فإنها وحدانية الصفة ليس في جبلتهم خلط ولا 
تركيب. وهذا لايفعل كل صنف منهم إلا فعلاً واحداً فاما هو راكع فقط أو ساجد 
فقط. أو قائم فقط.كا دلّت عليه الأخبار وأشار إليه قوله تعالى في حقهم: «و ما منا 
إلا وله مقام معلوم)" فليس فيم تزاحم وتباغضء فهم كالحواس كل حاسة 
تفعل فعلها ولاتزاحمالأخرى» (لايعصون اله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون» فكل 
صنف منهم مظهر لاسم واحد من الأسماء الإطية لا يتعداه. وهذا بخلاف الإنسان 
فإنه لجامعيته ها كا علمت قد فاق الملائكة. وذلك بمعرفته الكاملة ومظهريته 
الشاملة. فعنى قوله تعالى: «أنبئهم بأسمائهم 74" أخبرهم بالحقائق المكنونة عنهم, 
والمعارف المستورة عليهم؛ ليعرفوا جامعيتك ها ويعرفوا قدرة الله على الجمع بين 
الصفات المتباينة, والأسماء المتناقضة ومظاهرها با فيها من التضاد في خلوق واحد 


,1514 : تافاصلا-١‎ 
39: -البقرة‎ ١ 


فى شرح الزيارة الجامعة ل ا الطاب ا ا 


كما قيل: 
ليس عل الله بمستنكر أن يجمع العام في واحد 

وإلى هذا يشير مافي الحكى عن الصادق لا: «أن الله عزوجل علّم آدم أسماء 
حججه كلها ثم عرضهم وهم أرواح على الملائكة» فقال: (أنبئوني بأسماء هؤلاء 
إن كنتم صادقين بأنكم أحق بالخلافة في الأرض؛ لتسبيحكم وتقديسكم من آدم, 
فقالوا: (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم» قال الله تبارك 
وتعالى: «ياآدم أنبئهم بأسمائهم» فلا أنبئهم بأسمائهم وقفوا على عظيم مغزلتهم عند 
الله عر ذكره. فعلموا أنهم أحق بأن يكونوا خلفاء الله في أرضه وحججه على بريته, 
ثم غيّبهم عن أبصارهم واستعبدهم بولايتهم ومحبتهم وقال هم: «ألم أقل لكم إنى 
أعلم غيب السموات والارض وأعلم ماتبدون وما كنتم تكتمون)». ١‏ 

أقول: يستفاد من قوله : «واستعبدهم بولايتهم ونحبتهم. عموم الخلافة 
حيت إنه ظاهر في ولا يتهم وحبتهم اء كما لايخى. ش 

وعن تفسير العياشي عن أب عبدالله ل قال: سألته عن قول الله: «وعلم آدم 
الأسماء كلها» ماهى؟ قال: أسماء الأودية والنبات والشجر والجبال من الأرض. 
وفي رواية أسماء أنبياء الله واوليائه وعتاة أعدائه. 

أقول: قد علمت المراد من قوله الأسماء, فحقيقة ما هذه الأمور عليها هى 
المعلومة بالوجدان والدرك لها ولعلّ المراد منها الأسماء الحسنىء التى بها خلقت 
الخلرقات كلهاء وإغا أضيفت إلى الخلوقات في قوله له أسماء الأودية.. ال لأن 
امخلوقات كلها مظاهر الاسماء التي فيها ظهرت. فإن صفات اللطف كلها أو جلها 
ظهرت ف الأولياء. وصفات القهر كلها أو جلّها ظهرت في الأعداء, ولعلّه إليه يشير 
ما في الدعاء من قوله #ة: وبأسمائك التي ملأت أركان كل شيء. . 

اتسي را 000 


الف ل الوا ولك ان 1 الاتوار الستاطعة 


للمعصومين سل ونحن نذكر بعضهاء ثم نعقبه بما لابد له من الشرح. فنقول: 

في تفسير نور الثقلين”". عن عيون الأخبار بإسناده عن علي بن موسى الرضاء 
عن أبيه عن آبائه عن على 440 قال: «بیغا أنا ای مع النبى يه في بعض طرقات 
المدينة إذ لقينا شيخاً طوّال كت اللحية بعيد ما بين ا منكبين فسلّم على الني علي 
ورحب به ثم التفت إل فقال: السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة الله كاك 
اليس كذلك هويا رسول الله؟ فقال له رسول الله ٌ: بلى, ثم مضى, فقلت: يارسول 
له ما هذا الذي قال لي هذا الشيخ وتصديقك له؟ قال: أنت كذلك والحمد لله إن الله 
عز وجل قال في كتابه:(إتى جاعل فى الأرض خليفة4, والخليفة الجعول فيها 
آلو ادا ووا لاله خليفة في الأرض فاحكم بين الناس 
بالحق) فهو الثاني وقال عز وجل حكاية عن موسى حين قال ارون لة: 
«اخلفنى فى قومى وأصلح) فهو هارون إذ استخلفه مو سى ا في قومه. فهو 
الثالك. ٠‏ 

وقال عزوجل: اوأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر» و كنت 
انث المبلغ عن الله عزوجل وعن رسوله وأنت وصيى ووزيري وقاضي ديني 
والمؤدى عق وات عو بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لاني بعدي. فأنت رابع 
الخلفاء كا سلم عليك الشيخ, أو لاتدري من هو؟ قلت: لاء قال: ذاك أخوك 
الخضرييًة فاعلم». 

وعن بصائر الدرجات بإسناد عن أبي عبدالله ل قال: إن رسول اله قال: 
إن الله مثل لي أمتي في الطين. وعلمني أسماءهم كما علّم آدم الأسماء كلّها. 

أقول: عه أن ملاك الخلافة الالمية هو هذا العلم, وقد علّمه الله تعالى 
للدي . وتقدم ما يوضح لك أزيد من هذا. 


ب 





١-'نفير‏ نور الثقين ج ١ص ٠‏ . 


فى شرح الزيارة الجامعة ا E‏ 


وفي تفسير نور الثقلين7 حمدبن مسلم عن أبي عبدالله:8ة قال: أهدي إلى 
رسول اله َة الجوح”" فيه حبّ مختلط. فجعل رسول اله ل يلقي إلى على حبة 
حبة ويسأله أيّ شيء هذا؟ وجعل على يخبر, فقال رسول اله لل: أما إن جبرثيل 
أخرني أن الله علمك اسم كل شيء كا علّم آدم الأسماء كلها. 

وفي تفسير نور الثقلين””". عن الكافي وبإسناده إلى أبي جعفر ا قال: ولقد قال 
الله عزوجل في كتابه لولاة الأمر من بعد حمدعَيةٌ خاصة: وعد اله الذين آمنوا 
منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم..» 
إلى قوله: «فأولئك هم الفاسقون) يقول: استخلفكم لعلمي وديني وعبادق بعد 
نبيكم كما استخلف وصاة ادم بعده حتى يبعث النبي الذي يليه «يعبدونتى 
لايشركون بی شيئاً» يعبدون بايهان لاني بعد محمد فن قال غير ذلك فأولئك 
ف الفاسقون فقن مكو ولح الأعر يقد ده عاك وعد شين ت ا 
صلقناكم فاقّروا وما أنتم بغافلين. 

وفيه عن تفسير علي بن إبراهيم: وقوله: «إوعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا 
الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكئن لهم 
دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً یعبدوننی لايشركون بى 
شينا..» نزلت في القائم من آل محمد (عليه وعلى آبائه السلام). 

المستفاد من الآيات والأحاديث وكلمات الأعلام» أن لكل بشر ناقص أ كان أو 
كاملاً نصيباً من الخلافة بقدر حصته الإنسانية كا قال تعالى: وهو الذي جعلكم 
خلائف الأرض 74 أي أن كل واحد من افاضل البشر وأراذهم خليفة من خلفائه 
القت و سين ۱ص .٤۷‏ 
5 - أقول: لعله اسم لوعاء مصنوع من شيء مخصوص. 


1 تفسير نور الثقلين ج7اص .1١7‏ 
-٤‏ لأنعام : 218 


ةمد الاتوازالساظعة 


في أرض الدنياء فالأفاضل مظاهر جمال صفاته في مرآة أخلاقهم الربانية. فإنه 
سبحانه تجلى بذاته وجميع صفاته لمرآة قلوب الكاملين المتخلقين بأخلاقه؛ لتكون 
مرآة قلوبهم لجلال ذاته وجمال صفاته مظهراً بالضم ومظهراً بالفتح. 

وأما الأراذل فهم مظاهر له تعالى بمعنى ا يظهرون جمال صنايعه وكمال 
بدايعه في مراة حرفهم وصنايعهم. وهم أهل الغفلة عن الحقائق والمعارف. وهم 
الذين عمّرت بهم الدنيا ما فيها من انواع الصنايع المستحدثة والمستعذبة بأنواع 
التجملات. كا هم المقراءى في زماننا هذا؛ ولذا قيل: لو عقل الناس لخربت الدنيا. 
-أي أنّ عبارتها بهؤلاء الجاهلين عن الحقائق» وكذا يظهرون سائر الحرف والصنائع التي 
تحتاج الا الناس من الحيازة والتجارة وساير الأعمال الصعبة. 

وكيف كان فالخلافة العظمى إغا هي للإنسان الكامل المي لأفراد العالم كلها 
بجهته الروحانية الآخذة عن الله تعالى ما يطلبه الرعاياء وبجهة العبودية المبلّغة الهم 
ذلك فإنه بهاتين الجهتين يتر أمر الخلافة. 

قال بعض أهل المعرفة: إن الانسان الكامل هو بمغزلة روح العام والعالم جسده. 
فكما 1 ن الروح إغا يديّر الجسد. ٠‏ ويتصطرّف فيه با يكون له من القوة الروحانية 
والجسمانية. كذلك الإنسان الكامل يدبّر العام ويتصرف فيه بواسطة الأسماء الإهية 
التي أودعها فيه. وعلمها أياه. وركبّها في فطرته, قبا ياواه الوه ين الروح» فإن 
كل حقيقة-من حقايق, ذات الإنسان الكامل ونشأته برزخ من حيث أحدية جمعها 
بين حقيقة ما من حقائق بحر الوجوب وبين حقيقة مظهرية لها من حقائق بحر 
الإمكان التى هى عرشهاء وتلك الحقيقة الوجوبية مستوية عليهاء فلا ورد التجلي 
الكمالي الجمعى على المظهر الكالي الإنساني تلقاه بحقيقة الأحدية الجمعية 
الاه رن )بس هذا فا و كل سقف من عقا ذل ليان ان م 
فا نورالسيل ينها عل ما سا سن العأ فا وت الكلاء والنقناء الواردة 
بالتجلي الرحماني على حقائق العالم الابعد تعيّنه في الإنسان الكامل بمزيد صنعة لم 


فى شرح الزيارة الجامعة MF... RE TE‏ 


يكن في التجلي قبل تعيّنه في مظهرية الإنسان الكامل: فحقائق العالم وأعيانها رعايا 
وهر اعا وغل اسا رعا بامعل الوبسة ا ی 
وفيه تتفاضل الخلائق بعضهم على بعض. وأفضلهم في ذلك وأقهم الأنئمة 
المعصومون ياء ولذا ورد عن الصادق ل وعن أمير ا لمؤمنين ا في وصيته» وعن 
الحجة (عج) في التوقيع الصادر منه ل على ما قيل: «نحن صنائع الله والناس بعد 
صنائع لنا» أي نحن الذين علّمنا الله وأقدرنا على كل شيء بقدرته. فصرنا بذلك 
الانسان الكامل. ولذاكان الناس أي الخلق صنائع لناء بواسطتنا أعطاه الله الوجود, 
وما به قوامه الظاهرية والباطنية؛ فهم يفعلون بفعل الله وباقداره تعالى إياهم في 
ذلك. 
ويدل على هذا ماتقدم عن كامل الزيارات في زيارة الحسين ا من قوله: 
إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم وتصدر من بیوتکم» تقدم شرحها. 
قال بعض العارفين: فلم| رأيت الحديدة الحامية تنشبه بالنار وتفعل فعلهاء فلا 
تتعجب من نفس اتشر قت واسنقضاءت واستنارت بنور الله, فأطاعتها الاكوان. 
ولأجل أن الانسان الكامل هو الخليفة الإلهى, أي الوساطة الخلقية بالمعنى الاتم, 
فلهالأولية في خلق والاخرية والظاهرية والباطنية والعبودية والربؤبية. أي مظهريته 
لصفة الرب تعالى. والى الأول يشير قوله يَل: أول ما خلق الله نوري فإنه أول 
تخلوق بتام معنى الأولية من الخلق الأول والرتبة العليا الأولى والأولية في الكمال 
الأتم؛ ولذا ورد: أن الحجة أول خلق الله وآخر من يموت أيضاً الحجة. وقد تقدّم 
حديئه ومنه يعلم اخريته» مضافاً إلى أنه آخر مراتب الوجود في سلسلة العود وآخر 
ما يظهر من الموجودات إذ مامن موجود إلا وهو به موجود فهو آخرها لاحالة. 
وأما الظاهرية: فهو الظاهر بالجسم والخنلق الأحسن والأعلى؛ ولذا قال 
علي لة: ظاهري الامامة وباطنئ غيب لا يدرك کا تقدم, أي أن أيّ شيء يظهر مني 
فهو إمام في مرتبة لا يدانيه من نوعه شيء. 


4 مارك 1 5 200 ات!الأتوان الشتاطعة 


وإما الباطنية: فهو باطن بالروح والأمر والكمالات المعنوية كالا يخق. 

واما العبودية: فبالحاجة إلى خالقه دائما والحدوث والمربوبية حيث إنه تعالى 
ويه ومر بيه. 

روي عن أمير المؤمنين!#ة أنه قال: نزلونا عن الربوبية -أي بالذات ثم قولوا 
في فضلنا مااستطعتم. فإن البحر لاينزف, وسر الغيب لايعرف. وكلمة الله 
لاتوصف. 

وعنه ل : نحن أسرار اله المودعة في هياكل البشرية. 

وعن الصادقءغة: اجعلوا لنا ربا نؤب إليه ثم قولوا في فضلنا ماشئتم. 

وأما الربوبية: أي كونه مظهراً لصفة الرب تعالى؛ فلاجل أنه لما أكمله الله تعالى 
بالعلم. وجعله خليفته في الخلق فلا حالة له صفة تربية الخلق وأفراد العام بأجمعها 
بالخلافة الاهية والنشأة الروحانية, فإنه متمكن في مرتبة بين الوجوب والإمكان 
يأخذ من الجهة الروحانية عن الله سبحانه ما يطلبه الرعاياء ويبلغه بجهة الجسمانية 
البهم. وبهاتين الجهتين يتم أمر اوو ودغي الا لارام ول ت ل رار 
جعلناء ملكا لجعلناه رجلاً وللبسنا عليهم ما بلبسون»'" أي يجعل ذلك كذلك. 
ليجانسكم فيبلّفكم أمري بالنحو المذكور, فعلم أن الإنسان الكامل هو أكبر 
الأشياء بعد الله تعالى. وعليه فالعالم هو الإنسان الصغير. والإنسان الكامل هو 
العالم الكبيرإذ للخليفة الاستيلاء على المستخلف عليه. فلا حالة هو أكبر وأعظم منه 
ولظهورركل شيء فيه بصورة ال جمع ووصفه» ولأجل جامعيته بين إجمال الجمعية 
الالمية وقوتها وبين تفصيل العام وفعلية احدهما فيه دفعة والاخر بالتدريج. 

وبعبارة أخرى فيه تفصيل العالم بالعلم» وقد أعطه اله دفعة وفعليته هذا 
التفصيل بالتدريج حسب ماتقتضيه الحكئة الاهية. ففعلية الأمور أيضاً بواسطة 
ولي الله المطلق كا علمت. قال أمير المؤمنين2ة: 


kı -الأنعام:‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة اريس اماه اتنس اام مسد واقوطل الات امسر ل 


دواؤك فيك وما تشعر وداؤك منك وماتبصر 
وتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر 
وأنت الكتاب المبين الذي بأحرفه يظهر المضمر 
ولنعم ما قيل بالفارسية: 
هرچه در عام كبير بود همه شرح كتاب اكبر تست 
وكيف كان, الإنسان الكامل كتاب منتخب من أم الكتب» التي هي عبارة عن 
المدضعرة الأحدية الجمعية الإلهية. مشتمل على حقائقها الفعلية الوجوبية. ومنطو 
على دقائق نسب صفاتها الربوبية بحيث لايشذ عنها شيء منها سوى الوجوب 
الذاتي فإنه لاقدم فيه للممكن الحادث وإلا لزم قلب الحقائق والى هذه الأكملية 
اشإر فيا تقدم من الأحاديث. 
وما روى عن الصادق :أن الصورة الإنسانية أكبر حجة لله على خلقه. وهى 
الكناب الذي كتبه بيده» وهي الميكل الذي بناه که وهي جموع صور العالمين. 
وهي الختصر من العلوم في اللوح الحفوظء وهي الشاهد على كل غائب. وهي 
ا لححجة على كل جاحد. وهي الطريق المستقيم إلى كل خير. وهي الصراط الممدود 
بين الجنة والنار. 
أقول: قد تضمن هذا الحديث الشريف من غرر معارفهم 0ه ومن المعلوم أنه 
لام صداق حقيق هذه الامورالمذكورة الآ الأعْة لك وقد ذكر في أحاديثهم الواردة 
في بيان شؤون ولايتهم هذه الأمور وإثباتها هم مي وغيرها كا لايخ على المراجع 
هاء وأيضاً في الحديث المشهور عن النبي َب كما تقدم: أن الله خلق آدم على صورته, 
دفي رواية: على ر ار 5 2 7 2 2 2 ٤‏ 
قيل: يعني, خلقه على صفته حيّاً عالماً مريداً قادرا سميعاً بصيراً متكلًاء ولا 
كانت الحقيقة تظهر في الخارج بالصورة, أطلق الصورة على الأسماء والصفات 


EER 0‏ نحطي لمجا مهب الأمواز: اة 


يحازاً؛ لأن الحق سبحانه بها يظهر في الخارج. هذا باعتبار أهل الظاهر. 

وأما عند المحققين: فالصورة عبارة عا لايعقل من الحقائق الجرّدة الغيبية 
ولاتظهر إلا بهاء والصورة الإلهية هو الوجود المتعين بساير التعينات, التق بها يكون 
مصدراً لجميع الافعال الكالية والآثار الفعلية, هذا بيان إجمالي للإنسان الكامل 
الذى هو خليفة الله. 

وقد علمت أن أحسن مصداق ها هم المعصومون يل ثم الأنبياء. كل على 
حسبه. والأولياء كل على قدر إنسانيته وكمالاته المعنوية. 

بل علمت أن كل موجود من البشر له نصيب من الخلافة الإهية, وأحسن 
كلام قيل في المقام فى بيان هذه المراتب ما عن الحدث الكاشاني يزك. 

. قالي: فصل. ثم الإنسان الذي هو خليفة اله في أرضه والمقصود من خلقه ني 
أو وليء والنبي إما رسول أو غيره والولي إما إمام أو غيره وإنما ينقسم بهذه 
الاقسام بسبب اختلاف طرق تحصيله للعلم» فإن حصول العلوم التي ليست 
بضرورية في باطن الإنسان إا تكون بوجودها مختلفة. فتارة يكون بالاكتساب 
والتعليم ويسمى استبصاراً واعتباراً وهو طريق اهل النظر من العلماء والحكماء. 
وتارة مهجم عليه كأنه ألق إليه من حيث لايدري سواء كان عقيب طلب أو شوق 
أولا. وسواء كان مع الاطلاع على السب المفيد له أولاء فإنه قد يكون بمشاهدة 
الملك الملهم للحقائق من قبل الله وسماع حديثهء وقد يكون بمجرد السماع من غير 
رؤية. وقد يكون بنفثه في الروع من غير سماع ينكت في القلب نكتاً أو يلهم إهاماً. 
وريا يكون ال هجوم في النوم كا يكون في اليقظة, والمشاهدة يختص بها الانبياء 
والرسل (صلوات الله عليهم). 

والحديث يكون لأوصيائهم أيضاً والنبي يوحى إليه بالعمل» والرسول يوحى 
إليه بالعمل والتبليغ. والولي يحدثه الملك أو يلهم إهاماً بالعمل, والإمام يحدثه الملك 
بالعمل والتبليغ. فكلٌ رسول ني ولا عكس. وكل رسول أو نبي أو إمام فهو 


فى شرح الزيارة الجامعة SEAN‏ سس ل 


ولي حدث ولا عكس, وكل رسول إمام ولا عكس. ولا نبي إلا ولايته أقدم على 
نبوّته. ولا رسول إلا نبوته أقدم على رسالته, ولا إمام إلا وولايته أقدم على إمامته. 
والولاية باطن النبوة. والإمامة والنبوة باطن الرسالة, وباطن كل شيء أشرف 
وأعظم من ظاهره؛ لأن الظاهر محتاج إلى الباطن. والباطن مستغن عن الظاهر. 
ولأن الباطن أقرب إلى الحق. فكلّ مرتبة من المراتب المذكورة أعظم من لاحقتها 
وأشرف. وايضاً فإن كلاً من النبوة والولاية صادرة عن الله ومتعلقة بالله, وكلاً من 
الرسالة والامامة صادرة عن الله ومتعلقة بعباد الله فيكون الأوليان أفضل. وأيضاً 
كل من الرسالة والامامة متعلقة بمصلحة الوقت والنبوة والولاية لا تعلق ا بوقت 
دون وقت» ومع ذلك كله فلا يجب أن يكون الول أعظم من النبىي ولا من الرسول 
ولا من الإمام» ولا النبي أعظم من الرسولء بل الأمر في الكل بالعكس في ولي يتبع 
نيا أو رسولاً أو إماماً. أو نبي يتبع رسولاً لأن لكل من النبي والإمام مرتبتين 
وللرسول ثلاث مراتب وللولي واحدة, فن قال: إن الولي فوق الني» فإغا يعني 
بذلك في شخص واحد بعنى أن النبي من حيث إنه ولي أشرف منه من حيث إنه نبي 
ورسولء وكذا الإمام من حيث إنه ولي أشرف منه من حيث إنه إمام, كيف يكون 
الرلي أفضل مطلقاً ولاه ولي إلا وهو تابع لني أو إمام والتابع لا يدرك المتبوع أبداً فا 
هو تابع له فيه إذ لو أدرك لم يكن تابعاً 

نعم» قد يكون ولي أفضل من ني إذا لم يكن تابعاً له كما كان أمير المؤمنين كذ 
أفضل من جميع الأنبياء والأولياء بعد نبيناي# وكذ أولاده المعصو مون ليل . 

أقول: وعلم مما ذكر أن الغاية القصوى في إيجاد هذا العالم الكوني و مكّوناته 
الحسية هى خلقة الإنسان وغاية خلقة الإنسان ماهية العقل المستفاد أي مشاهدة 
المعقولات والاتصال بالملإ الأعلى. والعبودية الذاتية التى هى الفناء في الحق 
والخلافة الإلمية. 0 


AREA 4‏ اناطخ 


كما قال سبحانه: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدوني. 

وف الحديث القدسي: خلقت الأشياء لأجلك وخلقتك لأجلي. 

وفي حديث آخر: لولاك لما خلقت الأفلاك. 

وعن النبي يي أنه قال: ياعلي لولا نحن ماخلق الله آدم ولا حواء» ولا الجنة 
ولا النار, ولا السماء ولا الأرض,'قلولة الخليقة لن توجد الخليقة. ولابد من أن 
يكون وجوده تراق جميع الأعصار والدهور حتى يقوم به الأمرء ويدوم به 
النوع, و تحفظ به البلاد. ويتدي به العباد. ويمسك به السموات والأرضون. وإلا 
فيكون الكل هباء وعبثاًء إذ لا يرجع إلى غاية ولا يؤل إلى عاقبة ففنيت إذن 
وخربت. 

كما قال الرضائية: لو خلت الارض طرفة عين من حجة لساخت بأهلها. 

وقال الصادق لية: لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت. 

وقال الباقرلئة: لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلهاء كما يوج 
البحر بأهله. ٠‏ 

وقال أمير المؤمنين2ة: اللهم بل لا تخلو من قات لله بحجة إما ظاهر مشهور 
وآما خان متمور. 

وقال النبي يَيُْ: في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن الدين 
تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. 

وف الحديث المشهر والمتفق عليه بين الخاصة والعامة: من مات ولم يعرف إمام 
وتاله تنه aS‏ ش 

وروى الصدوق في كال الدين وتام النعمة”". عن الصادق جعفر بن محمد عن 
أبيه عن جدّه ل قال: قال رسول اله يَلِي: الأئمة من بعدي اثنا عشر, اوم علي بن 


١-الذاريات:65.‏ 
۲ -كمال الدین .. ج ١ص‏ 1094. 


فى شرح الزيارة الجامعة a‏ ز[ز[ز [ز[ز[ [ [ [ ا e‏ 


أبي طالب وآخرهم القائم. هم خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج اله على أمتي 
بعدي المقرٌ بهم مؤمن والمنكر طم كافر. 

وف توحيد الصدوق بإسناده عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد اله جا 
يقول: إن لله عزوجل خلقاً من رحمته خلقهم ی ورب وران ر ا لرحمتهء 
فهم عين الله الناظرة, وأذنه السامعة, ولسانه الناطق في خلقه بإذنه» وأمناؤه على 
ماأنزل من عذر أو أنذر أو حجة فبهم يحو السيثات» وبهم يدفع الضير. وبهم يغزل 
قضيّته. قلت: جعلت فداك من هؤلاء؟ قال: الأأوصياء. 

فقوله : وبهم يقضي.. الخ. دليل على انهم ليك متصرفون في الخلق تتصرفاً 
تكوينياً إذ المراد من قضيته هو إيجاد الخلق والأمر والشؤون الربوبية كا لا يخق. 

وكيف كان فالمقصود من خلقه الإنسان اما هو وجود خليفة الله المشار إليه 
بقوله عزوجل: (إإنى جاعل فى الأرض خليفة74© وخلقه سائر الأكوان من الجماد 
والنبات والحيوان إا هى لض رورات نفس الإنسان واستخدامه إياها وانتفاعه بها 
وكل . هذه التكريات للانسان خصوصاً للكامل منه لأجل أنه تعالى علمه الأساء 
بنحو تقدم ذكره وأسجد الملائكة له؛ ولذ كان الملائكة بأجمعها مسخرين لأجله 
ومطيعين له موكلين به. ولعلَ المراد من الأمر بالسجود له هو هذا التسخير 
والإطاعة له والقيام بما يحتاج إليه كالا يخق. 

إذا علمت هذاء فاعلم أن قوله.#ة: ورضيكم خلفاء في أرضه. إما يراد به 
الإشارة إلى أنهم أعلى مصداق لقوله تعالى: إوعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا 
الصالحات ليستخلفنهم»”", وقد علمت أنه وردت روايات أنها نزلت فيهم وأن 
كمال الاستخلاف في زمان القائم (عج) کا علمت. 
١-البقرة‏ : ۳۰ 


٠.00 لنور:‎ -۲ 


PY‏ الات ع وا E‏ الأموا ل السناظفة 


أو أنه إشارة إلى أنهم الخلفاء, في قوله تعالى: «اي جاعل فى الأرض خليفة» 
وقد علمت وجهها مفصلاً فهم نيك أحسن مصداق لخسلافة الله وهم اراد من 
الخليفة المذكورة في القرآن بالنحو الأتم لقامية ملاكها فيهم كما علمت. 

وأما كونهم ل خلفاء الرسول الأعظم كَل فهو أمر أوضح من الشمس قد 
دلّت عليه الآيات والأحاديث الكثيرة من الفريقين. وقد تقدم بعضها في أوائل 
اعيرس 

ثم إنه قد وقع التصري في كلمات القوم لكلمات مختلفة دلت على مقام خاص لمن 
اطلقت عليه فلا بأس بالاشارة إليها ليتم الكلام. 

فنقول: إن للإنسان بحسب التدرج في مدارج الكمال والسعادة أصنافاً فإنه. ان 
صدق الأنبياء فها جاءوا به من الله سبحانه فهو مسلم وقد مر تعريفه بأنه بالاقرار 
بالشهادتين يكون مسلماً. وإن قرن بهذا موالاة الأئمة الهداة سي كما دلت عليه 
الأحاديث النارجة عن الحصرء فهو مؤمن وان اشتغل مع هذا في أغلب أوقاته 
بالعبادة فهو عابد اي تحققت فيه العبودية وقد قسموها على ثلاثة اقسام: 

العابد بالعبادة : وهى للعامة وهو التذلّل لله تعالى ويلزمه اتيان الاعمال 
الشلقة من الواساف a‏ 

والعبودية : وهى للخاصة الذين صححوا النسبة اليه تعالى بصدق القصد اليه 
في سلوك الطريقة, ويلزمه الاتصاف بالصفات الحميدة, والاجتناب عن الصفات 
الرذيلة بنحو ما ذكر في كتب الاخلاق. 

والعبودة : وهى للخاصّة الخاصة الذين شهدوا نفوسهم قائّة بالحق في 
عبوديتهم, فهم يعبدونه في مقام أحدية الجمع والفرق, وف الحقيقة هذه المرتبة من 
العبودة. هي الجامعة لقام الكالات. كيف وان الكاملين المتصفين بالفقر والعبيد هم 
المتحققون بالعبودية. أي الموقنون بالاتصاف بالأسماء الالمية. ليس من مقتضيات 
ذواتهم بل بفنائهم في ذات الحق. فقتضى ذواتهم ليس إلا العبودية بهذا المعنى؛ ولذا 


فى شرح الزيارة الجامعة ES‏ عرو ود ام 


قيل : إنه قيل للنبى تل في ليلة المعراج : سل ما تبتغيه من السعادات, قال بش : 
أضفنى إليك بالعبودية يا ربّء فنزل في حقّه. «سبحان الذى أسرى بعبده..). 

وكيف كان فالعابد من اشتغل بالعبادة كلّ على حسب منزلته, وإنكان مع 
ذلك تاركاً للدنيا وشهواتها فهو زاهد تركاً يرجع إلى قطع العلاقة القلبية بهاء بحيث 
لا يؤثر وجود الدنيا وشهواتها في قلبه وجوداً وعدماً. وإن عرف مع ذلك الأشياء 
على ما ھی عليها بالتحقيق فهو عارف وقد قيل في تعريف العارف: من أشهده الله 
تعالى ذاته وصفاته وأفعاله والعالم إذا جعل مقابلاً له: من أطلعه الله على ذلك لا عن 
شهود. فهو في مقام علم اليقين. والعارف في مقام عين اليقين أو حق اليقين. وتقدم 
ما يوضح لك هذا فراجعه. 

وكيف كان فالعارف إن أوصله الله تعالى مع هذا إلى مقام القرب وأيّده بالإهام 
ونفث الروع فهو وليء وقد تقدم في أوائل الشرح شرح حال الولي. وإن خصّهِ مع 
هذا بالكتاب فهو رسولء وإن خصّه مع هذا بنسخ م الشريعة السابقة فهو من أولي 
العزم. وإن اخصّهٍ مع هذا بخاتهية النبوة فهو الخاتم فهذه عشرة كاملة. 

وتقدّم أنّ الإنسان الكامل هو غاية خلق السموات وما فن وهو منطبق على 
الواحد الختمي وهو يناتا فهو المقصود من الكلّ والغاية للكل وتقدمت 
أحاديث الباب آنفاً من الحديث القدسي: «يابن آدم خلقت الأشياء لأجلك 
وخلقتك لأجلي» وما ورد في حقّ النبى الأكرم يليْة: «لولاك لما خلقت الأفلاك». 

وكيف كان فالنبي الأكرم ٥لو‏ خاتم كلّ كمال إنساني. وجامع كلّ جمال وجلال 
في حكيم ربّاني فهو إذاً خليفة سبحاني وإن كلّ من بعده أظلّته لكلّيته. وقد يطلق 
على الخليفة الإلمى الذي هو أكمل ا موجودات في زمانه, الغوث ومن دون الغوث 
من سائر رجال الله من الأقطاب والأوتاد والأبدال والأفراد يمعنى المنفردين 
والنقباء والنجباء. وأمثاهم كلّهم مستمدّون من الغوث والغوث في زمانناء هذا هو 
قائم آل محمد يلاق صاحب الأمر والزمان المهدي المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه 
الثعريف). 


يفف RRA‏ ال ول ا ...ا الأنوار الساطفة 


كا أنه أي الغوث يسمّى عند الحكماء مدبّر العالم وإنسان المدينة. وهو المستى 
بالفار قليط كما قال عيسى ©: نحن نأتيكم بالتغزيل وأمّا التأويل فسيأتي الفارقليط 
في آخر الزمان والعالم يدور مدار هؤلاء. 

قال الحقق السبزواري في شرح الأسماء. أقول: وأمَا عند أهل الله من الامامية 
وأرباب الحقيقة من الاثني عشرية العالم يدور على سبعة من أقطاب واثني عشر 
من الأولياء. 

أمَا سبعة من الأقطاب: فهم كبار الأنبياء والرسل وهؤلاء آدم ونوح وإبراهيم 
وداود وموسى وعيسى وحمد يفي تطبيقاً على الكواكب السبعة السيّارة. 

وأمًا الاثنا عشر من الأولياء: فهم أوصياء محمد تلخ تطبيقاً على البروج 
الاثني عشر لكن اعلم أيّدنا اله وايّاك انَّ جميع الأنبياء والرسل من آدم إلى 
عيسى ل مظهر من مظاهر خاتم الأنبياء حمد يلي وجميع الأوصياء والأولياء 
مظهر من مظاهر سيد الأوصياء علي 36 لقو له اا: بعث عل مع کل نبي سرا 
وبعث معي جهراً. وكا أنّكلّ الأنبياء كالأقار المقتبسين من شمس نبوة خاتم 
الأنبياء, أو كالفرع والأغصان والأوراق المتفرعة من أصل شجرة طوب النبوة 
النتمية ا محمدية, كذلك كلّ الأولياء كالأقار المقتبسين من نور مس ولاية سيّد 
الأولياء. أو كالفرع والأغصان والأوراق المتوزعة من أصل شجرة طوبى الولاية 
الختمية العلوي الم. 

أقول: فظهر ما تقدم أنّ جميع مراتب تب الكاملين باهم من الاسم الخنصوصٍ 
مأخوذة من النبي الأكرم والغوث الأعظم فكلّهم من رسول اله إت ملتمس غرفاً 

من البحر أو رشفاً من الديم, ولقد تقدم من الأحاديث ما يوضح لك هذاء ويشرحه 
لك والله اهادي إلى الحق المبين. 

ما الكلام في الموضع الثاني: وهو معنى رضاه تعالى بخلافتهم 94. 

أقول: لاب أولا من معنى الرضاء فنقول: فى المجمع: الرضوان من الله ضد 
السخط وقيل: هو المدح على الطاعة والثناء والرضى مثله فرضى الله ثوابه وسخطه 


فى شرح الزيارة الجامعة RES‏ اا 0 روس 


عقابه... إلى أن قال: ورضيت بالشيء رضئ اخترته وارتضيته مثله. ورضيت عن 
زيد. ورضيت عليه لغة والاسم الرضاء بالمد.. إلى أن قال: والراضي الذي لا 
يسخط با قدّر عليه. ولا يرضى لنفسه بالقليل من العمل.. الح. 

وفي الحكى عن القاموس: رضى عنه وعليه رضى ورضواناً بكسر الراء 
وضمَها ضد السخط. 

وفي مصباح الشريعة: صفة الرضا أن يرضى الحبوب» والمكروه والرضا شعاع 
نور المعرفة والراضي فان عن جميع اختياره» والراضي حقيقة هو المرضي عنه. 
والرضا اسم تجتمع فيه معاني العبودية» وتفسير الرضا سرور القلب. 

أقول: قوله.كة: والراضي حقيقة هو المرضي عنهء لا يراد منه معنى الاتحاد مع 
الله تعالى فإِنّه باطل وكفرء بل المراد منه أن الراضي لما م يكن فيه كراهة على ما 
يفل اله جال جيل ف المحقيقة لس ف وجودة إلأنا هو فمل اف وما رتاه 
فهو فان عن كلّ شىء, فكأنّه ليس هناك إلا اله تعالى ولذا قالوا: الرضا باب الله 
الأعظمء والسالك إذا وصل إلى مقام الرضا لم يكن له انكار على شيء من الأشياء 
فقد دخل الجنة, ولذاكان خازن الجنة مسمّى بالرضوان. 

قال بعض العارفين في معنى: م يكن له إنكار, أي كلّ ما يرد من المصائب عليك 
كن شاكراً ولا فكن راضياً. وإ فكن صابراء ودونه ليس إلا الكفر. ويجمع هذه 
الصفات أنه لم يكن له انكار. 

بعبارة أخرى: إذا وردت عليك المصائب كن أوّلاً فرحاناً مرجّحاً وروده على 
عدمه. وإلّا فكن متساوي النسبة إليهما إلا تطق فكن مسليّاً مسكّناً نفسك في 
كراهتها وإلأاكفرت في الطريقة. 

أقول: وفي الشريعة وإِمُا خصّ موضوع الكلام بالمصائب؛ لان المواهب 
والمسرّات لم يكن لأحد إنكارها كما لايخق. 

وقيل: الرضا هو الوقوف مع مراد اله تعالى بحيث لا يخالجه إرادة منه. ولا 
يعارضه داعية واختبار ولا يعتريه ترددء وهذا يستلزم فناء إرادة الراضي في إرادة 


Vt‏ لفقت 4:11 .لانو البيتاطكة 


الله تعالى. وهذه الصفة أي الرضا لا تكون إلا أن يكون الله أحبٌ الأشياء إليه. قال 
تعالی: «والذين أمنوا أشدٌ حا له74" وأولى الأشياء بالتعظير قال تعالى: «إما لكم 
لا ترجون لله وقاراً»”" وأحقّ الأشياء بالطاعة. قال الله تعالى: إأطيعوا لله فسن 
كان كذلك كان راضياً ومن رضي عن لله بكل ما قضى وقدر فقد خرج عن 
حظوظه. وفنت إرادته في إرادة الله واستوت حالاته» فلا يفرح بحصول مرغوب 
ولا يحزن بفواته. ولا يساء ولا يغتم بوقوع مكروه. ولا يفرح بزواله» ويتساوى 
عنده النعمة والبلاء. والشدة والرخاء. والسرّاء والضررّاء؛ لأنه مريد بإرادة الله 
تعالى لا بإرادة نفسه» ومن هذه صفته یری كلّ ما أصابه بإرادة الله تعالى» ولا ميل 
إلى شيء ليس في يده. فلا حالة لا يخاصم الخلق كيف وهو يراهم براء من أفعاهم, 
أسراء تحت حكم الله تعالى لأَنّ الله تعالى يفعل بهم ما يفعل إمّا جزاء وأمّا عقوية 
وكلّها لمصلحة براها اله تعالى, ويرى أيض كل ما قسم له واصلاً إليه. وکل مالم 
يقدر له بمتنع الحصول فلا يلح في المسألة إلا من الله. ولا يسأل أحداً شيئاً إلا إذا ظنّ 
أن المطلوب يكن أن يكون موقوفاً عل السؤال شرعاً. ومع ذلك يجمل في السؤال 
والطلب» ولا سؤال له إلا من الله تعالى. وإذا وصل العبد مقام الرضا عن الله فلا 
حالة حى صفاته وإرادته. وتقوم صفات الحق من الرضا والسخط والإرادة مقام 
إرادته وصفاته. فليس له حينئذٍ صفة ولا إرادة ولا رضاً ولا سخط إلا.وهو فرع 
إرادة لله وسخطه ورضاه تعالى» ويصير مصداقاً لقوله: «وما تشاؤون إلا أن يشاء 
لله4”" فحينئزٍ لا حالة لا يتحكم في الأشياء بالتشبّى ووی بترجيح شيء على 
شىء وإيثار أمر دون أمر, بل يمضي في ذلك كلّه على ما يقتضيه رضاه تعالى. فلا 
يختار حالاً دون حال؛ لاله حينثلٍ مختار باختيار الله تعالى» ولا يعمل القييز فيا فيه 
راحته وسروره. بل یختار ما يختاره الحبوب تعالی» ولو كان دخول النار. وعلمت 


١-البقرة:‏ 156. 
-نوح : B2‏ 
۳-الانسان: ۰. 


فی شرح الْزيَازة الجا ».نا ماس جه Weste ea‏ 


أنّ هذه الأمور لا تكون إل لأهل الحبة له تعالى فنا تسهل عليه هذه فقط. كما لا 
جخ 7 5 ٤‏ ً 

إذا علمت هذه الأمور. فاعلم: أن صفة الرضا أين ما وجدت تكون أحكامها 
شاملة للراضي والمرضى عنه ولا تختص بأحدهما لما علمت من قول الصادق 2#2: 
والراضي في الحقيقة هو المرضى عنه. ورضا الله تعالى عن أحد يلازم رضاه عنه 
تعالى بحسب الحقيقة. وحقيقة الرضا بماله من الآثار المذكورة لا يكون إلا في 
الكاملين ولا كامل في الوجود إلا محمد وآله الطاهرون المعصومون فهم الراضون 
حقيقة عنه تعالى وهو الراضي عنهم. فرضا الله عنهم وعن خلافتهم يلازم 
رضاهم نيط عنه تعالی كا لا يخن وتدل على هذا روايات: 

منها ما في تفسير البرهان(", باسناده عن أبي بصير, عن أبي عبد اله ا في 
قوله: يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربّك راضية مرضية) يعني الحسين بن 

وفي حديث آخر بعده'". عن أبي عبد الله لاء إلى أن قال: إا يعنى الحسين بن 
عل فهو دو الف اة الراضية المرضية: وأسحابه من ال د (ضلوات 
لله علههم) الراضون عنه يوم القيامة وهو راضٍ عنهم» الحديث. 

أقول : وأصحابه من آل محمد ييه لعلّه يشير به إلى المستشهدين من بني 
هاشم وله العام. 

وفيه عن أبي عبد الهلا في قوله: يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك 
راضية مرضية فادخلى في عبادي وادخلى جنتی) قال: نزلت في ِل 2 
طالب ا. 

وورد عنهم لا أن تأويلن قوله تعالى: رضي اله عنهم ورضوا عنه) مؤول 
بعلي بن أبي طالب ا. 


.]5١ ص‎ ٤ تفسير البرهان ج‎ ١ 
.45١ ص‎ ٤ تفسير البرهان ج‎ ۲ 


لها ' مت ام وا E‏ :الوا الشاففة 


وقال الحسينة فى خطبته المعروفة: رضا الله رضانا أهل البيت. 

فإذا ثبت من هذه الأحاديث والآيات آم تمن رضي الله تعالى عنهمٍ 
يَاحسن الزضاء فعناء أنهملة بام شؤونهم وأفعاطم وذواتهم وصقاتهم وخصوصاً 
شؤون ولايتهم المطلقة. التى هي ولاية الله تعالى قد رضي الله تعالى ع: عنهم» فحينئل 
معنى ورضيكم خلفاء في أرضه :أنه تعالى رضبهم أي أن جعله تعالى اهم خلفاء 
في أرضه زياد مقرون برضاه تعالى بأنّ رضي أن ن يكونوا خلفاء أو رضي بخلافتهم 
باها من المعاني المتقدمة أو رضيهم ل للخلافة لواجديّتهمملاكها من العلم بالأسماء 
بالنحو الذي تقدم بيانه. أو ظهر رضاه بقبول خلافتهم فن أقرّ بولايتهم فالله تعالى 
عنه راض وال فلا. 

فف تفسير نور التقلين”". عن الكافي عن سدير الصرفي قال: قلت لأبي عبد 
ا ا تناك باو ومتول عل وا عل قبطن روس الا 
والله. إِنّه إذا آتاه ملك الموت ليقبض روحه جزع عند ذلك. فيقول ملك الموت: يا 
ولي الله لا تجزع فوالذي بعث محمداً لأنا أب بك وأشفق عليك من والد رحيم لو 
حضيرك افتح عينيك فانظر. قال: وشل له رسول الله إا وأمير المؤمنين والحسن 
وال حسين والأئّةلكة رفقاؤك, قال: فيفتح عينيه فينظر فينادي روحه مناد من قبل 
رب العرّة فيقول: يا أيتها النفس المطمئنة إلى حمد وأهلى بيته ارجعي إلى ربك 
راضية بالولاية مرضية بالثواب. فادخلي في عبادي يعني حمداً وأهل بيته وادخلي 

جنتي. فا من شيء أحب إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي. 

فعلم منه. أنّ رضاه تعالى عن المؤمن هو برضاه بالولاية. أو ظهر رضاه تعالى 
بجعلهم خلفاء. فظهر رضاه تعالى يكون في خلافتهم فن أراد رضاه طلبه من 
خلافتهم. 

والحاصل: أنّ خلافتهم هي رضاه تعالى: أو يكون المراد من رضيكم خلفاء أنّ 


.0۷۷ تفسير البرهان ج ۵ ص‎ ١ 


فى شرح الزيارة الجاففة............... ا مقف 


خلافتهم مظهرة -بالكسر -لرضاه فن أراده يطلبه منها فهي مظانّه. وهذا راجع إلى 
القع السابق بالملازمة فان كونها مظهراً - بالفتح ‏ لرضاه یلازم كونها مظهراً 
بالكسر -ها أو يراد منه أنّ خلافتهم ركن رضاه تعالی» أو سبب رضاه كم دلت 
عليه الأخبار الكثيرة. 

فف تفسير نور الثقلين". عن روضة الكافي بإسناده عن أبي حمزة قال: معت 
أبا عبد اله ل يقول لرجل من الشيعة: :أنتم أهل الرضا عن اله جل ذكره برضاء 
عنكم والملائكة اخوانكم في الخير, فإذاً اجتهد ثم ادعواء وإذا غفلتم اجتهدوا, وأنتم 
خير البرية دياركم لكم جنة. وقبوركم لكم جنةء للجنة خلقتم» وفي الجنة نعيمكم 
وإلى الجنة تصيرون.. ال 

ومثله أحاديث أخرى كثيرة وقد يقال: بأنّ رضا الله تعالى كا علمت هو ثوابه. 
فحينئذٍ معنى رضيكم خلفاء أي أثابكم الله با مخلافة فلخلافتهم ا ثواب منه تعالى 
هم؛ لما فيم من حقيقة العبودية والاطاعة له تعالى. أو أنه تعالى أثابكم بالخلافة أي 
أمدّكم وأيّدكم للخلافة وفي مقام إقامة الدين. 

والحاصل: حيث إِنّه تعالى حمّلهم أعباء الرسالة والإمامة, التي هي حقيقة 
الخلافة. وكانت هذه حمولة الربّ صعبة الأمرء فأمدّهم الله تعالى. وأيّدهم في هذا 
الأمر أي أمر الخلافة, هذا إذا قلنا: إنّ المراد من رضاه تعالى ثوابه إيّاهم لكك. 

وقد يقال: إنّالمراد من رضاه تعالى ثوابه لمن قبل ولايتهم, فعنى الكلام حينئذٍ 
انه تعاللى رضيهم خلفاء أي جعل خلافتهم ثواب الطائعين من عبادهء الذين قبلوها 
وعملوا مقتضاهاء وهو أعظم مراتب الإثابة, فنفس قبول الولاية ثواب لمن قبلها 
حيث إِنّه يستفيد منها الأصول والمعارف الإهية با يبتهج منها أحسن الابتهاج كما 
لايخن. 

أو المراد من كونها ثواباً هم هو أن قبول خلافتهم والانقياد لأهلها من الأئمة 39 


.1137 تفسير نور الثقلين ج ۵. ص‎ ١ 


: قحي اام نتن بالأنؤار الشاطعة 


مرجي له ال احم ملوكا وأعاظم سيب اجام تاها كما یری ذلك في 
كثير من علماء الشيعة. الذين قد بلغوا ببركة الولاية وقبوها أحسن مقام فى العام ك 
و 

أو نها ثواب هم فى الآخرة بنع الجنان. كما دلّت عليه الأخبار الكثيرة 
واحسن ما ورد في هذا المعنى ما تقدم: 

عن الكافي عن الصادق ا في قوله تعالى: « أفمن اتبع رضوان الله كمن باءَ 
بسخط من اله 4 إلى قوله: هم درجات عند الله © فقالئية: الذين اتبعوا رضوان 
اله هم الدع ن وهم وال درجات للمؤمنين. وبولايتهم ومعرفتهم إيّانا يضاعف 
لله هم ويرفع لله هم الدرجات العلى, الحديث. وقد مر مراراً. 

وقد يقال:| إن الرضا قد يكون لغة بمعنى الإقرار في الشيء, أي جعله مكانه. كما 
ورد في الحديث أنه ني قالوا لشيعتهم فى حق مخالفيهم: ارضوا ما رضي لله هم من 
ضلال. اء ي اقرّوهم على ما أقرَّهم الله عليه فحيئنزٍ معنى رضيكم خلفاء في أرضه, 
هو أنه تعالى أقركم في مقام ولايتكم وخلافتكم, وأثبتكم فيها بحيث لا یکن لأحد 
معارضتكم فما بالعلم والكمال. وذلك لعدم من يكون في رتبتكم ومنزلتكم حتی 
يعارضكم فيباء وهذا من فضل الله تعالى هم. وسيأتي مزيد بیان له في شرح 
قولهسية: آتاكم الله مالم يؤت أحدا من العالمين. 

وقد يقال: | اا يعون معني ان فال رضي المالك ان يبيع وكيله. 
داره أي أذن فيه. فحينئزٍ معناه أنه تعالى أذن في خلافتكم في أرضه. ومرجع إذنه 
تعالى إلى أنه تعالى أذن هم في أن يتصرّفوا في الأمور شر عية كانت أم تكوينية, 
تصرف المالك فيا يهلكه ضر ورة أَنّ الخلافة المأذونة فيها هى الخلافة الإلهية. التي 
مرجعها إلى الولاية, التي هي ولاية الله تعالى. كما تقدمت الأحاديث في ذلك عن 
بصا ارجات ارا 
زاو یا اف غه کر ن 
الخليفة المستخلف عنه. وهذا يقتضي أن يكون للخليفة ما للمستخلف عنه من 


فى شرح الزيارة الجامهة................. ا ا ۷4 


التصرّف في الأمور والأشياء بنحو كان للمستخلف عنه كا لا يخق. 

كيف لا وقد علمت فا سبق أنه تعالى أشهدهم خلق الأشياء من السموات 
والأرضٍ والخلق وغيرها. وأنّه تعالى أنهى علمه إليهم, وأنّه تعالى حملهم علمه 
وجعلهم أولياء على سائر خليقته ويدلّ هذا على الإذن المطلق؟ 

ما في تفسير نور الثقلين! '» عن بصائر الدرجات عن أي بصير عن أي عبد 
انه قال: كان سلهان عنده اسم الله الأكبر الذي إذا سأل به أعطي وإذا دعا به 
أجاب ولو كان اليوم لاحتاج إلينا. 

وفيه عن علل الشرايع بإسناده عن أبى الحسن موسى بن جعفر اء وساق 
الحديث.. إلى أن قال: ثم قال ة: قد والله أوتينا ما أو سلهان ومام يؤت سلهان. 
ومام يؤت أحد من الأنبياءء قال الله عر وجل فى قصة سلمان: : هذا عطائنا فامنن أو 
اسك بغير حساب وقال عر وجل في قضة محمد َلك وما آناكم الرسول فخذوه 

وف تفسير البرهان”". روي عن سلان الفارسي.. إلى أن قال: فقال الحسن اة 
عن أمير المؤمنين: إن سليان بن داود كان مطاعاً بخاقه. وأمير المؤمنين اذا يطاع؟ 
فقا ل أنا عين الله في أرضه. أنا لسا ن الله الناطق في خلقه أنا نور الله الذي لا يطفاً. 
أنا باب الله الذي يؤق منه. وحجته على عباده. 

ثم قال: أتحبون أن أريكم خاتم سلوان بن داود؟ قال: نعم. فأدخل يده إلى جيبه 
فأخرج خاتاً منذهب فصّه من ياقوتة حمراء» عليه مكتوب محمد وعليء الحديث. 

فعلم من هذه الأحاديث انّ هم التصرّف في الأمور ا منحهم الله تعالى من 
مقام الخلافة الإلهية التي هي الولاية المطلقة الكلية الإهية. 

والحاصل: أنه تعالى رضي بخلافتهم. أى أذن هم فيها بأن يعملوا بها ماله تعالى 
أن يعمل. نعم إن الأممة ج لا يعملون إل ما أمرهم الله تعالى كما حكاء اله تعالى 


عنهميقوله:9 لا يسبقونه بالقول وهمبأمره بعملون) وتقدمشرحه مفصّلاً وتفسير ` 


.] 0/8 ص‎ ٤ تفسير نور الثقلين ج‎ -١ 
.0۰ تفسير البرهان ج ۵. ص‎ "3 


a 
د‎ 


3 
5 


د 
8 


- 





5-1 .............. .الأنوار الساطعة 


الرضا بالاذن ليس ببعيد. بل الإذن ملازم للرضا وإن لم يفسّر به كما لا يخق. 

هذا وقد علمت أنّ الرضا في اللغة بأتي بمعنى الاختيار. فحينئذٍ معناه أنه تعالى 
اختاركم من بين سائر خلقه لخلافته الإلهية: وفي جميع العوالم, أي أَمّهم ليا خلفاؤه 
تعالى في جميع العوالم كما تقدم وجهه., ا 

فاختار الله تعالى ذواتهم لذلك. او اختار خلافتهم» وقد علمت أن فى هذه 
اا مه اة انضرف فاا كى هاه ۰ 

في تفسير البرهان'". عن زيد الشحَام قال: سألت أبا عبد الهلا في قوله 
تعالى: ل هذا عطاؤنا فامئن أو أمسك بغير حساب € قال: أعطى سلبان ملكا ثم 
جرت هذه الآية في رسول الَهيِيَْةٍ وكان يعطى ما يشاء من يشاء ويمنع من يشاء. 
(ما يشا ء) وأعطاه أفضل مما أعطى سلهان لقوله تعالى: « وما آتاكم الرسول فخذوه 
وما نهاكم عنه فانتهوا). 

فكذلك. صاحب هذه الخلافة, الخلافة الإهية ينقاد له كل شيء من المعاني 
والأعيان. والذوات والصفات. والسكون والحركات, والأفعال والأعمال. 
والأحوال والآجال والكتب والرخص وغيرها كل ذلك. لأنّ هذه الخلافة خلافة 
الله وولاية اله الح بقول مطلق, وذلك لأر غير هذه الخلافة وإن كانت حقّاً. لكنها 
ليست كلية شاملة ولا خالصة من جميع الهفوات والقصورات والتقصيرات. بل رما 
كانت خلافة جور أو مشوبة به بحقّ وباطلء أو ظاهرة في بعض الأمور, أو خلافة 
باطنية في يعض امون 
٠‏ وكيف كان ليس كالخلافة الالهية التي لق علا قرلة ال امالك 
الولاية لله الحق € ولا تنطبق هذه الآية إل على الخلافة التق رضهها الله تعالى هم. 

فف تفسير نور الثقلين'",. بإسناده عن علي بن حسان. عن أبي عبد الله 40 قال: 





.1۹ ص‎ .٤ تفسير البرهان ج‎ ١ 
.٤٤ : الهف‎ ۲ 


امیر نور النقلين ج ۲. ص ۲١۲‏ 


فى شرح الزيارة الجامعة......... . ۳۸۱ 


سألته. وعن عبد الرحمن بن كثير قال: سألت أبا عبد الهلا عن قوله تعالى: 
ل هنالك الولاية لله الحق ). قال: ولاية أمير المؤمنين. 

وكيف كان فاختار الله ورضى هم لها تلك الولاية الإهية الكلّية, التق تقدم في 
أوائل الشرح شرحها والله ا هادي إلى الحق. 1 

أما الكلام في الموضع الثالث: وهو تخصيص المنلافة بكونها في الأرض. 

فنقول: قولهة: في أرضه. اشارة فيه إلى َم اي أحسن مصداق لقوله تعالى: 
«ائى جاعل فى الأرض خليفة € فإنّ الخليفة انما يراد منه إظهار مراد المستخلف 
عنه فيا ظهر خلافه أو يتوقع ظهور خلافه وذلك في مجمع العصاة والمتمردين, ثمَإنّه 
ا کاو إبليس جاک عل وات الم را رغال ار ا فارشل اھ عا 
جنوده فقتلوهم وأسروا إبليمس وصعدوا به إلى السماء كذا قيل. 

وفي تفسير البرهان عن عيسى بن أَبى حمزة قال: قال رجل لأبي عبد الله ية.. 
إلى أن قال: ثم خلق فبها الجن وقدّر هم عشرة آلاف عام فلا قربت آجاهم فسدوا 
فبها وسفكوا الدماء وهو قول الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء كما 
سفكت بنو الجان. الحديث. 

فلوحظ في هذه العبارة مقابلة أهل الجور والطغيان من الشياطين 
وشياطين هذه وجنودهم من أهل الزيغ والعدوان وحيث إن أهل المعصية 
والجور فكل زمان كانوا في الأرض. فرضي الله تعالى أهل العدل ليقيموا 
العدل فيها ويدفعوا أهل الظلم والطغيان 5-5-5 قسطأً وعدلاًكا ملأها شياطين 
الإنس والمن ظلا وجورا فالتخصيص بالأرض لظهور آثار الخلافة فبها حيث 
إن الطغاة يتمردون فيهاء فخليفة الله يعارض فبا بالعلم والبرهان والحسجة 
والمعجزات. 

وقد يقال: إن التخصيص بالأرض لإرادة التوقيت بالزمان. أي زمان وجود 
المكلّفين؛ لإجراء أحكام التكاليف عليهم في الدنياء فعناه: خلفاء لأهل الأرض 


Se YAY‏ : بخن ام اس تحنس الآشوان الستاطعة 


حين كونهم في الأرض أي في الدنيا. ضرورة أن كونهم خلفاء لا يراد منه إل كونهم 
خلفاء على الناس وأهل الأرض كا لا يخ, فلا يراد منه حصر الاستخلاف فى 
ا أرطي اف داور لور ا یت علقت 
آنا ف مقابلة خلافة أئة الجور فحينئذٍ لا تكون خلافتهم منحصرة في الأرض. 
فقد علمت أنّ خلافتهم عامة لكل شيء لأهل الأرض والسماء. ومن فيالغيب 
والتهادة اهل الدنيا والآخرة. 

وتقدم عن الصادق نكة: أن الحجة قبل الخلق. ومع الختلق. وبعد الختلق. ولا 
ريب في أن الحجة من صفات الخليفة الإهي. 

تدمع الكل و ایی عن الا 5 وبا قصل اسار 
اسن سي ال أن فال فة كان ارا موان ت كذا وكذاء إلى أن قال: والحسجة 
البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى. 

وعن الصادق :أن له عر وجل اثني عشر ألف عالم كل عالم منهم أكبر من 
سبع سماو ات وسبع أرضين ما يرى عالم منهم أنه ع وجل عاما يرهم وإ 
الحجة علبهم. 

وتقدم في شرح: والحجة على آهل اليا رالا والأو ونا ساد ةة 
كو نهم سپا حجج اله على ما سوى اله من جميع العوالم. 

وتقدم عن أمير المؤمنين اة في وصف النبى يي في استخلاف الله له. قال2ة: 
أقامه في سائر عالمه. يعني في جميع خلقه. 

ا م آثار الخليفة الالهى تظهر في أمور: 

منها: إظهار العدل. والعدل ف قبال من يظهر الجور والظلم والعدوان. 

ومنها: أنه تعالى يجري على أيديهم أفاعيله وأوامره ونواهيه في ساير خلقه؛ 
وذلك بواسطة أنه تعالى سخر طم ا لا لغيرهم ملائكة الجن بل الإنس فها أرادوا 
وسائر ما صنع هم نين من الموجودات. 


فى شرح الزيارة الجاففة......... ا ا 1 م 


ومنها: أنه تعالى أظهر على لسائهم علمه ومعارفه. بحيث لم يصدر من غيرهم. 
کا تقدم الكلام فيه في شرح قوله لا: وخرّان علمه. وتقدم آنفاً قول الباقر ا في 
تفسير قوله تعالى: « وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفتّهم فى 
الأرض 4" إلى أن قال: وكلّ ولاة الأمر بعد محمد تا بالعلم ونحن هم فاسألونا 
فإن صدّقناكم فأقرّوا وما أنتم بفاعلين. 

ومنها: أنه تعالى مكّنهم في الأرض لإقامة دين الله حتى في زمان غيبتهم. إذ 
ليس في زماننا هذا زمان غيبتهم دين ولا هدى إلا بهم حصل لناء ومنهم وصل 
إلیناء كا لا يخى. 

ومنها: خصوص القكين, الأعم من الظاهري والباطني في زمان رجعتهم ب 
خاصة, لا اتقكين المطلق غير الظاهري فإنّهِ ربجا لا تعرفه العامة من الناس؛ لأنهمّ 
إا يعرفون القكين بالملك الظاهري والتسلّط الخارجى. وذلك لا يكون إلا عند 
قيام القائم (عجج) إن شاء الله وفي زمان رجعتهم لعلّه إليه يشير قوله تعالى: « وعد الله 
الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفتهم فى الأرض ) فإن لفظ وعد يشير 
إلى ظهور الخلافة الإلهية في الرجعة وفي قيام القائم(عج) وإلا لما حسن الوعد؛ لان لان 
الله سبحانه لم جعلهم خلفاء بالوعد لا بالفعل» بل علمت مراراً نّم الا خلفاء عل 
ماري اف جع ال و اوو الى ومو ي 

وكيف كان فالوعد يشير إلى ظهور کہم في الأرض وتسلطهم الخارجي 
على أعداء الله تعالى. 

وهناك تظهر آثار الخلافة بأحسن ظهور رزقن الله تعالى رؤية قاتم آل 
محمد(صلٰی الله عليه وعلى آبائه الطاهرين) وتملكه إن شاء الله وسيجيء تام الكلام 
عند شرح قولهكة: مصدّق برجعتكم والسلام. 


.66 :رونلا-١‎ 


At‏ : 000000000000000 الأثوار الساطعة 


قوله ا: وحججاً على بریته. 

أقول: E‏ المع فق قولب : وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة 
الأول ناك ای ا ا السابقة في مقام بيان كونهم لفيا حجج الله 
على الكلّ. وهنا لمكان العطف على (خلفاء) في مقام بيان كونهم حججه مورداً 
لرضاه. فيجري فيه ما ذكر في رضاه تعالى بكونهم خلفاء. 

وأمَا البرية. فقال في الجحمع: قوله تعالى: « هو الله الخالق البارئ المصوّر» 
فالخالق هو المقدّر لما يوجده. والبارئ المميّز بعضه عن بعض بالأشكال المختلفة, 
والمصوّر الممثل. 

قال بعض الأعلام: قد يظنّ أنّ الخالق والبارئ والمصوّر ألفاظ مترادفة. وأنّ 
الكل يرجع إلى الخلق والاختراع وليس كذلك. بل كلّ ما يخرج من العدم إلى 
الوجود مفتقر إلى تقدير اّلا وايجاده على وفق التقدير ثانياء وإلى التصوير بعد 
الايجاد ثالثاً. فالله تعالى خالق من حيث هو مقدّر. وبارئ من حيث هو مخترع. 
وموجد ومصوّر من حيث إنه 0 صور الخترعات أحسن ترتيب, انتهى. 

وقد يقال: إنّ الخالق منشئ عام الواحديّة. والبارئ منشئ عالم الأحدية, 
والمصوّر منشئ عالم الكثرة. 

وقد يقال: إن الخالق هو الموجد للكون, والبارئ هو الموجد للعينء والمصوّر 
هو الموجد للتقدير. 

ويقال: هو من البراء (با مد والقصر) وهو التراب. والمعنى حينئذٍ المخلوقة من 
الراب فعلى كونها من (براء) يكون المراد منها كلّ ما دخل تحت الإرادة» وعلى نها 
من البراء (أي التراب) فتكون مختصة با كوّن من العناصر. فتخرج الملائكة من 
البرية. وهنا كلام طويل لا فائدة في بيانه. 

أقول: إعلم أنَّ جميع ما سوى الله تعالى من الأعالي والأداني, والجرّدات 
والماديات. والعقول والنفوس. والحيوانات والنباتات وجميع أصناف الخلق معنون 


فى ترح الزياوة الجاa sg‏ لس 


بعنوان أنه خلوق. واه تعالى خالقه» وهو تعالى خالق كلّ شيء. فجميع أصناف 
الخلق وإن كانت متخصصة بخصوصيته من حيث النوع والفرد والتجرّد والمادة. 
لكنها متصفة بصفة أنه خلوق. فالخليقة كا جنس يشمل جميع أنواع الموجودات. 
وإن شئت فقل: إن الخلق مساوق للإيجاد والوجود. 

وأمًا المصوّر فهو ظاهر في الممثل أي معطي الصورة وخالقها وتمثلها. فهو ناظر 
إل خد ةا هرم وليل هذاه الراذاش راان فر افر ر اوا 
للتقدير فتأمّل, فإنَ التقدير ظاهر في خلق التقدير في قبال خلق التكوين. والمصوّر 
هو الموجد للصورة في خلق التكوين؛ ولذا قال بعضهم: المصوّر هو موجد. ومصوّر 
من حيث إِلّه مرب صور المفترعات. وأمّا البارئ فهو ناظر إلى خلق الموجودات 
بلحاظ كثرتها واتنشارها في العالم, ولعلّه ناظر إلى عظمة قدرته تعالى في الخلق؛ 
لكثرته على أنواعها في عالم الوجود فالبرية -الحق _أَنَّا من براء بالمعنى المذكور 
(أي الخلق بلحاظ كثرته). 

وأما ما قاله بعض الأعلام من أنّ: كلا يخرج من العدم إلى الوجود مفتقر إلى 
تقديره.. الخ. ففيه ما لا يخ فإنّ التقدير المذكور هو التقدير في العلم وقبل خلق 
التكوين. فتفسير الخالق به ليس بصحيح؛ لأنّ الخالق يراد منه الخالق بالتكوين. 
فإنَّ أريد به المقدّر في الخارج فهو المصوّر. إذ التقدير والتصوير الخارجي مترادفان 
كا لايخنق. 

وأمّا تفسير البارئ بالمخترع ففيه: أنّ الاختراع هو الابتداع والإنشاء. فكونه 
تعالى خالقاً من حيث إِلّه م يخلق شيئاً مشابهاً لشيء كان قبله» بل كان خلقه ابتدائيا 
فسمّى مخترعاً. فالاختراع هو الإبجاد لا عن شيء ولا من شيء ولا مشابهاً لئيء. 
فتفسير البارئ به غير تام» بل هو عبارة عن الخلق بلحاظ كثرته المنبئ عن عظمة 
خالقه لكثرته؛ ولذا يقال في مقام التعجب: سبحان البارئ» بلحاظ كون التعجّب 
من كثرة الحنلق والحمد لله وحده. 


aE: 50 ۸"‏ .. الأنوار الساطعة 


قوله .غا وانصاراً لدينه. 

الكلام يقع في مقامين: 

الأول: في كونهم أنصاراً. 

الثاني: ف معنى الدين. 

فنقول: الأنصار جمع ناصر, والنصر الإعانة» والمنع من الشيء كا في الجمع. 

وقيل: الناصر هو الذاب (أي المدافع). 

وكيف كان فلا ريب فی انهم ني يذيّون عن دين الله ويعينونه بما يناسبه, 
ويمنعونه عن أن يصل إليه تحريف الغالين. أو إبطال المعاندين. فهم :4 يبطلون 
بالبرهان حجة الخالفين وهم عي ينصرون الدين بالعمل من العبادات والمجاهدات 
والمجاهدة في سبيل الله تعالى ولو بمثل سفك المهج وتحمّل المصائب. والأذى من 
الأعادي. كلّ ذلك حفظا ونصرة للدين وثباتا عليه وتثبيتا له كا لا بخن على من 
راجع اح هم نينا وتحاجّاتهم التي صارت الكتب مشحونة بها. 

وقال الصادقة: فإنّ فينا أهل البيت في كلّ خلف عدولاً ينفون عنه تأويل 
المبطلين, وتحريف الغالين. وانتحال المبطلين. وتأويل الجاهلين. 

وعنه اة قال: قال رسول الله :حمل هذا الدين في كلّ قرن عدول ينفون 
عنه تأويل المبطلين, وتحريف الغالين. وانتحال الجاهلين, كما ين الكبريت خبث 
الحديد. 

تم إنَ المراد (على الظاهر) من قوله لة: عدول, أنفسهم الشريفة فإِنَّهم لوا 
أحسن مصداق طاء ولكن يحتمل أنه يراد منها الأعم منهم نل ومن شيعتهم الذين 
يقتفون آثارهم ويعرفون أحكامهم, وأنهم الممتحنون العنملون لعلومهم. 

فيظهر من كثير من الأحاديث والأدعية والزيارات: أنّ نصرة الدين قد تكون 
بغير الأئمة من الشيعة الذين قد وصفوهم با يأتي ذكره ففي الزيارة للشهداء : 
السلام عليكم يا أنصار دين الله وفي الدعاء: واجعلني تمن تنتصر به لدينك, ولا 


فى شرح الزيارة الجامعة 7 ا 


وأمَا الأحاديث فهى أكثر من أن تحصى كا لا يخ على من راجع الأخبار 
الواردة في تعديل الثقات من الرواة وأنّه لولاهم لاندرس الدين. ونه قد أمروا لل 
متابعتهم أي متابعة الشيعة الكاملين الموصوفين بأوصاف خاصة, ونحن نذكر 

ما في البحار”". وقال الرضاءكة: قال علي بن الحسينلكة: إذا رأيتم الرجل قد 
حسن سمته وهديه. وتماوت في منطقه, وتخاضع في حرکاته» فرویداً لا يغرّنكم. فا 
أكثر من يعجزه تناول الدنياء وركوب الحرام منها؛ لضعف نيّته ومهانته وجبن قلبه. 
فنصب الدين فحَاً ها. فهو لا يزال يختل الناس بظاهره. فإن كن من الحرام 
اقتحمه» وإذا وجدقوه يعفٌ عن مال الحرام» فرويدا لا يغرّنكم: فإنَ شهوات الخلق 
مختلفة, فا أكثر من ينبو عن مال الحرام وإن كثر. ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة 
فيأتي منها نحرّماً. فإذا وجدقوه يعفٌ عن ذلك فرويداً لا يغرّنكم حتى تنظروا ما 
عقده عقله. فا أكثر من ترك ذلك أجمع. ثم لا يرجع إلى عقل متين فيكون ما يفسده 
بجهله أكثر مما يصلحه بعقله. 

فإذا وجدتم عقله متيناً فرويداً لا يغركم حتى تنظروا مع هواه يكون على 
عقله؟ أو يكون مع عقله على هواه؟ وكيف محبّته للرياسات الباطلة وزهده فيها, 
فإنّ في الناس من خسر الدنيا والآخرة يترك الدنيا للدنياء ويرى أن لذة الرياسة 
الباطلة أفضل من لذة الأموال والنعم المباحة الحلّلة. فيترك ذلك أجمع طلباً للرئاسة 
حتى إن قيل له: اق الله. أخذته العرّة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد, فهو يخبط 
خبط عشواء. يقوده أوّل باطل إلى أبعد غايات الخسارة. وهِدّه ريه بعد طلبه لما 
يقدر عليه في طغيانه. فهو يحل ما حرّم اله ويحرّم ما أحلّ الله لا يبالي ا فات من 
دينه إذا سلمت له رئاسته. التي قد يتّق من أجلها. فأولئك الذين غضب الله عليهم 





١-البحار‏ ج ۲. ص .۸٤‏ 


ولعنهم وأعدَ هم عذاباً مهيناً. 

ولكن الرجل كل الرجل نعم الرجل هو الذي جعل هواه تبعاً لأمر الله. وقواه 
مبذولة في رضا الله. يرى الذل مع ا حق أقر ب إلى عر الأبد من العسرّ فى الباطل, 
ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرًائها يؤدّيه إلى دوام النعيم في دار لا تبيد ولا تنفد 
ون كثير ما بلحقه من سرّائها إن اتبع هواه يؤديه إلى عذاب لا انقطاع له ولا يزول. 
فذلكم الرجل نعم الرجل فبه فتمسّكوا وبستنه فاقتدوا وإلى ربكم به فتوسّلوا, 
فانه لا ترد له دعوة ولا تخيب له طلبته. 

فالمستفاد م ن هذا الحديث الذي نقلناه بطوله لما فيه من الفائدة: : أ ن الرجل هو 
الذي جعل هواه تہ ا لامر ان وهذا دن هفات ال ال وقد ]شير أا 
الهم وى لی أوصافهم. فما ورد في تفسير قوله تعالى: ط وجعلنا بينهم وبين القرى التي 
باركنا فيها قرى ظاهرة 4'". 

ففي نفسير نور الثقلين'", عن أي حمزة القالمي قال أتى الحسن البصعري أبا 
جعفر .ت فقال: لأسألك عن أشياء من كتاب الله. فقال له أبو جعفرا: ألست فقيه 
أهل البعيرة؟ قال: قد يقال ذلك.. إلى أن قال.2ة: فنحن القرى التى بارك الله فيها. 
وذلك قول الله عر وجل فيمن أَقر بفضلنا حيث أمرهم أن يأتونا فقال: « وجعلنا 
بينهم وبين الفرى التى باركنا فيها قرى ظاهرة » والقرى الظاهرة الرسل والنقلة عتا 
إلى شيعتنا وفقهاء شيعتنا إلى شيعتنا. الحديث. 

فيفل من هذا ا ديت أ الشيعة خصوصا فتهاءى الذيين وضتهم 
الصادقءية في حديث عمر بن حنظلة المعروف بقوله: «من كان من الفقهاء صائناً 
لنفسه. حافظأً لدينه. مخالفاً هواه, مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلّدوه» هم الذين 
نصروا دين الله تعالى بتسديد أُتهم. وتعليمهم إِيّاهم وإمدادهم هم بأحاديثهم, 


.۱۸ -سباً:‎ ١ 
.۳۳۰ تفسير نور الثقلين ج ؛. ص‎ ٣ 


فى شرح الزيارة الجامعة ماهد فج تسا طمن ةقخ م ماسر FAV‏ 


وتنويرهم لقلوبهم كبا علمته من حديث أبي خالد الكابلي وتعريفهم كيف يعلمئون 
ويعملون ويعلّمون عوائهم. فهم بهذه الأأمور صاروا أنصار الدين, والوجه فيه أنّ 
الحق لم يوجد إلا عند الأعة ها وفقهاء الشيعة من حدّثيهم وغيرهم من العلماء قد 
أخذوا منهم ا فكما أن الأنمة بث هم الأنصار لدين الله الذين ينفون عنه كلّ ما 
ليس منه. ويتمّون ما نقص منه. 

فف كمال الدين وتام النعمة”". عن أبي عبد الله لذ قال: إن الله تبارك وتعالى لم 
بع الأرش إلا وفيها عام يعلم الزيادة والتقصان فإذا زا الم منون شيئاً ردّهم, 
وإذا نقصوا شيئاً أكمله هم, ولولا ذلك لالتبست على المؤمنين أمورهم» فكذلك 
فقهاء الشيعة فإنَُّم أيضاً هم الأنصار للدين بالتعليم والإشاعة والإرشاد كم لا 
يخ وكيف لا وقد أخذوا علمهم من الأعة ل لا غيرهم حيث علموا أن الحق 
عندهم لا عند غيرهم؟ 

ففي البحار”". عن الحاسن بإسناده عن محمد بن مسلم, عن أي جعفر 420 قال: 
ااا لبس عند خد من الاس خن ولام اج الاي أخذو ةما أهل الب 
ولا أحد من الناس يقضي بحق وعدل وصواب إلا مفتاح ذلك القضاء وبابه وأوّله 
وسببه علي بن أبي طالب فإذا اشتببت عليهم الأمو ركان الخنطأ من قبلهم إذا 
أخطأواء والصواب من قبل علي بن أبي طالب لا. 

وفيه”". عن البصائر, عن أبي عبد الله 4ه أله قال: أبي الله أن يجري الأشياء إلا 
بالأسباب. فجعل لكل سبب شرحاًء وجعل لكلّ شرح علماً وجعل لكل علم باباً 
ناطقاً عرفه من عرفه. وجهله من جهله. ذلك رسول الله اة و نحن. 

وفي حديث نقله في البحار في كتاب الإمامة عن الاجتجاج عن أي جعفر ل 
١-كمال‏ الدين .. ج .١‏ ص 07 1. 


" -البحار ج "2 ص 11. 
' البحار ج۲ ص 4. 


.4 لي لمم لما الات مك الأنوار الساطفة 


وفي آخره: فليذهب الحسن ييناً وشمالاً فوالله ما يوجد العلم إل هاهنا وكان لز 
يقول: حنة الناس علينا عظيمة إن دعوناهم لم جيبوناء وإن تركناهم لم بهتدوا 
بغيرنا. 

وكيف كان فالنصرة للدين بالعموم والنحو الأتم الأكمل يكون منهم نك فى 
جميع مراتب الدين من التوحيد إلى أرش الحندش, فهم في جميع ذلك لر كنا 
تقدم في (القوّامون بأمره) والشيعة وفقهاؤهم لما أخذوا منهم دينهم وكانوا مأمورين 
بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وإعانة الأئة ونصرتهم إذا دعوهم» وبتبليغ 
الأحكام وإرشاد الناس والجهّال فلا اله كل واحد متم سب ماعنده من العلم 
والايمان يكون لا حالة ناصراً لدين الله تعالى. 

هذا ونحن نرى اجتهاد العلماء والمؤمنين في نصبرة الدين بالعلم والتعليم 
والكتابة. بل وفي الجهاد ضد الأعداء. وإماتة الباطل؛ وإحياء الحق با لا مزيد عليه 
في بعضهم. 

بق شيء وهو: أنه لا ريب في انّ النصرة للدين من الأمة ل تكون بالأصالة 
وبا جعل الإهي الذي منحهم به. وأما بالنسبة إلى غيرهم فهو نصرة بالتيع حيث 
نهم تابعون في العلم والأحكام والمعارف لأمتهم لي فن الحقيقة أنّ النصرة العلمية 
بل والعملية تكون منہم 240 وما درن شيعتهم تكو بلحاظ مستابعتهم 
للأئمة ي وذلك لأنّ قبول العمل وقبول النصرة للدين من أي أحد كان إا يصح 
إذاكان مقرَاً بفضلهم ا ولولايتهم, وتابعاً لأمرهم في الدين. فلا حالة تكون 
النصرة تبعية. كذا قيل. 

ولكن هنا إشكال صعب وحاصله: انه نقل عن الشيخ يس بن صلاح البحراني 
أنه روى في كشكوله قال: كتب رجل إلى أبي عبد الله ل يسأله أن يدعو الله له أن 
يبعله من ينتصر به لدينه. فأجاب 49: رحمك الله أنما ينتصر الله لدينه بشر خلقه. 

فربًا يقال: إذاكان نصرة الدين أمراًمرغوباً فيه؛ ولذا ورد في الدعاء: واجعلني 


فى شرح الزيارة الجامعة.............. EET TS‏ لض 


من تنتصر به لدينك. فكيف التوفيق بينه وبين هذا الجواب؟ 

كيف وقد علمت أنّ نصرة الدين من خواص آثار الامامة, وقد دلّت عليه هذه 
الجملة من الزيارة من قولهلية: وأنصاراً لدينه. أي رضيكم أنصاراً لدينه. فإذاكان 
الله ينتصر لدينه بش خلقه. فليس هذه الصفة مما به المزية هم +6 لا يشترك فيه 
غيرهم. بل يشترك معهم شر خلق اللّه. 

وحينئذٍ قد يقال في الجواب. 

أول:إما ان السائل لعلّه م يكن من يعمل بأصل الشرع كما هو حقّه. فزعم أنه 
إن كان تمن ينتصر به الدين فهو اذا من الصالحين فاجابه #ة: بان جرد كون 
الإنسان ممن ينتصصر به الدين لا يوجب انخراط الإنسان في سلك الصالحين. بل 
لاب من العمل بمقتضى الشرع المبين؛ وذلك لأنّه تعالى قد ينصر دينه بشر خلقه. 
أي كونك من ينتصر به الدين قد تجتمع مع كونك من شر خلق الله, وهذا لا يدل 
على أن النصصرة للدين أمر مرغوب عنه كا لايخق. 

وبعبارة أخرى: أنّ نصرة الدين على قسمين: 

» ما يكون مع كون, الناصر من أهل السعادة. 
۵ مايكون مع كونه شر خلق الله. فنصرة الدين حسن جداً مرغوب فيه. 

إلا أنّا لا تدل مطلقاً على أن الناصر من خيار خلق الله. 

وار ا نضرة الذي لمت مي الشات اة لكون الامر 

من أهل السعادة بل اللازم أعم؛ وعليه فالدعاء الوارد من نحو: «اللهمّ اجعلني تمن 
تنتصر به لدينك» من الذين هم أهل السعادة والإيمان» فتأمّل . وكيف كان فالجواب 
على ما زعمه السائل. 

ثانياً: أنّ السائل لعلّه طلب فىنفسه أعلى مراتب الدين, التى لا تكون إلا محمد 
وآله الطاهرين. وعلم الإمامنية ذلك منه فأجابه بأنَ طلب ذلك المقام العالي لا 
يكون إل من أهله بالحق. ومن أراد. أو ادّعى ذلك المقام الختص بهم لا يكون إلا 


E ۳۹۲‏ : ب الأثوار الساطعة 


شر خلق الله. 

والحاصل: لعل السائل ادّعى رتبتهم نك فرده الإمامائة بأنَ طلب هذا المقام 
لا يكون إلا من شرّ خلق الله» وقد نرى في التأري أن من كان مدّعياً لمقام الأنبياء 
والأولياء والأئمة كان من شر الخلق کا لا يخنى على من يتتبع الآثار. 

أقول: هذا الجواب خلاف الظاهر العرفي جد فإنَ قولهلية: إا ينتصر الله لدينه 
بشم خلقه. ظاهر في أن طلب أحد أن يكون تمن ينتصر به للدين أمر مرغوب فيه. 
ولكن إحذر أن تكون من شر خلق الله الذي ينتصر به الدين. فإنّ الاتتصار للدين 
بعمٌ كون الناصر من خيار الخلق أو من شرار الخلق؛ وإن كان المصداق الأعلى منه 
الخنتص بالأئة ع لا يكون إلا من الأخيار. والله اعلام بحقيقة الأحوال. فحينئذٍ 
الجؤاب هو الأول كا لا ى 

ونقول توضيحاً للمقام: إن نصرة الدين هي في نفسها أمر مرغوب فيه. ومن 
مقامات الأنة نك ومقامات أولياء اله تعالى كالصلاة الحقيقية التي هي معراج 
المؤمن وكسائر العبادات. ومعلوم أنّ العامل بها وبسائر العبادات قد يكنون هو 
بنفسه تمن قد هذّب نفسه فيمكنه ايجاد العمل مع الإخلاص والإمان. فلا حالة 
يكون عملّه مقبولاً منه. وهذا بخلاف ما إذاكان من كان متّصفاً بصفة النفاق. فإنّه 
حينئذٍ إذا أدى العبادة أو نصر.الدين فالّه حينئذٍ وإن كان العمل في نفسه مع قطع 
النظر عن العامل -أمراً مرغوباً فيهء إلا أنّ هذا العمل الصادر عن نفاق لا يكون 
كمالاً للعامل؛ بل يوجب عقوبة له لما أوجده بدون الإخلاص. 

فهذا العمل الكذائى لا يدلّ على أن العبادة والنصرة ليست أمرأ مرغوبا فيهماء 
تلك انكو ين ا يدن أنحاء العمل العبادي والقربي, إل أنّ هذا الشخص قد 
أتى به فاسداً. فالمذمّة ترجع إلى العامل لا إلى نقص في حقيقة العمل والعبادة مثلاً, 
فالاماملة أجاب السائل بأنّك تسأل أن يجعلك الله من ينتصر به الدين هذا دعاء 
عام قد يلازم مع الكمال النفساني وقد يلازم النفاق. 


في شرح الزيارة الجامعة rr‏ 


وكيف كان فهذا الحديث كما ترى لا يدل على أن النصرة للدين في نفسها 
ليست أمرأً مرغوباً فيها بل كالصلاة مثلاً بل هي في غاية المرغوبية فيا فالتخدير 
راجع إلى انه لاب لك من تهذيب نفسك. وتسأل معه أن ينتصر بك الدين لا مطلقاً. 
فهذا نظير أن يقال: الله اجعلنى من المصلّين, فيقال له: يا هذا قد تكون الصلاة من 
المنافق. فلا تكون الصلاة موجباً للعروج الروحاني بل اسأل الله تعالى أن مهديك 
ويجعلك من المصلين بالصلاة الحقيقيّة التي هي معراج المؤمن. 

وكيف کا ن فالأئمة م هم الأنصار لدين الله جميع أقسام النصرة. وفي جميع 

حوال سرا وعلناً قولاً وعملاً. بل علمت اله لم يكن نصرة للدين من أحد إلا 
وهي منهم سيلا من حيث العلم والتوفيق الاهي والتنوّر القلبي. فصح حينئةٍ بقول 
مطلق: أمّهم الأنصار للدين وان نصرة من سواهم من آثار نصرتهم له. فالذي منهم 
هو الأصل وما في غيرهم هو فرعه كا لا بخ. 

هذا تام الكلام في المقام الأول وأمّا الكلام في المقام الثاني (أعني بيان معنى 
الدين) فنقول: في المجمع: والدين هو وضع إهي لوي الألباب يتناول الأصول 
والفروع. قال تعالى: ظ إن الدين عند الله الإسلام 74". 

أقول: في تفسير نور الثقلين عن محمد بن مسلم, عن ابي جعفرئية قال: « إن 
الدين عند الله الإسلام € قال: يعني الدين فيه الإيمان وقال: والدين الطاعة والجزاء. 

وفيه: الدين التوحيد والحكم والحساب المستقيم. ففي كلّ مورد يراد فيه أحد 
هذه المعاني با يناسبه وحينئذٍ لا ريب في أن الدين هو الشرايع با ها من الأحكام 
والأوامر والنواهي. والمعارف والأخبار اكان أو با يكون وا جاء به الب يلي 
وقد نشر الدين من كلماتهم وبياناتهم خصوصاً من مولانا جعفر بن محمد 
الصادق نة وقد انتشر الدين بهذا المعنى منه لذ بحيث صار المذهب الجعفري(عليه 
الصلاة والسلام). 





١-آل‏ عمران : ۱۹. 


۹4 ويا لعا مص كك اندد زب الأنوانالشاطعة 


هذا ولكن الظاهر من قوله2ة: وأنصاراً لدينه. أن المراد من الدين ما يعة 
المذكور والواقع للدين فإتَّهم ها أنصاره أي يذيّون عنه. ويحفظونه من أن يزاد 
عليه او ان ننقص منه. 

وبعبارة أخرى: أن الدين له ظاهر وهو بيان ظاهر الشرع وقد بيّنوه. وظهر 
لكل أحد. وله واقع حقيقة والمراد منه واقع التوحيد وواقع الولاية, التي علمت انها 
باطن الرسالة فهم لذ بوجودهم يحفظون الحقائق الدينية بالتأييدات الاهية. وما 
كان من واقع الدين عن أحد من شيعتهم فهو حفوظ بحفظهم ا له ولذاكانوا 
أركانا لوخد وعتاخر الأبزان بحو تقدم بیان 

ويدلّ على ما ذكرنا عدّة من الروايات» ففي سفينة البحار"" عن أبي بصير. عن 
أبي جعفرلية في قوله تعالى: « فأقم وجهك للدين حنيفاً 4 قال: الولاية. 

أقول: الولاية قد يراد منها خلافة الأَمة ي لرسول الله تة في الظاهر فهى 
هذا الع وإن کانمن الدين: ولكن قد موت أحادت وآيات ولك عل اة 
الولاية. النى هي ولاية الله تعمّ هذا والولاية التكوينية, وتقدم عن الصادق ا في 
ياو أذ ان ععرة اجان وتو ضيح ر فال فيه فمل اين مغر رل 
وولايتهم.. إلى أن قال: ثم إن أخبرك أن الدين وأصل الدين هو رجل. وذلك 
الرجل هو اليقين والايمان وهو إمام مته أو أهل زمانه. فن عرفه عرف الله ودينه. 
ومن أنكره أنكر الله ودينه. ومن جهله جهل الله ودينه. ولا يعرف الله ودينه 
وحدوده وشرايعه بغير ذلك الإمام فذلك معنى: انّ معرفة الرجال دين الله.. إلى أن 
قال : إن الله تبارك وتعالى إِنّما أحبٌ أن يعرف بالرجال» وأن يطاع بطاعتهم ء فجعلهم 
سبيله ووجهه الذي يؤق منه. لا يقبل الله من العباد غير ذلك. لا يُسال عا سفعل 
وهم يُسألون. الحديث. 





تسقيئة البحار ج ١‏ ص۷1٤.‏ 


في شرح الزيارة الجامعة ١‏ 


فعلم من هذا الحديث أن الدين حقيقته هو الإمام المعبّر عنه بالرجل المعرف 
باليقين والإيمان. 

وفي البحار''' عن كتاب فضائل على اله قال لسلمان الفارسي وأبي ذر 
الغفاري(رضوان الله عليهم|) إل لا يستكمل أحد الإيمان حتى يعرفني كنه معرفقي 
بالنورانية. فإذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للإيمان. وشرح صدره 
للإسلام. وصار عارفاً مستبصراً. ؛ ومن قصر عن معرفة ذلك فهو شاك مرتاب. يا 
سلمان ويا جندب. قالا: لبيك يا أمير المؤمنين. قالءلة: معرفتي بالنورانية معرفة الله 
عر وجل ومعرفة الله عر وجل معرفتى بالنورانية. وهو الدين الخالص الذي قال 
او يميد وا لا مكاسين الها يدل “مسقا و ی 
ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة». 

وعن تفسير القمّى في قوله تعالى: ل وأن أقيموا الدين » أي إقرار بالولاية 
وعن مناقب ابن شهر أشوب. عن الباقرلية في قوله تعالى: فما يكدّبك بعد 
بالدين € قال: الدين علي :2ة. 

وعن مایت كا تقوم سير اران في نواد تعالى: «أقيموا 
الدين #: :أ ی الإمام نقذ 

وعن البصائر. عن ا قال: نحن أهل دين الله. 

وعن الباقر اة قال في حديث له: إِنّ أمة الحق وأتباعهم هم الذين على دين 
اله وإ أئمة الجور لمعزولون عن دين الله الحق. الخبر. 

أقول: إن الظاهر من ن هذه الأحاديث أن الدين في الحقيقة هو الولاية وَضَاحَب 
الولاية. فكونهم با أنصاراً لدينه. أنه تعالى رضيهم أنصاراً لدينه يعم جخ معاني 
الدين خصوصاً بالنسبة إلى الولاية. فام يحفظونها ويحفظون شيعتهم من أن 
يزيلوا عن ولايتهم لال ونحن نسأل اله تعالى الثبات على ولايتهم للا في الدنيا 


١-البحار‏ ج٣۲‏ ص ؟. 


EE A ۳۹۹‏ ع 1 1354 + الانوار الستاطلفة 


قوله ايلا: وحفظة لسرّه 

أقول: تقدم الكلام فيه في قوله #ا: وحفظة سر الله إلا أنّ التكرار هنا بلحاظ 
أنه تعالى رضيهم حفظة لسرّه. فيدلٌ على انهم لا قد حفظوا سر الله. وقاموا به کا 
هو حقه بحيث رضي الله تعالى بكونهم حفظة لسرّه. 


قوله ا وخزنه لعلمه 

أقول: تقدم الكلام مفصّلاً في كونهم طيغ خرّان علمه في شرح الجملة السابقة 
من الزيارة. والتكرار أيضاً بلحاظ أَنَّهم ل في كونهم خزنة لعلمه بمثابة من الحفظ, 
والعمل با يقتضيه كونهم خزنة لعلمه بحيث رضي اله تعالى عنهم من حيث كونهم 
خزنة لعلمه. وتقدم معنى العلم الذي أعطاهم اله تعالى وبيان شرحه. إلا اه را 
يقال: | ن الجملة السابقة أعني قوله بها : «وخرّان ن علم الله» يعم ح جع املو الى 
أعطاها الله تعالى هم. وهو بع العلم الحادث والتجليّات الاهية. التي تكون متجلية 
في قلوبهم الشريفة في حال فنائهم عا سواه حتى عن أنفسهم الشريفة. 

وقد دلت على هذا الج والعلم أخبار بل آيات كثيرة تقدم ذكرها في مطاوي 
الشرح وفي شرح الجملة السابقة. هذا ولكن هذه الجملة أعني قوله لل: «خزنة 
لعلمه» يراد منه العلم الحادث المتعلّق بالشريعة من الأحكام والمعارف 
والأخلاقيات التى مها تكميل النفوس. 

والحاصل: أن المراد به العلم المتعلّق بالشرع والتبليغ للأحكام وما شابهه. 
وذلك كلّه لمكان تعلق الرضا بهذه الجملة. 

بيانه: أن الجملة السابقة وهى كونهم خرّان علم الله لا يكون إلا بفضله ومنحه 
وعطائه. وهو إعطاء منه تعالى هم ابتدائي ولا يحسن تعلق الرضا به. لأ تفضل 


فى شرح الزيارة الجافهة... ... o‏ ا ا لالع 


ابتدائي وأمره بيده تعالی إن شاء أعطاه هم وإن شاء أخذه منهم. 

نعم هو متعلّق لمشيئته تعالى بالأصالة وإن استلزم رضاه أيضاً إلا أنه غير 
منظور في الكلام. وهذا بخلاف هذه الجملة: أي ورضيكم خزنة لعلمه. وذلك ظاهر 
في أنه تعالى قد رضبهم خزنة لعلمه الذي منحهم والذي هو الشرع من الأحكام 
والمعارف الموجبة للتكئيل. 

فحيث إلَهم ليلا عملوا بمقتضى الوظيفة فيها فرضي الله عنهم في هذا العلم 
بلحاظ قيامهم ا فيه با هو الواجب عليهم في إقامة الشرع والدين» والله العالم 


قوله .اا: ومستودعاً لحكمته 

أقول: تقدم الكلام في بيان الحكمة في قولهة: ومعادن حكمة اللهء مفضّلاً إلا أن 
هذه الجملة شير فيها إلى أمرين: 

الأول: أنه تال رضيهم مستودعين لحكيته بنحو تقدم معناه في «رضيكم 
خلفاء, في أرضه؛ نعم يجري فيه من المعانيء ما يناسبه» فحيث إنهم غلل قد 
قاموا بحق الوديعة الإهية أي الحكنة المستودعة عندهم» وعملوا بحقّها في الخلق. 
بحيث أظهروها فيا أمرهم تعالى بإظهاره» وأخفوها فيا أمرهم تعالى بإخفائه. فلا 
حالة قد رضيهم مستودعاً لحكئته(صلوات الله عليهم أجمعين). 

الثاني: أنه تعالى استودعهم حكمتهء إلا أنه ما الفرق بين كونهم معادن حكدة 
الله وبين كونهم مستودعين لحكلته؟ الاستيداع هو الاستهان على شيء وذلك بأن 
تضع ملكك عند من تثق به. فالشيء المستويع عند أحد وإن كان مورداً للاستفادة 
منه إلا اه كالعارية فإن رقبته ليس للمستودع (بالفتح) بل هو للمستودع 
(بالكسر) وفيا نحن فيه يراد من الشيء المستودع عندهم يث المعير عنه بالحكة 
والعلم والعقل الكامل والمكمّل (بالفتح) المشار إليه بقوله تعالى في الحديث القدسي: 


...0-0-0-0 الأَفَوار الساطعة 


« ولا أكملتك إلا فيمن أحب». 

ومنه يعلم الفرق بين ا جملتين. إن قولهة: معادن حككة الله. أشير به إلى 
نفس تحقق المحكمة عندهم ني وعبّر عنهم نيك بمعادنها نظراًإلى اّما لا توجد أصلاً 
وفرعاً إل عندهم ومنهم كما هو شأن المعدن, وأمّا قوله لا مستودعاً لحكنته. يشار 

به إلى أنّ هذه الحكمة أو أن كونهم معادن حکمته تعالى ليست ذاتياً هم, بل هي 
ديعة عندهم ميل ولذا تعلّق بها رضاه تعالی أي أنه تعالى رضيهم متستودعاً 

یکن ويدلّ هذا بالالتزام على مهم كل قاموا بشأن الوديعة من حفظها والعمل 
بها كما ينبغي. ويدلٌ بالالقزام على عبوديّتهم الحقيقية 4ظ حيث إِنّ هذه الجملة 
حك عن ا لا انرا عفن هينه السيودية وا فانرا اوا 
يعارضوا بلحاظ واجديتهم لتلك الحكنة والعلم والمعازف التي كانت عندهم شيئاً 
من أوصاف الربوبية» بل تعاملوا معها بما.يوافق ربوبيته تعالى كا هو حقّها. وذلك لا 
يكون إلا لكونهم في كال العبودية فرضيهم مستودعين لحكنته. 

وما ذكر يعلم: أن قراءة مستودعاً (بالكسر) بدعوى أنه مك أودعوا الحكم 
الو تي أعطاهم اله تعالى عنده تعالى ورضيهم لا كذلك أي رضى لله عن م 
وو عوا ا حكمة عنده تعالى ليس كا ينبغي؛ وذلك لما عرفت من أنّ الاستيداع هو 
الاستيصان. وذلك يستدعى مالكية المستودع (بالكسر) لما يستودعه وكون 
المستودع عارية عند المستودع عنده وهو فوا نحن فيه بالعكس كم لا يخن إلا 
بغعرب من الجاز والتأويل في مالكية المستودع لما يستودعه, بأن يراد من الملك له 
اعم من الملك الحقيق أو الاعتباري وهو تكلّف بلا وجه. 

قافا إلى أن هده انل التباطقة بعضها عل حفن فد ذكرت اظ 
الامتنان. فاه تعالى قد منّ عليهم هة بأن رضبهم خلفاء ومستودعاً (بالفتح) 
لحكمته. ولا ريب في أنّ هذا يناسب القراءة بالفتح لا بالكسر فتأمّلء فإنّه قد يقال: 
إِنَ الامتنان بلحاظ أن رضيهم مستودعين (بالكسر) لحكمته والله العالم. 


فى شرح الزيارة الجامعة .... ۳۹4 


وقد يراد منها المعرفة التى تقابل الجهل والشك فإِنّها حين ذاك هى العلم أو علم 
اليقين. وكيف كان المعرفة قد تطلق على ما يقابل الإنكار ويراد منها حينئذٍ الشهود 
بالنسبة إلى ما عرفه. نعم في كل مورد يراد من الشهود ما يناسبه كما حقق في تحلّه. 

وقد يقال: إنّ ا مراد منها ضياء المعرفة الثابتة في الفؤاد. أو هى نور نفس الفؤاد. 
وإن كان بلحاظ قى الشركة فيه أ وهي الور الالمى المع حدق الأخبار 
بالفزائة والو ام كا هدع الكلام فيه مضلا وقد يراد ميا توازيك الأتبياء كنا 
سيأتي في رواية خثيمة قوله ا ونحن مستودع مواريث الأنبياء. 

وحاضل الكلذم ق الا رين عو انه تال رقت مسعودعا لمتكينه اى 
اختارهم اختيار حبة. فرضاه تعالى عنهم بذلك إغا كان لحبّته تعالى إيّاهم. وقد 
تقدم مهم الحبوبون له تعالى بام ملاك الحبوبية؛ التي ينبغي أن تكون في حبوبه 
تعالى ومعنى رضاه تعالى بذلك أنه يثق بهم مي في حفظ الحكئة ووضعها موضعها 
بأنّ يبذلوها لأهلها ولمن يحفظها ويمنعوها عن غير أهلها ومن لم يحفظها. 

وقد يقال: إن المراد من الحكمة هو أنفسهم الشريفة. ويؤيّده ما تقدم من تفسير 
الحكنة في الأحاديث بمعرفة الامام ل إلا أنّ هذا خلاف الظاهر من الجملة. حيث 
إن الظاهر منها أنه تعالى استودعهم حكمته فهم المستودعون (بالفتح) لحكم الله 
تعالى. وأنّه تعالى رضيهم أن يكونوا كذلك. 

وكيف كان فإنّ أريد من الحكئة أنفسهم الشريفة, فحينئذٍ يراد من الحكمة مقام 
الولاية الإهية والروح الأعظم فهي التي استودعها الله هم ويراد من أنفسهم ما 
سوى الولاية والروح التي هى أعظم من جبرئيل وميكائيل من ساير أرواحهم 
وهياكلهم البشرية فالمستودع (بالفتح) هو الولاية الاطية المعبر عنها بالروح في 
قوله تعالى: « وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا 4”" وقد تقدم مرارا شرحها 
والمستودع فيه هو نفومهم البشرية. 


.0۲: ىروشلا-١‎ 


ع ١‏ . الأنوار الساطعة 


فيرجع المعنى إلى أنه تعالى استودعهم أنفسهم (أي الحكمة) أي الولاية الاطية, 
والروح الموحئ إليه 7+ ليؤدوها بلحاظ آثارهاء وبعض حقيقتها إلى المستحقين. 
فيعملوا بهاء فهم س يؤدَون الولاية الثابتة هم بكليتها لبعض شيعتهم على حسب 
صلاحيتهم وظرفيتهم. أو اہم ديل يؤدون الولاية لأهلها ليعلموا منها المعارف 
الإلهية. ويعملوا بآثارها من التصرفات المولوية التكوينية كما يرى من بعض 
شيعم وأحخائية النواضن. 

وكيف كان فهم ب لما حفظوا المكية المستودعة عندهم على نحو إرادة 
المستودع (بالكسر) تبارك وتعالى ووضعوها مواضعها - لما عر فوائئةة بالتوسم 
والتفرّس الثابت هم عند من يحفظها فبذلوها هم مسدّدين ومؤيدين لهم على 
بحسي ها كنب هم في اللوح الحفوظ الثابت عندهم نيا 

وار انى آم : إذا أدّوا الحكمة إلى شيعتهم المستحقين طاء أعانوهم 
على ا اي ا كما لايخق. 

وتقدم أَنّهم مي قد أقرّوا بالنسبة إلى بعض أنه من شيعتهم. وأنكروا بعض أ آخر 
5 
أن يكونوا كذلك. کا يستفاد هذا من اللأحاديث التى ذكرت في بصائر الدرجات في 
بات ام نمز فون شم وان اام لمكتوبة في صحيفة عندهم فراجعها. وأيضاً 
من عر فوا أنه تن ينكرها فهم ن أيضاً أنكروهم ومنعوهم عنها (أي عن الولاية) 
وأهمَ ما قاموا بحفظ الحكمة والولاية الإهية التي هي حقيقة إمامتهم كما عرفته 
سابقاً هو انهم د حفظوا أنفسهم على هذه الوديعة الالهمية من الحكمة والولاية. 
وقاموا بخدمتها والمثي على محض حقيقتها وإن كان صعباً وموجباً لسفك المهج 
وخوض اللجج. وتحمّل المصائب والمشاق من الأعمال. 

فإنهم نچ # لما خوطبوا بخطاب: خلقتك لأجلي وخلقت الأشياء لأجلك .إلتذوا 
5 ن هذا الخطاب الإطى الذي بين أنه تعالى اختصّهم لنفسه. فجعلوا أنفسهم 
الشريفة في جميع الأحوال بحيث يليق بجنابه تعالى. وبحيث يليق بأن تكون لأجله 


فى شرح الزيارة الجامعة. 1 للع 


تعالى. فهم في منتهى القداسة والطهارة الذاتية والنفسية والعملية في جميع الأحوال. 
فلم تعرض عليهم في حالاتهم الظاهرية والباطنية ما يعارض تلك القداسة 
والطهارة من المعاصي بل وترك الأولى بالفعل بدا کا يومئ إليه ماف حديث 
المعراج قوله تعالى: « ويعظموني حقٌ عظمتي ». 

والحاصل: أنه تعالى استودعهم الحكمة والولاية ودينه وهم ليا قاموا يما 
يستحقه تعالى في ذلك وعملوا بمقتضاها والتعبير عنها بالاستيداع هو للاشارة إلى 
ان هذه الوديعة من عطاياه تعالى هم لي ومن خزائنه تغالى التي افاضها عليهم 24 
دنا قاض عدي لسريس فقيو سال يقر مالك ذا ر 
على ما اقدرهم عليه» بل كل ما جعله تعالى عند احد من خلقه فهو عارية ووديعة 
عندما يشاء أن يسترذه استرده؛ لأنّه تعالى مالكه ومالك التصرف فيه ملكاً غير 
موقت ولا مشروط بغير إرادته تعالی. بل لا يتحقق شي» إلا بإرادته وإيجاده. وإن 
صدر في الخارج بحسب الظاهر عن غيره. 

كما أشير إليه في قوله تعالى: ‏ واله خلقكم وما تعملون 74" وأنّ ما يعمله العباد 
في عين انتسابه إليهم مخلوق له تعالى كا هو ظاهر الآية الشريفة.كما يومئ إلى ما 
ذكرنا ما عن إثبات الوصية للمسعودي عن علي غا في خطبة: 

سبحانك ملأت كلّ شيء. وباينت کل فأنت لا يفقدك شيء. 
وأنت الفعّال لما تشاء. تباركت يا من كل مدرك من خلقه. وکل حدود من صنعه. 
الخطبة. 

فقوله!ة: وكلّ حدود من صنعه. يدل على أن كل فعل وتحدود في الوجود فهو 
من صنعه تعالى كما لا يخق. 





535: تاناصلا-١‎ 


e‏ . . الأنوار الساطعة 


قوله :: وتراجمة لوحيه 

أقول: تراجمة جمع ترحمان وهو المترجم المفسّر للّسان يقال: ترجم فلان كلاماً 
بيّنه وأوضحه. وترجم كلام غيره عبّر عنه بلغة غير لغة المتكلّم. واسم الفاعل 
ترحمان. وف الحديث: الإمام يترجم عن اله تعالى. يعني بقوله: السلام عليكم. أي 
يقول لأهل الجماعة: امان لكم من عذاب الله يوم القيامة, كذا في الجمع. 

أقول: المستفاد من موارد استعمال القرجمة هو أنه يراد منها إيضاح المعنى الخخني 
والغائب عن حواس غير المترجم سوا كان ذلك المعنى المذكور بكلام أم لا. 

وقوله: لوحيه. اللام للتعدية. وقد تقدم 8 الوحي يطلق على معان: 

منها: كلّ ما ألقيته إلى غيرك كما عن القاموس. ومعلوم أن ما يُلق إلى الغير يعم 
الكلام وغيره كالاشارة والإلهام وقد فسّر الوحى بها أيضاًء ومعلوم أنّ الترجمة 
لوجي تم جنيع أفساته من الاشارات والإحامات فيرجع المعق إلى اح بق 
تراجمة لِوّحيه تعالى با له من المعاني المتعلّقة بالأنبياء والرسل. وما يطلق من الملك 
أو من الله تعالى على الأئمة ميئل من الحديث حيث تقدم هم نا حد ثون بل تقدم أن 
المؤمن مله ملهم. وكذا يعم الموارد التي أطلق الوحي فبا في الحيوانات والشياطين 
وغيرهاكما تقدم تفصيله في شرح قولهية: ومهبط الوحي. 

والفرق بين هذه الجملة وما تقدم هو أن السابقة تشير إلى نّم نل مهبط وحل 
للوحي . وهذه تشير إلى انم ية تراجمة وحيه لاغيرهم. 

والحاصل: نهم ينه تراجمة الوحى بجميع معانيه. فهم نة يترجمون أقسام 
الوحى منه تعالى إلى أنحاء الخلق من الأنبياء وغيرهم. وهم العارفون بحقائق 
امور يعانم ف ی اله شک لوحي کا عر ره 
وتقدم الكلام مفصّلاً في شرح الوحي وأقسامه في قولهلية: ومهبط الوحي. 
فراجعه. 

تمان يستفاد من العطف أنه تعالى إا رضي كونهم له تراجمة لوّحيه 


فى شرح الزيارة الجامعة PS SA‏ و 0 


لا غيرهم» وذلك لإحاطتهم بحقائق الأمور لمعرفتهم ليك بمواقع الترجمة وأنّه كيف 
يبيّنون أحكامه ومعارفه وحقائقه للخلق بحسب الأشخاص والأوقات والأزمنة 
حسب ما تقتضيه المصال الإلهية فحيث هم لَك عارفون بجميع هذه الجهات في 
مقام الترجمة فرضيهم تراجمة لِوّحيه لا غيرهم. 

هذا ونحن نرى أنّ غيرهم من مخالفيهم قد فسّروا القرآن وغيره تنا يحتاج فيه 
إلى الترجمة والتفسير بما لا يرضى به العقلاءء لما فيه من الاختلاف والتضاد. وما 
يدي إلى ما لا بحسن نسبته إليه تعالى. كل ذلك لجهلهم بحقائق الأمور ومقاصد 
الحق. وهذا بخلاف ترجمتهم ليذ نما خالية عن أي إشكال وموضحة لحقيقة 
الأمرء وهذا أدلٌ دليل على إمامتهم وعصمتهم وعلمهم. ومنصبهم الإللمى كا حقق 

ففيه تعريض أيضاً إلى أنه تعالى إا رضم تراجمة لِوّحيه لا غيرهم: فلاب من 
متابعتهم في فهم معاني الوحى بأقسامها لا متابعة غيرهم كا لايخق, والحمد لله. 


قوله لئة: وأركاناً لتوحيده 

أركان هو جمع ركن. وركن الشيء جانبه. وقيل: هو الجانب الأقوى, 
وقولهلية: أركاناً لتوحيده. واه تعالى رضيهم كذلك يحتاج بيانه إلى بسط في المقال 
فنقول وعليه التوكل: 

كونهم أركاناً لتوحيده معناه أنه لا يقبل الله تعالى التوحيد من أحد إلا إذاكان 
مقروناً باعتقاد ولايتهم, وقد تقدمت أخبار كثيرة دلّت على أنّ مخالفهم مشركون 
وأنّ كلمة التوحيد في القيْمة تسلب من غير شيعتهم» فولايتهم بمنزلة الركن للبيت 
الذي لا قوام له إلا به. 

وتا يدل عليه من الأخبار ما في البحار”", عن أمالي الصدوق بإسناده عن 


١-البحار‏ ج۲۷ ص۷٦۱.‏ 


e t4‏ 4270-71 الأنوان التسالعة 


محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه» عن آبائه نة قال: نزل جبرئيل على النى باش 
فقال: يا محمد السلام يقرئك السلام ويقول: خلقت السموات السبع -وما فييك 
والأرضين السبع ومن علبهن. وما خلقت موضعاً أعظم من الركن و ولوآنٌ 
عبداً دعاني هناك منذ خلقت السماوات والأرضين م م لقيني حرا لولاية على 
لأكببته في سقر. 

وفيه”". عن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد اله يقول: من خالفكم وإن تعبد 
واجتهد منسو ب إلى هذه الآية: ( وجوه يومئذ خاشعة ٭ عاملة ناصبة * تصلى ناراً 
حامية €. 

وفيه'". عن أمالى الصدوق. عن سديف قال: حدّثني محمد بن علي الباقر ا 
وما رأيت حمدياً قط يعدله قال: حدّثنا جابر بن عبد الله الأنصاري. قال: خطبنا 
رسول الله يميق فقال: أبّا الناس من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهودياً. 
قال: قلت: يا رسول الله وإن صام وصلٌ وزعم أنه مسلم؟ فقال: وإن صام وصفكٌ 
وزعم نه مسلم. 

وفيه””, عن جابر» عن أبي جعفرلية قال: قال رسول اله يفظة: التاركون 
ولاية علي. المنكرون لفضله المظاهرون أعداءه. خارجون عن الإسلام من مات 
منهم على ذلك. 

وفيه؛. عن ثواب الأعبال للصدوق عن حنان بن سدير. عن أبيه قال: 
معت أبا جعفر لذ يقول: إن عد علبي ئا لا يخرج من الدنيا حتى يجرع جرعة من 
الحميم. وقال: سواء على من خالف هذا الأمر صلى أو زنا. 


١-البحار‏ ج۲۷ ص 1148. 
؟ -البحار ج ۲۷. ص 118. 
"'-البحار ج/1؟. ص ۲۲۵. 
٤‏ -المصدر نفسه. 


فى شرح الزيارة الجامعة و اا 


وفي حديث آخر: قال الصادقلة: إن الناصب لنا أهل البيت لا يبالي صام أم 
صل زنا أم سرق إِنّه في النار نه في النار. 

وفيه”". عن حاسن البرقي. عن الحارث بن مغيرة النضري قال: معت عمان 
إبن المغيرة يقول: حدثني الصادق عن على ا قال: قال رسول الله تلفق : من مات 
بغير إمام جماعة مات ميتة جاهلية. قال ا حارث بن مغيرة (أقول: أي لعثان بن 
المغيرة): فلقيت جعفر بن محمد فقال: نعم, قلنا (أي قلنا للصادق/كة: فات 
ميتة جاهلية؟ قال: ميتة كفر وضلال ونفاق. 

أقول: والأحاديث بهذه المضامين متضافرة جد خارجة عن حد الاحصاء. 
ويدلٌ على هذا أيضاً عدة من اللأحاديث التى روتها الخاصة والعامة. 

فق البغارا" عن شاف ابن شیر آشو ب عن عد عالواة قال سول 
اله : علي خير البشر. فن ابی فقد كفر. ومن رضي فقد شكر. ومثله كثير في 
ذلك الباب. ش 

ويمكن أن يكون معنى كونهم أركاناً لتوحيده انم لولم يكونوا لم يتبين توحيده 
تعالى فهم أركانه كما قالوا: بنا وحد الله بنا عُرف الله بنا عبد الله. 

فق بصائر الدرجات”,. بإسناده عن عبد الرحمان بن كثير قال: سمعت أبا عبد 
انق كول EERE‏ رح ES A‏ 
وعلينا نزل كتاب اللهء وبنا عبد الله ولولانا ما عرف الله ونحصن ورشة تسبي الله 
وعترته. ومثله غيره. 

وقد يقال: إِنّ معناه أن الله تعالى جعلهم أركاناً لالأرض؛ لأجل أن يوحده الخلق 
كما تقدمت أحاديث دلّت على هذا من قول الصادق #: جعلهم الله أركان الأرض 
١-البحار‏ ج ۲۲ ص 7/. 


۲-البحار ج58 ص /. 
"'-بضائر الدرجات ص 1۱. 


E 7‏ امون ع اق دق قا اواك ب الأنوان الساطعة 


أن تميد بأهلها وحجّته البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى. 

وفي بصائر الدرجات”". عن أبي حمزة, عن أبي جعفرلية قال: والله ما ترك 
الأرض منذ قبض الله ادم إلا وفيا إمام يهتدى به إلى الله. وهو حجة الله على عباده. 
ولا تبق الأرض بغير إمام حجة الله على عباده. 

وفيه!". عن أي جعفرلية قال: لو أنّ الإمام رفع من الأرض ساعة لاجَت 
بأهلها كا ييوج البحر بأهله. 

وقد يقال: إن حقيقة التوحيد هو سر من أسرار آل محمد (عليه وعليهم 
السلام) وهو في نفسه ركن في الدين, إذ لو أسقط التوحيد لبطلتالشرايع مع ما ها 
من الأعمال والصفات ورجعت إلى الشرك, وحينئذٍ فالتوحيد هو الركن والجانب 
الأقوى للدين. ومن المعلوم أنه لا يكن بلوغ السالكين إلى حقيقة توحيد ربٌ 
العالمين إلا معرفتهاء ومن المعلوم أله لا يكن المعرفة والتوحيد الحقيق وال هداية 
الحقيقية إلا بالوصول إليهم في عوالمهم. وحيث إِنَّهُم لب هم الواصلون إلى حقيقة 
التوحيد وسرّه وهم أصله ومظاهره فلا حاله هم أركان التوحيد لا يكن الوصول 
اله ا اب والاتضال يب علا وجلا وضفة كحو يوشب الوضول إل 
عوالمهم. وهذا أيضاً معنى قوطم 2: بنا عُرف الله بنا عبد الله. وأنّهم أبواب الإيمان 
وأنّهم القادة الهداة. كما تقدم بيانه. 

هذا والذي ينبغى أن يقال هو: أنّ الكلام في التوحيد, ثم في كونهم عا أركاناً له 
كثير جداً لا يسعه هذا المقام مضافاً إلى قصوري عن دركه. ولكن أذكر في المقام 
حملاً من الكلام مما منحني الله تعالى من دركه فنقول: التوحيد هو جعل الشيء 
واحداً (أي الحكم) بوحدانيته. وهو ما علمى: وهو الذي يظهر بالبرهان. وقد 
تكلف لبيانه علم الكلام, وإمّا عيني: وهو انيت بالبرهان ووجد في القلب» وقد 


١-بصائر‏ الدرجات ص .٤۸۵‏ 
؟ -بصائر الدرجات ص .٤۸۸‏ 


فى شرح الزيارة الجامعة Sa‏ مدو امو 1 


ادّعاه أهل الذوق من العرفاء الحقّة الذين سلكوا مسلك الأنبياء والأمة لل 
ال اس ب كا الا وهو 


بتر ال هلجد ا 

تمن التوحيد إمّا توحيد الذات أو الصفات أو الأفعال أو العبادة, أمَا توحيد 
الذات فالحتي منه لا يكن لأحد الوصول إليه, »بل هو مختص به تعالی» فهو مساوق 
للعلم بكنه الذات المقدسة. وقد علمت مراراً اله لا يكن لأحد الوصول إليه كيف 
وکل ما سواه حاط له تعالی وهو حيط به (ألا إنه بكلى شيء محيط» 7" والحاط لا 
يحيط بالحيط. وإلالم یکن حاطاً کا لا يخن وقال الحقق السبزواري في شرح 
الأسماء ص ": وفي الحديث: التوحيد الحق هو الله والقائم به رسول الله والحافظ له 
نحن والتابع فيه شيعتناء قولهة: التوحيد الحق يشير إلى التوحيد الحقي كما قلنا 
وكا لا يخق. 1 

واا العلمي منه: لمر ای خب عسي اا ف احوال الم و کین 

الأولى: مرتبة النتصوّر وهي إدراك أن للعالم مؤثراً. وهذه المرتبة هي القي 
نفوس الخلائق محبولة علا باقتضاء فطرتها التي فطر الناس عليهاء وقدتقدم 
قول له في تفسير الفطرة التي فطر الناس عليها في قوله تعالى: $ فطرة الله التي فطر 
الناس عليها 74 انه التوحيد وقول أة ل: وكلّ مولود يولد على الفطرة إلا أن أبويه 
بهوّدانه أو ينصّرانه أو مجسانه. 

الثانية: مرتبة التصديق والاذعان لوجوده تعالى الثابت بالبراهين الساطعة 
والأدلّة القاطعة قال سبحانه: ‏ أفى الله شك فاطر السماوات والأرض ي 





١-آل‏ عمران: ١8‏ 
قصل 0£ 
۳-الروم: ۳۰ 
غ-إبراهيم : ٠١‏ 


۸4 .0000000-0-000 الأثوار الساطعة 


الثالثة: مرتبة التوحيد والتفريد عن الشركاء المشار إليه بقوله: « قل هو الله 
أحد 4" وقوله: 9 انّما إلهكم إله واحد 4(" وقد حقق وبين هذا التوحيد في كتب 
أهل المعرفة وفي علم الكلام أيضاً. 

الرابعة: مرتبة الاخلاص أي جعله خالصاً عن النقائص. قال تعالى: « لله 
الصمد 4'" أي المتعالي عن الكون والفساد. وقوله تعالى: < لم يلد ولم يولدي 
دال عليه ايضا لما في الولادة من الكون والفساد أو جعل العمل خالصا له قال تعالى: 
« فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربّه أحداً»©. 

الخامسة: مرتبة نف الصفات عن الذات الواحد الربوبي تعالى وتقدس. وهى 
غاية العرفان ومنتهى قوة الانسان. 

وأمَا التوحيد العينى: فقد علمت أنه ختص بأهل الذوق. ولا يكاد يصل اليه إلا 
أهله ولا باد يخرط ق سلك العيادة إذكل مآ عر غته فهو علم التوحيد: قلا 
يدرك واقعه إلا بالتيذيب والسلوك بنحو ذكره أهله. ولعلّه ستجىء الإشارة إليه في 
طيّ الشرح. 

وأمّا الكلام في التوحيد الصفاتي والأفعالي: فهو إِما علمى فتجري فيه المراتب 
الخمس بحسبها كا لايخق. وإمّا ذوق: فهو حاصل لأهله كا تقدم. وأا الحق منها: 
فهو مختص به تعالی كما لا بخق. 

ققد نقؤل: أما الوخد ا هن المنغاق: فالعلمى سه ا رټ ق ان 
الأئمة نبل هم الأركان فيه بمعنى أن علم التوحيد بتامه ومراتبه لم يبيّنه أحد مثل ما 
بنوه نب فهم في علم التوحيد أركان له. إذ ا جانب الأقوى من علمه متوقف على 





4 : صالخألا-١‎ 

۲۔-فصلت :1. 
٣-الاخلاص‏ : 4. 
٤-الاخلاص‏ : ۳. 
ه_الكهف : .1٠١‏ 


بیانہم ی كما لا بخق على أحد. وتقدم في الشرح ما يدل على ذلك مراراً. 

وأمّا الحجق: فحيث إنّه ختص به تعالى فلا حالة هو تعالى ركنه. 

والا اشع دمن ف لوعت فيو ر و و أركانا رار 
من الجملة ف التوحيد. 

فحينئذٍ نقول: إعلم أنّ الأئمة نيك هم الأركان للتوحيد العيني ا له من المعاني 
من الذاتي والصفاتي والأفعالي والعبادي. 

ما الذاتي: والمراد به التوحيد الذي هو حق معنى لا اله إلا الله الذي لا يتحقق 
إلا بشهود خلوص التفرّد بالإلوهية, وهذا التفرّد بالالوهية هو التوحيد الذاقي 
الذي لايمكن لأحد الوصول إليه. 

وبعبارة أخرى: إنّ توحيد الذات هو شهود تفرّده بالإلوهية, ولا يتحقق هذا 
الشهود بالتفرد لأحد إلا بهم فهم هذه الجهة ركنه وأركانه. 

والوجه فيه: أله بعدما لم يكن لأحد المعرفة بالكنه. فلا حالة غاية ما يكن من 
المعزفة بالذات هو شهود تفرّده باللإلوهية, وهذا التفرّد والوحدة هو التوحيد الذي 
أخززاة على خلقه كما تقدم الحديث المصرّح به. وهذا الشهود والتفرّد الإلوهي لا 
يمكن لأحد ظهوره بالنحو الأتم الأكمل إلا بمحمد واله الطاهرين فقطء وهو المشار 
إليه في قوله تعالى: « وأولوا العلم 76 وقد تقدم شرحه في شرح حديث كميل. 

وكيف كان فهذا التوحيد والتفرّد الإلوهي هو إظهار وصفه تعالى في عبده (أي 
في عباده محمد وآله الطاهرين صل لله عليه وآله) والمراد من وصفه هو إظهار هذا 
الور رجن الق الذي عر حنه ا إقولة ك ن الاموا أرى وج 
أسمع إلا صوتك» وقد تقدم. وهذا الوصف الربوبي (أي التفرّد) هو الذي ليس كمثله 
شيء. وهذا الشهود هو المعبِرٌ عنه بمقام العندية المشار إليه بقوله تعالى: « إن الذين 


١-آل‏ عمران: ۱۸. 


eA‏ 021-134 الأمواز لاغ 


عند ربك ٭'' ' وقد تقدم شرحه مفصّلاً. ؛ وهذا هو حقيقة التقرب الت تقدم شرحه 
اتا . وهذا هو مقام الفناء عن النفس وع سواه. 

فالأئمة سي دائماً في مقام حضور هذا الشهود حيث إِمَّهم ا حين ذاك يحرّدون 
عن انفسهم وعن جميع ما سواه. فمشاهدة هذا التفرّد الذي ليس كمثله شيء. 
والذي هو مرآة للتوحيد الذاتي احق الختص بكنهه تعالى يكون هم لي وهذا التفرّد 
متحقق وقائم بهمديّة وهم مظهره. وهم بهذا اللحاظ حجاب الربّ. وحجاب 
الذات كما صرحت به الأحاديث, وهم ميل بهذا اللحاظ الآيات المراد بها في قوله 
تعالى: # سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم € وهم حقيقة التوحيد والمثل 
الأعلى وركن التوحيد. فهو تعالى تعرف لكل من سوى الأمّة بهذه الآية, وهم ليك 
العو كير ديد التؤحيد. 

وهذا كانوا أركاناً له. وحيث جعلهم اله تعالى كذلك. فقد رضيهم أركاناً 
لتوحيده» ثم إله إذا جرد أحدٌ نفسه عن كل صفة ونسبة واعتبار حتى عن الإشارة وعن 
تجريده بحيث لا يجد نفسه ايضاء فهذا العارف الكذائي قد عرف نفسه وائَّها الذي 
ليس كمثلها شيء. وأنَّا آية التوحيد. وأمّها الآية النفسي التي أراها الله تعالى, ثم إذا 
سبقت له مر ن الله الحسنى وصار مصداقاً لقوله: « سئريهم آياتنا » يجد حينئزٍ في ذلك 
العالم والتجرّد أن : تلك الآبة أ وآيات الأنفسي هي أياتهم به وهي شعبة من 
حقيقتهم. . ويجد حينئا ام الكل أركان لذلك التوحيد. إذ يجد حينئزٍ إن تلك الآية 
قائمة مهم بيا فهم حينئذٍ أركان للتوحيد الذاتي الممكن لأحد الوصول إليهم؛ فهو 
قائم هم. ولا يكن لأحد الوصول إليه إلا بالوصول إلى معرفتهم. رزقنا الله تعالى 
ذلك محمد وآله. 

وأما الصفاتي منه: فنقول: إن صفاته تعالى إِمّا ذاتية فحينئذٍ لا يراد منها إلا 


.۲٠٠: _الأعراف‎ ١ 
.0۳ : فصلت‎ ۲ 


فى شرح الزيارة الجامعة ......... م eee‏ 


الذات المقدسة. التى تستحق تلك الصفات ذاتاً. ولا يكون في صعق الذات غير 
الذات لا واقعاً ولا فرضاً ولا اعتباراً. إذ ليست في ذلك الصعق إلا الأحدية الذاتية, 
فإن ذكرت صفات الذات المتعددة فإمًا هى بلحاظ مظاهرها الخارجية المتعددة 
الى ليش بيانما. وإلى هذا التوحيد يشير قولهلة: «وكمال التوحيد نني الصفات 
عنه» اي ان كمال توحيده تنزيه الذات عن كثرة الصفات الحادثة المخلوقة 
ومفاهيمها المتعددة. وقد صرّح في الحديث با ذكرناه. 

ففي الكافي: محمد بن أبي عبد الله رفعه إلى أبي هاشم الجعفري قال: كنت عند 
أي جعفر الثاني فسأله رجل فقال: أخبرني عن الربٌ تبارك وتعالى له أسماء 
وصفات في كتابه. وأسمائه وصفاته هى هو؟ فقال أبو جعفر#ة: إِنّ ل هذا الكلام 
وجهين إن كنت تقول: هي هو أي اله ذو عدد وكثرة. فتعالى الله عن ذلك. وإن كنت 
تقول: هذه الصفات والأسماء لم تزل. فإن لم تزل محتمل معنيين. 

فإن قلت: لم تزل عنده في علمه وهو مستحقهاء فنعم. وإن كنت تقول: لم تنزل 
تصويرها وهجاؤها وتقطيع حر وفهاء ففعاذ الله أن يكون معه شيء غیره» بل كان الله 
ولا خلق. ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه يتضضرعون بها إليه ويعبدونه وهی ذ كره. 

وكان الله ولا ذكر والمذكور بالذكر هو الله القديم الذي م يزلء والأسماء 
والصفات مخلوقات. والمعاني والمعنى بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف ولا 
الائتلاف, وأا يختلف ويأتلف المتجرّي فلا يقال: الله مؤتلف ولا قليل ولا كثير, 
ولكنه القديم في ذاته؛ لأنّ ما سوى الواحد متجرّئ والله واحد لا متجرّئء ولا 
متوهم بالقلة والكثرة, وكل متجزئ أو متوهم بالقلة والكثرة فهو خلوق دالٌ على 
خالق له. فقولك: إن الله قدير خبرت أنه لا يعجزه شىء, فنفيت بالكلمة العجز. 
وجعلت العجز سواه وكذلك قولك: عال إا نفيت بالكلمة الجهل. وجعلت الجهل 
لسواه. 

وإذا أفنى الله الأشياء أفنى الصورة واهجاء والتقطيع. ولا يزال من لم يزل عالماًء 


Ra ۲‏ : : .. الأنوار الساطعة 


فقال الرجل: فكيف سمينا ربّنا سميعاً؟ فقال: أن لا يخى عليه ما يدرك بالأسماع. ولم 
نصفه بالسمع المعقول بالراس. ولذلك ممّيناه بصيراً؛ لأنّهِ لا يخن عليه ما يدرك 
بالأضارامق لون أو سحن او غير ذلك ول نعف مسر فة الصيع ومدق 
سينا لطيفاً لعلمه بالشيء اللطيف مثل البعوضة وأخى من ذلك. الحديث. 

فهذا الحديث شرح الفرق بين الأسماء الذاتية والأسماء والصفات الغلوقة. ومن 
تال في معنى قوله.ية: انما نفيت بالكلمة الجهل. ومثله يظهر له معنى قولنا: إنّ 
الصفات كلها ترجع إلى واحد. وذلك لأنّ التفسير بالنني لا يعطي عنواناً المفسّر 
بنحو يوجب التعدد کا لايخق. 

والحاصل: أنّ الذات الأحدية وإن استحقت صفات ذاتية, إلا انبا لا توجب 
تعدداً في الذات, فف الذات لا يكون إلا الوجود البحت الأحدي. وإمّا تعددها 
اكاك مطامريها املق 

وأمًا الصفات الربوبية التي خلقها الله تعالى, والتي تقدم الكلام فا مفصّلاً في 
شرح قولهئقة: «إنَاللّه خلق اسا بالحروف غير مصوّت» الحديث. التي أشير إليها 
في قوله تعالى: لط وله الأسماء الحسنى فادعوه بها )"فلا ريب في أا صفات 
حادثة مخلوقة, وتقدم عن الرضالة: انّ الاسم هو صفة لمسمّى. 

فحاصل الكلام: أنّ له تعالى صفاتٍ وأسماءً مخلوقة تكون مظهراً لذلك 
الاستحقاق الذاتي هاء وتقدم في شرح الآية قوله ل والله نحن الأسماء الحسنى. 
وقد تكرر منهم ني مثل قوهم: نحن قدرة الله وعينه وأذنه. وجنبه ولسانه» وامره 
وحکه. وحقه وخرّان علمه وقلبه. 1 1 

ف بصائر الدرجات”". بإسناده عن اسود بن سعيد قال: كنت عند ابي 
جعفر :نة فأنشاً يقول ابتداء من غير أن يسأل : نحن حجة الله. ونحن باب اللّه. 


١‏ -الاعراف : .هد 


فى شرح الزيارة الجامعة ااا O‏ 


ونحن لسان الله وحن وجه الله. ونحن عين الله في خلقه. ونحن ولاة أمر الله في 
عباده. 

وفيه عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قال لي ابو عبد الله له يا بن أبي يعفور إِنّ 
اله تبارك وتعالى واحد متوحّد بالوحدانية متفرّد بأمره. فخلق خلقاً ففردهم بذلك 
الأمرء فنحن هم يا بن أبي يعفور, فنحن حجج لله في عسباده وشهداء في خلقه 
وأمناؤه وخرّانه على علمه. والداعون إلى سبيله والقائمون بذلك. فن أطاعنا فقد 
أطاع اللّه. 

وفيه بإسناده عن أبي عبد الله 4 قال: كان أمير المؤمنين ا يقول: أنا علم الله 
وأنا قلب الله الواعى» ولسان الله الناطق, وعين الله الناظر, وأنا جنب اللّه. وأنا يد الله. 

وفيه عن خثيمة؛ عن أبي جعفر ## قال: سمعته يقول: نحن جنب الله. ونحن 
صفوته» ونحن خيرته. ونحن مستودع مواريث الأنبياء. ونحن أمناء اله ونحن 
حجة الله. نحن أركان الايمان, ونحن دعام الاسلام, ونحن من رحمة الله على خلقه. 
ونحن الذين بنا يفتح الله وبنا يختم» ونحن أئة ا هدى. ونحن مصابيح الدجى. ونحن 
منار الهدى. ونحن السابقون, ونحن الآخرون, ونحن العلم المرفوع للخلق (لأهل 
الدنياء ن) من تشك بنا حق, ومن تخلّف عدا غرق, ونحن قادة الغر المحجّلين. ونحن 
خيرة الله» ونحن الطريق وصراط اله المستقيم إلى الله ونحن من نعمة الله على خلقه. 
ونحن المنهاج» ونحن معدن النبوة. ونحن موضع الرسالة, ونحن الذين إلينا ختلف 
الملائكة. ونحن السراج لمن استضاء بناء ونحن السبيل لمن اقتدى بناء ونحن المداة 
إلى الجنةء ونحن عر الإسلام (ونحن غرى الاسلام» ن) ونحن الجسور والقناطر من 
مضى عليها (علينا) سبق, ومن تخلّف عنها حق. ونحن السنام الأعظم» ونحن الذين 
بنا نزل الرحمة وبنا ُسقون, الغيث, ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب, فن 
عرفنا ونصرنا وعرف حقنا وأخذ بأمرنا فهو منّا وإليناء 

فالمستفاد من هذه الأحاديث عند أهل البصيرة: انه ليس هذه الصفات معاني 


إلا حقائقهم» وتقدم أنَّهم معاني الله. وعلمت أن الله اسم له تعالى بلحاظ أسمائه 
الجلالية والجمالية. ومعاني الله تلك الأسماء. ومعاني تلك الأسماء هم يك لقوله لكة: 
والله نحن الأسماء الحسنى. 

هذا وقد حقق في محلّه با لا مزيد عليه أنّ جميع الصفات ترجع إلى صفة واحدة 
وهو العلم. فالصفات المتعددة هي مظاهر العلم, تمن توحيد الصفات يرجع إلى أنّ 
تلك الصفات كلها لله الواحد القهار. فهو في الحقيقة المتصف بها. وهى كلّها قائمة به 
تعالى. فالتوحيد الصفاتق هو مشاهدة كلّ صفة منه تعالى وأا قائمة به وكونهم نك 
أركاناً له (أي للتوحيد الصفاتي) هو أنّ تلك الصفات؛ لما علمت أا ترجع إلى 
حقيقة واحدة, وهى ليست إلا حقيقتهم يك فلا محالة هم أركانها كا لا يخق. 

فهم ماهم ركن التوحيد الصفاتي قاقون به تعالى, فإدراك التوحيد الصفاتي لا 
حالة لا يكون إلا بمعرفة حقيقتهم التي هي حقيقة الأسماء والصفات الإلهية, التي 
اھا تادید مان رآ مال هو الشف چا بحو بليق مجلا ر جال مع تفط 
أحديته وقد حقق في محلّه. ومنه يعلم أن تكثر المتعلّق أوجب تكثر الصفات. وإلا 
فهى بحقيقتها واحدة وهى حقيقتهم لكة وغل ن توحيدها عبارة عن عدم 
شارك غيزه تقال فيا فالصفات جا ها ن الركن الذى هو حقاش اة 
تعالى. وهو الفاعل بها في الخلق وحده لا شريك له ودعوى المشاركة شرك. 

وإليه يشير قوله تعالى: < ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا أين 
شركاؤكم الذين كنتم تزعمون * ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا واله ربّنا ما كنًا 
مشركين * أنظر كيف كَذَّبوا على أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون 76". 

ثمإنّ تحقق الشرك في أحد من الصفات يتحقق إِمّا بلحاظ الشرك ف الله تعالى 
في صفاته. وإِمّا بلحاظ الشرك في الولاية والإمامة لما علمت من أنّ الصفات 


51-157 :ماعتألا_١‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة اف اس موس سس وا سف قا 


الربوبية لما كانت حقائقهم. فإنكار ولايتهم. وإنكار فضلهم, وإنكار القول بقوهم 
هو الشرك في التوحيد الصفاتي من هذه الجهة كما لا يخى, وإليه تشير الأحاديث 
الدالّة على كفر الخالفين؛ لأنَّ إنكار الإمامة وفضائلهم يساوق إنكار التوحيد 
الصفاتي؛ لما علمت من ظهور التوحيد الصفاتي فيهم ل . 

وإليه يشير قول الصادق/#ة: هيهات فات قوم وماتوا قبل أن بهتدواء وظنّوا 
نّم آمنوا وأشركوا من حيث لا يعلمون. 

وهذا الكلام بسط في المقال مذكور في محلّه فتأمّل تعرف. 

فظهر ام لك أركان التوحيد الصفاقي أيضاً. وأنّه يمحصل منهم وبمعرفتهم 
كذلك. وأنّه يظهر فم 820. 

وأمّا التوحيد الأفعالي فنقول: لاب أَوَلاً من أحاديث تتعلّق بموضوع الكلام ثمّ 
شرحه فنقول: 

في توحيد الصدوق”", بإسناده عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله ل 
يقول: إن لله عر وجل خلقاً من رحمته خلقهم من نوره ورحمته من رحمته ل رحمته. 
فهم عين الله الناظرة, وأذنه السامعة, ولسانه الناطق في خلقه بإذنه. وأمناؤه على ما 
أنزل من عذر أو نذر أو حجة؛ فبهم يمحو السيئات» وبهم يدفع الضيم» وهم يفزل 
الرحمة. وهم يحبي ميتاًء وهم يميت حيّاء وبهم يبتلي خلقه. وهم يقضي في خلقه 
قضيته» قلت: جُعلت فداك من هؤلاء؟ قال: الأوصياء. 

وفيه”". في حديث الزنديق الذي أتى أبا عبد اله اة وساق الحديث إلى أن قال: 
قال السائل: فيعاني الأشياء بنفسه» قال أبو عبد اله : هو أجلّ من أن يعاني 
الأشياء بالمباشرة والمعالجة, وهو تعالى نافذ الإرادة والمشيئة فعّال لما يشاء 
الحديث. 


١-توحيد‏ الصدوق ص77١.‏ 
"'- توحيد الصدوق ص۱۱۷ . 


لحل RRA RARE‏ اموا الشاطفة 


وفيه' بإسناده عن أي سعيد القرّاط قال: قال أبو عبد الله لكة: خلق الله 
المشيئة قبل الأشياء, ثم خلق الأشياء بالمشيئة. 

وفي تفسير نور الثقلين عن الخرائج والجرائح» عن القائم(عج) حديث طويل 
فيه يقول لكامل بن إبراهيم المدني: وجئت تسأل من مقالة المفوّضة, كذبواء بل 
قلوبنا أوعية لمشيئة الله عر وجلٌ, فإذا شاء شئنا واللّه يقول: «وما تشاءون إلا أن 
يشاء الله ». 

أقول: المستفاد من هذه الروايات أنه تعالى فعّال لما يشاء. وأ خلق الأشياء 
بالمشيئة. والمراد من خلقها هو فعله تعالى أي إيجاده تعالى لهاء فالفعل بالكل في عالم 
الوجود يكون منه تعالى كما في الدعاء أيضاً: يا فاعل كلّ إرادة, ويدل عليه قوله 
تعالى أيضاً: « وله خلقكم وما تعملون € ولذا قيل: لا مؤثر في الوجود إلا الله. 
وأيضاً: أنه تعالى إا خلق الأشياء بالمشيئة كا في حديث أبي سعيد القبّاط. وعلمت 
كالإرادة قال لة: إرادة الربّ في مقادير أموره تهبط إليكم.. الزيارة, فتأمّل. 

وكيف كان المستفاد منها أن الفعل كلاً منه تعالى» ولكن الله تعالى يفعل ما يفعل 
بهم لما ذكر. ويدلٌ عليه أيض اما في حديث محمد بن مسلم من قوله#ة: «وبهم يدفع 
الضمء وهم ينزل الرحمة, وبهم بحبي ميتاً ويميت حا خصوفا قولهظة: «وبهم 
يقضي في خلقه قضيته» الحديث. فيظهر منها أنَسم لهه أركان للتوحيد الأفعالي 
حيث إن فعله تعالى يكون بهم في الخلق فهم ركنه, وبهم يتحقق ما يتحقق, 
فالتوحيد الأفعالي بمعنى أن الأفعال كلها منه تعالى وإن استندت ظاهراً إلى الفاعل 
الخلق إلا أنّ الايجاد يتحقق ركنه مهم لكة. 

فظهر نما ذكر كونهم للق أركاناً التو حيد الأفعالمي وأنه تعالى رضيهم كذلك. 


.579 توحيد الصدوق ص‎ ١ 
-الصافات:13.‎ "١ 


في شرح الزيارة الجامعة 0 NV.‏ 


ونم الأعضاد آي المعتمد والمستعان. فى الدعاء: «أعضاد وأشهاد» وتقدم شرحه 
فائه تمان جعلهم أغضاه المخلق (أى المتمد) وهو معى الركن:وتقدم اللنديث عن 
أبي جعفر نة في قوله: ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض وما كنت متخذ 
المضلين عضداً» قال: رسول الله بل قال: الله أ عر الإسلام بعمر بن الخطاب أو 
بابي جهل بن هشام» فأنزل الله: وما كنت متخذ المضلين عضداً» (يعنم)) فدلّت 
الآية بالمفهوم على أنه تعالى قد اتخذ المهتدين عضداً للدين. وأشهدهم خلق 
السماوات والأرض. 

والحاصل: أنّهم عضد ظهور فعله في الخلقء أي نَم المعتمد والمستعان ا هم 
حقائق أسمائه في الإيجاد. ومع ذلك قد حفظهم الله إذ هو القيوم وهم القيّمون به 
تعالى في كونهم أعضاداً. وأقدرهم لله على السببية, فن عرفهم بهذه المعرفة علم 
وج أن لا مق ث :فى لوو الا الله ووج كونهم ركنا فى الا ربا مال وهم 
هذه الجهه صفته تعالى. وهو الواصف نفسه العباده بهم؛ فهم حينئذٍ أركان ن التوحيد 
الأفعالي بالل تعالىء وهو معنى رضبهم أركاناً لتوحيده. 

ولعلّه إلى هذه المعرفة مهم لإا المستلزمة لمعرفة التوحيد الأفعالي له تعالى بل 
وسائر معارفه كما تقدّم. يشير قول أمير المؤمنيناية: «نحن الأعراف الذين لا يعرف 
اله إلا بسبيل معرفتنا (أي بمعرفتنا)» وتقدم الكلام فيه مفصّلاً في شرح قول بيا : 
السلام على محال معرفة الله. 

وأا التوحيد العبادي (أعني توحيد العبادة والمعبود بالعبادة بحيث لا يشرك 
في المعبود وفي عبادته غيره تعالى) إا يكون بهم 0ة. ثم إن حقيقة التوحيد العبادي 
با معنى المصدري, وإن كانت تتحقق بالإخلاص لله تعالى وبنني الدواعي النفسانية 
کا حقق في محلّه. إلا أن ن المقصود هنا هو بيان أن هذا التوحيد العبادي الذي يصدر 

عن إخلاص لا يتحقق مصداقاً إلا إذاكان بنحو يكون الأَئة نيلا ركنا له 


وتوضيحه: 


RSE ۸‏ دي الاحوان الشناظقة 


أنّ حقيقة التكاليف الإهية مشتملة على سر العبودية الذي بتحققه تتحقق 
العبودية, التي تليق بجنابه المقدّسء وذلك الس العبودي هو وفق إرادته وأمره 
تعالى. وبه يتحقق اجتناب نهيه وكراهته. فالعبودية الحقيقية, الي هي العبادة 
الخالية عن أي نهى وكراهة منه تعالى إا تتحقق مشتملة على ذلك الس وذلك 
لسر لا يتحقق كا هو حقّه. وكا هو مراد تعالى إلا منهم وبهم 2 وبهم تتحقق 
حقيقة الامتثال له تعالى وهم ركنه وأصله, فالأعمال العبادية المشتملة على هذا 
الركن والأصل مصداق حقيق للامتثال للأمر الإهي. 

وهذا يقرب بوجوه: 

الأؤل: انهم ل ركن هذا التوحيد العبادي؛ وذلك لأنّه سبحانه لما لم تحط به 
العباد. ولم تدرك كنهه. ولا تعلم العباد أيضاً ما يريد الله تعالى منهم من الاطاعة 
والانقياد التى تليق بجنابه المقدس, وأيضاًلم يهملهم في طريق العبادة. بل حتهم 
عليها وجعلها غاية خلقهم فقال: فإ وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون 204 فلا 
حالة تقتضي الحكئة الالمية واللطف الالهى أن هدم ويرشدهم إلى طريق 
عبادته. التى تليق بجنابه فهداهم وأرشدهم بقوله تعالى: 9 وله الأسماء الحسنى 
فادعوه بها وذروا الذين يلحدون فى أسمائه ي" 

فبين تعالى طم أنّ له الأسماء الحسبنى وأمرهم أن يدعوه بها. 

والحاصل: أنه لما لم يكن أن يدعى بذاته المقدسة لعدم إمكان ذلك هم تعيّن أن 
يدعى بالأسماء الحسنى, فا نحصرت العبادة الى هى فعل ما يرضى به الربٌ. 
والعبودية التي هي رضا الرب. ورضي ما يفعل في مقام العبادة فيهم وبهم. 
ولتوضيح هذا نذكر أَوَلاً أخبار الباب, ثم نعقبه بما يوضح به المقصود. فنقول وعلى 
الله التوكل: 
١-الذاريات‏ : 06 
۲ _الأعراف : ۱۸۰. 


فى شرح الزيارة الجامعة VOSS 000 mat SAA‏ 


فق الكافي بإسناده عن أبي عبد الهلا في قول الله عر وجل: وله الأسماء 
الحسنى فادعوه بها 4. قال: نحن واله الأسماء الحسنى التي لا يقبل اله من العباد إل 

وفي المحكى عن البرسي ك عن أمير المؤمنين في خطبة له قال: آنا الأسماء 
الحسنى. التي أمر الله عرّ وجل أن يدعى بهاء الخطبة. 

وفي تفسير البرهان'". قوله: « وله الأسماء الحسنى فادعوه بها) علي بن 
إبراهيم قال: قال: الرحمن الرحيم. 

وفي توحيد الصدوق'" وبهذا الإسناد عن محمد بن سنان قال: سالته (اي عن 
الرضائية عن الاسم ما هو؟ قال: صفة لموصوف. 

وفيه"» بإسناده عن علي بن ا حسن بن علي بن فضال , عن ابيه قال: سالت 
الرضا علي بن موسى لا عن بسم الله قال: معنى قول القائل: بسم الله أي اسم على 
نفسي سمة من سمات الله عرّ وجل وهى العبادة. قال: فقلت: ما السمة؟ فقال: 
العلامة. 1 

وفي الحكي عن خطبة لأمير المؤمنين #2.. إلى أن قال: الذي كنا بكينونيته قبل 

وف الحكي عن الصادق لا في حديث.. إلى أن قال: وهو المكوّن ونحن المكان, 
وهو المشيء ونحن الثيء» وهوالخلق ونحن المخلوقونء وهو الربٌ ونحن 
المربوبون وهو المعنى ونحن أسماؤه, وهو الحتجب ونحن حجبه. الحديث. 

فنقول: الاسم إا لفظي: وهو ما دل بالوضع على معنى عيني كزيد, أو وصفي 
كقائم, وإِمّا معنوي: وهو ما كان صفة لموصوفء فكها أنّ الاسم اللفظي يدل على 
١‏ تفسير البرهان ج ؟. ص 0۲. 


۲-توحید الصدوق ص .١57‏ 
توحيد الصدوق ص 9؟77. 


e 5-5‏ : الأنوار الساطعة 


المعنى. ويكون علامة عليه. كذلك الاسم المعنوي يدل على معنى. ويكون علامة 
له. وبهذه الحيثية يشارك الاسم اللفظى في الدلالة والعلامية. 

نعم إن اللفظ يدل على المعنى الموضوع له والمعنوي يدل على المتصف بذلك 
المعنى. وحيث علمت أنه تعالى لا سبيل إلى العلم بكنه ذاته. ولا يمكن التوجه إليه 
توجها عبادياًء إلا بنجو هو تغال جعله طريقاء وهو تلك الأساء الحشى :فلا حالة 
في مقام العبادة أنّ تلك الأسماء الحسنى (أي الأسماء المعنوية منها لا اللفظية) هى التق 
بها يعبد ذاته المقدسة, وهي حقائق لابدٌ من الاتصاف بها حين العبادةء ومن المعلوم 
ان تلك الاسماء المعنوية ليست إلا ذواتهم المقدسة. 

والحاصل: أنه قد تقدم أنه تعالى نما ظهر في الخلق بالأسماء المعنوية, التى هى 
صفاته تعالى ومعرّفه كبا علمت ذلك من قول أمير المؤمنين 48 ما قرب بهذا اللفظ: 
إن الله تعالى تل لعباده في كلامه من غير أن يروه. أي عرّف نفسه بتجلية الكلا م 
المراد به معانيه. وهي الأسماء المعنوية من غير أن يروه بعين الرأس» فهو تعالى 
جل بالا ولا طريق يؤظل سالك إليه سال إل تلك الأنهاء المخنوية» رال 
تعال یری الخلق ويربّهم من طريق تلك الأسماء؛ ولذا ورد منه تعالى في بیان حال 
أولئك المقرّبين من قوله تعالى: « لا يرون غيري ولاأرى غيرهم». 

عنى قوله تعالى: «لا يرون غيري »أي اہ فانون عن اہم لا يتوجهون 
إلا إليه تعالى. ومعنى قوله: «لا أرى غيرهم» أي لا أرى خلق ولا رتهم إلا من 
طريقهم. ولذا نری في القرآن ن أله تعالى جعل نبيّه مخاطباً (بالفتح) في جميع الأمور 
حتى إذا أراد أن ن حاطب في الواقع غيره بل لد كلا يخاطبهم من طريق خطابه لنبيه ا2 
فيقول: ئن أشركت ليحبطنّ عملك4”" وستأتي الإشارة إليه. 

وكيف كان فالله تعالى ظاهر بأسمائه الحسن المعنوية في خلقه. كما تدل على هذا 
الأحاديث الواردة في بيان الأسماء الحسنى أيضاً. فحينئذٍ لابد في مقام التوجه إليه 





.1١ :رمزلا-١‎ 


فى شترخ الزيارة الجامعة ل وت د e n‏ 


تعالى من أن يتوجه العابد من الطريق المعدٌّ له (أي الأسماء الحسنى) وهي ذواتهم 
المقدسة, فف الدعاء: «أين وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء» ووردت أحاديث 
كثيرة في قوله تعالى: « كل شىء هالك إلا وجهه من ّم وجهه الذي لا يهلك, 
فراجع. 

فظهر أن السرّ في هذا هو أنه تعالى ظاهر بهم ا با هم اسمائه الحسنى. وتقدم 
رخ قولهاكة: فيهم ملأت سماءك وأرضك حتى ظهر أنّ لا إله إلا أنت. 

وبعبارة أخرى: أنّ التسبيح والتقديس, والتحميد والتكبير والتهليل. 
والنضوع والحنشوع. والركوع والسجود. وجميع الطاعات وأنواع العبادات, 
وكذلك العبودية التى تتحقق بالصفات الحسنة مثل العفة والأمانة, والرضا 
والتسليم. والصبر واليقين والإيمان وما شابهها كلّ ذلك أسماء معنوية. تكون تسلك 
المعاني حقيقتها ذواتهم المقدسة؛ وذلك لما تقدم من أنّ حقيقة التسبيح والتقديس 
والتحميد إلى آخر ما ذكر إا تحققت في عالم الوجود. وفي بدء الوجود. وفي بقاء 
الوجود. ونهاية الوجود بهم ومنهم ا بنحو تعلّمت الملائكة في مقام قريهم 
و تجرّدهم منهم يا . 

والحاصل: أن واقع الإيمان والرضا واليقين والصبر وساير ما ذكر إنما هي 
بحقائقها قائمة بهم بل هي هم لي وكذلك الركوع والسجود يما هما نوعان چ 
الخضوع والخشوع الخاص في مقام العبادة لا تكون متحققة إلا بهم. وتقدم سابقا 
بيان كونهم حقيقة الصلاة والصوم.. والح فراجعه» وهذه هي تلك الأسماء الحسنى. 
التي خلقها الله تعالى لنفسه أي لأن يدعى بهاء وخلق سائر الخلق ها. أي للعبادة 
بهاء وهي أمثاله العليا والنعم التي لا تحصى. وهي التي اختصها لنفسه وجعلها 
طريقاً إلى عبادته أي طريقاً إلى أنه كيف ينبغى أن يعبد. 


١-القص‏ ص :88. 


E Î 1‏ اتوك ازق 00ب الانواز الستاطفة 


وعلمت من قول الرضائية: أنّ هذه الأسماء صفة لموصوف. أي أنّ هذه 
الصفات الحسنى صفات له تعالى (أي NE IES‏ 
الصفات, وأنّ العبد لاب من أن ينسم بها في مقام العبادة؛ لما علمت من أن الاسم 
الذي هو الصفة يكون علامة للموصوف. ولا يكون العبد بوجوده علامة له تعالى. 
إلا إذا اتصف بتلك الصفات. فحين الاتصاف بها وهو حين عبادته له تعالى مها 
يكون بوجوده هكذا (علامة له تعالى) وهو معنى قوله#ة: أي اسم على نفسي سمة 
من سمات الله وهى العبادة. أي تحقق بهذه السمة عنوان العبادة التى هى العلامة له 

ولذا قال بعد قوله: ما السمة؟ فقال: العلامة, أي أنّ العبد حينئذٍ يكون 
علامة له تعالى بحيث يظهر بعبادته معبوديته وعظمته وجلاله, وأنّه ملك سبوح 
قدوس إلى اخر ما ذكر. وحيث إن الصفة قائمة ومتحققة بالموصوف. وإن كانت 
غيره ذاتاً فلا حالة إذا تحققت هذه في عبد في مقام العبادة لا يكون إلا بنحو تكون 
صفة له تعالى وقائمة به تعالى» وهى لا تكون كذلك إلا بالإخلاص والفناء عن 
القت والذهو لعن وهال ٠‏ ً 

ففي هذه الحالات يكون العبد -با هو _واجداً لتلك الصفات علامة له تعالى لا 
بغيره من النفس ودواعماء فايّ عبد كان ف مقام العبادة كذلك كانت عبادته 
كاملة. ومهما نقص من تلك الأمور شيء منها نقصت العبادة, فربما نقصت إلى أن لا 
تكون لعبادة عبد حقيقة ابدا وهو عبادة المراني كا لا يخق. 

ومن المعلوم أنّ العبادة الكاملة بحيث.لا يش عنها شيء من تلك الصفات 
الحسنى, التى يكون قرام العبادة بها لا تصدر إلا عنهم نيلك كما هو المراءئ عنهم لف 
وقد أخبر الله تعالى عن أنّ عبادتهم ب كذلك وائَّا كاملة بقوله: «عباد 
مكرمون 746" وقوله تعالى: لاإِنَّ الذين عند ربّك لا يستكبرون عن عبادته 


35 : ءایبنألا-١‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة.... es‏ ااا 0 


ويسبّحونه وله يسجدون 74" وقد تقدم شرحها مفصّلاً. 

وقد ذكر صاحب بحر المعارف عنهم لي انبم قالوا: ما عبد الله إلا نحن. وأمًا 
سائر الناس فعبادتهم صورة العبادة, فراجعه. 

فن كان في مقام العبادة والعبودية متصفاً بصفاتهم وحقائقهم, كانت عبادته 
مقبولة بهم. بل في الحقيقة إنّ تحقق تلك الصفات في عبد إا هي منهم. وتلك 
الصفات مترشحة منهم فيه» فهم ني حينئذٍ ينوّرون قلوب شيعتهم بمنحهم تلك 
الصفات هم أي بإشراقهم نيك في قلوبهم؛ فالعباد في الحقيقة شعب من شعيهم 
الذاتية, التي هي تلك الصفات والأسماء الحسنى. رزقنا الله تعالى فهم هذه المعاني. 
ومنحنا تلك الصفات به و خذه واغتنم وأسأل الله زيادة بصيرة في هذا. 

ولغ أن كونهم نك : أركاناً للتوحيد العبادي لا يرجع إلى نّم المعبودون 
للخلق؛ بل معناه أمَّهم ل حيث كانوا أسماةه الحسنى, التى أمر الله تعالى أن يدعوه 
بها فهم اه حينئزٍ طريق لعبادة الربّ. فالمعبود هو تعالى من طريق أسمائه التي هي 
ذواتهم المقدسة. وعلمت أَنَّم كل فانون فيه تعالى أي أتّيم فانون عن أنفسهم, 
فالتوجه بهم حال كونهم فانين إليه تعالی توجه إليه تعالى. 

وكيف كان فحقيقتهم 24# تلك الصفات والأسماء الحسنىء القي تكون 
بوجودها علامة له تعالى, وهم ل متصفون بها من أَول وجودهم 2ك وقد دل 
على هذا قولهل#: كنا بكينونيته قبل خلق الخلق, أي كان کوننا بكينونيته وهو 
المفسّر في قول الصادقة: هو المكوّن ونحن المكان, إلى قوله: وهو المعنى وحن 
أسماؤه. وهو الحتجب ونحن حجبه. 

ومن المعلوم أن الموصوف لا يعلم بأنّه يستحق صفات. إلا إذا ظهرت منه 
صفات فيا سواه تدلّ على أنّ ذاته تستحق تلك الصفات. فهو تعالى أظهر تلك 


.۲۰٠: فارعألا-١‎ 


ا eR SSR‏ الأنوار الساطعة 


الضفات أي خلقها لنفسه. أي ليظهر بها فى الخلقء وأنّبم يعبدونه من طريقهاء 
والموصوف بكنه ذاته حتجب هذه الصفات. وهذه الصفات حجبه. فكا أت 
الحتجب بشيء لا طريق إلى معرفته إلا من ذلك الحجاب. فكذلك لا طريق إلى 
معرفته تعالى إلا من طريقهم عة با هم أسماؤه تعالى. ولذا قالوا: بنا عُرف الله بنا 
عبد الله لولانا ما عرف الله لولانا ما عبد الله فالله تعالی عبد وعرف بهم. 

وبعبارة أخرى: قد علمت اله تعالى إا خلق الخلق؛ لكى يعرف ويعبد لقوله 
شال وما خلقت الجن رالاس الا يدون © وقول المسين اف ااا 
خلق الخلق إلا ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه» وللحديث القدسي المشهور: «كنت 
كنزاً خفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف» وقد علمت فيا تقدم أنّ 
المعرفة بشبيء عبارة عن يزه عا سواه» فى المقام لا يعرف الله بنحو يمي عا سواه 
اا وضف شمه خلقه تمس ذلك اللو ولك العرفةة هكا عق ف اول 
الوجود بخلق محمد وآله الطاهرين حال كونهم أنواراً وهم َة في ذلك المقام صفاته 
تعالى. التى بها عرّف نفسه هم فهو تعالى عرف نفسه هم بهم نظ أي ماهم 
صفاته وأسماؤه الحسنى. 

ثم إن المستفاد من قوله تعالى: إلا ليعبدوه 4. وقوله: إلا ليعرفوه. وقوله 
تعالى: « فأحببت أن أعرف 6: أن أل الخلوق لاب من أن يكون هو العارف به 
تعالى. ضير ورة أن الباعث إلى الإيجاد لما كان هو المعرفة وجب أن تكون المعرفة 
سابقة على ما سواهاء وهى تقتضي وجود العارف أوّلاً ولا يجوز هذا الاستظهار 
وجود خلق سابق غير عارف, بل لاب من تحقق المعرفة والعارف أوّلاً وهو المخلق 
الأول كذلك ولذا قال :أل ما خلق نوري. 

فالنورية عبارة عن معرفته تعالى» وباعتبار اضافته إلى نفسه يفك عبارة عن 
العارف به تعالى بنوره وهو نفسه الشريفة يفط وحيث إنه با والأنمة بيه أوَل 
صادر. فلا حالة هم أشر ف الخلوقات؛ للتقدّم وللواجدية للاك الشرافة. وهي 


فى شرح الزيارة الجامعة. .ا o...‏ 


كونه إا وكونهم يه صفاته وأسماءه الحسنى بنحو الأتم والأكمل. فهم للا في 
تلك الحقيقة الاسمية الحسنائية معرفة له تعالى» فهم حينئذٍ صفاته ومعارفه تعالى لا 
غيرهم. وهم بتلك الصفات علامات له تعالى وأدلاء عليه تعالى نحو دلالة الاسم 
اللفظى على المعنى الموضوع له كما علمت ولا يكن ابتداءً ولا بقاءً إطلاق الاسم 
اللفظى عليه تعالى؛ لانّه لا يجوز أن يقع على الله شيء لا لفظ ولا معنى من الخلق. 

ما الأؤل: فظاهر لأنّ الاسم اللفظي تتوقف دلالته على معناه. على تنصوّر 
المعنى أُوّلاً. ثم وضع اللفظ له. وهذا بالنسبة إليه تعالى حال؛ لعدم إمكان تصوّر 
الخلق معناه تعالی إل بنحو هو بينه. 

وأقا الثاني: فلأجل ان المعاني التى يراد اطلاقها عليه تعالى. لا طريق إلى 
الوصول إليها والمعرفة بها ينحو يليق بأن يطلق على جنابه المقدّسء إلا إذا بين الله 
تعالى من قبل نفسه. كما علمت من قوله تعالى: ( وله الأسماء الحسنى فادعوه 
به "١4‏ حيث علمت أَنّْها في مقام بان كيفية أن يدعى بشيء. 

مار اي أن الأسباء المعنوية إن اطلفك عليه بعال كرا هة 
لآثار صفاته, فيستدلٌ بها حينئذٍ عليه تعالى؛ ولأنّه تعالى هو الذي بيه لا غيره. 
فبهذه الجهة أطلق الاسم المعنوي عليه تعالى. وأمّا ما يقراءى من إطلاق الأسماء 
اللفظية عليه تعالى. فنا هى بلحاظ أنّ إطلاقها عليه من جهة دلالتها أولاً على 
لاني والصفات والأسماء المعنوية: ثم منها يستدل عليه تعالى. 

وبعبارة أخرى: أنّ اللفظ يدلّ على المعنى. وهو متضمن لآثار صفاته تعالى. 
فتدلٌ عليه تعالى وتعرفه بنحو تقدم ذكره. فنه يعلم أنّ الأسماء اللفظية دلالتها سعة 
وضيقاً وشرافة بتبع الأسماء المعنوية. وذلك أيضاً بوضع الشارع إذ هو العالم بكيفية 
تلك الدلالة. ومقايستها مع المعاني والأسماء المعنوية؛ ولذا قيل: إن أسماء الله توقيفية. 
ومن هذا يعلم أنّ الأسماء اللفظية لا تكون أجمع له تعالى بلحاظ وله لجميع 


18٠ :فارعألا-١‎ 


0 اسم ا واو روه ا 31 :4 الاموان الستاطفة: 


الصفات, إلا بلحاظ أجمعية مدلوها من الأسماء المعنوية كلفظ الله تعالى. إذ هى التى 
تكون واسعة قد وسعت كل آثار الصفات الاهية من الككال المطلق والغناء المطلق. 
والقدس والعرّة والوحدة الذاتية بما له لذاته. 

ولا تكون هذه إلا جمعية إلا في الأسماء الحسنى المعنوية, التى اختارها الله تعالى 
لنفسه فهى (أي تلك الأسماء الحسنى) با تضمنت من الدلالة الذاتية تدلّ بنفسها 
على المعاني القدسية التي يليق بجنابه تعالى» وهي بكناها وتامها تكون ذواتهم 
المقدسة (أى ذوات محمد وآله الطاهرين) ولما كانوائية هم الأسماء الحسنى كما مر 
من قول حار .وأغا المعاني فنحن معانيه. أي معاني الله بلحاظ الصفات, فلا حالة 
هم نيد ذوات ومعان لتلك الأسماء الحسنى اللفظية. 

فالأسماء الحسنى ظاهرها ألفاظ وباطنها معان وهى أي (المعاني) أسماء معنوية 
لهتعاق انان اللفظية امات الأسماء المعو ية اله تعال وهو تماق لا يعرف وله 
يعبد إلا بأسمائه. فتومّد تعالى بهم في عبادته أي من أراد أن يوحّده توحيداً عبادياً 
لأ يون الآ بلك الاس المعتوئة وهی دواع المقدسة فم حيشد أركان توحيده 
العبادي وأنّ تعالى رضبهم كذلك, إذ لا يفقدهم الله تعالى منذ عبد في ال لق بهسم» 
وهو معنى الركنية في العبادة. 

ان خر ادال غ شوك مهنا عد تن ا بيك لخي 
أسماؤه. ولم يجعل طريقاً آخر غيرهم لعبادته فهم أركانه حينئذٍ. وعلمت أن هذه 
الأسماء فانية فيه تعالی وعن نفسهاء فالتوجه بها إليه تعالی توجه به تعا ى كما يومئ 
إليه قوله في الزيارة: «ومن قصده توجه بكم» وقوله: «ومن أحكم فقد أحبٌ الله». 

فهذه الصفات التي هي حتائقهم كالمرأة للذات المقدس الربوبي. وهو تعالى 
ظاهر بهم. فما أن الناظر فيها يرى العكس فبها بسبيها في حال فناء المرآة فالمرءى 
فما هو العكس دون المراة» وإن كان النظر بواسطتهاكا لا يخق. 

ومن هنا يظهر سر ما في الأحاديث الدالّة على شرك منكر الولاية 


عبادته. 

ففي تفسير نور الثقلين!". عن أصول الكافي: عن أي عبد الله في قوله تعالى: 
9 ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنَ عملك.) يعني 
أشركت في الولاية غيره ظ بل الله فاعبد ون من الشاكرين » يعني بل الله فاعبد 
بالطاعة وكن من الشاكرين أن عضدتك بأخيك وابن عمّك. 

وفيه”" في تفسير علي بن إبراهيم: ثم خاطب الله عرّ وجل نبيّه فقال: « ولقد 
أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لشن أشركت ليحبطنَ عملك ولتكوننٌ من 
الخاسرين € فهذه مخاطبة لني يي والمعنى لأمته وهو ما قاله الصادق للا: إن لله 
عرّ وجل بعث نبيّه بإِيّاك أعني واسمعى يا جاره» والدليل على ذلك قوله عر وجل: 
ف بل لله فاعبد وکن من الشاكرين » وقد علم الله أن نيهي يعبده ويشكره. 
ولكن استعبد نبيّه بالدعاء إليه تأديباً لأُمّته. 

وهكذا غيره من الأحاديث الدالّة على أن منكر الولاية مشرك فالخطاب وإن 
كان للنى تل إلا أنه لأمّته؛ لأنّهِ بمغزلة اياك أعنى واسمعنى يا جاره كما قال 
الصادق 321 والوجه فيه أنّ حقيقة الولاية التق ۴ و والولاية هى تلك 
ااا امسق الى ھی فاع ومن لظاهر ال اونا بد عرش ال 
والتي أمر.الناس أن يدعى بها ويُعبد بها. فالإعراض عنها والإشراك بها إعراض 
عن عبادته أو شرك فیا كا لا يخق. 

فظهر من جميع ما ذكر أنه تعالى رضيهم أركاناً تتوحيده الذاقي والصفاتي 
والعبادي. فصلوات عليهم أجمعين إلى يوم الدين» ورزقنا اله معرفتهم محمد وآله 
الطاهرين. 


.٤۹۷ ص‎ ٤ تفسير نور الثقلين ج‎ ١ 
.4 98 تفسير نور الثقلين ج ؛. ص‎ - ٣ 


2 معو CA‏ دوا الأنوان الشاظعة 


قوله خا وشهداء على خلقه 

أقول: قد دلت أحاديث كثيرة على كونهم َة شهداء على الخلق بألسنة 

ففي الكافي'" عن أب عبد الله ا في قوله تعالى: « وشاهد ومشهود » قال: 
الني :بخ وأمير المؤمنين 2ة. 

وفيه'”, عن سماعة قال: قال أبو عبد الله لا في قول لله عرّ وجلّ: « فكيف إذا 
جئنا من كل أمّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً © قال: نزلت في أمّة محمد يلف 
خاصة في كل قرن منهم إمام منّا شاهد عليهم ومحمد اخ شاهد علينا. 

وفيه عن بريد العجلى قال: سألت أبا عبد الهلا عن قول الله عر وجلّ: 
لوكدلك جعلناكم مه وسظاً لتكونوا شهداء على الشامن» قال: نحن الأجة 
الوسطی. ونحن شهداء الله على خلقه وحججه في أرضه. قلت: قول الله عر وجلٌّ: 
ل ملة إبراهيم € ؟ قال: إيّانا عنى خاصة, هو سما كم المسلمين من قبل في الكتب التي 
مضت وفي هذا القرآن. ليكون الرسول عليكم شهيداً فرسول الله كك الشهيد 
علينا ما بلغنا عن اله عرّ وجل ونحن الشهداء على الناس» فن صدق صدّقناه يوم 
القيامة. ومن كذب كذبناه يوم القيامة. 

وفيه عن أحمد بن عمر الحلال قال: سألت أبا ا خسن عن قول الله عر وجل 
ل أفمن كان على بيّنة من ربّه ويتلوه شاهد منه» فقال: أمير المؤمنين# الشاهد 
على رسول اله برخ ورسول الله يلو على بيّنة من ربّه. 

وفيه"" عن أمير المؤمنين/#ة قال: إن اله تبارك وتعالى طهّرنا وعصمناء 
وجعلنا شهداء على خلقه. وحجته في أرضه. وجعلنا مع القرآن. وجعل القرآن معنا 
١-الكافي‏ ج ۱. ص 70]. 


۲ -الكافي ج۱ ص ۱۹۰. 
”-الكافي ج ۱. ص .۱٩۱‏ 


فى شرح الزيارة الجامعة 1 مجنم واه متب سرس o‏ سق 


لا نفارقه ولا يفارقنا. 

وفي بصائر الدرجات”". بإسناده عن أبي بصير, عن ابي عبد الله في قول الله 
تبارك وتعالى: « وكذلك جعلناكم امه وسطاً لتكونوا شهداء على الناس » قال: 
نحن الشهداء على الناس يا عندهم من الال والحرام وا زا مي 

وفي تفسير نور الثقلين”". عن تفسير العياشي. وعن أبي عمرو الزبيري. عن 
أبي عبد الله ا قال: قال الله: ( وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً لتكونوا شهداء على 
الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً 4 فإن ظننت أن اله عنى بهذه الآية جميع أهل 
القبلة من الموحدين أفقرى أنّ من لا تجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر, 
يطلب الله شهادته يوم القيامة, وتقبّلها منه بحضيرة جميع الأمم الماضية؟ كلا م يعن 
اله من هذا من خلقه. يعني الأمّة التي وجبت ها دعوة إبراهيم: «كتتم خيرأَمَة 
أخرجت للناس »> “وه الاج الرس وى ر امه ا الاي 

ومثله غيره من الأحاديث في الكتب المعتبرة. 

وتدلّ عليه الأخبار الدالّة على إخبارهم بضائر الناس ووقايعهم وشيعتهم 
وهی مذكورة في بصائر الدرجات ص۲٤۲‏ عن أبي كهمش قال: كنت نازلاً 
بالمدينة في دار فيها وصيفة كانت تعجبنى. فانص رفت ليلاً ممسياً فاستفتحت الباب 
ففتحت لي فددت يدي فقبضت على ثديهاء فلي كان من الغد دخلت على أبي عبد 
الهلا فقال: يا أب كهمش تب إلى الله ما صنعت البارحة. 

وفيه عن غير واحد عن أبي بصير قال: قدم إلينا رجل من أهل الشام» 
فعرضت عليه هذا الأمر فقبله. فدخلت عليه وهو في سكرات الموت. فقال: يا ابا 
بصير قد قبلت ما قلت لي بالجنة. فقلت أنا ضامن لك على أب عبد الله لا بالجنة, 
مات فدخلت على أب عبد اله له فابتدأني فقال: قد وفي لصاحبك بالجنة. 
١-بصائر‏ الدرجات ص ۸۷. 
۲ تفسير نور الثقلين ج ١‏ ص17١١.‏ 


E 00‏ و58 0::. الأنوا و الساطفة 


وتدلٌ عليه أيضاً الأخبار الكثيرة الدالّة على عرض الأعمال على الى ياف 
والأمة ينا بألسنة مختلفة وهي كثيرة. ا 

ففي بصائر الدرجات”",. بإسناده عن أبي بصير, عن أبي عبد الهلا قال: : قلت 
له: إن أبا ا خطاب كان يقول: إن رسول الله ل يعرض عليه أعمال أنه كل ميس 
فقال أبو عبد الله : ليس هو هكذاء ولكن رسول الله تعرض عليه أعبال هذه الم 
كل صباح أبرارها وفجّارها فاحذروا وهو قول الله عر وجل «إعملوا فسيرى اله 
عملكم ورسوله والمؤمنون). 

وفيه'", بإسناده عن بريد العجلي قال: كنت عند أبى عبد اللهلئة فسألته عن 
قوله تعالی: ( اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون 4 قال: إِيّانا عنى. 

وفي حديث قال: هم الأمُة ايلاء ومثله كثير. 

وفي روضة الكافي'", بإسناده عن يوسف بن أبي سعيد قال: كنت عند أبي عبد 
الله غ ذات يوم» فقال لي: إذاكان يوم القيامة وجمع الله تبارك وتعالى الخلائق كان 
نو حا اول من يدعى به فيقال له: هل بِلّغْت؟ فيقول: نعم. فيقال له: من يشهد 
لك؟ فيقول: محمد بن عبد له قال: فيخرج نوح 486 فيتخطى الناس حى 
يجىء إلى محمد تلان د وهو على كثيب المسك ومعه على 420 وهو قول الله عرّ وجل: 
ه فلمًا رأوه زلفةٌ سيئت وجوه الذين كفروا) فيقول نوح لحمد9245: يا محمد إن الله 
تبارك وتعالى سألني هل بلّغت؟ فقلت: : نعم فقال: من يشهد لك؟ فقلت: 

محمد يني فيقول: يا جعفر يا حمزة اذهبا واشهدا له أنه قد بلّغ, » فقال أبو عبد اله ا: 
فجعفر وحمزة هما الشاهدان للأنبياء ك ا بلّْغواء فقلت: جُعلت فداك فعلي ل أين 
عرانه الي تلم ا 


.454 -بصائر الدرجات ص‎ ١ 
.4 بصائر الدرجات ص37‎ - 3 
'-روضة الكافى ص5717.‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة TE‏ ل ل 


وف الوافي عن الكافي في أحاديث ليلة القدر عن أبي جعفر ا قال: لقد خلق 
الله تعالى ليلة القدر.. إلى أن قال 2ة: واي اله لقد قضى الأمر أن لا يكون بين 
المؤمنين اختلاف. ولذلك جعلهم شهداء على الناس؛ ليشهد محمد عليناء ولنشهد 
على شيعتناء وليشهد شيعتنا على الناس» أبى الله أن يكون في حکه اختلاف. أو بين 
أهل علمه تناقضء الحديث. 

أقول: حقيقة الشهادة حضور المشهود عند الشاهد؛ لأنّه من شهده إذا حضره. 
وتقدم أن له علمين: علم مختص بنفسه وعلم علّمه الأنبياء. فجميعه عند الأمُة لكا 
ومرجع هذا إلى أن ما وصل من علمه تعالى إلى عام المشيئة, فقد أحاط ان" به حمداً 
وآله الطاهرين, وأنّم لك وعاؤهاء ويلزم منه أن حقيقة محمد وآله #4 محيطة بقام 
مبادئ الخلق عل؛ لأَنَّم نهل مظاهر كلية لاسم الله. وسائر الخلق مظاهره الجزئية. 

وعن الكافي. وعن محمد بن سنان قال: كنت عند ابي جعفر الثاني ا فذكرت 
اختلاف الشيعة, فقال: إن اله م يزل فرداً متفرداً في وحدانيته. ثم خلق محمداً وعلياً 
وفاطمة فكثوا ألف دهر. ثمّ خلق الأشياء وأشهدهم خاقها. وأجرى عليها 
طاعتهم» وجعل فيهم منه ما شاء» وفوّض أمر الأشياء إلبهم» فهم قائمون مقامه 
يحلّلون ما شاءواء ويحيّمون ما شاءوا ولا يفعلون إلا ما شاء الله. 

فظاهر هذا الحديث ونحوه دال على أنه تعالى أشهدهم خلق الخلق كلها وقد 
تقدم شرحه» فيلزم منه الهم لِك عالمون يحقائقها وشاهدون حقيقتها؛ ولذا جعلهم 
الله تعالى شهداء على الخلق لما أشهدهم خلقها. 

وبعبارة أخرى: أنه تعالى لما كان أصل خلقه تعالى للخلق لاك الحبة أي أحب 
أن يعرف كما قال في حديث قدسي: « فأحببت أن أعرف, فخلقت الخلق لكي 
أعرف» فخلق ولا حمداً وآله اا عا لمعارفه ولمعرفته المخاصة ف 
الكاملون في المعرفة. وحيث إِلّه تعالى حملهم علمه كما علمت سابقاً وأشهدهم 
خلقهاء وألزم على الخلق طاعتهم بالنص القرآني والأحاديث الكثيرة كما لا يخئى, 


MA 1‏ ددن الأنوار الستاطعة 


فلا حالة قد جعلهم شهداء على الخلق أيضاًكما صرّح به في حديث بريد العجلى 
فهم للا يوم القيامة الشهداء على نحو بيّنه الصادقلية في ذلك الحديث وساير 
الأحاديث المتقدمة. 

ثمّإِنَ هنا كلاماً وحاصله: أَنّ المستفاد من حديث أي عمرو الزبيرى عن 
الصادق ييه المروي عن العياشي أنّ مقام الشهادة على الحذلق مختص بهم ل مع أنّ 
المذكور في حديث ابي جعفر الباقر ن من قوله لة: لقد قضي الأمر أن لا يكون بين 
المؤمنين اختلاف. ولذلك جعلهم شهداء على الناس؛ الحديث دالّ على أن الشيعة 
أيضاً تكون شهداء على الناس فكيف التوفيق؟ وحينئدٍ يقال في الجواب: إِنّالمراد 
بالمة من قوله تعالى: إكنتم خير أمَة 4 هو الأمة لظ بالأصالة, وتشمل الشيعة 
بالتبعيةء والوجه فيه الأخبار الدالّة على لحوق الشيعة بهم طينة بالذات وان 

فف البحار'» عن بصائر الدرجات بإسناده عن جابر الجعني. قال كنت مع 
محمد بن علي فقال: يا جابر لقنا نحن ومحبّونا من طينة واحدة بيضاء نقية من 
أعلى عليين. فخلقنا نحن من أعلاها وخلق محبّونا من دونهاء فإذا كان يوم القيامة 
التفّت العليا بالسفلى. وإذاكان يوم القيامة ضربنا بأيدينا إلى حجزة نبيناء وضرب 
أشياعنا بأيدهم إلى حجزتناء فأين ترى يصير الله نبيّه وذرّيته وأين ترى يصير 
ذرّيته حبّها فضرب جابر يده على یده» فقال: دخلناها وربٌ الكعبة ثلاثاً. 

وفيه”", بإسناده عن أب عبد الها قال: سمعته يقول: خلقنا الله من نور 
عظمته, ثم صوّر خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش» فأسكن ذلك 
النور فيه. فكنّا نحن خلقاً وبشراً نورانيين لم يجعل لأحد في مثل الذي خلقنا منه 
ضيبا ولق أرواح شيعتنا من أبداننا وأبدانهم من طيئة مخزونة مكنونة أسفل من 
١-البحار‏ ج۲۵ ص۱۳ 
١‏ -البحار ج ۲۵. ص۱۳. 


فى شرح الزيارة الجامعة 0 E‏ 


تلك الطينة ولم يجعل الله لأحد في مثل ذلك الذي خلقهم منه نصيباًإلا الأنبياء 
والمرسلين. فلذلك صيرنا نحن وهم الناس وسائر الناس همجاً في النار وإلى النار. 

أقول: تقد شرع ها ويفضي نا لدان الفح وكيف كان فهدا ادت ويا 
شابهه دلّ على أن الشيعة خلقت من فاضل طينة الأنم ةلل ونم قد خلقت 
أرواحهم ما خلق منه أبدان الأئة بها فلا حالة فهم ملحقون بهم ليلا من حيث 
القابلية للوصول إلى الدرجات العلى, التي منها قبول شهادتهم كا لا يخ ثم إِنّه لا 
ريثت ف مرل غاد الشينة ف لدا خصوضاً الدول سدم تلاا قل 
شهادتهم في الآخرة؛ لأنّ ملاك القبول سواء. وكيف لا تقبل شهاداتهم مع أنه تعالى 
بحكم الشرع قد قبل شهادتهم في الدنياء مع اَم كانوا في معرض العصيان. بل رتا 
صدرت منهم المعصية؛ لانّه لا يعتبر في قبول شهادة الشاهد العصمة كا لا يخق. 

وحينئذ ففي الآخرة لاب من أن تقبل شهاداتهم بالطريق الأولى؛ لانّه تعالى قد 
کفر عنهم حينئذ سيئاتهم بمحن الدنيا وبلائها. وعند الموت,. وف القبر والبرزخ 
وأهوال يوم القيامة حتى أكثرهم يحشر يوم القيامة. وليس عليه ذنب يطالب به مع 
ا حين يحشر ون مع متهم مكل ورسول لهل باهى بهم الأمم الماضية. وأخبر 
اله تعالى عن سلامة رسوله يي وأهل بيته لا من أن يصل إليهم من شيعتهم أذى, 
قال تعالى: ل وأمّا إن كان من أصحاب اليمين * فسلام لك من أصحاب 
اليمين ي 

وتقدم أنّ الني مليف وكذا الأئة روخ يكذ قد تحمّلوا ذنوب شيعتهم» وقد غفرها الله 
تعالى لنبيهم: هذا مع استغفار الملائكة للشيعة كا لا يخ وكلّ هذا مما دلت عليه 
الأحاديث المعتبرة كما لا يخق. 

فقوله لا في حديث أبي جعفر#ة: «ولتشهد شيعتنا على الناس» يراد منه هذا 
الشيعي الذي قد طهّره الله تعالى. وحمله على إرادة الأنبياء بكونهم من شيعتهم 24 


.3١-5 : ةعقاولا-١‎ 


trt‏ ا EE‏ التشاطعة 


يعي عدا نت مك وعول الاه ى عست بل هم أخى ذلك ولكن سا 
الشيعة أيضاً داخلون فيه. وتدل عليه أيضاً الأخبار الواردة في شهادة من كان مثل 
سلمان وأبي ذر ونحوهما يوم القيامة ىا لايخق. 

وقوله: «على الناس» هم المشهود عليهم فيا هم وعلبهم؛ فإِنّ الشيعة يوم 
القيامة كالأئمة والأنبياء تشهد للشيعة بالصدق. وأنها قد عملت الصالحات. وعلى 
المخالفين بالكفر وإنكار الولاية. 

ولعمري إِنّ شهادة الشيعة على مخالفيهم الذين آذوهم في الدنياء يكون أقرب 
واشق اظ وموجناً ل غيم تحت يرون غا وأعذاءهم ف الشاب 
واه تعالی قد قبل شهاداتهم علبهم کا لايخق. 

وتحصّل مما ذكر أنه تعاللى قد رضيهم ن شهداء على خلقه لما هم عليه من 
الحق والصدق والحفظ. والإحاطة بكل شيء من خلقه؛ لأنّه تعالى أنهى إلهم 
علمه. وأشهدهم خلق جميع الخلق مضافا إلى أََّهم ني هم العاملون بأمره تعالى كما 
تقدم» وإليه صائرون» وف قبضته تعالى کائنون. وهم في توليه تعالى رياضتهم 
وسياستهم سائرون, ثم إن لولم يكن الأئمة شهداء على الخلق. فن تظنَ أن يكون 
شهيداً عليهم مع أَنَّم نك من أكمل أفراد البشر والخلق كا لا يخن وفيهم ملاك 
الشهادة بنحو الأتم والأكمل. 

ولعمري إِنّ شهادتهم ن على الخلق يوم القيامة من أعظم موارد إقامة ا لحجة 
الشاهد؛ وذلك لعلوٌّ مقامهم وطهارتهم وكالاتهم, بحيث لا يشك في فضائلهم 
ومناقبهم وقداستهم أحد حتى وإن كان من الخالفين, فتكون لا حالة شهادتهم 24 
من أعظم الحجج والشهادات في القيلمة بل وفي الدنيا كا لا يخق. 

ثم إن الشيعة التي تشهد يوم القيامة على المخالفين, فنا هو بالنسبة إلى ما كان 
فيهم من العلم والحفظ, والعمل والكمال لا مطلق الشهادة على مطلق الخلق كا لا 


فى شرح الزيارة الجامعة ا E‏ او م o‏ 


يخق. 

بتي شيء وهو أنه ليس المراد بشهادتهم على سائر الخلق بالنسبة إلى خصوص 
أعماهم الظاهرة. بل على كل شيء من حقائقهم والمراتب الإيانيةء والتوحيد 
والولاية والحبة وغير ذلك من معافي الأحوال ولور ويدل عليه عدّة من 
الأحاديث. 

منها: الأحاديث الواردة في الطينة وهى كثيرة. 

منها: ما في بصائر الدراجات”", باسناده عن سديف المكى قال: معت محمد 
ابن على ا يقول: حدثني جابر بن عبد الله قال: قال رسول اله تلش : إن رفي مثل 
لي أمت في الطين, وعّمن أسماء الأنبياء (الأشياء ن) كا علّم آدم الأسماء كلّها فر بي 
أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي وشيعته. 

ومنها: الأحاديث الواردة في أنّ أمير المؤمنين ل عرف ما رأى في الميثاق 
وغيره وهي كثيرة. 

منها: ما في البصائر أيضاً”". بإسناده عن أبي عبد اللهلظة: انّ رجلاً جاء إلى أمير 
المؤمنين ل وهو مع أصحابه فسلّم عليه ثم قال: أنا والله أحبّك وأتولاك فقال له 
أمير المؤمنين##: ما أنت كما قلت, ويلك إن الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي 
عام, ثم عرض علينا الحبٌ لناء فوالله ما رأيت روحك فيمن عرض عليناء فاين 
كنك فشكت الرجل ول اج 

وفيه””. بإسناده عن جابر, عن أبي جعف ريه قال: إنّالله أخذ ميثاق شيعتنا من 
صلب آدم. فنعرف بذلك حب الحبٌ وإن أظهر خلاف ذلك بلسانه. ونعرف بغض 
المبغض وإن أظهر حبّنا أهل البيت. 
١-بصائر‏ الدراجات ص ۸1. 


.۸۷ -بصائر الدراجات ص‎ ١ 
.1١ بصائر الدراجات ص‎ -* 


فق e AN‏ ا 


وفيه'". بإسناده عن أبي جعفر ل قال: اا لنعرف الرجل إذا رأيناه يحقيقة 
الإيمان وبحقيقة النفاق. 

ومنها: الأحاديث الواردة في انم نيك الأعراف. 

ففي تفسير نور الشقلين'". في كشف الحجة لابن طاووس# عن أمير 
المؤمنين ا حديث طويل فيه: فالأوصياء قوّام عليكم بين الجنه والنارء لا يدخل 
الجنة إلا من عرفهم وعرفوه. ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه؛ لانم 
عرفاء العباد. عرفهم الله اهم عند أخذ المواثيق عليهم بالطاعة لهم فوصفهم في 
كتابه فقال عرّ وجل: فإ وعلى الأعراف رجال يعرفون كلَاً بسيماهم € وهم الشهداء 
على الناس» والنبيون شهداؤٌهم بأخذهم طم مواثيق العباد بالطاعة. 

وفيه'”. عن تفسير العياشي وعن الثاي قال: سئل أبو جعفر #ا: (وعلى 
الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) فقال أبو جعفرة: نحن الأعراف الذين لا 
يعرف اله إلا بسبب معرفتناء ونحن الأعراف الذين لا يدخل الجنة إلا من عرفنا 
وعرفناه. ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه وذلك بان الله لو شاء أن يعدف 
نفسه لعرّفهم. ولكن جعلنا سببه وسبيله وبابه الذي يؤقى. 

فالمستفاد من هذه الأحاديث بعناوينها المختلفة أَمَم ميغ عارفون بحقائق 
العباد من كونهم أهل الحبة أو البغض وأهل الولاية. أو انم منكرون لهاء وأهل 
الإيمان الحقيق والنفاق وغير ذلك وأصرح ما يدل على ذلك قولهة: لأنّهم عرفاء 
العباد. عرفهم الله عند اخذ المواثيق عليهم بالطاعة» وايضا قوله.ة: «ولكن جعلنا 
سببه وسبيله وبابه الذي يؤق منه» صريح في انهم ا أصل المعرفة لله بحيث مسن 
كانت معرفتهم فيه موجودة فهو من أهل النجاة وإلا فلا. 


١-بصائر‏ الدراجات ص 588. 
۲ نفسير نور الثقلين ج ۲ ص۲۲ ح51١.‏ 
۳ تفسیر نور الثقلين ج ؟. ص ٤۳ح‏ 1714. 


eae EER AER TE فى شرح الزيارة الجامعة‎ 


بل قوله ا في حديث أبي بصير من قول الصادق#ة: «نحن الشهداء على 
الناس بما عندهم من الحلال والحرام وما ضيّعوا منكم أيضاً. يدلّ على شهادتهم 
بحقيقتهم على أحواهم لا على محرد الأعمال إذ الأعبال الصالحة وكذا الطالحة قد 
فنت حقيقتها الفعلية. وبقيت الآثار منها في العامل» فهم 2 حينئذ شهداء عليهم 
في أفعاهم بالنسبة إلى الروحيات المنتقشة في نفوسهم أيضاً فلا تختص الشهادة 
على محرد الأفعال فقط كما لا يخنى والحمد لله أوَلاُ وآخراً وظاهراً وباطناً. 


قوله ا: وأعلاماً لعباده 

في الجمع: والعَلّم (بالتحريك): عَلّم الثوب من أطراز وغيره» وهو العلامة 
وجمعه اعلام مثل سبب واسباب» وجمع العلامة علامات. وعلمت له علامة 
(بالتشديد) وضعت له أمارة يعرفها. والعلم الراية. . إلى أن قال: فالأعلام جع علم 
وهو الجبل الذي يعلم به الطريق» والمنار (ية بفتح المم): المرتفع الذي يوقد في أعلاه 
النار طداية الضلال ونحوه. وأعلام الأزمنة هم الأئة كع لأنهم ممتدى بهم . ومنه 
حديث يوم الغدير «وهو الذي نصب فيه أمير المؤمنين ## علا للناس» وفيه: قوله 
تعالى: (في البحر كالأعلام» أي كالجبال الطوال.. والأعلام جمع علم وهو الجبل 
الذي يعلم به الطريق. 

أقول: لاد من ذكر أخبار الباب, ثم نعقبه بالكلام اللازم فنقول: في مقدمة 
تفسير البرهان عن الباقر لا قال: قال الله لنبيّه: قد جعلت أهل بيتك بعدك علا 
منك. 8 أمري بعدك. وأهل استنباط علمي. الخبر. 

". وعن الباقر ل قال: إن لله عر وجل نصّب علي علماً بينه وبين 

E‏ مؤمناً. ومن أنكره كان كافراً. ومن جهله کان ضالاً. 


.579 تفسير البرهان ص‎ ١ 
.717” تفسير البرهان ص‎ ۲ 


001 70ب‎ A 


ورواه في الكافي عن الصادق ج قال: الإمام علم بين الله وخلقه. فن عرفه كان 
مؤمناً. 

وف البحار باب أَمَّم نيك النجوم والعلامات, فيه أحاديث كثيرة. منها ما عن 
أمالي الشيخ عن أبي بصير. عن أبي عبد الله ا في قول الله عرّ وجلّ: « وعلامات 
وبالنجم هم يهتدون) قال: النجم رسول اله تل والعلامات الأَعْة لإ من بعده 
(عليه وعليهم السلام). 

أقول: قد تقدم معنى الأعلام في شرح قولهلىة: وأعلام التق فراجعه. 

وحاصل معانية: أنّ العلم (بالتحريك) إذا أريد منه معنى الجبل, فعناه حينئذٍ 
أنه كما أن الرواسي سبب لاستقامة الأرض لثقلها وضخامتهاء فكذلك الأئمة بيد 
كانوا سيباً لمنع العباد عن الفناء وتثبيتهم في وجودهم أو شؤونهم, وذلك لأنهم - 
أ ولا سبب اعبت وجودھم کا ورد: لولا الحجة لساخت الأرض باهلهاء وتقدم 
الكلام فيه مفصّلاً. وثانياً بلحاظ أحواهم من التقوى وقد تقدم الكلام في أنَم 
أعلام التقوى للمتقين» وثالثاً بلحاظ المعارف الإهية.. ٠‏ 

فلا ريب انهم َة بفاضل عقوهم ينوّرون عقول العباد. فالعباد بعقلهم الذي 
هو من فاضل عقوهم ل يعقلون المعارف الإطية, والأمر والنهي الإلهي. ويعرفون 
الحق من الباطل, وتقدم من قوله#ة: إنّ أمير المؤمنين ك هو الذي يمير العلم 
للمؤمنين (أى يطعمهم) وقول الصادق 2 لأبي خالد الكابلي: والله يا أبا خالد إن 
الأئمة هم الذين ينوّرون قلوب المؤمنين. 

والحاصل: أنّ العباد بفضل هديهم اهتدى المهتدون منهم. وبفضل أعماهم نيك 
عمل العاملون منهم. فكانوا لك في جميع ما ذكر جبالاً رواسي. ألق الله تعالى 
أشباحهم وأطوار ظواهرهم في أراضي قلوب الخلائق أن تيد بهم الحؤادث. فلا 
يستقر هم علم ولا عمل ولا فكر ولا ذكر, فبظهور عظمتهم وحقيقتهم في تلك 
الأمور في قلوب العباد ثبتوا فيها وصارواكما قال تعالى: ظ يثبت الله الذيين آمنوا 


فى شرح الزيارة الجامعة... 10 Pee‏ 


بالقول الثابت 76". 

وبعبارة أخرى: إن إشراقات أنوارهم مثلها مثل ظهور الشاخص تستضيء 
منها قلوب العباد. وتنتقش فيها صور تلك الإشراقات من المعارف وغيرهاء كما 
تنتقش الصور في المرآة التي ليست صورتها في الحسقيقة شيئاً بل هو ظهور 
الشاخص فبهاء فجميع ما في قلوبهم من المعارف والأحوال. فاا هي من 
إشراقاتهم لي ها فكلا ازدادت تلك الإشراقات ازداد مقامهم ورفعت درجاتهم. 
كما دلّ عليه قول الصادق ا فما رواه العمار الساباطى قال: سألت أبا عبد اله ا 
عن قول الله عر وجلّ: « أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم 
وبئس المصير هم درجات عند الله 74" فقال: الذين اتبعوا رضوان الله هم الأمة, 
وهم والله يا عبار درجات للمؤمنين. وبولايتهم ومعرفتهم إِيّانا يضاعف الله هم 
أعباهم ويرفع الله لهم الدرجات العلى. 

ومن المعلوم أن أنوار حقائقهم لا تتناهى كبا وكيفاً بالنسبة إلى الخلق» فن كان 
من أهل ولايتهم الخلصين. فلا حالة يتدرج في معاللي معارفهم با لا نهاية له كا لا 
يخق. 

إن العلم ‏ محركة _بعنى الجبل أيضاً يكون مما يعلم به الطريق كما تتقدم, 
فكذلك الأمّة في جميع ما ذكرهم الأعلام أي الطريق ها) فبهم يستدلّون عليها 
ويصلون إلههاء فبالأخذ عنهم والاقتداء بهم وصل إلى المعاني والمعارف من وصل, 
نعم أا يكن ذلك لمن عدّموه ما شاؤواء فلا ينتفع أحد من علومهم ومعارفهم وإن 
سمع منهم أو رأى ذلك عنهم عي إلا إذا علّموه ظاهراً في أيام الظهور, أو باطنأكا في 
زماننا هذا زمان الغيبة. أنظر الأحاديث التى تقدمت في قوله تعالى: « وعلامات 
وبالنجم هم يهتدون 74" كلها صريحة فما ذكرناه کا لايخق. 
١-إيراهيم‏ : ۲۷. 


۲ آل عمران : 1۲ 
"'-آل عمران : 6 


E ANS tt‏ اكاك ني مر اب رز انه وده #0 الأنوانالساطعة 


هذا وان علومهم ومعارفهم في نفسها صعبة المنال علماً وأصعب منها دركاً أي 
أصعب من تند يقها هو التحقق با.وجداناء ولا طريق ها إلا بهم وميم وإلية 
تشير الأحاديث المتقدمة من قول أمير المؤمنين 2ة: «إنّ حديثنا صعب مستصعب 
خشن تخشوشن. فانبذوا إلى الناس نبذاً, فن عرف فزيدوه. ومن أنكر فأمسكوا لا 
يحتمله إلا ثلاث: ملك مقرّب أو نى مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قبله للإيمان, 
وقول الصادق نة لأبي الصامت: إِنّ أمرنا لا يحتمله أحد. قلت: فن يحتمله؟ قال: 
نحن أو من شئناء وتقدم متن الحديث”, 

والحاصل: أنّ هذه الجبال جبال أمورهم ومعارفهم. لا يسلك الطريق فيها 
لعظمها وعلوّها. وبعدها عن الأذهان إلا بالعلامات الموضوعة فما للسالك إليها 
وهم عي تلك العلامات ىما لا يخق. 

| ومن هذا يعلم أَنَّم أعلام للعباد بمعنى انهم كالجبال الطويلة كأنّها في الهواء 

لعلوّها. فالناس في الطرق المنخفضة دايا يسنشر قون من تلك الأعلام والعلامات. 
التى جعلها الله هم وهى ذواتهم المقدسة من حيث العلم والمعارف. والتوحيد 
والعبادة. التي جعلت في أعلى حل وأرفع منزلة بحيث لا يلحقهم لاحق ولا يفوقهم 
اى 

وبعبارة أخرى: أنّ اله تعالى شأنه قد علا قدرهم ورفع شأنهم. وآتاهم مالم 
يؤت أحداً من العالمين وحملهم علمه. وجعلهم مظاهره في خلقه. وجعل ولايتهم 
ولابته. وفضّلهم على العالمين وسائر ال نلق أجمعين. فلا حالة قد رضيهم أعلاماً. 
فعباده بهتدون بهم في ظلمات البر والبحر وفي ظلمات الجهل والنفس والطبايع 
الجسمانية. بل وف الظلمات النفسانية التي تعرض لأغلب النفوس من أهوائهم 
الفاسدة وآرائهم الكائدة إلى النور والرشد والسعادة. والكئالات والمعارف الإطية 
من التوحيد والولاية وشؤونهاء فجميع العباد في طرق المعتقدات والأحوال 
والأعبال في كل شيء بهتدون بهم بل لا حقّ هم في الوجود إلا منهم؛ لانم ل24 


فى شرح الزيارة الجاهعة ...ا _ 44 


مظاهر الحق ومع الحق كا صرّح به في الأخبار. 

بتي هنا أمران: 

الأول: أن الأئمة بخ کا هم أعلام العباد في الأمور الدينية والمعارف الاهية, 
كذلك هم أعلامهم ف الأمور الدنيوية من العلم بطرق الأرض وما فبا وكيفية 
استخراج معادنها برأ وبحراً ومن المعرفة بالجبال من حيث كونها حلاً للمعادن أو 
حلا للعيون وكيفية اجرائها على الأرض. وكذلك هم العلامون والأعلام للاهتداء 
إلى الأمور المتعلّقة بالنجوم والأفلاك والحاصل إلى علم الهيئة والنجوم: فهم للك في 
جميع ذلك أعلام للعباد يستدل بهم الت عليها كما لا يخ ودلّت عليه الأحاديث 
الواردة في الأسئلة التي وردت في هذه الأمور وأجابوا2# عنها. 

ويشير إليه بل يدلّ عليه ما روي عن أمير المؤمنين 120 من قوله: : «فوالله إن 
لأعلم بطرق السماء من طرق الأرض» وأيضاً تدلّ عليه الأخبار التي بتتنت أقسام 
الملائكة وأحواها وأفعاها وغبر ذلك .كل ذلك يدل على إحاطتهم لك بتلك الأمور 
السماوية ىا لايخق. 

الثاني: نّمم ية أعلام للاهتداء إلى الحق بالنسبة إلى الخلق حتى بالنسبة إلى 
الملائكة والأنبياء وتدلٌ على هذا عدّة من الأخبار. 

منها: ما تقدم من حديث مفضل عن الصادق ا من قوله: ان الله تعالى بعث 
رسول الله ل وهو روح إلى الأنبياء وهم أرواح فدعاهم إلى التوحيد. وتقدم 
الحديث بلفظه وتقدم أيضاً أحاديث كثيرة دلّت على اَم ا هم المعلّمون للملائكة 
التسبيح والتقديس والتحميد فراجعها. 

ومنها: ما روى أنّ جبرائيل ## كان جالساً عند الني 6ا فأتى علي + فقام 
له جبرئيل, فقال تلإش: أتقوم هذا الفى؟ فقال: إنّ له علي حقّ التعلء فقال تأ : 
وكيف ذلك يا جبرئيل؟ فقال: لما خلقن الله تعالى سألنى: من أنت وما اسمك. ومن 
أنا وما اسمي؟ فتحيرت في الجواب. ثم حضر هذا الشاب في عالم الأنوار وعلّمني 


ل i:‏ لقا الساطعة 


الجواب. فقال: قل: أنت ري الجليل واسمك الجميل. وأنا العبد الذليل واسمي 
جبرئيل؛ وهذا قت له وعظّمت له. فقال النبي ا : كم عمرك يا جبرئيل؟ فقال: يا 
رسول اله يطلع نهم .من العرش , في كل ثلاثين ألف سنة مرّة. وقد شاهدته طالعاً 
ثلاثين ألف مرّة. 

وكيف كان فالأنبياء والرسل والملائكة المقرّبون وغيرهم والخلق» بل وسائر 
الخلق من الحيوانات والجمادات والنباتات ما عرفت رما ولا تسبيحها إلا بهم لا 
ومنهم. تدلّ على هذا الأحاديث المتقدمة بالمخصوص وبالاطلاق كا لا يخق. 


قوله يابة: ومناراً في بلاده 

المنار (يفتح الميم) هو الشيء المرتفع الذي توقد عليه النارلداية الضال 
وكوانهم نيا مناراً على قسمين: 

الأۆل: اي يذ منار للخلق بهتدون بهم في موارد الضلالة إلى النور والحقّ 
واليقين. وهو الظاهر من الجملة. 

الثاني: أنهم بي منار في البلاد معنی أنه تعالى جعلهم في مقام عالٍ مرتفع. 
وجعل لحقيقتهم تور به يعلمون حقائق اموي وما يحدث في العالم من الأفعال 
وسائز الأمون د لفل كل نتن أخبار کر 

وبا يدل على الأول ما في الكاني'”, وبصائر الدرجات, عن يحبى بن عبد لله 
ابن الحسن صاحب الديلم قال: سمعت جعفر بن محمدظة يقول وعنده ا 
أهل الكوفة ع شامق أن اعدو علي كلم عن وموك ا ی سه 
واهتدواء ويرون أنّ آهل بيته لم يأخذوا علمه. ونحن أهل بيته وورثته, في منازلنا 
نزل الوحي» ومن عندنا خرج العلم إلهم» أفيرون نهم علموا واهتدوا وجهلنا نحن 





١-الكافي‏ ج ۱ ص 718 وبصائر اللوروحات ص؟١.‏ 


فى شرح الزيارة الجامعة 01 UE A‏ 


وضللنا؟! إن هذا حال. 

وف الكاف" عن أبي مرم قال: قال أبو جعفر ل لسلمة بن كهيل؛ والحكم بن 
عتيبة: شر قا وغرّبا فلا تجدان علماً صحيحاً إلا شيئاً خرج من عندنا أهل البيت. 

وفيه, بإسناده عن محمد بن مسلم قال: : معت أبا جعفرة يقول: ليس عند 
أحدرمن الاين يى ولا نوات ولا أحد سن ناين قطني مقا حن لاما توج 
منّا أهل البيت. وإذا تشعّبت بهم الأمور الخطأ منهم والصواب من علي 8ة. 

وفي بصائر الدرجات, بإسناده عن أي حمزة القالي قال: معت أبا جعفر لا 
يقول عن قول الله عرّ وجلٌ: ف ومّن أضل ممن اتبع هواه بغير هدّى من الله ) قال: 
عنى الله بها من اتخذ دينه ورأيه من غير إمامٍ من أمّة الهدى. 

فدلّت هذه الأحاديث وما نحوها على أنّ الهداية منهم والحق منهم» وأنّ العلم 
الصحيح لا يكون إلا منهم. 

وفي الكافي'", بإسناده عن أبي خالد الكابلي قال: سألت أبا عبد الهلا عن 
قول الله عر وجلّ: < فآمنوا بلله ورسوله والنور الذي أنزلنا 4 فقال: يا أبا خالد النور 
والله نور الأئمة من آل محمد ۴اا إلى يوم القيامة وهم والله نور الله الذي أتزل» وهم 
والله نور الله في السماوات والأرض, والله يا أبا خالد لنور الإمام في قلوب المؤمنين 
أنور من الشمس المضيئة بالنهار, وهم واله ينوّرون قلوب المؤمنين. ويحجب الله 
نورهم عمّن يشاء فتظلم قلوبهم, والله يا أبا خالد لا يحبّنا عبد ويتولانا حتى يطهّر 
اله قلبه, ولا يطهّرالله قلب عبد حتى يسلم لنا ويكون سلما لناء فإذاكان سلما سلّمه 
الله من شديد الحساب وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر. 

فعلم من هذا الحديث أن الأمّة هم النورء ومهم يتنوّر القلب, فهم المنار في البلاد 
١-الكافى‏ ص 559 


"-بصائر الدرجات ص ۱۲. 
"'-الكافي ج ١‏ ص٤۱۹.‏ 


t44‏ : الا الساطفة 


للعباد ولقلوب المؤمنين. 

وفيه' ". عن ابي جعفر نة في قوله تعالى: « قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على 

بصيرة انا ومن اتبعنى » قال: ذلك رسول الله يفف وأمير المؤمنين4ة والأوصياء 
من بعدهم. 

فظاهر الحديث أنّ الداعى عن بصيرة إلى الله تعالى الذي هو حقيقة كون أحد 
مناراًهم الرسول والأئمة(عليه وعليهم السلام) وقد تقدم في شرح قولهية: 
«السلام على ائمة الهدى» ما يوضح هذا. 

وكيف کان فقد رضيهم الله تعالى ان يكونوا منارا في البلاد. مهتدي بانوارهم 
وعلومهم الناس إلى الحق وينجون عن الضلالة. فهم ع منار للعلم الصحيح 
وللمعارف والصفات الحميدة, ولإراءة السلوك الصحيح. ولسوق العباد في 
السلوك الصحيح الموصل إلى الحق بجميع شؤونهم. وهم من أجل نعم لله عسلينا 
حيث اهتدينا بهم فصلوات الله عليهم اجمعين. 

وما يدل على الثاني أحاديث كثيرة, منها: 

ما في بصائر الدرجات”" ؛ بإسناده عن أبي حمزة القالي قال: قال أبو جعفر 90ة3: 
إن امام ا لسع لكا اق ين أده حتى إذا سقط على الأرض. أتناه ملك 
فيكتب على عضده الأيمن: «ود تمت كلمة ريّك صدقاً وعدلاً لا مبدّل لكلماته وهو 
السميع العليم4”"' حتى إذا شب رفع اله له عموداً من نور يرى فيه الدنيا وما فيهاء 
لا يستر عنه منها شيء. 

وفیه“' بإسناده عن أبي جعفر ل9ة. . إلى أن قال: فإذا شب رفع الله في كلّ قرية 
مود امن توراتقامه ونقزية وشم ا بعل ق القزية الأخري. 


١-الكافي‏ ج٠١‏ ص 70]. 
"-بصائر الدرجات ص 170. 
_الأنعام : 2116 

٤‏ - بصائر الدرجات ص77]. 


فى شرح الزيارة نجام 1 


وفيه'", بإسناده عن إسحق الحريري قال: كنت عند أبي عبد الله فسمعته 
هو يقول: إن لله عموداً من نور حجبه الله عن جميع الحخلائق, طرفه عند الله وطرفه 
الآخر في أذن الإمام. فإذا أراد الله شيئا أوحاه إليه في أذن الإمام. 

وفيه'". بإسناده عن أبي الصباح قال: سمعت أبا عبد الهلا يقول: إنه كان مع 
رسول الله يتف خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل. كان يوققه ويسدّده وهو مع 
الأئمة من بعده. 

وفي حديث آخر: وهو مع الأئّة يخبرهم ويسددهم. 

وف حديث أخر: وإنه لفينا. 

وفي حديث آخر: ثم لم يصعد إلى السماء منذ هبط إلى الأرض. 

ونحو هذه الأحاديث كثير تقدم بعضها في شرح قوله ا: «ومهبط الوحي» 
فنقول: 

أا الأول: فعناه أنّ الأنْة ا ينوّرون قلوب شيعتهم من الذين يستجيبون 
دعوتهم ل وكذلك ينوّرون قلوب الملائكة باستجابتهم طم عي . 

وكيف كان فباستجابتهم وقبوهم منهم لا كانوا مؤمنين. ومعنى كونهم 
مؤمنين هو أله تعالى يكتب في قلوبهم الإيمان من مداد ذلك النور الذي كان 
حقيقتهم اذ وأيضاً معناه أله تعالى يؤْيّدهم بروح منه. وهذا الروح هو الملك الذي 
من نورهم. ش 

فف الحكى عن الكافي والعياشي, عن الصادق ل قال: ما من مؤمن إلا ولقلبه 
أذنان ف جوفه. أذن ينفث فيه الوسواس الخنّاس. وأذن ينفث فيه الملك. فيؤيد الله 
المؤمن بالملك فذلك قوله: «وأيّدهم بروح منه»©. 


١-بصائر‏ الدرجات ص .٤۳۹‏ 
؟ -بصائر الدرجات ص 407. 
؟ المجادلة : ۲۲. 


1 ا مو 14111ب راون الشاطفة 


فبعلم منه أن كتابة الإيمان الذي حقيقته النور هو الملك الذي فسّر بالروح أي 
روح الإيان كما لا يخق. وهذا الإيهان هو السكينة النازلة في قلب المؤمن. 

فص الكافي'", عن أبي جعفر له قال: سألته عن قول الله عر وجلّ: « وأيّدهم 
بروح منه € قال: هو الإيمان. 

وفي حديث أخر: عن قوله: «وألزمهم كلمة التقوى» قال: هو الايمان. 

فالإيمان المفسّر به السكينة تارة والتقوى أخرى هو النور الذي يكون في قلب 
المؤمن منهم ل كما علمته من حديث أي خالد الكابلي من قولهاكك: وهم والله 
ينوّرون قلوب المؤمنين وهذا الروح (أي روح الإيان) تحضر وتغيب في المؤمن 
عند الطاعة والمعصية. 

فف الكافي", باسناده عن أبي خديجة قال: دخلت على أي اسنا فقال: 
إن لله تبارك وتعالى أيّد المؤمن بروح منه تحضره في كلّ وقت يحسن فيه ويتق, 
و تغيب عنه في کل وقت يذنب فيه ویعتدی» فهى معه اور جن إحسانه 
وتيخ فق السزى عند اسا ماحدزا عتباد لله نمه تإصلاحك اتفسكم 
تزدادوا يقيناً وتر جوا نفيساً ينا رحم الله امرئاً همّ بخير فعمله. أو هم بشر فارتدع 
عنه ثم قال: نحن نؤيد الروح بالطاعة لله والعمل له. 

وكيف كان فالمؤمن بلحاظ حبّته هم لا يستجيب دعوتهم لي ويقبل قوهم. 
ويهتدى بهداهم بام معانيه. والإيمان الحاصل الجديد المعبر عنه بالملك المؤيّد 
(بالكسر) إا هو من نورهم وتنويرهم للقلوب فهو مخلوق من نورهم. 

وقوله ل في حديث أب خالد الكابلي: «ويحجب الله عر وجل نورهم عمّن 
يشاء فتظلم قلوهم» يريد ا أنّ من لم يستجب لله ورسوله حين دعاه إلى الولاية 
والحبّة ولم يقبل قوهم, خلق اله من ردّه أي رد هذا المنكر لولايتهم وعدم قبوله ها 


١-الكافي‏ ج ؟.ص .١6‏ 
١‏ -الكافي ج ؟. ص 578. 


في شرح الزيارة الجامعة م الل ام الس OVE rR‏ 


حجاباً من ظلمة تظلم قلوب المنكرين به. وذلك الحجاب مخلوق من غضبه تعالى 
عليه. فيثمر ذلك الغضب حين رده الحق عداوة محمد وال محمد. فلا حالة يصير 
مأواه إلى جهنم وبئس المصير. 

وكيف كان فيحجب الله تعالى بذلك الحجاب نور الأئمة ل عن قلب هذا 
المنكر, ولعلّه إليه يشير قوله تعالى: « بل طبع الله عليها بكفرهم 4(" ونعني بالنور 
الحجوب ولايتهم وحبتهم لك فلا يتولونهم ولا يحبونهم كا هو المشاهد منهم, ثم 
إن الأئمة سين كما ينوّرون قلوب شيعتهم بقبوهم لولايتهم, كذلك ينوّرون عالم 
الأجسام بل جميع الموجودات كا علمت سابقاًء هذا من الأحاديث الدالّة على أن 
الموجودات كلها خلقت من أنوارهم. 

والحاصل: أنّ ذوات الموجودات قد افيضت عليها من فاضل أنوارهم. 
فانبعثت عنها القوابل الحسنى, التي صارت مستعدة لقرتب الآثار الحسنة عليها. 
نعم هذا فيا قبل ولايتهم منها. 

والحاصل: أنه قد تقدم أنّ ولايتهم قد عرضت على جميع الموجودات بعدما 
كان وجودها منهم 62 لما تقدم: فا قبل منها ولايتهم ترتبت عليه الآثار الحسنة, 
وما أنكرت انتفت عنها الآثار الحسنة, وترتّبت عليها آثار السوء أو الآثار الناقصة 
كما تقدم من حديث البطيخ ونحوه. وقد تقدم شرحه مفصّلاً. فكل أثر حسن 
فيموجود يكون من أنوارهم النازلة منهم إليه؛ لقبول الولاية, وكلٌ أثر ناقص أو 
سى في موجود يكون من الظلمة الحاكية عن غضبه تعالى له الموجبة محجوبية 
أنوارهم عنه كما لايخق. 

وأا الشاني: أعني أن يكون المراد من المنار كونهم في مقام عالٍ بمعنى كون 
حقيقتهم نوراً يعلمون به حقائق الأمور وأعمال العباد. كما دلت عليه الأحاديث 


166 : ءاسنلا-١‎ 


e 44‏ ب 1 ا الساظعة 


السابقة فحاصل معناها: أله قد دلّت أحاديث كثيرة على أنّ العقل الكل إِمًا هو 
حقيقة محمد وآله الطاهرين. 

ففي الكافي في كتاب العقل والجهل. في حديث سماعة بن مهران. وساق 
الحديث.. إلى أن قال: فقال أبو عبد الله .4# ان الله عرّ وجلّ خلق العقل» وهو أوّل 
خلق من الروحانيين عن يمين العرش من نوره» الحديث. 

وفي طرائف الحكم نقلاً عا نقله في البحار» عن علل الشرايع في أسئلة الشامى 
لأمير المؤمنين نة عن أَوّل ما خلق اله تبارك وتعالى فقال ل النور. ۰ 

وفيه. عنه. عن الاختصاص. عن الصادقة: خلق الله العقل من أربعة أشياء 
من العلم والقدرة والنور والمشيئة بالأمر. فجعله قائماً بالعلم داماً في الملكوت. 

وفي الكافي عن أبي عبد الها قال: ما كلّم رسول الله تة العباد بكنه عقله 
قط. وقال: قال رسول اله تؤفك: إِنَا معاشر الأنبياء أمر نا أن نكلّم الناس على قدر 
م 3 3 

إذا علمت هذا فاعلم: أنّ العقل الكل المعبر عنه بالنور أيضاً هو حقيقة محمد 
وآله الطاهرين. وهو المع عنه بعمود النور في الحديث السابق. فعنى كأيته هو 
جامعيّته للعلم والقدرة والنور والمشيئة بالأمر كا قال الصادق ا ولازم هذه 
الأمور أنه لا يعزب عنه شيء لكونه غلبا ونورا ولا يعجزه شيء لكونه قدرة 
ومشيئة بالأمر لذا قال #: قاعاً بالعلم. أي تكون قدرته ومشيئته عن علم؛ فهو 
بلحاظ كليته وإحاطته بالأشياء دام في الملكوت. أي في عالم الملك الحيط بالأشياء 
لھا 

وكيف كان فالعقل با هو كذلك يلاحظ فيه أمور ثلاثة: 

الأول: أله يدرك به حقائق الأشياء بنحو الانكشاف. بحيث يكون العقل 
مضىء الدرك بالمعنى المصدري. فهذا الدرك فعل ذلك النور العمودي, الذي هو 

حقيقة العقل. وله بهذا اللحاظ التربية والتدبير للأشياء. 


في شرح الزيارة الجامعة ملام و موا الي ال ماسوو امبو e‏ 


والثاني: أنه نفس تلك الحقائق فيراد منه حينئذ النفس الكلية والروح الك , 
الذي هو أعظم من جبرئيل وميكائيل فهو بنوريته جميع الأشياء بنحو الجميع. 
وتكون الأشياء مظاهره بنحو التفصيل في الموجودات. 

والثالث: أله نفس العلم أي أَنّ جميع الأشياء منكشفة لديه. ثم الهم لي لما كانوا 
مناراً أي نوراً وعقلاً كلياً بالمعنى المتقدم. فلا حالة يهتدي بهم المهتدون في عالم 
الوجود من الملائكة والأنبياء. وساير البشر والموجودات. 

والحاصل: أنّ المعنى الأول المتقدم أثر هملك بلحاظ انهم العقل الكل والنور 
الإلهي كما لا يخ. فهم مي بلحاظ كونهم مناراً هذا المعنى ينيرون لأهل البلاد. 
وهى الدنيا والأرض الاد والوجود بلاط سترياته فى الموجوذات: فهو 4ة 
بهذا اللحاظ الوساطة الوحيدة بين الخالق جلّ جلاله والخلق بام مصاديقه. 

وما ذكرنا يعلم أن المراد من البلاد لا يختص بالقرى والأرض ولو بلحاظ 
أهلهاء بل يع الأشياء والنفوس وحقائق الأشياء وصفاتها نّم 20 قد رضيهم الله 
تعالی مناراً فيها على ما معت من المعنيين» رزقنا الله تعالى معرفتهم بمحمد وآله 
الطاهرين. 


قوله إا وأدلاء على صراطه 

أدلاء جمع دليل» وقد تقدم في شرح قولهة: والأدلاء على مرضاة الله معنى 
كونهم ا أدلاء وفي شرح صراطه معنى كونهم للا صراط الله فراجعهء إلا أنّ 
الفرق بين هذه الجمل أن كونهم #4 أدلاء على مرضاته يشار به إلى أن تحصيل 
حقيقة رضاه لا يكون إلا بدلالتهم» فينحصر تحصيلها منم اا وكونهم صراطه 
يشار به إلى انبم لي نفس الصراط إليه تعالى لمن يسلك طريق الحق» وتقدم بيانه 
مشروحا. 
وأمًا كونهم ل أدلاء على صراطه يراد به أنّم ل يدلّون الخلق على هذا 


DEG to.‏ 0000000000000 الأثوار الساطعة 


الصراط بما له من المعاني المتعددة من الصراط العلمى والمعنوي والدنيوي 
والأخروي. فلا يكون غيرهم أدلاء عليه. 

وكيف كان فهم ي أدلاء على صراطه بتام معاني الدلالة من الأدلّة العلمية 
والعملية والحالية والصفاتية. بل إن وجودهم لي بجميع شؤونها أدلاء على 
صراطه والمراد من الصراط هنا هو المؤدي إلى حبنه تعالى وإلى جنّته. 

فف معاني الأخبار”". قال: قال جعفر بن محمد الصادق ا في قوله عرّ وجلّ: 
ف اهدنا الصراط المستقيم 4 قال: يقول: إرشدنا إلى الصراط المستقيم للزوم الطريق 
المؤدي إلى حبتك والمبلغ إلى دينك (جنتك ن) والمانع من أن نتبع أهواءنا فنعطب. أو 
نأخذ بآرائنا فنهلك. الحديث. 

وتقدمت أحاديث كثيرة في شرح قوله: وصراطه؛ في بيان المراد من الصراط 
وأنه أمير المؤمنين لذ ولعلّ الطريق المؤدي إلى حبته هو في الظاهر ما عن أمير 
المؤمنين:2ة في تفسير الآية كا في تفسير الصافي: يعني ادم لنا توفيقك الذي اطعناك 
به فا مضى من أيامنا حتى نطيعك في مستقبل أعمارناء الحديث, فحاصله هو طاعة 
الربٌ في القيام بأوامره. واجتناب نواهيه, والتخلّق بآدابه على ما نهج هم من دين 
وبين لعباده من معرفته من الأحكام الشرعية المبيّنة بلسان الشرع, وفي الباطن انّ 
الطريق هو النبي والإمام ا كما علمت من تصعري كثير من الأخبار عليه. 

ثم إن كونهم مين أدلاء على الصعراط هو نّمم نيل الطريق والصراط وهو على 

الأؤل: نّم الصراط والطريق بمعنى أنّم طريق الله إلى خلقه. أي كلا تعلّقت به 
الحكئة الأزلية والمشيئة الإهية أن يصل منه تعالى إلى الخلق, فهو إا يصل منه 
تعالى إلى الخلق بواسطتهم, فهم طريق اله إلى الخلق. 


١-معانى‏ الأخبار ص55. 


فى شرح الزيارة الجامعة انبا ا لوو سودت SEAN‏ ا 


الثاني: أنّ طريق الخلق إلى الله تعالى هم لك 

أمَا الأؤل: فيدلٌ عليه عدّة من الأحاديث, منها: 

ما في البحار عن إكمال الدينء قال الرضائكة: «نحن حجج الله في أرضه (في 
خلقه) وخلفاؤه في عباده وأمناؤه على سره ونحن كلمة التقوى والعروة الوثق. 
ونحن شهداء الله وأعلامه في بريّته بنا يسك الله السماوات والأرض أن تزولاء وبنا 
يفزل الغيث وينشر الرحمة, لا تخلو الأرض من قائم ما ظاهراً وخافي» ولو خلت 
يوماً بغير حجة لماجت بأهلها كا يوج البحر بأهله. 

وفي تفسير نور الثقلين وعن أبي حمزة الفالي قال: أتى الحسن البصري أبا 
جعفر + وساق الحديث.. إلى أن قال: فقال: (أي أبو جعفر + للحسن) أرأيت 
حيث يقول: 9 وجعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها قرّى ظاهرة وقدرنا فيها 
السير سيروا فيها ليالي وأياماً آمنين » يا حسن بلغني انك أفتيت الناس فقلت: :هي 
مكة, فقال أبو جعفر 420: : فهل يقطع على من حح مكة وهل يخاف أهل مكة, وهل 
تذهب أمواهم فتى يكونوا آمنين؟ بل فينا ضرب الله الأمثال في القرآن. 

فنحن القرى التي بارك الله فيهاء وذلك قول الله عرّ وجل فيمن أقرٌ بفضلنا 
حيث أمرهم أن يأتونا فقال: « وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرّى 
ظاهرة ) والقرى الظاهرة الرسل والنقلة عنّا إلى شيعتنا أو فقهاء شيعتناء وقوله 
$ وقدّرنا فيها السير» مثل للعلم < سيروا فيها ليالي وأياماً» مثل لما يسير من العلم 
في الليالي والأيام عن إليهم في الحلال والحرام والفرائض والأحكام «آمنين ) فيها 
إذا أخذوا عن معدنها الذي امزوا أن يأخدوا من آمنين من الشك والضلال. والتقلة 

من الحرام إلى ا حلال؛ لأنّهم أخذوا العلم تمن وجب طم بأخذهم إِيّاه عنهم المغفرة؛ 
لأنهم أهل ميراث العلم من آدم إلى حيث انتهوا ذرية مصفّاة بعضها من بعض فلم 
ينته الاصطفاء إليكم بل إلينا أنتهى ونحن. تلك الذرية المصفّاة لا أنت وأشباهك يا 
حسن. الحديث. 


tor‏ ااا مه د37 الأنوانالشاظعة 


وتقدم مراراً قول أمير المؤمنين#ة: نحن الأعراف الذين لا يعرف اله إل بسبيل 
معرفتنا. 

فيعلم من هذه الأحاديث وما شابهها نّم عك باب الله في المدد والفيض منه 
تعالى إلى جميع خلقه في جميع شؤونهم من أصل وجودهم ولوازمه. وام جعل الله باباً 
منه تعالى لإفاضة الوجود إلى الخلق ولبيان معارفه وأحكامه. وما تحتاج إليه 
الخلائق والموجودات غيرهم. وسيأتي مزيد توضيح هذا في شرح قولهلهة: «من 
أراد الله بدأ بكم. ومن وحّده قبل عنكم ومن قصده توجّه بكم». 

والحاصل: أنَّهم طرق الله إلى الخلق لا غيرهم, ثم إن المستفاد منها نّم طرق 
لله تعالى تشريعاً وتكويناً. 

أقا التشريعي: فظاهر من الآيات والأحاديث من نحو قوله تعالى: « ادع إلى 
سبيل ربك »74 وقوله: « قل هذه سبيلى أدعوا إلى اله على بصيرة 4(" وقوله تعالى 
< وما آتاكم الرسول فخذوه ) وقوله تعالى: ف أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي 
الأمر منكم 4 . 

فالمستفاد منها أله تعالى جعلهم طرقه إلى الخلق بهم ومنهم يصل الشرع منه 
تعالى إلى الخلق. 

وأمًا الأحاديث فلا تكاد تحصى وتقدم آنفاً بعضها. 

والحاصل: نهم ل الأبواب التي تصدر عنهم أوامر الله ونواهيه. وعزائمه 
ورخصه وإرادته ومعارفه وما أشبه ذلك؛ لأنَّ جميع ذلك لا يكون إلا عن مشيئته 
تعالى» وقد تقدم مراراً أنَّم ل محل تلك المشيئة. ولعلّه إليه يشير الحديث القدسي: 


١176 : لحنلا-١‎ 


۲ يوسف :۱۰۸. 


۳ الحشر :۷. 
غ-النساء : 69. 


في شرح الزيارة الجامعة. aS‏ لسرا اباس OES‏ 


« لا تسعني أرضي ولا سمائي بل يسعني قلب عبدي المؤمن » ببيان أنّ اللي تل 
والأمة بلا هم أكمل أفراد العباد المؤمنين, وأنّ معنى قوله: « لا يسعني ». أي لا يسع 
ما سوى القلب المؤمن من الأرض والسماء إرادتي ومشيئتي. ومتعلّقاتها من أوامره 
ونواهيه وجميع ما يريده من عباده. 

بل يسع هذه كلها قلب محمد وآله الطاهرين» فقلوبهم (صلوات لله عليهم) تسع 
تلك الأمور كلها مع تكاليفها. التي يكون متعلّقها الموجودات الدنيوية ا 
وإِنّا وسعت قلوبهم تلك الأمور؛ لأنهَا (أي ي قلوبهم الطاهرة) صدرت عنه تعالى, 
وخلقت من نور عظمته. ومن فاضل نوره» أو أنّ قلوبهم غك عكوس نوره تعالى. 
وأنّما (أي القلوب) خلقت وصوّرت بنحو الجمع الشامل على صور هيئات عباده 
وخلقه. فهم الفوذج الخلق؛ والخلق كلّه تفاصيلهم وفروعهم. 

ومن المعلوم أنّ الفرع يأخذ حكمه وعلمه وفيضه عن أصله. ثم إِلّه لما لم يكن 
لقلوب غيرهم محل مشيئته تعالى» فلا حالة انعصرت قلوبهم في كونها أبواباً لمشيئة 
الله تعاللى, كما لا يحخق. 

فظهر نَّم يك صراطه وطرقه في خلقه إلى خلقه في التشر يعيات. 
وأما التكويني: أي كونهم الطريق التكويني له تعالى: فلم| مر من أنّ لوبهم 
اوعية لمشيئة الله. ومن المعلوم أن جميع الموجودات إا توجد بالمشيئة كما في 
الحديث: إن اله تعالى خلق الأشياء بالمشيئة, وخلق المشيئة بنفسهاء أي انها مخلوقة 
ابتداء» وتقدم أيضاً قوله ل طى الزيارة: «إرادة الربٌ في مقادير أموره تهبط إليكم 
وتصدر من بيوتكم» وتقدم شرحها. | 

فالمستفاد أنّهم لي الطريق إليه تكويناء أي أن التكوينيات خلقت من طريقهم 
كما لا يخق. فهم كالعلل الفاعلية للأشياء. والله العالم حقائق الأمور. 

الثاني: أي أن طريق الخلق إلى الله تعالى هم ميكل فبيانه: أن هذا يكون على 


0 


القسم الأوّل: انبم نيا الطرق 58 الله تعالى باللإرشاد والهداية, وبيان الأحكام 
والمعارف الشرعيةء وهذا أوضح من ان ن ج على أحد. وقد دلت عليه الآيات 
والأحاديث الكثيرة. وقد تقدم بعضها نفا 

القسم الثاني: أمّهم بل الطرق إلى اله تعالى للخلق, أي لا يصل أحد من المخلق 
إليه تعالى إلا جم فهم الطريق التكويني للخلق إليه تعالى لا العلمي فقط. وحاصله: 

أله تعالى كما جعلهم طرق الخلق علماً ومعارفاً إليه تعالى» كذلك جعلهم 
طرقاً للخلق إليه تعالى حالاً وتكويناًء وسيجيء في شرح قوله غل : «من أراد 
الله بدأ بكم ومن وحده قبل عنكم ومن قصده وجه بكم أي من أراد أن يسير إلى 
الله بدء بالسير فيكم وبكم» وسيأتي تفصيله : وهذا يقرب بوجوه: الأؤل: أن 
الاعتقاد بولايتهم نإل وإطاعتهم ومحبّتهم هو الطريق لكل أحد في وصوله إلى 
محبته تعالى» وجدّته وقربه والفوز بما لديه» وإنّما تصدر أعمال الخلائق إلى الله 
تعالى إذا كانت جارية على سنتهم وطريقهم» وكانت مأخوذة عنهم فاك 
بالتسليم لهم والرد إليهم فيما اختلفواء كل ذلك بقبول ولايتهم والتبري من 
أعدائهم وأنْ يوالوا من والوا ويعادوا من عادواء ويعادوا أعداءهم يدل على هذا 
عدة من الأخبار تقدم بعضهاء »> ونحن نذكر بعضها تبركاً. 

ففي الكافي”", باسناده عن أب عبد الله في قول الله عر وجل: « إليه يصعد 
الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ‏ ولايتنا أهل البيت» وأهوى بيده إلى صدره, 
فن لم يتولّنا لم يرفع الله له عملاً: 

وف البحار'". عن أمالي المفيد بإسناده عن العلا عن محمد عن أحدهما ليه 
قال: قلت له: إا نرى الرجل من المخالفين عليكم له عبادة واجتهاد وخشوع. فهل 
ينفعه ذلك شيئاً؟ فقال: يا حمد إنما مثلنا أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني 
SG CS‏ 


۱ -الكافي ج ١‏ ص f.‏ 
۲ البحار ج ۲۷.ص SS‏ 


فى شرح الزيارة الجامعة ”سلج جاسم سس لاسر اتج لاسي مسب VOOR‏ 


اجتهد أربعين ليلة ثم دعا فلم يستجب له. فأ عيسى بن مرم ا يشكو إليه ما هو 
فيه ويسأله الدعاء له فتطهّر عيسى وصلِّ ثم دعا فأوحي إليه: 

يا عيسى إِنّ عبدي أتاني من غير الباب الذي أوتي منه. إه دعاني وفي قلبه 
شك منك. فلو دعاني حتى ينقطع عنقه وتنتشر أنامله ما استجبت له. فالتفت 
عيسى ا فقال: تدعو ربّك وفي قلبك شك من نبيّه؟ فقال: يا روح الله وكلمته قد 
كان والله ما قلت. فاسأل الله أن يذهب به عبّي. فدعا له عيسى ل فتقبّل الله منه 
وصار في حدّ أهل بيته. لذلك نحن أهل البيت لا يقبل الله عمل عبد وهو يشك فينا. 

أقول: ومثله كثير جداً. بل رتبا ادّعى أنه أكثر من ألف حديث بهذا المعنى. 
ويعلم من هذه الأحاديث أَنَّهُم هم الطرق للخلق إليه تتعالى, عن أَنّ الاعستقاد 
بولايتهم طريق الخلق إليه تعالى في الوصول إلى الدرجات وقبول الأعمال كما لا 
يخق. ٤ ء٤ ٤‏ 

الشاني: انم نين طرق الخلق إلى الله تعالى حالاً. وحاصله: أنّ قد تقدم مرارا 
نهم ني حقائق الأسماء الحسنى الاطية, ولا ريب في أنّ الأسماء الحسنى لا دخالة 
تامة في وجود الأشياء. وفي بلوغها إلى كماهاء كما يستفاد ذلك من قوله ا في 
الدعاء: «وبأسمائك التي ملأت أركان كلّ شيء» وقال 9 في حديث خلق الأسماء 
الذي تقدم شرحه: «لفاقة الخلق إلها» أي لاحتياج المخلق إلها في شۇ 
احتياجا تكوينيا. وأيضاً من المعلوم أن الحقائق الهرآنية من معارفها الدوحيدية 
والأخلاقية إا تكون في ۽ صدر وهم ل2 بمعق نم ليك هم حقائقها لقوله تعالى: 
وبل هو آیات نات فى صدور الذين أوتوا العلم 74" وتقدم نّا في صدورهم أي 
أن صدورهم تلك الحقائق. 

وحينئذٍ نقول: لا ريب في أنّ الوصول إلى التوحيد والمعارف الإهية. والتوجه 
إليه تعالى وعبادته نا هو بروح العبد المؤمن, وأنّ زوحه لا يكاد بصل إلى تلك 


a : 1‏ ........ الأثولر الساطعه 


الأمور إلا باشتاله على تلك الأسماء. وتلك الصفات الحميدة, ولا ريب فى أن تلك 
الأسماء وتلك الصفات الحميدة تكون بنحو الأتم الأكمل عندهم نا بل هم تلك كما 
لا يخق. فيحنئذ كل روح من المؤمنين اشتمل على تلك الأسماء والصفات يمكنه 
الرصول إلى تلك الأمور الالهية وحيث إنّ تلك الأسماء والصفات عندهم فلا حالة 
من اتصل بهم اتصالاً معنوياً بأن منحوانيظ له من تلك الأسماء والصفات يكّنه 
الوصول إلى الدرجات العلى وإلا فلا. 
فظهر بم نايل هم الطريق الحقيق الواقعى الاسمى والصفاتي والحالي إلى لله 
تعالى للخلق. ولعل إليه يشير ما في الصلوات المروية لأيام شعبان المعظم من 
قوله لا امك ال ل اجعل النبي #ااثلة نفسه طريقاً مبسوطا 
إليك. فجعل نفس النبى مزه 3 إليه تعالى للداعي. ومن المعلوم أنه يفف إا 
کون طريقاً إلبه قال إذا:اتصل العبد به اتصالاً معنوياً بأن اتصف بصفاته إا 
وبأسمائه الحقيقية القائمة بنفسه الشريفة كما لا يخق. 
ولعلّ إلى هذا يشير ما مر مراراً ما في الكافي عن عمار الساباطي قال: سألت أبا 
عبد اله اا عن قول الله عر وجل 9 أفمن اتبع رضوان لله كمن باء بسخط من اله 
وماواه جهنم وينس المصير * هم درجات عند الله ) فقال: الذين اتبعوا رضوان الله 
هم الأئة جد وهم واللّه يا عار درجات للمؤمنين. وبولايتهم ومعرفتهم إيّانا 
يضاعف الله هم أعماهم. ويرفع الله هم الدرجات العلى. 
فقوله ا: وهم والله يا عمار درجات للمؤمنين, ظاهر فما قلناء فإِن كونهم لا 
درجات هم إا هو بظهورهم بحقائقهم النورانية. التي هي حقائق الأسماء الإهية, 
وحقائق الصفات الحميدة في قلوب المؤمنين. واتصاف قلوب المؤمنين بتلك 
- الأنوار. ولعلّ قوله !ب فى حديث أبى خالد الكابلى من قوله: «وهم والله ينوّرون 
قلوب المؤمنين». يشير إلى ماذكرنا أيضا ٠‏ 
والحاصل: أنّ العقائد الحقة والأسماء الحسن الإلهية والصفات الحميدة. 


فى شرح الزيارة الجامعة اكككككلب9ك> 404000 tov O‏ 


والحالات العبودية بوجوداتها الواقعية, إا هي قائمة بهم نيا هن اتصف بها بأن 
تبعهم للك وجعلهم طريقه في هذه الأمور إلى لله تعالى فلا حالة يصل إليه تعالى. 

ومن المعلوم | نّ هذا لا يكون إلا بأن تتر شح تلك الأمور منهم لي إليه. وهذا 
يحتاج إلى كمال الانقياد إلههم وكمال الخشوع لديهم. قال كما تقدم: «أجمل الأمر 
ما استأهل أحد النظر من الله إليه إلا بالعبودية لنا» أي با خشوع والمخضوع لناء 
ويحتاج إلى حبّتهم. وإلى أن تحن القلوب إليهم؛ بل إلى موضع أقدامهم كما علمت 
قوله ا في إذن الدخول: «واجعل ارواحنا تحنّ إلى موضع اقدامهم». 

وهذا كلّه يرجع إلى كال المتابعة هم في الظاهر والباطن, أمّا في الظاهر فاتباع 
أوامرهم واجتناب نواهيهم. وأمّا في الباطن فبالاتصاف بصفاتهم. وبجعل الإرادة 
والأهواء تبعاً هم كما حكي هذا عن بعضهم بالنسبة إلهسم نإ وإذا تحققت هذه 
الأمور اة إل اعد افلا اله يس ونه اليد مال قيقع كا لفق . 

تمن المقراءى من معجزاتهم 962 ّم قد تصرّ فوا في كثير من الناس» فصاروا 
من الكملين والحبّين ميك وهذا قصص وحكايات لعلّنا نذكر بعضها إن شاء الله 
وأيضاً نرى أنّ من تبعهم حق المتابعة, وصل إلى ما لم يصل غيزه. وإن بلغ من العلم 
ما بلغ ولقد “معت من بعض الحدّثين أنّ سلمان له كان لا يهوى إلا ما هواه علي ل 
فبلغت متابعته لها إلى هذا بحيث صار هواه تكويناً تبعاً هواهاية ونحن نسأل الله 
تعالى هذا التوفيق والمتابعة هم بمحمد وآله الطاهرين. 

فظهر مما ذكر نم هك الطرق إليه تعالىء ES‏ 
وطريق الخلق إليه تعالى» فهم بقول مطلق الطرق إلى الله تعالى للخلق إليه. وللحق 
إلى الخلق, كما علمت. 

الثالث: الذي يقرب به كونهم 4ك طريق الخلق إلى الله تعالى: أمّم عل كلمات 
الله تعالى فى عالم الوجود. وتوضيحه بعد ذكر أحاديث الباب» فنقول: 


1 56 لسرن لوي نون 14101106 الأقوار الساطعة 


في البحار”''. عن مناقب آل أبي طالب وتحف العقول والاحتجاج» سأل يحبى 
ابن اكثر ابا ا لجسن العامة عن قوله: سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله. ما هى؟ فقال: 
هى عين الكبريت. وعين المن» وعين البرهوت. وعين الطبرية. وحمة ماسيدان 
ا افريقية. وعين باحوران, ونحن الكلمات, التي لا تدرك فضائلنا ولا 

وفيه عن تفسير القمي: لا تبديل لكلمات الله. أي لا تغير للإمامة. 

وفيه عن تفسير القمي» عن محمد بن مسلم» عن أبي جعفرلكة: فإن يشاء الله 
يختم على قلبك. قال: لو افتريت «ويمحٌ اله الباطل4”" يعني يبطله «وبحقٌ الحقّ 
بكلماته»”" يعني بالأئمة والقائم من آل محمد لظ . 

وفيه عن أمالي ابن الشيخ عن أبي جعفرء عن آبائه ليك قال: قال رسول 
الله : إن ن لله عهد إل عهداً. فقلت: : رب بيّنه لي قال: امع كلت: معت قال: يا 
عند إن علا راية امد بذك وإمام أولياق: ونور ن وهو الكلمة التق 
ألزمتها المتقين. فن أحبّه فقد أحبّني, ومن أبغضه فقد أبغضني فم فبشّره بذلك. 

وفيه عن تفسير العياشي» عن جابر قال: سألت أبا جعفر ًة عن تفسير هذه 
الآية في قول اللّه: ل ويريد الله أن يحقٌّ الحّ بكلماته ويقطعَ دابر الكافرين ) وساق 
الحديث إلى أن قال: وأا قوله: بكلماته. قال:كلراته في الباطن علي هو كلمة لله في 
الباطن. الحديث. 

وفيه عن مناقب آل أبي طالب عن الصادقنكة في قوله تعالى: « ولقد سبقت 
كلمتنا لعبادنا المرسلين * إِنَهم لهم المنصورون » قال: نحن هم. 

وفي المحكى عن منتخب البصائر, عن علي 92 أنه قال: أناكلمة الله التي يجمع بها 


.١714 ص.۲٤ ج‎ راحبلا-١‎ 
.۲٤: ۲الشوری‎ 
۲٤: یروشلا-٣‎ 


فى شرح الزيارة الجاففة. ٠.٠...‏ ا 2 t0۹‏ 


المتفرّق» ويفرّق بها الجتمع. 

أقول: قد تدم ا اہم چو تد ت عام ا 
مطلقة. أو مضافة إليه تعالى أو موصوفة بالتامات كما في الزيارات: السلام على 
الكلمة التامة. 

وأمَا وجه اطلاقها عليهم له ففى مقدمة تفسير البرهان قال شيخنا العلامة 8 
في بيان نّم 4غ كلمة التقوى وما بمعناها اطلاقها عليهم يك اما باعتبار نمالا 
كلمات الله يعبّرون عن مراد الله كما أنّ الكلمات تعب عا في الضمير.. الح. 

أقول: ف المجمع: التکلے التجريح. أي 2 الكلام بالمعنى المصدري هو المؤثر في 
المخاطب. كا أنّ النجريم يؤثر في الجروح. وتأثير الكلام عبارة عن دلالتها على أمر 
يقع في ذهن الخاطب بحيث يؤثر فيه بالانتقاش فيه والعلم به بواسطة هذا الكلام» 
فكل أمر كان له هذا الأثر يصح اطلاق الكلام عليه. 

ومن المعلوم أن الموجودات بأجمعها تؤثر في الناظر إليها بنظر الاعتبار أمراً 
وهو قدرته تعالى وعلمه وحکمته وعظمته. فمهذا الاعباو يع إطلدق الكلمات 
عليهاء ومن المعلوم انها مختلفة في هذا التأثير. فكل موجود كان تأثيرة ذ فیا ذكر من 
العلم والحكم وغيرهما أتمكان من الكلمات التامة. 

ومن المعلوم أنّ حمداً وآله الطاهرين بشراشر وجودهم وبظاهرهم زام 
يكون هم هذا التأثير. فلهم التأثير في العلم بالبيان. وفي العظمة بإظهارها 
بالمعجزات. وبالبيان أيضاً وهكذا بالنسبة إلى القدرة. وفي الحكنة بالبيان 
والإظهار بها لأهلها كا لا بخن فهم حينئذ أحسن مصداق للكلمات التامات 
الإهية. مضافاً إلى انهم مظاهر له تعالى. وحقائق للأسماء الحسنى كما مر مراراً فلا 
حالة هم بحقيقة ما هم عليه من مقام الامام والولاية الكلّية الإلهية الكلمات 
التامات؛ ولذا فسّر في بعض التفاسير الكلمة بإمامتهم,كا لا يخن على المراجع 

فحينئزٍ ظهر أنّهُم يلظ طرق الخلق إليه تعالى» إذ لا يصل عبد إليه تعالى بأيّ 


3 20 مو قم العاف وك ل انيبن الامو ان الشاطعة 


معن كان للوصل إلا بكلماته تعالى. أي إلا مما يؤثر فيه (أي في العبد) علمه وحكنته, 
وعظمته ومعرفته تعالى وهي (أي تلك الكلمات) ما هي كذلك ليست إلا ذواتهم 
المقدسة (صلوات الله عليهم أجمعين) والحمد لله رب العالمين. 


قوله ا عصمكم الله من الزلل 

أقول: قد تقدم في شرح قوله#ة: المعضومون, معنى العصمة, ومعنى كو نهم اين 
معصومين بما له من الكلام؛ فراجعه. 

وتقدم أنّ العصمة عبارة عن قوة عقلهم ا واستمدادهم من الأنوار الالهية 
من حيث لا يغلبون بالأهواء. وليس معنى العصمة أن الله تعالى أجبرهم على ترك 
المعاصي» بل هى عبارة عن لطف منه تعالى منحه مء فبه يتركون المعاصي اختياراً 
مع:قددرتهم علها: وذلك اللطف هو وة العتقل والأنوار الآلمية شار إلا 
والمنصوص علبها في الاخبار المتقدم من قوله ل فى بيانه: هو المعتصم بحبل الله 
وحبل الله هو القران. 

وكيف كان فالعصمة لغة هو المنع. وفي الاصطلاح كا قیل: هو اللطف الماع 
للمكلّف من ترك الواجبات وفعل المحرّمات, يفعله اله به (أي بالمعصوم) غير مانع 
من القدرة على المعصية. 

قيل: وهذا يت على القول بعدم دخول الإرادة في مفهوم القدرة, وإلا فلو كانت 
الإرادة داخلة في مفهومها وقلنا: انّ العصمة هى لطف قنع المكلّف عن ترك 
الواجبات.. اء معنى أنه تمنعه عن إرادة المعصية, فلازمه أن العصمة توجب سلب 
القدرة عن المكلّف على المعاصي وهو كما ترى؛ لاستلزامه رفع التكليف. وان لا 
يستحق ثواباً ولا عقاباً؛ لأنّ المعصوم حينئذٍ محبول على الطاعة بالإجبارء وهذا 
خلاف ضيرورة الدين. 

وحينئذٍ فالحق أنّ الإرادة غير داخلة في مفهوم القدرة, بل الإرادة تتعلّق 


فى شرح الزيارة الجافهة .ا ا لي 43 


بالفعل وجوداً وعدماً في ظرف كون المكلّف قادراً. هذا وقد قيل: إن العصمة 
تستلزم أموراً أربعة: 

الأؤل: صدق القول. 

الثاني: حسن الفعل.. 

الثالث: حفظ الحقوق. 

الرابع: حفظ نظم المعاش والمعاد عا يودي إلى الباطل الموجب لفساد المعاش 
والمعاد. 

وقيل: عصمتهم ايلا هي طهارتهم الأصلية وأنفسهم القدسية؛ لكونهم 
مخلوقين من نور الله ومؤيّدين بروح القدس» وكونهم في شدة الصفاء في القلوب 
والعزم على الطاعة. 

أقول: يرجع هذا إلى ما ذكرنا من قوة العقل؛ وشدة الذكاء المانع من الاقتحام 
في المعصية ذاتاء ولا يرغب من هذا صفته في المعصية اختيارأكا لا يخق. 

وقيل: العصمة اسم للمرتبة التي لا يرى العبد المتصف بها في نفسه إل الله؛ 
بحيث یری موته وحياته وانقطاعه منه تعالی» فهو فان عن نفسه باق بربّه. ويكون 
تعالى سمعه وبصره ويده و و كان كلالك اكه هيم عن 
المعصية. ولو كان في منتهى القدرة على المعصية؛ بل هو حينئذٍ متنزّه عنهاء بحيث 
يقر المعصية ذاتاً. ويتنفّر منها كا لا يخق. 

وتام الكلام قد تقدم في شرح قولهلية: المعصومون, فراجعه. 

وأمًا الزلل: ففي الجمع: الزلل وهو الخطاً والذنب.. إلى أن قال: والمزلة موضع 
الخطر. والمزلة (بكسر الزاء وفتحها) بعنى المزلقة أي موضع تزلق فيه الأقدام.. إلى 
أن قال: وزلّت النعل زلقت وزلّ عن مكانه الح. 

أقول: قد تقدم كونهم نري معصومين ولكن لما كان الظاهر منه كونهم ليا 
معصومين من المعاصي» وهي ما يصدر من الإنسان عن علم بكونه معصية. وهذا 


EY‏ .................الأنوار الساطعة 


لا ينافي صدور ما هو خلاف الواقع, إذا صدر عن جهلء فلا يكون معصية, وإن 
كان فيه نتقص خصوص ا من كان له منصب الإمامة, فذكر نة هنا أنه تعالى عصمهم 
من الزلل با ها من المعاني التى نذكرها إن شاء الله. لا نّم معصومون من خصوص 
المعاصي كا لا يخف. ا 

وکیف گان فتقول: أله تال قذ عضعهم من الزلل اها من امعان وهی امون 
وقد علمت أن الزلل بمعنى الذنب وال خطإ. ۰ 

ما الذنب: فبالنسبة إلى المعاصي. وقد علمت ألملا معصومون عن 
المعاصي. وتقدم الكلام فيه مفصّلاً. 

وامّا الخطا: فهو قد يكون في القول المعبرٌ عنه بالكذب. وهو على اقسام: 

منها: الإخبار عن نفسه بجا ليس بحق في الواقع. وهو إِمَا عن جهل بالواقع أن 
أنبت لنفسه مالم يكن له وكان جاهلاً بالواقع, وإمّا عن علم وهو أقبحهما كمن عله 
أنه ليس واجدا لشرائط منصب وادّعى واجديته ها. 

ثم الأول على قسمين: 

© ما يخير عن نفسه با ليس له ويعلم بالفطرة أنه ليس له. ولكن مع ذلك جهله 

بالتغير ا لحاصل في خلقه من عروض الكفر والصفات الرذيلة. وهذاكا أخبر الله 
تعالى عن المنافقين حيث «قالوا نشهد إنك لرسول لله فهذه الشهادة شهادتهم 
بالفطرة. معن أن فطرتهم لو خليت,مع قطع النظر عا عرض ها من الكفر والنفاق 
والصفات المذمومة,تشهد بأنه بلب رسول الله. لكون رسالته يفف مطابقة لما 
فطرت عليه العقول. إلا أن العقول قد تكون سليمة أي غير مشوبة بالشك الحاصل 
من الكفر والنفاق والحجاب والصفات الرذيلة فتشهد بها موقنة. 

وقد تكون غير سليمة. فبمقتضى حقيقتها الأولية تشهد بهاء ويمقتضى الحالة 
العارضة ها تجحدهاء ولعلّه إليه يشير قوله تعالى: <( وجحدوا بها واستيقنتها 


فى شرح الزيارة الجامعة ا E Ta‏ ا 1 r‏ 


أنفسهم 4" أي أنكروا بها ظاهراً لما منعتهم الصفات الرذيلة العارضة لهم, 
واستيقنتها أنفسهم بلحاظ فطرتهم الأولية. 

والحاصل: قوهم: (نشهد إنك لرسول الله4. يكون شهادة بالفطرة «والله يعلم 
إنك لرسوله» هذا هو الواقع, «والله يشهد إن المنافقين لکاذبون) فقد كذّيهم الله 
تعالى في شهادتهم با هو المطابق للواقع. وتا كذّمهم الله من جهة تغيرهم الفطرة 
بالأعراض الدنيوية والكفر والصفات الرذيلة. وهذا الكلام شرح يطول بيانه يذكر 
في التفسير. 

© ما تقدم من أله بعلم أنّ ما أخبر به عن نفسه ليس له. فهو كاذب بالفطرة 
وبالعقيدة. هذا وحينئذٍ معنى أنه تعالى عصمهم من الزلل بهذه المعاني أنه تعالى 
عصمهم أن يخبروا عن أنفسهم با ليس هم من الله تعالى بهذه الأقسام الثلاثة, 
ويدل بالملازمة على ان فطرتهم السليمة التي خلقت على التوحيد لم يغيروها ا لا 
ينبغي صدوره منهم نيك بل هم سالمون مطهّرون ظاهراً وباطناً. فا أخيروا عن 
أنفسهم الشريفةء فإمًا هو مطابق للواقع حيث إِنّم ا4ل لا ينطقون عن الهوى بل إن 
هو إلاوحي يوحى وهم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون. 

وقد يكون الخطأ في الاعتقادات وهو على أقسام. وذلك بأن يعتقد ما يخالف 
الواقع ونفس الأمر, فلا حالة يكون المعتقد (بالفتح) باطلاً لعدمه في الوجود. وهذا 
الاعتقاد بالخلاف قد يكون بعد الاعتقاد بالحق والواقع أو بعد العلم به عن المدارك 
الشرعية الصحيحة. إلا أنه تكبر وحسد بشيء من اعراض الدنياء أعتقد خلافه 
الباطل؛ وقد يكون قبل الاعتقاد بالحق؛ لكونه بعد لم يوفق لقبول الحق. أو أنه قضّر 
في قبولهء أو أنه اتبع هواه ا صدّه عن قبول الحق, أو أنه كان غير مبالٍ في التفخقص 
عن الحق وقبوله, فوقع في الاعتقاد الباطل. 


15 : لمنلا-١‎ 





4 3 6 لاه ار عط 20614 0:20 الأنْوَاز التشاطعة 


فف جميع هذه الصور يكون اعتقاده الخالف للواقع کک 
بالكذب. م إن في جميع هذه الصور قد يكون افتراؤه بالاعتقاد الخالف للواقع. أ | 
يكون بالقول بأن يقول: الأمر كذا في هذه الصور فإنّه أيضاً افتراء قولي يحكي عن 
الاعتقاد. أو يكون بالا-ستناد بأن أسند إلى الله مالم يكن مستنداً إليه في الواقع بنحو 
بحكى عن العقيدة. 

فف جميع هذه الصور يكون قد افترى على اله تعالى. وقد يكون ال مخطاً في 
الف وا عا ولك ى كل موضع تك اميا ف آلو جو داف ی لز قال: أنا 
أفعل. ولم يقل: بالله أو إن شاء الله. ففي الفرض قد أسند الفعل إلى نفسه, مع أن كل 
شيء ما سوى الله اتا هو موجود باللّه سواء كان موجوداً بدون النسبة أو مع النسبة؛ 
وذلك لقولهسيّة: «يامن كل شيء موجود به» وقوهمعيي في المتواتر عنهم نييّاة: «لا 
جر ولا تفويض بل أمر بين الأمرين» ففي هذه المواضع أيضاً افتراء وخطأ. 

فقوله نة : «عصمكم اله من الزلل» مهذه المعاني في الاعتقادات معناه أله تعالى 
قد عصمهم نيا عن أن يعتقدوا خلاف ما في الواقع ونفس الأمر وما هو كان في 
الصعق الربوبي مما هو من الاعتقادات الحقّة في الأو ورات و 
والفروع, وكذا بالنسبة إلى الموجودات, والنسب الخارجية في الموجودات من 
الأفعال والحوادث الواقعة, فإنّهم لي يعتقدون بها وجودا ونسبة بنحو ماهو 
الواقع الثابت منه تعالى. كيف لا وهم ني حقّقوا الحقائق ومظاهر التجلّيات 
الربوبية فا لحق في جميع مصاديقه الأصولي والضروري والفروعي مأخوذ منهم, 
وهم فيها مظاهر لما تلقّوها منه تعالى. كا علمته ما سبق من الأحاديث الواردة في 
مقام ولايتهم وعلمهم وقربهم إليه تعالى .| 

وقد يكون الخطأ في الأفعال. وهذا أيضاً على أقسام» وذلك إِمّا بأن يفعل شيئا 
بما هو من الشرع. مع أنه ليس ما أمره لله تعالى على لسان الشرع, , فحينئلٍ مع العلم 
با مخالفة فلا ريب في أنه تشريع حرم ففعله خطأ وذنب» وقد يكون خطأ فعله 


i TE TRA ٠...٠... ... .... فى شرح الزيارة الجامعة..‎ 


لأجل تقليده من لا يصح تقليده. أو عمل على رأيه مستقلاً. ولم يكن مجستهداً ولا 
حتاطاء او عمل بالظن غير المعتبر شرعاء نعم لو كان معتبرا فلا يبعد عدم صدق 
النط| حينئذٍ لحجيّة ظلّه. وقد يكون فعله با يعم به البلوى من أحداث أمور لمنافع 
الناس. ولكن كان جاهلاً بتكليفه شرعاً فيها ففي مثله لا يبعد تحقق الخطإء وإنه 
غير معذور فيا فعله. 

نعم في مفروض الأعمال إذا كانت مسائله من المسائل النادرة وقوعاً. وما 
يدق دليله وتحصيل دليله من الشرع. سواء كان من المعتقدات أو من الأعمال. كما 
في الأمور المستحدثة, التي يصعب استخراجه من الأصول الفقهية, فلا يبعد فما 
فول افدر وعد يدق اللتطا فال دود يكون اطا فالأ حال وذلك ينان 
بكسب صفة وحالاً يعتقد أنّما مرضية للشرع. مع انها ليست منه. وقد يكون الخنطأ 
في الحال بأن يعتقد أله متصف بالصدق أو الأمانة أو العبودية, مع انها ليست كا قرر 

والحاصل: أنه يظن أنّ تلك الصفات التي اتصف بها صفات شرعية, مع أا 
ليست كذلك. وخطأه يكون في ظنّه وتشخيصه واعتقاده نها مشر وعة, وقد يكون 
الخطأ في الأحوال, معنى أنه أمر مثلاً بالاستقامة في العبادة. ولم يستقم» وظنٌ أله 
استقام أو أمر بالنشية القلبية في مقام الرهبة والدعاء ولم يخش. أو أنه التفت إلى أمر 
أثّر فيه حالاً مع أنه أمر بترك الالتفات إليه كما في الالتفات إلى زخارف الدنيا 
ومناظرها ومناصبها بحيث تؤثر فيه حبّهاء ومن الخطإ فضول الكلام فيا ليس 
حرّماً. وإلا فهو الخطأ في القول, مع أله ذنب كما عرفت» ومنه فضول الطعام 
والأفكار والأنظار والحركات, التي لا طائل هاء بل جميع فضول الأشياء يكون من 
الخطإء نعم للأولياء. وقد يكون الزلل في التقصير في التبليغ والأداء. وفي التقصير في 
الاحتذاء والمشي على كلّ ما جرى عليه نظام الإيجاد والوجود وانتظام الموجود. 

ومحصّل القول: إن كلّ ما ليس مراداله سبحانه بالذات أو بالعرض. 


تب ١‏ مجه ا م 40 الأتواز الشتاطعة 


وبعبارة أخرى: ما ليس مراداً له تعالى بالتحريم أو بالمرجوحية. أو كان ما لا 
ينبغى صدوره تمن كان من المقرّبين يكون صدوره من الخطا سواء كان عن قصد 
وعم أ بلا علم وبلا قصد. فبا كان التقصير في مقدماته على ما فصّل في حلّه 
وفصّلناه في الجملة. فجميعه من الزلل بقول مطلق. 

اذا علمت هذا فاعلم: أله تعالى قد عصم حمداً وآل محمد بخ من تلك الزلل 
الظاهرية والباطنية والحالية والعلمية والعملية والقولية. وما في الضائر من 
الاعتقادات الباطلة, والتأثير من الاحتالات والموهومات المؤثرة في القلب. 
والحاجبة عن مشاهدة الحق. وكذلك عصمهم الله تعالى من صفة الإنكار الحاصل 
من الشكوك. ومن نفس الشكوك والجهل والغفلة والسهو والتكلّف في الأمور. 
والدعاوى الباطلة أي بغير حق, والنسيان والفواحش ما ظهر منها وما بطن. 

وعلمت أيضاً أنه تعالى عصمهم من المعاصي كبيرها وصغيرها. بل ومن 
التساهل فيا يراد منهم. أو القاهل فيا يراد تعجيله. بل علمت أن أعماهم فيا يراد 
منهم نکون طبق إرادة الله ووفق مشيئته كل على طبق حبّته. والوجه في ذلك كلّه 
آله تعالى جعل أرواحهم من نور عظمته. وهو تعالى يفيض عليهم من الإمدادات 
النورية: وذلك لحسن قابليتهم هة لذلك ولسعتها وقوتها بنحو انكشف بتلك 
الامدادات تلك الظلات من قلوبهم. 

كيف لا وقد علمت فیا تقدم أنّ قلو ہم نيت حال فعله تعالی» ولا فعل طم اها 
الا بنعله تعالى. لانم ب مظاهر توحيد الذات والصفات والأفعال كا تقدم 
شرحه. وإليه يشير قوله تعالى: ا وما رميت إذ رميت ولكنّ لله رمى €" وعلمت 
فا سبق آَم مين كالحديدة الحماة فإنّها كما لا تحرق إلا ما ظهر فيها من آثار النار 
وفعلها. بل الحرق حقيقة هو النار الظاهرة فما وبفعلها الظاهرة ف المحديدة 
فليست الحديدة ال مظهراً للنار ولآثارها. وإن اسند فعل الإحراق إلى الحديدة 





.۱۷ :لاقتالا_١‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة E O E‏ يلد 


ظاهرا إلا أن الاحراق في الواقع مستند إلى حرارة النار بل إلى النار كما لا يخى. 

فكذلك إِنّ أفعال الأمة ل وصفاتهم وحقيقتهم ليست إلا آثار ذاته تعالى 
وصفاتموأفعاله. قد ظهرت كلها فيم ني وكلّ ذلك لفنائهم لا عن أنفسهم 

والحاصل: أنّ حقيقة ما هم عليه من النور الإلهي القائم به تعالى بحيث. يكون 
ظهوره تعالى بهم وفيهم؛ هو حقيقة عصمتهم من الزلل بام المعاني المتقدمة من 
الأصول والفروع بلا استثناء. 

ولعمري إن هذه العصمة الكبرى ما تختص مهم لیڈ بحيث لم يتصف بها حتق 
الأنبياء السابقون, فالأنبياء وإن كانوا معصومين من المعاصي إلا أن قلوبهم لم تكن 
بمثابة قلوب محمد وآله الطاهرين من الأمة والصديقة الكبرى (سلام الله عليهم 
أجمعين وروحي هم الفداء) فلا حالة لا تكون الأمور الواقعة مكشوفة لهم كما هي 
هي. قال تعالى: « تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ٠)‏ 

ولا ریب في أن ن¿ التفضيل إا هو بلحاظ ملاك التفضيل. وهو راجع إلى ظهور 
حقائق المعارف لديهم, وقد ظهرت كلها في قلوب محمد وآله الطاهرين دون قلوب 
سائر الأنبياء كما لا يخق. 

وهذا الكلام حال واسع» وحيث إِفِّ لست من أهل التحقيق فيها تركته مخافة 
الزلّة. والله العام والحمد لله رب العالمين. 


في المجمع: قال تعالى: « لهم الأمن € أي الأمانء إلى أن قال: والأمان عدم 
المنوف. وهذا الأمان لازم لعصمتهم لبا فف الحقيقة أله تعالى لا خلقهم من نوره. 


.3601 : ةرقبلا-١‎ 


4 شلش لوار التساطفة 


فقد جعلهم في هذا الاسم الإطى أي مقام الأمن وفي حديث رفاعة: يا رفاعة 
أتدري لم سى المؤمن مؤمنا؟ قال: لا أدري, قال: لأنّه يؤمن على اله فيجيز أمانه, 
EA‏ مهال ود لاله يمرو رمن عد أيه من الاعف 

فقوله ك: «آمنكم» أي أنتم تتن أجاز الله تعالى أمانه. أي قبله وجعله فيمقام 
الأمن في قوله تعالى: « أولئك لهم الأمن € وهو في مطلق الأمور الدنيوية 
والأخروية إلا أن في هذه الجملة خصيصة بالأمن من الفتن. 

وكيف كان فقد آمنکم الله تعالى من الفتن وهو جمع فتنة. وهي تطلق على أمور 
يصح أن يراد من قوله# من الفتن بعضها دون بعض, ونحن نذكرها ونشير إلى ما 
يصح مما لا يصح أن يراد منها فنقول: 

في المجمع: والفتنة في كلام العرب الابتلاء والامتحان والاختبارء وأصله من 
فتنثٌ الفضة إذا أدخلتها في النار لتتميرٌ.. إلى أن قال: الفتنة تكون من الله ومن 
الخلق. وتكون في الدين والدنيا كالارتداد والمعاصي والبلية والمصيبة والقتل 
والعذاب ويقال: فتنة عمياء صماء» أي لا يُرى منها مخرج» والمراد بها صاحيها بقع 
فيها على غير بصيرة, فيعمون فيها ويصمّون عن تأمّل الحق واستاع النصح. 

وفي الحكى عن القاموس: الفتن الإحراق بالنار. ومنه على النار يفتنون. 
والفتنة (بالكسر) الحيرة كالمفتون. وإعجابك بالشيء يقال: فتنه يفتنه فتناً وفتوناً 
وأفتنه. 

وفيه: والفتنة الضلال والإثم والكفر والفضيحة, والعذاب والجنون والمحنة, 
واختلاف الناس في الآراء. وفتنه يفتنه أوقعه في الفتنة كفتنه وأفتنه فهو مفتن 
ومفتون ووقع فيه لازم ومتعدٌ كافتتن فا (أقول: أي ان فتنه) وأفتنه يقعفي 
الصفتين اللازم والمتعدي أي يستعملان لازماً ومتعديا. 


.AY :ماعنالا١‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة ا AL ER‏ 


فنقول: من المعاني ها الضلال والهداية معا كقوله تعالى: «إن هى إلا فتتتك 
تُضل بها من تشاء وتهدى من تشاء )"ذا قيل. 

وفيه: أنّ المراد (والله العالم) من الفتنة في الآية هو ما جعله الله تعالى في 
السامرى ا فضّل به قوم باتباعهم السامري وهدي به أخرون بأنم 
يتبعوه. ولكن يمكن أن يقال: انّ المراد من قوله: ف إن هى إلا فتنتك 4 أي أنّ 
مجموع ما عملته في السامري المعبر عنه بالفتنة هو عبارة عن الضلال والهداية 
الصادرتين منك في بني إسرائيل, فتأمّل. 

وكيف كان فلا ريب في أنّ الفتنة بهذا المعنى بلحاظ ثموها للضلال قد آمنهم الله 
تعان متها 

ومنها: الاختيار والتخليص كقوله تعالى: « وفتئاك فتوناً قال في اجسمع: 
أي خلّصناك من الغش والشر اخلاصاً. والفتنة بهذا المعنى يصدق عليهم مثبتاً لا 
باق لاع لدان قد حلفت من القن وال ر الخلاضا کا دلت عله ابد 
التطهير. فلا حالة لا يراد من الفتن من قولهلة: وأمنكم من الفتن. بهذا المعنى كما لا 
يخق. 

ومنها: الاختبار, قال تعالى: « ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آنا 
وهم لا يفتنون 4“ أي لا يختبرون. وهذا أيضاً لا يراد بلحاظ المعنى؛ لأنهم نلا قد 
اختبرهم اله بما يناسيهم وهو أن امتحانهم ليا لإظهار مقامهم لفيرهم لا 
للامتحان بلحاظ ظهور أحواهم لأنفسهم الشريفة كا لايخق. 

وكيف كان فا کان من الفتن مذموماً فهو منفي عنهم نين وقد عصمهم الله تعالى 
ENA‏ ا 
۲ -الأعراف : .۱۵١‏ 
٣طه:‏ 0 1. 
غ-العنكبوت:١-5.‏ 





منها. وماكان ممدوحاً ولايقاً بشأنهم فهو ثابت لهم. فالفتنة يبعنى الكفر والشرك 
والجنون والإيقاع في المآتم وأمثاها فهو منني عنهم 60 لا تقدم. 

قولهئية: «وطهّركم من الدنس. ؛ وأذهب عنكم الرجس أهل البيت وطهّركم 
تطهيراً». 

أقول: الكلام بقع في أمور: 

الأؤل: في معنى طهّر ومعنى تطهيراً. فنقول: 

قال في المجمع: وطهرت المرأة من الحيض من باب قتل. وفي لغة: من باب قرب 
أي نقيثُ والتطهر التفرّه والكق عن الاثم وقال فيه: وفي الحديث ذكر الطهارة وهي 
مصدر قولك: طهر الثيء (فتحاً وضماً) بمعنى النزاهة, ومنه ثياب طاهرة. وقوم 
يتطهّرون أي يتنزّهون. 

وفيه: قوله: 9وأنزلنا من السماء ماءً طهوراً» أي طاهراً نظيفاً يطهّر من توضأ 
منه واغتسل من جنابة. 1 

أقول: فعلى هذا فالطهارة هى النقاوة والتغرّه والتخليص والنظافة. وهذه أمور 
تحصل بسبب أمر عبًا يضادهاء أي أنّ النقاوة والتغنّه وغي رهما مما ذكر تحصل يسبب 
كالماء أو التوبة أو الطاعة مثلاً عبّا يضادها من الأرجاس والأنجاس والخنبائث 
والمعاصي. وغيرها من المعايب والنقائص الظاهرية والباطنية. 

وبعبارة أخرى: أنّ من الأمور ما يستخبث ويعبّر عنه بالنجاسات والأقذار, 
وهى إمّا تعرض في الأعيان الخارجية كالنجاسات والأوساخ العارضة هاء وما 
تعرض في الأقوال والأفعال كالمعاصي المتحققة بهم وما تعرض في القلوب. وهي 
على أقسام سنتعدض هما إن شاء الله. 

فاستعمال الطهارة في جميع هذه او يكون بنحو الحقيقة, وقد يُكق ببعضها 
عن بعض كما في قوله تعالى: « وثيابك فطهّر 74". قال في الجمع: أي عملك فأصلح 


56 -المدثر‎ ١ 


فى شرح الزيارة الجامعة 000000 1007070 


أو قمر أو لا تلبسها على فخر وكبر. وقيل: معناه اغسل ثيابك بالماء. وقيل: كت 
بالثياب عن القلب. وقيل: معناه لا تكن غادراً فإ الغادر دنس الثياب. 

قوله: إفيه رجال يحبّون أن يتطهّروا والله يحبٌ المطهّرين»”". 

قيل: المراد الطهارة من الذنوب. والأكثر أنّها الطهارة من النجاسات. 

قيل: نزلت في أهل قبا روي ذلك عن الباقر والصادق يه وروى أن الب ل 
قال هم: ماتفعلون في طهّركم, فإنّ الله قد أحسن عليكم الثناء؟ فقالوا: نغسل أثر 
الغائط بالماء.. الح. 

أقول: وأنت إذا علمت حقيقة الطهارة وموارد استعاها بنحو الضابط الكل. 
تعلم المراد من موارد الاستعبال من حيث الطهارة الحاصلة في القلب أو الأعمال أو 
الأعيان, ثمّإِنّ قوله + فبا يأتي: «وطهّركم تطهيرا»» يشير إلى أنه تعالى قد طهّرهم 
بالطهاره الكاملة وحاصله: أنّ المراد من الطهارة الحاصلة هم نك هو الطهارة بتام 
معانيها من الحاصلة في القلوب والأفعال والأعيان. أي الأبدان والثياب مثلاً, إلا 
أن الأخبر لم يكن مقصوداً من الكلام كما لا يخق. 

وكيف كان فالمفعول المطلق (أعنى قوله: تطهيراً) يستفاد منه حصول الطهارة 
الكاملة هم ب وحاصله: أ الطهارة في الظاهر قد تكون رافعة للنجاسة الظاهرية 
دون الحدثية. كا لو غسل الجنب يده من النجاسة الظاهريةء وقد تكون -الطهارة 
تزيل صورة الخبث دون حقيقتها كا لو غسل يده المتنجسة بالبول بالماء القليل من 
دون التطهير الشرعى بان غسله مرة: أو تزيل حكم النجاسة دون لون اكا لو 
غسل الثوب المتنجس بالدم بحيث طهر شرعاً وبق لونه المعفو عنه, أو غسله بحيث 
أزال لون النجاسة وجرمها ولكن بقيت رائحتها (أي رائحة الدم) مثلاً. 

وقد تكون الطهارة مبيحة غير رافعة للحدث كالتيمم في ضيق الوقت. وقد 
تكون رافعة للحدث غير كاملة كبا لو توضأ ولم يقرأ الدعوات المأثورة للوضوء. 


٠١8: ةبوتلا-١‎ 


VY‏ 1 .. .................الأثوار الساطعة 


فقد ورد أله لا يطهّر منه إلا الأعضاء المغسولة. وقد تكون كاملة كما لو قرأها ولم 
تكن مزيلة لبعض الأوساخ غير المانعة. كا لو توضاأ مع الأدعية. وعليه الأوساخ. 
التق لا تكون مانعة للصلاة هذا كلّه في الطهارة الظاهرية. وكذلك تكون الطهاره 
الا لاط الكف والشك واكان رال رشي وة وار فف القلى والتسيان 
والغفلة والسهو والتقصير والقصور أو عدم الرضا والجهل والتردد والالتفات. فان 
القلوب قد تكون طاهرة من جميعهاء وقد تكون طاهرة من بعضهاء فقوله تعالى 
ل وبُطھرکم تطھیراً 4 يراد منه انه تعالی قد طهّر قلو ہم َا عن جميعها. كما يأتي 
بيانه. 

فظهر أنّ الطهاره الظاهرية كا نّا تكون ذات مراتب. فكذلك الباطنية تكون 
ذات مراتب. الله تعالى قد طهّرهم يلا عن جميعها. ثم إن معنى الدنس الذي 
طهّرهم الله عنه کا في المجمع : 

أصل الان الوق مال :دنن ارف دعن ندا مشخ و له 
ودنسه غيره تدنيسا. 

وأما أقسامه فنها: دنس النسب من الزنا أو النكاح بغير طيب النفس» أو با مهر 
ا لحرام» أو المشتبه. ومن الدنس الملحق بالزنا ما ورد: أنّ ولد الزنا لا يطهّر إلى سبعة 
آباء. أي إلى الأولاد المتأخرين من ولد الزنا هذاء وكيف كان فقد طهّرهم من الدنس 
مهذا المعنى. وورد فيهم :لم تدنّسكم الجاهلية الجهلاء. 

وفي الكافي عن أبي عبد الله يل قال: إن اله كان إذ لاكان فخلق الكان والمكان, 
وخلق الأنوار. وخلق نور الأنوار الذي نوّرت منه الأنوار. وأجرى فيه من نوره, 
الذي نوّرت منه الأنوار» وهو النور الذي خلق منه محمداً وعليا. فلم يزالا نورين 
أزليين. إذ لا شيء كوّن قبلهما فلم يزالا يجريان طاهرين مطهّرين في الأصلاب 


339 :بازحألا_١‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة. ...... . ....... Vr E‏ 


الطاهرة حتى افترقا فى أطهر طاهرين في عبد الله وأبي طالب. 

وف الواق عن من لا عضر الفقيه. عن ابي عبد الله لية: أنّ آدم ولد له شيث. 
وأنّ اسمه هبة الله» وهو أوّل وصي أوصى إليه من الآدميين في الأرض. م ولد له بعد 
شيث يافث. فل أدرك أراد اله أن يبلغ بالنسل ما ترون وأن يكون ما جرى به 
القلم من تحريم ما حرّم اله من الأخوات على الاخوة. أنزل الله بعد العصر في يوم 
الخميس حوراء من الجنة اسمها نزلة, فأمر اله عر وجل آدم أن يزوّجها من شيث 
فزوّجها منه, ثم أنزل بعد العصر من الغد الحوراء من الجنة واسمها مغزلة فأمر الله عر 
وجل آدم أن يزوّجها من يافث فزوّجها منه فولدت لشيث غلاماً. وولد يافث 
جارية. 

فأمر الله سبحانه آدم حين أدركا أن يزوّج ابنة يافث من ابن شيث. ففعل, 
وولدت الصفوة من النبيين والمرسلين من نسلهما. ومعاذ اله أن يكون ذلك على ما 
قالوا من أمر الاخوة والأخوات. 

وورد في تفسير قوله تعالى: « وتقلبك فى الساجدين 74" يعني في أصلاب 
الت اخاماي ١‏ 

وفي تفسير نور النقلين وفي مجمع البيان قيل: معناه وتقلبك في اصلاب 
الموحّدين من ني إلى نبي حتى أخرجك نبياً. عن ابن عباس في رواية عطا وعكرمة 
وهو المروي عن أبي جعفر وأبى عبد اله يع قالا: في أصلاب النبيين ني بعد نبي 
حتى أخرجه من صلب أبيه عن نكاح غير سفاح من لدن آدماية. 

وفي سفينة البحار""» في مادة كفن وفي إرشاد المفيد أنه سأل السندي بن شاهك 
موسى بن جعفرلكة: أن يأذن له أن يكقّنه فأبى ا وقال: دنا أهل بيت مهور نسائنا 
وحج صرورتنا وأكفان موتانا من طهرة أموالناء وعندي كفني» فظهر من هذه 





.۲۱۹ :ءارعشلا-١‎ 


۲ -سفينة البحار ج 7ص 487. 


e tvt‏ بم 900102100 الأقوانالشاطفة 


الأحاديك ا ولدوا من الا بارال عات اطتاغرات :ول يلكتهم دنس فى 
الولادة بام معناه. لا في أصل النسب» ولا من جهة الشبهة في المهر أو غير ذلك كما لا 
ع0 0 

ومسنها: الدنس الذي يلحق العقل والنفس والجسم في أمور المعارف 
والمعتقدات والأحوال والأعمال والأقوال. اما الدنس في العقل فعمدته الشك في 
التوحيد والمعارف. 

ففيه. عن تفسير العياشي. عن أبي جعفر اة في حديث طويل في بيان آية 
التطهير وفي آخره. ثم قال أبو جعفر لا : الرجس هو الشك واله لا نشك في ديننا 
لذأ او ايحن کا شيعو يان رجا هو الاي والوشع الملمزوى كبا لا ى 
فقلوبهم نئل مطهرة عن الشك. 

وف النبج في خطبة له :2ة: ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمد لت أن 
م أرد على الله ولا على رسوله ساعة قط الخطبة. 

وكيف كان فالريب والشك ونحوهما منفي عن قلوبهم. بل هي مقر لليقين 
والاستقامة والثبات, والطيانينة والسكينة والوقار. ومن هنا يعلم طهارتهم 2 
عن النكس ف القلب حيث إنه من آثار الشرك. 

ف الكافي في باب القلب عن أبي جعفر 4# قال: القلوب أربعة: قلب فيه نفاق 
وإيمان. وقلب منكوس. وقلب مطبوع. وقلب أزهر أجرد. فقلت: ما الأزهر؟ قال: 
فيه كهيئة السراج. قال: فامًا المطبوع فقلب المنافق, وأمًا الأزهر فقلب المؤمن. إن 
أعطاه شكرء وإن ابتلاه صبر, وأمّا المنكوس فقلب المشرك ثم قرأ هذه الآية « أفمن 
يمشى مكبّاً على وجهه أهدى أمّن يمشي سوبا على صراط مستقيم 4 وأا القلب 
الذي فيه إيمان ونفاق فهم قوم كانوا بالطائف إن أدرك أحدهم أجله على نفاقه 
هلك. وإن أدرك على ايمانه نجا. 

هذا بالنسبة إلى أرواحهم وعقوهم نة وأا الدنس في النفس فلا ريب في أن 


في شرح الزمارة الجاع eS a‏ 352 


تفوسهم با أحسن مصداق لقوله تعالى: « يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعى إلى 
ربك ٠)‏ فالصفات الرذيلة منفية عن نفوسهم. بل هي مطهّرة عن الجهل والغفلة 
والنسيان. كما دلّت عليه الروايات. التي دلت على أنّ هم الروح القدس. الذي لا 
ينام ولا يسسهو ولا يغفل وقد تقدمت, فنفوسهم الشريفة تحت ظلّ عقوهم الكاملة 
مقر العلم والحفظ والتذكر والخيالات الحسنة. 

وأمّا الدنس في الجسم الذي هو محل الأعمال وقيامها به على اختلافها فلا ريب 
في أنّ أعماهم كلّها حسنة. وإن كانت من مثل مباشرة النساء. فإِنّها كما يرضاه 
الرب. بل علمت فا تقدم أن عمدة أعماهم في العبادات فهم ب غير تاركين 
للأعمال الصالحة من المستحبات فضلاً عن الواجبات. إل في بعض الموارد لبيان 
الجواز الذي هو من التبليغ والإرشاد فهم ع عاملون با أمرهم الله تعالى بدون 
استقلال ولا طلب الراحة كا لا يخ على من تتبع أحواهم :. 

ثم إته لما كانت قلوبهم قد نف عنها الشك والريب» فلا حالة ليس هم التردد في 
الأمور مطلقاً فهم ب في حال اليقين والبصيرة. فلا يترددون أبداً بين الحق 
والباطل کا يكون لغيرهم؛ ولذا نرى غيرهم تمن هو متردد رئما مال إلى الباطل ولو 
جهلاً بالأموركا لا يخق. 

وكيف كان فجميع آثار الشك من عنهم لنني منشئه وهو الشكء ومن هنا بعلم 
نم نيز ليس هم توقف في الأمور والمعارف لتوقف القلب. 

يانه أله يشعاد سن الاعات أن توف القلب و الا سور وما بر عند 
بالسهو, وذلك أنه رما ترَ على القلب ساعات يكون القلب فيها واقفاً وهو سهوه. 
ولعلّ هذا الحال هو ملال القلب, فني النبج: قال أمير المؤمنين2: إن هذه القلوب 
مل كا نعل الأبدان فابتغوا ها طرائف الحكنة. 


.۲۸-۲۷ : رجفلا-١‎ 








a E ۷٦‏ ا الأثوار الساطعة 


ويشير إلى هذا الوقف القلبي ما في الكافي عن الشحام قال: زاملت أبا عبد 
ال قال: فقال لي: إقرأء فافتتحت سورة من القرآن فقرأتها فرق وبكى, ثم قال: يا 
أبا أسامة ارعوا قلوبكم بذكر الله تعالى واحذروا النكت. فإِلّه يأتي على القلب 
تارات أو ساعات الشك من صباح ليس فبها إيمان ولا كفر شبه الخرقة البالية أو 
العظم النخر. يا أبا أسامة أليس ريما تفقدت قلبك فلا تذكر به خيراً ولا شرا ولا 
تدري أين هو. قال: قلت له: بلى إّه ليصيبني وأراه يصيب الناس. قال: أجل ليس 
يُعزى ته اخدا 

قال: فإذا كان ذلك فاذ کروا اله تعالى واحذروا النكت,. فإنّه إذا أراد بعبد خيراً 
نكت إيماناً. وإذا أراد به غير ذلك نكت غير ذلك. قال: قلت: وما غير ذلك جُعلت 
فداك ما هو؟ قال: إذا أراد كفراً نكت كفراً. 

قولهمئة: واحذروا النكت, ربا يقرأ بالثاء المثلثة بمعنى نقض العهد. أي عهد 
الإيهان. وقد يقرأ (كما في بعض النسخ) بالمثناة, فالمراد احذروا نكت الكفر كما 
صرّح في الحديث ولعلّه أظهر. 

ومثله غيره من الأخبار. 

وكيف كان فالكلام في بيان سبب هذا الوقف القلبي. ثم في بيان ما يزيله. 
فنقول: أمّا السبب قد يكون أجل حب الدنيا وكثرة ذ كرهاء بحيث ترى حب الدنيا 
يذكر الله تعالى با ورد من الأدعية لغرض دنيوي أو بداع ماديء فهذا الذكر وإن 
كان حسناً إلا أله لا يوجب صفاء القلب لخبث الداعى والغرض. فحينئذٍ يكون 
القلب باقياً على حجوبيته. فربًا ظهرت آثاره من الوقف, بل ومن الشك والتردد في 
الدين. -نعوذ بالله تعالى منه ‏ وهذا بخلاف الذكر الامهى, قال ا في النهج: أمّا بعد 
فاته سبخائة جعل الذكر جلاء للقلوب, تسم به بعد الوقرة:وتيهر ينه بعد 
العشوة. وتنقاد به بعد المعاندة.. 

وقد يكون السبب له كثرة الاشتغال با لا يعنيه, وأمثال ذلك من کل ما ليس لله 


فى شرح الزيارة الجامعة. VV‏ 


تعالى. وقد يكون السبب ممارسة أهل الباطل والمعصية الذين قد ران على قلوبهم 
آثار الكفر وا معاصي. فيتلطّخ قلبه من ظلمهم وباطلهم وإنكار للحق. ولا أقلّ من 
الوقف في الأمور والحقائق, وقد يكون السبب -والعياذ بالل ائتلافه في عالم الذر 
مع أرواح المخالفين بحيث أَثَّر فيه حال الوقف فى الأمور أو الحق. 

فظهر مما ذكر أن وقف القلوب مختلف حسب اختلاف أسبابها في القلب. فربما 
وقف بين الكفر والإيمان. ورتا وقف دون ذلك في الضروريات الدينية. أو بعض 
اكا أو بص امور عا يويدت كرا 

وكيف كان فالمراد من الوقف أنه ربا ينكت في قلبه. أي يحصل بعد الوقف ميله 
الذاتي إلى الايمان. فينكت فيه ما اقتضاه وجوده بميله من الإيمان براتبه أو ببعضها. 
حسب ما تقتضيه ذاته وميله بتذكير الله تعالى له من المعارف والبراهين. الق 
توجب ذلك كنا من المراتب وكيفاً من اليقين والاستقامة. ورا يحصل بعد الوقف 
ميله الذاتي إلى الكفر فينكت فيه (أي في قلبه) الكفر؛ لميله ذلك وعدم ترجيحه 
الإيمان على الكفر. لعدم تذكير الله تعالى له يما يوجب الايمان حسب ما يراه تعالى 
من المصلحة, وما يراه تعالى جزاءٌ له لسوء فعله. 

والحاصل: أن الوقف هو تساوي الحالين المذكورين, والنكت هو ترجيحه 
أحد الأمرين بعده من الكفر والايمان. والوقف هو تساوي الطرفين دون ظهور 
الترجيح لأحدهماء وبهذا يفترق عن الشك إذ هو عبارة عن استقلال الميل لكل من 
الطرفين مع قطع النظر عن الآخر بحيث كل منهما يعمل عمله. فيحصل الشك 
والترديد. وهذا بخلاف الوقف المعبر عنه بالسهو القلى ايضا فهو حالة السكون 
القلبي الذي يشبه الغفلة. ا 

وبعبارة أخرى: أنّ الشاك متوجّه إلى تردده. ومنشا شكّه. فهو في ريب ونقل 
وانتقال تارة إلى هذا الميل والموجب, وأخرى إلى الأخرى. وهذا بخلاف الوقف 
حالة السكون والسهو وما يشبه الغفلة ىا لايخق. 


o EVA‏ ادهب الأتوازالساطفة 


فظهر تا ذ كر أن للقلب أحوالاً: 

الأول: حال الثبات وا مض على الإيمان كما هو حال أولياء الله الوارد في حقّهم: 
نهم كالجبل الراسخ» ونحوه الأوصاف المذكورة هم في بمحلّه. أو الحض على الكفر 
كبا هو حال الكفار والمنافقين الذين أخير الله تعالى عنهم بقوله: « وطبع الله على 
قلوبهم فهم لا يفقهون 4''' وبقوله: ل سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا 
يؤمنون 74 وبقوله: إلا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم € وقد فسّرت 
حالاتهم في تفسير تلك الآبات كا لايخف. 

الثاني: حال الشك وهو الاستقلال النفسي في أعمال ميله بدون الاستقرار على 
e‏ كي 

الثالث: حال الوقف وهو حال ميله الذاتي إلى الخير وإلى الشر بدون صفة 
الفعل. أي بدون ترجيح لأحدهماء بل يكون الميل إلا متساوياً غير مؤثر 
ام صل الى 1 ادها رار لاج لا يُذكر به خير ولا 
د أ جاه جيحا وعملاً. بل لا يدري أين هو كا في الحديث. والتعبير عن هذا الحال 
ا ا عسل ا ا 
باعث فعلي, بحيث يبعث الجوارح أو الجنان والجواح على الفعل. بل هو ميل ذاتي 
إلى الوقف عنهماكا لا يخق. 

أقول: وربما يطلق وقف القلب على ما يعرض للأولياء الكملين. وهو عبارة عن 
سجود القلب بين يدي الله تعالى. وتحت العرش عرش العظمة والكبرياء 
والجبروت الظاهرة في قلوبهم. والمراد من سجوده هو خضوعه لديه وفناؤه عن 
النفس وفناؤه في الربٌ بالمعنى المتقدم. وهو رؤيته كل جمال وكمال فيه تعالى فقط. 
لويل ا 


٣‏ _البقرة:1. 
٣-الشعراء‏ : ١‏ 


فى شرح الزيارة الجاهعة.. ا ا ا ۷4 


ولعمري إِنّ هذا الحال هو أقوى وأحسن حال القلوب. وحقيقته أنه (أي قلب 
هذا الولي) حينئز لا يشعر بنفسه ولا بغيره تعالى؛ لاستغراقه في رؤية جماله وجلاله 
- رزقنا الته تعالى ذلك بمحمّد وآله الطاهرين ‏ وهذا الحال أسرع حال للسير إليه 
تعالى كا لا بخن وقد حقّق في محلّه. 

وأمًا الكلام في بيان ما يزيل هذا الوقف المذموم, فهو أن يكون الإنسان مراعياً 
لقلبه بالتوجّه إليه تعالى وبذكره؛ ولعلّه إليه يشير قوله نيه في الحديث المتقدم 
«ارعوا قلوبكم بذكر الله». وتقدّم قول أمير المؤمنين '2ة: «أمّا بعد فإِنّه سبحانه 
جعل الذكر صفاء للقلوب» الحديث. وأحسن ذكر للّه تعالى هو القرآن. قال تعالى: 
« وننرل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين € وقد ذكر علماء الأخلاق في 
بيان ما يوجب تنوّر القلب ما يفيد في المقام, فينبغي الرجوع إليه ومن الدنس 

الطبع على القلب. وذلك إذا عمل المعاصي عن علم فيوجب ذلك سواداً في القلب. 

ف الوافي'" عن الكافي, عن أبي جعفر ا قال: ما من عبد إلا وفي قلبه نكتة 
شاف ناذا أذنب ذنباً خرج في القلب نكتة سوداء. فإن تاب ذهب ذلك السواد. 
وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطّى البياض. فإذا غطّى البياض لم 
يرجع صاحبه إلى خير أبداً. وهو قول الله تعالى: إلا بل ران على قلوبهم ما كانوا 
يكسبون 4 

وفی حديث بعد ما ذكر ما يقارب هذا قال : فلا يفلح بعدها أبداً. 

أقول: ولعلّ قوله تعالى: < بل طبع الله عليها بكفرهم € يشير إلى هذا الرين 
الحاصل للعبد المذنب الموجب للكفر والله العالم. 


.۸۲ : ءارسالا-١‎ 

"-الوافي: ج ۱. ص ۱۱۷. باب غوائل الذنوب. 
۳ -المطففین : .٠٤‏ 

.٠۵١ :ءاسنلا-٤‎ 


1٠1 : 5210 A:‏ الأتوار الساطعة 


وكيف كان فالله تعالى قد طهّر قلو م المطهّرة عن هذا الدنس» كا لا يخق. ومن 
الدنس. نكس القلب وهو من آثار الشرك. 

ف فف الكافي في حديث عن أبي جعفر ة. . إلى أن قال لة: وما القلب المنكوس 
فقلب المشرك. وح کون لبه سكوييا أن التلت إذا امتضاء ينون ال تاد 
متعالياً وسما في العلو, وأا إذا دخل فيه الجهل با هو ظلمة كما علمته سابقاً فلا 
اة وجب ظلفته تكسا انه يقد ناظ إلى فة وال الجهة الل 5ة 
عدم العلو هو السفل للقلب. ولعلّه إليه يشير قوله تعالى: : 3 اکسوا رؤوسهم عند 
رهم 4" فاه لا أنكر الحق فلم يرفع رأسه إليه تعالى فلا محالة يكون ناكسا إلى 
نفسه أو إلى السفل والله العام 

هذا وقد طهّرهم الله تعالى عن هذا أيضاً؛ لما تقدّم مراراً من أنّ أرواحهم 

ومن الدنس القلوب التي فيا نفاق وإهان, بيانه: أن الدنس القلبي ا معبر عنه 
بالنفاق له مراتب. فر تا بلغ وت الكفر الذي لا يجامع أي مرتبة من الإيهانء ولو 
كانت ضعيفة, ورتا يكون بر تبة يجامع مع بعض مراتب الإبیان. ولكن بحيث له أثر 
في القلب من الظلمة وا مشي على المعاصي. فحينئزٍ يكون صاحبه في خطر عظيم. 

قال الصادق نيه في بيان أقسام القلب: وأمّا القلب الذي فيه إهان ونفاق فهم 
قوم كانوا بالطائف, إن أدرك أجله أحدهم على نفاقه هلك وإن أدركه على إيمانه 

أقول: لأنّ الأجل يأتي با يكون القلب عليه من حال الكفر أو الإيمانكما حقّق 
في علم الأخلاق. 

وكيف كان فهذا القلب الذي فيه نفاق هو قلب المنافق بماله من المراتب» فإِنَ 
النفاق أيضاً ذو مراتب. ولعلّ هؤلاء هم المعارون في الإيمان. 


,.1١١؟‎ :ةدجسلا-١‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة. .. . 5200-6 A1. REE SA‏ 


فف البحار””/ عن الكافي. عن أبي عبدالله ل قال: إنّ العبد يصبح مؤمناً 
ويس كافراً ويصبح کافرا وييسي وما وقوم يعارون الإيمان ثم يسلبونه 
ويسمّون المعارين. ثم قال: فلان منهم. 

وفيه. عن رجال الكثي. عن عيسى شلقان قال: قلت لأبي الحسن ا وهو 
يومئذٍ غلام قبل أوان بلوغه: جعلت فداك, ما هذا الذي يسمع من أبيك أنه أمرنا 
بولاية أي الخطاب ثم أمرنا بالبراءة منه؟ قال: قال أبو الحسن لذ من تلقاء نفسه: 
إن الله خلق الأنبياء على النبوّة فلا يكونون إلا أنبياء. وخلق المؤمنين على الإيمان 
فلا يكونون إلا مؤمنين. واستودع قوماً إهاناً فإن شاء أنه وإن شاء سلبهم إيّاه. وإنّ 
أبا المخطاب كان تمن أعاره الله الايمان فلا كذب على أبي سلب الله الإهان. قال: 
عرضت هذا الكلام على أبي عبدالله ا قال: فقال: لو سألتنا عن ذلك ماكان 
ليكون عندنا غير ما قال. 

أقول: فيعلم من هذا الحديث أنّ المراد من فلان في الحديث السابق عن الكافي 
هوأبوالخطاب. 

وكيف كان فالنفاق البالغ مرتبة الكفر, فقد ظهر مما تقدّم أنه تعالى قد طهّرهم 
منه. وأا الذي يجامع مع الإيمان ومع بعض مراتبه فهذا أيضاً دنس للقلب؛ لاله بهذا 
اللحاظ في خطر السقوط. 

والحاصل: أن القلب الذي فيه إهان وكفر يكون بمقدار فيه الكفر ملوّثاً وهو 
دنس له والله تعالی قد طهّر قلوبهم ميك عن هذا النحو من الدنس أيضاً. فلا يكون 
في قلوبهم إلا الإيمان الحضّ. 

ومن الدنس وسوسة القلب وحديث النفس. با رتيا يوجب المخروج عن 
احق والدين. وسببه أن القلب على حسب الغالب يكون فيه بحسب الذات ما 
يوجب المشي على طبق احق والواقع. حيث إِنّْه تعالى خلقه على فطرة التوحيد كبا 


١-البحار‏ ج75 ص 776 


ب ا وا 117 08 7.20 الأنوار الساظعة 


تقدّمت الأحاديث المصرّحة به سابقاً. وإليه يشير قوله 8ة فى حديث أي 
عبدالله ليه کا في الكافي''' من قوله للهة: «إنّ الله عر وجل خلق الناس كلهم على 
الفطرة. التي فطرهم عليهاء لا يعرفون إهاناً بشريعة ولاكفراً بجحود. ثم بعث اله 
الرسل تدعوا العباد إلى الإيمان به. فنهم من هدى الله. ومنهم من لم بده الله» 
ويكون فيه أيضأ بحسب ماهيته حيث إِلّه لولا التفضّل الإهي يكون مظلا فينفخ 
فيه الشيطان من الأمر بالشرور بالوسوسة. فربًا تستحكم فيه الأوهام الباطلة, 
الى ليست ها حقيقة, ولا قرار ها في القلب, ولم تتعلّق بأمر الله تعالى من طاعته 
وذكره ومعرفته ومعرفة صفاته. ولعله إلى هذين الحالين يشير ما في الکاف» عن 
حماد. عن أبي عبدالله ل قال: «ما من قلب إلا وله أذنان على إحداهما ملك مرشد. 
وعلى الأخرى شيطان مفتن, هذا يأمره وهذا يزجره» الشيطان يأمره بالمعاصي, 
والملك يزجره عنهاء وهو قول اله عرّ وجل: عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما 
يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ". 

وكيف كان فالمستفاد من هذه الأحاديث أله ربا تختلج في القلب هذه 
الوساوس. فرتما توجب الوسوسة أن يذهب القلب إلى حدوث القديم تعالى. او إلى 
قدم الحادث. أو إلى فسق الأنبياء - والعياذ بالله أو إنكار الضروريات,. أو إلى 
أنواع السفسطة, ورتا تستحكم تلك الأوهام في القلوب حتى تحصل لصاحبها في 
حال الصلاة والعبادات, وهذه الأوهام رتا تعرض للمؤمن فيتألم منها. ويتوهّم أنّها 
تضيرٌ باعتقاده ويكون علاجها: الالتفات إلى ذكر الله والإعراض عنها. 

ففي الكافي“ عن محمد بن مسلم» عن أبي عبدالله ل قال: جاء رجل إلى 


١-الكافي‏ ج ؟. ص7١‏ 5 
۲ الكافي ج ۲ ص5731. 
٣-سورة‏ ق : ۱1۸-۱۷ . 

170 -الكافي ج ۲ ص‎ ٤ 


فى شرح الزيارة الجاههة................. AE SSE TE‏ 


النوح لفت فقال: يا رسول الله هلكت. فقال بإإنفظة: «أتاك النبيث» فقال لك: «من 
خلقك»؟ فقلت: لله. فقال لك: لله من خلقه؟ فقال: إي والذي بعثك بالحقّ لكان 
كذاء فقال رسول الله يلظ ذاك والله عض الايمان. 

قال ابن آي عمير: فحدّثت بذلك عيدالرحمن بن الحجاج. فقال: حدثني اي 
عن أي عبدالله 1: أنّ رسول الله تة إا عنى بقوله هذا «والله محض الإيان» 
خوفه أن يكون قد هلك. حيث عرض له ذلك في قلبه. 

وفيه”". عن أبي عبدالله له قال: قلت له: إِه يقع في قلي أمر عظيم فقال: قل: 
لا إله إلا الله. قال جميل: فكلا وقع في قلي شيء. قلت: لا إله إلا الله فيذهب عني. 

وفي حديث على بن مهزيار عن الجواد #.. إلى أن قال: فقال #2: والذي 
نفسي بيده» إِنْ ذلك تصريح الان فإذا وجدقوه فقولوا: آمنّا بالله ورسوله. ولا 
حول ولا قوّة إلا بالله. 

وكيف كان فالمستفاد من هذه الأحاديث أنّ تلك الوساوس ما تعرض 
للمؤمن: وعلاجها ما ذكر. وعلى أي حال هو دنس للقلب خصوصاً إذا كان باقياً 
في القلب. عصمنا الله منها كما عصم أولياءه. هذا وقد طهّرهم الله تعالى عنه أيضاً. 

ومن الدنس عروض الغفلات في العبادات الفعلية والقولية من المناجاة: فإتها 
أيضاً دنس للقلب حين العبادة, وقد طهّرهم الله تعالى عنهاء كما تتدلّ عليه 
الأحاديث الواردة في حالاتهم في العبادات الحاكية عن كمال توجههم لي إليه 
تعالى. كا لا يخ على المتتبّع لآثارهم بها. 

وحاصل الكلام: أله تعالى لا خلقهم أنواراً من نور عظمته. ومنحهم الروح 
القدس, الذي لا يسهو ولا يغفل» والذي به علموا الأشياء كا مرّ مراراء فلا حالة 
هم نة دائماً في حال التوجّه والاخلاص والإقبال إليه تعالى, فلا تعرض طم تلك 
النقائص الدنسية لا على عقوم ولا على أرواحهم ونفوسهم وطبائعهم» بل ولا 


١-الكافي‏ ج۲ ص 411. 


Af‏ 2011110 ...لاوا الساطعة 


على موادهم وصورهم الخلقية كا حقق في حله. كيف وهم أحسن مصداق لقوله 
تعالى: « عباد مكرمون # لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون )€ ولقوله: ( ومن 
عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون 4'" وقد تقدّم شرحهما فراجعهاء 
فإنّه مفيد للختام. . 

هذا وقد عبر عن الدب بغ بالسراج المنير في قوله تعالى: « وسراجاً 
منيرً» 7" «وسراجاً وهّاجاً4”/ أي ليس فيه شيء من الظلمة, هذا وقد مدحه الله 
تعالى بقوله: ه إنك لعلى خلق عظيم 4 والحمد لله رب العالمين. 

وأمَا قوله '8: «وأذهب عنكم الرجس أهل البيت وطهركم تطهيرأ» فنقول في 
امجمع: قوله تعالى: « كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون 4 أي اللعنة 
في الدنيا والعذاب في الآخرة, قوله تعالى: « فزادتهم رجساً إلى رجسهم )” أي 
نتن إلى نتنهم, والنتن عبارة عن الكفر أي كفرا إلى كفرهم... إلى أن قال: والرجس 
والرجز واحد وهو العذاب.. إلى أن قال: قيل: الرجس (بالكسر) القذر. وقسيل: 
العقات والغفضب: 

إلى أن قال: قوله: «إِنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس 4“ أي الأعمال 
القبيحة والماثم. والرجس لطخ الشيطان ووسوسته. وقوله تعالى: 8 ليذهب عنكم 
الرجس» أي رجس الشيطان قال بعضهم: الرجس هو اسم لكل ا 
عمل.. إلى أن قال: والشكٌ في الدين. أي أنّ الرجس فسّر بالشكٌ كما سيأقٍ حديثه. 








307-53 : ءايبنألا_١‎ 
13 : ”-الأنبياء‎ 
.٤١ : بازحألا-٣‎ 
.١١ : -النباً‎ ٤ 

£ : القلم‎ ٥ 

.۱۲۵ : الأنعام‎ ٩ 
0 : '-التوبة‎ 

6 الأحزاب :337 


o, ea 0 SS AA فى شرح الزيارة الجامعة‎ 


أقول: الظاهر أنّ الرجس هو ما يستقذر من الأمور الظاهرية أو الباطنية. 

أا الظاهرية: فظاهر فيطلق على كلّ ‏ نجس وكلّ ما يعده العرف قذراً. بل في 
الحكىّ عن الشيخ في التهذيب: إن الرجس هو النجس بلا خلاف. ولذا حمل قوله 
تعالى: ل إِنّماالخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان € على 
أن المراد من الرجس فيها النجس,» وقد علمت. أنه معنى القذر وهو عام كم لا يخق. 

وأما الباطنية: فله مصاديق كثيرة من الصفات الرذيلة, وأهمّها الكفر. إلا أنه 
فسّر الرجس فى آية التطهير بالشك. 

فف غاية المرام عن , محمد بن يعقوب بإسناده عن أبي بصير, قال: سألت أبا 
عبدالله ا وساق الحديث. .إلى أن ن قال في بيان آية التطهير وقال ل ة: «الرجس هو 
الشك. والله لا نشك في ربّنا أبدأ». 

' وكيف كان فهذهالجملة اقتباس من الآية الشريفة: « إثما يريد الله ليذهب 

عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً» فقد طهّرهم الله تعالى من جميع 
مصاديق الرجس من النجاسات الظاهرة والباطنة في كل مرتبة من مراتب 
وجوداتهم. وف أي حال من أحوال تكاليفهم. ومن الكبائر والصغائر والمكروهات 
الظاهرية والباطنية حتى من مثل ترك الأولى. 

والحاصل: أنه تعالى طهّرهم من الذنوب والقبائح الموجبة لتلوّث القلب 
والروح والنفس, والحواس والجوارح, والجسد والأعراض. فهم لل مطهّرون من 
جميع ذلك من التلؤث, فهم عق مطهّرون من کل ما يحتمل, ويعرض من حدث. أو 
خبث باط في أو وسخ أو نقص, أو ما لا ينبغي, أو غير كمال ما ينبغي ظاهراً أو باطناً 
صغيرا او كبيرا: عن قصد أو نسيان أو غفلة أو سهو. أو تقصير أو قصور, أو عدم 
الرضا منه تعالى. أو لجهل أو لتردّد أو لأجل الالتفات الى غير الحقّء أو الشكَ أو 
الإنكار أو غير ذلك مما فيه شائبة الرداءة فقد طهّرهم الله تعالى من جميع ذلك. 


1٠١ :ةدئاملا-١‎ 


141 0000 ا 2120111100 


وأا ما يخرج عنهم نف من المدفوعات فهي أيضاً ليست كبا يخرج من ساير 
الناس. وف الحديث”": «ولا يرى له (أي للإمام 82) بول ولا غائط؛ لان الله ع 
وجل قد وكل الأرض بابتلاع ما يخرج منه». 

وأمَا الحدث الحاصل هم فهو أيضاً ليس كالحدث من غير هم. ولذا دل الدليل 
على جواز دخول النی اا نك والوصي ل مسجد الب تن جنبأكالا نى وهذا 
من خصائصهم الختصّة بهم لي كما لا يخق. وأمّا مايتراءى ظاهراًمن صدور 
المكروهات. أو ترك الأولى فقد تقدّم الكلام فيه مفصّلاً في بيان ام المعصومون, 
وأنّ صدور ذلك منهم لمصلحة. يكون لتلك المصلحة جائز الفعل لبيان التعليم 
وبيان الجواز للناس, وتقدّم الجواب عم يتوهّم من صدور المعصية منهم من طلبهم 
المغفرة منه تعالى» فراجع 

وكيف كان فالجملة مقتبسة من الآية الشريفة. وقد دلت احاديث كثيرة من 
الفريقين على أنّما ختصّة بأهل البيت لهك كما لا يخق. ونحن نذكر حديثاً منها 
للتبرتك. 

فف البحار" عن أمالي الشيخ بإسناده عن دعبل؛ عن الرضا عن آبائه. عن 
على بن الحسين ليذ عن َم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي وفي يومي» وكان 
رسول لله تأ عندي, دعا عا وفاطمة والحسن والحسين 8 وجاء جبرثيل. 
فد علبهم كساء فدكياً. ثم قال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي, اللَهمّ اذهب عنهم الرجس 
وطټرهم تطهيراً. قال جبرئيل: عن ل لي 
جبرئيل؛ قالت أمّ سلمة: : فقلت: يا رسول الله وأنا من أهل بيتك وجئت لأدخل 
معهم. فقال :كوني مكانك يام سلمة إت إلى خير أنت من أزواج نبي لله فقال 
جبرئيل: إقرأ يا حمّد: 9 إِنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم 


١-البحار:‏ ج ۲۵ ص١١١.‏ 
۲ البحار ج ۲۵ صض۲۰۸. 


فى شرح الزيارة الجامعة E SG aT‏ اك 


تطهيراً» في الى وعلىّ وفاطمة والحسن والحسين 4ل. 
وفي حديث آخر عن الباقر 9 فيه وفي آخره: ثمّ قال أبو جعفر هة: «الرجس 
هو الشكٌ, والله لا نشك في ديننا أبدأ». 


في مجمع البحرين: وعة عظمته تعظما وقّرته توقيرا وف فخمته» والة لتعظيم الت لعبجيل. 
والعظمة والكبرياء. 

وفيه: والعظيم الذي قد جاوز قدرته. وجلّ عن حدود العقول حتى لا يتصوّر 
الإحاطة بكنهه وحقيقته. 


وفيه: الجلال: العظمة وجلال الله عظمته. 

وفيه: والجليل من أسمائه تعالى وهو راجع إلى كال الصفات. كم أنّ الكبير 

جع إلى كمال الذات. و العظيم راجع إلى كمال الذات والصفات. 

أقول: معنى فعظّستم انم د نيك أدركوا بمعرفتهم عظمته (أي كبرياءه) لما علمت 
من أن العظمة هو الكبرياء. 

وبعبارة أخرى: أن العظمة في العظيم هي صفة في كنه العظيم, أثرها الكبرياء في 
الظاهر. فمن شاهد تلك الصفة ونورها يستحقر نفسه وکل شيء سوى الله تعالى. 
وإلى هذه المشاهدة يشير قول أمير المؤمنين : «إلمى هب لي كمال الانقطاع إليك. 
وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك, حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور, 
فتصل إلى معدن العظمة, وتصير أرواحنا معلّقة بعر قدسك» وهذا الوصول 
المشاهد فيه معدن العظمة هو كمال التوحيد الذي أشار إليه أمير المؤمنين ل بقوله: 
وكال توحيده نى الصفات عنه. 

IEEE OSE E a a 
وبالدخول في عالم الوجود المطلق. وعالم نن الأسماء, وعالم قاب قوسين أو أدنى,‎ 


A۸‏ مرب جا قم :0022115 الأمؤان التسناتعة 


وهذا العالم هو عالم الوله والتحير المشار إليه بقوله تلظ : «رب زدني فيك تحيرأ» 
كما هو المروي عنه بب ومن لم يشاهد تلك الصفة المعبر عنها معدن العظمة. لم 
يكنه التعظم له حقّ العظمة, وإليه يشير ما في حديث ا معراج في وصف هؤلاء قوله 
تعال: ويعظّموني حقّ عظمتي. 36 هذا المشاهل ال لداتعال بزع ا 
خاشعا له تعالی وحقيراً. 
وإليه يشير ما في اللوامع النورانية ا 3 'ء وفي تفسير الإمام أبي 

محمّد العسكري تليق قال : قيل للباقر كله : إن بعض من ينتحل موالاتكم يزعم 
أن البعوضة علي غلل وأن ما فوقها وهو الذباب محمّد رسول الله وَل فقال 
الباقر تل : سمع هؤلاء شيئاً لم يضعوه على وجهه إنما كان رسول الله وله قاعداً 
ذات يوم هو وعلي نل إذ سمع القائل يقول: ما شاء الله وشاء محمّدء وسمع آخر 
يقول: ما شاء الله وشاء عليّء فقال رسول الله وَل : لا تقرنوا محمّداً وعليّاً بالله عر 
وجل ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء محمد ثم شاء عليّ. 

إن مشية الله هى القاهرة التى لا تساوى ولا تكافى ولا تدانى. وما محمد رسول 
اله في اله وفي قدرته إلا كبعوضة في جملة هذه المسالك, مع أنّ فضل الله على محمد 
وعلي هو الفضل الذي لا يف به فضله على جميع خلقه من أوّل الدهر إلى آخره. هذا 
ما قال رسول الله يميق في ذ كر الذباب والبعوضة في هذا المكان. فلا يدخل في قوله: 
١‏ إن الله لا يَستجى أن يضرب مثلاً ما بعوضة.. 4. 

وإلى هذا النشوع وا مخضوع بالنسبة إلى عظمته تعالى يشير قوله قلة: «وما 
محمد رسول الله في الله وفي قدرته إلا كبعوضة... الح». 

فالأئمة عة لا اصطفاهم الله تعالى وارتضاهم لغيبه إلى آخر ما تقدّم. فلا حالة 
من هذه الجهات البالغة بهم إلى ما بلغواء قد عظموا الله تعالى حقّ تعظيمه لجلاله. 
وكان تعظيمهم له تعالى کا يليق بجنابه. وعلى وفق محښته تعالی كما يشاء الله تعالى 


.٠٤ص -اللوامع النورانية‎ ١ 
.۲١ البقرة:‎ ۲ 


في شرح الزيارة الجامعة Eons ee‏ لذ 


ويريد. فليس بعد ثنائه تعالى لنفسه بنفسه ثناء أخصٌ ولا أعمّ ولا أكمل ولا أثمل 
من ثنائهم .عليه , تعالى؛ لأنّهُم جلا قد عظّموا وأثنوا بحقيقة ما هم عليه من احل. 
الذي أخصّهم الله تعالى به جلاله الذي شاهدوه من معدن العظمة, بحيث لم 
يشاركهم فيه غيرهم. بل قد علمت سابقاً نهم ك علموا الملائكة بل وساير 
الخلق التسييح والتقديس والتعظيم والتهليلء كا لا جن وكما يشير إليه قوطم ل: 
«بنا عبدالله, بنا عرف الله. لولانا ما عبدالله لولانا ما عرف لله». وقوهم للكة: 
«سبّحتا وسبّحت الملائكة» الحديث. ش 1 

ثم إن الجلال هو العظمة كما علمت, فحينئزٍ معنى عظّمتم جلاله. أي عظمتم 
عظمته. التي أدركتموه بحقيقتها. فلم تقصروا فيها بالثناء اللائق هاء وهذا بخلاف 
غيرهم فإنَّهم لمكان عدم معرفتهم بجلاله تعالى. وعدم وصوهم إلى معدن العظمة 
لا يمكنهم النعظم له تعالى كما هو حقّه. 

إن هناك احاديث وردت في بيان عظمة الخلوقات الإطيّة, الي يظهر منها 
عظمته تعالى كا لايخ على المتتبّع هاء وللعلماء بيانات في تقرييها مذكورة في تحلّها. 


قوله لية: دوأكبرتم شأنه» 

أقول: في الجمع: أكبرته أي استعظمته. فعنى أكبرتم أي أعظمتم شأنه. أي جعلتم 
شأنه في نفسكم عظيا. 

وفيه: والشأن الأمر وا حال وهو من شأنت شأنه. ومعناه قصدت قصده. 
والشأن واحد الشؤون. وهي مواصل قبائل الرأس وملتقاهاء ومنها تجيء الدموع 
وقيل: يأتي بعنى المقام. 

وفي تفسير نور الثقلين". في تفسير عل بن إبراهيم: وقوله: « يسأله من في 
السماوات والأرض كل يوم هو في شأن € قال: يحيى ويميت. ويرزق ويزيد 


.١917” تفسير نور الثقلين ج ۵ ص‎ ١ 


0-0 الأثوار الساطعة 


و بنهص. 

وفيه عن أصول الكافي خطبة مروية عن أمير المؤمنين ا وفيها: «الحمد لله 
الذى ي لا يهوت. ولا تنقص عجائبه؛ لأنّه كل يوم في شأن من إحداث بديع لم يكن». 

وف ا وعن آي الدرداء. عن الى ل في قوله: کل يوم هو في شأن قال: 
من شأنه أن يغفر ذنباً, ويفرّج كربا ٠‏ ويرفع قوماً. ويضع آخرين. 

وفيه' ٠"‏ في تفسير على بن إبراهيم: «إوما تكون فى شأن وما تتلو منه من 
قرآن» مخاطبة لرسول ببينت؟: ظ ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً» قال: 
كان رسول الله تتفت إذا قرأ هذه الآية بكى بكاءً شديداً. ونقل هذا عن مجمع البيان 
وعن الصادق غ 

وكيف کان فعظمتم شأنه أي أمره أو حاله أو مقامه تعالى. إا يكون تمن عرفها 
0 ومن المعلوم انم بل هم العارفون بها أمّا ما أمره تعامى الذي أشير إليه 
في قوله ا: «من ن إحداث بديع لم يكن». وفي قوله: «ان يغفر ذنباً ويفرّج كرباً» 
الحديث. 

فمن المعلوم انم ية هم العارفون بهاء وبسائر أفعاله وأحكامه ومقاديره. ويا 
فيها من الحكم والأسرار, ما لا تدركه الأبصار, ولا تقدره غوامض الأفكار. 
ووجدوا صنعاً متقناً عن علم حكم وأمر مبرم يشهد للربٌ بالوحدانية والقدرة 

والتفرّد بالصنع الأكمل الأتم؛ ولذاكان لإ إذا قرأ تلك الآية بكى بكاء شديداً, 

وذلك من عظم ما يرى من شأن الله تعالی الذي يحدثه. وأما حاله تعالى بلحاظ ذاته 
تعال فعلوم أنه غير معلوم لأحد. 1 

نعم إا يعرف ذلك مما دل عليه من آثاره وأفعاله. والآيات التي دلّت على 
قدرته القاهرة. التى لا نهاية ها وعلى علم لا نهاية له. وعلى كرم وجود وفضل 
سر مد. وفيض ومد وغناء وبقاء أبدي ومعلوم أنه لايعرف هذا إلا هم چ 


١‏ تفسير نور التقلين ج ۵ ص۲۰۸ 


فى شرح الزيارة الجامعة م ل ES EST‏ 


فهم نيلا وجدوا منها ما ته فيه الأفكار. وتنحسر دونه الأبصار. فهم نولا علموا 
ذلك كله وعرفوها. وبلغوا منها إلى ما بلغوا قال اث رب زدني فيك تحيراً. وذلك 
لما ظهر له من حاله تعالى ما لا يكاد يهتدى إليه سبيلاً إلا به ومنه تعالى. فليس هذا 
التحير نهاية, وذلك لعدم نهاية عظمته تعالى. 

فهم نظ يشاهدون تلك الشؤون والعظمة منه تعالى. فيكبرون هذا الشأن 
الذي هو حال العظمة والسلطنة داعا ويعظّمونه تعظياً لا يكون من غيرهم كما 
علمت سابقأً. وإلى عظمة هذا الحال منه تتعالى يشير ما عن الكافي عن أي 
عبدالله ب قال: قال رجل عنده: الله أكبر, فقال: الله أكبر من أي شيء؟ فقال: : من 
كلّ شيء. فقال أبو عبدالله ئة: حدّدته فقال الرجل: كيف أقول؟ قال: قل: الله أكبر 

من أن يوصف. فيعلم منه أنه تعالی اکر من أن يوصف بشبيء. فا يوصف بشيء إلا 
وهو أكبر منه. وذلك لعظم شأنه وعرّ جلاله. 

والحاصل: انهم ب أكبروا شأنه أي حاله تعالى. لا أدركوا عظمته جل جلاله 
وأدركوا مقامه. أعني به ما اتكشف لدم نيك من وحدانيّته وصفاته فنقول: قد 
تقدّم أنه تعالى عرّف نفسه هم بث با أظهر فيهم من صفاته فهم بل يحلى ومظهر 
لأسمائه تعالىء التى هى صفة له تعالى» والتى بها عرف نفسه. ف الحقيقة أنه تعالى 
عرف نفسه هم مي هم نيل وقد تقدّم بيانه في شرح قوله 0ة: السلام على حال 
معرفة الله وتقدّم قول السجاد لإ 4ة: «ونحن مظاهره فيكم». 

والحاصل: أنّ ما تل الله تعالى هم مهم هو مقامه تعالى لديهم في كل أن. فهم 
جلى لتلك التجليّات. التي هي المقامات الربوبية الظاهرة هم في جميع مظاهرها 
التكوينية والتشريعية من الكتب الإطيّة. وحيث إِنّسم لي المظاهر الأتمّ لتلك 
التجلّيات. فهم حينئذٍ عارفون بكلّ ما تج به ريم في عالم الإمكان من صفاته 
وأفعاله. فلا حالة هم المعرفة الأتم الأكمل. فحينذٍ بهذ المشاهدة العظمى. التي 
ليست لغيرهم قد أكبروا شأنه (أي مقامه) أي تجلياته تبارك وتعالى. وهم نك 


1 و الأنوان الشاطفة 


خافوا مقامه بحق ما يليق يجانبه المقدّس. والله تعالى العالم بشؤونه. 


قوله .ت:: ومجدت مكرمه 

5 المجمع: الد الشرف الواسع, والمحد الكرم والعرٌء ف المحديث «المجد جملة 
لمغارم وايتاء المكارم». 
وفيه: والمجد والقجيد تشريف وتعظم. 
وفيه: ويح دته اذا مدحته مدحأجيداً. ويبحدني عبدي أى شرف 


ت 


وعظمني. 

وفيه: والكريم صفة لكل ما يرضى ويحمد. 

وفيه: والكرم إيثار الغير بالخير. 

وفيه: والكرم نقيض اللوم وقدكرماً الرجل فهو كريم وكرم الشيء كرهم نفس 
وع فهو كر. 

قوله: نفس, أي هو أمر تفيس يتنافس فيه ويرغب وكان جيّداً جداً. 

فحينئزٍ معنى قوله :آي عظّمتم كرمه. وجعلتم كرمه شريفاً ومدحتم كرمه 
مدحا جيّدا. 

وأمًا كرمه فيراد منه جميع صفاته الممدوحة التي يرضى ويحمد. ومن المعلوم 
أنه كذلك بل ليس مثلها في غيره تعالى. 1 

وبعبارة أخرى: إن ذاته الكريمة المشتملة على الصفات الجيدة لما كانت معلومة 
لدم ذا بأحسن ما تعرف. فهم ايا عصموها ومدحوها وشرّفوها بأحسن 
التشريف بنحو يليق بهاء حيث إِنَّهم ل مظاهرها والعارفون بها كا هي هي فلا 
حالة لا يصدر من أحد حقّ القجيد ها إل منهم ليل كا لا يخق. 


فى شرح الزيارة الجامعة ee‏ شيج نا ام r... eA‏ 


قوله : وأدمنتم ذكره 

في الجمع: وأدمن فلان على كذا إدمانا إذا واظبه ولازمه. 

وفيه: والذكر نقيض النسيان. وقيل: حقيقة الذكر عبارة عن صعود الذاكر إلى 
مرتبة المذكور. وذلك بخرق الحجب الظلانية والنورانية الكائنة بين الخلق والله 
تعالى. ش 

وبعبارة أخرى: حقيقة الذكر هو حضور المذكور في ذات الذاكر, بحيث ينفي 
عن نفسه, فلا يرى إلا المذكور وهو المراد (والله العالم) من قول أمير المؤمنين ا في 
الدعاء: وانقلني من ذكري إلى ذكرك, أي أفن نفسي بحيث لا يكون لي أثر ولا ذكر 
إلا ذكرك. وحينئذٍ معنى ادمان ذكره هو تثبّت هذا الذكر |الحضوري وعدم زواله 
أبداً. ولا يكون ذكر لأحد إل بذكره تعالى, ففى الدعاء: «اللّهمّ أنت الذاكر قبل 
الذاكر تن »ومسلو ا ا من أذكا زو عن ا واک ر 
ولولاء م يتأت لناذكره. ويشير إلى أن حقيقة الذكر هو حضور المذكور لدى الذاكر 
ما في الحديث القدسي: «أنا مع عبدي إذا ذكرني» وقوله تعالى: «أنا جليس من 
ذكرني». 

وكيف كان فللذكر مراتب وهم 0 قد أدمنوا جميعها ونحن نذكرهاء ثم نذكر 
السبب لادمانهم نك له فنقول: منها: الذكر اللفظى فقد ورد في فضله أحاديث 
0 ٍِ 

فف مرآة العقول”". عن الكافي, عن أبي عبدالله ل قال: ما اجتمع في مجلس 
قوم لم يذكروا الله عرّ وجل ولم يذكرونا لكان ذلك الجلس حسرة عليهم يوم 
القيامة, ثم قال: قال أبو جعفر ا: «إنّ ذكرنا من ذكر الله وذكر عدوّنا من ذكر 
الشيطان». 


.١١١ ص‎ ١١ -مرأة العقول ج‎ ١ 


AAAS aT‏ التشاطفة 


وفيه'". عن أبي عبدالله ني قال: «لا بأس بذكر الموت وأنت تبول فإن ذكر الله 
وجل بشني عن كل حال شا من اكز افيه 

وفيه!". عن أبي عبدالله ا قال: قال الله عرّ وجلٌ: «يابن آدم اذكرني في ملا 
أذكرك في ملا آخر من ملئك». 

وفي البحار'”. عن عدّة الداعي. عن أبي عبدالله نة.. إلى أن قال ث: وكان أي 
كثير الذكر. لقد كنت أمشي معه. وإِنّه ليذكر الله وآكل معه الطعام, وإِنّه ليذكر الله 
ولو کان يحدث القوم ما يشغله ذلك عن ذكر الله وكنت أرى لسانه لاصقاً يحنكه 


يقول: لا إله إلا الله. 
والأحاديث في هذا الباب كثيرة جد تدلّ على الحثّ على ذكره. وام بوك 
كانوا مداومين عليه. 


ومنها: الذكر النفسي أو القلي. 

فف مرآة العقول“ عن زرارة عن أحدهما نيه قال: «لا يكتب الملك إلا ما 
سمع» وقال الله عر وجلّ: ‏ واذكر ربّك فى نفسك تضرّعاً وخيفة 4 فلا يعلم 
ثؤاب ذلك الذكر في نفس الرجل غير الله عرّ وجل لعظمته. 

وفي البحار'”, عن معاني الأخبار. عن الحسين البزاز قال: قال لي أبو 
عبدالله :2ة: ألا أحدّثك بأشدّ ما فرض الله عرّ وجل على خلقه؟ قلت: بلى. قال: 
انصاف الناس من نفسك. ومواساتك لأخيك. وذكر الله في كلّ موطن أما أني لا 
أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. وإن كان هذا من ذلك. ولكن 
١‏ -مرآة العقول ج11 ص ۱۲۳ 
"-مرأة العقول ج ۱۲ ص ۱۲۷. 
٣‏ البحار ج17 ص 171١‏ 
٤‏ -مرأة العقول ج ١١‏ ص .١1١‏ 
۵_الأعراف : ۲۰۵. 
٦‏ البحار ج ٩۲‏ ص 1 .١6‏ 


فى شرح الزيارة الجاهعة.............. KE‏ 


ذكر الله في كل موطن إذا هجمت على طاعة أو معصية. 

فقوله ل: «ولكن ذكر الله في كلّ موطن». يشير إلى الذكر النفسبي أي يكون 
قلبه ونفسه ذاكراً له تعالى. فلا حالة يكون أثره ترك المعصية. 

ومنها: الذكر الحالي وهو أن لا يكون في قلبه غير الله فيغلب ذكره تعالى على 
ذكر ما سواه» فيمحيه عنه فلا يكون حاله إلا مستغرقاً بذكره تعالى. 

وأجل شيء للعبد أن لا يكون في قلبه مع الله غيره. , ِ 

ثمٌإنْه إذاكان حال العبد هكذاء فلا حالة يكون في جميع اموره مستقها وذاكرا له 
تعالى. 

فف البحار”". عن النصال: الذكر مقسوم على سبعة أعضاء: اللسان والروح. 
والنفس والعقل. والمعرفة والس والقلب. وكلّ واحد منها يحتاج إلى الاستقامة. 
فاستقامة اللسان صدق الإقرار. واستقامة الروح صدق الاستغفار. واستقامة 
القلب (الظاهر واستقامة النفس) صدق الاعتذار. واستقامة العقل صدق الاعتبار, 
واستقامة المعرفة صدق الافتخارء واستقامة السرّ السرور بعالم الأسرار» واستقامة 
القلب صدق اليقين ومعرفة ال جيار (كما في المصدر). 

فذكر اللسان الحمد والثناء. وذكر النفس الجهد والفناء. وذكر الروح الحنوف 
والرجاء. وذكر القلب الصدق والصفاءء وذكر العقل التعظيم والحياء. وذكر المعرفة 
التسليم والرضاء وذكر السرّ على رؤية اللقاء. حدّثنا بذلك أبوحمّد عبدالله بن 
حامد رفعه إلى بعض الصالحين 32. 

فالمستفاد من هذه الأأحاديث أنّ ذكره تعالى إذا غلب على قلبه وباطنه. فلا 
حالة تكون آثاره في باطنه وصفاته وأفعاله. وهو ما فصّله في الحديث المنقول عن 
الخصال وحاصله: أنّ الذكر الحقيق الثابت في حقيقة العبد. هو الذي تكون آثاره 
منتشرةٌ فها ذكره» وهو لا يكون إلا بعد استقامة تلك الأمور مما ذكر؛ لكي يكور 


١-البحار‏ ج11 ص 017 0 





NEE OT 5ع‎ 


الذكر الحاصل فيه كما ينيغي. وكا يناسب جلاله تعالى بالنسية إلى ذلك العضو 
والأمر.كما لايخق. 

ويا ذكر يعلم إجمالاً حال الذكر الحضوري فتفصيله: أنّ للذكر صورة وهو 
الذكر اللفظي, ومعنى وهو مفهومه التفصيلي القاتم بالنفس. وحقيقة وهو غاية 
التوجّه بالروح. واللب إلى المتوجتّه إليه الحقّ تعالمى. بحيث يظهر فيه باهو وجود 
صرف. وإ كل الموجودات منه وبه وإليه. وأنّه أصل كلّ ظهور. ونور كل نور. 
ومعنى كل لبوب وقشور وثابت بلا تغير ودثور, بحيث لا يتمكن عند نوره الأيهر 
ظلمة ولا نورء وأنّه نور وارد عليه من ذاته المقدّسة تح فيه به فيعرفه حينئز 
هكذا. 

فهو (أي هذا النور) عكس من وجهه الكريم تجلّت به مرآة قلبه. وهذا الروح 
والقلب با هو كذلك تر اهتزازاً لا يوصف. ويبتهج ابتهاجاً لا يكف, ولا سب أنه 
يستشعر حينئذٍ أن لهذا الموجود الح معيّة قيومية معه. فيحلو حينئذٍ ذكره تعالى 
بهذا المعنى حلاوة لذيذة. وتكون حلاوتها بقدر ا لجال والجلال. وهذا النور الي 
منه تعالى هو السبب في سر وره وابتهاجه. وبهذا اللحاظ قال لا في الدعاء: يا 
سرور العارفين. حيث خص السرور بالعارف. وهو مّن أشهده الله تعالى ذاته 
وصفاته وأفعاله بنحو يكون في مقام عين اليقين أو حقّ اليقين. 

فسرور العارف ليس بنّة النعيم. كا أنه كذلك للعابدين, بل هووجهه الكريم, 
فهم لا فرح هم إلا بهذا قال تعالى: «یا داود بي فافرح» وكيف كان ليس للعارف همّ 
إل هم وصاله, ولو فرح بشيء فهو بما هو مرآة لجماله البهيء هذا الشهود له مراتب 
على اختلاف مراتب القرب» وحينئذٍ انهم ا كما علمت في اعلى مراتب القرب» 
بل هم نبت في مقام قاب قوسين أو أدنى. وفي مقام عند الله كما علمت من الآيات 
والأحاديث. فلا محالة يكون فرحهم لك وسرورهم لمكان تلك المشاهدة الهيّة 


بنحو الأتم وأشدٌ وأحسن. 


فى شرح الزيارة الجامعة aS‏ د وس 1 


ويهذه الجهة يكون ذكرهم له تعالى أدوم وأدمن, إذ طبع هذه المشاهدة يقتضي 
جدبهم نة إليه تعالى دائماء ويجب صرف توجههم ذاتا إلى غيره تعالى كما لا يخق 
على أهل البصيرة, ولأجل هذه المشاهدة الدائمية قالوا في حقّهم: «وأدمنتم ذكره» 
وقوله 80ذ: «ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله ومعه وبعده. إذ علمت أنّ العارف 
خصوصاً هم اة من أشهده الله تعالى ذاته وصفاته وأفعاله. وليس العالم إلا ظهور 
ذاته تعالی في أفعاله وصفاته تبارك وتعالی وتقدّس. وهو أي العال, شهود هم نك 
بما هو مظاهره تعالى فلا يرون شيئاً إلا ويرونه تبارك وتعالى كما علمت. 

وبهذا اللحاظ أيضاً ورد في الدعاء: «يا من له ذكر لا ينسى» فإنّه يكن أن يراد 
بالذكر اک ھال ناء عل کون اندو أريد يه القاغل ومز كونه لا ينس 
هو أْمرٌ ظاهر؛ لأنّه تعالى ذاكر ولا ينسى. قال تعالى: « وّما كان ربّك نسياً ي 
ويمكن أن يراد بالذكر مذكوريّته تعالى بأن يذكره أولياؤه دائماً فهو حيئئز بهذا 
اللحاظ المذكور آنفاًء فإنّ أولياءه العارفين به تعالى حيث إِنّه تعالى أشهدهم على 
نفسه وصفاته وأفعاله. كا تقدّم فلا حالة لا ينسونه. 

بل يمكن أن يقال في خصوص هذه الجملة: إن عدم نسيان ذكره تعالى يكون 
لكلّ أحد. ضرورة أنّكلّ إنسان بل كلّ حيوان ذاته غير خالية عن الجهة النورية, 
التي هى جهة إضافته إلى ربّه. فلا حالة لا يخلو كل أحد عن مذكورية هذا النور, 
فلا حالة لا يخلو حينئزٍ عن مذكوريّته تعالى. لأنّ هذا النور قد علمت أنه مضاف 
إليه تعالى. وحينئزٍ يرجع مضمون الجملة إلى ما دلت عليه الآيات والأحاديث من 
أن الإقرار بوحدانيّته تعالى وبوجوده أمر فطري لكلّ أحد.كما حقّق في حلّه. 

أقول: وحينئذٍ يكن أن يراد من قوله 3#: «وأدمنتم ذكره»» هذا الذكر الفطري 
الذاتي الذي هو التوحيد. والذي فطر الناس عليه قال الله تعالى: « فطرة الله التي 


.1٤ :ميرم-١‎ 


۹۸ اا وموم زرب الأنوار الستاظعة 


فطر الناس عليها ©(" فتأمّل تعرف إن شاء الله. 

وكيف كان فإدمان الذكر الحقيق هو مشاهدة التوحيد الحقيق المترتّب على 
معرفة النفس. وهذا حاصل هم نك بنحو الم الأكمل وبلوازمه. فلا حالة 
هم نين مدمنون له على اختلاف مراتبه. وعلى اختلاف معاني الإدمان من الإدامة, 
التق هى عدم ترك شىء تارة. والملازمة له أخرىء والمسابقة والمبادرة إلى ما يراد 
ندع الأغال الال اه وار غيل اا را 
السابقون إلى الخيرات» بل هم القادة السابقون الى أعلى الدرجات. وقد تقرّر 
حينئذٍ أَنَّهم 4 لا يغفلون عن ذكر الله أبدا؛ لمكان حضورهم لديه تعالى. ولمكان 
ظهوره تعالى بهم وطهم. 

وذلك لما علمت أنّ هم لا مقام العندية لله تعالى بحيث لا يصل إليهم أحد. ولا 
يدانيهم خلق, فهم المديون والملازمون والمواظبون لذكر اله تعالى. بل المستفاد منا 
تقدّم من أنّ هم مقام العندية لديه تعالى. أن مقامهم فوق مقام الذكر والذاكرين فإنّ 
قوله يلا في حديث مفضل السابق: «فنحن الذين عنده» يدل على أنَُّم مصداق 
حقیق لقوله تعالى: 9 ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يمستحسرون *# 
يُسبّحون الليل والنهار لا يفترون 4" فهم حينئزٍ حقيقة الحضور وحقيقة الذكر. 

فهم بهذا اللحاظ أصل كلّ خير في عالم الوجود وفرعه المنتشر في الخلق كما 
سيأتي بيانه. وهذا الحضور والذكر الحقيق الذي هو حقيقتهم على الحقيقة هو مقام 
وأمر فوق تام امون ومدئنا لادنم حق العيادة وسكا لجميع تووم يل 
لجميع شؤون أولياء اله تعالى من النبيّين والصدّيقين وغيرهم, وإليه يشير قوله اة 
كما في الكافي: «وما يضمر اني أفضل من اجتهاد الجتهدين. فإنّ ما يضمره هو ذلك 
الحضور والظهور الربوبي. الذي منشأكلٌ خير. وفيض كلّ مستفيض. ولا يكون 


١-الروم:‏ ۳۰ 
؟_الأنبياء: 370-19 


فى شرح الزيارة الجامعة كا مما عن O OE‏ الت ا 


هذا لغيرهم». 

هذا وقد ظهر اسهم جذ هم الذكر الحقيق بل وفوق الذكر. وإلى هذا يشير ما في 
البحار'". عن تفسير القمّي: ( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما 
سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون » قال: لا أخبرهم رسول الله تة بفضل أمير 
المؤمنين + قالوا: هو يحنون, فقال الله سبحانه: وما هو (يعني أمير المؤمنين إة) 
بمجنون إن هو إلا ذكر للعالمين. 

أقول: فأطلق الله تعالى الذكر على أمير المؤمنين نيه أي أنّ ذكر فضائله الخاصّة 
تنا هومظهر له تعالى ذكر للعالمين الذين يريدون معرفته تعالى. 

وفيه عن عيون الأخبار, عن الهروي قال: سأل المأمون الرضا ا عن قول الله 
عر وجلّ: « الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعاً» 
فقال ا :إن غطاء العين لا هنع من الذكر, والذكر لا یری بالعين. ولكن الله عر 
وجلّ شبّه الكافرين بولاية علي ب بن أبي طالب 1# بالعميان؛ لنم كانوا يستفقلون 
قول النوئ ت فيه, ولا يستطيعون له سمعاً. 

أقول: فأطلق قوله تعالى ذكري على أمير ا لمؤمنين 320 بالبيان المتقدّم. 

وفيه عن كنز جامع الفوائد. عن جابر الجعني قال: سألت أبا جعفر 4# عن قول 
الله عرّ وجلّ: « ومن يُعرض عن ذكر ربّه يسلكه عذاباً صعداً) قال: من أعرض 
عن علي يسلكه العذاب الصعد وهو أشدّ العذاب, فأطلق ذكر ربّه عليه ا. 

وفيه عن مناقب آل أبي طالب أبو صالح عن ابن عباس في قوله تعالى: « ومن 
أعرض عن ذكرى فإنَّ له معيشة ضنكاً€ أى من ترك ولاية عل أعباه الله وأصمّه 
عن الطدى. ١ ١ ١‏ 

وفيه عنه عن كتاب ابن رميح قال أبو جعفر 49: ( قل ما أسألكم عليه من أجر 
وما أنا من المتكلفين * إن هو إِلَّا ذكر للعالمين » قال: أمير المؤمنين ا. 


١-البحار‏ ج 76ص 5114. 


000000 ...0.0.0.0000 0000000000000 الأنوار الساطعة 


فيه عن طريق العامة عن أنس بن مالك (عن ابن عبّاس, نسخة اللوامع قال: 
قال 8 الله #تتكلة: ط الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر لله تطمئن 
القلوب » أتدري من هم يابن أمّ سل ؟ قلت: من هم يا رسول الله؟ قال: نحن أهل 


فهم َل والشيعة مطمئنون بذكر الله وفسّر ذكر الله. بأمير المؤمنين 
3 م . 


فن اللوامع النورانية'". علي بن إبراهيم قال: قال: الذين آمنوا الشيعة, وذكر 
الله أمير المؤمنين والأمة بلا 

وفيه. العيّاشي بإسناده عن خالد بن نجيح» عن جعفر بن محمد ا في قوله: 
ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب € قال: محمد فة تطمئن القلوب» وهو ذكر الله 
وحجابه. 

أقول: عطف قوله؛#ة: وحجابه على ذكر الله يشعر بأنه يبي حقيقة الذكر 
الأول الذي هو الحجاب الأقرب الأعظم كا لايخ على من له البصيرة. وأنت إذا 
تأملت فما ذكرناه بعين البصيرة تقدر على استظهار ما قلناه من هذه الأحاديث 
ونحوهاء واللّه الموفق للهداية والضواب. 


ف الجمم: و دي EE‏ : شدّدته» 
وتوگد الأمر وتأكّد جعى. وفيه: الميثاق البمين المؤكّدة؛ لأنها يستوثق بها من الأمر.. 
إلى أن قال: والميثاق هو العهد المأخوذ على الزوج حال العقد من «إمساك 
بمعروف أو تسر يح باحسان). 
إلى أن قال: : واليثاق العهد مفعال من الوثاق وهو في الأصل حب لأو قد شد به 


١اللوامع‏ النورانية ص 177. 











فى شرح الزيارة الجامعة لم نوج تج اساسا سرجه الس اه 


الأسير والدابة. صارت الواو ياء لانكسار ما قبلهاء والجمع المواثيق والمياثيق. 

أقول: الكلام في شرح هذه الجملة يقع في أمور: 

الأوّل: في معنى توكيدهم ليا ميثاقه. 

الثاني في معنى ميثاقهم نظ المأخوذ علبهم. وله في أىّ وقت كان, والميثاق 
الملأخوذ عن شيعتهم وفي وقته وعالمه. 

الثالث: في كيفيّة أخذ الميثاق وأنّه كيف كان. فهل كان بنحو التكليف أم لا؟ وفي 
معنى توكيد غيرهم َة من الشيعة الميثاق» فنقول واللّه الموفّق للصواب: 

أا الأمر الأول: فتوكيدهم الميثاق قد يلاحظ بالنسبة إلى أنفسهم الشريفة؛ بأن 
صمّموا في عالم نفوسهم المقدّسة على تأكيد الميثاق وتشديده. أي تأكيد العمل 
والمشي على طبق ما عاهدوا الله عليه, بحيث لم تحدث نفوسهم الشريفة على احتّال 
مخالفة الميثاق والعياذ باللّه فيا بينهم وبين رمم هذا سواء فسّر الميثاق بالميئاق الذي 
أخذه تعالى على أرواحهم في عالم الذرٌ بقوله: «ألست بربّكم»'" أو بالميثاق الذي 
أخذ عليهم في تبليغ وإعلاء كلمة التوحيد بقوله تعالى: « وإذ أخذنا من النبئين 
ميثاقهم ومنك € أي تبليغ الرسالة والدعاء إلى التوحيد. 

وأحسن ما يدل على تسديدهم هذا الميثاق هو عملهم 0 فإِئّهُمٍ ل قد 
تصدّوا لاحياء الدين بكلّ ماكانوا يقدرون عليه. فتحمّلوا المشاق والأذى 
والمصائب في ذلك. كلّ ذلك تأكيداً لما عاهدوا عليه وواثقوه عليه. وهذا واضح لمن 
نظر في أحواهم ظ. ٍ 

وقد يلاحظ بالنسبة إلى غيرهم من الأمّة أو من الشيعة فإمَُّم 862 أيضاً قد 
أكدواالميثاق الملأخوذ على الأمّة مطلقاً وعلى الشيعة في عالم الأرواح» بأن يبيتوا هم 
ذلك الميثاق ولا وأمروهم بالعمل عليهء بل رما واظبوا على بعض شيعتهم على 
ذلك بأن عاونوهم وأيّدوهم عملاً على العمل به کا لايخقف. 


.۱۷۲ : فارعالا-١‎ 


هذا وني بعض النسخ: «وذ كرتم ميثاقه» هذا بالنسبة إلى غيرهم من الأمّة أو 
الشيعة. فقد دلت الأحاديث على أنّ الناس قد نسوا الموقف. أي موقف أخذ الميثاق 
عليهم في عالم الذر والأرواح في هذا العالم الجسماني والأنمة بيا ذكروهم بذلك 
الميثاق. وهذا أحد معاني , قوطم علا في تلك الأحاديث. وسيذكرونه. 

وكيفكان فالتذكير بالنسبةإلى غير هم لابالنسبة إلى نفو سهم الشريفة فإنهُم كل 
لم ينسوا الميثاق المأخوذ عليهم أبداً في جميع أطوار وجودهم. كما دلت عليه 
الأحاديث الكثيرة. ولعلّك تقدر على استظهار ذلك ما تقدّم من الأحاديث الواردة 
في بيان ولايتهم التكوينية هذا كلّه بالنسبة إلى توكيدهم ب أو تذكيرهم الميثاق. 

الأمر الثاني والثالث: في معنى الميثاق المأخوذ عليهم وعلى شيعتهم وفي وقته. 
وأنّه كان بأيّ نحو. ثم إن نذكر أَوَلاً أحاديث الباب. ثم نعقبه با يحتاج إلى البسيان, 
فنقول وعلى الله التوكل: 

فف تفسير نور الثقلين”", عن داود الرق» عن أي عبدالله لا أنه قال: لما أراد 
له | ن يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال هم: من ربكم؟ فأوّل من نطق رسول 

الله يبغ وأمير المؤمنين لذ والأئمة به فقالوا: أنت بنا فحملهم العلم والدين. 

ثم قال للملائكة: هؤلاء حملة ديني وعلمى وأمنائي في خلق وهم المسؤولون. 

ثم قال لبنى آدم: اق وا له بالربوبيّة وطؤّلاء النفر بالولاية والطاعة, فقالوا: را 
أقررنا. فقال الله للملائكة: اشهدواء فقال الملائكة: شهدناء قال على لة: أن لا 
تقولوا غداً: 9إنَا كنا عن هذا غافلين * أو تقولوا إتما أشرك آباؤنا من قبل وكنًا ذريّة 
من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون) يا داود ولايتنا مؤكدة علبهم في الميثاق. 

وفيه بإسناده عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبدالله بلئة: كيف أجابوا وهم ذر؟ 
قال: جعل فيهم ما إذا سأهم أجابوه (يعني في الميثاق). 


.175 تفسير نور الثقلين ج ۲ ص‎ -١ 
.۱۷۳-۱۷۲ : الأعراف‎ ۲ 


فى شرح الزيارة الجامعة 1[ 1[ EN a E‏ 


وفيه"",. بإسناده عن زرارة قال: سألت أبا جعفر ا عن قول الله عر وجل: 
«وإذ أخذ ربّك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست 
برک قالوا بلى 4؟ قال: ثبثت المعرفة ونسوا الوقت وسيذكرونه يومأً. ولولا ذلك 
لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه. 

وفيه. عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر #: أصلحك الله قول الله عر وجل في 
كتابه: « فطرة الله التي فطر الناس عليها » قال: فطرهم على التوحيد عند الميثاق. 
وعلى معرفته أنه رتهم قلت: وخاطبوه. قال: فطأطأ رأسه. ثم قعال: لولا ذلك لم 
يعلموا مَن رهم ولا مّن رازقهم. 

وفيه”", عن الكافي بإسناده عن أبي جعفر ا قال: قال له رجل: كيف سمّيت 
الجمعة جمعة؟ قال: إن الله عر وجل جمع فيها خلقه لولاية محمد مب ووصيّه في 
الميثاق فسماه يوم الجمعة لجمعه فيه خلقه. 

وفيه» عن تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلاة الغدير المسند إلى الصادق #ا: 
ومننت علينا بشهادة الاخلاص لك موالاة أوليائك الهداة المهديّين من بعد النذير 
المنذر والسراج المنير, وأكملت الدين بوالاتهم والبراءة من عدوّهم, وأتممت علينا 
النعمة, التى جدّدت لنا عهدك. وذكرتنا ميثاقك المأخوذ متا في مبد! خلقك. 
وجعلتنا من أهل الاجابة, وذكرتنا العهد والميثاق ول تنسنا ذكرك فإنّك قلت: 
« وإذ أخذ رك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست 
بربکم قالوا بلى ). 

شهدنا بك ولطفك بِأنّك أنت الله لا إله إلا أنت ريّناء وتحمّد عبدك ورسؤلك 
نبيّناء وعليٌ أمير المؤمنين والحجّة العظمى وآيتك الكبرى والنبأ العظيم الذي هم 
فيه مختلفون, الدعاء. 


١‏ تفسير نور الثقلين ج۲ ص51. 
۲ تفسير نور الثقلين ج ۲ ص .٩۷‏ 


04 وله الحو ...ب الأمواز الساطعة 


وفيه ٠‏ عن تفسير العيّاشي» عن جابر قال: قلت لأبي جعفر لا: متى سمّى 
أمير المؤمنين نة أمير المؤمنين؟ قال: قال: والله أنزلت هذه الآية على ححد الإ : 
ل وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم 4 وأنّ محمَداً اة رسول الله وأنّ علا أمير 
المؤمنين عة فسماه الله والله أمير المؤمنين. 

وفيه'”". عن الكافي بإسناده عن بكير بن أعين قال: سألت أبا عبدالله ا لأيّ 
علّة وضع الحجر في الركن الذي هو فيه ولم يوضع في غيره؟ ولأيّ علّة يقبل؟ ولأيّ 
علّة أخرج من الجنة؟ ولأيّ علّة وضع ميثاق العباد فيه والعهد فيه. وم يوضع في 
غيره. وكيف السبب في ذلك؟ تخبرني جعلبي الله فداك فإنَ تفكّري فيه لعجب قال: 
قال: سألت وأعضلت في المسألة واستقصيت. فافهم الجواب, وفرّغ قلبك واصغ 
سمعك أخبرك إن شاء الله. 

إن الله تبارك وتعالى وضع الحجر الأسود وهي جوهرة أخرجت من الجنة إلى 
آدم لي فوضعت في ذلك الركن لعلّة الميثاق. وذلك أنه لما أخذ من بني آدم من 
ظهورهم ذرّيتهم, حين أخذ اله عليهم الميثاق في ذلك المكان. وفي ذلك المكان 
تراءى هم وفي ذلك المكان بهبط الطير على القائم (عج) فأوّل من يبايعه ذلك 
الطير. وهو والله جبرئيل نة وإلى ذلك المقام يسند القائم ظهره وهو الحجة, 
والدليل على القائم وهو الشاهد لمن وافى (وافاه ن) في ذلك المكان والشاهد على من 
أدّى إليه الميئاق, والعهد الذي أخذ الله عر وجل على العباد. 

فأمَا القُبلة”" والاستلام فلعلّة العهد تجديداً لذلك العهد والميثاق وتجديداً 
للبيعة. ليؤدوا إليه العهد الذي أخذ الله عليهم في الميثاق. فيأتوه في كلّ سنة ويؤدوا 
إليه ذلك العهد والأمانة الذين أخذا“ عليهم ألا ترى أتك تقول: أمانتي أَدّيتها 


.48 تفسير نور الثقلين ج "ص‎ ١ 

.19 تفسير نور الثقلين ج ۲ ص‎ - ١ 

1'-بضم القاف أي وضع الفم عليه المعبّر عنه بالفارسبية بوسيدن. 
٤‏ -بألف التثنية فى الذين وأخذ. 


فى شرح الزيارة الجامعة ..... ويد ا : 0.0 


وميثاقي تعاهدته لنشهد لي بالموافاة ووالله ما يودي ذلك أحد غير شيعتناء ولا 
غيرهم فينكرهم ويكذبهم. وذلك أنه م يحفظ ذلك غيركم. فلكم واله يشهد 
وعلبهم الله يشهد بالخفر”' والجحود والكفر. وهو الحجّة البالغة من الله عليهم يوم 
القيامة, يجىء وله لسان ناطق وعينيان في صورته الأولى. تعرفه الخلق ولا تنكره. 
نقد لمن بواقاه وجة "التاق والتهد غتذه عط السيد رالاق وأداءالامتانة: 
یشید حل كل من انکر وجحد ونسي الميثاق بالكفر والإنكار. 

فأمَا علّة ما أخرجه الله من الجنّة. فهل تدري ماكان الحجر؟ قال: لاء قال: كان 
ملكاً من عظاء الملائكة عند الله, فلا أخذ اله من الملائكة الميثاق كان أَوّل من آمن 
به وأقرَ ذلك الملك. فاتخذه الله أميناً على جميع خلقه. فألقمه الميئاق. وأودعه عنده. 
واستعبد الخلق أن يجدّدوا عند في كل سنة الإقرار بالميثاق والعهد الذي أخذ الله عر 
وجل عليهم, ثم جعله الله مع آدم في الجنّة يذكره الميئاق. ويجدّد عنده الإقرار فكل 
سنة. فلا عصى آدم وأخرج من الجنة أنساه الله العهد والميثاق الذي أخذ الله عليه 
وعلى ولده لمحمّد وة ولوصيّه لا وجعله تائها حيران. 

فلا تاب الله على آدم حول ذلك الملك في صورة بيضاء. فرماه من الجنّة إلى أدم 
وهو بأرض اهند. فلا نظر إليه أنس إليه. وهو لا يعرفه بأكثر من أنه جوهرة, 
وأنطقه الله عر وجل فقال له: يا ادم أتعرفني؟ قال: لاء قال: أجل. استحوذ عليك 
الشيطان فأنساك ذكر ربّك, ثم تحول إلى صورته التي كان مع آدم ا في الجنة, فقال 
لآدم: اين العهد والميثاق؟ فوثب إليه آدم ليه وذكر الميئاق وبكى وخضع وقبله 
وجدّد الإقرار بالعهد والميثاق, ثم حوّله اله عر وجل إلى جوهرة الحجر درّة بيضاء 
صافية تضيء, فحمله أدم على عاتقه إجلالاً له وتعظياء فكان إذا أعيا مله عنه 


١_الخفر؛نقض‏ العهد. 


0 ممصن عاق مل زميق ل شو اوبة نامريه قال 03301141 .+ الأمؤانالستاطعة 


جبرئيل نيه حتى وافى به مكّة. فا زال يأنس به بمكّة ويجدّد الإقرار له كلّ يوم 
وليلة. 

ثم إن اه عرّ وجل لا بنى الكعبة وضع ا حجر في ذلك المكان؛ لأنّه تبارك 
وتعالى حين أخذ الميثاق من ولد آدم أخذه في ذلك المكان, وفي ذلك المكان القم 
الملك الميثاق, ولذلك وضع في ذلك الركن, وتنحّى آدم من مكان البيت إلى الصفا 
وحوالى المروة. ووضع الحجر في ذلك الركن. فلا نظر آدم من الصفاء وقد وضع 
الحجر في الركن كر له ماله ود ا ا و 
الذي فيه الحجر من الصفا. فان اله أودعه الميثاق والعهد دون غيره من الملائكة 
لأنّ الله عرّ وجل لاأخذ الميثاق له بالربوبيّة و محمد ل بالنبوّة ار 
بالوصيّة. اصطكّت فرائص الملائكة فأوّل من سرع إلى الإقرار ذلك الملك. ولم 
يكن فبهم أشدّ حبّاً محمد وآله لإا منه. فلذلك اختاره الله من بينهم, وألقمه 
الميثاق. وهو يجىء يوم القيامة. وله لسان ناطق وعين ناظرة يشهد لكل من وافاه 
إن:ذلك المكاة و حط الميعاقة 

وفي الكافي'" عن أبي جعفر 40 وساق الحديث.. إلى أن قال: ثم أمر ناراً 
فأجَجت, فقال لأصحاب الشمال: ادخلوها فهابوهاء وقال لأصحاب المين 
ادخوها فدخلوها. فكانت عليهم برداً وسلاماً. فقال أصحاب الشمال: يا ربّ 
أقلنا فقال: قد أقلتكم إذهبوا فادخلوها فهابوهاء فت ثبتت الطاعة والولاية 
والمعضية: 

هذا والمستفاد من هذه الأحاديث أنّ المراد من الميثاق هو المأخوذ في الذر. 
الذي ارا فها تقدّم, إلا أنه يقع الكلام في بيان المراد منه بالنسبة إلى الأئمة بي 
وبالنسبة إلى غيرهم. 


١-الكافي‏ ج ۲ ص۸ 





فى شرح الزيارة الجامعة a‏ ابوه ما اس اده 


ما الأل: فقد يقال: هو تبليغ الرسالة والدعاء إلى التوحيد. 
<٠‏ وبعبارة أخرى: هو جميع التكاليف التي تناسب مقام قربهم له تعالى. وهو ما 
أشير إليه في حديث داود الرقي من قوله قة: فحملهم العلم والدين. وهما كناية عن 
المعارف الإية والاشتال بها وجداناً فهم نيل وكّدوها بالثبات عليها عقيدة وصفة 
وعملاً في جميع أحواهم ووجوداتهم. وتحمّلوا فيها الأذى با لا مزيد عليه كما أشير 
اليه سابقاً. 

وبعبارة أخرى: الميثاق هو ما يش به الثيء كما تقدّم. وهو يرجع إلى المشي 
على طبق ما أخذ العمل به منهم َا إلى الالتزام بذلك, وقد عاهدواالله عليه 
وعملوا والتزموا به. 

وإليه يشير ما في دعاء الندبة: «فشرطوا لك ذلك. وعلمت منهم الوفاء» 
الدعاء وما في تفسير نور الثقلين”". عن الكافي. عن صالح بن سهل» عن أبي 
عبدالله .ڃا قال: سئل رسول الله :بای شيء سبقت ولد آدم؟ قال: ني وَل من 
أقر بربي. إِنّ الله أخذ ميثاق النيتين وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا: بلى 
فكنت أنا أَوَل من أجاب. 

وأمًا نفس المعارف والدين فهو يرجع إلى حقيقة مقامهم النفساني الذي قد 
منحهم الله تعالى. والذي هو مقام ولايتهم التكوينية. التق تقدّم ذكرها سابقا. 

وأما الثاني: فهو الإقرار المأخوذ منهم في الذر الكو في حديث داودالرق 
أيضاً من قوله تعالی. ثم قال لبنی آدم: أقرَوالله بالربوبية وهؤلاء النفر بالولاية 
والطاعة, فقالوا: ريّنا أقر رناء فقال الله للملائكة: اشهدواء فقال الملائكة: شهدناء 
فالميثاق المأخوذ من غيرهم من ساير الناس هو الإقرار بالتوحيد لله تعالى. والنبوة 
له يي والولاية هم ع والمشي عليها والالقزام بها هو توكيدهاء وإلى هذا 


.41 تفسير نور الثقلين ج ۲ ص‎ -١ 


As‏ 101 ...الاج از الشاظعة 


التوكيد يشير ما تقدّم من الدعاء بعد صلاة يوم الغدير. 

وبعبارة أخرى: الالتزام الملأخو ذ منهم في الذرٌء هو الالتزام الملأخوذ منهم يوم 
الغدير. فالعهد المأخوذ يوم الغديرء هو المأخوذ منهم في الذرٌ بالنسبة إلى الولايةء بل 
وساير الأمور من التوحيد وما يتبعه والرسالة والدين وما استتبعهماكما لا يخى. 
وتوكيدها هو المثي عليها والوفاء بها كا لا يخق. بل المستفاد من الأخبار أن الله 
تعالى قد أخذ على جميع ما خلق من الملائكة وغيرهم من سائر الموجودات الميثاق 
على الولاية. كما صرّحت به الأخبار الواردة على أنّ ولايتهم عرضت على جميع 
الموجودات. 

وكيف كان فن تع أحاديثهم 240 وجد أن اله تعالى قد أخذ على جميع الخلق 
من الجن والإنس والملائكة. والحيوانات والنباتات والجمادات. طاعتهم» وعرض 
عليهم ولابتهم. كما دلّت على أن الماء الأجاج لم يقبل ولايتهم. والأرض السبخة 
كذلك والأشياء المرّة نما كانت مرّة؛ لأئّها لم تقبل ولايتهم كما تقدّم من حديث شراء 
بلال البطيخة المرّة وقد تقدم. 

وعن طريق العامة عن أنس بن مالك قال: دفع علي بن أبي طالب ىه إلى بلال 
درهماً ليشتري به بطيخاً. قال: فاشتريت به. فأخذ بطيخة فقطعها فوجدها مرّة 
فقال: يا بلال رد هذا إلى صاحبه وآتني بالدرهم. إنّ رسول اله يف قال لي: إن الله 
قد أخذ حبّك على البشر والشجر والفر والبذر, فا أجاب إلى حبّك عذب وطاب, 
وما م حك خبث ومرّء وي أظنّ أنّ هذا مما لايحتني. 

وبالجملة فالميثاق المأخوذ على غيرهم من سائر الخلق ولايتهم ومحبّتهم» 
فيجب على كل من سواهم طاعتهم, وقد تقدّم أن هذا هو الملك الكبير الذي منحهم 
الله تعالى. وكلّ ما سواهم مطيعون هم خصوصاً الملائكةكيف وهم علموا التوحيد 
والتسبيح والتقديس والتهليل منهم نيك كا نقددّم, وتقدّم قوله لإ في هذا المعنى: 
وكان ذلك من تعليمي وتعلم علي ليه وكان ذلك في علم اله السابق ان الملائكة 


فى شرح الزيارة الجامعة ST eet‏ متايه Se or‏ 


تتعلّم منّا التسبيح والتہليلء وکل شيء يسبّح الله ويكثره ويله بتعليمي وتعليم 
عل كلا الحديث. 

هذا وقد ظهر أيضاً أن زمان هذا الميثاق زمان أخذه هو عالم الذرٌ والأرواح, 
وأَنّه تعالى قد جعل فيهم ما إذا سأهم أجابوه كا في حديث أبي بصير المتقدّم آنفاً, 
وأنّه كان تكليفاً منه تعالى عليهم كما لا يخ لتحقّق شرطه. وأمًا توكيدهم الميثاق 
بالنسبة إلى شيعتهم: ونم ل قاموا بولايتهم التكوينية والتشر يعية. التي منحهم 
لله تعالى بأن نوا حقيقتها لشيعتهم. وينوا حدودها وشرائطها وآثارهاء وكيفيّة 
القيام بها للوصول إلى آثارها والاستفادة منهاء وبيّنوا أنّ الشيعة كيف يلتزمون بها 
وبعبادة الله وبطاعتهم بك وبيان الفرق بين طاعتهم وطاعة الله تعالل. 

وأيضاً أعانوهم باللطف منهم ني هم من تأييدهم في القيام بهاء مضافاً إلى 
نهم يك دعوا الله تعالى في حقّهم وسألوه التوفيق هم في ذلك بل استغفروا الله 
تعالى؛ ليعفوا عن هفواتهم وتقصيراتهم. وكيف كان فهم نلا ؛ أوردوا شيعتهم 
yT‏ .كما 

نين ذادوا أعداءهم عن ولايتهم بعدإنكارهم طا. ودفعوا شرورهم وأشرا ارهم 

ل ا 

والحاصل: ّم جه لما كانت الشيعة خلقوا من فاضل طينتهم. فقد حسبوهم 
من أنفسهم عك ورتبوا على التغزيل بل التحقيق آثاره التي منها اتم کا أكدوا 
ميثاقهم. فكذلك ادوا میثاق شيعة شيعتهم؛ لتغزيلهم مغزلة أنفسهم م فياله من لطف 
وكرامة منهم مك لشيعتهم! a‏ ايان EN‏ 
وأحسن الجزاء. وأكملَ الجزاء جزاء لا يدانيه جزاء ولا يعدله جزاء في الدنيا 
والآخرة. ورزقنا الله تعالى محبّتهم والشوق إليهم؛ وإلى موطن أقدامهم في الدنيا 
والآخرة بمحمّد وآله الطاهرين 


N Kea 3‏ الساطعة 


وما قوله س وأحكمتم عقد طاعته. 

فأقول: في الجمع: قوله تعالى: 8 أحكمت اياته ثم م فصلت 4" أي أحكدلت 
بالأمر والنهى. م فلت اوعد والوعية: أو اکت غباراجاابان حفظات من 
الاحتال والاشتباه. 

وفيه: قوله تعالى: ا يا أيّها الذين آمنوا أوفوا ال هی جنع علا مق 
المعقود وهو اي العقد)وكد العهود والفرق بين العقد والعهدا نالعقدفيه معنى الاستيثاق 
والشدَ ولا يكون إلا من متعاقدين, والعهد قد يتفرّد به الواحد. فكل عهد عقد. ولا 
E‏ جلاعن الذي لي رجز رسيي كا عند الل 

أقول: فعذٍ نى الجملة حينئذ أتكم أحكمتم عقد الطاعة با للعقد من المعنى الذي 
نذكره. أي أثبتم للكلّ وأوضحتم بنحو لا يحتمل فيه الخلاف. ولا يعرض لأحد 
لوضوحه الاشتباه. فالكم ملتزمون بعقد طاعته. وهذا الاحكام ثابت لأنفسهم 
الشريفة فما بينهم وبين خالقهم. وقدعية SS‏ عليه. ودل عليه قسيامهم 
بالعمل بالوظائف الشاقّة بتام ا لجد. كا دلت عليه أحواهم المأثورة من العبادة 
والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر, والصبر على حوادث الأمور الصعبة ولو يمثل 
اا ا ر 

وبعبارة أخرى: نهم مي صاروا بإحكام عقد الطاعة له تعالى كا ميت بين يديّ 
الغسال. فهم في قبضته تعالى. وفوّضوا أنفسهم وأولادهم وأمواهم وجميع ما أتاهم 
الہ تعالی إليه. فهو تعالى المتصرّف فبها كيف يشاءء. وهم نيلا لا يريدون إلا ما أراد 
اله ولا يشاؤون إلا ما ينشاء الله كا تقدّم, وتقدّم قول النى #اخلة: «من أراد أن ينظر 
لبك وهر يي فلينظر إلى على بن ابي طالب ة» فهذه الجملة كانها تفسير 
للحملة السابقة اع في قوله ګا: «ووكدتم ميثاقه» فان توكيدها يظهر بإحكام 





.ا:دوه١‎ 
١:ةدناملا_۲‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة ege‏ سيت اله 


الطاعة له تعالى بالنحو المذكور كا لا يخق. 

ولغيرهم من الناس. وذلك بالمواعظ الشافية, والنصائح الكافية. وبإظهار 
الاين اين وإعلان شريعة سيد المرسلين:والتزعيب فى كوابة, والعخويت 
والتهديد من عقابه. فإنّ هذه الأمور منهم 8 كا تدلّ على نَّم أحكوا عقد 
الطاعة له تعالى فيا بينهم وبين ربّهم, كذلك تدلّ على انهم أدّوا ماكان واجباً عليهم 
من التبليغ بنحو ما ذكرء فإنّه (أي التبليغ) أيضاً من طاعاتهم كما لايخق. 

وأمّا بيان المراد من عقد الطاعة فهو عام يشمل الواجبات, التق تجب 
عليهم نيت منه تعالى من الأعمال العبادية والتبليغات الشرعية.كما ذكرنا هذاء 
ولكن قدايقال: إن اراد من قد الطاعة هو ما أمير البق عقي وله كعان: 
$ أوفوا بالعقود ”أي العهود. شْ 

ففي تفسير نور الثقلين”", عن تفسر عل بن إبراهي» عن أبي عبدالله له قوله: 
« أوفوا بالعقود ) قال: أي بالعهود. 

وفيه: عن أبي جعفر الثاني 322 في قوله: < يا أيّها الذين آمنوا أوفوا بالعقود » 
قال: إنّ رسول الله ت عقد عليهم لعل ة بالخلافة في عشرة مواطن ثم أنزل الله: 
« يا أيّها الذين آمنوا أوفوا بالعقود € التى عقدت عليكم لأمير المؤمنين ها. 

ولا ريب في مول عقد الطاعة هذا العقد والعهد الذي أخذه لله تعالى عليهم 
لأمير المؤمنين نلق وحينئذٍ معناه أتكم أحكىتم عقد الطاعة أي العهد الذي أخذه الله 
تعالی لأمير المؤمنين د وذلك بالمثي عليه عقيدة وعملاً. وتبليغه للخلق وحتّهم 
عليه وعلى العمل به کا لا يخق. 

ولعمري إِنَّهم لك أحكدوا عقد الطاعة وأضبطوه وأتقنوه لشيعتهم. حيث بيّنوا 
هم العروة الوثق الحقيقية التي هي ولاية أمير المؤمنين والأمة 24# وذلك بتبليغهم 
١-المائدة .١ ١:‏ 
1 تفسير نور الثقلين ج ١‏ ص 4814. 


اي ee‏ زو الأنوان الشاطفة 


وقودهم إليها بأنوارهم المعنوية والإضاآت الروحانية بحيث أخرجوهم من 
ظلمات الجهل بالولاية؛ التي كانت قد غشت قلوب كثير من الخالفين بالنسبة إلى 
ولاية أمير المؤمنين ا كانت الولاية عليهم أدقّ من الشبعن وأخة من 
السيف. ولكن بلطفهم بالنسبة إلى شيعتهم صارت الولاية هم أوضح من الشهنين: 
وأوسع ما بين السماء والأرض فأضاءت هم سبل الرشاد إلى رضوان اله تعالى 
والجنان وجوار الأئة ج في منازهم الأخروية. فيالها من نعمة انعمها علبها 
بهم ب ! والحمد لله على الولاية كا يحب ويرضى. 


قوله .ية: ونصحتم له في السر والعلانية. 

في الجمع: قوله تعالى: ف توبوا إلى الله توبة نصوحاً4'' هي فعولاً من النصح. 
وهو خلاف الغش إلى ان قال: واصل النصيحة في اللغة. المخلوصء يقال: نصحته 
ونصحت له.. إلى أن قال: والنصيحة لفظ حامل لمعان شت فالنصيحة لله الاعتقاد 
في وحدانيّته. وإخلاص النيّة في عبادته ونصرة الحقّ فيه. والنصيحة لكتاب الله هو 
التصديق به. والعمل بما فيه. والذبٌ عنه دون تأويل الجاهلين وتحريف الغالين 
وانتحال المبطلين. والنصيحة لرسول الله َة التصديق بنبوّته ورسالته والانقياد 
لما أمر به ونهى عنه. 

أقول: قال بعض الأعاظم: النصح الخلوص. وإظهار الشيء على ما هو عليه 
فحقيقة النصح لله تعالى التثّت في حقيقة العبودية. وني جميع ما آتاه الله من نفسه 
وإثباتها له. وصرف جميعها فيا خلقه اله تعالى لأجله. 

والمراد بالسرّ يعني فيا بين الله وبين أنفسهم لل في معاملتهم مع الله وفي 
العلانية. يعني معاملتهم مع الناس باعترافهم بالعبودية له تعالى» وتعليمهم سبيل 
عبوديّته وشرائع دينه. وا حت على ني الأنداد. وتخليص الأسرار له تعالى» 








.8:ميرحتلا-١‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة OE e TERA‏ 


وتحريض العباد على طاعته وطاعة رسوله وتعظيم شعائره. ونهيهم عن القول 
فيهم ليذ بما لا يليق لعزّ جلاله. وتحمّلهم أذى تمن ظلمهم في الدعوة إليه تتعالى. 
وصبرهم فما جرى عليهم من قضائهء وامثال ذلك نما به قوام حقيقة العبودية. 

أقول: هذا بالنسبة إليهم وأا النصيحة منّاء أمّا بالنسبة إليه تعالى فهو بالتحقيق 
بتوحيده ورؤية عدله, والقيام بأمره» واجتناب نواهيه. وإخلاص النيّة في عبادته 
وخدمته. ونصرة الح فيه بمحبّة أحبائه له تعالى. وبغض أعدائه له تعالى» وفعل ما 
يرضيء والرضا با يفعل» وجعل نفسه الها من الشؤون الظاهرية والباطنية عل 
موافقة إرادته. وطلب رضاه ومحبّنه. وطاعة رسوله بء وطاعة أوليائه الأئمة 
الطاهرين ني فيا يرجع إلبهم» أو إلى الله تعالى بنحو ما بتنوه هم. 

وأمَا بالنسبة إلى رسوله والأئة (عليه وعليهم السلام) فهو بالإيمان برسالته 
وبولايتهم وإمامتهم» وما جاء تة به عن ره من أحوال المبدإ والمعاد. والدنيا 
والآخرة, والانقياد لما أمر به ونهى عنه, وقبول نصحه والاهتداء بإرشاده. والمتابعة 
له في أقواله وأفعاله وعقائده بحسب ما يفهمه وبحسب طاقته. وبالنصح للأئمة بها 
بالإخلاص في حبّتهم. والاحتال لعلمهم. ومتابعتهم أيضاً في الأقوال والأفعال 
والعقائد. وعدم الشك فيهم والاستقامة على ولايتهم والتسليم لهم, والرد إليم 
والانتياد وال مخضوع والقبول فيا يرد عنهم في شأئَّهم وفضائلهم» وبذل الجهد 
والجهود في القيام بواجب حقّه. 

وقبول أوامرهم ونواهيهم» ومتابعتهم في كلّ الأحوال والأقوال والأعمال. 
وموالاتهم. وموالاة ولبّهم وإن كان أبعد بعيد. ومعاداة عدوّهم وإن كان أقرب 
قريب» والاحتجاب بذمّتهم, والقسّك بحبلهم. والاعتراف بحقهم. والاعتصام 
بذمامهم. والتوقٰ بولايتهم؛ والاتكال على حبّهم, والانتظار لرجعتهم, والاستعداد 
لنصرتهم, والدعاء بتعجيل فرجهم» والمصابرة لأيامهم وهوى الأفئدة إلهم. 
ومعرفة أَنّ الحق هم ومعهم وفيهم وعندهم وهم وعتهم وإلهم ومد البصر 


o14‏ : ممما ايا ا تكو لكان الاتمق رياه الأنوانالشاطفة 


والبصائر إلبهم في جميع الأمور والأحوال؛ لأنّهم ني وجه الملك المتعال. وبه يلحق 
النصح لكتابه. وهو كا تقدم بالتصديق به والإيهان بمحكمه ومتشابهه. ورد 
متشايهاته إلى حكنه. وقبول معانيه على ما أريد وما أنزل وعلى النحو الذى تج 

هذا وقد علمت معنى كون النصيحة سرا وعلانية. وحاصله: أن من تحقق قلياً 
بمعر فة الله تعالى سرت حقيقتها وآثارها في الباطن والسرّ والظاهر والعلن. وفى 
جميع أركانه ومشاعره وجميع OEE‏ الرقة وكزوا ميا لدان 
بالمعاني المتقدمة سرا وعلناًك) لا يخ والله العالم. 


قوله ية: ودعوتم إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة 

إعلم ان ما يتصوّره الإنسان وهو المسمّى بالعلم سواء كان تصوّريا او تصديقا 
إن كان بعد الرؤية بالعين بمعنى أنه ينقزع علمه عن الرؤية فهو علم عيان أي يسمّى 
بالعلم العياني؛ وإن كان بعد معاينة أسبابه وما يتفرّع علبها وما يتوقف عليه بنحو 
يستلزم رؤية هذه الأسباب والأمور ذلك العلم فهو علم إحاطة. 

ثم إنّ العلم المستفاد من هذين الأمرين يسمّى بالحكمة, وذلك لأنّ منشأه 
المشاهدة المستفادة من كتاب الله التدويني والتكويني من الآفاقي والأنفسي, 
وتكون تلك المشاهدة منها بعين الفؤاد وبصر القلب» وحقيقة عين الفؤاد ونور 
البصر هو نور من الله تعالى المعبر عنه في الأحاديث بالتوسم والفراسة كما لا يخق. 

ففى بصائر الدرجات”",. حدّثنا محمد بن عيسى» عن سلهان الجعفري قال: 
كنت عند أي الحسن لذ قال: يا سلمان تق فراسة المؤمن فإته ينظر بنور الله 
فسكت حتى أصبت خلوة فقلت: جُعلت فداك, سمعتك تقول: اتق فراسة المؤمن 


١-بصائر‏ الدرجات ص۷۹. 





فى شرح الزيارة الجامعة ا e‏ 


فإّه ينظر بنور الله. قال: نعم يا سليان إن لله خلق المؤمن (المؤمنين) من نوره 
وصبغهم في رحمته واخذ ميثاقهم لنا بالولاية. والمؤمن اخو المؤمن لابيه وامّه,ابوه 
النور وأمّه الرحمة, وإِمّا ينظر بذلك النور الذي خلق منه. 

وهذا العلم الحكتي لا يقابله الإنكار لأنّ صاحبه معاين بقلبه للواقع. فلا 
يفقده ليكون جاهلاً كا في العلم فاته کا سيق ربا یحی عن قلب صاحبه فيكون 
جاهلا. 

وبعبارة أخرى: أنّ الحكئة (أي العلم المستفاد من المشاهدة) لا يعرض على 
صاحبه الإنكار؛ لمكان المشاهدة التى هى تل المشهود, فى حال التجلي لا انكار 
عا ونا ها اوهو لمك فى عال: ر ما ع اة 
إلا أنه يدفعه بالدليل عملاً لا قلبا فافهم تعرف إن شاء الله. 

وأيضاً صاحب الحكئة لا يتوقف ولا يعرضه التوقف؛ ليكون شاكاكما في علم 
اليقين. فنّه رما يعرضه الشك ولو لأجل عروض الغفلة, أو إهماله للعمل بمقتضى 
علم البقين. فتحصل له الشك كم لا يمخق. وهذا بخلاف الحكنة والعلم العياني؛ وذلك 
لأنّ صاحبه يكون مشاهداً للواقع بنحو ما ذكر, فا دامت فيه المشاهدة يكون له 
علم العيان والحكمة, والله سبحانه يتعامل مع هذا الشخص با ظهر في فؤاده وهو 
يتعامل مع ريّه با فيه. وهذا العلم العياني يشقرط في تحققه الإنصاف مع الربّ؛ وأن 
يكون صادقاً مع الله والرسول والأوصياء ليصير مورداً لألطافهم الخاصة. 

في الحكي عن الباقرلية: ما من عبد أحيّنا وزاد في حبّناء وأخلص في معرفتناء 
وسأل مسألة إل نفتنا في روعه جواباً لتلك المسألة. 

والحاصل: ان ا حب لهم ی يمنح له علمهم كما تقدم في شرح قوله تعالى «وألو 
استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً74" قول الصادق#: أي لو استقاموا 


.15:نجلا-١‎ 


على حب آل محمد لأفدناهم علم آل حمد. وهذا بخلاف من قرع غير بابهم. وأراد 
دخول البيت من ظهره. فإنّه وإن كان رما عرف الدليل وكيفية الاستدلال العلمى 
والعملي لدرك الواقع ثل استعمال الرياضات والأذكار المعروفة, إِلَاأنّه لايصل ولا 
بل سو االنار بر افا سي كين اا وطن امكل یی تل هيد اباط 
بصورة الحق. فيحسب أنه على الحق مع الجهل بأنّه قد ضلّ سعيه. وهو يحسب أنه 
بحسن صنعا. 

فهؤلاء مصداق لقوله تعالى: ف ألم تر نهم في كلّ واد يهيمون * وأنْهم يقولون 
ما لا يفعلون *''' فإِنّه را قد خرج حينئزٍ من ظلمة الجهل. إلا أله دخل في ظلمة 
النفاق. فلا يعمل بما يعلم ولقوله تعالى: ‏ وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً 
وعلواً > كما قال تعالى: ظط يعرفون نعمة اله ثمّ ينكرونها € وهؤلاء قد وبّخهم الله 
تعالى بقوله: 9 أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون )". 

وكيف كان فهؤلاء وقعوا في الشيطنة التي هى شبيه الحكمة. وأحسن مصاديق 
هؤلاء علماء بعض الفرق والمتصوّفة بأجمعهم كا لا يخق. ثم أين هؤلاء المدّعون 
للحكنة. وكيف يقاس بهن الذين رزقهم الله تعالى ذوق المعرفة بعين الفؤاد ونور 
البصيرة. وظهور مقتضى الفطرة التي فطر الله العباد عليها والق هي التوحيد, الذين 
قد شاهدوا الحقائق والمعارف بقراءة ماكتبه اله تعالى في ألواح الآفاق والأنفس من 
الآيات الدالات على معرفة الأشياء كما هى. 

توضيحه: أنّ الأشياء كلها مرايا الان وأعيان الموجودات كلها مظاهر 
للآيات الاهية. 

وبعارة لفر: أن اللوجووات مرايا رى متها الإشيز عله ال وخ كته 
١_الشعراء‏ : ۲۱-۲۵. ش 


.۸۳ : _التحل‎ "١ 
.35 : '_المؤمنون‎ 


فى شرح الزيارة الجامعة ا ل سا اس سس اال 


وقدرته. وجماله وجلاله. ورحمته وألطافه بنحو ليس فبها شبه ولا أوهام ولا 
شكوك. كلّ ذلك كا علمت بنور اله والفراسة التى منحها الله تعالى. 

إذا علمت هذا فقولهلة: «ودعوتم إلى سبيله بالحكنة» أي منحتم شيعتكم 
الحكمة. أى المشاهدة القلبية لحقائق الأمور والمعارف بحيث عرفوا بذلك سبيل 
الوصول إلى معرفته تعالى. وإلى مرضاته وألطافه الخاصة. وإِما قلنا لشيعتهم, لأنّ 
هذا لطف لكل من أتاهم عارفاً بحقّهم وهم الشيعة كا لايخق. وإن كان ما يتصوّره 
الإنسان من السمع. ومن الخطاب الملق إليهء فيستفيد من اللفظ المعاني على حسب 
بصيرته بأوضاع اللغات. ومعرفته باصطلاح التخاطب في مقام المكالمة. فهذا العلم 
يستى بعلم إخبار. 

وهذا قد يعرضه النطأكثيراً فإنّه رما يفهم منه غير ما وضع له اللفظ. أو غير 
مراد المخاطب المتكلّم لغفلته عن بعض القرائن, التي توجب صرف اللفظ إلى غير 
ما يكون اللفظ فيه ظاهراً مع فقدهاء وهذا العلم هو علم أكثر الحجوبين. الذين هم 
م يستضيئوا بنور الحكمة, ولم يتفرّسوا بنور الإيمان. فهم في عين علمهم جاهلون. 
وفي خيالاتهم المسمّيات عندهم بالعلم مقرددون. فربما يظتّون خلاف الواقع واقعاً 
وينكرون الواقع جهلاً بالأموركا لا يخق. 

وامّا قولهكة: والموعظة الحسنة, فقد علمت مما تقدم أا فسّرت بالبيان, 
الذي تلين به النفس, ويرقّ له القلب لما فيه من صلاح حال السامع من الغير والعبر 
وجميل الثناء وحمود الأثر إلى آخر ما تقدم, وعلمت أنّها (أي الموعظة الحسنة) هي 
المأذون فيهاء وغير المحسنة وهى المنهى عنهاء وقد يقال في تفسيرها بما حاصله: أن 
تقف مع خصمك في مقام الاستدلال على حدود الشرع والعقل. فتدعوه حين 
الدعوة إلى ما فيه السلامة والنجاةء والاحتياط والراحة من محتملات طرف الغزاع, 
كل ذلك ليسهل لك معالجة الخصم فلو دعوته إلى خصوص طرف كان ينكره لم 
يقبل» ولعمى عليه الطريق طريق الحق. وهذا بخلاف ما إذا جاملته. وجعلته 


aA‏ لاممت ات ووال عر وار تسو ل اوعاب الأتؤار السناطعة 


في سعة من اختار. فيرجع باختياره لا باجبارك إلى عقله فلعلّه حينئزٍ يقبل الحقّ 
المعلوم لدى العقل. 

والحاصل: أن تدعوه إلى الحق مع إضاءة عقله لدركه بأن توسّع عليه طريق 
النظر العقلى, لا أن تظلمه عليه فيبق على عاه. وهذا النحو من الدعوة إلى الحق 
بثمر علم اليقين؛ لأنّ المدعو يرجع إلى اختيار ما فيه نجاته من الحتملين في مورد 
الفزاع من قبول الحق, ولا أقل من أن يصير شاك أو متوقفاً لا منكراً. فلا يقوم على 
الداعى با مخاصمة والغزاع. 

والحاصل: أنّ الموعظة الحسنة هو جعل الطرف في سعة؛ بحيث يرجع بنفسه 
إلى ما يحكم به عقله في مورد النزاع, مع عدم المشاجرة الموجبة هيجان صفات 
النفس. الموجبة لخفاء احق فحينئذٍ إِمّا يقبل الحق أو يقف عنده ولا يعارض أهله. 

أقول: هذا كلام حسن في تفسير الموعظة الحسنة إلا أنه يدل على أن المراد من 
الموعظة الحسنة هو الاستدلال كا هو ظاهر قوله تعالى: «ادع» أي بالدليل عن 
هذه الأقسام الثلاثة. وهذا (والله العالم) خلاف الظاهر المتبادر منها عرفاء فإنّ 
الموعظة خصوصاً الحسنة لم يلحظ فبا إقامة الدليل بل المطلوب فيها هو البيان 
بنحو برق القلب وتلين به النفس إلى آخر ما تقدم» ولا فلو كانت الموعظة الحسنة 
ما ذكر لماكان فرق بينها وبين الجادلة بالتي هي أً حسن. فإتّها أيضاً هي الاستدلال 
بنحو يرجع الخصم إلى عقله فيقبله لا بنحو آخر يوجب بقاء عباهكا في الجادلة بغر 
التي هي أحسن. فتأمّل. 

وأمَا الجادلة بالتى هى أحسن فإِلّه وإن لم يذكره هنا إلا أنه قد تقدم معناه 
فيشرح قوله ئة: «السلام على الدعاة إلى الله» وتقدم أا فسّرت بالحجة التي 
تستعمل لفتل ال منص عنًا صر عليه. وينازع فيه من غير أن يريد به ظهور الححق 
بالمؤاخذة عليه من طريق ما يتسلّمه هو والناس, أو بتسلّمه هو وحده في قوله أو 
حجته. وهنا حديث مفصّل ذكر فيا الجادلة بالتي هي أحسن وغيرهاء فلا بأس 


فى شرح الزيارة الجامعة ب ESOS‏ 


بذكرها للتبصّر فنقول: 

في التقلين”": قال أبو محمد امسن العسكري #: ذ كر عند الصادق لا ا جدال 
في الدين. وأنّ رسول اله لش والأئمة ك قد نهوا عنه. فقال الصادق98ة: لم ينه عنه 
مطلقاً. ولكنه نمى عن الجدال بغير التي هي أحسن, أما تسمعون الله يقول: « ولا 
تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن 4؟ قيل: يا بن رسول الله ما الجدال بالتي 
هي أحسن وبالتي ليست بأحسن؟ قال: : أمَا الجدال الذي بغير التي هي أحسن أن 
تجادل مبطلاً. فيورد عليك مبطلاً. فلا تردّه بحجة قد نصبها الله. ولكن تجحد قوله 
أو تجحد حقاً يريد ذلك المبطل أن يعين به باطلهء فتجحد ذلك الحق مخافة أن يكون 
له عليك فيه حجة؛ لاك لا تدري كيف الخلص منه. 

فذلك حرام على شيعتناء أن يصيروا فتنة على ضعفاء اخوانهم وعلى المبطلين. 
أمّا المبطلون فيجعلون ضعف الضعيف منكم إذا تعاطى يحادلة وضعف ما في يده. 
حجة له على باطله, وأمّا الضعفا ء منكم فتعمى قلوبهم لما يرون من ضعف احق في 
يد المبطل, وأما الجدال بالتي هي أحسن فهو ما أمر الله تعالى به نبيئه أن ن جادل به من 
جحد البعث بعد الموت وإحياءه له فقال الله حاكياً عنه: « وضرب لنا مثلاً ونسى 
خلقه قال من بُجی العظام وهی رميم », فقال الله في الرد عليه: « قل (يا محمد) 
يحيبها الذي أنشأها أل مرّة وهو بكل خلق عليم * الذي جعل لكم من الشجر 
الاخضر نارا فإذا انتم منه توقدون). 

فأراد الله من نبيّه أن يجادل المبطل الذي قال: كيف يجوز أن يبعث هذه العظام 
وهي رميم؟ قال: فقل يحييها الذي أنشأها أل مرة. أفيعجز من ابتدأه لا من شيء أن 
يعيده بعد ان يبلى؟ بل ابتداؤه اصعب عندكم من إعادته. 

ثم قال: الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراي أي إذا كمن النار الحارة 
في الشجر الأخضير الرطب ثم يستخرجها فعرّفكم أنه على إعادة من بلى أقدر. 


.١715 تفسير نور الثقلين ج ؛. ص‎ ١ 


or.‏ ك2 ما 3 الأقوار لاط 


ثم قال: أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم 
بلى وهو الخلاق العليم ‏ أي إذاكان خلق السماوات والأرض أعظم وأبعد ف 
أوهامكم. وقدركم أن تقدروا عليه من اعادة الباللي فكيف جوزتم من الله خلق هذا 
الأعجب عندكم والأصعب لديكم. ولم تجوّزوا منه ما هو أسهل عندكم من اعادة 
البللي؟ 

قال الصادقنية: فهذا الجدال بالني هي أحسن؛ لأنّ فيها قطع عذر الكافرين 
وإزالة شبههم. وما الجدال بغير التي هي أحسن فإن تجحد حقاً لا يوكنك أن تفرق 
ببنه وبين باطل من تجادله. واا تدفعه عن باطله بأن تجحد الحق. فهذا هو الحرم؛ 
لأنّك مثله جحد هو حقاً. وجحدت أنت حقاًآخر. 

قال أبو حمد الحسن العسكريئية: فقام إليه رجل آخر فقال: يا بن رسول الله 
أيجادل رسول الله :ا ؟ قال الصادق96ة: مهما ظننت برسول الله من شيء فلا تظنن 
به خالفة اله تعاللى أليس اله قال: «وجادلهم بالتى هي أحسن) و(قل يحييها الذي 
أنشأها أوَل مرّة4 لمن ضرب لله مثلاً فنظن أن رسول الله ين خالف ما أمره الله به 
فلم يجادل ما أمره به. ولم يخبر عن أمر الله بما أمره أن يخبره به؟ 

هذا والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً. 


قوله ئة: وبذلت مانفسكم في مرضاته» وصبرتم على ما أصابكم في جنبه 

أقو ل: وبذلتم بالمداومة على العبادات. وبإظهار الطاعات. وإبداء الشريعة 
الحقة. وتعليم الفرقة الحقة. اع كلمة او كيين دن أله هذا وهر وان 
أصابكم ما أصابهم من القتل والأسر وسق جبابرة زمانهم السموم هم حتى 
قالواية: « ما متا إلا وهو شهيد». أي إِمّا بالسم أو بالقتل أو بهماء وفي التعبير بالبذل 
إشارة إلى أُنّهم ليك فدوا أنفسهم مع ما كانوا عليه من شدة الطاعات. وتحمّل 
المشاق والأذى في سبيل مرضاته بذلاً. أي بدون بدل وبدون إرادة جزاء منه تعالى. 


ق شرح الزّيارة الشافنفة د د ON...‏ 


والحاصل: أنّ هذه ا لجملة تشير إلى بم يذ نا كانوا يتحمّلون ما يتحمّلون له 
تعالى؛ لكونه تعالى أهلاً لذلك. کا يشير إليه قوله 4ة: «وأمًا نحن فنعبده حيّاً له» 
وقوله: «ما عبدتك خوفاً من نارك. ولا طمعاً في جنتك. بل وجدتك أهلاً للعبادة 
فعبدتك» فان هذه التحمّلات لله تعالى تكون عبادة کا لايخق. 

وكيف كان فهم نيك بذلوا أنفسهم في مرضاة اله تعالى حتى أضترٌوا بأنفسهم في 
المأكل والمشرب والمطعم والملبس كا هو مذكور في الأخبار, راچ ماورد في 
أحوال علي بن الحسين ل وكذا سائر الأمة ب من مجاهداتهم مع أنفسهم. ومن 
عباداتهم وبكائهم وخشوعهم. وزهدهم وورعهم وكرمهم وصدقاتهم, والقيام 
بالجهاد في سبيل الله والجهاد مع النفس» وضد الكفار حيث ما اقتضى التكليف 
الالهى. 

لماص امع برا هة اسهد ات يط كنيع بين اوضر 
وبعبادتهم ويجحاهدتهم الأمثال بين المؤالف والخالف. 

والحاصل: أنه لو حاول أحد أن بحصي ما ترتب على بذهم أنفسهم في طاعة الله 
تعالى من المشاق والآلام والجوع, ومعاداة الأعداء الكثيرة في الله تعالى. وما 
يترتب على هذه لما كان حيط به. وقوله.ة: «وصبرتم على ما اصابکم في جنبه» 
مترتب على قوله ل «وبذلتم» وذلك اهم لما بذلوا أنفسهم في مرضاته. صبروا على 
ما أصابهم من ذلك البذل من مشقة العبادات والتعب الشديد. وسهر الليالي 
والتوجّه التام إليه تعالى با له من الحالات, التى تعجز عقولنا عن دركها. ومن 
الجوع من الصيام حتى رما بقوا ثلاثة أيام صائمين لم يفطروا إل بالماء. ورجا كانوا 
يربطون حجر امجاعة على بطونهم» ومن مشقة كلفة الأمر بالمعروف والنهي عن 
المنكر. وما تحمّلوا من مخالفيهم في هذا المقام من معاداة الباغين الكافرين والمنافقين 
معهم حق جرى عليهم من القتل والشهادة والسجن وسائر أنواع الظلم. وهذا 
كسابقه امر ظاهر. 


e o oY‏ و الأنواز النناطعة 


ولكن يقع الكلام هنا في أمرين: 

الأل: في معنى الصبر وأنواعه. 

أمَا الأول فنقول: 

في مرآة العقول' قال الحقق الطوسي #: الصبر حبس النفس عن الجزخ عند 
المكروه. وهو ينع الباطن عن الاضطراب, واللسان عن الشكاية, والأعضاء عن 
الحركات غير المعتادة انتهى. 

قال الجلسي ت (وقد مرّ): إنّ الصبر على البلاء. وعلى فعل الطاعة, وعلى ترك 
المعصية. وعلى سوء أخلاق الخلق (بالفتح). 

قال الراغب: الصبر الإمساك في ضيق. يقال: صبرت الدابة حبستها بلا علف. 
وصبرت فلاناً خلفته خلفة لا خروج له منها. والصبر حبس النفس على ما 
يقتضيه العقل أو الشرع أو عا يقتضيان حبسها عنه. 

فالصبر لفظ عام. ورتا خولف بين اسمائه بحسب اختلاف مواقعه. فإن کان 
حبس النفس لمصيبة سمي صبراً لا غير ويضاده الجزع؛ وإن كان في حاربة مي 
شجاعة ويضاده الجبن. وإن كان ف نائبة مضجرة مى رحب الصدر ويضاده 
الضجر. وإن كان في امساك الكلام سمي كتاناً ويضاده الاذاعة, وقد سمّى الله تعالى 
كلّ ذلك صبراً ونه عليه بقوله: : والصابرين في البأساء والضرّاء وحين البأس )0 
طإوالصابرين على ما أصابهم4”" «والصابرين والصابرات وسمي الصوم صبراً 
لكونه كالنوع له. وقوله: اصبروا وصابروا4”* أي احبسوا أنفسكم على العبادة 





١-مرأة‏ العقول ج8. ص .١١١‏ 
١‏ -البقرة : ۱۷۷. 

"'-الحج : 506 

4_الاحزاب : ۳۵. 


فال شمان 


في شرح الزيارة الجامعة ... .. 


وجاهدوا أهواءكم. وقولد عرو وجل: لإ واصطبر لعبادته چ" أ eT‏ 
يجهدك: وقوله: إأولنك يجزون الغرفة بما ضبروا 4" أي با تحثلوه من الصير في 
الوصول الى مرضاة الله. 

أقول: وف المجمع: وف الحديث: الصبر صبران: صبر على ما تكره. 006 
ما تحب. 

فالصبر الأوّل: مقاومة النفس للمكاره الواردة عليها. وثباتها وعدم انفعاها. 
وقد يستى سعة الصدر. وهو داخل تحت الشجاعة. 

والصبر الثاني: مقاومةالنفس لقوّتها الثشهوية.وهو فضيلةداخلة تحت العفة.. 
الى ان قال: والصبر تارة يستعمل بع نكا في المعاصي. وتارة بعلى كما في الطاعات. 

وفيه عن الكافي بين أقسامه وما له من الثواب. وف البحار'”. عن الكاني. 
يرفع الحديث إلى على .بذ قال: قال رسول الهتييخة: الصبر ثلاثة: صبر على 
0 .وصبر عن العصية. فر ن صير على المصيبة حتى يردها 

عزانها. كتب اله له ثلاغائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة. كا بين السماء 

0 الأرض. ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستّائة درجة ما بين الدرجة إلى 
الدرجة. كا بين تخوم الأرض إلى العرش. ومّن صير عن المعصية كتب الله له 
تسعمائة درجة ما بين الدرجة. إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش. 

ثم اه لايخ على أحد فضيلة الصبر. وك في فضله أنه وردت في القرآن كما 
قيل انون أية في الصبر. ونحن نذكر بعض الأحاديث الواردة فيه تذكرة لمن أراد 
الصبر. 

فف الكافي باب الصبر رقم .١‏ عن أبي عبد اله نة قال: الصبر رأس الإيهان 


١-مريم:‏ 18 
۲ -الفرقان : هلا. 
٣-وفي‏ البحار ج .۷١‏ ص ۷۷. 


لش Ea‏ الساطفة 


ور عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الها يقول: إن ا حر حر على جميع 
أحواله. ا إن نابته نائبة صبر طاء وإن تداكّت عليه المصائب لم تكسره. وإن أسر وهر 
واستبدل باليّسر عسرأكباكان يوسف الصدّيق الأمين (صلوات الله عليه) م يضرر 
حريّته أن استعبد وهر وأسر. وم بضرره ظلمة الجمب ووحشته وما ناله إلى أن منّ 
الله عليه. فجعل الجبار العالي له عبداً بعد أن كان (له) مالكاً. فأرسله ورحم به امه 
وكذلك الصبر يعقب خيراً فاصبروا ووطُنوا أنفسكم على الصبر تؤجروا. 

وفيه رقم ۷» عن ابي جعمر ا قال: الجنة محفوفة بالمكاره والصبر. فن صبر 
على المكاره في الدنيا دخل الجنة. وجهنم محفوفة باللذات والشهوات, فن أعطى 
نفسه لذّتها وشهوتها دخل النار. 

وفيه رقم ١7‏ عن أبي حمزة قال: قال أبو عبد الله لئة: من ابت من المؤمنين 
ببلاء فصبر عليه کان له مثل أجر ألف شهيد. 

وفيه رقم ٠١‏ عن بعض أصحابه قال: لولا أنّ الصبر خلق قبل البلاء, لتفطر 
المؤمن كما تتفطر البيضة على الصفا. 

وفيه رقم 77, عن جابر قال: قلت لأبي جعفراكة: يرحمك الله ما الصبر 
الجميل؟ قال: ذلك صبر ليس فيه شكون إلى الناس. 

وفيه» بعده عن أبي عبد الله أو أبي جعفر ا قال: من لا يعد الصبر لنوائب الدهر 

وفيه رقم ۵ عن بعض أصحابه. عن أبي عبد اله ك قال: إا صبر وشيعتنا 
أصبر منّاء قلت: جُعلت فداك كيف صار شيعتكم أصبر منكم؟ قال: لأنا نصبر على 
ما نعلم. وشيعتنا يصبرون على ما يعلمون. 

أقول: أَمَا صبر المؤمن على البلاء. فهو داخل تحت الصبر على المصيبة, كا لا 
يخق. ع سء 

وأمًا الثاني (أي معنى الجنب): فهو في اللغة على معان إلا أن المراد منه هنا 


فى شرح الزيارة الجامعة ...ا ي ALT‏ 


جهة الثيء. أي صبرتم على ما أصابكم في + ٠‏ الربّ. وفي سبيله ولوجهه 
ولأوامره ورضاه. وقربه وجواره. وطاعته وحقه. کا قيل هذه الوجوه في قوله 
تعالى: ف على ما فرطت في جنب الله ) وها معان اخر يطلق بلحاظها عليهم ىا 


تقدم من نّم جنب الله. أي وجه الله. وشرحه والمراد منه مذكور في محلّه. 


قوله 8 وأقمتم الصلاة 

قيل: إقامة الصلاة عبارة عن تعديل أركانهاء وحفظها من أن بقع فيها زيغ في 
أفعاهاء من أقام العود إذا قوّمه. 

وقيل: من قامت السوق إذا انفقت, فعنى أقتها جعلتها نافقة. فنا إذا حوفظ 
علہا كانت كالنافق الذي يرغب فيه. وإذا ضيّعت كانت كالمكاسد المرغوب عنه. 

وقيل: إقامتها عبارة عن التشمير لأدائها من غير فتور ولا توان من قوهم قام 
بالأمر إذا جدّ فيه وتجلّد. وضدّه قعد فيه وتقاعد. وعلى كلّ حال فالمراد تكم 
أقتموها حقٌّ إقامتها من النضوع والنشوع. والإخلاص وحضور القلب» وجميع 
ماهو شرط للقبول والكمال. 

أقول: وقد يقال: إِنّ الصلاة لا كانت حقيقتها معراج المؤمن, فلا حالة يكون 
أحسن مصداق ها هو محمد وآله الطاهرون. وحيث إِنّ هم الولاية الكلّية الإطية, 
أي هم القرب الحقيق بالنسبة إليه تعالى, كما تقدم من شرح قوله تعالى « ومّن عنده 
لا يستكبرون عن عبادته 4" فحينئذٍ تكون إقامة الصلاة عبارة عن إقامة الولاية 
المطلقة الكلّية النورية الاطية؛ لأنّ حقيقة الصلاة ذكره تعالى حقيقة, لقوله تعالى: 
«أقم الصلاة لذكرى 4. 

وحقيقة الذكر هو صعود الذاكر إلى مرتبة المذكور. بحيث يحو عن نفسه تام 


13 :ءايبنألا-١‎ 
.۱٤ ا'دطه:‎ 


...0000000-0-000 الأتوار الساطعة 


الحدود. ويتخلق عن جميع جميع القيود» ويرفع ام الحنجنب, ويقف في مرتبة الفناء 
والموت في قبضة رب العالمين. بحيث لا يكون إلا قائماً به تعالى. ويكون هو تعالى 
قيّومه. وهذا القيام به تعالى في الحقيقة هو ظهور اسم اله تعالى في مظاهره. وهی في 
الانسان محمد واله الطاهرون لقوله ا کا تقدم: ونحن مظاهره فيكم . 

فحقيقة الصلاة بما ها من المصداق الحقيق هم محمد وآله الطاهرون, فهم بلا 
هم لذين أقاموها بحقيقتها هكذا لا غيرهم. ونحن إذا أردنا إقامة الصلاة فلابدٌ لنا 
من متابعتهم في هذا السير النوري. والفناء المعنوي بالمتابعة هم في مظاهر الصلاة 
فعلاً وهو الصورة الصلاتية؛ ومعنى وهو الارتباط والاتتصال بهمئة في تلك 
الحالات المعنوية, وبهذا اللحاظ فسّر قوله تعالى: ظط يتسائلون عن المجرمين # ما 
سلككم فى سقر * قالوا لم نك من المصلّين 4", باتباع الأنمة فق . 

فف الكافي عن الصادق نظلا قال: فيها عنى لم نك من أتباع الأئمة الذين قال الله 
فہم: : ل والسابقون السابقون * أولئك المقرّبون 4 أما ترى الناس يسمّون الذي 
يلي السابق في الحلبة مصلَياً؟ فذلك الذي عنى حيث «قالوا لم نك من المصلين) 
اي م نك من اتباع السابقين. 

وقد يقال: معنى إقامتها هو بيان حدودها وشرائطها الظاهرية والمعنوية. فكل 
من أقامها عن بيانهم فکانہم ا حينئذ قد أقاموها. ولوكان صدورها عن غيرهم 
من المكلّفين, فهذا أحد معاني قوطم :بنا عرف الله وبنا عبد الله. 

وقد يقال.: إنّ معنى إقامتها هو أنَّهم 4 لما تصدّوا لبيان أحكام اله» واجتهدوا في 
إبطال شبه المعاندين. واجتهدوا في إقامة الدين ببذل نفوسهم الشريفة بحيث قتلوا 
تزاف وتوا ای اشاقن كلذلف لمكن الأ عل الشيفة وامقلمية: 
ليتمكّنوا من إقامة أحكامه تعالى, التي منها الصلاة بل هي أهمّها. ولذا خصّت 
١_المدثر:‏ 1 
١‏ -الواقعة : ٠١‏ 


فى شرح الزيارة الجامعة 000101010111131 7 لان 


بالذكر. فيرجع معنى أقتم الصلاة إلى أنّ إقامة الصلاة, ولو كانت من غيركم. إلا أنه 
لما كان السبب في إمكان إقامتها من المكلّفين هو جدّهم وجهدهم ا فكأئهم 
حينئذٍ أقاموها فتدبّر تعرف هذا. 

وهنا كلام وحاصله: أنَّ الظاهر من قوله لإة: «وأقتم الصلاة» هو إقامة الصلاة 
ما ها من الصورة الظاهرية من الحدود والشرائط. وبا لها من الصورة المعنوية. التي 
عبر عنها بمعراج ا لمؤمن» وقربان كل تقي. وخير موضوع. إلا أنه را يقال: إن المراد 
منها هو ولاية أمير المؤمنين والأعة نظ وذلك لما تقدم تنا رواه الشيخ الطوسي ج في 
كنز الفوائد على ما ذكر في البحار عن داود بن كثير. قال: 

قلت لأبي عبد الله لية: أنتم الصلاة في كتاب الله عرّ وجلء وأنتم الزكاة فقال: 
ونحن الصيام» ونحن الحج. ونحن الشهر الحرام ونحن البلد الحرام. ونحن كعبة اللّه. 
ونحن قبلة الله. ونحن وجه الله. قال الله تعالى: « فأينما تولوا فم وجه الله 4 ونحن 
الآيات. ونحن البيّنات. وعدوّنا في كتاب الله عر وجل الفحشاء والمنكر والبغى. 
والخمر والميسر ولحم الختزير. 

بأقاره اذ اهلقنا قا > كلها ES‏ وماك EO SE E‏ 
ما في السماوات وما في الأرض» وجعل لنا أضداداً وأعداء فسمانا في كتابه. وكنى عن 
ااا اسن الأسيات واختا اله وی أصداديا اعاتا ف کاب اوک عدن 
أسمائهم. وضرب هم الأمثال في كتابه في أبفض الأسماء إليه وإلى عباده المتقين. 

أقول: المراد من أحسن الأسماء هو ما قاله ل من أنّهم الصلاة والزكاة والصوم.. 
الخ فنا أحسن الأسماء قد ذكرها الله كناية عنهم كا سنذكره. وكذا المراد من قوله: 
في أبغض الأسماء إليه, هو الفحشاء والمنكر والبغى وال مخمر والميسر.. ال كا لا يخق. 

وما رواه ف البحار”", عن أبي ذر وسلمان (زضنوان اله عليه)) إلى أن قال : 
معرفتي بالنورانية معرفة الله عر وجل. ومعرفة الله عر وجل معرفتي بالنورانية, 


.١ ص‎ ۲٣ج‎ راحبلا-١‎ 





۸ 0 .000000000000000 الأنوار الساطعة 


وهو الدين الخالص. الذي قال الله تعالى: ل وما أمروا إلا ليعيدوا الله مخلصين له 
الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة 4 يقول: ما أمروا إلا 
بنبوّة محمد ينث وهو دين الحنيفة المحمدية السمحة, وقوله: ويقيموا الصلاة. فمن 
أقام ولايق فقد أقام الصلاة. وإقامة ولايقي صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك 
مقرّب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان. . 

إلى أن قال نية: المؤمن الممتحن هو الذي لا يرد من أمرنا إليه شيء إلا شرح 
صدره لقبوله. ولم يشكٌ ولم يرتب. إلى أن قال: قال سلمان: قلت: يا أخا رسول الله 
ومن أقام الصلاة أقام ولايتك؟ قال: نعم يا سلمان, تصديق ذلك قوله تعالى في 
الكتاب العزيز: « واستعينوا بالصبر والصلاة وإنّها لكبيرة إلا على الخاشعين » 
فالصبر رسول الله إن والصلاة إقامة ولايتى. فنها قال الله تعالى: ( وإنّها لكبيرة » 
ولم يقل: وإمّهما لكبيرة؛ لأنّ الولاية كبير حملها إلا على الخاشعين. والناشعون هم 
الشيعة المستصبر ون الحديث. 

فحينئذٍ نقول: إِنّ الظاهر من قولهاية: «وأقتم الصلاة» هو إقامتها بجحدودها كا 
تقدم» إلا أن تأويلها لأهل البصيرة هو إقامة الولاية. فإِنُّم أقاموها وأمروا شيعتهم 
بإقامتهاء فبإقامتها إقامة الصلاة, وقد تقدم شرح هذا سابقاً إلا انَا نذكر هنا يحملاً 
منه. فنقول: 

المراد من الصلاة. التي من أقام الولاية فقد أقامها هي الصلاة التي تكون معراج 
اللو وو خصو القرب اللحقتى الذئتهو زوع او ا اماف عرفت لله .أن 
يحصل شيئان فصاعداً حصولاً ليس بينهم| ما ليس منهماء وهذا القرب المعنوي 
الحقيق لا يحصل إلا بالفناء المطلق. الذي معناه إسقاط جميع الحدود الخلقية وظهور 
التحليات الربورية ع الها امسق ربل وا ا ا ق الد يت له 
يكون فيه إلا أثر الرب. وهذا المعنى بحقيقته ثابت في محمد وعلي وفاطمة والأئة 
(عليهم أفضل السلام والتحية). 


فى شرح الزيارة الجامعة . 00 لفك 


فى ف ن أقام ولابتي» هو إقامتها بجمبع معانيها من الاقرار بها أوَلاً. ودرك 

معناها الا ثانياً. والاتصاف بحقائقها ثالثاً. وهذه تحصل من الاقرار بها في 
المرحلة الأولى؛ ولذا وردت أحاديث كثيرة خارجة عن حد الاحصاء في الأبواب 
المتفرّقة دلت على أن شرط قبول الأعمال, بل وسائر أصول الدين هو قبول الولاية, 
بل هو اهمها کا تقدم. 

والحاصل: أنّ الحقيقة الانسانية إذا اتصفت بتلك المراحل الثلاث من الإقرار 
بها. ودرك معانيها. والاتصاف بها قلباً وروحاً. فصاحب هذه الحقيقة يمكنه إقامة 
الصلاة كما هى. بل هذه الحالات با ها من الاتصالات بالمبد! إالأعلى حسب القرب 
والولاية. وظهور صفات الحق فيه هو حقيقة الصلاة كيف وقد ورد: أن ن الذاكر لله 
فهو في الصلاة. فما ظنّك بن اتصل قلبه باحق تعالى بالنحو المذكور, فهو دافا في 
ذكره الحقيق المتقدم تفسيره. فحينئز هو في الصلاة دائًاً؟ وهذا الشخص يشتاق إلى 
إقامة الصلاة المخارجية القائمة ببدنه. فإنَ هذا الذي أقام الولاية يكن إقامة الصلاة. 
وهذا معنى قوله.ية: فمن أقام ولايق فقد أقام الصلاة. 

وقوله:كة: نحن الصلاة.. الى E‏ إن حقيقتهم نيلا هي حقيقة الصلاة 
والولاية بالمعنى المتقدم. ٍ 

ولعمري إِنّ هذا يستلزم استلزاماً مؤكداً للمداومة على الصلاة خارجاء وأين 
هذا با زعمه الجهلاء والسفهاء من أَنّ من علم الصلاة المعنوية والولاية لا يحتاج 
إلى الصلاة والعبادة الخارجية؟ فان هذا جهل وزور وتسويل من الشيطان الرجيم 
نعوذ بالله منه. 

وكيف كان فالولاية بمعناها الواقعى التى وسعت كلّ شىء. ولا يشذ عنها 
شيء. قائمة محمد واله الطاهرين. وفى سا روح الصلاة, ولا تكاد إقامة الصلاة 
على الحقيقة الحقّة ظاهراً وباطناً على أكمل الوجوه إلا محمد وآله الطاهرين, فار" 
الصلاة الحقيقية هي صورة ¡ الولاية والصلاة الولوي هي علّة الوجود. ولا يقيمها. 
إلام. ن جعلهم الله مظهراًهاء وحملتها هم محمد وآله الطاهرون, فحقيقة الولاية أصل 


Î N or.‏ 2 الال سم 2:01 الأموا رن الساظفة 


الإمام.ي: وهو حقيقة الصلاة؛ ولذا قالوا: نحن الصلاة.. الخ. وحقيقة الصلاة 
الظاهرية فرع الإمام. فمن أقام الولاية فقد أقام الصلاة. 

والحاصل: أنّ الصلاة الظاهرة.ولاية ظاهرية. فلو لم تقبل الولاية لا صلاة 
لصاحها. والولاية الواقعية صلاة باطنية. »هن اتصف بها فهو في الصلاة ومقيم ها 
وهذه كلها مع أسرارها ظاهراً وباطناً لا تتحقق إلا بالامام اا وهو حامل لها 
ولأسرارها. والمتحمّل لأعبائها الظاهرية والباطنية, رزقنا الله معرفة ذلك محمد 
وآله الطاهرين. 


قوله ا وام نيتم الزكاة 

في الجمع: وقد تكرر ذكر الزكاة في الكتاب والسئّة. وهي إِمّا مصدر زكى إذا 
غى؛ لأنّما تستجلب البركة في المال وتنميه وتفيد النفس فضيلة الكرم. وإمّا مصدر 
زكا إذا طهر لأنّا تطهّر المال من المخبث والنفس البخيلة من البخل. وفي الشرع: 
دق مدر بال ال ابدام ثبت في المال او في الذمة للطهارة اء فزكاة المال 
طهر للمال وزكاة الفطرة طهر للأبدان. فنقول: ظاهر العبارة َنم يا : أعطوا الزكاة 
بقسمما المقررة في الشرع. ٍ 

ووجه الاختصاص بالذكر مهذه الفريضة المالية هو أنّ الزكاة ها أهمية كبيرة في 
الشرع؛ ولذا قل ما أمر اله تعالى العباد بالإيمان بالله والرسول وبالصلاة إلا وقد أمر 
بإيتاء الزكاة أيضاكا لايخق على مسلم؛ وكى في أهميتها أنه يقال لتاركها كتارك 
الحج عند موته: مت إن شئت بهوديا أو نصعرانيا. فعنى الجملة تكم أَدّيتم هذه 
الفريضة المهمة شرع اًكما هو حقهاء ويمكن أن يراد منها زكاة النفس المشار إلا 
بقوله aS‏ 

وكيف كان فالمراد تزكية نفوسهم له من أرجاس الجاهلية. واتباع الهوى 


.1:سمشلا-١‎ 


8. 


فق شرح الزيارة اللحامعة :1 :+ كلس ل ع ا ل يه لاو ووو ONT‏ 


الذي هو الطهارة المشار إليها بآبة التطهير. ولكن فيه أن آية التطهير تعن أن الله 
تعالى طهّرهم لا نهم سيك طهّروا أنفسهم. إلا أن يقال: تطهيرهم ها باعتبار التطهير 
بقاء حيث كان يمكنهم رفع اليد عنهاء فا رفعوا اليد عا منحهم لله تعالى. بل أبقوا 
الطهارة الاهية, وهذا معنى التزكية بالنسبة إلمهم ن. 

هذا وقد يقال: إن المراد من قوطم: وات يتم الزكاة. معنى دقيق لعله سر وباطن 
لايناء الزكاة الظاهري وحاصله: أن الزكاة هو إعطاء مال أو شيء آخر بعد تحقّق 
الا و لمن بال ار ر 
فحينئذٍ فالاعتبار يقضي باه كما تجب الزكاة في المال وفي الرؤوس كما في الفطرة 
كذلك تجب زكاة الملكات (بالفتح) المعنوية من العلم والقدرة. وا لجال والجلال 
الإهي. فمن منحه اله تعالى تلك فيجب عليه الزكاة لطفاً للمستحقين. قال الشاعر 
مخاطبا هم بالفارسية: 

كات کن وز عد کال انت ب زوق که سک وفقيرم 

وكيف كان فهم ية لما كانوا مستفيضين منه تعالى بكلّ الفيوضات الإهيّة 
بحيث قالوا في حقّهم كما سيجىء: آناكم الله مالم يوت أحداً من العالمين. فلا حالة لما 
بلغت الألطاف الإهيّة بالنسبة إلهم حدّ النصاب بل وفوق ذلك؛ ولذا أَدّوا الزكاة. 
فتصدّوا لإعطاء العلم والقدرة. والجمال والجلال. ولقاء اله للمستحقين من الشيعة 
الذين يعتقدون مم قد بلغوا في الكثال حدّ النصاب, فسألوا م: منهم الزكاة زكاة هذه 
الألطاف الخاصّة وهم َة منحوهم لکل على حسب سؤاله وظرفيّنه. 

بل المتأمّل البصير يرى أنّ جميع الموجودات مستفيضون منهم 4 ومن زكاة 
كالاتهم. فهم چا في امحل الرفيع الذي عندهم خزائن ن اللّه. تعا لى؛ وما يغزل منم 
من تلك الكئالات والحقائق إلى كلّ موجود بقدر معلوم. 

انتهى الجزء الثالث ويليه الجزء الرابع مبدوءًا 
ب «وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر» 


قوله ټا: 
قوله ينه: 
قوله ا: 
قوله ټ: 
قوله ټ: 
قوله ا: 
قوله ټا: 
قوله بيّه: 
قوله ټا: 
قوله ننة: 
قوله نه: 
قوله خه: 
قوله جه: 
قوله ټا: 
قوله ظه: 
قوله نة: 
قوله : 


فهرس الموضوعات 


السلام على الأئمة الدعاة. .. 
والقادة الهداة 
والسادة الولاة. . 
والذادة الحماة 
وأهل الذكر 
وأولي الأمر.. . 
وبقية الله 
وخيرته 

وحربه.. 

وعيبة علمه 
وحجته 


وضؤاظه دح اس ا 0 


aE Ee gy 


وبرهانه هذا على نسخة العيون دون التهذيب 01 1101010100 
أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه ........ 


eee Î 0‏ 2121420 00د الانؤان الشاطعة 


قوله :لا إله إلا هو العزيز الحكيم. 00 1# 
قوله ا: وأشهد أن محمداً عبده المنتجب ورسوله المرتضى ا ال 
قوله ية: أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون......... ١/5‏ 
قوله 6: وأشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديّون ۱۹0 
قوله يف:: 
قوله ا: 
قوله بيه: 
قوله نثه: 
قوله غا: 





قوله نه: 
قوله 2د: المطيعون لله. اس و م نقد ا ا Dn‏ 
قوله بية: القوامون بامره . : 11 151515151 1 1 10[0101#31717171أإ1[أ[1101 
قوله :2: العاملون بإرادته. تال اس وو سس وم اب Nh‏ 
قوله 8ة: الفائزون بكرامته اج ب سو TENA‏ 
قوله خا: 
قوله ندة: 
قوله نثة: 
قوله #د: 
قوله ا: ء 
قوله ا: 
قوله ا: 





فى شرح الزيارة الجامعة. ESR‏ 


قوله ا: 
قوله ميْه: 
قوله نيْه: 
قوله : 
قوله ټا: 
قوله ټ: 
قوله ا: 
قوله ميْه: 
قوله لة: 
قوله ټا: 
قوله يْه: 
قوله لنْه: 
قوله ټا: 
قوله يْه: 
قوله : 
قوله ننْه: 
قوله ننْه: 
قوله لظه: 
قوله ييه: 
قوله نة: و 


قوله ا وا 


وخزنة لعلمه 

ومستتؤدعاً لحكمقه:: 

وتراجمة لوحيه 

وأركاناً لتوحيده 

وشهداء على خلقه 

وأعلاماً لعباده 

ومناراً في بلاده 

وأدلّاء على صراطه 

عصمكم الله من الزلل . 

وآمنكم من الفتن 

فعظّمتم جلاله 

وأكبرتم 

ومجدتم كرمه... 

و ادمع کر 3 
ووكدتم ميثاقه. وأحكمتم عقد طاعته... . ......... 


ونصحتم له فى السرٌّ والعلانية. .... 
ودعوتم إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة.... 


وبذلتم أنفسكم في مرضاته. وصبرتم على ما أصابكم في جنبه.. 


0 الصلاة 


انون 


۳۹١ 
۳۹۷ 
۲ 
۲ 


EYA 


EV. 


Al 


1 
1V 
CAV 
A۹ 
۹۲ 
و‎ 


01۰ 


o۱۲ 


oY. 


oYo........ 


or.